Tweet
انظر كيف يتعلم الإنسان من الحيوان؟!
كثير من العُقلاء يتعلم من الحيوانات البهم أموراً تنفعه فى معاشه وأخلاقه وصناعته وحربه وحزمه وصبره وهداية الحيوان فوق هداية أكثر الناس قال تعالى:((أمْ تَحْسَبُ أنَّ أكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أوْ يَعْقِلُونَ إنْ هُمْ إلاَّ كالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أضَلُّ سَبِيلاً)) الفُرقان:44 قال أبو الجعفر الباقر: والله ما اقتصر على تشبيههم بالأنعام، حتى جعلهم أضل سبيلاً منها.
وقال ابن الأعرابىّ: قيل لشيْخ من قُريْش: من علَّمك هذا كله، وإنَّما يعرف مثله أصحاب التجارب والتكسب؟ قال: علّمنى الله ما علَّمَ الحمامة تُقلب بيضها حتى تُعطى الوجهين جميعاً نصيبهما من حضانتها، ولِخوف طباع الأرض على البيض إذا استمر على جانب واحد.
وقِيل لآخر: من علَّمك اللجاج فى الحاجة والصبر عليها وإنْ استعصت حتى تظفر بها؟ قال: منْ علَّم الخُنفساء إذا صعدت فى الحائط تسقط ثمَّ تصعد ثم تسقط مِراراً حتى تستمر صاعدة.
وقِيل لآخر: مّنْ علَّمك البُكُور فى حوائجك أول النهار لا تخل به؟ قال: من علَّم الطير تغدو كل بُكرة فى طلب أقواتها على قُربها وبُعدها، لا تسأم ذلك، ولا تخاف ما يعرض لها فى الجو والأرض.
وقِيل لآخر: مَنْ علَّمك السكون والتحفظ حتى تظفر بأربك؟ قال: الذى علَّم السِّنَّورة أنْ ترصد جحر الفأرة، فلا تتحرك ولا تتلوى كأنها ميتة، حتى إذا برزت لها الفأرة وثبت عليها كالأسد.
وقِيل لآخر: منْ علَّمك الصبر والجَلَد والإحتمال وعدم السكون؟ قال: من علَّم الجمل صبره على الأثقال والأحمال الثقيلة، والمشى والتعب وغِلظة الجمَّال وضربه، فالثقل والكَلْ على ظهره، ومرارة الجوع والعطش فى كبده، وجهد التعب والمشقة ملأ جوارحه، ولا يعدل به ذلك عن الصبر.
وقِيل لآخر: مَنُ علَّمك حُسْن الإيثار والسماحة بالبذل؟ قال: من علَّم الديك يُصادف الحبَّة فى الأرض، وهو يحتاج إليها فلا يأكلها، بل يستدعى الدجاج ويطلبهُنَّ حثيثاً حتى تجئ الواحدة منهنْ فتلتقطها، وهو مسرور بذلك طيِّب النفس به، وإذا وُضِعَ له الحب الكثير فرَّقهُ هنا وها هنا، وإن لم يكن هناك دجاج، لأنَّ طبعه قد ألِف البذل والجود، فهو يرى من اللؤم أن يستبد وحده بالطعام.
ومَنْ علَّم الثعلب تلك الحِيَل التى يعجز العُقلاء عن علمها وعملها وهى أكثر من أن تُذكر!
ومَنْ علَّم الأنْثى مِنَ الفِيَلة إذا دَنَا وقت ولادتها أن تأتى إلى الماء فتلد فيه لأنها دون الحيوانات لا تلد إلا قائمة، لأنَّ أوصالها على خلاف أوصال الحيوان وهى عالية، فتخاف أن تُسقطه على الأرض فينصدع على الأرض أو ينشق، فتأتى ماء وسطاً تضعه فيه يكون كالفراش اللين والوطاء الناعم!
ومَنْ علَّم الذُباب إذا سقط فى مائع أن يتقى بالجناح الذى فيه الداء دون الآخر!
ومَنْ علَّم الكلب أنه إذا كسا الثلج الأرض أن يتأمل الموضع الرقيق الذى قد انخسف فيعلم أنه تحته جحر أرنب فينبشه ويصطادها علماً منه بأنَّ حرارة أنفاسها تُذيب بعض الثلج فيرق!
ومَنْ علَّم العصفورة إذا سقط فرخها أن تستغيث فلا يبقى عصفور بجوارها حتى يجئ فيطيرون حول الفرخ ويُحركونه بأفعالهم ويحدثون له قوة وهمة وحركة حتى يطير معهم!
