إن الحمد لله أحمده تعالى وأستعينه وأستغفره وأعوذ بالله تعالي من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له
وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. ثم أما بعد:
أختاه نحن نعيش اليوم بمجتمع مليء بالأفكار الغريبة على الإسلام والمسلمين يروج لها أناس يرتدون ثوب الإسلام يدعون فيها المرأة المسلمة إلى السفور والتبرج
ويبذلون في سبيل ذلك الأموال الطائلة والأوقات الكثيرة ويخرجون عليها كل يوم بما زينه لهم الشيطان من أفكار الموضة والتعري وكل ذلك باسم الحضارة والتمدن
أختاه لا تسمعي إلى كلامهم فكله هراء لا فائدة منه بل انه لن يجلب لك إلا التعب والخسران في الدنيا والآخرة .
وفى ظل هذه الهجمة الشرسة على النقاب كان لنا وقفة مع النقاب
ما هو النقاب
1- المعنى اللغوي للنقاب :
النقاب جمع نقب ومعناه لغويا "ثقب".
2- المعنى الشرعي للنقاب :
هو غطاء للوجه وسمى بالنقاب لوجود نقبين بمحاذاة العينين حتى
ترى المرأة الطريق من خلال هذين النقبين
ترى المرأة الطريق من خلال هذين النقبين
وقال ابن منظور في لسان العرب: "النقاب هو غطاء الوجه للمرأة
مع إظهار عين واحدة للتعرف على الطريق."
مع إظهار عين واحدة للتعرف على الطريق."
وهناك نوعين من النقاب
النقاب الجائز ..والنقاب المحرم
تعريف النقاب الجائز: ( النقاب هو البرقع ) : هو ما يسترالوجه كاملا عدا إحدى العينين
من محجرهما بحيث لا يظهر شيئا من بشرة الوجه وبشرط أن لا يكون في العين زينة
من كحل ولون ونحوهما فيجوز للحاجة له مع أمن الفتنة فإن لم تؤمن فلا يجوز .
تعريف النقاب المحرم : هو ما أظهر ما وراء محجرالعين بأن يظهر الحواجب أو شيئا
من بشرة الوجه أو كان في العين زينه كحل أو غيره .
تفسير السلف للنقاب الشرعي :
1- قال ابن عباس : ( أمرالله نساء المؤمنين إذا خرجن من بيوتهن في حاجة أن يغطين
وجوههن من فوق رؤوسهن بالجلابيب وببدين عينا واحدة )
2- قال محمد بن سيرين : ( سألت عبيدة السلماني قول الله عز وجل يدنين عليهن من
جلابيبهن فغطى وجهه ورأسه وأبرز عينه اليسرى) .
3- وقال الواحدي : ( قال المفسرون يغطين وجوههن ورؤوسهن إلاعينا واحده)
4- وقال محمد بن كعب القرظي : ( تخمر وجهها إلا إحدى عينيها )
النقاب فرض
-النقاب فرض بدليل قوله تعالى ( يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين
يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤدين وكان الله غفورا رحيما )
أيه(59) من سورة الأحزاب
فعن تدبر هذه الآية نجد أن الأمر موجه لأزواج الرسول عليه الصلاة والسلام وأيضا
لبناته ولنساء المؤمنين وهنا نساء المؤمنين تعني عامة النساء وقوله سبحانه وتعالى
ذلك أدنى أن يعرفن .. فهذا يدل على وجوب لبس النقاب وتغطية الوجه لان الإنسان
يعرف من وجهه ...... ونحن وفي عصرنا الحاضر ومع انتشار الفساد والفتن أولى أن
نطبق هذا الأمر الإلهي فهو أكرم للمرأة وأصلح للمجتمع
النقاب من الدين وهو سنة أمهات المؤمنين والصحابيات الفضليات رضي الله عنهم
أجمعين وبه تكون المرأة والفتاة في غاية الحياء والعفة ولا يستطيع أحد من الذئاب
البشرية الاقتراب منها ويشهد الواقع بذلك فإن أكثر حوادث الاغتصاب التي تقع في
أيامنا الحاضرة إن لم يكن كلها تحدث لفتيات متبرجات سافرات ولم نسمع بوقوع حادثة
اغتصاب لواحدة ممن تجلببن بجلباب الحياء والعفة والطهارة والنقاء.
وذلك مصداقا لقوله تعالى:
(يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى
أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورا)
وقال تعالى أيضا
(وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ)
النقاب = الحياء = العفة = معانى كثيرة جدا كيف ذلك ؟؟
لقد لقيت المرأة المسلمة من التشريع الإسلامي عناية فائقة , كفيلة بأن تصون عفتها ,
وتجعلها عزيزة الجانب , سامية المكانة , وإن القيود التي فُرضت عليها في ملبسها
وزينتها لم تكن إلا لسد ذريعة الفساد الذي ينتج عن التبرج بالزينة , فما صنعه الإسلام
ليس تقيدًا لحرية المرأة , بل هو وقاية لها أن تسقط في دَرَكِ المهانة , وَوَحْل الابتذال ,
أو تكون مَسْرحًا لأعين الناظرين
ألا ترون قدر الفتنة التي تكون اليوم جراء خروج الفتاة من بيتها؟.. الخروج لوحده
يستفز السفهاء ليحوموا حول الحمى، من أجل التحرش والأذى، فما بالكم ـ ولا شك
رأيتم ـ حينما تكشف عن وجهها، وكلكم سمع ورأى من مثل هذا، ما صار معلوما
مشهورا.. بالإضافة إلى الكيد الكبير الذي يخطط له أعداء الحجاب، وهو معلوم لا يخفى..
