نـُهدي هذه الصفحات الوضّاءة إلى كل من تملك قلباً ينبض حُبّ الإسلام و هم ّ الدعوة إليه ..
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين حبيبنا محمد ، وعلى آله وصحبه أجمعين ، ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين .. أما بعد :
إلى كل حبيبة للرحمن ، حفيدة خديجة وعائشة ونسيبة والرميصاء ، من اصطفاها الله على الباقيات باتباع منهجه ، الغريبة القابضة على دينها تلسعها الجمرات في خضم الفتن ولا تبالي /
اسألي الله الثبات ، واعملي بالأسباب المعينة على الثبات .. فأنت في نعمة لو أدركتها النساء الأخريات لعدن سريعاً إلى الإسلام منهاجاً وتطبيقاً .
لذلك عليك أن لا تكتفي بإصلاح نفسك والمضي بها ، بل ينبغي أن تأخذي في طريقك الذين ران ضباب الماديات على رؤيتهم فتُـاهوا في الطريق .. في نفس الوقت الذي تدفعين فيه لصوص الفضيلة وتقاومينهم .
انظري إلى المتوارين خلف التيه والضلال بعيــن الشفقة أولاً .. فثمة أشيــاء كثيرة ستتغير من حولنا ، ثم اسلكي سبل الدعوة الصحيحة والمتنوعة .
" فالعقيدة تتجرد من فاعليتها أحياناً لأنها فقدت الإشعاع الاجتماعي فأصبحت جذبية فردية ، وصار الإيمان إيمان فرد متحلل من صلاته بوسطه الاجتماعي ، وعليه فليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها ، وإنما المهم أن نرد إلى هذه العقيدة فاعليتها وقوتها الإيجابية وتأثيرها الاجتماعي ، وفي كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم وجود الله ، بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده ، ونملأ به نفسه باعتباره مصدراً للطاقة . (1)
و شعيرة الحق ينبغي أن تسود في حياة شفافة متخلصة من أوشاب زواياها المعتمة حيث تتلاقى الأرواح الخبيثة للتآمر على أسلوبها ، كما يتكاتف قطاع الطرق عادة ضد أمن بلاد ما ". (2)
لنتذكر أن الأمة لا تنهض بمجتمعاتٍ متآكلة من الداخل ، وأن عليها أن تُـصلح نفسها لكي تواجه من حولها ..
علينا أن ننصر الله لينصرنا ، لننصر دينه في أنفسنا ومجتمعنا كي ينصرنا على أعدائنا في الداخل والخارج .
إنّ النصر لا يأتي إلا بالعمل الدؤوب والصبر .. لا بالتواكل والدعاء فقط ، حتى وإن استغرق عمر ذلك العمل والصبر أجيالاً عديدة ، فما هو في عمر الأمم إلا ومضة سريعة..!
وأعظم من يقوم بهذه المهمة - مهمة صنع الانتصار- هو: ( المرأة ) نصف المجتمع الذي يلد ويربي النصف الباقي ، التي تهز المهد بيد وتهز العالم باليد الأخرى .
فلابد من توظيف الصحوة النسائية بشكل أعمق وأوسع ، حتى لا تصبح مجرد طاقة كامنة معرضة للاضمحلال والتلاشي أو الانحصار في زوايا معينة .
والنتيجة لا تسبق سببها .. فتأملي !
لذلك قدمنا لك ِ جهد المقلين هذا لعله يكون أحد الأسباب التي تصنع النتائج ..
إن أصبنا فمن الله عز وجل ، وإن أخطأنا فمن أنفسنا والشيطان .
والله من وراء القصد .
" الصحوة " .
لماذا علينا أن ندعو إلى الله ونضاعف الجهود حالياً ؟
إضافة إلى ما ذكر سابقاً علينا أن نتذكر أن الهدف الأساسي للإسلام هو إنقـــاذ البشرية ، وإخراجها من عبادة الآخــرين إلى عبــادة الله ، ومن الظالمات إلى النور، ومن ضيق الدنيا إلى سعتها ومن جور الأديان إلى عدالة الإسلام.
لهذا قال الرسـول صلى الله عليه وسلم :( إنما مثلي ومثل الناس كمثل رجل استوقد نارا فلما أضاءت ما حوله جعل الفراش وهذه الدواب التي تقع في النار يقعن فيها، والرجل فكنزعهن، ويغلبنه فيقتحمن فيها، فأنا آخذ بحجزكم عن النار، وأنتم تقتحمون فيها) . رواه البخاري .
