إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

كتاب....أسعد إمرأه فى العلم للشيخ عائض القرنى

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كتاب....أسعد إمرأه فى العلم للشيخ عائض القرنى

    أسعـدُ امـرأةٍ


    في العـالـم



    د/ عائض القرني



    نسخ الكتاب على برنامج الوورد : " الجمانة "
    إهداء لموقع صيد الفوائد www.saaid.net

    أسعد امرأة في العالم الإهــــداء


    الإهــــــداء


    إلى كلِّ مسلمةٍ رضيت بالله ربّـاً ، وبالإسلامِ ديناً ، وبمحمدٍ r رسولاً .

    إلى كلِّ فتاةٍ سلكت طريق الحقِّ ، وحملت رسالة الصدقِ ،
    إلى كلِّ مربيةٍ جاهدت بكلمتها ، وحافظت على قِيَمِها ، وزكت نفسها .

    إلى كلِّ أمٍ ربَّت أبناءها على التقوى ، وأنشأتهم على السُّنّة ، وحببت إليهم الفضيلة .


    إلى كلِّ مهمومةٍ حزينةٍ :

    اسعدي وافرحي بقرب الفرجِ ، ورعاية الله ، وعظيمِ الأجرِ ، وتكفيرِ السيئات .



    أسعد امرأة في العالم المقـــــدمة


    المقــــــدمة


    الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:

    فهذا كتابُ يناشدُ المرأة أن تسعدَ بدينها ، وتفرحَ بفضل الله عليها ، وتستبشرَ بما عندها من نعم ، إنه بسمةُ أملٍ ، ونسيمُ رجاءٍ ، وإشراقةُ بشرى ، لكلِّ مَنْ ضاق صدرُها ، وكثُرَ همُّها ، وزاد غمُّها ، يناديها بانتظار الفرج ، وترقُّبِ اليُسْرَ بعد العُسْرَ ، ويخاطبُ عقلها الزكيَّ ، وقلبها الطاهر ، وروحها الصافيةَ ، ليقول لها : اصبري واحتسبي ، لا تيأسي ، لا تقنطي ، تفاءلي ، فإن الله معكِ ، والله حسبُكِ ، والله كافيكِ ، والله حافظُكِ ووليُّكِ .

    أختاه : اقرئي هذا الكتاب ، ففيه الآيةُ المحكمةُ ، والحديثُ الصادقُ ، والقولُ الفصلُ ، والقصةُ الموحية ُ ، والبيتُ المؤثِّرُ ، والفكرةُ الصائبةُ ، والتجربةُ الراشدةُ ، اقرئي هذا السجلَّ ليطاردَ فيكِ فلولَ الأحزانِ ، وأشباح الهمومِ ، وكوابيسَ الخوف والقلق ، طالعي هذا الديوان ليساعدكِ على تنظيفِ الذاكرةِ من ركامِ الأوهامِ ، وأكوامِ الوساوسِ ، ويدلَّكِ على رياضِ الأنسِ ، وبستانِ السعادةِ ، وديارِ الإيمانِ ، وحدائقِ الأفراحِ ، وجنَّاتِ السرورِ ، عسى الله أن يُسْعِدكِ في الدارينِ بمَنِّةِ وكرمهِ إنه جواد كريم .

    وقد جعلتُه كنزاً يحوي حُليّاً زاهياً تتجملين به ، فيه من بريقِ الحُسْنِ ، ولمعانِ الجمالِ ، وسناءِ الحقِّ ، ما يفوقُ وميضَ الذَّهَبِ ، وإغراءَ الفِضَّةِ ، وسمَّيْتُ فصولَهُ بأسماءِ الحُلِيِّ ، من سبائكَ ، وعقودٍ ، وفرائدَ ، ومرجانٍ ، وجمانٍ ، وجواهر ، وخواتم ، وألماسٍ ، وزبرجَد ، وياقوت ، ودُرَرٍ ، ولآليء ، وزمرُّد ، وعسْجَد .

    فإذا كان هذا الكتابُ عندكِ فلا عليكِ من كلِّ زخرفٍ دنيويِّ ، وزينةٍ جوفاء ، ومظاهرَ زائفةٍ ، وموضاتٍ تافهةٍ ، فتحلي بهذه الحلية ، والبسِيها في مهرجان الحياةِ ، وتزيَّني بها في عرسِ الدنيا ، وفي أعياد السرور ، ومواسم الأفراح ، وليالي البهجة ، لتكوني – إن شاء الله – ( أسعد امرأةٍ في العالم ) :



    أسعد امرأة في العالم المقـــــدمة



    يا أسعد الناس في دينٍ وفي أدبِ
    بل بالتسابيح كالبشرى مرتلة
    في سجدةٍ ، في دعاءٍ ، في مراقبةٍ
    في ومضةٍ من سناء الغارِ جاد بها
    فأنتِ أسعد كلِّ العالمين بما

    بلا جُمانٍ ولا عِقْدٍ ولا ذهبِ
    كالغيثِ كالفجرِ كالإشراقِ كالسحبِ
    في فكرةٍ بين نور اللوح والكتبِ
    رسولُ ربِّكِ للرومان والعربِ
    في قلبكِ الطاهرِ المعمورِ بالقُرَبِ



    إن سبيل سعادتكِ يكمن في صفاء معرفتِك ونقاءٍ ثقافتِك ، وهذا لا يحصلُ بالقصص الرومانسيةِ الخياليةِ التي تَجُرُّ القارئَ إلى الخروجِ من واقعه والذهاب بعيداً عن عالمه ، وقد تجدين فيها أحلاماً ورديةً ، وخمرةَ أوهامٍ مسكرة ، ولكنَّ ثمارها إحباطٌ وانفصامٌ في الشخصية ، وكآبةٌ قاتلةٌ ، بل ما هو أخطر من ذلك ؛ كقصص ( أجاثا كريستي ) التي تعلِّم الخداعَ والجريمةَ والنهبَ والسلبَ ، وقد طالعتُ سلسلة ( روائع القصص العالمي ) وهي مترجمات منتقاة من القصص الخلاَّبة، والحائزة على جائزة نوبل ، فألفيتُها مشوبةً بكثيرٍ من الأغلاط الكبرى والحماقات . ولا شك أن في بعض روائع القصص العالمي رواياتٍ جيدة ، من حيث رقيُّ الفنِّ القصصي والعمل الروائي ؛ كرواية ( الشيخ والبحر ) لآرنست همنغواي ، وأشباهها من القصص التي جانبت الفحش والرذيلة ، وسَلِمتْ من غوائلِ الانحطاط الأخلاقي والإسفاف الأدبي .

    فحُقَّ على كلِّ راشدةٍ أن تطالع التراث القصصي الراشد : مثل كتب الطنطاوي والكيلاني والمنفلوطي والرافعي وأمثالهم ، ممن لديه طهرٌ ، وعنده ضميرٌ حيٌّ ، ويحمل رسالة واعيةً ، وإنما ذَكرْتُ هذا ؛ لأنني حَرِصتُ على نقاءٍ كتابي من لوثةِ الأجنبي ، وسمِّ المنحرفِ ، وغثاءِ التافهين ، فكم من ضحيّةٍ لمقالةٍ ، وكم من قتيلٍ لروايةٍ ، والله الحافظ .

    وعلى كلِّ حال ، فلا أَجَلَّ ولا أحسنَ من قصص الله في كتابه ، ورسوله r في سنته ، والتاريخ المجيد للأبرار من الخلفاء والعلماء والصالحين، فسيري على بركةِ الله ، فأنتِ السعيدةُ بما عندكِ من دين وهدى، وبما لديكِ من عقيدةٍ وميراث .


    د / عائض القرني






    أسعد امرأة في العالم فصُوص



    أهـلاً بـك



    أهلاً بك .. مصـلِّيةً صــائمةً قانتـةً خاشـعة .

    أهلاً بك .. متحجبـةً محتشـمةً وقـورةً رزينـة .


    أهلاً بك .. متعلمـةً مطلعـةً واعيـة راشــدة .


    أهلاً بك .. وفيَّـةً أمنيــةً صـادقةً متصـدقة .


    أهلاً بك .. صـابرةً محتسـبةً تائبــةً منيـبــة .


    أهلاً بك .. ذاكـرةً شـاكرةً داعيـةً واعيــة .


    أهلاً بك .. تابعـةً لآسـية ومـريم وخديجــة .


    أهـلاً بك .. مربيـةً للأبطـال، ومصنعاً للرجـال .


    أهلاً بك .. راعيـة للقـيم، حافظـةً للمُثــل .


    أهـلاً بك .. غيورةً على المحارمِ، بعيدةً عن المحرماتِِ .










    أسعد امرأة في العالم فصُوص



    نـعـم




    نعم .. لبسمتك الجميلة التي تبعثُ الحبَّ وترسلُ المودة للآخرين .

    نعم .. لكلمتكِ الطيبة التي تبني الصداقات الشرعية وتذهب الأحقاد .


    نعم .. لصدقةٍ مُتقبَّلةٍ تُسعد مسكيناً ، وتُفرح فقيراً ، وتُشبع جائعاً .


    نعم .. لجلسةٍ مع القرآن تلاوةً وتدبراً وعملاً وتوبةً واستغفاراً .


    نعم .. لكثرة الذكر والاستغفار ، وإدمان الدعاء ، وتصحيح التوبة .


    نعم .. لتربية أبنائكِ على الدين ، وتعليمهم السنة ، وإرشادهم لما ينفعهم .


    نعم .. للحشمة والحجاب الذي أمر الله به ، وهو طريق الصيانة والحفظ .


    نعم .. لصحبة الخيرِّات ممن يَخَفْنَ الله ، ويحببْن الدين ، ويحترمْن القيم .


    نعم .. لبرِّ الوالدين ، وصلة الرَّحِم ، وإكرام الجار ، وكفالةِ الأيتام .


    نعم .. للقراءة النافعة ، والمطالعة المفيدة ، مع الكتاب الممتع الراشد .






    أسعد امرأة في العالم فصُوص





    لا ..!





    لا .. لصرف عمركِ في التوافه من حبِّ للانتقام ومجادلةٍ لا خير فيها .

    لا .. لتقديم المالِ وجمعه على صحتكِ وسعادتكِ ونومكِ وراحتكِ .


    لا .. لتتبع أخطاء الآخرين واغتيابهم ونسيان عيوب النفس .


    لا .. للانهماك في ملاذِّ النفس ، وإعطائها كلَّ ما تطلب وتشتهي .


    لا .. لضياعِ الأوقات مع الفارغين ، وإنفاقِ الساعات في اللهو .


    لا .. لإهمالِ الجسمِ والبيت من النظافة ، والروائح الزكية ، والنظام .


    لا .. للمشروباتِ المحرَّمةِ ، والدخان والشيشة ، وكلِّ خبيث .


    لا .. لتذكُّرِ مصيبةٍ مرَّت ، أو كارثةٍ سبقت ، أو خطأ حصل .


    لا .. لنسيانِ الآخرة والعمل لها ، والغفلةِ عن تلك المشاهد .


    لا .. لإهدارِ المالِ في المحرَّماتِ ، والإسرافِ في المباحاتِ، والتقصيرِ في الطاعات .








    أسعد امرأة في العالم فصُوص



    الورد


    الوردة الأولى : تذكري أن ربك يغفر لمن يستغفر ، ويتوب على من تاب ، ويقبل من عاد .
    الوردة الثانية : ارحمي الضعفاء تسعدي ، وأعطي المحتاجين تُشافَيْ ، ولا تحملي البغضاء تُعافَيْ .
    الوردة الثالثة : تفاءلي فالله معك ، والملائكة يستغفرون لك ، والجنة تنتظرك .
    الوردة الرابعة : امسحي دموعك بحسن الظن بربك ، واطردي همومك بتذكُّر نعم الله عليك .
    الوردة الخامسة : لا تظني بأن الدنيا كَمُلت لأحدٍ ، فليس على ظهر الأرض مَنْ حصل له كلُّ مطلوبٍ ، وسلِم من أيِّ كدر .
    الوردة السادسة : كوني كالنخلةِ عاليةَ الهمَّة ، بعيدة عن الأذى ، إذا رُمِيت بالحجارة ألقتْ رطبها .
    الوردة السابعة : هل سمعتِ أنَّ الحزنَ يُعيدُ ما فات ، وأن الهمَّ يُصْلِح الخطأ ، فلماذا الحزن والهم ؟!
    الوردة الثامنة : لا تنتظري المحن والفتنَ ، بل انتظري الأمن والسلامَ والعافية إن شاء الله .

    الوردة التاسعة : أطفئي نار الحقد من صدرك بعفوٍ عام عن كلِّ من أساء لكِ من الناس .
    الوردة العاشرة : الغسلُ والوضوءُ والطيبُ والسواكُ والنظامُ أدويةٌ ناجحةٌ لكلِّ كدرٍ وضيق .


    أسعد امرأة في العالم فصُوص



    الزهر


    الزهرة الأولى : كوني كالنحلة ؛ تقع على الزهور الفواحة والأغصان الرطبة .

    الزهرة الثانية : ليس عندك وقتٌ لاكتشافِ عيوب الناس ، وجمعِ أخطائهم .


    الزهرة الثالثة : إذا كان الله معكِ فمن تخافين ؟ وإذا كان الله ضدك فمن ترجين ؟!


    الزهرة الرابعة : نارُ الحسدِ تأكل الجسد ، وكثرةُ الغيرةِ نارٌ مستطيرة .


    الزهرة الخامسة : إذا لم تستعدِّي اليوم ، فليس الغد ملكاً لك .


    الزهرة السادسة : انسحبي بسلام من مجالس اللهو والجدل .


    الزهرة السابعة : كوني بأخلاقكِ أجملَ من البستان .


    الزهرة الثامنة : ابذلي المعروف فإنكِ أسعدُ الناس به .


    الزهرة التاسعة :دعي الخَلْقَ للخالق ، والحاسد للموت ، والعدوَّ للنسيان .


    الزهرة العاشرة : لذةُ الحرامِ بعدها ندمٌ وحسرةٌ وعِقابٌ .









    أسعد امرأة في العالم السَّبائك



    ومضة : لا حول ولا قوة إلا بالله



    السبيكة الأولى : امرأة تحدَّت الجبروت



    ما مضى فات والمؤمَّلُ غيب ٌ ولك الساعة التي أنت فيها



    انظري إلى نصوص الشريعة كتاباً وسنة ، فإن الله U قد أثنى على المرأة الصالحة ، ومدح المرأة المؤمنة ، قال سبحانه وتعالى : ]وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ[ ، فتأملي كيف جعل هذه المرأة (آسية رضي الله عنها ) مثلاً حياً للمؤمنين والمؤمنات ، وكيف جعلها رمزاً وعلماً ظاهراً لكل من أراد أن يهتدي وأن يستنَّ بسنة الله في الحياة ، وما أعقل هذه المرأة وما أرشدها ؛ حيث إنها طلبت جوار الرب الكريم ، فقدمت الجار قبل الدار ، وخرجت من طاعة المجرم الطاغية الكافر فرعون ورفضت العيش في قصره ومع خدمه وحشمه ومع زُخرفه ، وطلبت داراً أبقى وأحسن وأجمل في جوار رب العالمين ، في جناتٍ ونهر ، في مقعد صدقٍ عند مليكٍ مقتدر ، إنها امرأة عظيمة ؛ حيث إنَّ همتها وصدقها أوصلاها إلى أن جاهرت زوجها الطاغية بكلمة الحق والإيمان ، فعُذبت في ذات الله ، وانتهى بها المطاف إلى جوار رب العالمين ، لكن الله U جعلها قدوةً وأسوةً لكل مؤمنٍ ومؤمنةٍ إلى قيام الساعة ، وامتدحها في كتابه ، وسجَّلَ اسمها ، وأثنى على عملها ، وذمَّ زوجها المنحرف عن منهج الله في الأرض .


    إشراقة : تفاءلي ولو كنتِ في عين العاصفة .



    أسعد امرأة في العالم السَّبائك



    ومضة : إنَّ مع العُسْرِ يُسْراً



    السبيكة الثانية :عندكِ ثروةٌ هائلةٌ من النِّعَم




    لطائفُ اللهِ وإن طال المدى كلمحةِ الطرْفِ إذا الطرفُ سجى


    أختاه إنّ مع العسر يسراً ، وإن بعد الدمعة بسمةً ، وإن بعد الليل نهاراً ، سوف تنقشع سحبُ الهم ، وسوف ينجلي ليلُ الغم ، وسوف يزول الخطبُ ، وينتهي الكربُ بإذن الله ، واعلمي أنك مأجورة ، فإن كنت أمَّاً فإن أبناءك سوف يكونون مَدداً للإسلام ، وعوناً للدين ، وأنصاراً للملة ، متى قمتِ بتربيتهم تربية صالحة ، وسوف يدعون لك في السجود ، وفي السحر ، إنها نعمةٌ عظيمة أن تكوني أُمَّاً رحيمةً رؤومة ، ويكفيك شرفاً وفخراً أن أم محمد r امرأةٌ أهدت البشرية الإمام العظيم ، والرسول الكريم r :


    وأهدت بنتُ وهْبٍ للبرايا يداً بيضاءَ طوَّقتِ الرِّقابا


    إنَّ في وسعك أن تكوني داعيةً إلى منهج الله في بنات جنسك ، بالكلمة الطيبة ، بالموعظة الحسنة ، بالحكمة ، والمجادلة بالتي هي أحسن ، بالحوار ، بالهداية ، بالسيرة العطرة ، بالمنهج الجليل النبيل ، فإن المرأة تفعل بسيرتها وعلمها الصالح مالا تفعله الخُطَبُ والمحاضراتُ والدروسُ ، وكم من امرأةٍ سكنت في حيٍّ من الأحياء ، فنُقل عنها الدينُ والحشمةُ والحجابُ والخلقُ الحسن ، والرحمةُ بالجيران ، والطاعةُ للزوج ، فصارت سيرتُها العطرة محاضرةً تُتلى ، ووعظاً يُنقل في المجالس ، وصارت أسوةً لبنات جنسها .


    إشراقة : غداً يُزهِرُ الريحان ، وتذهب الأحزان ، ويحلُّ السلوان .



    أسعد امرأة في العالم السَّبائك



    ومضة : سيجعل اللهُ بعد عُسْرِ يُسْراً



    السبيكة الثالثة :عندكِ ثروةٌ هائلةٌ من النِّعَم




    أتيأس أن ترى فرجاً فأين اللهُ والقدرُ ؟!


    فكل ما أصابكِ في ذات الله فهو مُكّفرٌ بإذن الواحد الأحد ، وأبشري بما ورد في الحديث : (( إذا أطاعت المرأة ربها ، وصلَّت خمسها ، وحفظت عرضها ، دخلت جنة ربها )) ، فهي أمور ميسرة على من يسَّرها الله عليه ، فقومي بهذه الأعمال الجليلة ، لتلقي ربَّاً رحيماً ، يُسعدك في الدنيا والآخرة ، قفي مع الشرع حيث وقف ، واستنِّي بكتاب الله U وسنة رسوله r ، فأنت مسلمة ، وهذا شرفٌ عظيم ، وفخرٌ جسيم ، فغيركِ ولدت في بلاد الكفر ، إما نصرانيةً ، أو يهوديةً ، أو شيوعيةً ، أو غير ذلك من الملل والنحل المخالفة لدين الإسلام ، أما أنتِ فإن الله اختاركِ مسلمةً ، وجعلكِ من أتباع محمد r ، ومن المتبعين المقتدين بعائشة وخديجة وفاطمة رضي الله عنهن جميعاً ، فهنيئاً لك أنك تصلِّين الخمس ، وتصومين الشهر ، وتحجِّين البيت ، وتتحجَّبين الحجاب الشرعي ، هنيئاً لكِ أنكِ رضيتِ بالله ربَّاً ، وبالإسلام ديناً ، وبمحمدٍ r رسولاً .


    إشراقة : ذهبُكِ دينُكِ ، وحُلِيُّكِ أخلاقُكِ ، ومالُكِ أدَبُكِ .



    أسعد امرأة في العالم السَّبائك



    ومضة : حسُبنا اللهُ ونِعْم الوكيل



    السبيكة الرابعة :لا تستوي مؤمنةٌ وكافرةٌ




    فما يدوم سرورٌ ما سررت به ولا يردُّ عليك الغائب الحزَنُ


    إنَّ بإمكانك أن تسعدي إذا نظرْتِ في ظاهرة واحدة ؛ وهي واقع المرأة المسلمة في بلاد الإسلام ، وواقع المرأة الكافرة في بلاد الكفر ، فالمسلمة في بلاد الإسلام ، مؤمنة ، متصدِّقةٌ ، صائمةٌ ، قائمةٌ ، متحجبةٌ ، طائعةٌ لزوجها ، خائفةٌ من ربها ، متفضلةٌ على جيرانها ، رحيمةٌ بأبنائها ، فهنيئاً لها الثواب العظيم ، والسكينة والرضا ، وأما المرأة في بلاد الكفر ، فهي امرأةٌ متبرجةٌ ،جاهلةٌ ، سخيفةٌ ، عارضةُ أزياء ، سلعةٌ منبوذة ، بضاعة رخيصة تُعرض في كل مكان ، لا قيمة لها، لا عِرض ولا شرفَ ولا ديانة ، فقارني بين الظاهرتين والصورتين ؛ لتجدي أنك الأسعد والأرفع والأعلى، والحمد لله : ]وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ [.


