أختاه الإسلام في كل مكان ....
إلى من هاجرت من وطنها لئلا تفتن في دينها , وتحافظ على شرفها وعرضها ...
إلى من تريد أن تنزع حجابها , و تتلقى مبادئ الإصلاح والتغيير ممن هم دونها ..
إلى من تريد أن تتخلى عن مبدأ عقيدتها , وثوابت دينها بهدف أن تنال حريتها ...
إليكِ يا أختاه هديتي بعنوان :
المهاجرة الماشية
جريئة في قولها , صادقة مع نفسها , قوية في إيمانها , لا تخش إلا الله خالقها ...
كيف لها إذاً أن تفتن في دينها وتتخلى عن ثوابت أسس عقيدتها , وأصول إيمانها !!؟؟..
ما عليها إلاّ أنْ تختار دينها بعد أن سكن الإسلام قلبها وروحها ,
وقد بايعت النبي الأميّ على أن تحافظ على دينها ......
فلابد إذاً من الهجرة في سبيل الله , والمغامرة والهروب من أهلها لئلا ينال الكفر والبغي والطغيان منها ..
إنها الصحابية الجليلة, المهاجرة الماشية :
أم كلثوم بنت عقبة
كيف لها أن تقطع المسافة بين مكة والمدينة لوحدها , وعيون الشرك والكفر تراقبها !!؟؟؟...
خرجت ليلاً وهي متسللة نحو الجبال , و لم يكن معها زاد ولا ماء يقيها جوع سفرها, ولكن تأمل وتدعو الله أن تفوز بدينها ..
وما إن كابدت مشقّة السفر, ووصلت إلى حيث الأمان والطمأنينة ,وإذْ بأخويها الوليد وعمارة يطلبون من نبي الله وحبيبه بأن يردّها إلى مكّة حيث هناك أهلها , وذلك بمقتضى العهد الذي أُبْرم بين المسلمين والمشركين في صلح الحديبية .....
بكل جرأة وشجاعة تقف المهاجرة الماشية , وقد علمت في قرارة نفسها أن وشيجة القربى والأهل والأصحاب لا قيمة لها ما دامت تريد منها أن تتخلى عن دينها , ومبدأ عقيدتها , ولن تأنس وتطمئن إلا حين تلوذ جوار الرحيم الرحمن خالقها, فهو حسبها وكافيها ....
لنسمع معًا يا أختاه في العراق وفي كل مكان قصة المهاجرة الماشية صوتها وهو يجوب آفاق السماء
فَخَرَجْت يَوْمًا مِنْ مَكّةَ كَأَنّي أُرِيدُ الْبَادِيَةَ الّتِي كُنْت فِيهَا ، فَلَمّا رَجَعَ مَنْ تَبِعَنِي خَرَجْت حَتّى انْتَهَيْت إلَى الطّرِيقِ فَإِذَا رَجُلٌ مِنْ خُزَاعَةَ فَقَالَ أَيْنَ تُرِيدِينَ ؟ فَقُلْت : حَاجَتِي ; فَمَا مَسْأَلَتُك وَمَنْ أَنْتَ ؟ فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ خُزَاعَةَ . فَلَمّا ذَكَرَ خُزَاعَةَ اطْمَأْنَنْت إلَيْهِ لِدُخُولِ خُزَاعَةَ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ وَعَقْدِهِ فَقُلْت : إنّي امْرَأَةٌ مِنْ قُرَيْشٍ أُرِيدُ اللّحُوقَ بِرَسُولِ اللّهِ وَلَا عِلْمَ لِي بِالطّرِيقِ . فَقَالَ أَهْلُ اللّيْلِ وَالنّهَارِ أَنَا صَاحِبُك حَتّى أُورِدَك الْمَدِينَةَ . ثُمّ جَاءَنِي بِبَعِيرٍ فَرَكِبْته ، فَكَانَ يَقُودُ بِي الْبَعِيرَ لَا وَاَللّهِ مَا يُكَلّمُنِي كَلِمَةً حَتّى إذَا أَنَاخَ الْبَعِيرَ تَنَحّى عَنّي ، فَإِذَا نَزَلْت جَاءَ إلَى الْبَعِيرِ فَقَيّدَهُ فِي الشّجِرَةِ وَتَنَحّى عَنّي فِي