والناس اليوم أحوج إلى مـن يأخذ بأيديهم إلـى جــادة الدين القيم والاستشراف الروحي بعدمـــا سلكوا خط الانحدار الذي أركس إنسانيتهم الحقيقية وحدا بهم إلى المادية والإفــلاس الروحـي ، ليس فقط من لم يعرف الإسـلام بل حـتى المسلميــن الذين يحملون اسمه فقط و يجهلون كنهه الحقيقي !
هؤلاء الغرقى بحاجة إلى من ينتشلهم مما هم فيه ، ومن الظلم تركهم لأنفسهم التي تتخبط في التيه .
فمن ذا الذي يستطيع انتشالهم غير الدعاة ؟ وكيف سيكون الحال إذا تخلوا عن هذه المهمة العظيمة ؟ في نفس الوقت الذي تتسارع فيه خطا المفسدين تجر معها معاول الهدم ..!
امرأة نصرانية حضرت أحد المؤتمرات التي أقيمت للتعريف بالدين الإسلامي ، وبعد سماعها لتعريف مختصر لخصائص هذا الدين ومميزاته قالت : " لئن كان ما ذكرتموه عن دينكم صحيحا أنكم إذن الظالمون ! فقيل لها : ولماذا؟ قالت : " لأنكم لم تعملوا على نشره بين الناس والدعوة إليه " !!
للأسف بعض المستقيمات يتلكأن في طريق الدعوة ، بسبب ضباب في الطريق، أو يترددن بسبب شبهات معترضة ، أو يتراجعن بسبب اعتراضات المثبطين وأهل الهوى الضلال ، وإنما الواجب عليهن أن يثقن بأنفسهن ودعوتهن، وأن يعزمن عزائمهن ، ولا يلتفتن إلى وسوسة شياطين الإنس والجن ، بل عليهن أن يشقن طريق الدعوة إلى الله ، بما فضلهن الله به من التزام بالدين ، فهن أمثل من في الساحة ، وهن أهل للإصلاح .
أختي الكريمة :
تأملي ( وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ) . فصلت 33
الاستفهام في الآية بمعنى النفي ، أي : لا أحسن قولاً .
والغرض منه انتفاء هذا الشيء ، وتحدي المخاطب أن يأتي به ، فإذا كان عنده شيء أحسن من هذا فليأتِ به ..!
أختاه :
انظري إلى جهود المبشرين والمنصرين وأهل الضلال كم يبذلوا ليضلوا الناس ، ونحن الذين اصطفانا الله لحمل رسالته نتخاذل ونتقاعس ..!
أحد الدعاة كان منتدبا مع مجموعة من الدعاة من قبل جامعة الإمام محمد بن سعود للدعوة في بعض دول أفريقيا ..
قال : " في رحلة شاقة إلى قرية من القرى وكانت السيارة تسير وسط غابة كثيفة وكان الطريق وعراً وعورة يستحيل معها أن تسرع السيارة اكثر من 20كم في الساعة وقد بلغ منا الإرهاق مبلغه وكأن البعض قد ضاق صدره من طول الرحلة وبدأ يتأفف من شدة الحر وكثرة الذباب والغبار الذي ملأ جو السيارة .
وفجأة شاهدنا على قارعة الطريق امرأة أوربية قد امتطت حماراً وعلقت صليباً كبيراً على صدرها وبيدها منظار ودربيل .. وعند سؤالها عن سبب وجودها في هذه الغابة تبين أنها تدعو للصليب في كنيسة داخل القرية ولها سنتان . فقالـوا : (اللهم إنا نعوذ بك من جلد الفاجر وعجز الثقة " . (3)
والآن قارني بينك يابنة التوحيد وبين هذه الضالة المضلة .. ثم اسألي نفسك : ماذا قدمتُ للدين ؟ و ألا يستحق منا هذا الدين شيئاً من الجهد في الدعوة إليه ؟
فضل الداعية والجزاء الذي ينتظرها
- الداعية هي سبب للنصر والتمكين في الدنيا..( كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ..) آل عمران 110
- تبليغ الداعية يُكسِبها دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم للمبلغين. :" نضر الله امرءاً سمع منا حديثا فبلغه إلى من لم يسمعه... " رواه أحمد
- الداعية ممن يشملهم الله برحمته الغامرة .. ( وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَن الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّه وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيم ) .التوبة 71
- للداعية أجر عظيم يتضاعف بعدد الذين يستجيبون لها .. " من دعاء إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من اتبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً " . رواه مسلم
- يكفي الداعية شرفاً وكرامة أن قولها يعتبر أحسن الأقوال ، وأن كلامها في التبليغ أفضل الكلام ..( وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ) . فصلت 33
- الداعية من المفلحين والسعداء في الدنيا والآخرة : ( وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) آل عمران 104 .