    إشراقة : كلُّ الناسِ سوف يعيشون ؛ صاحبُ القصرِ ، وصاحبُ الكوخ


    ... ولكن من السعيد ؟ .



    أسعد امرأة في العالم السَّبائك



    ومضة : الله ..... الله ربي لا أشرك به شيئاً



    السبيكة الخامسة :الكسلُ صديقُ الفشلِ




    أعزُّ مكانٍ في الدُّنا سرجُ سابحٍ وخيرُ جليسٍ في الزمان كتابُ


    أوصيك بمزاولة العمل ، وعدم الركون للفتور والكسل والاستسلام للفراغ ، بل قومي وأصلحي من بيتك أو مكتبتك ، أو أدي وظيفتك ، أو صلِّي ، أو اقرئي في كتاب الله ، أو في كتابٍ نافع ، أو استمعي إلى شريطٍ مفيد ، أو اجلسي مع جاراتك وصديقاتك وتحدثي معهن فيما يقربكن من الله U ، حينها تجدين السعادة والانشراح والفرح – بإذن الله – وإياك .. إياك أن تستسلمي للفراغ أو البطالة ؛ فإن هذا يورثك هموماً وغموماً ووساوس وشكوكاً وكدراً لا يزيله إلا العمل .

    وعليك بالاعتناء بمظهرك، من جمالٍ في الهيئة ، ومن طيبٍ داخل البيت ، ومن ترتيبٍ في مجلسك ، ومن حسن خُلُقٍ تلقين به زوجك ، وأبناءك ، وإخوانك ، وأقرباءك ، وصديقاتك ، ومن بسمةٍ راضيةٍ ، ومن انشراحٍ في الصدر .

    وأحذرك من المعاصي فإنها سبب الحزن ، خاصةً المعاصي التي تكثر عند النساء ؛ من النظر المحرم ، أو التبرج ، أو الخلوة بالأجنبي ، أو اللعن والشتم والغيبة ، أو كفران حقِّ الزوج وعدم الاعتراف بجميلة ، فإن هذه ذنوبٌ تكثر عند النساء إلا من رحم الله ، فاحذري من غضب الباري – جل في علاه - ، واتقي الله U فإن تقواه كفيلةٌ بإسعادك وإرضاء ضميرك :


    إشراقة : إذا أقبلَتْ الهمومُ ، وتكاثرتْ الغمومُ ، فقولي : (( لا إله إلا الله )) .



    أسعد امرأة في العالم السَّبائك




    ومضة : فصبرٌ جميلٌ



    السبيكة السادسة :أنتِ بما عندكِ فوق ملايين النساء



    سيكفيكِ – عمَّن أغلق الباب دونه وظنَّ به الأقوام – خبزٌ مقمّرُ


    تفكري في العالم بأسره ، أما يوجد في المستشفيات أسرَّةٌ بيضاءُ يرقد عليها آلافٌ من البشر أصابهم المرض من سنوات ، واجتاحتهم الحوادث من أعوام ؟ ، أما في السجون آلاف من الناس وراء الحديد ، كُدِّرت عليهم حياتُهم وذهبت لذتهم ؟ أما في دُوْر العناية والمستشفيات أناسٌ ذهبت عقولُهم وفقدوا رشدهم فصاروا مجانين ؟ ، أليس هناك فقراء يسكنون في الخيام الممزقة وفي الأكواخ لا يجدون كسرة خبز ؟ ، أليس هناك نساءٌ أصيبت الواحدة منهنَّ فمات جميع أبنائها في حادث واحد ؟، أو امرأةٌ ذهب بصرُها أو سمعُها ، أو بُترت يدُها أو رجلُها ، أو ذهب عقلُها ، أو أصيبت بمرضٍ عُضالٍ من سرطانٍ ونحوه ، وأنتِ سليمةٌ ، معافاةٌ ، في خيرٍ ، وسكينةٍ ، وأمنٍ ، ورضىً ؟ ، فاحمدي الله على نعمه ، ولا تصرفي أوقاتك فيما لا يرضي الله U؛ من الجلوس طويلاً أمام القنوات الفضائية ، وما فيها من رُخْصٍ ، وزيفٍ ، وبضاعةٍ مزجاةٍ ، ومادةٍ تافهة ، تورث القلب الأسقام والأحزان ، وتعطِّل الجسم عن أداء وظيفته ، ولكن خذي النافع المفيد ، مثل محاضرةٍ ، أو ندوةٍ ، أو برنامجٍ طبيِّ نافع ، أو أخبارٍ تهم المسلم والمسلمة ، أو نحو ذلك ، واجتنبي هذه التفاهاتِ التي تُعرض ، وهذا المجون الذي يُصدَّر ، فإنها تسقط الحياء والحشمة والدين .


    إشراقة : دعي الظالم لمحكمة الآخرة حيث لا حاكم إلا الله .



    أسعد امرأة في العالم السَّبائك




    ومضة : من ساعةِ إلى ساعةٍ فرج



    السبيكة السابعة :ابني لكِ قصراً في الجنة



    أطعْتُ مطامعي فاستعبدتني ولو أني قنعتُ لكنتُ حُرَّا


    انظري كم مرَّ من أجيال ؟ هل ذهبوا بأموالهم ؟ هل ذهبوا بقصورهم ؟ هل ذهبوا بمناصبهم ؟ هل دُفنوا بذهبهم وفضتهم ؟ هل انتقلوا إلى الآخرة بسياراتهم وطائراتهم ؟ لا ....! ، جُرِّدوا حتى من الثياب ، والأغطية ، وأدخلوا بأكفانهم في القبر ، ثم سُئل الواحد منهم : مَنْ ربُّك ؟ مَنْ نبيًّك ؟ وما دينُك ؟ ، فتهيئي لذلك اليوم ، ولا تحزني ولا تأسفي على شيءٍ من متاع الدنيا ، فإنه زائل رخيص ، ولا يبقى إلا العمل الصالح ، قال سبحانه وتعالى : ]مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ[


    إشراقة : المرضُ رسالةٌ فيها بشرى ، والعافيةُ حُلَّةٌ لها ثمن .



    أسعد امرأة في العالم السَّبائك




    ومضة : من ساعةِ إلى ساعةٍ فرج



    السبيكة الثامنة :لا تمزقي قلبك بيديكِ



    إن كان عندك يا زمانُ بقيّةٌ مما يُهان به الكرامُ فهاتِها !


    اجتنبي كلَّ ما يقتل الوقت ، من مطالعةٍ لمجلاتٍ خليعة، وصورٍ عارية ، وأفكارٍ بائسة ، أو كتبٍ إلحادية، أو رواياتٍ ساقطةٍ في عالم الأخلاق ، ولكن عليك بالنافع المفيد، كالمجلات الإسلامية ، والكتب النافعة ، والدوريات البنََّاءة ، والمقالات التي تنفع العبد في الدنيا والآخرة ، فإنَّ بعض الكتب والمقالات تورث في النفس شكّاً ، وفي الضمير شبهةً وانحرافاً ، وهذه من آثار الثقافة المنحرفة المنحلة التي وفدت علينا من العالم الكافر ، والتي اجتاحت بلاد الإسلام .

    واعلمي أن الله U عنده مفاتح الغيب ، وهو الذي يفرِّج الهمِّ والغمَّ فألحِّي عليه بالدعاء ، وكرِّري هذا الدعاء دائماً وأبداً : (( اللهم إني أعوذ بك من الهمِّ والحزن ، وأعوذ بك من العجز والكسل ، وأعوذ بك من البخل والجبن ، وأعوذ بك من غَلَبة الدين وقهر الرجال )) ، فإذا كررتِ هذا الحديث كثيراً ، وتأملتِ معانيه ، فرَّج الله عنكِ كَرْبَكِ وهمَّكِ وغمَّكِ بإذن الله .


    إشراقة : اغرسي في الثانية تسبيحةً ، وفي


    الدقيقة فكرةً ، وفي الساعة عملاً .



    أسعد امرأة في العالم السَّبائك




    ومضة : أمَّن يجيبُ المضطرَّ إذا دعاه



    السبيكة التاسعة :أنتِ تتعاملين مع ربِّ كريمٍ جواد



    لعلَّ الليالي بعد شحْطٍ من النوى ستجمعنا في ظلِّ تلك المآلفِ


    استبشري خيراً ، فإن الله قد أعدَّ لكِ ثواباً عظيماً ، وهو القائل – سبحانه وتعالى - : ]فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى [ ، فالله – سبحانه – وعد النساء كما وعد الرجال ، وأثنى على النساء كما أثنى على الرجال ؛ فقال : ]إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ... [ الآية ، فدل على أنكِ شقيقةُ الرجل وقرينتُه ، وأنَّ أجرك محفوظ عند الله ، فلكِ من أفعال الخير في البيت والمجتمع ما يوصلك إلى رضوان الله U ، فاضربي أحسن الأمثلة ، وكوني نبراساً لأبناء أمتك ، ومثلاً سامياً لهم .

    اجعلي قدوتك في الحياة آسية امرأة فرعون رضي الله عنها ، ومريم عليها السلام ، وخديجة وعائشة وأسماء وفاطمة رضي الله عنهن جميعاً ، فهؤلاء وأمثالهن مختارات طيبات ، مؤمنات قانتات ، صائمات قائمات ، رضي الله عنهن وأرضاهن ، فكوني على ذاك المنهج ، وطالعي سيرهن الرائدة تجدي الخير والبرد والسكينة .


    إشراقة : امسحي دمع اليتيم لتفوزي برضوانِ الرحمن وسُكْنى الجنان .



    أسعد امرأة في العالم السَّبائك




    ومضة : أليس الصبحُ بقريبٍ ؟



    السبيكة العاشرة :أنتِ الرابحةُ على كلِّ حالٍ



    قل للذي بصروف الدهرِ عيرنا هل عاند الدهرَ إلا مَنْ له خَطَرُ ؟!


    عليك بالاحتساب ، فإنْ وقع عليك همٌّ أو غمٌّ أو حزنٌ فاعلمي أنه كفارة للذنوب ، وإن فقدْتِ أحد أبنائك فاعلمي أنه شافعٌ عند الواحد الأحد ، وإن أصابتك عاهةٌ أو مرضٌ في الجسم فاعلمي أنه بأجره عند الله ، وأنه محفوظ لك عند الواحد الأحد ، الجوع بأجره ، والمرض بثوابه ، والفقر بجزائه عند الله U ، فلن يضيع عند الواحد الأحد شيء ، والله U يحفظ هذا ، كما يحفظ الوديعة لصاحبها حتى يؤديها في الآخرة .


    إشراقة : الصلاةُ كفيلةٌ بشرحِ الصدرِ وطردِ الهمِّ .





    أسعد امرأة في العالم العقود




    ومضة : فخذُ ما آتيتُك وكنْ من الشاكرين



    العقد الأول :عدِّدي مواهبَ الله عليكِ



    وإني لأرجو الله حتى كأنني أرى بجميل الصَّبْرِ ما الله صانعُ


    إذا أصبحت فتذكري أن الصباح قد أطلَّ على آلاف البائسات وأنت منعمة ، وعلى آلاف الجائعات وأنت شبعانة ، وعلى آلاف المأسورات وأنت حرةٌ طليقة ، وعلى آلاف المصابات والثكلى وأنت سعيدةٌ سالمة ، كم من دمعةٍ على خد امرأة ، وكم من لوعة في قلب أم ، وكم من صراخٍ في حنجرة طفلة ، وأنت باسمةٌ راضية ، فاحمدي الله على لطفه وحفظه وكرمه .

    اجلسي جلسة مصارحة مع نفسك ، واستخدمي الأرقام والإحصائيات : كم عندك من الأشياء والأموال والنعم والمسرات والمبهجات ؛ جمالٌ ومالٌ وعيالٌ وظلالٌ وسكنٌ ووطنٌ ومِنَن ، ضياءٌ وهواءٌ وماءٌ وغذاءٌ ودواءٌ ، فافرحي ، واسعدي ، واستأنسي .


    إشراقة : اشتري بالريالِ دعاء الفقراءِ وحبَّ المساكين .



    أسعد امرأة في العالم العقود




    ومضة : ارضَيْ بما قسم الله لكِ تكوني أغنى الناس



    العقد الثاني : قليلٌ يسعدكِ ولا كثيرٌ يشقيكِ



    وإذا أراد الله نشر فضيلةٍ طُويَت ، أتاح لها لسانَ حسودِ


    عمرك المحسوب هو عمر السرور والفرح والرضا والسكينة والقناعة ، أما الجشع والطمع والهلع فليس من عمرك أصلاً ؛ فهو ضد صحتك وعافيتك وجمالك ، فحافظي على الرضى عن الله ، والقناعة بالمقسوم ، والإيمان بالقدر ، والتفاؤل بالمستقبل ، وكوني كالفراشة خفيفة الظل ، بهيجة المنظر ، قليلة التعلق بالأشياء ، تطير من زهرةٍ إلى زهرةٍ ، ومن تلٍّ إلى تلٍّ ، ومن روضةٍ إلى روضةٍ ، أو كوني كالنحلة ، تأكل طيِّباً وتضع طيِّباً ، وإذا سقطت على عود لم تكسه ، تمسُّ الرحيق ولا تلسع ، وتضع العسل ولا تلدغ ، تطير بالمحبة ، وتقع بالمودة ، لها طنينٌ بالبشري ، وأنينٌ بالرضوان ، كأنها من ملكوت السماوات هبطت ، ومن عالم الخلود وقعت .


    إشراقة : الله يحبُّ التوابين ؛ لأنهم رجعوا إليه وشكوا الحال عليه .



    أسعد امرأة في العالم العقود




    ومضة : الحمد لله الذي أذهب عني الحزن



    العقد الثالث : انظري إلى السَّحابِ ولا تنظري إلى التراب



    لولا اشتعالُ النارِ فيما جاورت ما كان يُرف طيبُ عَرْفِ العودِ


    كوني صاحبة همةٍ عالية ، أرجوك في الصعود دائماً ، أرجوك بالاستمرار أبداً ، احذري الهبوط والسقوط ، واعلمي أن الحياة دقائق وثواني ، وكوني كالنملة في الجدِّ والمثابرة والصبر ، حاولي دائماً ، توبي فإن عدت إلى الذنب فعودي إلى التوبة ، احفظي القرآن فإن نسيت فعودي إلى حفظه مرةً ثانيةً وثالثةً .... وعاشرة ، المهم أن لا تشعري بالفشل والإحباط ؛ لأن التاريخ لا يعرف الكلمة الأخيرة ، والعقل لا يعترف بالنهاية المرة ، بل هناك محاولة وتصحيح . إن العمر كالجسم يمكن أن تُجرى له عمليةٌ جراحيةُ تجميلية ، إن العمر كالبناء يمكن أن يُرمَّم ، وأن يُشاد من جديد ، وأن يُجَمَّل بالطلاء والدهان ، فإياكِ ومدرسة الفشل والإخفاق ، وأزيلي من ذهنك توقعات المرض ، والكوارث ، والمصائب ، والمحن، والله يقول: ]وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ[.


    إشراقة : تركُ المعصيةِ جهادٌ ، والمداومةُ عليها عنادٌ .



    أسعد امرأة في العالم العقود




    ومضة : وبشِّر الذين آمنوا



    العقد الرابع : كوخٌ بإيمانٍ ولا قصرٌ مع طغيانٍ



    إني وإن لُمْتُ حاسديَّ فما أُنكر أني عقوبةٌ لَهُمُ


    إن امرأةً مسلمةً تعيش في كوخ ، تعبد ربها ، وتصلي خمسها ، وتصوم شهرها ، أسعد من امرأة تعيش في قصر شاهق بين العُبْدان والقيان والعيدان والكيزان ، وإن مؤمنةً في بيت من شعر ، على خبز الشعير ، وعلى ماء الجرة ، معها مصحفها ومسبحتها ، أسعدُ عيشاً من امرأة تعيش في برج عاجي ، وفي غرف مخملية ، وهي لا تعرف ربها ، ولا تذكر مولاها ، ولا تتبع رسولها . أجل افهمي معنى السعادة ؛ فليس هو المعنى الضيق المحرف الذي يتوهمه كثير من الناس ، فيظنونه في الدولار والدينار والدرهم والريال ، والمفروشات ، والملبوسات ، والمطعومات ، والمشروبات ، والمركوبات ، كلا وألف كلا !... السعادة رضا قلبٍ ، راحةُ ضميرٍ ، قرارُ نفسٍ ، فرحةُ روحٍ ، انشراحُ بالٍ ، صلاحُ حالٍ ، استقامة خُلُقٍ ، تهذيبُ سلوكٍ ، مع قناعةٍ وكفاف .


    إشراقة : كيف يرتاحُ مَنْ آذى مسلماً أو ظلم عبداً ؟! .



    أسعد امرأة في العالم العقود




    ومضة : وتوكَّلْ على الحيِّ الذي لا يموت



    العقد الخامس : وزِّعي الأوقات على الواجبات



    عسى الهم الذي أمسيتُ فيه يكون وراءه فرجٌ قريبُ


    جرِّبي حظك مع كتابٍ نافع ، أو شريط مفيدٍ ، قراءةً واستماعاً ، أنصتي لتلاوةٍ عطرةٍ من كتاب الله ، علَّ آيةٍ واحدة تهزُّ كيانَكِ ، وتنفُذُ إلى أعماقكِ ، وتخاطب وجدانك، فيكون معها الهداية والنور، ويذهب معها اليأس، والشك ، والشبهة ، والقنوط ، طالعي في دواوين السنة ، واقرأي كلام الحبيب في(رياض الصالحين) ؛ لتجدي الدواء الناجع ، والعلم النافع ، الذي يُحصِّنك من الزلل ، ويحفظك من الخلل ، ويشافيك من العلل ؛ فدواؤك في الوحي كتاباً وسنةً ، وراحتك في الإيمان ، وقرة عينك في الصلاة ، وسلامة قلبك في الرضا ، وهدوء بالك في القناعة ، وجمال وجهك في البسمة ، وصيانة عرضك في الحجاب ، وطمأنينة خاطرك في الذكر .


    إشراقة : احذري دعاء المظلومِ ودموع المحروم .



    أسعد امرأة في العالم العقود




    ومضة : لكيلا تأسَوْا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم



    العقد السادس : سعادتُنا غيرُ سعادتهم



    سيُعافى المريضُ بعد سُقامٍ ويعودُ الغريبُ بعد غيابِ


    من قال لك : إن الموسيقى اللاهية ، والأغنية الهابطة ، والمسلسل الهدام ، والمسرحية العابثة ، والمجلة الخليعة ، والفلم المشبوه ، تورث السعادة والسرور ؟ كذب من قال ذلك ! .. إن هذه الوسائل مفاتيح الشقاء ، وطرق الكآبة ، وأبواب الهموم والغموم والأحزان ، باعترافاتٍ موثقةٍ ممن مارسها وعرفها ثم تاب منها ، فاهربي من هذه الحياة التعيسة البئيسة ، حياةِ العابثين اللاغين المنحرفين عن صراط الله المستقيم ، وتعالى إلى تلاوةٍ خاشعة ، وقراءة نافعة ، وموعظةٍ دامعة ، وخطبةٍ ساطعة ، وصدقةٍ رابحة ، وتوبةٍ صادقة، تعالي إلى جلساتٍ روحانية ، وأذكارٍ ربانية ، علَّ الله أن يتوب عليك ، فيملأ قلبك سكينة وأمناً وطمأنينةً .


    إشراقة : القلبُ السليمُ لا شرك فيه ولا غشَّ ولا حقدَ ولا حسدَ .



    أسعد امرأة في العالم العقود




    ومضة : ربِّ اشرحْ لي صدري



    العقد السابع : اركبي سفينة النجاةِ



    يا إله الكونِ قد أسلمتُ لك ربِّ فارحم ضعفنا ما أرحمك


    لقد طالعتُ عشرات القصص للفنانين والفنانات ، واللاهين واللاهيات ، واللاغين واللاغيات ، والعابثين والعابثات ، الأحياء منهم والأموات، فقلت : وا أسفاه ، أين المسلمون والمسلمات ، والمؤمنون والمؤمنات ، والصادقون والصادقات ، والصائمون والصائمات ، والعابدون والعابدات ، والخاشعون والخاشعات؟! ، هل يتسع العمر المحدود القصير كي يضيع بهذه الطريقة من العبثية والهامشية ويصرف في سوق الإهمال والمعصية ؟، هل لكِ عمر آخر غير هذا العمر ؟ هل عندكِ أيام غير هذه الأيام ؟، هل لديكِ العهد الوثيق من الله أنكِ لن تموتي ؟.. كلا والله ، بل الأوهام والظنون الكاذبة ، والأماني الفاشلة ، فحاسبي النفس إذن ، وجددي المسيرة وحثي الخطا ، والحقي بالقافلة ، واركبي سفينة النجاة .


