إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

السَّمِطُ الجامع لما يَعِنُّ من خاطر لامع ...

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • السَّمِطُ الجامع لما يَعِنُّ من خاطر لامع ...

    السَّمِطُ الجامع لما يَعِنُّ من خاطر لامع ... متجدد

    1- الشــر ليس إليـــــــك

    سبحانك لا أحصي ثناء عليك أنتكما أثنيت على نفسك .



    ((ولله ما في السماوات وما في الأرضليجزيالذين أساءوا بما عملوا
    ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى .))

    سورةالنجم / الآية 31



    ** سمعت يوما تلك الآية ،تُتلى بصوت رخيم يدعو إلى التدبر و الهداية :


    - فقد صرح تعالى في تلكم الآية أنه يجزي عباده المحسنينبالحسنى

    ، بينما أسند جزاء المسيئين إلى أعمالهم السيئة الدنيـــا

    ، فنزّه نفسه - سبحانه وتعالى وعزّوجلّ - عن نسبة الجزاءبالسوء إلى ذاته العليا .

    ______________________________ ________

    ** السَّمِطُ هو الخيط الذي يجمع حبات العُقد .
    2- اللهم : اغننا بفضلك عن جميع خلقك .


    ألفتني في اطّراد ضعفٍ منذ أمد ليس طويلا ، أجهد ويشق عليّ


    عملٌ ولو كانسهلا يسيرا ، وقد كنتُ قبلا أرى مثله هيّنا ويسيرا


    العين ضعفت وصار بصري كليلا ، يشق علي مضغ قاسيالطعام قليلا

    يضطرنيجسدي إلى الدعة أمدا طويلا طويلا

    فراعني تغيير حالي وصار بالي كسيفاكسيرا


    أََسَيَطَّرِدُ حالي حتى أصير على الأنام كليلة؟


    ففزعت أدعوالرحمن ربي بتضرّعٍ و كثيرا :


    ( اللهم متعنا بأسماعناوأبصارنا وقوتناأبدا ما أحييتناواجعله الوارث منا )


    فَدُمْتُ على تكرار سؤالي ؛ آملة من الكريم قََـبُلا .
    - إن الله واسع عليم


    حان وقت الرحيل لأداء حجةالفريضة ، و تحتم ترك الصغار في

    تلكم السفرة الوحيدة ، فركبنيهم وغم و صيّرني فكري شريدة :

    - من للصغار مثل أم حانية ودودة؟

    - من يطعمهم ، ويرعاهم ، و يحفظهم من كل حادثة جديدة ؟

    - من يتعهد وقايتهم من برّد ليلة شديدة ؟

    - من يرقيهم صباحَ مساء! برقية محيطة حميدة؟

    ** فــاتصل دمع العين سيلاً طويلاً مديدا ،

    و انخلع قلبي حال الفراقفصار مني بعيدا؛

    فناشدت ربي صبرا على الفراق حميدا،

    وصبّرتُ النفسَ أردد دعاء سفري ؛ لفضل ربي مريدة،

    فرزقني الرحمن فهمًا عجيبًا رائقًا وفريدا !!!

    كأنما لم أكن لألفاظ الحديث واعية حافظة عتيدة :

    ((.... اللهم أنت الصاحب في السفر والخليفة فيالأهل ...))

    يصحبني في سفري ، ويخلفني في أهلي ، يكلأنا حافظاو شهيدا .

    فهدأ رُوعي و سكن قلبي لما جاء في الحديثسعيدة

    وزال بذا هم فراق الصغار بعيدا .

    و كان أمري بفضل من الرحمن ميسرًا و وسديدا .

    ودام سفري شهـــــــــــرًا وعدتُ عودًا حميدا .

    و عجبتُ من حفظ الإله صغاري حفظًا كريمًا محيطًا و ودودا

    فقلت لنفسي :

    لِـمَ العجب؟ألم يكن صاحبي في سفري وخليفتي

    في أهليربًّا قيّومًاواسعًاوحميدا .
    - وإن تعدّوا نعمة الله لا تحصوها


    تأملتُ يوما كيف يذوب الملح في الطعام .
    ينتشر بقدر متساوٍي مازج جميعه في تمام .
    بقدرة تخللت جزيئات الملح جزيئات الطعام .