الشّجَرَةِ ، حَتّى [ إذَا ] كَانَ الرّوَاحُ جَذَعَ الْبَعِيرُ فَقَرّبَهُ وَوَلّى عَنّي ، فَإِذَا رَكِبْته أَخَذَ بِرَأْسِهِ فَلَمْ يَلْتَفِتْ وَرَاءَهُ حَتّى نَنْزِلُ فَلَمْ يَزَلْ كَذَلِكَ حَتّى قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ ، فَجَزَاهُ اللّهُ خَيْرًا مِنْ صَاحِبٍ فَكَانَتْ تَقُولُ نِعْمَ الْحَيّ خُزَاعَةُ قَالَتْ فَدَخَلْت عَلَى أُمّ سَلَمَةَ زَوْجِ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ وَأَنَا مُنْتَقِبَةٌ فَمَا عَرَفْتنِي حَتّى انْتَسَبْت ، وَكَشَفْت النّقَابَ فَالْتَزَمَتْنِي وَقَالَتْ هَاجَرْت إلَى اللّهِ وَإِلَى رَسُولِهِ ؟ فَقُلْت : نَعَمْ وَأَنَا أَخَافُ أَنْ يَرُدّنِي رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ إلَى الْمُشْرِكِينَ كَمَا رَدّ غَيْرِي مِنْ الرّجَالِ أَبَا جَنْدَلِ بْنِ سُهَيْلٍ ، وَأَبَا بِصَيْرٍ وَحَالُ الرّجَالِ يَا أُمّ سَلَمَةَ لَيْسَ كَحَالِ النّسَاءِ وَالْقَوْمُ مُصَبّحِي ، قَدْ طَالَتْ غِيبَتِي عَنْهُمْ الْيَوْمَ [ ص 631 ] ثَمَانِيّةَ أَيّامٍ مُنْذُ فَارَقْتهمْ فَهُمْ يَبْحَثُونَ قَدْرَ مَا كُنْت أَغِيبُ ثُمّ يَطْلُبُونَنِي . فَإِنْ لَمْ يَجِدُونِي رَحَلُوا إلَيّ فَسَارُوا ثَلَاثًا . فَدَخَلَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ عَلَى أُمّ سَلَمَةَ فَأَخْبَرَتْهُ أُمّ سَلَمَةَ خَبَرَ أُمّ كُلْثُومٍ ، فَرَحّبَ بِهَا رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ وَقَالَتْ أُمّ كُلْثُومٍ :
يَا رَسُولَ اللّهِ إنّي فَرَرْت بِدِينِي إلَيْك فَامْنَعْنِي وَلَا تَرُدّنِي إلَيْهِمْ يَفْتِنُونِي وَيُعَذّبُونِي ، فَلَا صَبْرَ لِي عَلَى الْعَذَابِ إنّمَا أَنَا امْرَأَةٌ وَضَعْفُ النّسَاءِ إلَى مَا تَعْرِفُ وَقَدْ رَأَيْتُك رَدَدْت رَجُلَيْنِ إلَى الْمُشْرِكِينَ حَتّى امْتَنَعَ أَحَدُهُمَا ، وَأَنَا امْرَأَةٌ
فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ -صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ-
إنّ اللّهَ نَقَضَ الْعَهْدَ فِي النّسَاءِ . وَأَنْزَلَ اللّهُ فِيهِنّ « الْمُمْتَحِنَةَ » . وَحَكَمَ فِي ذَلِكَ بِحُكْمٍ رَضَوْهُ كُلّهُمْ فَكَانَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ يَرُدّ مَنْ جَاءَ مِنْ الرّجَالِ وَلَا يَرُدّ مَنْ جَاءَهُ مِنْ النّسَاءِ . وَقَدِمَ أَخَوَاهَا مِنْ الْغَدِ الْوَلِيدُ وَعُمَارَةُ ابْنَا عُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطٍ ، فَقَالَا :
يَا مُحَمّدُ فِ لَنَا بِشُرُوطِنَا وَمَا عَاهَدْتنَا عَلَيْهِ .
فَقَالَ:
قَدْ نَقَضَ اللّهُ فَانْصَرَفَا .
مغازي الواقدي ج1 ص 630
فهل لنا أن يا أخت الإسلام في كل مكان أن نجعل من الصحابية الجليلة – أم كلثوم بنت عقبة – أسوة لنا !!؟؟؟.....
