:lll:
الحمد لله و حده و الصلاة و السلام علي من لا نبي بعده,
ثم اما بعد..
يتمنى الواحد منا أن يعيش طوال عمره متلذذاً بالطاعة، مستمراً عليها، قائم الليل، صائم النهار، دائم الذكر، عامل الفكر، عالي الهمة، حسن السريرة، ولكنّ نفسه لا تطيق ذلك كله، ويُرجع السبب إلى فساد الزمان، وكثرة الأشغال، وتوالي الأحزان. فإذا اقتنع بهذه الحجج الواهية، لبَّس الشيطان عليه أمره، ورضي بالقليل من الذِكر، والصلاة، والصيام، وسائر الأوراد.
ولو سأل كل منَّا نفسه هذه الأسئلة:
كم ركعة أقوم فيها الليل بشكل يومي ؟
هل هناك ورد يومي من القرآن أحافظ عليه ولو قليلاً ؟
كم مرَّة أذكر الله فيها بالأوراد الشرعية ؟
هل أذكر الله مائة مرة ( لا إله إلا الله ... ) ، و ( سبحان الله وبحمده ) ؟
هل هناك أيام أصوم فيها كل أسبوع، أو في الشهر على الأقل لا أتنازل عنها ؟
هل هناك صدقة يومية أجمعها، ثم أدفعها إلى مؤسسة خيرية، ولو كان المال قليلاً لأحوز على دعوة المَلك "اللهم أعط منفقاً خلفاً"؟
هل أحافظ على الفرائض في أوقاتها، وبخاصة صلاتي العصر والفجر؟
فإذا لم تكن هناك أجوبة مسددة، فانظر وتأمل..
عن أبي داود الحفري قال: دخلت على كرز بن وبره بيته فإذا هو يبكي، فقيل له: ما يبكيك؟ قال: إن بابي لمغلق، وإن ستري لمسبل، ومنعت جزئي أن أقرأه البارحة، وما هو إلا من ذنب أذنبته.
وقال الحسن البصري لرجل: إذا لم تقدر على قيام الليل، ولا صيام النهار، فاعلم أنك محروم، قد كبلتك الخطايا والذنوب.
هكذا كان السلف يتعاملون مع أنفسهم، عالمين بأدويتها ومثبطاتها، وكانوا يعتقدون أن الذنوب هي السبب الرئيس في هبوط إيمانهم، وضعف عبادتهم، حتى أن أحدهم إذا فاته ورده لم يستطع إعادته.
لقد كانوا يربطون ذلك بالذنوب، ونحن فهمنا أن الذنوب هي الكبائر فحسب، ونسينا أن إيذاء الناس بالقول والعمل، وإخلاف الوعد، وتضييع الحق، والنوم عن صلاة الفجر، كلها حواجز عن رفعة الإيمان في النفوس.
فهل نتعامل مع أنفسنا بالحق، ونداوي أدويتنا بأنفسنا، أم لا زلنا نجعل السبب في غيرنا ؟
نعيب زماننا والعيبُ فينا *** وما لزماننا عيبٌ سوانا
ونشكو ذا الزمان بغير جرم *** ولو نطق الزمان بنا هجانا
الحمد لله و حده و الصلاة و السلام علي من لا نبي بعده,
ثم اما بعد..
يتمنى الواحد منا أن يعيش طوال عمره متلذذاً بالطاعة، مستمراً عليها، قائم الليل، صائم النهار، دائم الذكر، عامل الفكر، عالي الهمة، حسن السريرة، ولكنّ نفسه لا تطيق ذلك كله، ويُرجع السبب إلى فساد الزمان، وكثرة الأشغال، وتوالي الأحزان. فإذا اقتنع بهذه الحجج الواهية، لبَّس الشيطان عليه أمره، ورضي بالقليل من الذِكر، والصلاة، والصيام، وسائر الأوراد.
ولو سأل كل منَّا نفسه هذه الأسئلة:
كم ركعة أقوم فيها الليل بشكل يومي ؟
هل هناك ورد يومي من القرآن أحافظ عليه ولو قليلاً ؟
كم مرَّة أذكر الله فيها بالأوراد الشرعية ؟
هل أذكر الله مائة مرة ( لا إله إلا الله ... ) ، و ( سبحان الله وبحمده ) ؟
هل هناك أيام أصوم فيها كل أسبوع، أو في الشهر على الأقل لا أتنازل عنها ؟
هل هناك صدقة يومية أجمعها، ثم أدفعها إلى مؤسسة خيرية، ولو كان المال قليلاً لأحوز على دعوة المَلك "اللهم أعط منفقاً خلفاً"؟
هل أحافظ على الفرائض في أوقاتها، وبخاصة صلاتي العصر والفجر؟
فإذا لم تكن هناك أجوبة مسددة، فانظر وتأمل..
عن أبي داود الحفري قال: دخلت على كرز بن وبره بيته فإذا هو يبكي، فقيل له: ما يبكيك؟ قال: إن بابي لمغلق، وإن ستري لمسبل، ومنعت جزئي أن أقرأه البارحة، وما هو إلا من ذنب أذنبته.
وقال الحسن البصري لرجل: إذا لم تقدر على قيام الليل، ولا صيام النهار، فاعلم أنك محروم، قد كبلتك الخطايا والذنوب.
هكذا كان السلف يتعاملون مع أنفسهم، عالمين بأدويتها ومثبطاتها، وكانوا يعتقدون أن الذنوب هي السبب الرئيس في هبوط إيمانهم، وضعف عبادتهم، حتى أن أحدهم إذا فاته ورده لم يستطع إعادته.
لقد كانوا يربطون ذلك بالذنوب، ونحن فهمنا أن الذنوب هي الكبائر فحسب، ونسينا أن إيذاء الناس بالقول والعمل، وإخلاف الوعد، وتضييع الحق، والنوم عن صلاة الفجر، كلها حواجز عن رفعة الإيمان في النفوس.
فهل نتعامل مع أنفسنا بالحق، ونداوي أدويتنا بأنفسنا، أم لا زلنا نجعل السبب في غيرنا ؟
نعيب زماننا والعيبُ فينا *** وما لزماننا عيبٌ سوانا
ونشكو ذا الزمان بغير جرم *** ولو نطق الزمان بنا هجانا