    تخللا عجيبا يسوّغ مذاق القوت للطاعمين من الأنام .

    هَبْ : أن الله لم يأذن للملح بالذوبان ؟ !

    أو جعل امتزاجه في طعامنا غير متساوٍ في تمام ؟!

    فما كان يسوغ لطاعمٍ -أبدا- طعام !!!

    فالحمد لله على نعمه التي تترى، وعلى أنبيائه منا السلام .

    حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه نرفعه بقلوبنا إلى مولنا البرّ السلام .
    - الطهور شطر الإيمان


    قرأت يوما قوله تعالى : (( إن الله يحبالتوابين ويحب

    المتطهرين))سورة البقرة / الآية 222 -

  • #2
    رد: السَّمِطُ الجامع لما يَعِنُّ من خاطر لامع ...

    فعجبت من لطف جمعه تعالى بين التوابين والمتطهرين .

    وسبّحت الله علىكمال بيانه في كتابه الهادي المبين .

    فالتوبة طهور لسرائر و قلوب عباد الله المذنبين .

    والماء والترابطهور لأبدان عباد الله المتطهّرين .

    فسبحان من يحب الطهارة لعباده ظاهرين ومبطنين .

    ينزههم عن : الأنجاس والأرجاز والأحداث و سيءِ خلقٍ مشين .

    شرع تكرار الدعاء بذا على لسان نبيه الهاديالأمين ،

    يردده -بعدكل وضوء - من كان راغبا في فضله من المتسننين :

    (( اللهم اجعلني منالتوابينواجعلني منالمتطهرين .))


    اللهم تقبل دعاءنا وأدخلنابرحمتك في من تحب من عبادك
    اللهم آمــــــــــــينآمـــــــــين آمــــــــــين .


    و الحمد لله على نعمائه- دوما - الملكالقدّوسربّ العالمــــــــــــــــــــين -لا يكن حبّك كلفًا ، ولابغضك تلفًا
    *هــــــــــــــــونامـــــــــــــــا!!






    هل أحبك أحدهم -يوما - في الله ؟



    وأخذ يقسملك : إن قربك ورضاك عنه غاية أمله ومناه
    وكلمالقيك فَدّاك بالنفس وفاضت بالحبّ عيناه
    وقد حُزتَ على خالص ودّه ورضاه

    وعند أول تعرّوضكلسخطه وجفاه .............................. ..............

    ينقلب حاله إلى شديد العداوة ...
    يقسى قلبه ويخلو منالحب و النداوة ..
    و تجد الحب- المزعوم – قد طــار ..
    وبعد الود والأشعاريكون أول من يصليك -إناستطاع- بالنار!!!



    فكيف –بالله- تحول ذاك الحب و الكلف إلى دعاء عليكبالهلاك والتلـــف ؟!!!

    7- عبــاد الرحمن ...


    (( وَعِبَادُ الرَّحْمَنِالَّذِينَيَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِهَوْنًا * وَإِذَاخَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ
    قَالُوا سَلَامًا *وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبهِِّم سُجَّدًاوَقِيَامًا ))
    62- 64 سورة الفرقان

    سألت نفس يوما : لِمَ عبَّد الله الموصوفين في هذه الآيات لاسمه الرحمن دون سواه ؟

    فعجبتُ منلطف مناسبة ما ذُكر من وصفهم لهذا الاسم وتضمن تلك الصفات معناه !

    - يحياأحدهم في الأرض هونًا ، لينا حليما رفيقا ، هكذا سمته مادام في الأرض محياه .

    - وإذا خاطبه الجاهلون ، ردّ سالما من إثمٍ ، دافعا برفقٍ ؛ فلا يقابلجهلهم بجهلٍ ، حاشاه ثم حاشاه .

    - ثم يبيت للرحمن : قائما ساجدا ؛ راجياطامعا في رحمته ورضاه .


    فتعبّد الرحماء باسم الرحمن عاملين في الحياةبمقتضاه ، فسبحان من وسع برحمته كل شيء وبها حواه .

