حقوق الزوجه في الاسلام
مع غياب التربية الإيمانية في زمننا، ظهرت العديد من الأخلاق الغير صحيحة التي لا تمت لديننا بصلة وصار من النادر وجود الزوج الصالح والزوجة الصالحة، وكثرت شكوي الزوجات من سوء خلق أزواجهن والعكس كذلك ..
قال رسول الله "خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي"[رواه الترمذي وصححه الألباني]،فإن كنت تريد أن تكون من خير أمة النبي وأفضلهم، عليك بحسن معاشرة أهلك .. وقال رسول الله "أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا وخياركم خياركم لنسائهم" [رواه الترمذي وصححه الألباني] .. فبحسن الخلق وبالأخص حسن معاملة النساء، تصل إلى أعلى درجات الإيمان ..
فبـنــــــا نتعلم أخلاق الإسلام في معاملة الرجل لزوجته ..
لقد بيَّن الله عز وجل أن للرجال حق القوامة على النساء بما ميَّزهم به من القوة وغلبة العقل في هذه الآية الجامعة، قال تعالى { الرِّجَال قَوَّامونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّه بَعضَهم عَلَى بَعضٍ وَبِمَا أَنفَقوا مِن أَموَالِهِم فَالصَّالِحَات قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلغَيبِ بِمَا حَفِظَ اللَّه وَاللَّاتِي تَخَافونَ نشوزَهنَّ فَعِظوهنَّ وَاهجروهنَّ فِي المَضَاجِعِ وَاضرِبوهنَّ فَإِن أَطَعنَكم فَلَا تَبغوا عَلَيهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا} [النساء: 34] .. ولكنه حذَّر أشد التحذير من أن يستغل الرجل هذا الحق لكي يبغي عليها ويظلمها، لإنه لو ظلمها ظنًا منه إنها ضعيفة ولن تستطيع أن تأخذ حقها منه .. فإن لها رب عليّ كبير هو وليها والقادر على الأخذ بحقها.
وأوصى رسول الله بحق الزوجة، فقال في حجة الوداع "ألا واستوصوا بالنساء خيرا فإنما هن عوان عندكم (أي: أسرى في أيديكم) ليس تملكون منهن شيئا غير ذلك إلا أن يأتين بفاحشة مبينة فإن فعلن فاهجروهن في المضاجع واضربوهن ضربا غير مبرح فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا، ألا إن لكم على نسائكم حقا ولنسائكم عليكم حقا فأما حقكم على نسائكم فلا يوطئن فرشكم من تكرهون ولا يأذن في بيوتكم لمن تكرهون ألا وحقهن عليكم أن تحسنوا إليهن في كسوتهن وطعامهن"[رواه الترمذي وحسنه الألباني]
لذا لابد أن تنتبه إلى حقوق زوجتك عليك وتراعيها، ومن حقوق الزوجة :
1) حق القوامة .. فالقوامة ليست حق للرجل فقط، بل هي حق لزوجته عليه أيضًا. والمقصود بالقوامة الرعاية لها،بأن يقوم بحمايتها وحفظها وصيانتها من أذى المؤذين، وفي نفس الوقت يرحمها ويرعاها.
فكن قوي الشخصية .. وهذا ليس بالقوة البدنية فقط وليس بكثرة الصراخ والسباب، بل بالتصرف السليم في الوقت المناسب وبأن تقف بجانب زوجتك وتوجهها.
2) أداء حقوقها المالية ..وحقوقها المالية تتضمن:
المهر .. فيجب على الزوج أن يؤدي للزوجة مهرها كاملاً بمجرد الدخول بها، والمؤخر بأكلمه صار ملكًا لها ودينًا عليه إن لم يعطها إياه .. قال رسول الله "أيما رجل تزوج امرأة على ما قل من المهر أو كثر ليس في نفسه أن يؤدي إليها حقها خدعها فمات ولم يؤد إليها حقها لقي الله يوم القيامة وهو زان" [رواه الطبراني وصححه الألباني]..
والنفقة .. قال تعالى {لِينفِق ذو سَعَةٍ مِن سَعَتِهِ وَمَن قدِرَ عَلَيهِ رِزقه فَلينفِق مِمَّا آَتَاه اللَّه لَا يكَلِّف اللَّه نَفسًا إِلَّا مَا آَتَاهَا سَيَجعَل اللَّه بَعدَ عسرٍ يسرًا}[الطلاق: 7].. فإن أوسَّع الله عليك رزقك، فلا تبخل على زوجتك وأولادك، ولا تكن أنانيًا تعيش لنفسك فقط .. ولكن لا تكلِّف نفسك فوق طاقتها حتى ترضيها.
واحذري أيتها الزوجة ..أن تكلِّفي زوجك فوق طاقته، فتأثمين لإنكِ تضطرينه لأن يبيع دينه من أجل شهواتِك ولكي يحقق لكِ بعض أحلامكِ .. واعلمي أن المرأة الصالحة ترضى بما يقدِّره الله لزوجها.
ولا تنسى الإحتســاب في النفقة أيها الزوج ..قال رسول الله "إذا أنفق المسلم نفقة على أهله وهو يحتسبها كانت له صدقة"[متفق عليه]، وحينها لن تحدث المشاكل المعتادة بين الزوجين بسبب الماديات لإنه سيدرك إن ما ينفقه قربة لله تعالى.
3) السكنى .. قال تعالى {أَسكِنوهنَّ مِن حَيث سَكَنتم مِن وجدِكم ..} [الطلاق: 6] .. فعليه أن يوفر مسكنًا للزوجية على قدر استطاعته، بدون أن يتكلَّف ما لا يطيقه.
4) حسن المعاشرة .. قال تعالى {..وَعَاشِروهنَّ بِالمَعروفِ فَإِن كَرِهتموهنَّ فَعَسَى أَن تَكرَهوا شَيئًا وَيَجعَلَ اللَّه فِيهِ خَيرًا كَثِيرًا} [النساء: 19]، وقال رسول الله "استوصوا بالنساء خيرا فإنهن خلقن من ضلع وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه فإن ذهبت تقيمه كسرته وإن تركته لم يزل أعوج فاستوصوا بالنساء"[متفق عليه].. وقال "إن المرأة خلقت من ضلع فإن أقمتها كسرتها فدارها تعش بها"[رواه ابن حبان وصححه الألباني].. فلابد أن تتغافل عن الكثير من تصرفاتها التي قد تبدو غير منطقية بالنسبة لك، لأن عاطفتها تتحكم فيها أكثر من عقلها.
قال رسول الله "إن لأهلك عليك حقا ولنفسك عليك حقا" [السلسلة الصحيحة (394)]، فأعطِّ كل ذي حقٍ حقه ..
وتذكر إنك ستسأل عن أهلك يوم القيامة، قال " ألا كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته فالإمام الذي على الناس راع وهو مسؤول عن رعيته والرجل راع على أهل بيته وهو مسؤول عن رعيته .."[متفق عليه]
المصادر:
درس "حقك عليَّ" للشيخ هاني حلمي
تعليق