نداء من رب العالمين من الرب الرحيم الرحمن .....
نداء من قلب محب مشفق ناصح .........
نداء إلى كل طالب للحق مريد للسعادة في الدنيا والآخرة....
نداء إليك يا أختي يا من تعظم أمر مولاك ويا من امتلأ قلبه محبة وتعظيماً وخضوعاً وعبوديةً لله الواحد القهار ...
إن الذي أقدمه بين يديك في هذه الرسالة هو في الأصل نداء من رب العالمين حيث قال سبحانه :] يَاَ أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ[البقرة آية :[21]
نداء من الله إلى كل مخلوق على هذه البسيطة بأن يتدبر في الكون حوله وسوف يصل إلى نتيجة واحدة وهي الإيمان الصحيح بأن الله سبحانه وحده الخالق الرازق المدبر لهذا الكون وعليه فهو وحده الذي يستحق العبادة دون ما سواه ([1]) .
وهذا النداء هو واجب أوجبه الله على المسلمين حيث أمر بالنصيحة ومحبة الخير لكل مسلم فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه). حديث صحيح ، الإيمان لإبن تيمية.
وإن أعظم نصيحة وأعظم أمر يحبه المرء لنفسه و لإخوانه المسلمين :النجاة والفوز يوم القيامة يوم تتطاير الصحف ويعرض الخلق على الله ؛يوم ينقسم فيه الخلق إلى أشقياء وسعداء –جعلنا الله وإياك من أهل السعادة في الدنيا والآخرة-وهي السعادة الأبدية التي لا توازيها سعادة والفوز الذي لا يدانيه؟ فوز .
*السبب الرئيسي في السعادة والفلاح في الدنيا والآخرة :
إن أعظم سبب للسعادة والنجاة يوم القيامة إخلاص العبادة لله تعالى وحده دون ما سواه كما قال جل وعلا :]الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَـئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ[الأنعام-[82].
أي أن هؤلاء الذين أخلصوا العبادة لله وحده ولم يشركوا به شيئاً وحققوا الإيمان الصحيح الذي يريده الله منهم هم الآمنون يوم القيامة ، وهم المهتدون في الدنيا والآخرة.([2])
الحقيقة الكبرى :
وأنت أخي المسلم أختي المسلمة تؤمن بكتاب الله وسنة رسول الله رسول الله صلى الله عليه وسلم فاسمع وتدبر قول ربنا جل وعلا إذ يقول عن هذه الحقيقة الكبرى :]وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ[ الذاريات –آية :[ 56].
فما خُلقنا إلا لنوحد الله في العبادة ولا نصرف منها شيئاً لغير الله ؛فإذا عرفت هذه الحقيقة حق المعرفة كانت بداية الخير وعلامة توفيق ورشاد من ربك لك فاحمد الله على هذه النعمة التي حرمها كثير من البشر في هذه الدنيا .
الإيمان الصحيح :
أخي المسلم .... أختي المسلمة :
كم هو جميل أن يعيش الإنسان حياة الإيمان الصحيح حياة النقاء والصفاء والإخلاص ،الحياة التي يعلق الإنسان قلبه وحياته كلها بالله فلا يلتفت إلى غيره في حال نعمته أو عند حاجته وفاقته .
هذه الحياة هي التي يشعر معها بأحلى وألذ وأسعد وأبهى المشاعر والأحاسيس التي يعجز القلم عن تسطيرها ويعجز اللسان عن وصفها فهذه الحياة تعطيك الشعور بأمور كثيرة منها :
-حياة الإيمان الصحيح :حياة الحرية الحقيقية :
من الأمور التي فطر الله الخلق كلهم عليها حتى البهائم محبة الحرية وبغض وكره العبودية للبشر والمخلوقين ، إن من يكون عبداً لله وحده وينعم بهذه العبودية يأبى أن يكون عبداً لغير الله ويشعر ويتلذذ بطعم الحرية فلا يدعوا ويرجوا ويخاف ويستعين بأحدٍ من البشر كائناً من كان ؛ لأنه يعلم أنه لاحق لأحد بهذه العبادات كلها إلا الله سبحانه وتعالى ، ومن عبد غير الله وذل لغير الله عاش أتعس حياة وأذلها كما قال جل وعلا :]ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً رَّجُلاً فِيهِ شُرَكَاء مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلاً سَلَماً لِّرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلاً الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ[ الزمر –آية [29].