    وسبحان من استوى بأوسعصفاته على أوسع مخلوقاته ، جلّ الرحمن في علاه .


    8- ياتُرى كيف سيكون النداء؟(1)


    كلما سمعت بوفاة أحد الخلق فضلا عن أحد أكابرالعلماء

    طفقتُ أُفكر : يا تُرى بأي الأسماء نادته ملائكة السماء؟

    فمثلا : عند وفاة شيخنا الألباني :

    تملك هذا السؤال خاطري و جناني :

    أتُراه نُودي : بياناصر الدين ؟ أم بيا أبا عبد الرحمن ؟

    أم بيامحدث بلاد الشام ؟

    نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحدا من الأنام .

    ثميهمني بعدُ حالي :

    يحدوني الأمل والرجاء ، وأخشى عاقبة عملي الذي ساء .

    يـاتُرى كيـف سيكـون النـداء؟

    _----------------------------------------------

    (1)- [ كنا في جنازة في بقيع الغرقد ، فأتانا النبي ، فقعدوقعدنا حوله ، كان على رؤوسنا الطير ، وهو يلحد له ، فقال : أعوذ بالله من عذابالقبر ، ثلاث مرات ، ثم قال : إن العبد المؤمن إذا كان فى إقبال من الآخرة وانقطاعمن الدنيا ، نزلت إليه الملائكة ، كأن على وجوههم الشمس ، معهم كفن من أكفان الجنة، وحنوط من حنوط الجنة ، فجلسوا منه مد البصر ، ثم يجئ ملك الموت حتى يجلس عند رأسه، فيقول : يا أيتها النفس الطيبة ، اخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان ، قال : فتخرجتسيل كما تسيل القطرة من في السقاء ، فيأخذها فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين، حتى يأخذوها فيجعلوها في ذلك الكفن وذلك الحنوط ، ويخرج منها كأطيب نفحة مسك وجدتعلى وجه الأرض ، قال : فيصعدون بها ،فلا يمرون بها ، يعني على ملأمن الملائكة ، إلا قالوا : ما هذه الروح الطيبة ؟ فيقولون : فلان ابن فلان ،بأحسن أسمائه التي كانوا يسمونه بها في الدنيا، حتى ينتهوا بها إلىالسماء ، فيستفتحون له ، فيفتح له ، فيشيعه من كل سماء مقربوها ، إلى السماء التيتليها ، حتى ينتهى بها إلى السماء التي فيها الله ، فيقول الله عز وجل : اكتبواكتاب عبدي في عليين ، وأعيدوه إلى الأرض ، فإني منها خلقتهم ، وفيها أعيدهم ، ومنهاأخرجهم تارة أخرى ، قال : فتعاد روحه في جسده ، فيأتيه ملكان ، فيجلسانه ، فيقولانله : من ربك ؟ فيقول ربي الله ، فيقولان له : ما دينك ؟ فيقول : ديني الإسلام ،فيقولان له : ما هذا الرجل الذي بعث فيكم ؟ فيقول : هو رسول الله ، فيقولان له : ماعلمك ؟ فيقول : قرأت كتاب الله فآمنت به وصدقت ، فينادي مناد من السماء : أن صدقعبدي ، فافرشوه من الجنة ، وافتحوا له بابا إلى الجنة ، قال : فيأتيه من روحهاوطيبها ، ويفسح له في قبره مد بصره ، قال : ويأتيه رجل حسن الوجه ، حسن الثياب ،طيب الريح ، فيقول : أبشر بالذي يسرك هذا يومك الذي كنت توعد ، فيقول له : من أنت ؟فوجهك الوجه الذي يجئ بالخير ، فيقول ، أنا عملك الصالح ، فيقول : يا رب ، أقمالساعة حتى أرجع إلى أهلي ومالي ، قال : وإن العبد الكافر إذا كان في انقطاع منالدنيا وإقبال من الآخرة ، نزل إليه من السماء ملائكة سود الوجوه ، معهم المسوح ،فيجلسون منه مد البصر ، ثم يجئ ملك الموت حتى يجلس عند رأسه ، فيقول : أيتها النفسالخبيثة ، اخرجي إلى سخط من الله وغضب ، قال : فتتفرق في جسده ، فينتزعها كما ينتزعالسفود من الصوف المبلول ، فيأخذها ، فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين ، حتىيجعلوها في تلك المسوح ، ويخرج منها كأنتن ريح خبيثة وجدت على وجه الأرض ، فيصعدونبها ،فلا يمرون بها على ملأ من الملائكة إلا قالوا : ما هذا الروحالخبيث ؟فيقولون فلان ابن فلان ، بأقبح أسمائه التي كانوا يسمونه بها في الدنيا، حتى ينتهى بها إلى السماء الدنيا ، فيستفتح له ، فلا يفتح له ، ثم قرأرسول الله ( لا تفتح لهم أبواب السماء ، ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سمالخياط ) الأعراف : 40 ، فيقول الله عز وجل : اكتبوا كتابه في سجين ، في الأرضالسفلى ، فتطرح روحه طرحا ، ثم قرأ : ( ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفهالطير أو تهوى به الريح في مكان سحيق ) الحج : 31 ، فتعاد روحه في جسده ، ويأتيهملكان فيجلسانه ، فيقولان له : من ربك ؟ فيقول : هاه هاه لا أدري ، فيقولان له : ماهذا الرجل الذي بعث فيكم ، فيقول : هاه هاه لا أدري ، فينادي مناد من السماء : أنكذب فافرشوه من النار ، وافتحوا له بابا إلى النار فيأتيه من حرها وسمومها ، ويضيقعليه قبره ، حتى تختلف أضلاعه ، ويأتيه رجل قبيح الوجه ، قبيح الثياب منتن الريح ،فيقول : أبشر بالذي يسوؤك ، هذا يومك الذي كنت توعد ، فيقول : من أنت ، فوجهك الوجهالذي يجئ بالشر ، فيقول : أنا عملك الخبيث ، فيقول رب لا تقم الساعة ]
    الراوي: البراء بن عازب المحدث: الألباني - المصدر: شرح الطحاوية - الصفحة أو الرقم: 396
    خلاصة الدرجة: صحيح .

