بسم الله والصلة والسلام على عباده الذين اصطفى لاسيما النبى المصطفى واهله المستكملين الشرفا
أما بعد فهذه باقه من كتاب الفوائد لأبن قيم الجوزية أسأل الله أن ينفعنى و أياكن بها
الفائدة الأولى
الفاتحة و ما تضمنته
للأنسان قوتان : قوة علمية نظرية و قوة علمية إرادية
وسعادته التامة موقوفة على استكمال قوتيه العلمية
والإرادية و استكمال القوة العلمية إنما يكون بمعرفة فاطره و بارئه و معرفة أسمائه وصفاته و معرفة الطريق التى توصل إليه ومعرفة آفاتها ومعرفة نفسه ومعرفة عيوبها
فبهذه المعارف الخمس يحصل كمال قوته العلمية و أعلم الناس و أعرفهم بها و أفقههم فيها واستكمل القوة العلمية الأرادية لا يحصل إلابمراعاة حقوقه سبحانه على العبد و القيام بها إخلاصا و صدقا و نصحا و إحسانا و متابعة و شهودا لمنته عليه و تقصيره هو فى إداء حقه
فهو مستحيى من مواجهته بتلك الخدمة لعلمه أنها دون ما يستحقه عليه ودون دون ذلك و أنه لا سبيل له إلى استكمال هاتين القوتين إلا بمعونته
فهو مضطر إلى أن يهديه الصراط المستقيم الذى هدى إليه أوليائه و خاصته و أن يجنبه الخروج عن ذلك الصراط إما بفساد فى قوته العامية فبقع فى الضلال و إما فى قوته العمليه فيوجب له الغضب
فكمال الأنسان و سعادته لا تتم إلا بمجموع هذه الأمور و قد تضمنتها سورة الفاتحة
و انتظمتها أكمل أنتظام فإن قوله تعالى:{الحمد لله رب العالمين *الرحمن الرحيم * مالك يوم الدين } [الفاتحة 2-4]
يتضمن الأصل الأول وهو معرفة الرب تعالى ومعرفة أسمائه وصفاته و أفعاله
والأسماء المذكورة فى هذه السورة هى أصول الأسماء الحسنى و هى اسم الله و الرب والرحمن
فاسم الله متضمن لصفات الألوهية و اسم الرب متضمن لصفات الربوبية واسم الرحمن متضمن لصفات الإحسان و الجود والبر و معانى أسمائه تدور على هذا
{إياك نعبد و إياك نستعين}[الفاتحة :5]
يتضمن معرفة الطريق الموصلة إليه و أنها ليست إلا عبادته وحده بما يحبه و يرضاه و استعانته على عباده
وقوله:{اهدنا الصراط المستقيم}[الفاتحة:6]
يتضمن بيان أن العبد لا سبيل له إلى سعادته إلا باستقامته على الصراط المستقيم و أنه لا سبيل له إلى عبادته إلا بمعونته فلا سبيل له إلى الأستقامة على الصراط إلا بهدايته
وقوله{إياك نعبد و إياك نستعين} الفاتحة [5]
بيان طرفى الأنحراف عن الصراط المستقيم و أن الأنحراف إلى أحد الطرفين انحراف إلى الضلال الذى هو فساد العلم والأعتقاد و الأنحراف إلى الطرف الأخر أنحراف إلى الغضب الذى سببه فساد القصد والعمل
فأول السورة رحمة و أوسطهاهداية و أخرها نعمة
وحظ العبد من النعمة قدر حظه من الهداية و حظه منها على قدر حظه من الرحمة فعاد الأمر كله إلى نعمته ورحمته والنعمة و الرحمة من لوازم ربوبيته فلا يكون إلا رحيما ومنعما وذلك من موجبات إلهيته فهو الإله الحق و إن جحده الجاحدون و عدل به المشركون
فمن تحقق بمعانى الفاتحة علما ومعرفة و عملا وحالا فقد فاز من كماله بأوفر نصيب وصارت عبوديته عبوديه الخاصة الذين ارتفعت درجتهم عن العوام المتعبدين و الله المستعان
الفائدة الثانية
حكم بالغات
يخرج العارف من الدنيا ولم يقض و طره من شيئين: بكائه على نفسه و ثنائه على ربه
المخلوق إذاخفته استوحشت منه وهربت منه و الرب تعالى إذا خفته آنست به وقربت إليه
من خلقه الله للجنة لم تزل هداياها تأتيه من المكاره و من خلقه للنار لم تزل هداياها تأتيه من الشهوات
للعبد رب هو ملاقيه و بيت هو ساكنه فينبغى له أن يسترضى ربه قبل لقائه و يعمر بيته قبل الأنتقال إليه
محبوب اليوم يعقبه المكروه غدا ومكروه اليوم يعقبه الحبوب غدا