وهذا باب واسع جداَ، ويكفى فيه قوله-سبحانه-
((ومَا مِن دَآبَّةٍ فِى الأرْضِ وَلاَ طَآئِرٍ بِجَنَاحَيْهِ إلآ أمَمٌ أمْثَالُكُم مَّا فَرَّطْنَا فِى الْكِتَابِ مِن شَئٍ ثُمَّ إلَى رَبِهِمْ يُحْشَرُن*والَّذِينَ كّذَّبُوا بِآيَاتِنَا صُمٌّ وَبُكْمٌ فِى الظُّلُمَاتِ مَن يَشَإِ اللهُ يُضْلِلهُ وَمن يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ)) الأنعام38-39
المرجع/كتاب العقيدة فى الله
د/عُمرالأشقر
وقال ابن الأعرابىّ: قيل لشيْخ من قُريْش: من علَّمك هذا كله، وإنَّما يعرف مثله أصحاب التجارب والتكسب؟ قال: علّمنى الله ما علَّمَ الحمامة تُقلب بيضها حتى تُعطى الوجهين جميعاً نصيبهما من حضانتها، ولِخوف طباع الأرض على البيض إذا استمر على جانب واحد.
وقِيل لآخر: من علَّمك اللجاج فى الحاجة والصبر عليها وإنْ استعصت حتى تظفر بها؟ قال: منْ علَّم الخُنفساء إذا صعدت فى الحائط تسقط ثمَّ تصعد ثم تسقط مِراراً حتى تستمر صاعدة.
وقِيل لآخر: مّنْ علَّمك البُكُور فى حوائجك أول النهار لا تخل به؟ قال: من علَّم الطير تغدو كل بُكرة فى طلب أقواتها على قُربها وبُعدها، لا تسأم ذلك، ولا تخاف ما يعرض لها فى الجو والأرض.
وقِيل لآخر: مَنْ علَّمك السكون والتحفظ حتى تظفر بأربك؟ قال: الذى علَّم السِّنَّورة أنْ ترصد جحر الفأرة، فلا تتحرك ولا تتلوى كأنها ميتة، حتى إذا برزت لها الفأرة وثبت عليها كالأسد.
وقِيل لآخر: منْ علَّمك الصبر والجَلَد والإحتمال وعدم السكون؟ قال: من علَّم الجمل صبره على الأثقال والأحمال الثقيلة، والمشى والتعب وغِلظة الجمَّال وضربه، فالثقل والكَلْ على ظهره، ومرارة الجوع والعطش فى كبده، وجهد التعب والمشقة ملأ جوارحه، ولا يعدل به ذلك عن الصبر.
وقِيل لآخر: مَنُ علَّمك حُسْن الإيثار والسماحة بالبذل؟ قال: من علَّم الديك يُصادف الحبَّة فى الأرض، وهو يحتاج إليها فلا يأكلها، بل يستدعى الدجاج ويطلبهُنَّ حثيثاً حتى تجئ الواحدة منهنْ فتلتقطها، وهو مسرور بذلك طيِّب النفس به، وإذا وُضِعَ له الحب الكثير فرَّقهُ هنا وها هنا، وإن لم يكن هناك دجاج، لأنَّ طبعه قد ألِف البذل والجود، فهو يرى من اللؤم أن يستبد وحده بالطعام.
ومَنْ علَّم الثعلب تلك الحِيَل التى يعجز العُقلاء عن علمها وعملها وهى أكثر من أن تُذكر!
ومَنْ علَّم الأنْثى مِنَ الفِيَلة إذا دَنَا وقت ولادتها أن تأتى إلى الماء فتلد فيه لأنها دون الحيوانات لا تلد إلا قائمة، لأنَّ أوصالها على خلاف أوصال الحيوان وهى عالية، فتخاف أن تُسقطه على الأرض فينصدع على الأرض أو ينشق، فتأتى ماء وسطاً تضعه فيه يكون كالفراش اللين والوطاء الناعم!
ومَنْ علَّم الذُباب إذا سقط فى مائع أن يتقى بالجناح الذى فيه الداء دون الآخر!
ومَنْ علَّم الكلب أنه إذا كسا الثلج الأرض أن يتأمل الموضع الرقيق الذى قد انخسف فيعلم أنه تحته جحر أرنب فينبشه ويصطادها علماً منه بأنَّ حرارة أنفاسها تُذيب بعض الثلج فيرق!
ومَنْ علَّم العصفورة إذا سقط فرخها أن تستغيث فلا يبقى عصفور بجوارها حتى يجئ فيطيرون حول الفرخ ويُحركونه بأفعالهم ويحدثون له قوة وهمة وحركة حتى يطير معهم!
وهذا باب واسع جداَ، ويكفى فيه قوله-سبحانه-
((ومَا مِن دَآبَّةٍ فِى الأرْضِ وَلاَ طَآئِرٍ بِجَنَاحَيْهِ إلآ أمَمٌ أمْثَالُكُم مَّا فَرَّطْنَا فِى الْكِتَابِ مِن شَئٍ ثُمَّ إلَى رَبِهِمْ يُحْشَرُن*والَّذِينَ كّذَّبُوا بِآيَاتِنَا صُمٌّ وَبُكْمٌ فِى الظُّلُمَاتِ مَن يَشَإِ اللهُ يُضْلِلهُ وَمن يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ)) الأنعام38-39
المرجع/كتاب العقيدة فى الله
د/عُمرالأشقر
سُبحان الله وبحمده
عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته
عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته
تعليق