    9- هل نعبد الله باسمه الغني؟


    قرأت يوما قوله تعالى :
    (( وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيلربنا تقبل مناإنك أنت السميع العليم )) سورة البقرة / الآية 127


    فعجبت : لِمَ يدعو النبيّان بقبول البناء والعمـل !
    وقد أُمرا برفع بناء البيت فأجابا بكل حبّ على عجل !
    كأنما يخشون ردّ العمل ، ويرجون أن يكون عند الإله قد قُبِل !

    وزاد عجبي بجواب رسولنا عائشة عن أهل الخير و الوجل !


    تعليق


    • #3
      رد: السَّمِطُ الجامع لما يَعِنُّ من خاطر لامع ...

      سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية { والذين يؤتون ماآتوا وقلوبهم وجلة } قالت عائشة : أهم الذين يشربون الخمر ويسرقون قاللا يا بنت الصديقولكنهم الذين يصومون ويصلون ويتصدقون وهميخافون أن لا تقبل منهم أولئك الذين يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون .]
      الراوي: عائشة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 3175 / خلاصةالدرجة: صحيح
      عجبا : يسارعون في الخيرات وقلوبهم بين الخوفوالأمل
      و يرجون ربّ السماوات ألا يردّ طيبالعمل

      وهُديتُ إلى جماع الأمر في قول ربنا سبحانه وتعالى و عزّ وجلّ :
      - *(( يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد * إن يشأيذهبكم ويأت بخلق جديد ))سورة فاطر / الآية 15- 16