    إشراقة : المرأة العاقلةُ تحوِّلُ الصحراء إلى حديقة غنَّاء .



    أسعد امرأة في العالم العقود




    ومضة : وإنَّ الفرجَ مع الكرب



    العقد الثامن : مفتاحُ السعادة سجدةٌ



    ولستُ أرى السعادة جمع مالٍ ولكنَّ التقيَّ هو السعيدُ


    أولُ صفحات السعادة في دفتر اليوم ، وأول بطاقات المعايدة في سجل النهار صلاةُ الفجر ، فابدئي بصلاة الفجر يومكِ ، وافتتحي بصلاة الفجر نهاركِ ، حينها تكونين في ذمة الله ، في عهد الله ، في حفظ الله ، في رعاية الله ، في أمان الله ، وسوف يحفظكِ من كل مكروه ، ويرشدكِ إلى كل خير ، ويدلكِ على فضيلة ، ويمنعكِ من كل رذيلة ، لا بارك الله في يوم لم يبدأ بصلاة الفجر ، لا حيَّا الله نهاراً ليس فيه صلاة فجر ، إنها أول علامات القبول ، وعنوان كتاب الفلاح ، ولافتة النصر والعز والتمكين والنجاح . فهنيئاً لكل من صلَّى الفجر ، طوبى لكل من صلَّى الفجر ، قرة عين لمن حافظ على صلاة الفجر ، وبؤساً وتعاسةً وخيـبةً لمن أهمل صلاة الفجر !


    إشراقة : الجدلُ العقيمُ والنقاشُ التافِهُ يُذهبُ الصفاء والبهاءَ .



    أسعد امرأة في العالم العقود




    ومضة : ألم نشرحْ لك صدرك



    العقد التاسع : عجوزٌ تصنعُ الرموز



    أتاك على قنوطٍ منك غوثٌ يمنُّ به اللطيفُ المستجيبُ


    كوني كالعجوز عند الحجاج يوم وثقت بربها ، يوم سجن الحجَّاجُ ابنها ، وحلف بالله للعجوز أن يقتله ، فقالت في ثقة وحزم وشجاعة وإقدام : ( لو لم تقتله مات ) ! ، كوني كالعجوز الفارسية في توكلها على الله يوم غابت عن كوخ دجاجها ونظرت إلى السماء وقالت : اللهم أحفظ كوخ دجاجي فإنك خير الحافظين !، وكوني في صمود أسماء بنت أبي بكر وقد رأت ابنها عبد الله بن الزبير مقتولاً مصلوباً فقالت كلمتها المشهورة :أما آن لهذا الفارس أن يترجَّل ؟! .. وكوني كالخنساء قدمت أربعة في سبيل الله ، فلما قُتِلوا قالت : الحمد لله الذي شرفني بقتلهم شهداء في سبيله .. انظري لهؤلاء النسوة وتاريخهنَّ المجيد وسيرتهن الحافلة .


    إشراقة : خذي من النسيم رقتَه ، ومن المسك رائحته ، ومن الجبل ثباته .



    أسعد امرأة في العالم العقود




    ومضة : ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون



    العقد العاشر : حتى تكوني أبهى إنسانةٍ في الكون



    وكلُّ الحادثاتِ وإن تناهتْ فموصولٌ بها فرجٌ قريبُ


    أنت بجمالكِ أبهى من الشمس ، وبأخلاقكِ أزكى من المسك ، وبتواضعك أرفع من البدر ، وبحنانك أهنأ من الغيث ، فحافظي على الجمال بالإيمان ، وعلى الرضا بالقناعة ، وعلى العفاف بالحجاب ، واعلمي أن حُليَّك ليس الذهب والفضة ولا الألماس ، بل ركعتان في السحر ، وظمأ الهواجر صياماً لله ، وصدقةٌ خفيةٌ لا يدري بها إلا الله ، ودمعةٌ حارة تغسل الخطيئة ، وسجدةٌ طويلةٌ على بساط العبودية ، وحياءٌ من الله عند نوازع الشر وداعي الشيطان ، فالبسي لباس التقوى فإنك أجملُ امرأةٍ في العالم ، ولو كانت ثيابك ممزقة ، وارتدي عباءة الحشمة فإنك أبهى إنسانة في الكون ولو كنت حافية القدمين ، وإياك وحياة الفاجرات الكافرات الساحرات العاهرات السافرات ، فإنهن وقود نار جهنم ] لا يَصْلاهَا إِلَّا الْأَشْقَى[


    إشراقة : في كلِّ مكانٍ تجدين ظلاماً في حياتكِ ما


    عليكِ إلا أن تنيري المصباح في نفسِكِ! .




    أسعد امرأة في العالم العسجد




    ومضة : إذا أصبحتِ فلا تنتظري المساء



    العسجدة الأولى : يا سامية المقام



    رُبَّ أمـــــرٍ تتقيــــه جـــرَّ أمـــراً ترتجيــه


    أيتها المسلمة الصادقة ، أيتها المؤمنة المنيبة ، كوني كالنخلة بعيدةً عن الشر ، رفيعةً عن الأذى ، تُرمى بالحجارة فتسقط تمراً ، دائمة الخضرة صيفاً وشتاءً ، كثيرةَ المنافع ، كوني سامية المقام عن سفاسف الأمور ، مصونة الجناب عن كل ما يخدع الحياء ، كلامُكِ ذكرٌ ، ونظركِ عبرة ؛ وصمتُكِ فكر ، حينها تجدين السعادة والراحة ، فيُنشر لك القبول في الأرض ، وينهمر عليكِ الثناء الحسن والدعاء الصادق من الخَلْق ، ويُذهِبُ الله عنكِ سحاب الضنْكِ ، وشبح الخوف ، وأكوام الكدر ، نامي على زجل دعاء المؤمنين لكِ ، واستيقظي على نشيد الثناء عليكِ ، حينها تعلمين أن السعادة ليست في الرصيد ، وإنما في طاعة الحميد ، وليست في لبس الجديد ، ولا في خدمة العبيد ، وإنما في طاعة المجيد .


    إشراقة : لا تيأسي من نفسكِ ، فالتحولُ بطيئٌ ، وستصادفكِ


    عقباتٌ تخمد الهمة ، فلا تدعيها تتغلب عليك .



    أسعد امرأة في العالم العسجد




    ومضة : ادعوني أستجب لكم



    العسجدة الثانية : اقبلي النعمة ووظِّفيها



    كم نعمةٍ لا يُستقلَّ بشكرها لله ، في طيِّ المكاره كامنة


    وظفي نعم الله مع شكره وطاعته ، وانعمي بالماء شرباً ووضوءاً وغسلاً ، وتدثري بالشمس دفئاً ونوراً ، واغتسلي بضوء القمر حُسْناً ومتعةً ، واقطفي من الثمار ، وعُبِّي من الأنهار ، وانظري في البحار ، وسيري في القفار ، واشكري العزيز الغفار ، الملك القهار ، استفيدي من هذا العطاء المبارك الذي منَّ الله به عليكِ ، وإياكِ والتنكر لنعم الله :]يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللَّهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَهَا [ ، إياكِ والجحود ، وقبل أن تنظري في شوك الورد ، انظري في جماله ، وقبل أن تشتكي حرارة الشمس تمتعي بضيائها ، وقبل أن تتذمري من سواد الليل تذكري هدوءه وسكينته ، لماذا هذه النظرة التشاؤمية السوداوية للأشياء ؟، لماذا تغيير النعم عن مسارها ؟ : ] أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْراً ...[ فخذي هذه النعم واقبليها بقبولٍ حسنٍ ، واحمدي الله عليها .


    إشراقة : إن التحول من الخطأ إلى الصواب مغامرةٌ طويلةٌ ولكنها جميلة !



    أسعد امرأة في العالم العسجد


    ومضة :لا تقنطوا من رحمة الله



    العسجدة الثالثة : مع الاستغفار الرزقُ المدرار



    أجارتنا إن الأماني كواذبٌ وأكثر أسباب النجاح مع اليأسِ


    قالت امرأة : مات زوجي وأنا في الثلاثين من عمري وعندي منه خمسة أبناء وبنات ، فأظلمت الدنيا في عيني وبكيت حتى خفت على بصري ، وندبت حظي ، ويئست ، وطوقني الهم ، وغشيني الغم ، فأبنائي صغار ، وليس لنا دخل يكفينا ، وكنت أصرف باقتصاد من بقايا مال قليل تركه لنا أبونا ، وبينما أنا في غرفتي فتحت المذياع على إذاعة القرآن الكريم وإذا بشيخٍ يقول : قال رسول الله r : (( من أكثر من الاستغفار جعل الله له من كل همٍّ فرجاً ، ومن كل ضيقٍ مخرجاً )) ، فأكثرت بعدها من الاستغفار ، وأمرت أبنائي بذلك ، وما مرَّ بنا والله ستة أشهر حتى جاء تخطيط مشروع على أملاك لنا قديمة ، فعُوِّضت فيها بملايين ، وصار ابني الأول على طلاب منطقته ، وحفظ القرآن كاملاً ، وصار محلَّ عنايةِ الناس ورعايتهم ، وامتلأ بيتنا خيراً ، وصرنا في عيشة هنية ، وأصلح الله لي كل أبنائي وبناتي ، وذهب عني الهمُّ والحزنُ والغمُّ ، وصرت أسعد امرأة .


    إشراقة : إذا استسلمتِ لليأس فإنك لن تتعلمي شيئاً ، ولن تظفري بالسعادة .



    أسعد امرأة في العالم العسجد




    ومضة : إنه لا ييأس من روح الله إلا القومُ الكافرون



    العسجدة الرابعة : الدعاء يرفع البلاء



    قد يُنْعِم الله بالبلوى وإن عظُمت ويبتلي الله بعض القومٍ بالنعمِ


    لي صديق عابد صالح أصيبت زوجته بمرض السرطان ولها منه ثلاثة أبناء ، فضاقت به الدنيا بما رحبت ، وأظلمت الأرض في عينه ، فأرشده أحد العلماء إلى قيام الليل والدعاء في السحر مع الاستغفار والقراءة في ماء زمزم لزوجته ، فاستمر على هذا الحال ، وفتح الله عليه في الدعاء ، وأخذت زوجته تغسل جسمها بماء زمزم مع القراءة عليه ، وكان يجلس معها من صلاة الفجر إلى طلوع الشمس ، ومن صلاة المغرب إلى صلاة العشاء ، يستغفرون الله ويدعونه ، فكشف الله ما بها وشافاها وعافاها وأبدلها جلداً حسناً وشعراً جميلاً ، وقد تعلقت بالاستغفار وصلاة الليل ، فسبحان المشافي المعافي لا إله إلا هو ، ولا ربَّ سواه .

    فيا أختاه إذا مرضتِ ففري إلى الله ، وأكثري من الاستغفار والدعاء والتوبة ، وأبشري بما يسرك ، فإن الله يستجيب الدعاء ، ويكشف الكرب ، ويُذهب السوء : ]أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ [


    إشراقة : افحصي ماضيكِ وحاضركِ ، فالحياة مكونةٌ من


    تجارب متتابعة يجب أن يخرج المرءُ منها منتصراً .



    أسعد امرأة في العالم العسجد




    ومضة : وكان بالمؤمنين رحيما



    العسجدة الخامسة : احذري اليأس والإحباط



    والحادثات وإن أصابك بؤسُها فهو الذي أنباك كيف نعيمُها


    سُجِن شابٌ ليس لوالدته إلا هو ، فذهب النوم عنها وأخذ الهم منها كل مأخذ ، وبكت حتى ملَّ منها البكاء ، ثم أرشدها الله إلى قول : (( لا حول ولا قوة إلا بالله )) ، فكررت هذه الكلمة العظيمة التي هي كنز من كنوز الجنة ، وما هي إلا أيام – بعدما يئست من خروج ابنها – وإذا به يطرق الباب فامتلأت سروراً وغبطةً وبهجةً وفرحاً ، وهذا جزاء من تعليق بربه وأكثر من دعائه وفوَّض الأمر إليه ، فعليك بلا حول ولا قوة إلا بالله ، فإنها كلمة عظيمة ، فيها سرُّ السعادة والفلاح ، فأكثري منها ، وطاردي بها فلول الهمِّ ، وكتائب الحزنِ ، وأشباح الاكتئاب ، وأبشري بسرور من الله وفرج قريب ، وإياك أن ينقطع بكِ حبلُ الرجاء ، أو تصابي بالإحباط ، فإنه ما من شدةٍ إلا ولها رخاء ، وما من عسرٍ إلا وبعده يسر ، سُنَّةٌ ماضية ، وقضيةٌ مفروغٌ منها ، فالله الله في حسن الظن بالله ، والتوكل عليه ، وطلب ما عنده ، وانتظار الفرج منه .


    إشراقة : لا تجعلي من متاعبكِ وهمومكِ موضوعاً للحديث ؛


    لأنكِ بذلك تخلقين حاجزاًَ بينك وبين السعادة .



    أسعد امرأة في العالم العسجد




    ومضة : إن ربك واسع المغفرة



    العسجدة السادسة : بيتُكِ مملكةُ العزِّ والحبِّ



    قل هو الرحمنُ آمنَّا به واتبعنا هادياً من يثربِ


    أيتها العزيزة الغالية : الزمي بيتك إلا من أمرٍِ مهم ، فإن بيتك سرُّ سعادتك : ]وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ [ ؛ ففي بيتك تجدين طعم السعادة ، وتحافظين على ناموس شرفكِ ووقاركِ وحشمتكِ ، فإن المرأة الهامشية هي التي تُكثر من الخروج إلى الأسواق من غير ضرورة ، فهمها متابعة الموضات ، ومراقبة الأزياء ، ودخول المحلات التجارية ، والسؤال عن كل جديد وغريب ، ليس لها همٌّ ديني ، ولا رسالةٌ دعوية ، ولا هِمَّةٌ في المعرفة والعلم والثقافة ، بل هي مسرفةٌ مبذِّرة ، همها المأكول والملبوس ، فحذارِ حذارِ من هجران البيت ؛ لأنه منزل السرور ، ومحل الأمن والراحة ، وكهف الأنس ، وكعبة السلامة من الناس ، فاجعلي من بيتك جامعةً للمحبة ، ومنطلقاً للعطاء الطيب المبارك .


    إشراقة : لا تُفضي بمتاعبكِ إلا لأولئكِ الذين يساعدونكِ


    بتفكيرهم وكلامهم الذي يجلب السعادة .



    أسعد امرأة في العالم العسجد




    ومضة : عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله له خير



    العسجدة السابعة : ليس عندكِ وقتٌ للثرثرة !



    البدر يضحك والنجوم تصفّقُ فعلام تقتلنا الهمومُ وتخنقُ ؟!


    اتركي الجدل والدخول في نقاش عقيم حول أمور محتملة ؛ لأن ذلك يضيَّق الصدر ويكدِّر الخاطر ، ولا تحاولي إقناع الناس دائماً في مسائل تقبل وجهات النظر ، بل اطرحي رأيك بهدوءٍ وبدون صخب ولا إلحاح ولا تشنج ، وابتعدي عن كثرة الردود والانتقادات ؛ لأنها تفقدك راحة البال ، وتنقل عنك صورةً غير لائقة ، فقولي كلمتك اللينة المحببة في رفق وهدوء ، حينها تملكين القلوب وتعمرين الأرواح ، كما إن مما يورث الهمَّ والحزن اغتيابُ الناس وهمزُهم ولمزُهم وتنقُّصهم ، وهذا يُذهب الأجر ويجمع عليكِ الإثم ، ويفقدكِ الاطمئنان ، فاشتغلي بإصلاح عيوبكِ عن عيوب الناس ، فإن الله لم يخلقنا كاملين معصومين ، بل عندنا جميعاً ذنوبٌ وعيوبٌ ، فطوبى لمن أشغله عيبه عن عيوب الناس .


    إشراقة : على الأم التي يسقط ولدها من مكانٍ عالٍ أن لا تضيِّع الوقت في


    النحيب والصراخ ، بل عليها أن تسعى حالاً لتضميد جراحه .



    أسعد امرأة في العالم العسجد




    ومضة : اعلمي أن ما أصابكِ لم يكن ليخطئكِ



    العسجدة الثامنة : كوني مشرقة النفسِ يحيِّكِ الكون



    أتحسبُ أن البؤس للمرء دائمٌ ولو دام شيءٌ عدَّه الناسُ في العجبْ


    انظري للحياة نظر المحب المتفائل ، فالحياة هدية من الله للإنسان ، فاقبلي هدية الواحد الأحد ، وخذيها بفرحٍ وسرور ، اقبلي الصباح بإشراقه وبسمته الرائعة ، اقبلي الليل بوقاره وصمته ، اقبلي النهار بسنائه وضيائه ، عُبَّي الماء النمير حامدةً شاكرة ، استنشقي الهواء فرحةً مسرورةً ، شُمِّي الزهْرَ مسبِّحةً ، تفكَّري في الكون معتبرةً ، استثمري العطاء المبارك في الأرض ، في باقة الزهر ، في طلعة الورد ، في هَبَّة النسيم ، في نفحة الروض ، في حرارة الشمس ، في ضياء القمر ، حوِّلي هذه العطاءات والنعم إلي رصيدٍ من العون على طاعة الله ، والشكر له على نعمه ، والحمد له على تفضُّله وامتنانه ، إياكِ أن يحاصركِ كابوسُ الهموم وجحافلُ الغموم عن رؤية هذا النعيم ، فتكوني جاحدةً جامدةً ، بل اعلمي أن الخالق الرازق – جلَّ في علاه – ما خلق هذه النعم إلا ليستعان بها على طاعته ، وهو القائل :] يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحاً[


    إشراقة : أفضلُ الكرم وأنقاه يكون من أولئك الذين لا يملكون شيئاً ، ولكنهم


    يعرفون قيمة الكلمة والابتسامة ، وكم أناسٍ يُعطُون وكأنهم يصفعون ! .



    أسعد امرأة في العالم العسجد




    ومضة : ومن يتق الله يجعل له مخرجا



    العسجدة التاسعة : ما تمت السعادةُ لأحد وما كمُلَ الخيرُ لإنسان



    اطردي الهمَّ بذكر الصَّمدِ واهجري ليل الهوى وابتعدي


    إنك تخطئين كثيراً إذا توهمت أن الحياة لابد أن تكون لصالحك مائةً بالمائة ، فهذا لن يتحقق إلا في الجنة ، أما في الدنيا فإن الأمر نسبي ؛ فلن يتم كل ما تريدين ، بل سوف يقع شيء من البلاء والمرض والمصيبة والامتحان ، فكوني شاكرةً في السراء ، صابرةً في الضراء ، ولا تعيشي في عالم المثاليات بحيث تريدين صحة بلا سقم ، وغنىً بلا فقر ، وسعادةً بلا منغِّصات ، وزوجاً بلا سلبيات ، وصديقةً بلا عيوب ، فهذا لن يحصل أصلاً ، وطِّني نفسك على غضِّ الطرف عن السلبيات والأخطاء والملاحظات ، وانظري إلى الإيجابيات والمحاسن ، وعليكِ بحسن الظن والتماس العذر والاعتماد على الله فقط ، أما الناس فليسوا أهلاً للاعتماد عليهم وتفويض الأمر إليهم : ]إِنَّهُمْ لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً [


    إشراقة : لا تقبلي بوجود مناطق مظلمة في حياتك ، فالنور


    موجودٌ وليس عليكِ إلا أن تديري الزرَّ ليتألق ! .



    أسعد امرأة في العالم العسجد




    ومضة : ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا



    العسجدة العاشرة : ادخلي بستان المعرفة



    أيها الشامت المعيِّر بالدهرِ أأنت المبَّرأُ الموفورُ ؟


    إن من أسباب سعادتك تفقُّهكِ في دينكِ ، فإن تعلُّم الدين يشرح الصدر ، ويُرضي الربَّ ، وكما قال عليه الصلاة والسلام : (( من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين)) ، فاقرأي كتب العلم الميسرة النافعة التي تزيدكِ علماً وفهماً للدين كرياض الصالحين ، وفقه السنة ، وفقه الدليل ، والتفاسير الميسرة ، والرسائل المفيدة ، واعلمي أن أفضل أعمالك هو معرفة مراد الله U في كتابه ، ومراد رسوله r في سنته ، فأكثري من تدبر القرآن ومدارسته مع أخواتك ، وحفظ ما تيسر منه ، والاستماع إليه ، والعمل به ؛ لأن الجهل بالشريعة ظُلْمةٌ في القلب ، وضيقٌ في الصدر ، فلتكن عندك مكتبةٌ – ولو كانت صغيرة – فيها كتب قيمة نافعة ، وأشرطة مفيدة ، وحذارِ من ضياع الوقت في سماع الأغنيات ، ومشاهدة المسلسلات ، فإنَّ كل ثانية من عمرك محسوبة عليك فاستثمري الوقت في مرضاة الله U .


