السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخواتي الغاليات.. أني أعاني من مشكلة وأرى أنها مشكلة كبيرة حقا..
مشكلتي هي أنني جـــــــبانــــــة في إنكار المنكر بالنصح المباشر.. وغالبا ما أرى أمامي ( في الجامعة أو السوق ) منكرات من بعض الفتيات.. وأهمها التكشف والتبرج والسفور.. ومع ذلك لا أنكر عليهن بل.. بل أكتفي بالإنكار بالقلب !!
والله وحده يعلم كم تؤلمني تلك المناظر.. وكم أكره تلك التصرفات وأمقتها من أعماقي..!
لدرجت أني أتحاشى الذهاب للسوق أو ألاماكن العامة بسبب هذا الأمر .. وأقول في نفسي ( مادمت أني لا أنكر المنكر فلن أعرض نفسي لرؤيته حتى لا أحمل وزر عدم المناصحة )
ولكن هذا ليس حل.. أني اعترف بأني جبانة.. ولا أعلم كيف أجبن وأخاف وأنا على الحق وغيري يتجرأ وهو على الباطل !!
ربما يكون الأمر متعلق بخجلي فأنا خجولة جدا.. وأرتبك عندما أحاول نصح من لا أعرفها.. ورغم أن أختي جريئة في النصح ولا تكل أبدا عن مناصحة السافرات و العاصيات في السوق أو في المسجد وغيرها من الأماكن العامة والخاصة..
وتحثني دائما لأخطو خطاها.. وتقول إن وضعي هذا ( عدم إنكار المنكر ) هو ضعف إيمان... لأن الإنكار بالقلب (( اضعف الإيمان))...
وصديقاتي يقولون أن أسلوبي لطيف وأملك قدره على الإقناع مما حمسني إلى الدعوة ولكن إلى الآن لم أكسر هذا الحاجز...
وقد يكون من الأسباب أيضا هو حصول خبرات سيئة رأيتها أو سمعت عنها عند نصح بعض النساء هداهن المولى..
فدائما ما أرى أمرآة ترفع صوتها على من تنصحها أو تتأفف أو تقول ( وش دخلك ) أو (ملقوفة ) وغيره من الكلمات الجارحة.. بالرغم أن من تناصحها تفعل ذلك بأدب وهدوء.. ولقد سمعت والله من أحدى قريباتي أن امرأة ضربت من حاولت مناصحتها في السوق وأمام الرجال..!! برغم من أن المر أه التي قامت بالمناصحة كانت مخفضة صوتها حتى لا يكاد يسمع.. ومع ذلك صرخت في وجهها وضربتها.. !!
أني متضايقة من خجلي وخوفي الزائد.. و لا أعرف كيف أتخلص منه حتى انطلق في سبيل الدعوة إلى الله فذلك ما أتمناه..
فأرشدوني يا أخياتي.... كيف السبيل إلى ذلك ؟
أختكن المحبة لكن دائما...........
أخيتي الغالية ....
حبيبتي الغالية لقد كنتُ مثلكِ تماما لا أستطيع أن أنكر المنكر .. وكان ذلك يزعجني كثيرا .. حيث كنتُ أخشى أن أتعرض للمضايقة أو أن تقول لي التي أنصحها (أنتِ لا يخصك) تقريبا كنتُ مثلكُ تماما ..
وفي يوم من الأيام أهدى لي أخي شريط بعنوان ( أين أنتن من هؤلاء ).. وكان شريط رائع وأدعو أخواتي الغاليات أن يسمعنه .. وسمعتُ فيه قصة رائعة جزى الله صاحبتها خير الجزاء .. وسأرد لكِ القصة وهي ..
تقول صاحبت القصة :
كنتُ في مجمع من المجمعات مع مجموعة من صويحباتي تقول : سبحان الله
ابتليت أنا بالعباءة التي على الأكتاف لم يبقى نوع ولا صنف ولا جديد من هذه العباءات إلا ولبستها ..سبحان الله ..مرة من المرات كنتُ في سوق من الأسواق ..وأنا في كامل زينتي .. ليست في عباءتي ولا في حجابي ..أنا بكامل زينتي ورائحة الطيب تفوح مني تملأ المكان إذ جاءتني امرأة متحشمة متزينة بزينة الإيمان..
قالت لي : أمة الله اتقي الله ..اتقي الله ..لا تفتني نفسك وتفتني الآخرين .. اتركي هذه العباءة وتحجبي بحجاب الإسلام ..
فقلتُ : فأخذتني العزة بالإثم ..
فقلتُ لها :إذا تريديني ألبس الحجاب الشرعي والعباءة التي على الرأس .. عندي شرط واحد..
تقول : كنتُ أريد إضحاك صويحباتي ..وأنا أدري أن كلامها صح لكن أخذتني العزة بالإثم ..