      *- [عن النبي صلىالله عليه وسلم ، فيما روى عن الله تبارك وتعالى أنه قال " يا عبادي ! إني حرمتالظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما . فلا تظالموا . يا عبادي ! كلكم ضال إلا منهديته . فاستهدوني أهدكم . يا عبادي ! كلكم جائع إلا من أطعمته . فاستطعموني أطعمكم . يا عبادي ! كلكم عار إلا من كسوته . فاستكسوني أكسكم . يا عبادي ! إنكم تخطئونبالليل والنهار ، وأنا أغفر الذنوب جميعا . فاستغفروني أغفر لكم . يا عبادي ! إنكملن تبلغوا ضري فتضروني . ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني . يا عبادي ! لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم . كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم . ما زاد ذلكفي ملكي شيئا . يا عبادي ! لو أن أولكم وآخركم . وإنسكم وجنكم . كانوا على أفجر قلبرجل واحد . ما نقص ذلك من ملكي شيئا. يا عبادي ! لو أن أولكم وآخركم . وإنسكم وجنكم . قاموا في صعيد واحد فسألوني . فأعطيت كل إنسان مسألته . ما نقص ذلكمما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر . يا عبادي ! إنما هي أعمالكم أحصيهالكم . ثم أوفيكم إياها . فمن وجد خيرا فليحمد الله . ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلانفسه " . وفي رواية : " إني حرمت على نفسي الظلم وعلى عبادي . فلا تظالموا " . ]
      الراوي: أبو ذر الغفاريالمحدث: مسلم - المصدر: المسند الصحيح - الصفحة أو الرقم: 2577 / خلاصة الدرجة: صحيح .

      حينها علمت : لِمَ كان سمت أسلافنا دومة الخشية وملازمة الافتقار إلىالإله و الوجلّ

      ودوام تساؤل : بين خشية و رجاء وأمل : هل يا تُرى يُنعِمالغني بقبول ذا العمل ؟



      - تصبّري يا نفس : ( أجمل ما في الدنيا أنها فانية ).



      تفكّرتُ يومًا :






      ماذا لو كان بقاؤنا في هذه الدنيـا دواما سرمدا؟
      واحسرتاه إن دامت حياتنا في هذه الدنيا كذاأبـدا!
      وطفقت أحمدُ ربّنا أن جعـل لكبـدنافيهـا حـدا .
      رحمنـا ولم يجعلها لعباده مستقـرادائما وخلــدا .
      فالحمد لله على نعمائه حمدا كثيراطيبـــا ممتـدا .

      11- لا يزال لسانك رطبًا بذكر الله .(1)


      لا غنى لبشرٍ عن رطوبة فيه و نداوة رضابـه.
      فلا يكاد يطيق بشرٌ جفافحلقه ولسانــه.
      كذا وصفالشارع الحكيم حال الذاكر لربه.
      دائم مقيم على ذكره دوام تلازم لعابهللسانه.



      ____________________________
      (1 )- { أن رجلا قال يا رسول الله إن شرائعالإسلام قد كثرت علي فأخبرني بشيء أتشبث به قال : لا يزال لسانكرطبا من ذكر الله }
      الراوي: عبدالله بن بسر المحدث: الألباني - المصدر: صحيحالترمذي - الصفحة أو الرقم: 3375
      خلاصة الدرجة: صحيح
      12- لا إمامة مع عافية ودوام سلامة .

      كم رفعت كفيّبالدعاء لباسط الأرض ورافع السمــــــاء

      أسأله : أن يجعلني وذريتي أئمةللأتقياء وألا يحرمنا أجر هذا الاصطفاء

      أكرره غافلة عن سنة لله ماضية بتلازمالإمامة للفتن وعظيم البـلاء

      فما أدراني : أأثبت في البلاء ؟ أم تزل قدميإلى درك فتنة ظلمـاء ؟

      فلما خشيت الفتن آثرت السلامة والعافية وتركت ذاكالدعــاء

      واستبدلتُ به : (( اللهم اهدني فيمن هديت ،وعافني فيمن عافيتَ ... ))
      فليدعُ -غيري- بالإمامة من يشاء معدعائي الخالص له :

      أن يثبته الله على شديد الفتن وعظيم البــــــــــلاءاللهم ارزقنا كلمة الحق في الغضب والرضا.