    إشراقة : أشدُّ الصعابِ تهون بابتسامةِ إنسانٍ واثق .





    أسعد امرأة في العالم اللآليء




    ومضة : لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا



    اللؤلؤة الأولى : تذكري الدموع المسفوحة والقلوب المجروحة



    ألم تر أن الليل لما تكاملت غياهبُه جاء الصباحُ بنوره


    قال أحد الأدباء :
    إن كنتِ تعلمين أنكِ أخذت على الدهر عهداً أن يكون لكِ كما تريدين في جميع شؤونك وأطوارك وألا يعطيك إلا ما تحبين وتشتهين ، فجدير بكِ أن تطلقي لنفسك في سبيل الحزن عنانها كلما فاتك مأرب واستعصى عليك مطلب ، وأن كنتِ تعلمين أخلاق الأيام في أخذها وردها ، وعطائها ومنعها ، وأنها لا تنام عن منحة تمنحها حتى تكرَّ عليها راجعة فتستردها ، وأن هذه سنتها وتلك خلتها في جميع أبناء آدم ، سواء في ذلك ساكن القصور وساكن الأكواخ ، ومن يطأ بنعله هام الجوزاء ومن ينام على بساط الغبراء ، فخفضي من حزنك ، وكفكفي من دمعك ، فما أنت بأول إنسانة أصابها سهم الزمان ، وما مصابك بأول بدعة طريفة في جريدة المصائب والأحزان .


    إشراقة : انقطعي عن تأمل الذنب ، وتأملي الصفة الحسنة التي ستضعينها مكانه .



    أسعد امرأة في العالم اللآليء




    ومضة : بالبلاء يُستخرج الدعاء



    اللؤلؤة الثانية : هؤلاء ليسوا في سعادة !



    اشتدي أزمةُ تنفرجـــي قد آذن ليلُـك بالبلجِ


    لا تنظري لأهل الترف وأهل البذخ والإسراف في الحياة ، فإنَّ واقعهم يُرثى له ولا يفرح به ، فإنَّ أناساً كان همهم الإسراف على أنفسهم وملذاتهم وشهواتهم ، واستفراغ الجهد في طلب المتعة ، ومطاردة اللذة ، سواءً كانت حلالاً أو حراماً ، وهؤلاء ليسوا في سعادة ، إنما هم في ضَنْكٍ وفي همٍّ وهم غمٍّ ، لأنَّ كلَّ من انحرف عن منهج الله ، وكلَّ من ارتكب معاصي الله ، فلن يجد السعادة أبداً ، فلا تظني أن أهل الترف والبذخ والإسراف في نعيم وفي سرور ، لا .!، إنَّ بعض الفقيرات الساكنات في بيوت الأكواخ والطين أسعدُ حالاً من أولئك الذين ينامون على ريش النعام ، وعلى الديباج والحرير ، وفي القصور المخملية ؛ لأنَّ الفقيرة المؤمنة العابدة الزاهدة أسعدُ حالاً من المنحرفةِ الصادةِ عن منهج الله .


    إشراقة : إن السعادة موجودةُ فيكِ ، ولهذا يجب أن توجِّهي جهودك إلى نفسكِ



    أسعد امرأة في العالم اللآليء




    ومضة : فاعلم أنه لا إله إلا الله



    اللؤلؤة الثالثة : الطريق إلى الله أحسن الطرق



    ربما تجزعُ النفوسُ لأمرٍ ولها فرجةٌ كحلِّ العقالِ


    ما السعادة ؟ هل السعادة في المال ؟ أم في الجاه والنسب ؟ إجابات متعددة ... ولكن دعينا ننظر إلى سعادة هذه المرأة :

    اختلف رجل مع زوجته ... فقال : لأشقينكِ ، فقالت الزوجة في هدوء : لا تستطيع ، فقال لها : كيف ذلك ؟ قالت : لو كانت السعادة في مال لحرمتني منه ، أو في حلي لمنعتها عني ، ولكن لا شيء تمتلكه أنت ولا الناس ، إني أجد سعادتي في إيماني ، وإيماني في قلبي ، وقلبي لا سلطان لأحد عليه إلا ربي .

    هذه هي السعادة الحقيقية .. سعادة الإيمان ، ولا يشعر بهذه السعادة إلا من تغلغل حبُّ الله في قلبه .. ونفسه .. وفكره ، فالذي يملك السعادة –حقيقة- هو الواحد الأحد ، فاطلبي السعادة من بطاعته U .
    إن الطريق الوحيد لكسب السعادة إنما هو في التعرف على الدين الصحيح الذي بُعث به رسول الله r ، فمن عرف هذا الطريق فليس يضره أن ينام في كوخ ، أو يتوسد الرصيف ، أو يكتفي بكسرة خبز ، ليكون أسعد إنسان في العالم ، أما من ضلَّ عن هذا الطريق فعمره أحزان ، وماله حرمان ، وعلمه خسران ، وعاقبته خذلان .


    إشراقة : إننا نحتاج إلى المال لنعيش ، ولكنَّ هذا لا


    يعني أننا يجب علينا أن نعيش لأجل المال .



    أسعد امرأة في العالم اللآليء




    ومضة : اللهم إني أسألك العفو والعافية



    اللؤلؤة الرابعة : إذا ضاقت الدروبُ فعليكِ بعلاَّم الغيوبِ



    إذا ضـــاق بك الأمرُ ففكرْ في أ لم نشرحْ


    قال ابن الجوزي :
    (( ضاق بي أمر أوجب غماً لازماً دائماً ، وأخذت أبالغ في الفكر في الخلاص من هذه الهموم بكل حيلة ، وبكل وجه ، فما رأيت طريقاً للخلاص .. فعرضتْ لي هذه الآية : ]وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً[ ، فعلمت أن التقوى سبب للمخرج من كل غم ، فما كان إلا أن هممت بتحقيق التقوى فوجدتُ المخرج ... )) .

    قلتُ : التقوى عند العقلاء هي سبب كل خير ، فما وقع عقاب إلا بذنب ، وما رفع إلا بتوبة ، فالكدر والحزن والنكد إنما هو جزاءٌ على أفعالٍ قمتِ بها ، من تقصير في الصلاة ، أو غيبةٍ لمسلمة، أو تهاونٍ في حجاب ، أو ارتكابِ محرَّم . إن من يخالف منهج الله لا بد أن يدفع ثمن تقصيره ، وأن يسدد فاتورة إهماله ، فالذي خلق السعادة هو الرحمن الرحيم فكيف تطلب السعادة من غيره ؟ ولو كان الناس يملكون السعادة لما بقي في الأرض محروم ولا محزون ولا مهموم .


    إشراقة : أبعدي عن تفكيركِ كلَّ وضيعةٍ يائسةٍ وجودها ،


    وركِّزي على النجاح ، عندها لا يمكن أن تخفقي .



    أسعد امرأة في العالم اللآليء




    ومضة : أنا عند ظنِّ عبدي بي



    اللؤلؤة الخامسة : اجعلي كل يوم عمراً جديداً



    إذا غامرت في شرفٍ مرومٍ فلا تقنع بما دون النجوم


    إن البعد عن الله لن يثمر إلا علقماً ، ومواهب الذكاء والقوة والجمال والمعرفة تتحول كلها إلى نقم ومصائب عندما تعرى عن توفيق الله وتُحرم من بركته ، ولذلك يخوف الله الناس عقبى هذا الاستيحاش منه ، والذهول عنه .

    قد تكون سائراً في طريقك فتقبل عليك سيارة تنهب الأرض نهباً وتشعر كأنها موشكة على تحطيم بدنك وإتلاف حياتك ، فلا ترى بدّاً من التماس النجاة وسرعة الهرب ... إن الله يريد إشعار عباده تعرضهم لمثل هذه المعاطف والحتوف إذا هم صدفوا عنه ، ويوصيهم أن يلتمسوا النجاة – على عجل – عنده وحده : ]فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ * وَلا تَجْعَلُوا مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ[

    وهي عودة تتطلب أن يجدد الإنسان نفسه ، وأن يعيد تنظيم حياته ، وأن يستأنف مع ربه علاقة أفضل ، وعملاً أكمل ، وعهداً يترجمه بهذا الدعاء : (( اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت ، خلقتني وأنا عبدك ، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت ، أعوذ بك من شر ما صنعت ، أبوءُ لك بنعمتك عليّ ، وأبوء بذنبي ، فاغفر لي ، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت )) .


    إشراقة : إذا أخفقت في عملٍ من أعمالك عليكِ إلا تستسلمي لليأس ،


    ولا تقلقي ولا يساوركِ الشكُّ في أن حلاً سيأتي .



    أسعد امرأة في العالم اللآليء




    ومضة : وتبسمكِ في وجه أختكِ صدقة



    اللؤلؤة السادسة : النساء نجوم السماء وكواكب الظلماء



    وإن ألمت صروفُ دهرٍ فاستعنِ الواحدَ القديرا


    المرأة المسلمة الصالحة هي التي تحسن معاشرة زوجها وتطيعه بعد طاعة ربها ، وقد أثنى رسول الله r على هذه المرأة ، وجعلها المرأة المثالية التي ينبغي على الرجل أن يظفر بها ، فعندما سُئل r : أي النساء خير ؟ قال : (( التي تسره إذا نظر ، وتطيعه إذا أمر ، ولا تخالفه في نفسها ولا ماله بما يكره )) .

    ولما نزل قول الله U : ]وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ [ انطلق عمر ، واتبعه ثوبان رضي الله عنهما ، فأتى عمر النبي r فقال : يا نبي الله ، إنه قد كبر على أصحابك هذه الآية ! فقال النبي r : (( ألا أخبرك بخير ما يكنز المرء : المرأة الصالحة ؛ التي إذا نظر إليها سرته ، وإذا أمرها أطاعته ، وإذا غاب عنها حفظته )) .

    وقد قرن رسول الله دخول المرأة الجنة برضا زوجها ، فعن أم سلمة رضي الله عنها قال : قال رسول الله r : (( أيما امرأة ماتت وزوجها عنها راض دخلت الجنة )) . فكوني تلك المرأة تسعدي .


    إشراقة : هناك مكانٌ في الصف الأول ، بشرط أن تضعي في كلِّ


    ما تعملين مزيداً من الإتقان والكمال .



    أسعد امرأة في العالم اللآليء




    ومضة : أتاكِ السرور لأن الفلك يدور



    اللؤلؤة السابعة : الموت ولا الحرام



    ولا تجزعْ وإن أعسرت يوماً فقد أيسرت في الزمن الطويل ِ


    في الحديث الذي رواه عبد الله بن عمر بن الخطاب – رضي الله عنهما – في النفر الثلاثة الذين باتوا في الغار ، فانحدرت صخرة من الجبل فسدّت عليهم الغار ، فتوسلوا إلى الله تعالى أن ينجيهم فذكروا صالح أعمالهم ، يقول الثاني منهم : (( اللهم إنه كانت لي ابنة عم كانت أحب الناس إليّ – وفي رواية – كنت أحبها كأشد ما يحب الرجال النساء ، فأردتها على نفسها ، فامتنعت مني حتى ألمّت بها سنة من السنين ، فجاءتني فأعطيتها عشرين ومائة دينار على أن تُخلّي بيني وبين نفسها ، ففعلت ، حتى إذا قدرت عليها – وفي رواية – فلما قعدت بين رجليها قالت : اتق الله ، ولا تفض الخاتم إلا بحقه ...)) ، فهذه الفتات كانت تقية ولم تمكنه من نفسها ابتداءً ، فلما ضعفت لفقرها اضطرت إلى ما طلب ، وذكّرته بالله تعالى وتقواه ، وهزت فيه المشاعر الإيمانية وأن عليه – إن أرادها – أن يتزوجها حلالاً ولا يقع عليها زنا ، فارعوى وتاب إلى الله تعالى ، وكان ذلك سبباً في انفراج شيء من الصخرة يوم سدت باب الغار .


    إشراقة :تعلّمي أن تتعايشي مع الخوفِ وسوف يتلاشى .




    أسعد امرأة في العالم اللآليء




    ومضة : حياتك من صنع أفكارك



    اللؤلؤة الثامنة : آيات وإشراقاتٌ



    إني رأيتُ – وفي الأيام تجربة - للصبرِ عاقبةً محمودةَ الأثرِ



    قال تعالى : ] ) سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْراً[ .
    قال تعالى : ] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ[ .
    قال تعالى : ] وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ[ .
    قال تعالى : ]وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ [ .
    قال تعالى : ] إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ[.
    قال تعالى عن نداء ذي النون : ] لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ[ .

    هذا هو القرآن يناديكِ أن تسعدي وتطمئني ، وأن تثقي بربك ، وأن ينشرح صدرك لوعد الله الحق ، فالله لم يخلق الخلق ليعذبهم ، إنما ليمحِّصهم ويهذِّبهم ويؤدبهم ، والله أرحم بالإنسان من أمة وأبيه ، فاطلبي الرحمة والأنس والرضا من الله – جل في علاه - ، وذلك بذكره وشكره وتلاوة كتابه ، واتباع رسوله r .


    إشراقة : استعدي لاستقبال الأسوأ ، وستكون هديتُكِ الشعور بالتحسن .



    أسعد امرأة في العالم اللآليء




    ومضة : يكفي المرأة أن أم محمد r امرأةٌ



    اللؤلؤة التاسعة : معرفةُ الرحمنِ تُذهب الأحزان



    إذا صحَّ منك الودُّ فالكلُّ هيِّنٌ وكلُّ الذي فوق التراب ترابِ



    الله ... أجود الأجودين وأكرم الأكرمين ، أعطى عبده قبل أن يسأله فوق ما يؤمله ، يشكر القليل من العمل ويُنميه ، ويغفر الكثير من الزلل ويمحوه ، يسأله من في السموات والأرض كل يوم هو في شأن ، لا يشغله سمع عن سمع ، ولا تغلطه كثرة المسائل ، ولا يتبرم بإلحاح الملحين ، بل يحب الملحين في الدعاء ، ويحب أن يُسأل ، ويغضب إذا لم يُسأل ، يستحي من عبده حيث لا يستحي العبد منه ، ويستره حيث لا يستر نفسه ، ويرحمه حيث لا يرحم نفسه ، وكيف لا تحب القلوب من لا يأتي بالحسنات إلا هو ، ولا يذهب بالسيئات إلا هو ، ولا يجيب الدعوات ، ويقيل العثرات ، ويغفر الخطيئات ، ويستر العورات ، ويكشف الكربات ، ويغيث اللهفات ، وينيل الهبات سواه ؟

    الله ... أوسع من أعطى وأرحم من استرحم ، وأكرم من قُصد ، وأعز من التجئ إليه ، وأكفى من توكل العبد عليه ، أرحم بعبده من الوالدة بولدها ، وأشد فرحاً بتوبة التائب من الفاقد لراحلته التي عليها طعامه وشرابه في الأرض المهلكة إذا يئس من الحياة ثم وجدها .


    إشراقة :ليكن قرارُكِ بمحاولة بلوغ السعادة تجربةً سارةً في حدِّ ذاتها .



    أسعد امرأة في العالم اللآليء




    ومضة : وضرب الله مثلاً للذين آمنوا امرأة فرعون



    اللؤلؤة العاشرة : اليوم المبارك



    واصبـرْ إذا خطـبٌ دهـى يـأتِ الإلــهُ بالفـرجْ



    جربي إذا صليتِ الفجرَ أن تجلسي جلسةً خاشعة ، وتستقبلي القبلة دقائق أو ربع ساعة ، وتكثري من الذكر والدعاء ، اسألي الله يوماً جميلاً ، يوماً طيِّباً مباركاً فيه ، يوماً سعيداً ، يوماً فيه نجاحٌ وصلاحٌ وفلاح ، يوماً بلا نكباتٍ ولا أزماتٍ ولا مشكلات ، يوماً رزقه رغد ، وخيرُه وافر ، وستُره عميم ، يوماً لا كدر فيه ولا همَّ ولا غمَّ ، فمن عند الله يُسأل السرور ، ومن عنده يُسأل الرزق ، ويُطلب باستعدادك لهذا اليوم الطيِّب المبارك النافع .

    ومما يوصى به إذا كنت تزاولين العمل ، أو كنتِ جالسةً أن تسمعي شيئاً من كتاب الله ، من شريطٍ مسجَّلٍ ، أو من مذياعٍ من قارئٍ مخبتٍ خاشع ، جميلِ الصوت ، يُسمعكِ آياتِ الله U في كتابه ، فتنصتين لها ، وتخشعين عند سماعها ، فتغسل ما في قلبكِ من كدرٍ وشكٍّ وشُبَه ، وتعودين أحسن حالاً وبالاً ، وأشرح صدراً من ذي قبل .


    إشراقة : لا تهتمِّي بالأشياء التي تعجزين عن أدائها ، بدلاً من ذلك أمضي


    الوقت محاولةً تحسين الأشياءِ التي تستطيعين ، تحسينها .




    أسعد امرأة في العالم الدُّرر




    ومضة : ألا إن نصر الله قريب



    الدرة الأولي : المرأةُ الرشيدةُ هي الحياة السعيدة



    عسى فرجٌ يأتي به الله إنه له كل يوم في خليقته أمرُ


    يجب على المرأة أن تحسن استقبال زوجها .. حين يعود إليها ، فلا تضيق إذا وجدته ضائقاً أو متعباً ، بل العكس تهرع إليه وتلبي طلباته مهما كانت ، دون أن تسأله عن سبب ضيقه أو تعبه فور عودته إلى بيته ، فإذا ما استقر وخلع ثيابه التي يخرج بها ولبس ثياب البيت ، فقد يبادر هو إلى الإفضاء لها بسبب كدره وإذا لم يبادر هو بإخبارها فلا بأس من أن تسأله ولكن بلهجة تشعره فيها بانشغالها عليه وقلقها بشأن حاله التي عاد عليها .

    وإذا وجدت الزوجة أن في إمكانها أن تساعد زوجها في حل المشكلة التي سببت له الضيق فلتبادر إلى ذلك ، فإنها إن فعلت ستخفف كثيراً عن زوجها ... سيشعر الزوج بعد هذا أن في بيته جوهرة ثمينة ، بل أثمن من جواهر الدنيا جميعها ...


    إشراقة : لا تبتئسي على عملٍ لم تُكمليه ، يجب أن تعرفي أن عمل الكبار لا ينتهي !



    أسعد امرأة في العالم الدُّرر




    ومضة : إن الله إذا أحبَّ قوماً ابتلاهم



    الدرة الثانية : اعمري هذا اليوم فقط



    ولا يحسبون الخير لا شرَّ بعده ولا يحسبون الشرَّّ ضربة لازبِ



    يقول أحد السعداء :
    (( اليوم الجميل هو الذي نملك فيه دنيانا ولا تملكنا فيه ، وهو اليوم الذي نقود فيه شهواتنا ولذاتنا ولا ننقاد لها صاغرين أو طائعين .
    ومن هذه الأيام ما أذكره ولا أنساه :
    فكل يوم ظفرت فيه بنفسي وخرجتُ فيه من محنة الشك فيما أستطيع وما أستطيع فهو يوم جميل بالغ الجمال .
    جميل ذلك اليوم الذي ترددت فيه بين ثناء الناس وبين عمل لا يثني عليه أحد ولا يعلمه أحد ، فألقيت بالثناء عن ظهر يدي ، وارتضيت العمل الذي أذكره ما حييت ولم يسمع به إنسان .
    جميل ذلك اليوم الذي كاد يحشو جيوبي بالماء ويفرغ ضميري من الكرامة ، فآثرت فيه فراغ اليدين على فراغ الضمير .
    هذه الأيام جميلة ، وأجمل ما فيها أن نصيبي منها جدُّ قليل ، إلا أن يكون النصيب عرفاني باقتدار نفسي على ما عملت ، فهو إذن كثير بحمد الله ...))


    إشراقة : كوني سعيدةً بما في يدكِ قانعةً راضيةً بما قسمه الله لكِ ، ودعيكِ


    من أحلام اليقظة التي لا تتناسب مع جهدكِ أو إمكانياتك .



    أسعد امرأة في العالم الدُّرر




    ومضة : عفا الله عما سلف



    الدَّرة الثالثة : اتركي الشعور بأنكِ مضطهدة



    انعمْ ولَذَّ فللأمورِ أواخرُ أبداً كما كانت لهنَّ أوائلُ



    إنها صفة رائعة تساعد على دحر القلق وعلى النجاح في الحياة بشكل عام ، وعلى الاحتفاظ بالصداقات والسعادة مع العائلة ، لأن صاحب الأفق الواسع يفهم طبائع الناس ، ويقدر المتغيرات ، ويضع موضع الآخرين ، ويقدر الظروف ما خفي منها وما بان .