قلتُ لها :ما أتحجب إلا إذا قبلتي يدي ..إلا إذا قبلتي يدي .. سوف أتحجب..
فقالت العفيفة الطاهرة : أُقبل يدكِ وأُقبل رأسكِ .. إذا كنتي تتحجبين وتلبسين الحجاب الذي يرضي الله أُقبل يدكِ وأُقبل رأسكِ..
فتقول :قبلت يدي وقبلت رأسي .. ثم انصرفت وهي تدعو لي .. أما أنا فجلستُ مع نفسي جلسة ثم أخذتُ أبكي على حالي ..سبحان الله ..ومن حينها قررتُ أن أترك هذا كله وأن ألتزم بالحجاب الشرعي ..
سبحان الله ..حاربوني صويحباتي ..متخلفة ..رجعية ..إلى آخر كلامهم ..لكني والله العظيم .. تقول : والله وجدتُ في نفسي راحة وطمأنينة واستقرار ..سبحان الله ..رأيتُ الأثر يوم كنتُ في الأسواق بتلك الزينة كم كان يتجرأ عليّ الباعة .. كم كان يتجرأ عليّ الشباب ..
أما الآن فما أحد يستطيع أن يتطاول عليّ بكلمة واحدة ..
والسبب إنها تزينت بزينة الإيمان ..
غاليتي .....
أين نحن من هذه الصالحة العفيفة ..هيا حبيبتي الغالية نتفق معا ونجعلها قدوة لنا في الدعوة لله ..تهون الحياة وكله يهون في سبيل الدعوة..
حبيبتي أنا أعتب عليكِ .. لمَ قلتي عن نفسكِ أنكِ جبانة؟؟
أنتِ ليست كذلك بل أنتِ شجاعة .. نعم شجاعة بإيمانك أحسبكِ كذلك والله حسيبكِ ولا أزكي على الله أحدا.. ولو كنتي جبانة لمَ كتبتي لنا.وأعتقد أن لكِ إجابيات كثيرة وأهمها اللطف في الدعوة إلى الله..
حبيبتي .... .. قولي دائما أنا شجاعة وقادرة أن أفعل كذا وكذا بإذن الله ..
وستقدرين إنشاء الله تعالى .. ولا تجعلي حبيبتي الشيطان يخذلكِ ..
وإن الذي يحدث للصالحات من مضايقات أو سب أو شتم تكون بنسبة 5% تقريبا ..
وأنا أعتقد معظم الفتيات يسمعن النصح ويستجبن ..
محبتكِ..
الصحبة الصالحة
أخواتي الغاليات .. الصحبة الصالحة
رغبتُ في أن أسوق لكم هذه القصة ...
كنت في ألمانيا .. فطرق علي الباب ...وإذا صوت امرأة
شابة ينادي من ورائه .
فقلت لها : ما تريدين ؟ .. قالت افتح الباب ..
قلت أنا رجل مسلم ..وليس عندي أحد ..ولا يجوز أن تدخلي علي ..
فأصرت علي .. فأبيت أن أفتح الباب..
فقالت : أنا من جماعة شهود يهوه الدينية ..
افتح الباب ..وخذ هذه الكتب والنشرات ..قلت : لا أريد شيئا ..فأخذت
تترجى ..فوليت الباب ظهري ..
ومضيت إلى غرفتي فما كان منها إلا أن وضعت فمها على ثقب في الباب ..ثم
أخذت تتكلم عن دينها ..وتشرح مبادئ عقيدتها لمدة عشر دقائق ..
فلما انتهت .. توجهت إلى الباب وسألتها : لمَ تتعبين نفسكِ هكذا فقالت : أنا
أشعر الآن بالراحة لأني بذلت مـــا أستطيع في سبيل خدمة ديني .
قال تعالى : " إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون "
أفلا نتساءل أخية ..
ماذا قدمنا للإسلام .. كم فتاه تابت على أيدينا .. كم ننفق لهداية الفتيات إلى
ذي الجلال والإكرام ..إلى مالك الملك ..إلى الله عز وجل ..
فربما نقول لا نجرأ ... على الدعوة .. ولا إنكار المنكرات .. !!!
عجبـــــا ..
كيف تجرؤ مغنية فاجرة .. ان تغني أمام عشرة آلاف ..ولم تقل إني خائفة أو
أخجل ..وكيف تجرؤ راقصة داعرة .. أن تعرض جسدها ..ولا تفزع وتوجل ..
وإذا طلب من بعض الصالحات مناصحه أو دعوة ..خذلها الشيطان ..
يـــــا سبحان الله ..
أخواتي الغاليات ..
وأنا واثقه أنكن لا تأخذن في كلمة الحق لومة لائم .. ولكن سرت هذه القصة
لنشجع أنفسنا ونقول لأنفسنا نحن على الحق يجب أن نفعل أكثر مما يفعلون ..
والحمد لله على نعمة الإسلام ..
تعليق