بقلم : ابنة الشهباء
إلى من هاجرت من وطنها لئلا تفتن في دينها , وتحافظ على شرفها وعرضها ...
إلى من تريد أن تنزع حجابها , و تتلقى مبادئ الإصلاح والتغيير ممن هم دونها ..
إلى من تريد أن تتخلى عن مبدأ عقيدتها , وثوابت دينها بهدف أن تنال حريتها ...
إليكِ يا أختاه هديتي بعنوان :
المهاجرة الماشية
جريئة في قولها , صادقة مع نفسها , قوية في إيمانها , لا تخش إلا الله خالقها ...
كيف لها إذاً أن تفتن في دينها وتتخلى عن ثوابت أسس عقيدتها , وأصول إيمانها !!؟؟..
ما عليها إلاّ أنْ تختار دينها بعد أن سكن الإسلام قلبها وروحها ,
وقد بايعت النبي الأميّ على أن تحافظ على دينها ......
فلابد إذاً من الهجرة في سبيل الله , والمغامرة والهروب من أهلها لئلا ينال الكفر والبغي والطغيان منها ..
إنها الصحابية الجليلة, المهاجرة الماشية :
أم كلثوم بنت عقبة
كيف لها أن تقطع المسافة بين مكة والمدينة لوحدها , وعيون الشرك والكفر تراقبها !!؟؟؟...
خرجت ليلاً وهي متسللة نحو الجبال , و لم يكن معها زاد ولا ماء يقيها جوع سفرها, ولكن تأمل وتدعو الله أن تفوز بدينها ..
وما إن كابدت مشقّة السفر, ووصلت إلى حيث الأمان والطمأنينة ,وإذْ بأخويها الوليد وعمارة يطلبون من نبي الله وحبيبه بأن يردّها إلى مكّة حيث هناك أهلها , وذلك بمقتضى العهد الذي أُبْرم بين المسلمين والمشركين في صلح الحديبية .....
بكل جرأة وشجاعة تقف المهاجرة الماشية , وقد علمت في قرارة نفسها أن وشيجة القربى والأهل والأصحاب لا قيمة لها ما دامت تريد منها أن تتخلى عن دينها , ومبدأ عقيدتها , ولن تأنس وتطمئن إلا حين تلوذ جوار الرحيم الرحمن خالقها, فهو حسبها وكافيها ....
لنسمع معًا يا أختاه في العراق وفي كل مكان قصة المهاجرة الماشية صوتها وهو يجوب آفاق السماء
فَخَرَجْت يَوْمًا مِنْ مَكّةَ كَأَنّي أُرِيدُ الْبَادِيَةَ الّتِي كُنْت فِيهَا ، فَلَمّا رَجَعَ مَنْ تَبِعَنِي خَرَجْت حَتّى انْتَهَيْت إلَى الطّرِيقِ فَإِذَا رَجُلٌ مِنْ خُزَاعَةَ فَقَالَ أَيْنَ تُرِيدِينَ ؟ فَقُلْت : حَاجَتِي ; فَمَا مَسْأَلَتُك وَمَنْ أَنْتَ ؟ فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ خُزَاعَةَ . فَلَمّا ذَكَرَ خُزَاعَةَ اطْمَأْنَنْت إلَيْهِ لِدُخُولِ خُزَاعَةَ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ وَعَقْدِهِ فَقُلْت : إنّي امْرَأَةٌ مِنْ قُرَيْشٍ أُرِيدُ اللّحُوقَ بِرَسُولِ اللّهِ وَلَا عِلْمَ لِي بِالطّرِيقِ . فَقَالَ أَهْلُ اللّيْلِ وَالنّهَارِ أَنَا صَاحِبُك حَتّى أُورِدَك الْمَدِينَةَ . ثُمّ جَاءَنِي بِبَعِيرٍ فَرَكِبْته ، فَكَانَ يَقُودُ بِي الْبَعِيرَ لَا وَاَللّهِ مَا يُكَلّمُنِي كَلِمَةً حَتّى إذَا أَنَاخَ الْبَعِيرَ تَنَحّى عَنّي ، فَإِذَا نَزَلْت جَاءَ إلَى الْبَعِيرِ فَقَيّدَهُ فِي الشّجِرَةِ وَتَنَحّى عَنّي فِي الشّجَرَةِ ، حَتّى [ إذَا ] كَانَ الرّوَاحُ جَذَعَ الْبَعِيرُ فَقَرّبَهُ وَوَلّى عَنّي ، فَإِذَا رَكِبْته أَخَذَ بِرَأْسِهِ فَلَمْ يَلْتَفِتْ وَرَاءَهُ حَتّى نَنْزِلُ فَلَمْ يَزَلْ كَذَلِكَ حَتّى قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ ، فَجَزَاهُ اللّهُ خَيْرًا مِنْ صَاحِبٍ فَكَانَتْ تَقُولُ نِعْمَ الْحَيّ خُزَاعَةُ قَالَتْ فَدَخَلْت عَلَى أُمّ سَلَمَةَ زَوْجِ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ وَأَنَا مُنْتَقِبَةٌ فَمَا عَرَفْتنِي حَتّى انْتَسَبْت ، وَكَشَفْت النّقَابَ فَالْتَزَمَتْنِي وَقَالَتْ هَاجَرْت إلَى اللّهِ وَإِلَى رَسُولِهِ ؟ فَقُلْت : نَعَمْ وَأَنَا أَخَافُ أَنْ يَرُدّنِي رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ إلَى الْمُشْرِكِينَ كَمَا رَدّ غَيْرِي مِنْ الرّجَالِ أَبَا جَنْدَلِ بْنِ سُهَيْلٍ ، وَأَبَا بِصَيْرٍ وَحَالُ الرّجَالِ يَا أُمّ سَلَمَةَ لَيْسَ كَحَالِ النّسَاءِ وَالْقَوْمُ مُصَبّحِي ، قَدْ طَالَتْ غِيبَتِي عَنْهُمْ الْيَوْمَ [ ص 631 ] ثَمَانِيّةَ أَيّامٍ مُنْذُ فَارَقْتهمْ فَهُمْ يَبْحَثُونَ قَدْرَ مَا كُنْت أَغِيبُ ثُمّ يَطْلُبُونَنِي . فَإِنْ لَمْ يَجِدُونِي رَحَلُوا إلَيّ فَسَارُوا ثَلَاثًا . فَدَخَلَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ عَلَى أُمّ سَلَمَةَ فَأَخْبَرَتْهُ أُمّ سَلَمَةَ خَبَرَ أُمّ كُلْثُومٍ ، فَرَحّبَ بِهَا رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ وَقَالَتْ أُمّ كُلْثُومٍ :
يَا رَسُولَ اللّهِ إنّي فَرَرْت بِدِينِي إلَيْك فَامْنَعْنِي وَلَا تَرُدّنِي إلَيْهِمْ يَفْتِنُونِي وَيُعَذّبُونِي ، فَلَا صَبْرَ لِي عَلَى الْعَذَابِ إنّمَا أَنَا امْرَأَةٌ وَضَعْفُ النّسَاءِ إلَى مَا تَعْرِفُ وَقَدْ رَأَيْتُك رَدَدْت رَجُلَيْنِ إلَى الْمُشْرِكِينَ حَتّى امْتَنَعَ أَحَدُهُمَا ، وَأَنَا امْرَأَةٌ
فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ -صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ-
إنّ اللّهَ نَقَضَ الْعَهْدَ فِي النّسَاءِ . وَأَنْزَلَ اللّهُ فِيهِنّ « الْمُمْتَحِنَةَ » . وَحَكَمَ فِي ذَلِكَ بِحُكْمٍ رَضَوْهُ كُلّهُمْ فَكَانَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ يَرُدّ مَنْ جَاءَ مِنْ الرّجَالِ وَلَا يَرُدّ مَنْ جَاءَهُ مِنْ النّسَاءِ . وَقَدِمَ أَخَوَاهَا مِنْ الْغَدِ الْوَلِيدُ وَعُمَارَةُ ابْنَا عُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطٍ ، فَقَالَا :
يَا مُحَمّدُ فِ لَنَا بِشُرُوطِنَا وَمَا عَاهَدْتنَا عَلَيْهِ .
فَقَالَ:
قَدْ نَقَضَ اللّهُ فَانْصَرَفَا .
مغازي الواقدي ج1 ص 630
فهل لنا أن يا أخت الإسلام في كل مكان أن نجعل من الصحابية الجليلة – أم كلثوم بنت عقبة – أسوة لنا !!؟؟؟.....
بقلم : ابنة الشهباء