      الإنسان إمّامادحٌ أو ذامٌ و قليلٌ عن كليهما ساكــت
      فإن أحبّ غالى في محبوبه فلا يُرى له فيمدحه ضابــط
      وإن أبغض غالى في ذمّه فهو لكل حسن في خصمه جاحد
      وبعضهم يرى أنهتقي نقي مادام لـذمّ خصمـه تارك
      وقليل من يذكر خصمه بخير قوّامًا بالحق لربّه وبعدله شاهد

      قال تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْكُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُقَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْاللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ )المائدةآية(8).
      - لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ( 1 )


      - تنقسم أعمال العبد إلى أعمال ظاهرة بالجوارح ،وأعمال يؤديها بالقلوب
      - ومن أهم ما يطالب به عبد أن يحبّ لأخيه كل نعمة و أمرعنده مرغوب
      - فعلقّ الشارع الحكيم كمال إيمان العبد الواجب فجعله لازما من قلبكل مربوب
      -فـإذا خلا منه قلب عبد تُوُعِد بتأخر دخوله جنة الخلد عن السبق صارمحجـوب
      - ولو شاء الإله أن يحاسبه على ذلك بعدله صيّره في جهنم لأجلٍ عن الصراطمقلوب
      - فلينتبه اللبيب : إن فرضه وكمال واجب إيمانه المطلوب : محض عمل منوط بالقلوب
      - فلا يحلّ لعادم الطمع فيما عند صاحبه ،مستشرفا عطاءً - بزعمه - حق له مسلوب
      - فجلّ حقّه أن يحبّ صاحبه له أن يحوذ مثلما عنده مخلصا من قلبه غير كاره ولا مكروب
      - ولا يلزمه قسم ملكه على أخيه محبة ،فمثل ذلك العطاء غير واجب ولا حتما منه مطلوب
      - فالحمد لله الذي حكم فخفف علىخلقه - سبحانه -عليم خبير بذات القلوب

      وقد سئل شيخ الإسلامابن تيمية - رحمه الله تعالى - :

      ماذا يقولأه ** ل العلم في رجل
      آتاه ذو العرش مالا ** حج واعتمرا
      فهزه الشوق ** نحوالمصطفى طربا
      أترون الحج أفض ** ل أم إيثارهالفقرا
      أم حجه عن ** أبيه ذاك أفضل أم
      ماذا الذي يا ** سادتي ظهرا
      فأفتوا محبا لك ** م فديتكمو
      وذكركم دأبه إن ** غاب أو حضرا
      فأجاب رحمه الله ‏:
      نقول فيه ‏:‏ بأن ** الحج أفضل من
      فعل التصدق ** والإعطاء للفقرا
      والحج عن وال ** ديهفيه برهما
      والأم أسبق في ** البر الذي ذكرا
      لكن إذا الفرض خ ** ص الأب كانإذًا
      هو المقدم في ** ما يمنع الضررا
      كما إذا كان ** محتاجًا إلى صلة
      وأمه قد كفاها ** من برى البشرا
      هذا جوابك ** يا هذا موازنة
      وليس مفتيك ** معدودًا من الشعرا

      ------------------------


      تعليق


      • #4
        رد: السَّمِطُ الجامع لما يَعِنُّ من خاطر لامع ...

        (( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ))
        الراوي: أنس بن مالك المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 13
        خلاصة الدرجة: [صحيح]
        15- سلامٌ على موسى في العالمـين .
        من صنع إليكممعروفا فكافئوه.

        خطر لي يوما بعـد فراغي من أداء الصـلاة :-
        أن لكليم الله موسى يدًا على المصلين دون سواه
        فقد وُفِّق لنبينا عليه السلام يوم الإسراء لقيـاه
        فسأله عما فرض على عباده سيده ومـولاه ؟
        فلماعلم أن الله فرض خمسين صلاة على مصطفاه
        أشفق الكليم أواه ، وأسّر إلى نبينا نصحه ونجواه :
        ارجع فسل ربّ العالمين تخفيفا اسأله تنزيل رحماه
        فأطاعه نبينا.. وامتن بوضع شطر الصلاة الملك الإله
        نصحه الكليم : ارجع لعل الكريم يخفف عن خلقه عساه
        ومازال به يراجعه حتى استحى المصطفى من كثرة سؤاله جلّ في علاه
        وبقي أجر الخمسين صلاة لمن التزم بفرض خمسه وأدّاه
        فما من أحد يقدر على مجازاة الكليم عنا خيرا غير الشكور مولاه
        نسأل الله بأسمائه الحسنى و جميل صفاته جلّ في علاه :
        أن يرزقنا حسن أداء مافرض علينا من الصلاة
        وأن يجعل خير أيامنا يوم نلقى كليمه ومصطفاه
        وأن يبيض بحسن الاتباع وجوهنا يوم الجمع يوم نلقـاه .