فالله سبحانه ضرب لنا هذا المثل الواضح الذي تدركه عقولنا وفطرنا ولا يمكن لأحدٍ أن يتجاوزه وخلاصته : أن الله ضرب مثلاً يبين حال المؤمن الإيمان الصحيح الموحد لربه الذي لا يعبد غير الله ولا يرجوا غير الله ولا يدعوا غير الله وحال المشرك الذي شتت نفسه وصار عبداً لهواه وشهوته وعادات اقتبسها من آبائه وأجداده وللأولياء والقبور والأضرحة فهذا الأخير مثله مثل عبدٍ أسياده كثير يتنازعونه في العبودية فهو ذليل مشتت بخلاف الأول المخلص الخالص لربه وسيده ومولاه وهو المؤمن الذي يعيش حراً عزيزاً بين الناس لا تسجد جبهته إلا لله ولا يمد يده إلا لله فهل يستوون ؟ الجواب : لا والله ...
-حياة الإيمان الصحيح حياة العز والرفعة والشجاعة والكرامة:
إن من يعيش على معنى الإيمان الصحيح الذي أمره الله به فهو يعيش حياة العزة فلا يذل ولا يخضع لغير ربه ولا يدعوا ولا يرجوا ولا يخاف إلا من الله يعيش قوي القلب رابط الجأش يعلم أن من ابتغى العزة بغير هذا الطريق طريق الإيمان الصحيح أذله الله كما قال جل وعلا عن المنافقين : ] أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ العِزَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً[ النساء [139]، والله سبحانه قد أخبر بهذه الحقيقة فقال :] وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ[المنافقون –آية [8].
وقال سبحانه مبيناً طريق العزة بأوضح عبارة :]مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً [ فاطر [10].
قال مجاهد في تفسير هذه الآية :" ]من كان يريد العزة[ بعبادة الأوثان ،]فإن العزة لله جميعاً["أ.هـ([3])
([1]) انظر تفسير ابن كثير (1/209)ط.دار ابن حزم بتحقيق البنا .
([2]) المرجع السابق (3/1328).
([3])تفسير ابن كثير (6/2906).
نداء من قلب محب مشفق ناصح .........
نداء إلى كل طالب للحق مريد للسعادة في الدنيا والآخرة....
نداء إليك يا أختي يا من تعظم أمر مولاك ويا من امتلأ قلبه محبة وتعظيماً وخضوعاً وعبوديةً لله الواحد القهار ...
إن الذي أقدمه بين يديك في هذه الرسالة هو في الأصل نداء من رب العالمين حيث قال سبحانه :] يَاَ أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ[البقرة آية :[21]
نداء من الله إلى كل مخلوق على هذه البسيطة بأن يتدبر في الكون حوله وسوف يصل إلى نتيجة واحدة وهي الإيمان الصحيح بأن الله سبحانه وحده الخالق الرازق المدبر لهذا الكون وعليه فهو وحده الذي يستحق العبادة دون ما سواه ([1]) .
وهذا النداء هو واجب أوجبه الله على المسلمين حيث أمر بالنصيحة ومحبة الخير لكل مسلم فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه). حديث صحيح ، الإيمان لإبن تيمية.
وإن أعظم نصيحة وأعظم أمر يحبه المرء لنفسه و لإخوانه المسلمين :النجاة والفوز يوم القيامة يوم تتطاير الصحف ويعرض الخلق على الله ؛يوم ينقسم فيه الخلق إلى أشقياء وسعداء –جعلنا الله وإياك من أهل السعادة في الدنيا والآخرة-وهي السعادة الأبدية التي لا توازيها سعادة والفوز الذي لا يدانيه؟ فوز .
*السبب الرئيسي في السعادة والفلاح في الدنيا والآخرة :
إن أعظم سبب للسعادة والنجاة يوم القيامة إخلاص العبادة لله تعالى وحده دون ما سواه كما قال جل وعلا :]الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَـئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ[الأنعام-[82].