    وبالنسبة لموضوع القلق بالذات فإنَّ صاحب الأفق الواسع يتفهم الأمور ، ويعلم حين يصاب بمشكلة ، أو لا يتحقق له ما يريد ، أن هذه طبيعة الحياة وأنه " ما عليها مستريح " وأن الإنسان قد يكره أمراً ويكون فيه الخير ، وقد يفرح بأمر فيكون فيه الشر ، وأن الخير فيما اختاره الله U .

    صاحب الأفق الواسع يحس أنه جزء من هذا الكون الواسع ، وأن له نصيبه من الآلام والأحزان ومن السعادة أيضاً ، فلا يفاجأ ولا ينفجع ، وهو فوق هذا وذاك لا يحسن بعقدة الاضطهاد التي يحس بها صاحب الأفق الضيق ، الذي يظن أن هذا الشر أو تلك المشكلة قد أصابته وحده ، أو أن الناس يضطهدونه ، أو أن حظه سيئ دائماً ، صاحب الأفق الواسع لا يحس بشيء من هذه المشاعر ، وإنما هو يدرك طبيعة الحياة ، ويعلم أنه جزء منها ، فيرضى بها بعد أن يبذل جهده كله في سبيل تحقيق الأفضل .


    إشراقة : اسعدي الآن وليس غداً .



    أسعد امرأة في العالم الدُّرر




    ومضة : سلامّ عليكم بما صبرتم



    الدَّرة الرابعة : ما ألذَّ النجاح بعد المشقة



    الغمــرات ثـم ينجلينـا ثمـتَ يـذهبن ولا يجينــا



    يقول أحد الناجحين :
    وُلدتُ فقيراً ولازمتني الفاقة مذ كنت في المهد ، ولقد ذقت مرارة سؤال أمي قطعة من الخبز في حين أنه ليس لديها شيء تعطيه ولا كسرة من الخبز الجاف ، وتركت البيت في العاشرة من عمري ، واستُخدمت في الحادية عشرة ، وكنت أدرس شهراً في كل سنة ، وبعد إحدى عشرة سنة من العمل الشاق كان لديّ زوج ثيران وستة خراف أكسبتني أربعةً وثمانين دولاراً ، ولم أنفق في عمري فلساً واحداً على ملذاتي ، بل كنت أوفر كل درهم أحصِّله من يوم نشأت إلى أن بلغت الحادية والعشرين من العمر .. وقد ذقتُ طعم التعب المضني حقاً ، وعرفتُ السفر أميالاً عديدة لسؤال إخواني من الشر كي يسمحوا لي بعملٍ أعيش منه ، وقد ذهبت في الشهر الأول بعد بلوغي الواحدة والعشرين إلى الغابات سائقاً عربةً تجرها الثيران لأقطّع حطباً ، وكنت أنهض كل يوم قبل الفجر وأظل مُكِبّاً على عملي الصعب إلى ما بعد الغسق لأقبض ستة دولاراتٍ في نهاية الشهر ، فكان كل واحد من تلك الدولارات الستة يظهر لي كأنه البدر في جنح الدجى!ّ ..


    إشراقة : إذا كنتِ قد ارتكبتِ أخطاءً في الماضي ، تعلمي منها ،


    ثم دعيها تذهب بعد أن تأخذي منها العبرة



    أسعد امرأة في العالم الدُّرر




    ومضة : قل الله ينجِّيكم منها ومن كل كرب



    الدَّرة الخامسة: سوف تتأقلمين مع وضعكِ



    غريبٌ من الخلاًن في كلِّ بلدةٍ إذا عظُمَ المطلوبُ قلَّ المساعدُ



    أعرف رجلاً قُطعت قدمه في جراحة أجريت له ، فذهبت إليه لأواسيه ، وكان عاقلاً عالماً ، وعزمت أن أقول له : إن الأمة لا تنتظر منك أن تكون عدّاءً ماهراً ، ولا مصارعاً غالباً ، إنما تنتظر منك الرأي السديد والفكر النيّر ، وقد بقي هذا عندك ولله الحمد .

    وعندما عُدته قال لي : الحمد لله ، لقد صحبتني رجلي هذه عشرات السنين صحبة حسنة ، وفي سلامة الدين ما يُرضي الفؤاد .

    يقول أحد الحكماء : إن طمأنينة الذهن لا تتأتى إلا مع التسليم بأسوأ الفروض ، ومرجع ذلك – من الناحية النفسية – أن التسليم يحرر النشاط من قيوده .... ثم قال : ومع ذلك فإن الألوف المؤلفة من الناس قد يحطمون حياتهم في سورة غضب لأنهم يرفضون التسليم بالواقع المر ، ويرفضون إنقاذ ما يمكن إنقاذه ، وبدلاً من أن يحاولوا بناء آمالهم من جديد يخوضون معركة مريرة مع الماضي ، وينساقون مع القلق الذي لا طائل تحته .

    إنًَّ التحسر على الماضي الفاشل ، والبكاء المجهد على ما وقع فيه من آلام وهزائم هو – في نظر الإسلام – بعض مظاهر الكفر بالله والسخط على قدره .


    إشراقة : الإحباطُ هو ألدُّ أعدائكِ ، إنه قادرٌ على تدمير الطمأنينة



    أسعد امرأة في العالم الدُّرر




    ومضة : وكذلك جعلناكم أمةً وسطاً



    الدَّرة السادسة : وصايا سديدةٌ من أمِّ رشيدة



    فكم رأينا أخا هُمومٍ أعقب من بعدها سرورا



    هناك وصية جامعة من خير الوصايا المأثورة عن نساء العرب ، وهي وصية أمامة بنت الحارث لابنتها أم إياس بنت عوف ليلة زفافها ، ومما أوصتها به قولها :

    (( أي بنية : إنك فارقت الجو الذي منه خرجتِ ، وخلَّفتِ العيشَّ الذي فيه درجت ، ولو أن امرأة استغنت عن الزوج لغنى أبويها وشدة حاجتهما إليها كنتِ أغنى الناس عنه ، ولكن النساء للرجال خلقن ولهن خلق الرجال .

    أما الأولى والثانية ، فالخضوع له بالقناعة ، وحسن السمع له والطاعة .

    وأما الثالثة والرابعة ، فالتفقد لمواضع عينه وأنفه ، فلا تقع عينه منك على قبيح ، ولا يشم منك إلا أطيب ريح ! .

    وأما الخامسة والسادسة، فالتفقد لوقت نومه وطعامه، فإنَّ تواتر الجوع ملهبة، وتنغيص النوم ومغضبة!.

    وأما السابعة والثامنة ، فالاحتراس بماله والإرعاء على حشمه وعياله ، وملاك الأمر في المال حسن التقدير ، وفي العيال حسن التدبير .

    وأما التاسعة والعاشرة ، فلا تعصي له أمراً ، ولا تُفشي له سراً ، فإنك إن خالفت أمره أوغرت صدره ، وإن أفشيت سره لم تأمني غدره ، ثم إياك والفرح بين يديه إن كان حزيناً ، والكآبة بين يديه إن كان فرحاً ! )).


    إشراقة : سعادتُكِ ليست وقفاً على شخص آخر ، إنها في يدكِ أنتِ



    أسعد امرأة في العالم الدُّرر




    ومضة : غداً تشرق الشمسُ وتسعد النفس



    الدَّرة السابعة : جادتْ بنفسها فأرضتْ ربها



    ولا تيأسْ فإنَّ اليأس كفرٌ لعلَّ الله يغني عن قليلِ



    هل سمعت عن المرأة الجهنية التي زلَّت فوقعت في الزنا ، ثم ذكرت الله فتابت وأنابت ، وجاءت إلى الرسولr تريد أن يرجمها فيطهرها ؟! لقد جاءته حبلى من الزنا ، فقالت : يا رسول الله إني أصبتُ حدّاً فأقمه عليّ ، فدعا النبي r وليَّها فقال : أحسن إليها ، فإذا وَضعَت فأتني ، ففعل ، فأمر بها النبي r ، فشُدَّت عليها ثيابها ، ثم أمر بها فرُجمت ، ثم صلَّى عليها ، فقال له عمر : تصلي عليها يا رسول الله وقد زنت ؟! ، قال : لقد تابت توبةً ، لو قُسِّمت بين سبعين من أهل المدينة لوسعتهم ، وهل وجدت أفضل من أن جادت بنفسها لله U ؟ .

    إنها دفعة إيمانية قوية دفعتها إلى التطهر ، واختيار الآجلة على العاجلة ، ولو لم تكن ذات إيمان قوي ما آثرت الموت رجماً ، ولعل قائلاً يقول : فلماذا زنت وهل يفعل ذلك إلا ضعيف الإيمان ؟! ، الجواب : أنه قد يضعف الإنسان فيقع في المحضور لأنه خُلق من ضعف ، ويزل لأنه خُلق من عجل ، ويضِلُّ لحظةً لأنه ناقص ، لكن بذرة الإيمان حين تنمو في قلبه شجرةً باسقةً وارفة الضلال تُظهر معدنه الأصيل ، ويقينه المتين ، وهذا ما جعل هذه المرأة تسرع إلى رسول الله r تسأله أن يطهرها ، وجادت بروحها ابتغاء مرضاة الله ورحمته وغفرانه .


    إشراقة : لا تكوني متشكيةً مزمنةً ، أو بالهواية !




    أسعد امرأة في العالم الدُّرر




    ومضة : اشتدي أزمة تنفرجي



    الدَّرة الثامنة : حفظتْ الله فحفظها



    ولا عار إن زالت عن المرء نعمةٌ ولكنَّ عاراً أن يزول التجمُّلُ



    حُكي أن امرأة حسنة الوجه كثيرة المال تأخرت في دارها هي ووصيفاتها وجواريها عن الهروب حين الوقعة بالإسكندرية ، فدخلت الإفرنج إليها بأيديهم السيوف المسلولة ، فقال لها أحدهم : أين المال ؟
    فقالت – وهي فزعة - : المال في هذا الصناديق التي هي داخل هذا البيت ، وأشارت إلى بيت بالمجلس التي هي به ، وصارت ترعد من الخوف .

    فقال أحدهم لها : لا تخافي ، فأنتِ تكونين عندي ، وفي مالي وخيري ترتعين ، ففهمت عنه أنه أحبها ويريدها لنفسه ، فمالت إليه ، وقالت لك بكلام خفي : أريد أن أدخل بيت الخلاء ، ورقَّقت له القول.

    ففهم عنها أنها أرادته ، وأشار إليها أن تمضي لقضاء حاجتها ، فمضت واشتغلوا بنهب الصناديق ، فخرجت المرأة من باب دارها ، ودخلت مخزناً غلساً مملوءاً تبناً بزقاق دارها ، فحفرت في التبن حفرة واندفنت بها ، فطلبتها الإفرنج بعد نهبهم لدارها فلم يجدوها ، فاشتغلوا بحمل النهب ، ومضوا ، فسلمتْ المرأة من الأسر بحيلتها تلك ، وكذلك وصيفاتها وجواريها سلمْنَ من الأسْر بصعودهنَّ سطح الدار .
    فقالت المرأة عند ذلك سلامة الدين والعرض خير من المال الذي لم يدخر عند ذوي المروءات إلا لغرض مثل هذا ، لأن الفقر خير من الأسر والافتتانِ بتغيير الدين بالقهر


    إشراقة : تقبلي حقيقةٌ لا مفرَّ منها ، وهي أنكِ ستصادفين دائماً في الدنيا أموراً


    لا تستطيعين تغييرها ، وإنما تستطيعين التعامل معها بالصبر والإيمان .



    أسعد امرأة في العالم الدُّرر




    ومضة : الأمُّ مصنعُ الرجالِ ومعدنُ الأبطالِ



    الدَّرة التاسعة : ماءُ التوبةِ أطهرُ ماءٍ



    افرحي بالحياة فهي جميلة واجعليها بكل خير خميلة



    الله .... يحب التوابين ، ويحب المتطهرين ، بل يفرح بتوبة عبده إليه أعظم من فرحة إنسان كان بأرض فلاة ومعه راحلته عليها طعامه وشرابه ، فانفلتت منه ، فأيس منها ، فجلس إلى جذع شجرة ينتظر الموت ، فأخذته إغفاءة ثم أفاق ، فإذا بها واقفة عند رأسه ، وعليها طعامه وشرابه ، فقام إليها ، وأمسك بزمامها ثم صاح من شدة الفرح : اللهم أنت عبدي وأنا ربك !.. فسبحانه ما أعظمه وأرحمه ، يفرح بتوبة عبده ليفوز بجنانه ، ويحظى برضوان ، وهو – جل وعلا – ينادي عباده المؤمنين بقوله : ]وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ[ .

    فالتوبة غسل القلب بماء الدموع وحرقة الندم ، فهي حرقة في الفؤاد ، ولوعة في النفس ، وانكسارٌ في الخاطر ، ودمعة في العين ، إنها مبدأ طريق السالكين ، ورأس مال الفائزين ، وأول أقدام المريدين ، ومفتاح استقامة المائلين ، التائب يضرع ويتضرّع ، ويهتف ويبكي ؛ إذا هدأ العباد لم يهدأ فؤاده ، وإن سكن الخلق لم يسكن خوفه ، وإذا استراحت الخليقة لم يفتر حنين قلبه ، وقام بين يدي ربه بقلبه المحزون ، وفؤاده المغموم منكساً رأسه ، ومقشعراً جلده ، إذا تذكر عظيم ذنوبه وكثير خطئه ، هاجت عليه أحزانه ، واشتعلت حرقات فؤاده ، وأسبل دمعه ؛ فأنفاسه متوهّجة ، وزفراته بحرق فؤاده متصلة ، قد ضمر نفسه للسباق غداً ، وتخفف من الدنيا لسرعة الممر على جسر جهنم .


    إشراقة : فكِّري بطريقةٍ إيجابيةٍ متفائلةٍ ، فإذا ساءت الأمورُ في يومٍ ما


    كان ذلك مقدمةً لمجيء يومٍ آخر قريب ، كله بهجة وسرور .



    أسعد امرأة في العالم الدُّرر




    ومضة : حافظات للغيب بما حفظ الله



    الدَّرة العاشرة : الفدائية الأولى

  • #2
    رد: كتاب....أسعد إمرأه فى العلم للشيخ عائض القرنى

    باقي الكتاب [


    ولربمـا كـره الفتـــى أم
    ـــراً عواقبـــه تسـرُّ




    كانت تعيش في أعظم قصر في زمانها ، تحت يديها الكثير من الجواري والعبيد ، حياتها مرفهة متنعمة .
    إنها آسية بنت مزاحم زوج فرعون – رضي الله عنها - ، امرأة وحيدة ضعيفة جسدياً ، آمنة مطمئنة في قصرها ، أشرق نور الإيمان في قلبها ، فتحدت الواقع الجاهلي الذي يرأسه زوجها .

    لقد كانت نظرتها نظرة متعدية ، تعدت القصر ، والفرش الوثير ، والحياة الرغيدة ، تعدت الجواري ، والعبيد ، والخدم ؛ لذلك كانت تستحق أن يذكرها رب العالمين في كتابه المكنون ، ويضعها مثالاً للذين آمنوا وذلك عندما قال تعالى ] وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ[ .

    قال العلماء عند تفسير هذه الآية الكريمة : لقد اختارت آسية الجار قبل الدار . واستحقت أيضاً أن يضعها الرسول r مع النساء اللاتي كمُلن ، وذلك عندما قال : (( كمُل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا آسية امرأة فرعون ومريم بنت عمران ، وأن فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام )) .

    هذه آسية المؤمنة ، السراج الذي أضيء في ظلمات قصر فرعون فمن يضيء لنا سراجا يشع منه النور حاملا معه الصبر ، والثبات ، والدعوة إلى الله تعالي ؟ .


    إشراقة : سيطري على أفكاركِ تسعدي .





    أسعد امرأة في العالم الزَّبرْجد




    ومضة : إنَّ رحمة الله قريب من المحسنين



    الزبرجدة الأولى : وكَّلي ربَّكِ ونامي



    عسى الله أن يشفي المواجع إنه إلي خلقه قد جاد بالنفحاتِ


    إلى من نامت قريرة العين برضا الله وقدره ، متوسدةً عاصفةً هوجاء ، تتخطفها الأسنة وتنالها الرماح ، ما عرف الحزن إلى قلبها مدخلاً ، وما استقرت الدمعة في عينها زمناً ، إلى من فقدت الأبناء والأحباب والآباء والأصحاب ، إلى كل مؤمن مهموم ، وكل مبتلى مغموم :

    عظَّم الله أجرك .. ورفع درجتك .. وجبر كسرك ، قال الله تعالى :]وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ[ .

    قال علي رضي الله عنه : (( الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد )) ، فأبشري بثوابٍ أخروي في نزل الفردوس وجوار الواحد الأحد في جنات عدن ومقعد صدق ، جزاء ما قدمت وبذلت وأعطيت ، وهنيئاً لك هذا الإيمان والصبر والاحتساب ، وسوف تعلمين أنك الرابحة على كل حال :]وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ[


    إشراقة : ثقتكِ في نفسكِ تعني إيجاد معنى أكثر لحياتكِ مهما كان


    عمرك ، والحصول على مزيد من الكسب في هذه الحياة .



    أسعد امرأة في العالم الزَّبرْجد




    ومضة : الله لطيفٌ بعباده



    الزبرجدة الثانية : العمى عمى القلب



    هل الدهرُ إلا كربةٌ وانجلاؤها وشيكاً وإلا ضيقةٌ وانفراجُها


    كان رجل كفيف يعيش سعيداً مع زوجة محبة مخلصة ، وابنٍ بار ، وصديقٍ وفيّ ، وكان الشيء الوحيد الذي ينغص عليه سعادته هو الظلام الذي يعيش فيه ، كان يتمنى أن يرى النور ليرى سعادته بعينيه .

    هبط البلدة التي يقطنها هذا الكفيف طبيبٌ نحرير ، فذهب إليه يطلب دواءً يعيد له بصره ، فأعطاه الطبيب قطرةً وأوصاه أن يستعملها بانتظام ، وقال له : إنك بذلك قد ترى النور فجأة وفي أي لحظة .

    واستمر الأعمى في استخدام القطرة على يأس من المحيطين به ، ولكنه بعد استخدامها عدة أيام رأى النور فجأة وهو جالس في حديقة بيته ، فجُنَّ من الفرح والسرور وهرول إلى داخل البيت ليخبر زوجته الحبيبة فرآها في غرفته تخونه مع صديقه ، فلم يصدق ما رأى ، وذهب إلى الغرفة الأخرى فوجد ابنه يفتح خزانته ويسرق بعض ما فيها .

    عاد الأعمى أدراجه وهو يصرخ : هذا ليس طبيباً ، هذا ساحر ملعون ، وأخذ مسماراً ففقأ عينيه ! وعاد مذعوراً إلى سعادته التي ألفها .


    إشراقة : إن القلق النفسي أشد فتكاً من أمراض الجسم .



    أسعد امرأة في العالم الزَّبرْجد




    ومضة : كلا إنَّ معي ربي سيهدين



    الزبرجدة الثالثة : لا تقيمي محكمة الانتقام فتكوني أول ضحية !



    إنّ رباً كفاك ما كان بالأمسِ سيكفيك في غدٍ ما يكونُ


    بعض الناس سمح لايهمه أن يتقاضى حقه كله ، وهو يتغاضى عن كثير من الأمور ويتغابى أحياناً ، وفي مجمل الأمر فإن نفسه سمحة سهلة ، وهو لا يدقق كثيراً ، ولا يفتش فيما خلف العبارات ، ولا يتعب نفسه بهذه الأمور .

    وبعضهم الآخر لا يعرف السماحة ولا يتغاضى عن حقوقه بمقدار ذرة ، وهو في جهاد مع الناس ومع المواقف المختلفة للاستقصاء والحصول على حقه – وربما غير حقه – وهو قلما يرضى .

    ومن الطبيعي أن الإنسان السمح أقرب إلى رضا النفس وهدوء البال والبعد عن القلق ، كما أنه أقرب إلى قلوب الناس وأجدر بحبهم ، وأبواب النجاح تفتح أمامه أكثر من ذلك الذي يعتبر نفسه في حرب دائمة مع عباد الله ، وفوق ذلك يحلل الكلمات والمواقف ويبحث فيها عن المقاصد الخبيثة ، فيجلب القلق لنفسه من كل سبيل ، ويكرهه الناس ويتحاشونه ويوصدون أمامه أبواب النجاح ، ورسول الله r ما خُيِّر بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثماً وإلا كان أبعد الناس عنه .

    قال رسول الله r : (( رحم الله عبداً سمحاً إذا باع ، سمحاً إذا اشترى ، سمحاً إذا اقتضى )) .


    إشراقة : عليكِ بالاجتهاد في الوقت الحاضر ، مع عدم القلق حول ما سيأتي في الغد .