اسمعوا معي قصة (امرأة من أهل الجنة )
عن عطاء بن أبى رباح قال قال بن عباس رضي الله عنهما – ألا اريك امرأة من أهل
الجنة؟ قلت بلى
قال هذه المرآة السوداء أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت أنى اصرع
إني أتكشف فادع الله لي قال: إن شئت صبرت ولك الجنة وان شئت
دعوت الله أن يعافيك فقالت أصبر فقالت إني أتكشف فادع الله لي إن لا أتكشف فدعا لها
فتأملي أختاه هذه المرأة كيف آثرت الجنة على شفائها من ذاك المرض
والذي دفعها لسؤال النبي انه الحياء أن تتكشف
واليكم هذه القصة
قال القاضي ابو عبدالله محمد بن احمد بن موسى: حضرت مجلس موسى بن إسحاق
القاضي بالري سنة 286 هجرية، وتقدمت امرأة فادعى وليها على زوجها 500 دينار
مهرا فأنكرالزوج، فقال القاضي: شهودك، قال قد أحضرتهم فاستدعى بعض الشهود أن
ينظر إلى المرأة ليشير إليها في شهادته، فقام الشاهد وقال للمرأة: قومي.. فقال الزوج:
ماذا تفعلون ؟ قال الوكيل: ينظرون إلى امرأتك وهي مسفرة لتصح عندهم معرفتها
فقال الزوج: واني اشهد القاضي أن لها علي هذا المهر الذي تدعيه ولا تسفر عن
وجهها فردت ـ بالبناء للمجهول ـ المرأة وأخبرت بما كان من زوجها. فقالت: واني اشهد
القاضي أني قد وهبت له هذا المهر وأبرأته منه في الدنيا والآخرة.. فقال القاضي: يكتب
هذا في مكارم الأخلاق لتاريخ بغداد (13/53).
انقل لكم هذه القصة العجيبة التي دخل أبطالها التاريخ من باب الأخلاق والعفة والعبرة
ليعلموا أجيالا من بعدهم دروسا في المحافظة على القيم ومبادئ الحياء والشهامة،
وها نحن نعيش في زمان تكاثرت فيه الفتن واختلطت الأمور على الجميع،
تستحي وهي في الكفن ؟؟ فما بال الأحياء لا يستحون !!
أعرفتم من هي
هي قصةُ امرأةٍ لا شك أنّكِ تُحبينها , ومِن أعماق قلبكِ تُجلينها ..كيف لا وهي ابنةُ أحبُّ
الخلق.
إنها الزهراء فـاطمة ..رضي الله عنها ..
أريدك يا غالية وأنتِ تقرئين هذه السطورأن تستشعري الموقف وكأنك تسمعين كلامها
وتحسين بإحساسها ..
لما كانت جالسة (رضي الله عنها) مع أسماء بنت عميس (رضي الله عنها) وكانت أسماء
مسترسلة في حديثها لفاطمة وتقول :
كنا في الحبشة وحصل لنا كذا وكذا وبينما هيكذلك إذ نظرت إلى فاطمة (رضي الله عنها)
سارحة الذهن شاردة البال !!
فسألتها قائلة:
يا فاطمة مالي أحدثك فلا تسمعي إليّ ؟؟ فإذا بالغالية ترد وتلقي بالدرر التي لا يدركها إلا
من اختصه الله بنفس تلك المشاعر
قالت :
عذراً يا أسماء لكني كنتُ أفكر !!
ما الذي تظنين أنه أشغل فكرها؟!!
هل هو الفستان الذي ستلبسه في إحدى المناسبات؟؟؟ أم تفكر بالتسريحة والمكياج ؟؟
قالت : يا أسماء إني أفكر في نفسي غداًإ ذا أنا مت والله إنّي لأستحي أن أخرج عند
الرجال في وضح النهار ليس عليّ إلا الكفن
سبحان الله تستحي وهي ميتة مكفنة في خمسة أثواب ما الذي سيظهر منها ؟؟ ومن
الذين سيحملونها ؟؟
وهل هو موقف فيه أي نوع من أنواع الفتنة ؟؟ فهي ليست في سوق أو حديقة أو
منتزه !! بل في موقف حزن ..
فقالت لها أسماء : ألا أصنع لكِ شيئاً رأيته في الحبشة .. نضع أعمدة على أركان النعش
حتى يرتفع الغطاء على الأعمدة فلا يبين أي شيء ..
