ذكاء وأدب أقوى من العنف
من يستطيع المرور أمام شيخنا وهو يصلي؟
والمقصود بالشيخ هنا : هو شيخنا الجليل محمد حسين يعقوب
فتعالوا نرى ماذا حدث ؟
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لو يعلم المار بين يدي المصلي ماذا عليه لكان أن يقف أربعين خيرا له"، وكان صلى الله عليه وسلم لا يدع شيئا يمر بينه وبين السترة.
ومعلوم أن هناك فتوى للعلماء بجواز ذلك في الحرمين عند درجة من الضرورة، ولكن كثيرا من الناس لم يفهم متى يجوز ذلك في المسجد الحرام، فترتب عن سوء الفهم هذا تمادٍ في المرور بين يدي المصلين في كل وقت وفي كل حال متعللين بفتوى العلماء بجواز المرور بين يدي المصلي في الحرمين!
وهنا يقع الإخوة في حرج شديد، فتظهر قسوة وغلظة، وربما يتعدى الأمر إلى ما يرضي الشيطان الرجيم، وبعضهم يقسو ويغلظ مضطراً لذلك متعللاً بأحاديث صحيحة كقوله صلى الله عليه وسلم: "إذا صلى أحدكم إلى شيء يستره من الناس فأراد أحد أن يجتاز بين يديه فليدفع في نحره، وليدرأ ما استطاع"وفي رواية: "فليمنعه مرتين، فإن أبى فليقاتله فإنما هو شيطان".
رأى الشيخ رجلا يحاول المرور بين يدي مصلٍ، والمصلي يمنعه، وهو يُصر بل يدفع يد المصلي بعنف ليمر ويقول: (يا أخي ألا تدري أين أنت؟ أنت في الحرم!)
فرفع الشيخ صوته يسمعه: "وهل تهون الحرمات في الحرم؟! في الحرم تعظم الحرمات."
ولك أن تسأل: ماذا كان يصنع شيخنا نفسه إذا مر أحد من بين يديه؟
إن كنت تريد الإجابة ؛ فكم تدفع ؟!
الدفع عند شيخنا بالصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم..
انظر إلى هذه اللقطة وتعلم:
أهمية العلم .. الذكاء .. تحمل مسؤولية الدعوة .. التربية على الأدب
تكرر في مسجد الكعبة أن يُرى الشيخ وهو يمد يده يمنع أحدا أن يمر بين يديه، إن كان يصلي منفردا..
وإن أصر أحد على المرور بين يديه كان يتقدم خطوة، ويشير له بإحدى يديه أن مُر مِن خلفي!
فكان المارلا يجد إلى المرور بين يديه سبيلا، بل لا يتردد في المرور بسرعة كما يشير له الشيخ!
ما رأيك؟!
لعلك عرفت أن الأدب والذكاء أبلغ من العنف.. ليس هذا فقط هو السبب..
أضف إلى ما عرفت؛ العلم وتحمل مسؤولية الدعوة..
فأما العلم؛ فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم "لما جاءته شاة تسعى بين يديه وهو يصلي ساعاها حتى ألزق بطنه بالحائط ومرت من ورائه".
فلا بأس بحركة المصلي خطوات ليحرص على ألا يمر أحد بين يديه، فإن قلت كيف يُقاس على الإنسان بشاة، قيل لك: "هذا من شؤم جهل المار بين يدي المصلي.."
وعلى أي حال، فإن المطلوب ليس إقامة العداوة مع المسلمين، بل المطلوب قول النبي صلى الله عليه وسلم:
"فمن استطاع أن لا يحول بينه وبين القبلة أحد فليفعل"..
فإن كان ذلك يحتمل التحقق بقتال المار ، وربما لا يتحقق لعناده وجهله، وفي نفس الوقت غلب على الظن أنه سيتحقق بالإضافة إلى مصالح دعوية ومصلحة الأخوة في الدين بخطوة واحدة يخطوها المصلي، وإشارة للمار بأدب: أن تفضل من خلفي.. فأي السبيلين تسلك؟
كثيرا ما قال الشيخ:
إن الدعاة كالأطباء يعادون الأمراض ولا يُعادون المرضى
تعليق