ادعو الله ان ينفعكن بتلك الفوائد وللفوائد بقية إن كان فى العمر بقية
أما بعد فهذه باقه من كتاب الفوائد لأبن قيم الجوزية أسأل الله أن ينفعنى و أياكن بها
الفائدة الأولى
الفاتحة و ما تضمنته
للأنسان قوتان : قوة علمية نظرية و قوة علمية إرادية
وسعادته التامة موقوفة على استكمال قوتيه العلمية
والإرادية و استكمال القوة العلمية إنما يكون بمعرفة فاطره و بارئه و معرفة أسمائه وصفاته و معرفة الطريق التى توصل إليه ومعرفة آفاتها ومعرفة نفسه ومعرفة عيوبها
فبهذه المعارف الخمس يحصل كمال قوته العلمية و أعلم الناس و أعرفهم بها و أفقههم فيها واستكمل القوة العلمية الأرادية لا يحصل إلابمراعاة حقوقه سبحانه على العبد و القيام بها إخلاصا و صدقا و نصحا و إحسانا و متابعة و شهودا لمنته عليه و تقصيره هو فى إداء حقه
فهو مستحيى من مواجهته بتلك الخدمة لعلمه أنها دون ما يستحقه عليه ودون دون ذلك و أنه لا سبيل له إلى استكمال هاتين القوتين إلا بمعونته
فهو مضطر إلى أن يهديه الصراط المستقيم الذى هدى إليه أوليائه و خاصته و أن يجنبه الخروج عن ذلك الصراط إما بفساد فى قوته العامية فبقع فى الضلال و إما فى قوته العمليه فيوجب له الغضب
فكمال الأنسان و سعادته لا تتم إلا بمجموع هذه الأمور و قد تضمنتها سورة الفاتحة
و انتظمتها أكمل أنتظام فإن قوله تعالى:{الحمد لله رب العالمين *الرحمن الرحيم * مالك يوم الدين } [الفاتحة 2-4]
يتضمن الأصل الأول وهو معرفة الرب تعالى ومعرفة أسمائه وصفاته و أفعاله
والأسماء المذكورة فى هذه السورة هى أصول الأسماء الحسنى و هى اسم الله و الرب والرحمن
فاسم الله متضمن لصفات الألوهية و اسم الرب متضمن لصفات الربوبية واسم الرحمن متضمن لصفات الإحسان و الجود والبر و معانى أسمائه تدور على هذا
{إياك نعبد و إياك نستعين}[الفاتحة :5]
يتضمن معرفة الطريق الموصلة إليه و أنها ليست إلا عبادته وحده بما يحبه و يرضاه و استعانته على عباده
وقوله:{اهدنا الصراط المستقيم}[الفاتحة:6]
يتضمن بيان أن العبد لا سبيل له إلى سعادته إلا باستقامته على الصراط المستقيم و أنه لا سبيل له إلى عبادته إلا بمعونته فلا سبيل له إلى الأستقامة على الصراط إلا بهدايته
وقوله{إياك نعبد و إياك نستعين} الفاتحة [5]
بيان طرفى الأنحراف عن الصراط المستقيم و أن الأنحراف إلى أحد الطرفين انحراف إلى الضلال الذى هو فساد العلم والأعتقاد و الأنحراف إلى الطرف الأخر أنحراف إلى الغضب الذى سببه فساد القصد والعمل
فأول السورة رحمة و أوسطهاهداية و أخرها نعمة
وحظ العبد من النعمة قدر حظه من الهداية و حظه منها على قدر حظه من الرحمة فعاد الأمر كله إلى نعمته ورحمته والنعمة و الرحمة من لوازم ربوبيته فلا يكون إلا رحيما ومنعما وذلك من موجبات إلهيته فهو الإله الحق و إن جحده الجاحدون و عدل به المشركون
فمن تحقق بمعانى الفاتحة علما ومعرفة و عملا وحالا فقد فاز من كماله بأوفر نصيب وصارت عبوديته عبوديه الخاصة الذين ارتفعت درجتهم عن العوام المتعبدين و الله المستعان
الفائدة الثانية
حكم بالغات
يخرج العارف من الدنيا ولم يقض و طره من شيئين: بكائه على نفسه و ثنائه على ربه
المخلوق إذاخفته استوحشت منه وهربت منه و الرب تعالى إذا خفته آنست به وقربت إليه
من خلقه الله للجنة لم تزل هداياها تأتيه من المكاره و من خلقه للنار لم تزل هداياها تأتيه من الشهوات
للعبد رب هو ملاقيه و بيت هو ساكنه فينبغى له أن يسترضى ربه قبل لقائه و يعمر بيته قبل الأنتقال إليه
محبوب اليوم يعقبه المكروه غدا ومكروه اليوم يعقبه الحبوب غدا
ادعو الله ان ينفعكن بتلك الفوائد وللفوائد بقية إن كان فى العمر بقية
تعليق