فردت فاطمة قائلة : اللهم استرها كما سترتني ..
لله درُّها تستحي وهي ميتة فما بال الأحياء لا يستحون؟؟؟
فلو مرت فاطمة في أسواقنا اليوم !! ورأت من مات حياؤها !! فخصّرت العباءة ولونت
أطرافها وتكسرت في مشيتها وعلت ضحكاتها وفاحت رائحة عطرها فماذا ستقول؟؟
بل أين من تقول للمحتشمات إنهنّ معقدات فهل فاطمة معقدة ؟؟ إذا كانت معقدة فهنيئاً
للمعقدات !!
لأن الله سبحانه وتعالى قد أرسلَ ملكاً من الملائكة لمحمد برسالة عظيمة .. وبشارة من
أعظم البشارات يقول فيها سبحانه
" بشِّر فاطمة أني كتبتها هي سيدة نساء أهل الجنة "
الله أكبر سيدة نساء أهل الجنة ..
ما الذي أوصلها لهذه المنزلة؟؟
قال عليه الصلاة والسلام ( الحياء لا يأتي إلا بخير ) رواه البخاري .
فماذا عنك أخيه هل أنتِ من نساء أهل الجنة ام لا ؟؟؟
انظري إلى نفسك قليلا وفكري في حالك هل قدركِ عالٍ عند الله سبحانه وتعالى كفاطمة؟؟
أم أنه كالممثلات والمطربات ؟؟
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :مَن تشبّه بقومٍ فهو منهم رواه أبي دااوود.
تمسك الصحابيات بالحجاب..
شن المستشرون حملتهم الخبيثة ضد الحجاب…ولكنهم خسئوا في أن ينالوا ما
يبتغون ..فسيظل سنا الحجاب ينير الكون..وسيبقى الحجاب على هذه الأرض ما بقيت
شهادة أن لا اله إلا الله وأن محمدا رسول الله...فهيا يا أحفاد المصطفى وأخص
الحفيدات منكم ..هيا لننصر الحجاب ..ولننير الكون بسناه البراق.. فلقد تمسك الرعيل
الأول من أمهاتنا المؤمنات به وحافظوا ودافعوا عنه في مواطن عدة ..فما بالنا لا نفي
بالجميل ..فهم أوصلوا لنا الحجاب ..وجاء دورنا كي نوصله للأجيال من بعدنا..فهيا لكي
نكون بارين بأمهات المؤمنين ..ولنمضي قدما على نهج السبق الأول…وانظروا لقول
الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الآتي :
عن أم عطية رضي الله عنها قالت : "أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنن خرجهن
في الفطر والأضحى، العواتق، والـحُيَّض، وذوات الخدور، أمَّـا الحيض فيعتزلن الصلاة
ويشهدن الخير ودعوة المسلمين، قلت: يا رسول الله! إحدانا لا يكون لها جلباب؟ قال:
لتلبسها أختها من جلبابها".رواه البخاري ومسلم.
وجه الدلالة : لا يجوز أن تخرج المرأة بغير جلباب ولو للصلاة .
وقول عائشة رضي الله عنها :
يَرْحَمُ اللَّهُ نِسَاءَ الْمُهَاجِرَاتِ الْأُوَلَ لَمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ ( وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ ) :
شَقَّقْنَ مُرُوطَهُنَّ ( فَاخْتَمَرْنَ بِهَا ) رواه البخاري
وفي قول السيدة عائشة رضي الله عنها في قصة الإفك
( فاستيقظت باسترجاعه حين عرفني فخمرت وجهي بجلبابي )
كانت السيدة عائشة نائمة، كاشفة عن وجهها، فعرفها صفوان، فاستيقظتْ باسترجاعه ؛
أي بقوله: "إنا لله وإنا إليه راجعون" فعائشة رضي الله عنها لما قالت: "فعرفني حين
رآني" بررت سبب معرفته لها ولم تسكت فكأن في ذهن السامع إشكال: كيف يعرفها
وتغطية الوجه واجب؟!. فقالت: "وكان رآني قبل الحجاب"، وهو دليل على أن تغطية
الوجه هو المأمور به في آية الحجاب.
ثم قالت عائشة رضي الله عنها " فخمرت (وفي رواية: فسترت وجهي عنه بجلبابي )
وقولها هذا في غاية الصراحة على وجوب تغطية الوجه .
فما بالنا يا حبيبات المصطفى نقتدي بمن حاربوا الحجاب تحت مفهوم الحرية؟؟ أي’
حرية تلك التي دعى لها قاسم أمين وغيره ؟؟هي والله حريته هو،حرية أهوائه ونزواته
الخبيثة
أغرك يا أسماء ما ظن قاسم *** أقيمي وراء الخدر واهم
سلام على الإسلام في الشرق كله *** إذا ما استبيحت في الخدور الكرائم
فلنحذر من دعاة الحرية المزعومة…
ولنسعى للرقي بالحجاب ونشر سنا نوره العظيم بين الاكوان
تعليق