    أسعد امرأة في العالم الزَّبرْجد




    ومضة : ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى



    الزبرجدة الرابعة : الامتياز في الإنجاز



    إذا لم يكن عونٌ من الله للفتى فأول ما يجني عليه اجتهادُه



    يقول أحد الأثرياء :
    لا يتملكني أي شعور خاص لأنني أغنى رجل في العالم ، وأعيش حياةً عادية في شقة متواضعة مع زوجتي ، ولا أشرب ولا أدخن ولا أعشق حياة المليارديرات الذين تملأ صورهم الصحف ، بيخوتهم الفاخرة ، وقصورهم في الأرياف ، وحياتهم الصاخبة ، وزيجاتهم من فتيات جميلات ، وهي الزيجات التي تنتهي عادة بطلاق يدفعون مقابله ملايين الدولارات .

    أعشق العمل وأسعد به وغالباً ما آخذ عدائي معي لأتناوله في مقر عملي ولا تملأ ذاكرتي الغبطة والسعادة إذا تصورت ما أملكه من مليارات ، ولكن تملؤها السعادة حين أتذكر أنني قد ساعدت في تحويل مدينتي الأم ( طوكيو ) بشوارعها المتواضعة إلى عاصمةٍ هي محط أنظار العالم بالمجمعات العقارية الحديثة التي أنجزتها .. باختصار : سعادتي في الإنجاز .


    إشراقة : التحسُّرُ لا ينتشلُ سفينةً من أعماق البحار !.



    أسعد امرأة في العالم الزَّبرْجد




    ومضة : أليس الله بكافِ عبده



    الزبرجدة الخامسة : عالم الكفر يعاني الشقاء



    ولو جاز الخلودُ خلدت فرداً ولكن ليس للدنيا خلودُ



    ألقى الدكتور ( هارولدسين هابين ) الطبيب بمستشفى ( مايو ) رسالةً في الجمعية الأمريكية للأطباء والجراحين العاملين في المؤسسات الصناعية قال فيها : إنه درس حالات 176 رجلاً من رجال الأعمال ، أعمارهم متجانسة في نحو الرابعة والأربعين ، فاتضح له أن أكثر من ثلث هؤلاء يعانون واحداً من ثلاثة أمراض تنشأ كلها عن توتر الأعصاب ، وهي : اضطراب القلب ، وقرحة المعدة ، وضغط الدم ، ذلك ولما يبلغ أحدهم الخامسة والأربعين بعد ! ، هل يعد ناجحاً ذاك الذي يشتري نجاحه بقرحة في معدته ، واضطراب في قلبه ؟ وماذا يفيده المرض إذا كسب العالم أجمع وخسر صحته ؟!، لو أن أحداً ملك الدنيا كلها ما استطاع أن ينام إلا على سرير واحد ، وما وسعه أن يأكل أكثر من ثلاث وجبات في اليوم ، فما الفرق بينه وبين العامل الذي يحفر الأرض ؟! لعل العامل أشد استغراقاً في النوم ، وأوسع استمتاعاً بطعامه من رجل الأعمال ذي الجاه والسطوة .

    ويقول الدكتور (( و.س . الفاريز )) اتضح أن أربعة من كل خمسة مرضى ليس لعلتهم أساس عضوي البتة ، بل مرضهم ناشئ عن الخوف ، والقلق ، والبغضاء ، والأثر المستحكمة ، وعجز الشخص عن الملاءمة بين نفسه والحياة .


    إشراقة : نحن لا نملك تغييرَ الماضي ولا رسم المستقبل بالصورة التي نشاء ،


    فلماذا نقتلُ أنفسنا حسرةً على شيءٍ لا نستطيع تغييره ؟! .



    أسعد امرأة في العالم الزَّبرْجد




    ومضة : لا تغضب ، لا تغضب ، لا تغضب



    الزبرجدة السادسة : من أخلاق شريكة الحياة



    وربَّ عُسرٍ أتى بيسرٍ فصار معسوره يسيراً


    المرأة المؤمنة الصالحة لا ترهق زوجها بكثرة طلباتها ، فهي تقنع بما قسمه الله لها ،وقدوتها في ذلك آل بيت رسول الله r ، يروي عروة عن خالته عائشة رضي الله عنها أنها كانت تقول : (( والله يا ابن أختي إن كنا لننظر إلى الهلال ، ثم الهلال ، ثم الهلال ، ثلاثة أهله في شهرين ، وما أوقد في أبيات رسول الله r نار ، قلت : يا خالة ، فما كان يعيِّشكم ؟ قالت : الأسودان : التمر والماء ، إلا أنه قد كان لرسول الله r جيران من الأنصار ، وكانت لهم منايح ، فكانوا يرسلون إلى رسول الله r ، من ألبانها فسقيناه )) .


    إشراقة : قيمة الحياة هي أن يحيا الإنسانُ كلَّ ساعةٍ منها .



    أسعد امرأة في العالم الزَّبرْجد




    ومضة : العملُ وقودُ الأملِ وعدوُّ الفشل



    الزبرجدة السابعة : ارضيْ باختيار الله لكِ



    ولا تظْنُنْ بربّك ظنَّ سوءٍ فإن الله أولى بالجميلِ


    ما أروع ما قالته السيدة هاجر رضي الله عنها زوج إبراهيم وأم إسماعيل عليهما السلام حين تبعت زوجها – بعد أن وضعها وابنها في وادٍ غير ذي زرع ومضى - ، تكرر على مسامعه : يا إبراهيم ، أين تذهب وتتركنا في هذا الوادي الذي ليس فيه أنيس ولا شيء ؟ ، وجعل لا يلتفت إليها ، فقالت له : آلله أمرك بهذا ؟ قال : نعم ، قالت : (( إذاً لا يضيعنا )) !. نعم ، إن الله لا يضيع عباده الصالحين ، ألم يعوض الله سبحانه وتعالى الرجل وزوجته في سورة الكهف ؟ :]وَأَمَّا الْغُلامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَاناً وَكُفْراً * فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْراً مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْماً[ .

    ألم يحفظ الله تعالى صاحب الكنز – الرجل الصالح – في ولديه حين امر صاحب موسى أن يبني الجدار من جديد ، فيثبته حتى يكبر ولداه فيأخذا كنز والدهما ؟: ]وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحاً فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ [ .


    إشراقة : لن أستطيع تغيير الماضي ، ولستُ الآن قادرةً على أن


    أعلم ما سيجيء ، فلماذا أندم أو أقلق ؟! .



    أسعد امرأة في العالم الزَّبرْجد




    ومضة : النصر مع الصبر



    الزبرجدة الثامنة : لا تأسفي على الدنيا



    فيا عجباً كيف يُعصى الإله أم كيف يجحده الجاحدُ ؟!


    إن من يعلم بقصر عمر الدنيا ، وقلةِ بضاعتها ، ورداءةِ أخلاقها ، وسرعةِ تقلبها بأهلها ، لا يأسف على شيء منها ، ولا ييأس على ما ذهب منها ، فلا تحزني على ما فات ولا تيأسي ، فإن لنا داراً أخرى أعظم وأبقى وأكبر وأحسن من هذه الدار ، وهي الدار الآخرة ، فاحمدي الله أنك تؤمنين بلقاء الواحد الأحد وغيرك – من غير المسلمات – يكفُرْنَ بهذا اليوم الموعود ، فهنيئاً لمن آمن بذلك اليوم واستعدَّ له ، وتعساً لمن ضعف إيمانه فنسي ذلك اليوم ، وشغله عنه قصره ، وداره ، وكنوزه ، ومتاعه الرخيص ! ، وما قيمة قصر أو دار أو مجوهرات بلا إيمان ؟ وما قيمة منصب ومكانة بلا تقوى ؟ ولو أن الملك والإمارة والتجارة تشتري السعادة ، لما رأينا كثيراً من الملوك والأمراء والتجار يعيشون الشقاء ، ويتجرعون غصص المرارة ، ويشتكون من مصائبهم وأحزانهم .


    إشراقة : إن الأمس حلم ولَّى وانقضى ، والغد أمل


    جميل ، أما اليوم فهو حقيقة واقعة .



    أسعد امرأة في العالم الزَّبرْجد




    ومضة : المرأة أهدت العظماء للعالم



    الزبرجدة التاسعة : متعة الجمال في خلق ذي الجلال



    دع الأيام تفعل ما تشاءُ وطب نفساً إذا حكم القضاءُ


    انظري إلى الإنسان وروعة خلقه ، وتباين أجناسه ، وتعدد لغاته واختلاف نغماته ، وأحسن الله خلقه ، وركبه في أجل صورة : ] وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ [
    ]يَا أَيُّهَا الْأِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ *الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ *فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ[ ، ]لَقَدْ خَلَقْنَا الْأِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ[ ،

    انظري إلى السماء وهيبتها ، والنجوم وفتنتها ، والشمس وحسنها ، والكواكب وروعتها ، والقمر وإشراقه ، والفضاء ورحابته ، وانظري إلى الأرض كيف دحاها ، وأخرج منها ماءها ومرعاها ، والجبال أرساها ، تأملي هذه البحار والأنهار ، هذا الليل ، هذا الصبح ، هذا الضياء ، هذه الظلال ، هذه السحب ، هذا التناغم الساري في الوجود كله ، هذا التناسق ، هذه الزهرة ، هذه الوردة ، هذه الثمرة اليانعة ، هذا اللبن السائغ ، هذا الشهد المذاب ، هذه النخلة ، هذه النحلة ، هذه النملة ، هذه الدويبة الصغيرة ، هذه السمكة ، هذا الطائر المغرد ، والبلبل الشادي ، هذه الزاحفة ، هذا الحيوان ، جمال لا ينفذ ، وحسن لا ينتهي ، وقرة عين لا تنقطع : ]فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ * وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيّاً وَحِينَ تُظْهِرُونَ * يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَيُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ [ .


    إشراقة : لا تتطلعي إلى الجوانب التعيسة من الحياة ، بل استغلي مباهجها .



    أسعد امرأة في العالم الزَّبرْجد




    ومضة : وقرن في بيوتكن



    الزبرجدة العاشرة : غايةُ الكرم ونهاية الجود



    كم فرجٍ بعد إياسٍ قد أتى وكم سرورٍ قد أتى بعد الأسى


    سبى الروم بعض النساء المسلمات ، فعلم بالخبر (( المنصور بن عمار )) فقالوا له : (( لو اتخذت مجلساً بالقرب من أمير المؤمنين ، فحرضت الناس على الغزو ؟ وفعلاً جعل له مجلساً بقرب أمير المؤمنين هارون الرشيد ، وذلك في (( الرقة )) في الشام .

    وبينما كان الشيخ (( منصور )) يحث الناس على الجهاد في سبيل الله ، إذْ طرحت خرقة بها صرة مختومة ومضمومة بها كتاب ، فك (( منصور )) الكتاب وإذا فيه : ((إني امرأة من أهل البيوتات من العرب ، بلغني ما فعل الروم بالمسلمات ، وسمعت تحريضك الناس على الغزو في ذلك ، فعمدت إلى أكرم شيء من بدني وهما ذؤابتاي ( أي : ضفيرتاها ) فقطعتهما وصررتهما في هذه الخرقة المختومة ، وأناشدك بالله العظيم لما جعلتهما قيد ( لجام ) فرس غازٍ في سبيل الله ، فلعل الله العظيم أن ينظر إلىّ على تلك الحال فيرحمني بهما )) .

    فلم يتمالك (( منصور )) نفسه تجاه تلك العبارات البليغة ، فبكى وأبكى الناس ، فقام هارون الرشيد وأمر بالنفير العام ، فغزا بنفسه مع المجاهدين في سبيل الله ، ففتح الله عليهم .


    إشراقة : لا تبكي على ما فات ، ولا تضيعي الدموع هباءً،


    فليس في استطاعتكِ أن تعيدي ما مضى وولَّى .




    أسعد امرأة في العالم الياقوت




    ومضة : ألا بذكر الله تطمئن القلوب



    الياقوتة الأولى : ليس لك من الله عوضٌ



    عوى الذئبُ فاستأنستُ بالذئبِ إذ عوى وصوَّت إنسانٌ فكدتُ أطيرُ


    دخل رجل في غير وقت الصلاة فوجد غلاماً يبلغ العاشرة من عمره قائماً يصلي بخشوع ، فانتظر حتى انتهى الغلام من صلاته فجاء إليه وسلم عليه وقال : يا بني : ابنُ مَنْ أنت ؟ فطأطأ برأسه وانحدرت دمعة على خده ثم رفع رأسه وقال : يا عم إني يتيم الأب والأم ، فرقّ له الرجل ، وقال له : أترضى أن تكون ابناً لي ؟ فقال الغلام : هل إذا جعت تطعمني ؟ قال : نعم ، فقال الغلام : هل إذا عريت تكسوني ؟ قال نعم ، قال الغلام : هل إذا مرضت تشفيني ؟ قال الرجل : ليس إلى ذلك سبيل يا بني . قال الغلام : هل إذا مت تحييني ؟ قال الرجل : ليس إلى ذلك سبيل .

    قال الغلام فدعني يا عم للذي خلقني فهو يهدين ، والذي يطعمني ويسقين ، وإذا مرضت فهو يشفين ، والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين .

    فسكت الرجل ومضى لحاله وهو يقول : آمنت بالله ، من توكل على الله كفاه .


    إشراقة : مهما شَدَدْتِ شعرك ، وسمحتِ للهمِّ والكدر أن يمسكا بخناقكِ ،


    فلن تستطيعي أن تعيدي قطرةً واحدةً من أحداث الماضي .



    أسعد امرأة في العالم الياقوت




    ومضة : ورحمتي وسعت كل شيء



    الياقوتة الثانية: السعادةُ موجودةٌ .. لكن من يعثر عليها ؟!



    وقلت لقلبي إن نزا بك نزوةٌ من الهمِّ افرحْ ، أكثرُ الروعِ باطلُهُ



    لا يمكن لإنسان أن يستمد السعادة إلا من نفسه ، ولكن عليه أن يهتدي إلى الطريقة الفضلى لبلوغها ، وهي تتلخص بأن يكون صادقاً شجاعاً محباً للعمل والناس ، وأن يتحلى بالتعاون والبعد عن الأنانية السوداء ، وأن يكون له ضمير حي قبل كل شيء ، فالسعادة ليست خرافة ، إنها حقيقة ظاهرة ، ويستمتع بها كثيرون ، وبإمكاننا أن نستمتع بها إذا استفدنا من تجاربنا وإذا ما استعنا بالخبرة التي كسبناها في الحياة ، فإذا تبصرنا بالحياة نستطيع أن نستخرج من ذواتنا أشياء كثيرة ، وأن نبرأ من كثير من الأمراض الصحية والنفسية مع المعرفة والإرادة والصبر ، ونعيش حياتنا التي وهبها الله لنا بلا جحود ولا عقوق ولا شقاء .


    إشراقة : ما من عدوِّ لدودٍ لجمال المرأة أكثر من


    القلق الذي يقربها من الشيخوخة.



    أسعد امرأة في العالم الياقوت




    ومضة : ولسوف يعطيك ربك فترضى



    الياقوتة الثالثة : حسنُ الخلقِ جنةٌ في القلب



    أعلِّلُ النفس بالآمالِ أرقبها ما أضيقَ العيش لولا فسحةُ الأملِ



    الناس مرايا للإنسان فإذا كان حسن الأخلاق معهم كانوا حسَني الأخلاق معه ، فتهدأ أعصابه ويرتاح باله ، ويحسن انه يعيش في مجتمع صديق .

    وإذا كان الإنسان سيئ الأخلاق غليظاً وجد من الناس سوء الأخلاق والفظاظة والغلظة، فمن لا يحترم الناس لا يحترمونه .

    وصاحب الخلق الحسن أقرب إلى الطمأنينة وأبعد عن القلق والتوتر والمواقف المؤلمة ، إضافة إلى أن حسن الأخلاق عبادة لله U ومما حض عليه الإسلام كثيراً ، قال الله U]:خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ[ ، وقال U يصف رسوله r : ]فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ[ وقال رسول الله r : (( إن أحبكم إليّ أحاسنكم أخلاقاً ، الموطئون أكنافاً ، الذين يألفون ويؤلفون ، وإن أبغضكم إليّ المشَّاؤون بالنميمة ، المفرقون بين الأحبة ، الملتمسون للبرآء العيب )) .


    إشراقة : إن التردُّد والتخاذل والسير حول المشكلة بلا آمال..


    كلُّ هذا يدفع البشر إلى الانهيار العصبي .



    أسعد امرأة في العالم الياقوت




    ومضة : لا يكلف الله نفساً إلا وسعها



    الياقوتة الرابعة: بنود السعادة العشرة



    اصبر فإن الله يُعقِبُ فرجةً ولعلها أن تتجلي ولعلها


    يقول عالم النفس الأمريكي (د. ديكس ) : الحياة السعيدة فن جميل له عشرة أبعاد هي :
    1. أن تمارس عملاً محبوباً عندك .. فإذا لم يتيسر لك ذلك العمل ، فمارس الهوية التي تحبها في أوقات فراغك وعمقها .
    2. العناية بالصحة فهي روح السعادة ... وذلك بالاعتدال في الطعام والشراب وممارسة الرياضة والبعد عن العادات الضارة .
    3. وجود هدف في حياة الإنسان ، فإن ذلك يمنحه الإثارة والنشاط .
    4. أن يأخذ الإنسان الحياة على ما هي عليه ويقبلها بحلوها ومرها .
    5. أن يعيش الإنسان في حاضره فلا يندم على ماضٍ تولى ، ولا يتوجس من غدٍ لم يأتِ .
    6. أن يفكر الإنسان في أي عمل أو قرار ، ولا يلوم غيره على قراراته وما قد يصيبه .
    7. أن ينظر الإنسان إلى من هو دونه .
    8. أن يعتاد الإنسان على الابتسام وروح المرح وصحبة المتفائلين .
    9. أن يعمل الإنسان على إسعاد الآخرين ليصيبه عطر السعادة .
    10. اغتنام فرص الابتهاج الجميلة واعتبارها محطات ضرورية للسعادة .


    إشراقة : استمتعي باليوم وتمسكي به ، ابحثي عن شيء يمنع وقوع الألم قبل أن يداهمك .



    أسعد امرأة في العالم الياقوت




    ومضة : كلَّ يومٍ هو في شأن



    الياقوتة الخامسة : استعيذي بالله من الهم والحزن



    ولو أن النساء كمن عرفنا لفضِّلت النساء على الرجالِ !


    ما أظن عاقلاً يزهد في البشاشة أو مؤمناً يجنح إلى التشاؤم واليأس ، وربما غلبت المرء أعراض قاهرة فسلبته طمأنينته ورضاه ، وهنا يجب عليه أن يعتصم بالله كي ينقذه مما حل به ، فإن الاستسلام لتيار الكآبة بداية انهيار شامل في الإدارة يطبع الأعمال كلها بالعجز والشلل .

    ولذلك كان رسول الله r يعلّم أصحابه أن يستعينوا بالله في النجاة من هذه الآفات ، قال أبو سعيد الخدري : دخل رسول الله r المسجد ذات يوم ، فإذا هو برجل من الأنصار يقال له أبو أمامة ، فقال : (( يا أبا أمامة .. ما لي أراك جالساً في المسجد في غير وقت صلاته ؟ ، قال : هموم لزمتني وديون يا رسول الله ، قال : أفلا أعلمك كلاماً إذا قلته أذهب الله همّك ، وقضى عنك دينك ؟ قلت : بلى يا رسول الله ، قال : قل إذا أصبحت وإذا أمسيت : (( اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن ، وأعوذ بك من العجز والكسل ، وأعوذ بك من الجبن والبخل ، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال )) . رواه أبو داود . قال : ففعلت ذلك ، فأذهب الله همي وقضى عني ديني .


    إشراقة : إن قرحة المعدة لا تأتي مما تأكلين ، ولكنها تأتي مما يأكُلكِ ! .



    أسعد امرأة في العالم الياقوت




    ومضة : وما بكم من نعمة فمن الله



    الياقوتة السادسة : المرأة التي تعين على نوائب الدهر



    هي حالان شدةٌ وبلاءُ وسجالان نعمةٌ ورخاءُ


    تروي كتب الطبقات عن فاطمة الزهراء بنت رسول الله r أنها كانت تطوي الأيام جوعاً ، وقد رآها زوجها الإمام علي رضي الله عنه يوماً ، وقد اصفرَّ لونها ، فقال لها : ما بك يا فاطمة ؟

    قالت : منذ ثلاث لا نجد شيئاً في البيت! ، قال : ولماذا لم تخبريني ؟ قالت : إن أبي رسول الله r قال لي ليلة الزفاف : (( يا فاطمة ، إذا جاءك عليٌّ بشيء فكليه ، وإلا فلا تسأليه ! )) .

    لكن كثيراً من النساء قد تخصصن في تفريغ جيوب أزواجهن ، فالواحدة منهن لا تطيق أن ترى في جيب زوجها مالاً ، فتعلن حالة الطوارئ في المنزل ، ولا تهدأ حتى تسلبه ما معه من مال .