        آمين آمين آمين
        16-* تزوجوا الودودالولود...
        -** خيركم خيركم لأهله ..

        * قد تُعذر المرأة إذا فقدت نعت الولود .
        * ولكنْ هل يا تُرى تُعذر إذا فقدت نعت الودود !!!

        ** الكلمة الطيبة صدقة ، وتبسمك في وجه أخيك صدقة ..
        ** وفي الأخـــير : النســاء شقــائق الرجــال !!!

        17- إن المرء يحب القوم ولـمّا يلحق بهم ..




        يحقـر أحـدنا عمـله مقـارنة بالصـالحـين مـن السلــف ..
        ويكاد اليأس من مقاربتهم يجـلل النفـس ،و يصيبها بالإعيـاء والتلـف.
        لولا أن مــنّ الرحمـن عليـنا سبحـانه أعلم بحالـنا وما نصـف ؛
        فوعدنا صحبتهم إذا تحقـق في قلوبنا للصالحـين من المحبّة و الكلـف .
        نسأل الله : أن يمتعنا بصحبة نبيه عليه من الله السلام ، وصحبه الغّرِّ الكرام،
        وكذا صحبة الصالحين من السلف ، ومن تبعهم بإحسان من الخلـف ،
        وألاّ يحرمنا بذنوبنا تحقيـق ذلك الهدف ، ونــوال ذلك الشــرف .

        آميــــــــن .
        - وعجلتُ إليك ربِّ لترضى .

        يومـــــــــًا :

        تأملتُ حالي ودوام تقصيري وسوء مــآلي
        وكان خير ما يعبر به قـــالي :
        ( شغلتنا أموالنا وأهلينا فاستفغر لنا )

        فكمدت حسرة وزاد مــــراري

        وقرّعت نفسي ألومــها بسـؤالي :

        متى يا نفس يصبح قالي : ( وعجلتُ إليك ربِّ لترضى ) ؟!
        - سلامة نفسي أَوْلَى ...
        [ يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا.. ] التحريم / آية :6

        ألفتُ نفسي محبة حريصة على نجاة من حولي من الناس
        أبذل النصح مهما كلفني ذلك من جهد بــإخلاص
        وأهمني حالهم كأني على أعمال الخلق مكلفة من الحراس
        و تعديت الحد أحصي عليهم أخطاءهم بلا وعي ولا إحساس
        يحدوني الأمل في إصلاحهم ؛ لعلي أصل بالقوم من المعاصي إلى خلاص
        زاعمة ذلك قربة للإله تلازمني تلكم النية تلازم الروح و الأنفاس
        وشُغلتُ عن سلامة نفسي بحرصي على نجــاة العصاة من الناس
        وزاد نكيري على العصاة من القوم بكل حب لهم و إخلاص
        أتوعدهم بعذاب من الإله ليس لهم منه فكاك ولا مناص
        وأفرطتُ حتى نفر القوم مني وأصبحتُ رمزًا للقنوط والياس
        حتى منّ الله عليّ يوما بفهم حديث رُوِيناه عن عاطر الأنفاس :-

        (( كانا رجلان في بني إسرائيل متواخيين ، فكان أحدهما يذنب ، والآخر مجتهد في العبادة . فكان لا يزال المجتهد يرى الآخر على الذنب، فيقول : أقصر ، فوجده يوما على ذنب فقال له : أقصر فقال : خلني وربي أبعثت علي رقيبا ؟ فقال : والله لا يغفر الله لك أو لا يدخلك الله الجنة . فقبض أرواحهما فاجتمعا عند رب العالمين فقال لهذا المجتهد : أكنت بي عالما أو كنت على ما في يدي قادرا ؟ وقال للمذنب : اذهب فادخل الجنة برحمتي. وقال للآخر : اذهبوا به إلى النار . قال أبو هريرة : والذي نفسي بيدهلتكلم بكلمة أوبقت دنياه آخرته. ))
        الراوي: أبو هريرة المحدث: الوادعي - المصدر: الصحيح المسند - الصفحة أو الرقم: 1318
        خلاصة الدرجة: حسن

