إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

هل جربت الحياة يوما في مخيم؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • هل جربت الحياة يوما في مخيم؟




    حين تدخلين إلى سريرك وتنعمين بالراحة والاسترخاء.. هل نظرت يوماً إلى سقف غرفتك وحمدت الله سبحانه وتعالى لأنك.. في غرفة.. وفوق رأسك سقف.. وفي مكان آمن.. آمنة على نفسك.. عرضك.. ودينك.. ؟

    هل حمدت الله لأنك تستطيعين أن ترتاحي وتنامي بينما غيرك حرم هذه النعم؟

    هل جربت أن تبيتي في مخيم لاجئين؟.. حيث الأطفال يتصارخون.. ويبكون.. والريح تعبث بأروقة الخيام..حيث لا تجدين وسادة تضعين عليها رأسك؟
    حيث لا تجدين حماماً- أعزك الله- تغتسلين فيه أو تشمين فيه رائحة الصابون أو الشامبو؟

    هل جربت أن تسمعي قذف الصواريخ والقنابل في الليل وأنت ترتجفين خوفاً وهلعاً ؟ هل شعرت بالخوف من جنود العدو يخطفون أطفالك أو يهددون عرضك؟

    هل شعرت بالجوع يقرصك ويعصر الأطفال حولك فلا تجدين ما تطعميه إياه..

    هل جربت شعورك بالعجز.. بالضياع.. بالضعف..

    شعورك بالحاجة لجرعة ماء نظيفة..؟
    حاجتك لفراش بسيط تستلقين عليه وترتاحين لساعات..؟

    هل جربت مرارة فقد الأحبة واحتضارهم أمام عينيك وأنت عاجزة عن المساعدة بإسعاف بسيط؟

    هل جربت ألم الضياع بكل بساطة؟
    ضياع البيت والوطن والأحبة.. وفقدان غرفتك.. ودفاترك وأشيائك الجميلة..

    أحياناً نتباكى بسبب مشكلة مع قريب.. ونتذمر بسبب صداع خفيف.. ونكتئب بسبب شجار تافه..
    نقيم الدنيا ولا نقعدها حين تنقطع الكهرباء لدقائق بسيطة في حر الصيف اللاهب..
    ونتناسى أولئك الذين يموتون تحت لهيب الشمس في المخيمات أو فوق صقيع الثلوج.. يمرضون فلا يجدون من يعالجهم.. يجوعون فلا يجدون من يطعمهم.. ويموتون فلا يجدون من يكفنهم..

    ألا نتوقف لحظة ونحمد الله..

    ألا نشكره بكل بساطة على ما لدينا بدلاً من التطلع لما ليس لدينا؟


    إذا كنت تريدين العيش في سعادة.. فاشعري بما لديك.. قبل أن تتطلعي لما ليس لديك..
    قبل أن تقارني نفسك بالصديقة التي تسافر لجنيف أو فيينا.. أو تلك التي تشتري جوالاً حديثاً كل شهرين.. قارني نفسك بأختك اليتيمة في المخيم.. واحمدي الله على نعمه العظيمة..

    قبل فترة قالت لي إحدى الأخوات :
    أوصلني أخي إلى بيتي مع أطفالي آخر الليل بعد عودتي من مناسبة عائلية.. وحين دخلت بيتي (وذهب أخي).. وجدت الباب الداخلي مقفلاً.. وكان زوجي بعيداً ولن يأتي قبل ساعتين.. وكان جوالي مطفأ.. فاضطررت مع أطفالي للبقاء في الحوش الصغير لمدة ساعتين.. والله لا أستطيع أن أصف مرارة هاتبن الساعتين اللتين عشتهما في ضياع.. نعم ضياع .. أطفالي يبكون والحر شديد (رغم أن الوقت كان ليلاً).. وأنا خائفة من أن يقفز علينا أحد من السور لا سمح الله.. ولدي يبكي عطشان.. والبنت تبكي تريد الحمام.. وأنا متعبة جداً ولا أعرف كيف أساعدهم.. وانتهى الأمر بأطفالي المساكين بعد البكاء الطويل أن فرشت لهم عباءتي على الأرض فناموا عليها.. تمنيت لو أستطيع أن أتوضأ لأصلي على راحتي فلم أستطع.. تمنيت لو أستطيع النوم فلم أستطع لقساوة الأرض ولخوفي على أولادي.. وفي النهاية لا أعرف كيف أخذت أبكي من شدة الضيق والتعب والنعاس..
    حين أتى زوجي ودخلنا البيت شعرت بفرحة عظيمة وحمدت الله أن ذلك الكابوس انتهى.. والله لقد شعرت بقيمة البيت.. والأمان.. والراحة.. شعرت بقيمة السرير.. والماء.. والسقف.. والتكييف.. حمدت الله كثيراً واستشعرت النعم التي لم أفكر يوماً بها.. وأخذت أتخيل حال إخواني المسلمين في الملاجئ.. كيف يعيشون هذه الحياة كل يوم.. سنوات طويلة؟



    التعديل الأخير تم بواسطة لؤلؤه بنقابى; الساعة 07-02-2010, 08:53 PM. سبب آخر: حذف صور ذوات ارواح

  • #2
    رد: هل جربت الحياة يوما في مخيم؟

    يااااااااربى لك الحمد كما ينبغى لجلال وجهك وعظيم سلطانك
    الحمد لله
    جزاكِ الله خيراً أخيتى
    الله أسأل أن يرزق جميع المسلمين الأمن والأمان


    قلبى حن يطــــوف بظلالك
    ♥♥ولزمزم فؤادى ظمأنَ
    ((ينادى فؤادى بليل السكون بدمع العيون برجع الصدى لك الحمدُ إنى حزينٌ حزين وجرحى يلون درب المدى ((
    اللهم ارحم جدتى رحمةً واسعة

    تعليق


    • #3
      رد: هل جربت الحياة يوما في مخيم؟

      جزاكى الله خيرا
      هى فعلا فكرة مخيفة جدا
      فداك روحى يا رسول الله

      تعليق


      • #4
        رد: هل جربت الحياة يوما في مخيم؟

        جزاكي الله كل خير
        أتْمنىّ
        لوْ تكُنْ الحــيــاةً ! حـــكايّـه !
        مْكّتُوبهْ بقـــــلْمّ [ الرَّصـــاصْ]
        لّنمــســحْ كٌلْ ~ماّضّيْ~ لاأ‘إ يّســـتُحــق
        الـذَكِـِـِـِـِـِـِرْ

        تعليق

        يعمل...
        X