أي أن هؤلاء الذين أخلصوا العبادة لله وحده ولم يشركوا به شيئاً وحققوا الإيمان الصحيح الذي يريده الله منهم هم الآمنون يوم القيامة ، وهم المهتدون في الدنيا والآخرة.([2])
الحقيقة الكبرى :
وأنت أخي المسلم أختي المسلمة تؤمن بكتاب الله وسنة رسول الله رسول الله صلى الله عليه وسلم فاسمع وتدبر قول ربنا جل وعلا إذ يقول عن هذه الحقيقة الكبرى :]وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ[ الذاريات –آية :[ 56].
فما خُلقنا إلا لنوحد الله في العبادة ولا نصرف منها شيئاً لغير الله ؛فإذا عرفت هذه الحقيقة حق المعرفة كانت بداية الخير وعلامة توفيق ورشاد من ربك لك فاحمد الله على هذه النعمة التي حرمها كثير من البشر في هذه الدنيا .
الإيمان الصحيح :
أخي المسلم .... أختي المسلمة :
كم هو جميل أن يعيش الإنسان حياة الإيمان الصحيح حياة النقاء والصفاء والإخلاص ،الحياة التي يعلق الإنسان قلبه وحياته كلها بالله فلا يلتفت إلى غيره في حال نعمته أو عند حاجته وفاقته .
هذه الحياة هي التي يشعر معها بأحلى وألذ وأسعد وأبهى المشاعر والأحاسيس التي يعجز القلم عن تسطيرها ويعجز اللسان عن وصفها فهذه الحياة تعطيك الشعور بأمور كثيرة منها :
-حياة الإيمان الصحيح :حياة الحرية الحقيقية :
من الأمور التي فطر الله الخلق كلهم عليها حتى البهائم محبة الحرية وبغض وكره العبودية للبشر والمخلوقين ، إن من يكون عبداً لله وحده وينعم بهذه العبودية يأبى أن يكون عبداً لغير الله ويشعر ويتلذذ بطعم الحرية فلا يدعوا ويرجوا ويخاف ويستعين بأحدٍ من البشر كائناً من كان ؛ لأنه يعلم أنه لاحق لأحد بهذه العبادات كلها إلا الله سبحانه وتعالى ، ومن عبد غير الله وذل لغير الله عاش أتعس حياة وأذلها كما قال جل وعلا :]ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً رَّجُلاً فِيهِ شُرَكَاء مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلاً سَلَماً لِّرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلاً الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ[ الزمر –آية [29].
فالله سبحانه ضرب لنا هذا المثل الواضح الذي تدركه عقولنا وفطرنا ولا يمكن لأحدٍ أن يتجاوزه وخلاصته : أن الله ضرب مثلاً يبين حال المؤمن الإيمان الصحيح الموحد لربه الذي لا يعبد غير الله ولا يرجوا غير الله ولا يدعوا غير الله وحال المشرك الذي شتت نفسه وصار عبداً لهواه وشهوته وعادات اقتبسها من آبائه وأجداده وللأولياء والقبور والأضرحة فهذا الأخير مثله مثل عبدٍ أسياده كثير يتنازعونه في العبودية فهو ذليل مشتت بخلاف الأول المخلص الخالص لربه وسيده ومولاه وهو المؤمن الذي يعيش حراً عزيزاً بين الناس لا تسجد جبهته إلا لله ولا يمد يده إلا لله فهل يستوون ؟ الجواب : لا والله ...
-حياة الإيمان الصحيح حياة العز والرفعة والشجاعة والكرامة:
إن من يعيش على معنى الإيمان الصحيح الذي أمره الله به فهو يعيش حياة العزة فلا يذل ولا يخضع لغير ربه ولا يدعوا ولا يرجوا ولا يخاف إلا من الله يعيش قوي القلب رابط الجأش يعلم أن من ابتغى العزة بغير هذا الطريق طريق الإيمان الصحيح أذله الله كما قال جل وعلا عن المنافقين : ] أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ العِزَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً[ النساء [139]، والله سبحانه قد أخبر بهذه الحقيقة فقال :] وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ[المنافقون –آية [8].
وقال سبحانه مبيناً طريق العزة بأوضح عبارة :]مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً [ فاطر [10].
قال مجاهد في تفسير هذه الآية :" ]من كان يريد العزة[ بعبادة الأوثان ،]فإن العزة لله جميعاً["أ.هـ([3])
([1]) انظر تفسير ابن كثير (1/209)ط.دار ابن حزم بتحقيق البنا .
([2]) المرجع السابق (3/1328).
([3])تفسير ابن كثير (6/2906).
تعليق