        غفر الإله لمن عصاه وأحبط عمل عابد شديد قاس
        تألى على الإله فقنّط عبدًا وكان لرحمة الرحمن ناس
        فاحذري يا نفس : فما بعثك الرحمن رقيبة على الناس
        وكوني عونا ما استطعت تدلي العاص بالحسنى على الخلاص
        فإن أطاعكِ فاحمدي الإله ، وإلا فرحمة الله واسعة لكل دانٍ وقاص .


        اللهم استر عيوبنا واغفر لنا زللنا و إسرافنا في أمرنا إنك غفور رحيم .
        20- أليس خيرًا أكيدا : أن أُظْلَم ولا أَظْلِم للإله عبيدا؟

        ظُلِمتُ يومًا ظلمًا أليمًـا طاغيًا وشـديـدا
        فكِدتُ أُقْتَلُ كمدًا لولا ثباتٌ من الإله حميـدا
        فصبّرتُ نفسي : أليس الإله حاضرًا وشهيدا ؟
        يعلم السّرّ وأخفى رقيبًا حسيبًا عتيدا
        وأن القيامة آتية فليس يومًا بعيـدا
        يحكم العدل بين الخلائق حكمًا سريعًا سديدا
        يُذهِب غيظ قلبٍ فيعود فرحًا سعيـدا
        فهدأ روعي وذهب وجـدي بعيـدا
        ولهج قلــبي : حمدًا للإله مجيدا .
        - من ذا الذي ما ساء قط *** ومن له الحســــنى فقط .

        إذا عاملت الخلق على العصمــة
        كانت معاملتك خالية عن الحكمـة
        فكل ابن آدم خاطئ -حتما- تفارق بعض أحواله الحسنى
        فلمَ العجب من تظالم العبيد وقد صيرها الربّ في كونه سنة (1)! ! !
        فإذا لم ترض بتلكم الحقيقة المرَّة ؛ زاد شقاؤك وكانت حياتك من حسرة إلى حسرة .
        فاصبر على الأذى ؛ فلستَ بلا معصية ولا جريرة ولا زلة ! ! !
        فاليوم صالوا عليك ؛ وغدا لك عليهم أو غيرهم صولة
        وأفضل الخلق من رزقه الإله على الإقرار بخطئه قـوة
        وحرص على محو زلاّته ، ساعيًا إلى المغفرة والتوبــة .

        قال رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - : ((كل ابن آدم خطاء ، وخير الخطائين : التوابون))
        الراوي: أنس بن مالك المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 2499
        خلاصة الدرجة: حسن .

        ______________________________ _____

        (1)- نقصد أن وقوع الظلم بين العباد من أقدار الله سبحانه الكونية .
        يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ...


        سألت نفسي وقد أخذتْ بجماعها الحيرة :

        من منا يستطيع أن يتقي ربّه حـق التقوى ؟

        فتلك درجة لابد وأنها عليــا !!!

        فأنى يستطيعها مثلي في درجاته الدنيا ؟!

        فذهبت أبحث عما خفي عليّ من معنى .

        ورُزِقتُ بقول لأهل العلم في تلكم التقوى .

        قالوا : إن تقوى الله حق التقوى : استفراغ المرء وسعه
        وبذل أقصى ما يستطيعه جهدا .
        فحق تقاة كل فرد تختلف عن غيره وسعا .
        ** ومثلـــوا :
        - بأن المرء إذا مرض وصلى فرضه قاعدا عجزا
        فقد حقق بفعله هذا كمال ما أُمِر به من تلكم التقوى
        - وكذا المتيمم لعذر مبيح حقق تقوى ربّه الكبرى .

        - ففهمت أن العمل بالمستطاع هو المراد بحقيقة التقوى .


        فالحمد لله على نعمائه التي لا نستطيعها حصرا ؛ ففي يسر شرعه رحمات على عباده تترى .

        تعليق

        يعمل...
        X