للبداية في مشكلات الشباب _ بتأمل في هذا المعنى _ فائدة كبرى ..
وهي أن يعلم الشاب أنه ليس صاحب امتياز في شبابه ! بل هو عنها إنسان يقطع مراحل عمره ..
وهو ليس صاحب إمتياز في مرحلة الشباب ! بل هو عنها متحول ..
بعد أن ينال ثمرة سعيه فيها .. إن خيرآ فخير.. أوشرآ ..
وهذا جدير بأن يكسر حدة المشكلات .. ويقلل من حساسية الشاب المسلم تجاها ..
فعجلة الحياة دائرة والموكب متحرك .. والإبتلاء في كل مرحلة بحسبها !
العلاج واحد :
علاج مشكلات الشباب النفسية والسلوكية في الإسلام يأتي غالبآ بإسم علاج مشكلات
الإنسان بعامة ولا يشترط أن يوضع له عنوان خاص للشباب ..
وإن كانت خاصة بمرحلة الشباب .. فقد جاء علاجها في الإسلام تحت عنوان الشباب
فالنفس الإنسانية بعامة _ مدعوة في القرآن إلى التزكي , وهو التطهر من الآفات الإعتقادية
والشعورية والسلوكية , كما قال الحق سبحانه :
{ وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8)
قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا } .
{ وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8)
قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا } .
وهذه التزكية هي الوقاية المثلى من كل آفات الأمراض النفسية والسلوكية ..
فهي تجعل للنفس المؤمنة مناعة من الأدواء .. وحصانة من المشكلات والمعضلات ..
والدليل على ذلك .. أننا بحاجة إلى أمثلة من حياة الجيل الإسلامي المثالي ..
الصحابة والتابعين وتابعيهم بإحسان .. فليس الأمر نصوص تساق أو مباديء تعلن ..
ففي حياة الصحابة رضي الله عنهم مع الرسول عليه الصلاة والسلام .. نرى المشكلات
الإقتصادية مما سجله القرآن في محكم آياته :
{ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ} .
{ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ} .
وكذلك وطأة الصراع وشدة العداوات من حولهم .. عداوة المشركين واليهودوالنصارى والمجوس ..
ومع ذلك فإن المشكلات النفسية والسلوكية لم تظهر فيهم ..مع وجود الأسباب التي تقتضيها بحسب
السنن الإجتماعية والنفسية ..ولكن قوة الإيمان .. وطهارة النفوس .. حالت إصابتهم بهذه الأدواء ..
بل على نقيض ذلك كانو سعداء مستبشرين .. حتى في المحن والكوارث .. قال الله تعالى
{ الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173)فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُواْ رِضْوَانَ اللّهِ وَاللّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ (174) إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءهُ فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} .
فهذه مشكلة الخوف .. التي تؤدي في المجتمعات المادية إلى أدواء نفسية واجتماعية وخلقية
شديدة .. لأن الإيمان الراسخ يجعل المؤمن الحق لا يخاف أحدآ إلا الله .. ولأن إيمانه بالقدر
يجعله مطمئنا إلى قضاء الله .. ففي عصرنا الحاضر ظهر تبرير علماني لكثير من إنحرافات الشباب
وجنوحه إلى المعصية والفسوق : بأن هذا أثر من آثار الخوف من الحروب ..
الذي أثمر في نفوس الشباب الرغبة في الإستمتاع بالحياة إلى أقصى قدر مستطاع !!
وهو تبرير فاسد ! مبني على إعتقاد فاسد !
الذي أثمر في نفوس الشباب الرغبة في الإستمتاع بالحياة إلى أقصى قدر مستطاع !!
وهو تبرير فاسد ! مبني على إعتقاد فاسد !
فهل خلق الإنسان في هذه الدنيا للإستمتاع بها والتلذذ بشهواتها ؟!
إن النظرة الإسلامية على نقيض ذلك ..كما قال الله تعالى :
{ الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ } .
إن النظرة الإسلامية على نقيض ذلك ..كما قال الله تعالى :
{ الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ } .
وقوله تعالى : { أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ} .
وأن ليس لهم من دنياهم إلا المتاع والطعام !
من مكتبتي ...
تعليق