*****************************
<<السلام عليكن ورحمة الله وبركاته>>
************************
-أخواتى يارب تكن جميعاً بخير حال
كان للإمام الشاطبى أبيات يرددها كثيراً فيقول:
-أتعرف شيئاً فى السماء يطير-
-إذا سار هاج الناس حيث يسير-
-فتلقاه مركوباً وتلقاه راكب-
--كل أمير يعتليه أسير--
-يحث على التقوى ويُكره قربه-
-وتنفر منه النفوس وهو نذير-
-فلم يستزر عن رغبة فى زيارة-
ولكن على رغم المزور يزور-
هل عرفتى أخيتى حل اللغز؟؟؟؟؟؟
برجاء فكرى معى وأعطينى القليل من وقتك للتفكير وأعيدى على مسامعك الكلامات بصوت عال
أعرفتيه؟؟؟؟
/
/
/
إنه النعـــــــش
نعم إنه هو
فإذا رآه الناس قصر أملهم وزاد عملهم
ومع ذالك يكرهه الناس وينفرون من رؤيته
بل ويتناسونه حتى يزورهم رغماً عنهم
رحم الله الإمام الشاطبى كان كلما لمس غياب ذكر الموت عن القلوب أنشد لغزه وذكر نعشه لأنه تعلم وعلم أن ذكر الموت هو الحياة.
وإذا الموت غائباً عنكِ لحظة قراءتكِ هذه الكلمات ،فلابد للغائب من وصول ،ولا بد بعد الفراق من لقاء
فإذا كان المرء من أصحاب العزم الفتى والقلوب السباقة فما أحلى هذا اللقاء وما أشد الشوق إليه ،مصداقاً لقول رسول الله "صل الله عليه وسلم"
<<من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه>>
رواه الشيخان وأحمد والترمذى
ومن أجل هذا رحب معاذ بن جبل عند احتضاره بالموت قائلاً له:
<<مرحباً بالموت زائر مغيب ،وحبيب جاء على فاقه>>
وكأنه ينتظر حبيباً طال انتظاره وزاد الشوق إليه
-أنا لا أخاف الموت بل هو بغيتى-
-ووسيلتى لتحقيق الغايات-
-فبه يتاح اللقاء وتزدهى-
-روحى برؤية سيد القدوات-
وليس بعجيب على من سلك هذا الطريق
<<لأن من كان فى سجن التقى ،فالموت يطلقه ،ومن كان هائماً بوادى الهوى فالموت له حبس يوثقه ،موت المتعبدين عتق لهم من استرقاق الكد ورفق بهم من تعب المجاهدة ،وموت العصاة سبى يرقون به لطول العذاب>>
فاعلمى إنكِ
فى ممر الليل والنهار ،فى آجال منقوصة وأعمال محفوظة والموت يأتى بغتة من زرع خيراً يوشك أن يحصد رغبة ومن زرع شراً يوشك أن يحصد ندامة ولكل زارع مثل ما زرع
ولا تغفلى عن ذكر الموت وجعليه نصب أعينك دوماً
بهذا تكسبين علو الهمة والعمل الصالح
لا تنسيه أخية فيأتى الموت فجأة وتكونى غير مستعدة
قال تعالى :
<<وَجَاءتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ >>
فهى لامحالة آتية
وإن طال العمر مهما طال ومرت السنوات والأيام
لابد من يوم تلقى فيه الله
فحياتنا مهما طالت دقائق بل ثوان
فماذا أعدتنا لمثل هذا اليوم؟؟
اللهم ارزقنا حسن الخاتمة
اللهم آآميـــــن
تعليق