أختي المنتقبة
أعلم وأقدر الظروف التي تمرين بها.. ولكن لعلي أقص عليك حكايات قصيرة تأخذين منها عبرة قد تنير لك طريقك ويثبتك الله بها على الحق..
تعلمين أختي فتنة الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله؟؟
إنها قصة رائعة سأقصها عليك باختصار..
عندما تعرض الإمام إلى فتنة القول بخلق القرآن، التي دعا إليها الخليفة العباسي المأمون، بناء على مذهب أحمد بن أبي دؤاد ومشورته له بذلك، وقد رفض عدد من العلماء القول بهذه المقولة، فمنهم من قتل ومنهم من سجن، ومنهم من استجاب ظاهرا فقط ليحفظ دمه آخذا بقوله تعالى: (من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان... ).
أما الإمام أحمد فكان له معهم شأن آخر، فقد رفض الانصياع لمثل هذا القول، وآثر قول الحق مهما كلفه ذلك من عذاب وشدة، فكان نتيجة ذلك أن رفع الله شأنه في الدنيا، وعرف الناس الحق...
ذات مرة جيء بالسياط فنظر إليها المعتصم وقال: ائتوني بغيرها، ثم قال للجلادين: تقدموا فجعل يتقدم إلي الرجل منهم فيضربه سوطين، فيقول له المعتصم: شد قطع الله يدك، ثم يتنحى ويقوم الآخر فيضربني سوطين، وهو يقول في كل ذلك: شد قطع الله يدك، فلما ضرب تسعة عشر سوطا قام إليه المعتصم وقال: يا أحمد علام تقتل نفسك إني والله عليك لشفيق، قال: فجعل عجيف ينخسني بقائمة سيفه وقال: أتريد أن تغلب هؤلاء كلهم؟ وجعل بعضهم يقول: ويلك الخليفة على رأسك قائم، وقال بعضهم: يا أمير المؤمنين دمه في عنقي اقتله، وجعلوا يقولون: يا أمير المؤمنين أنت صائم وأنت في الشمس قائم، فيقول: ويحك يا أحمد ما تقول؟ فيقول: أعطوني شيئا من كتاب الله أو سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم أقول به! ما قال غيرها!
كان بإمكان الإمام أحمد أن يقول بأن القرآن مخلوق ولقد كان ذلك في حقه جائزا فكم عذب وسجن وجلد .. وكم وكم..
ولكنه آثر أن يضحي بنفسه لأجل إعلاء كلمة الله.. وكان يعلم أنه لو قالها لينجي نفسه لعمل بها خلق كثير ولو مات دونها لمات شهيدا كانوا يذكرونه بالتقية وما روي فيها من الجواز فيقول: كيف تصنعون بحديث خباب: إن من كان قبلكم كان ينشر أحدهم بالمنشار، لا يصده ذلك عن دينه؟!
وكان يقول: لست أبالي بالحبس ما هو ومنزلي إلا واحد، ولا أخاف قتلا بالسيف ولكنه كان يخاف فتنة السوط – يعني الجلد – وسمعه أحد المسجونين فقال له: لا عليك يا أبا عبد الله، فما هو إلا سوطان ثم لا تدري أين يقع الباقي!
أخياتي منكن من ترى أنها في موضع ضرورة ومكرهه ويجوز لها التخلي عن نقابها..(ولا أدري هل يعتبر هذا إكرها أم لا) ولكني أدعوكن إلى اختيار طريق إعلاء كلمة الله ووالله لن يخذلكن الله أبدا..
هل علمتن مقدار الفتنة التي تعرض لها الأمام فصبر؟؟
هل رأيتن كيف كان جزاؤه في الدنيا؟؟
هل رأيتن كيف نصره الله وأعزه ورفع ذكره؟؟
هل تعلمن جزاء الله للصابرين؟؟
هل تعلمن أجر من جاهد لتكون كلمة الله هي العليا؟؟
هل تعلمن كيف سيكون جزاؤهم في الآخرة؟؟؟
قال أعرابي لأحمد ابن حنبل عندما علم بحاله: يا أحمد، إن يقتلك الحق مت شهيدا، وإن عشت، عشت حميدا!