    ولا شك أن الرجل إن استسلم مرة ، فلن يرفع الراية البيضاء دائماً ، وإنما سيبدأ الشقاق ولو بعد حين ، وقد يتطور هذا الشقاق إلى الطرق ، ويومها سيترنم الزوج بأبيات هذا الأعرابي الذي تخلص من زوجته (( أمامة )) بطلاقها بعد طول عناء وشقاء معها :

    طُعِنتْ أمامةُ بالطلاقِ
    بانت فلم يألم لها قلـ
    ودواءُ مالا تشتهـ
    والعيش ليس يطيب بـ


    ونجوتُ من غُلّ الوثاقِ
    بي ولم تدمع مآقي
    يه النفسُ تعجيلُ الفراقِ
    ين اثنين في غير اتفاقِ





    إشراقة : إن الحياةَ أقصرُ من أن نقصِّرها ، فلا تحاولي أن تقصِّريها أكثر ! .



    أسعد امرأة في العالم الياقوت




    ومضة : النجاح أن تكوني على كل لسان



    الياقوتة السابعة : امرأة من أهل الجنة



    إن ربًّا كان يكفيك الذي كان منك الأمس يكفيك غدك


    روى عطاء بن أبي رباح قال : قال لي ابن عباس رضي الله عنهما : ألا أريك امرأة من أهل الجنة ؟ فقلت : بلى ، قال : هذه المرأة السوداء أتت النبي r فقالت : إني أُصرع ، وإني أتكشَّف ، فادع الله تعالى لي ، قال : (( إن شئت صبرتِ ولك الجنة ، وإن شئت دعوتُ الله تعالى أن يعافيك )) فقالت : أصبر ، وقالت : إني أتكشف ، فادع الله أن لا أتكشف ، فدعا لها .

    فهذه المرأة المؤمنة التقية رضيت ببلاءٍ يصاحبها في حياتها الفانية على أن لها الجنة ، وقد ربح البع ، فكانت من أهل الجنة ، ولكنها أنِفت أن تتكشف فيري الناس من عورتها ما لا يليق بالمرأة المسلمة المحتشمة التقية ، فماذا نقول لهؤلاء الكاسيات العاريات اللواتي يتفنَّن في إبداء محاسنهن ، ويجتهدن في خلع برقع الحياء ، وفي التعري ؟!


    إشراقة : كُفِّي عن القلق ، تحمَّلي ، واجهي الحقيقة


    بثبات ، وافعلي شيئاً لتعيشي .



    أسعد امرأة في العالم الياقوت




    ومضة : المعونة على قدر المؤونة



    الياقوتة الثامنة : الصدقة تدفع البلاء



    وفي كلّ شيءٍ له آيةٌ تدلُّ على أنه الواحدُ


    الصدقة بابٌ عظيم من أبواب سعة الصدر وانشراح الخاطر ؛ فإنَّ بذل المعروف يكافئ الله صاحبه في الدنيا بانشراح صدره ، وسروره وحبوره ، ونوره وسعة خاطره ، ورخاء حاله ، فتصدقي ولو بالقليل ، ولا تحتقري شيئاً تتصدقين به ، تمرةً أو لقمةً أو جرعة ماءٍ أو مِذْقة لبن ، أهدي للمسكين ، وأعطي البائس ، أطعمي الجائع ، وزوري المريض ، وحينها تجدين أن الله – سبحانه وتعالى – خفَّف عنك من الهموم والغموم ، ومن الأحزان ، فالصدقة دواء لا يوجد إلا في " صيدلية " الإسلام .

    وسأل رجل الإمام عبد الله بن المبارك فقال له : يا أبا عبد الرحمن قرحةٌ خرجت في ركبتي منذ سبع سنين ، وسألت الأطباء ، وقد عالجت بأنواع العلاج ، فلم أنتفع به ؟!

    فقال له ابن المبارك : اذهب فانظر موضعاً يحتاج الناس فيه إلى الماء ، فاحفر هناك بئراً فإني أرجو أن تنبع هناك عين ويمسك عنك الدم ، ففعل الرجل فبرأ .

    ولا عجب أيتها الأخت الكريمة : فقد قال رسول الله r : (( داووا مرضاكم بالصدقة )) ، وقال r : (( إن الصدقة تطفئ غضب الرب وتدفع ميتة السوء )) .


    إشراقة : القلقُ حبيبُ الفراغ .



    أسعد امرأة في العالم الياقوت




    ومضة : حورٌ مقصوراتٌ في الخيام



    الياقوتة التاسعة : كوني جميلة الروحِ لأنَّ الكون جميلٌ



    ولا تجزع لحادثة الليالي فما لحوادث الدنيا بقاءُ


    مشهد النجوم في السماء جميل ، ما في هذا شك ، جميل جمالاً يأخذ بالقلوب ، وهو جمال متجدد تتعدد ألوانه وأوقاته ؛ ويختلف من صباح إلى مساء ، ومن شروق إلى غروب ، ومن الليلة القمراء إلى الليلة الظلماء ، ومن مشهد الصفاء إلى مشهد الضباب والسحاب ، بل إنه ليختلف من ساعة لساعة ، ومن مرصد لمرصد ، ومن زاوية ، وكله جمال ، وكله يأخذ بالألباب .

    هذه النجمة الفريدة التي توصوص هناك ، وكأنها عين جميلة ، تلتمع بالمحبة والنداء !، وهاتان النجمتان المفردتان هناك وقد خلصتا من الزحام تتناجيان ! ..

    وهذه المجموعات المتضامة المتناثرة هنا وهناك ، وكأنها في حلقه سمر في مهرجان السماء ، وهذا القمر الحالم الساهي ليلة ، والزاهي المزهو ليلة ، والمنكسر الخفيض ليلة ، والوليد المتفتح للحياة ليلة ، والفاني الذي يدلف للفناء ليلة ..!

    وهذا الفضاء الوسيع الذي لا يملُّ البصر امتداده ، ولا يبلغ البصر آماده .

    إنه الجمال ، الجمال الذي يملك الإنسان أن يعيشه ويتملاه ، ولكن لا يجد له وصفاً فيما يملك من الألفاظ والعبارات ! .


    إشراقة : لابدَّ من تقبلِ الأمر الواقع الذي لابد


    منه ، وإذا قلقتِ فماذا ينفعك القلق ؟.



    أسعد امرأة في العالم الياقوت




    ومضة : ولا تبرجْن تبرج الجاهليةِ الأولى



    الياقوتة العاشرة : امرأة تصنع بطولة



    أترى الشوك في الورود وتعمى أنْ ترى فوقه الندى إكليلا ؟


    ولَّى أمير المؤمنين عثمان بن عفاف رضي الله عنه حبيب بن مسلمة الفهري قيادة جيش من المسلمين لتأديب الروم ، وكانوا قد تحرشوا بالمسلمين ، وكانت زوجة حبيب جندية ضمن هذا الجيش ، وقبل أن تبدأ المعركة أخذ حبيب يتفقد جيشه ، وإذا بزوجته تسأله هذا السؤال : أين ألقاك إذا حمي الوطيس وماجت الصفوف ؟

    فأجابها قائلاً : تجديني في خيمة قائد الروم أو في الجنة ! ، وحمي وطيس المعركة وقاتل حبيب ومن معه ببسالة منقطعة النظير ، ونصرهم الله على الروم وأسرع حبيب إلى خيمة قائد الروم ينتظر زوجته ، وعندما وصل إلى باب الخيمة وجد عجباً ، لقد وجد زوجته قد سبقته ودخلت خيمة قائد الروم قبله !


    ولو كان النساء كمثل هذي لفضلت النساء على الرجال !



    إشراقة : الحياةُ ليس فيها صعبٌ أو مستحيلٌ طالما


    أن هناك القدرة على العمل والحركة .




    أسعد امرأة في العالم الجواهر




    ومضة : فاذكروني أذكركم



    الجوهرة الأولى : لا تنفقي ساعاتك في الهواء



    نزداد هماً كلما ازددنا غنىً والحزن كل الحزن في الإكثار ِ


    يقول نبيك r لعائشة رضي الله عنها : (( وإن كنت ألمت بذنب فاستغفري الله وتوبي إليه ، فإن العبد إذا اعترف بذنبه تاب الله عليه ...)) .

    تخيلي أنك قد ملكت كل ما تريدين من آمال وأحلام ، ووصلت إلى كل ما تريدين من أمنيات ، ثم فجأة ضاع منك كل شيء بغير فائدة ، حينها ستبكين ، وتتوجعين ، وتتحسرين ، وتعضين على أصابعك ، ندامةً وحسرةً على ما ضاع منك ، فما بالك بعمرك الذي يضيع منك وأنت لا تشعرين ؟

    إن عمرك جوهرة نفيسة لا تقدر بأي شيء مادي ، وهذا العمر في حقيقته عبارة عن أنفاس ، كل نفس يخرج ولا يعود إليك أبداً ، وهذه الأنفاس هي رأس مالك في الدنيا ، تستطيعين أن تشتري بهما ما تشائين من نعيم الجنة ، فكيف تضيعين ذلك العمر بلا توبة نصوحة ؟! .


    إشراقة : هناك طريقٌ واحدٌ يؤدي إلى السعادة ، ذلك هو التوقفُ عن


    التوجس من أشياء لا قدرة لنا على السيطرة عليها .



    أسعد امرأة في العالم الجواهر




    ومضة : فسيكفيكهم الله



    الجوهرة الثانية : السعادةُ لا تُشتَرى بالمال



    والنفس راغبةٌ إذا رغبتها وإذا تُردُّ إلى قليل تقنعُ


    كثيرون بذلوا شبابهم وصحتهم ليجمعوا المال ، ثم عاشوا طول عمرهم ينفقون كل ما كسبوه ليحصلوا على السعادة ، فحصلوا على الشقاء ، أو ليستردوا الشباب فدهمتهم الشيخوخة ، أو ليحصلوا على الصحة فهزمهم المرض العضال !

    وهذا ممثل مشهور يقول : إن أمنية حياته كانت هي المال .

    كان يتوهم أنه بالمال يستطيع أن يكون أسعد رجل في العالم لمدة مائة سنة !، كان واثقاً أنه قادر بالمال أن يحقق كل ما يتمناه ، أن يجعل الأماني والأحلام والدنيا تسجد صاغرة بين يديه ، وبعد عشرين سنة أعطاه الله المال أضعاف ما تمنى ، ولكنه أخذ منه الصحة والشباب والأحلام !، ونُقِلَ عنه أنه كان يبكي ويقول : ليتني ما طلبت من الله المال ، ليتني طلبت أن أعيش مائة سنة فقيراً آكل الفول المدمس ، وأتشعبط على سلم الترام حتى لا أدفع ثمن التذكرة !، ولم يعرف هذا الممثل قيمة الصحة إلا عندما فقدها ، ولم يكتشف أن المال عاجز عن أن يشتري له أي شيء إلا عندما أصبح أغنى فنان في مصر ، وعرف أنه لا يستطيع أن يضيف بكل أمواله يوماً واحداًً إلى عمره المخطوف !.


    إشراقة : إن المرء لا ينبغي أن يضيِّع نصف حياته في المشاحنات .



    أسعد امرأة في العالم الجواهر




    ومضة : واستعينوا بالصبر والصلاة



    الجوهرة الثالثة : العجلة والطيش وقود الشقاء



    منُىً إن تكن حقاً تكن أحسن المنُى وإلا فقد عشنا بها زمناً رغداً


    الحِلم فروسية من النوع الراقي يتغلب بها الإنسان على غضبه وحماقته وهواه ، والأناة هي التثبت وعدم الاستعجال والتصرف بعقل وحكمة ، وهاتان الخصلتان حربٌ على القلق ، ومنْ عدمهما عُدِم الكثير من الخير ، وكان مع القلق على ميعاد ، فإن الحليم يردُّ بحِلْمه الكثير من الشرور ، أما الأحمق الغضوب فإنه يجعل الشر يكبر ودواعي القلق تزداد وتتأصل ، والإنسان المتأني قلما يندم أو يُقدم على أمرٍ مجهول العاقبة ، أما الأحمق العجول فإنه حليفٌ للندم والقلق وسوء العاقبة . وكذلك فإن الإنسان الذي يرفق بنفسه وبالآخرين يكون موفقاً يعتاد هدوء الأعصاب ويكسب راحة البال .

    وديننا الإسلامي الحنيف يحض على الرفق والحلم والأناة ، قال رسول الله r : (( إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ولا ينزع من شيء إلا شانه )) .


    إشراقة : إننا نضيع أوقاتِ سعادتنا في الحياة من


    أجل أشياء لا قيمة لها .



    أسعد امرأة في العالم الجواهر




    ومضة : وما جعل عليكم في الدين من حرج



    الجوهرة الرابعة: لُعبةُ جمعِ المالِ لا نهاية لها



    خذوا كلَّ دنياكمُ واتركوا فؤادي حراً طليقاً غريبا


    يقول بيفر بروك : لقد جمعت من المال الكثير ولكنني رأيت من واقع التجربة أن الاستمرار في هذه اللعبة ، لعبة جمع المال ، خطيرة وليس لها نهاية وتبلع العمر والسعادة ، لذلك غيرت عملي واتجاهي إلى عمل آخر أهواه في مجال النشر لا يُدر مالاً كثيراً ، ولكنه يحقق لي السعادة وخدمة المجتمع ، وإنني أنصح كل رجل أعمال جمع من المال ما يكفيه جداً أن يكف عن لعبة المال ، ويتقاعد مبكراً ليستمتع بما حقق ، ويشرع في عمل محبوب ، فيه خدمة للمجتمع وإمتاع للوقت .

    إن صاحب المال الذي جربه وامتلك الكثير منه لا يُعنى إلا قليلاً بأن يخلّف لورثته ثروة كبيرة ، لأنه يعلم أنهم يكونون رجالاً أفضل إذا نزلوا إلى الميدان مجردين من الثروة ولا يملكون إلا العقل والأخلاق ، إن الثروة بلا مجهود كثيراً ما تصبح لعنة لا نعمة ، وشقاءً لا سعادة ، حيث يشبع بها الرجال أجسادهم برفاهية وخمول ، وعقولهم بتفاهة وفراغ ، ويبتسرون الشباب الوضيء حتى الممات .


    إشراقة : رسِّخي إيمانكِ بعدم وجود المستحيل في الحياة .



    أسعد امرأة في العالم الجواهر




    ومضة : يا نار كوني برداً وسلاماً على إبراهيم



    الجوهرة الخامسة : في الفراغ تولد الرذيلة



    ما كلُّ ما يتمنى المرء يدركه تجري الرياح بما لا تشتهي السفنُ


    في أحضان البطالة تولد آلاف الرذائل ، وتختمر جراثيم التلاشي والفناء ، وإذا كان العمل رسالة الأحياء فإن العاطلين موتى .

    وإذا كانت دنيانا هذه غراساً لحياة أكبر تعقبها ، فإن الفارغين أحرى الناس أن يُحشروا مفلسين لا حصاد لهم إلا البوار والخسران .

    وقد نبّه النبي r إلى غفلة الألوف عما وُهبوا من نعمة العافية والوقت فقال : (( نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس : الصحة ، والفراغ )) .

    أجل .. فكم من سليم الجسم يضطرب في هذه الحياة بلا أمل يحدوه ، ولا عمل يشغله ، ولا رسالة يخلص لها ويصرف عمره لإنجاحها .

    ألهذا خُلق الناس ؟. كلا فالله U يقول : ]أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ * فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ[ .

    إن الحياة خُلقت بالحق ، والأرض والسماء وما بينهما ، والإنسان في هذا العالم يجب أن يتعرف إلى هذا الحق وأن يعيش به .

    أما أن يدخل في قوقعة من شهواته الضيقة ، ويحتجب في حدودها مذهولاً عن كل شيء فبئس المهاد ما اختار لحاضره ومستقبله !! .


    إشراقة : ضعي في خيالكِ دائماً صورة النجاح


    ودعيها مرسومة في ذهنكِ .



    أسعد امرأة في العالم الجواهر




    ومضة : ويرزقْهُ من حيث لا يحتسب


    الجوهرة السادسة : بيتٌ بلا غضبٍ ولا صخبٍ ولا تعبٍ



    والفتى الحازمُ اللبيبُ إذا ما خانه الصبرُ لم يخنه العزاءُ


    قالت لأبيها وهي تبكي : يا أبتِ ، كان بيني وبين زوجي البارحة شيء ، فغضب لكلمة بدرت مني ، فلما رأيت غضبه ندمت على ما فعلت ، واعتذرت له ، فأبى أن يكلمني وحوّل وجهه عني ، فطفت حوله حتى ضحك ورضي عني ، وأنا خائفة من ربي أن يؤاخذني على اللحظات التي أحرقت فيها من دمه – ساعة غضبه – بعض قطرات ! ، فقال لها والدها : يا بنية ، والذي نفسي بيده لو أنك متّ قبل أن يرضى عنك زوجك لما كنتُ راضياً عنك ، أما علمتِ أن أيما امرأة غضب عليها زوجها فهي ملعونة في التوراة والإنجيل والزبور والقرآن ، وتُشدَّد عليها سكرات الموت ، ويُضيَّق عليها قبرها ، فطوبى لامرأةٍ رضي عنها زوجها .

    فالمرأة الصالحة تحرص على أن تكون محبوبة إلى زوجها ، فلا يبدو منها ما يعكر صفو حياتهما .... وقد نصح أحد الرجال زوجته فقال :

    خذي العفو مني تستديمي مودتي
    ولا تنقريني نقركِ الدفَّ مرةً
    ولا تُكثري الشكوى فتذهب بالهوى
    فإني رأيت الحبَّ في القلب والأذى


    ولا تنطقي في سورتي حين أغضبُ
    فإنك لا تدرين كيف المُغيَّبُ
    ويأباكِ قلبي والقلوب تقلّبُ
    إذا اجتمعا لم يلبث الحبُّ يذهبُ





    إشراقة : اطردي صورة الفشلِ ودعيها خارج ذهنكِ .



    أسعد امرأة في العالم الجواهر




    ومضة : لا أمان لمن لا إيمان لها



    الجوهرة السابعة : العفة والحياء تزيد جمال الحسناء



    ولما قسا قلبي وضاقت مذاهبي جعلتُ الرجا مني لعفوك سُلماً ِ


    وهل أتاكِ نبأ أم سلمة رضي الله عنها زوج النبي r عندما سمعته يقول : (( من جرّ ثوبه خُيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة ، فقالت : فكيف تصنع النساء بذيولهن ؟ قال : (( يرخين شبراً )) قالت : إذاً تنكشف أقدامهن ، قال : (( فيرخينه ذراعاً ولا يزدن )) .

    لله درك يا أم المؤمنين !! ، لله درك يا أم سلمة ، ليست من أهل الخيلاء ولا التكبر ، ولكن نساء المسلمين حييات عفيفات ، طاهرات شريفات ، لا ينبغي أن تُرى أقدامهن ، وثيابهن لها ذيول يجررنها على الأرض وراءهن ، فلا يرى الرجال منهنَّ شيئاً ، أما النساء في عصرنا ، - إلا من رحم ربك – فإنهن يرخين الذيل إلى (( أعلى )) أقصى ما يستطعن ، خوفاً عليه من البلل ، أو الغبار ، ولو استطعن لخلعنه ، أسوةً بالكوافر العواهر ، ويجدن ألف مبرر للتعري والتفسخ ولا حول ولا قوة إلا بالله ، ورجالهن ليس فيهم من الرجولة إلا الاسم ، يمشون إلى جانبهن ، ولا يبالون ، فقد ذهب الحياء :

    يعيش المرء ما استحيا بخيرٍ
    فلا والله ما في العيش خيرٌ


    ويبقى العودُ ما بقي اللحاءُ
    ولا الدنيا إذا ذهب الحياءُ





    إشراقة : راحة الجسم في قلة الطعام .. وراحة النفس في قلة الآثام ..


    وراحة القلب في قلة الاهتمام .. وراحة اللسان في قلة الكلام .



    أسعد امرأة في العالم الجواهر




    ومضة : يدرك الصبور أحسن الأمور



    الجوهرة الثامنة : قد يردُّ الله الغائب



    يا ربِّ أول شيءٍ قاله خلدي أني ذكرتك في سري وإعلاني


    بعد فراق دام أكثر من عشرين عاماً ، كتب الله أن يجمع – في قصة غريبة من نوعها – بين أو وابنتها البالغة من العمر 25 عاماً ، بعد أن باعدت بينهما ظروف الحياة ، وذلك أثناء قضاء الابنة لشهر العسل في متنزهات جبال السودة بأبها .

    وكانت الأم قد تزوجت بعد انفصل عنها زوجها الأول وعمر ابنتها ثلاث سنوات ، وحالت ظروف زوجها وتنقله المستمر من بلد إلى آخر من رؤية ابنتها التي تركتها في رعاية والدها .

    وفي يوم من أيام الصيف الجميلة في جبال السودة بأبها ، التقت الابنة بإحدى السيدات في المنتزه ، وأخذتا تتجاذبان أطراف الحديث ، وكلتاهما لا تعرف الأخرى ، فقد تركت الأم ابنتها وهي في الثالثة من عمرها . وبينما هما يتجاذبان أطراف الحديث ، رأت الأم إحدى أصابع ابنتها مبتورة ، وسألتها عن أمها ، فحكت لها قصتها ، وإذا بالأم تجد نفسها وجهاً لوجه بجانب ابنتها التي افتقدتها منذ عشرين عاماً ، فأخذتها في أحضانها ، وأخذت تلثم وجهها وتضمها بكل حنانٍ وحب ، وتبث إليها شوقها وحرمانها منها طوال الأعوام الطويلة الماضية .


