تجربة مصريه ناجحة نهديها لشباب المخترعين
"هناك نوعان من الأشخاص، مجموعة تتفجر لديهم فكرة فيهملونها، وآخرون يتمسكون بأفكارهم فيطورونها ويكافحون حتى تتحقق أحلامهم على أرض الواقع انطلاقا من مبدأ أنه لا يوجد شيء اسمه المستحيل".
بهذه الكلمات السابقة يلخص المخترع المصري تجربته مع عالم الابتكار والاختراع، فمنذ تخرجه في كلية الهندسة وتخصصه في المعمار قبل نحو عقدين لم يكف عن محاولة تحقيق أفكاره، بل الوصول بها إلى العالمية، حيث تمكن من ابتكار جهاز pc cassette الموجود حاليًا بالأسواق العربية، وهو عبارة عن جهاز أشبه بـ"cd room" ولكنه يخص شرائط الكاسيت ومن خلاله يمكن نسخ الشرائط الصوتية على أجهزة الكمبيوتر.
حكى المخترع المصري تجربته في الندوة التي أقيمت بساقية الصاوي بالقاهرة الجمعة 19 فبراير 2009 للتعريف لمسابقة المعرض الدولي للعلوم والهندسة بمصر "isef egypy"، وذلك كي يستفيد منها الطلاب المشاركون وتكون تجربته تحفيزًا لهم على مواصلة الإبداع.
الحاجة أم الاختراع
بدأت تجربته مع عالم الاختراعات عام 1994 حيث عمل بمجال البرمجيات، ومن خلال ذلك العمل بدأت تتولد لديه العديد من الأفكار التي تبلورت عام 1997، حينما وجد أن كل برامج الحواسيب المطروحة لا تدعم اللغة العربية، وخاصة رسام الأوتوكاد.
اندفع بحماس وقرر أن يصمم برنامجا معربا من الأوتوكاد وأسماه "ع"، ومن بعده استطاع إضافة الألوان للرسوم الهندسية من خلال تعديله لبرنامج "coral drow" وعمل على تسويقه.
كانت تلك النجاحات سببًا في أن قام بإنشاء شركة برمجيات خاصة به، وبدأ في محاولة التفتيش عن المشكلات التي تبحث عن حل تقني، حينها أتته فكرة تحويل المادة الصوتية أو المرئية الموجودة على أشرطة الكاسيت إلى ملفات رقمية "ديجيتال" يمكن تشغيلها على أجهزة الكمبيوتر.
وبالفعل نجح منذ عام 1997 حتى عام 2003 في الانتهاء من اختراعه وقام بتسجيله، بعد أن حصل على تمويل من أحد رجال الأعمال السعوديين بمبلغ 500 ألف دولار.
ويرى أن فكرة الاختراع جاءت من خلال دراسته المتعمقة لحاجات الآخرين، فالعالم وثق نحو 100 عام من شرائط الفيديو بنقلها إلى الأسطوانات المدمجة والأقراص الصلبة، ولكن لم يفكر أحد في إنتاج جهاز يتم من خلاله نسخ شرائط الكاسيت إلى الأقراص الصلبة والمرنة بسهولة وجودة عالية، ولهذا نجحت الفكرة وتم تطبيقها على أرض الواقع ومن خلالها تم تعويض تلك الفجوة.
التغلب على العقبات
حول العقبات التي واجهته قال لم يكن حصولي على التمويل الضخم من المستثمر السعودي أمرًا سهلا، حيث جلست معه في أحد الفنادق، واقتنع الرجل بالفكرة ولكنه طلب أخذ الجهاز مني لفحصه قبل أن يوافق على التمويل، فترددت للحظات خوفًا من سرقة الفكرة، فأحس المستثمر بما يختلج نفسي من مخاوف، فقال لي كلمة واحدة: "إذا لم تكن واثقًا في فلا داعي لإكمال المشروع".
أضاف: "لم يكن أمامي وقتها سوى الموافقة لعدم وجود بديل، وحينما عرض المستثمر الجهاز على مجموعة من الخبراء نال استحسانهم ووافق على التمويل".
ورغم نجاحه في إنتاج الجهاز على المستوى التجاري، فإن تسويقه واجه مشكلة كبيرة، حيث رفضت الشركة المسوقة دفع تكاليف الدعاية خوفا من عدم نجاح الجهاز، فقرر تحمل التكلفة بنفسه حيث وقع على نفسه "شيكات بنكية" يسد ثمنها بعد بيع الجهاز.
وما إن نشر الإعلان التجاري في الصحف المصرية حتى كانت المفاجأة حين نفدت جميع الأجهزة في أسبوع واحد فقط، وتهاوت عليه طلبات الشراء بدرجة لم يستطع معها تلبية احتياجات السوق.
وهنا أنهى حديثه عن تجربته، مهديًا إياها لشباب المخترعين العرب ليقول لهم من خلالها كلمة واحدة:
"مادامت هناك الإرادة والعزيمة والإصرار فلا يوجد شيء اسمه مستحيل".
تعليق