وأقول لكن أخواتي موتوا شهداء أو عيشوا أعزاء!
وأقولها والله وأنا خجلى! فلن يصل الأمر بكن إلى شيء من ذلك..
وإنما غاية ما ستضحي به أخت منكم هو تعليمها! (وأنا لا أدعوكن إلى مقاطعة الإمتحانات فهذا لن ينصر قضيتكن..
ولكن أدعوكن إلى عدم التخلي عن نقابكن والمطالبة بحقوقكن حتى لو انتهى وقت اللجنة بسبب المداولات أو لم تستطيعي الحل بسبب التوتر والقلق.. كان الله في عونكن جميعا)
أخواتي لقد كان بإمكان الإمام أحمد أن ينطق بما أرادوا على سبيل التقية كما فعل غيره ولكن حرصه على تعليم الناس وإيصال الحق لهم ولمن يأتي بعدهم وعدم مشاركة أهل البدع في بدعهم جعلته يتحمل هذا الأذى وهذا العذاب، ولقد عانى عدة سنوات فظل مطاردا من الحكام حتى تولى المتوكل على الله الخلافة، وأمر برفع الفتنة، ومنع الناس من الخوض والكلام في هذه المسألة وعاش بعدها ثمانية عشر سنه صار فيها إماما للمسلمين!
اتحدوا أخواتي فيد الله مع الجماعة ولا تقل كل واحدة منكن نفسي نفسي فوالله لن يكون آخر العهد ذلك..
ولكن إن تنازلتن عن النقاب في اللجان فتمنعن منه في المحاضرات ثم في الجامعات ثم في الشوارع!
والتاريخ خير شاهد!
انصروا القضية فوالله لينصرن الله من ينصره!
أدعو كل أخت ليست منتقبة حتى لو كانت مقتنعة أن النقاب سنة وليس فرضا.. ارتدي الحجاب نصرة للسنة في الوقت الذي تحارب فيه من كل مكان ارتدي النقاب نصرة للحق والعدل!ارتدي النقاب تكثيرا لسواد المظلومات حتى يرهب الله بكن أعداء هوالله كم تمنيت أن ترتدي كل فتاة في اللجنة النقاب حتى لو كانت غير محجبة كيدا في الظالمين وأتباعهم!
أخواتي إن لم تقفن في وجه هذه الهجمة سيصعب الطريق عليكن وعلى المسلمات أنتن في ابتلاء يامؤمنات
فمن منكن ستجاهد؟؟
من منكن ستضحي لأجل الله؟؟
من ستتعب لتذب عن دين الله وعن أعراض أخواتها؟؟
من ستقول أنا لها؟؟
(في زمن أمي كانت الحرب شرسة على النقاب وكان احد المسئولين يفعل كما يفعله مسئولوا اليوم من اضطهاد وظلم وتعدي على الشرع والحق فكرهه أهل الإستقامة وكان الشباب يدعون عليه ليل نهار فأصيب في حادث وفقد عينيه..
وجاء بعده مسؤول آخر أحسبه عادلُُ والله حسيبه كان يقول للإخوة (متخلوش حد يدعي عليا!
هذا المسئول الآن محافظ مدينة كبرى وينعم بحب أهلها وثنائهم عليه إليه اليوم!..
سبحان من بارك له في عمله حتى ترقى فوصل إلى هذه المكانة؟؟)
ثقوا أخواتي بنصر الله والله إن الظلم لا يدوم وإن الله لينصر العادل ولو كان كافرا ويخزي الظالم ولو كان مسلما إن الله لا يحب المعتدين إن دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب..
فالهجوا بالذكر والدعاء وثقوا بوعد الله ومن أصدق من الله حديثا؟!
وخذن بالأسباب أسأل الله لكن الثبات والهداية وأسأل الله أن ييسر لكن الخير ويصرف عنكن الشر ويقدر لكن الخير حيث كان
اللهم اجعلهم ممن اخترته لإعلاء كلمتك واخترت له طريق الأنبياء وأعزهم في الدارين واحشرهم
اللهم مع سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم والحمد لله رب العالمين
تعليق