    إشراقة : إن التفكير في السعادة يؤدي بالضرورة إلى التفكير فيما كان من قبل..


    وفيما سيكون من بعد .. وهذا في حد ذاته يفسد الشعور بالسعادة ! .



    أسعد امرأة في العالم الجواهر




    ومضة : كأنهن الياقوت والمرجان



    الجوهرة التاسعة : كلمة تملأُ الزمان والمكان



    يا منْ إليه المشتكى والمفزعُ أنت المعدُّ لكلِّ ما يُتَوقعُ ِ


    قال موسى – عليه السلام - : (( يا رب علمني دعاءً أدعوك به وأناجيك )) ، قال : (( يا موسى قل لا إله إلا الله ، قال موسى : كل الناس يقولون لا إله إلا الله ، قال : يا موسى لو أن السماوات السبع والأرضين في كفة ، ولا إله إلا الله في كفة لمالت بهن لا إله إلا الله )) .

    لا إله إلا الله .. لها أنوار ساطعة ، وأشعة كاشفة ، وهي تُبدد من ضباب الذنوب وغيومها بقدر قوة ذلك الشعاع وضعفه ، فلها نور ، وتفاوت أهلها في ذلك النور – قوةً وضعفاً – لا يحصيه إلا الله تعالى.

    فمن الناس من نورُ هذه الكلمة في قلبه كالشمس ، ومنهم من نورها في قلبه كالكوكب الدري ، ومنهم من نورها في قلبه كالمشعل العظيم ، وآخر كالسراج المضيء ، وآخر كالسراج الضعيف .
    وكلما عظم نور هذه الكلمة واشتد ، أحرق من الشبهات والشهوات بحسب قوته وشدته .


    إشراقة : سعادة المؤمن بحب الله ، والحبُّ في الله سعادةٌ أعماقُها أبعد من كل


    عمق ، يعرف مذاقها المؤمنون الصادقون ، ولا يقبلون لها بديلاً .



    أسعد امرأة في العالم الجواهر




    ومضة : المرأة أغلى من الكنوز وأثمن من الثروة



    الجوهرة العاشرة : قلوبٌ اشتاقت للجنة



    اسعدي بالحياة قبل المماتِ واقطفي الزهر قبل ريح الشتاتِ


    هل سمعت بقصة امرأة صالح بن حيي ، إنها امرأة مات عنها زوجها وترك لها ولدين ، فلما شبا إذا بها تعلمهم أول ما تعلمهم العبادة والطاعة وقيام الليل .

    لقد قالت لولديها : ينبغي ألا تمر لحظة واحدة من الليل في بيتنا إلا وفيه قائم ذاكر لله U ، فقالا : وماذا تريدين يا أماه ؟ قالت : نقسم الليل بيننا ثلاثة أجزاء ، يقوم أحدكما الثلث الأول ، ثم يقوم الآخر الثلث الثاني ، وأقوم أنا الثلث الأخير ، ثم أوقظكما لصلاة الفجر .

    فقالا : سمعاً وطاعة يا أماه ، فلما ماتت الأم لم يترك الولدان قيام الليل ، لأن حب الطاعة والعبادة قد ملأ قلبيهما ، وصارت أحلى لحظات حياتهما هي اللحظات التي يقومان من الليل ، فقسما الليل بينهما نصفين ، ولما مرض أحدهما مرضاً شديداً قام الآخر الليل كله وحده .


    إشراقة : الحياة من حولنا بوجهها الجميل


    النبيل هي دعوة حقيقية للسعادة
    أسعد امرأة في العالم


    ومضة : وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها



    الخاتم الأولى : الإيمان بالقدر خيره وشره



    كنز القناعة لا يخشى عليه ولا يحتاج فيه إلى الحراس والدولِ


    قال تعالى :]مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ * لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ[ .
    قال تعالى :] وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ[ .

    الإيمان بالقضاء والقدر له دور كبير في طمأنينة القلب عند المصائب ، خاصة إذا أدرك العبد تماماً أن الله تعالى لطيف بعباده يريد بهم اليسر ، وأنه حكيم خبير يدّخر لهم في الآخرة فيعطي الصابرين أجرهم وافياً بغير حساب ، فهذا عند التأمل والعمل به قد يقلب حزن المصيبة وكمدها إلى سرور وسعادة ، ولكن ليس كل أحد يقوى على ذلك .

    فما الخطوات التي تتبعينها لتخفيف النكبات والمصائب وتهوينها على النفس ؟
    1. تصوري كون المصيبة أكبر مما كانت عليه وأسوأ عاقبة .
    2. تأملي حال من مصيبته أعظم وأشد .
    3. انظري إلى ما أنت فيه من نعم وخير حُرم منه كثيرون .
    4. لا تستسلمي للإحباط الذي قد يصحب المصيبة :
    ]فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً[


    إشراقة : من أسرع رسل السعادة إلى نفوس الآخرين :


    الابتسامة الصادقة النابعة من القلب .



    أسعد امرأة في العالم الخواتـم




    ومضة : ليس لها من دون الله كاشفة



    الخاتم الثاني: خير الأمور أوسطها



    ولكل حالٍ مُعقِبٌ ولربما أجلى لك المكروه عما يحمدُ


    قال مصطفى محمود : أنا أشعر بالسعادة لأني رجل متوسط ... إيرادي متوسط ، وصحتي متوسطة .. وعيشتي متوسطة .. وعندي القليل من كل شيء .. وهذا معناه أن عندي الكثير من الدوافع .. والدوافع هي الحياة .. الدوافع في قلوبنا هي حرارة حياتنا الحقيقية ، وهي الرصيد الذي يكون به تقييم سعادتنا ...
    إني أدعو الله لقارئ هذه السطور أن يمنحه الله حياة متوسطة ... ويعطيه القليل من كل شيء .. وهي دعوة طيبة والله العظيم !.
    وأمي لم تكن تفهم الفلسفة ، ولكنها كانت تملك فطرة نقيّة تفهم معها كل هذا الكلام دون أن تقرأه ، وكانت تُطلق عليه اسماً بسيطاً معبراً هو : الستر ... والستر : القليل من كل شيء والكثير من الروح .


    إشراقة : البسمةُ الكاذبة صورةٌ سافرةٌ من صور النفاق .



    أسعد امرأة في العالم الخواتـم




    ومضة : وجُعِلَت قرة عيني في الصلاة



    الخاتم الثالث: المشؤوم يجلب الهموم



    رُبَّ أمـرٍ سَـرَّ آخـرُه بعـدما سـاءتْ أوائلُـهُ


    الصاحب يؤثر على مزاج صاحبه وعلى أخلاقه ، فإذا كان الصاحب – من صديق أو شريك حياة أو جليس أو زميل – هادئ الأعصاب ، طليق الوجه ، مرح النفس ، متفائلاً بالحياة ، فإنه ينقل هذه الصفات الطيبة إلى صاحبه .

    وإن كان مقطب الوجه ، مكفهر القسمات ، برماً بالحياة ، دائم القلق ، دائب التشاؤم ، فإنه ينشر جرائم القلق الأسود حول صاحبه ويعديه بها .

    ولا تقتصر الصحبة على البشر ، هناك الكتب والبرامج التلفزيونية والإذاعية ، فإن فيها متفائلاً ومتشائماً ، وفيها ما هو قلق وما هو مطمئن ، والكتب بالذات كالفصول فيها ربيع وخريف ، فإذا وفق الإنسان لاختيار الكتب المتفائلة المبتهجة بالحياة الحاضة على الكفاح والنجاح والثقة ، فإنه يكون أسدى لنفسه معروفاً وفتح على حياته نوافذ مشرقة تهب منها نسائم النعيم والبهجة ، وإن اختار تلك الكتب القلقة ، المشكِّكة في القيم والبشر ، والمتشائمة من الحياة والناس ، فإنها قد تعديه كما يُعدي الأجربُ السليم ، وقد تنغِّص عليه حياته .


    إشراقة : إن طريق السعادة أمامكِ .. فاطلبيها في العلم .. والعمل الصالح


    والأخلاق الفاضلة .. وكوني في كل أمركِ وسطاً تكوني سعيدة .



    أسعد امرأة في العالم الخواتـم




    ومضة : فأنزل السكينة عليهم



    الخاتم الرابعة : إياكِ والضجر والسخط



    ومن يتهيَّبْ صعود الجبالِ يعشْ أبدَ الدهرِ بين الحفرْ !


    يقول أحدهم :
    حين كنت في العشرين والثلاثين كنت أعدو وأسخط وأتذمر رغم أنني أستمتع ؛ لأنني كنت أجهل سعادتي ، أجهل أنني أعيش السعادة فعلاً .. والآن وأنا أجتاز الستين أعلم علم اليقين كم كنت سعيداً جداً وأنا في العشرين أو الثلاثين ، ولكنه علم جاء بعد فوات الأوان ، مجرد ذكريات ، وذكريات حسرى ، لو أدركت ذلك وقتها لعشت غبطة كبرى ، لما وجدت للتذمر والسخط مكاناً في ربيع شبابي الزاهر ، ولم أحجب وردة سعادتي المتفتحة فلا أراها إلا الآن وأنا ذابل وهي ذابلة، ولك يا قارئي العزيز أقول : إما أن تعيش سعادتك بغبطة وإحساس ، وتمتع ناظريك وشمك وجميع حواسك بورودها المتفتحة أمامك ، أو تتناساها وتنظر ناحية أخرى نحو ما ينقصك ، وتصبح فريسة للضجر والسخط ، وعندما انتظر حتى يصبح هذا الحاضر ماضياً وسوف تبكيه بدمع العين ، وسوف ترى كم كنت سعيداً فيه ، ولكنك وقتها لم تكن تعرف ولم تكن ترى ولم يبقَ بين يديك إلا فجيعةٌ بقاياها ذابلة !.


    إشراقة : المرأة يمكن أن تحول البيت إلى جنة ، كما


    يمكن أن تحوله إلى جحيمٍ لا يطاق ! .



    أسعد امرأة في العالم الخواتـم




    ومضة : رضي الله عنهم ورضُوا عنه



    الخاتم الخامس : أكثر المشكلاتِ سببُها توافه !



    ألم تر أني كلما زرتُ دارها وجدتُ بها طيباً وإن لم تطيّبِ


    إنه من المؤسف أن كثيراً من التوافه تعصف برشد الألوف المؤلفة من الناس ، وتقوض بيوتهم ، وتهدم صداقاتهم ، وتذرهم في هذه الدنيا حيارى محسورين . ويشرح (( ديل كارنيجي )) عواقب الاندفاع مع وحي هذه التوافه ، فيقول : (( إن الصغائر في الحياة الزوجية يسعها أن تسلب عقول الأزواج والزوجات ، وتسبب نصف أوجاع القلب التي يعانيها العالم )) .

    أو ذلك على الأقل ما يؤكد الخبراء ، فقد صرّح القاضي ( جوزيف ساباث ) من قضاة شيكاغو بعد أن فصل في أكثر من أربعين ألف حالة طلاق بقوله : إنك لتجدنّ التوافه دائماً وراء كل شقاء يصيب الزواج .

    وقال ( فرانك هوجان ) النائب العالم في نيويورك : إن نصف القضايا التي تُعرض على محاكم الجنايات تقوم على أسباب تافهة ، كجدال ينشأ بين أفراد أسرة ، أو من إهانة عابرة ، أو كلمة جارحة ، أو إشارة نابية .

    إن الأقلين منا قساة بطبائعهم ، بيد أن توالي الضربات الموجهة إلى ذواتنا وكبريائنا وكرمتنا هو الذي يسبب نصف ما يعانيه العالم من مشكلات .


    إشراقة : إن أكبر نعمة تجب رعايتُها هي الخير عندما


    تمتلئ به النفس وتسعد به الحال .



    أسعد امرأة في العالم الخواتـم




    ومضة : إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم



    الخاتم السادس : فنُّ حفظِ اللسان



    إن ألمـّتْ ملمّةٌ بـي فـإني في الملمَّـات صـخرةٌ صـمَّاءُ


    يروي المؤرخون أن خالد بن يزيد بن معاوية وقع يوماً في عبد الله بن الزبير عدو بني أمية اللدود ، وأقبل يصفه بالبخل ، وكانت زوجته رملة بنت الزبير أخت عبد الله جالسة ، فأطرقت ولم تتكلم بكلمة ، فقال لها خالد : مالك لا تتكلمين ؟! أرضىً بما قلتُه ، أم تنزهاً عن جوابي ؟! فقالت : لا هذا ولا ذاك ! ، ولكن المرأة لم تخلق للدخول بين الرجال ، إنما نحن رياحين للشم والضم ، فما لنا وللدخول بينكم ؟! فأعجبه قولها وقبّلها بين عينيها .

    وقد نهى الرسول r نهياً جازماً عن نشر أسرار العلاقة ما بين الزوجين ، روى أحمد بن حنبل عن أسماء بنت يزيد : أنها كانت عند الرسول r والرجال والنساء قعود ، فقال : (( لعل رجلاً يقول ما يفعل بأهله !، ولعل امرأة تخبر بما فعلت مع زوجها ، فأرم القوم – صمتوا ولم يجيبوا - ، فقلت : إي والله يا رسول الله ، إنهن ليفعلن أو إنهم ليفعلون ! ، فقال : (( لا تفعلوا ؛ إنما ذلك الشيطان لقي شيطانة في طريق فغشيها والناس ينظرون ! )) .

    وقد فسر بعض المفسرون قوله تعالى : ] فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ [على أن المقصود بالحافظات : هن اللاتي يحفظن ما يجري بينهن وبين أزواجهن مما يجب كتمه ويتحتم ستره من أسرار اللقاء الجنسي .


    إشراقة : أحصي نعم الله عليك ِ بدلاً من أن تحصي متاعبكِ .



    أسعد امرأة في العالم الخواتـم




    ومضة : الحياة قصيرة فلا تقصريها بالهم



    الخاتم السابع : حاربي القلق بالصلاة



    تعاظمني ذنبي فلما قرنتُه بعفوك ربي كان عفوك أعظما


    عرفتْ المسلمات الأوائل أن الصلاة صلة بين العبد وربه ، وأنه أفلح فيها الخاشعون : ]قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ[ ؛ فكنّ يقمن الليالي متبتلات خاشعات ، وعرفن أن من أفضل الزاد إلى الآخرة ، وما يعين على إيصال الدعوة إلى الناس هو الصلاة ، التي تهب صاحبها قوة وعزيمة على مقابلة الصعاب وتخطي الشدائد ، وأن قيام الليل من أفضل القربات إلى الله سبحانه وتعالى ؛ حيث يقول – جل وعلا – مخاطباً الداعية الأول r : ] وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَحْمُوداً[، ويمدح من قام الليل :]كَانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ[ .

    وقد روى أنس رضي الله عنه أن النبي r دخل المسجد ، فإذا حبل مشدود بين ساريتين من سواري المسجد : (( ما هذا الحبل )) قالوا : هذا حبل لزينب إذا فترت تعلقت به ، قال النبي r : (( حُلُّوه ، ليُصلِّ أحدكم نشاطه ، فإذا فتر فليقعد )) . إذاً فلقد كانت النساء المؤمنات يشدِّدن على أنفسهن ابتغاء مرضاة الله تعالى ، وقد أمرهن النبي r أن لا يكلفن أنفسهن طاقتهن ، فخير العبادة ما دام وإن قلَّ ، ونحن نعلم أن نساء العصر ملأن أوقاتهن ليلاً ونهاراً بأمور الدنيا ، فلا أقل أن يركعن ركعتين في جوف الليل يغالبن فيها الشيطان ، فخير الأمور أوسطها ، و(( هلك المتنطعون )) ؛ قالها الرسول عليه الصلاة والسلام ثلاثاً .


    إشراقة : ثقي بالله إذا كنتِ صادقةً، وافرحي بالغد إذا كنتِ تائبةً .



    أسعد امرأة في العالم الخواتـم




    ومضة : الصبر مفتاح الفرج



    الخاتم الثامن : نصائحُ امرأةٍ ناجحة



    يا رب حمد ليس غيرك يُحمدُ يا من له كل الخلائق تصمدُ


    نصحت أم معاصرة ابنتها بالنصيحة التالية وقد مزجتها بابتسامتها ودموعها فقالت : يا بنيتي ... أنت مقبلة على حياة جديدة .. حياة لا مكان فيها لأمك وأبيك ، أو لأحد من إخوتك .. فيها ستصبحين صاحبة لزوجك لا يريد أن يشاركه فيك أحد حتى لو كان من لحمك ودمك .

    كوني له زوجة وكوني له أماً ، اجعليه يشعر أنك كل شيء في حياته وكل شيء في دنياه ، اذكري دائماً أن الرجل – أي رجل- طفلٌ كبير أقل كلمة حلوة تسعده ، لا تجعليه يشعر أنه بزواجه منك قد ترك بيت أهلك وأسرتك ، إن هذا الشعور نفسه قد شابه هو أيضاً قد ترك بيت والديه وترك أسرته من أجلك ، ولكن الفرق بينه وبينك هو الفرق بين الرجل والمرأة ، المرأة تحنُّ دائماً إلى أسرتها وإلى بيتها الذي ولدت فيه ونشأت وكبرت وتعلمت ، ولكن لابد لها أن تعوِّد نفسها على هذه الحياة الجديدة ، لابد لها أن تكيف حياتها مع الرجل الذي أصبح لها زوجاً وراعياً وأباً لأطفالها ... هذه دنياك الجديدة .

    يا ابنتي ، هذا هو حاضرك ومستقبلك ، هذه هي أسرتك التي شاركتما أنت وزوجك في صنعها ، إنني لا أطلب منك أن تنسي أباك وأمك وإخوتك ، لأنهم لن ينسوك أبداً يا حبيبتي ، وكيف تنسى الأمُّ فلذة كبدها ؟! ولكنني أطلب منك أن تحبي زوجك وتعيشي له وتسعدي بحياتك معه .


    إشراقة : خذي من آسية الصبر ، ومن خديجة الوفاء،


    ومن عائشة الصدق ، ومن فاطمة الثبات .



    أسعد امرأة في العالم الخواتـم




    ومضة : لم يطمثْهن إنسٌ قبلهم ولا جان



    الخاتم التاسع : من لم يأنسْ بالله فلن يأنس بشيءٍ آخر



    هـي الأيـامُ والغِيــَرُ وأمـرُ اللهِ ينتظــرُ


    الله U أنسُ المؤمن ، سلوة الطائع ، وحبيب العابد ، من أَنِس به أنس بالحياة ، وسعد بالوجود ، وتلذذ بالأيام ، فقلبه مطمئن ، وفؤاده مستنير ، وصدره منشرح ، نُقشت محبة الله في قلبه ، وسكنت صفات الله في ضميره ، ومثلت أسماء الله أمام عينيه ، فهو يحفظ أسماءه ، ويتأمل صفاته ، ويستحضر في قلبه الرحمن ، الرحيم ، الحميد ، الحليم ، البر ، اللطيف ، المحسن ، الودود ، الكريم ، العظيم ....، فتثير أنساً بالباري وحباً للعظيم ، وقرباً من العليم .

    إن الشعور بقرب الله من عبده يوجب الأنس به ، والسرور بعنايته ، والفرح برعايته : ] وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَان [ .

    إن الأنس بالله لا يأتي بلا سبب ، ولا يحصل بلا تعب ، بل هو ثمرة للطاعة ، ونتيجة للمحبة، فمن أطاع الله وامتثل أمره واجتنب نهيه وصدق في محبته ، وجد للأنس طعماً ، وللقرب لذةً ، وللمناجاة سعادة .


    إشراقة : الجمالُ جمالُ الأخلاقِ ، والحسنُ


    حسنُ الأدب ، والبهاءُ بهاءُ العقل .



    أسعد امرأة في العالم الخواتـم




    ومضة : استوصوا بالنساء خيراً



    .

    تعليق


    • #3
      رد: كتاب....أسعد إمرأه فى العلم للشيخ عائض القرنى

      رائع جدا كتاب جميل وقيم الله ينفع به جزاك الله خيرا

      تعليق


      • #4
        رد: كتاب....أسعد إمرأه فى العلم للشيخ عائض القرنى

        جزاكِ الله خيراً أختي
        سكوون


        تعليق


        • #5
          رد: كتاب....أسعد إمرأه فى العلم للشيخ عائض القرنى

          جزاكى الله خير كتاب رااااااااااااااائع بحق
          والله المستعان على الالتزام بيه
          جعله الله فى ميزان حسناتك
          التعديل الأخير تم بواسطة اللؤلؤةالمكنونة; الساعة 21-04-2011, 11:03 AM.

          تعليق

          يعمل...
          X