- يكفي الداعية فخراً أن تسببها في الهداية خير مما طلعت عليه الشمس وغربت ..".. فو الله لأن يهدي بك رجلاً واحداً خير لك من حُمر النَّعم " رواه البخاري وفي رواية : " خير لك مما طلعت عليه الشمس وغربت " .
- الداعية تُثبت معاني الخير والصلاح في الأمة. ..( كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ..) آل عمران 110
- الداعية صمام أمان المجتمع وعامل إزالة الشر والفساد .. ( لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ ) . المائدة 78
- الداعية تبعث الإحساس بمعنى الأخوة والتكافل واهتمام المسلمين بعضهم ببعض.. ( الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَات بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ ) . التوبة 71
كيف تؤهلين نفسك للدعوة ؟
إعداد المرأة الداعية نفسها جيداً لهذا الدور وتحمل مسؤولياتها المُـناطة بها تجاه مبادئها و الآخرين يعد أمراً عظيماً وقد يكون غاية في حد ذاته , ولا يتأتى ذلك إلا بتوافر الشروط اللازمة لها للقيام بذلك الدور الذي يمكن وصفه نوعياً وكمياً إن كان مؤهلاً لذلك , وقد يخضع باستمرار للتقويم من داخلها و من الآخرين كذلك .
وضعي في ذهنك أنك إذا أعددت نفسك جيداً لمهمة الدعوة فهذا يعني أنك أنجزت نصف المهمة .
لهذا نطرح أمامك بعض الأمور التي ينبغي التحلي بها ومراعاتها :
1- الإخلاص والصدق :
تحتاجين إلى كمية غير محدودة من إكسير الأعمال ومفتاحها وهو ( الإخلاص) في القول والعمل ، كي يقبل عملك ، و يتولد لديك الصبر والاحتساب ، والعزيمة القوية ، وعدم استحقار المعروف مهما كان صغيراً ..
لا تتركي الإخلاص في العمل بملاحظة غير الله فيه.. فترك العمل لأجل الناس رياء والعمل لأجلهم شرك، والإخلاص هو الخلاص من هذين، فلا تطلبي لعملك شاهدا غير الله .
ابتغي وجه الله في الدعوة إليه وابتغي نصرة دينه ، ولا تنتظري جزاءً أو شكوراً ، فلا يجتمع الإخلاص مع حب الثناء في قلبٍ واحد ، فاسعي إلى كتمان حسناتك وأفضالك ككتمانك سيئاتك ، وإلى استواء الذم والمدح من العامة عندك ، ونسيان رؤية الأشخاص في الأعمال، وترك استقصاء ثواب العمل في الدنيا .
وتذكري دوماً الإخلاص هو سبب القبول عند الله تعالى، وهو كذلك سبب الإتقان، فما أخلص إنسان في شيء إلا وأتقنه ، وأن الإخلاص يتطلب اتهام النفس بالتقصير دائما، والخشية من عدم الإحسان، وذلك يدفع إلى التطور الدائم إلى الأحسن، فإن الذي يتهم نفسه بالتقصير يعمل على الدوام على الارتقاء إلى الأفضل كي يسلم من ذلك.
واعلمي أن ّ الإخلاص يبعث على الصبر والأمل الدائم، لأن المخلص عمله لله فهو يرجو ثوابه، وثوابه مكتوب سواء قبل الناس دعوته أم ردوها، لذا فإنه إذا جعل الإخلاص نصب عينيه لم يبال بقبولهم أو إعراضهم، لعلمه أن الله يكتب ثوابه في كلا الحالتين، بخلاف الذي لا يخلص فإنه يجعل همه الأول قبول الناس، فإذا لم يقبلوا مل وترك دعوتهم.
لتكن خطاك في طريق الدعوة كخطوات من يمشي على رمل ناعم لا يُسمع لها وقع ، لكن بالتأكيد سيكون لها أثر بين .
ولا تنسي أنّ من صدق الله صدقه ..
فصدقك في حمل دعوتك وتبليغها أمر مهم جداً ، فاصدقي الله في الدعوة لأجله ، واصدقي الدعوة في انسجام الظاهر والباطن لديك .
وآثري الصدق في أعمالك وتحريه حتى تكون خالصة لوجه الله ، فإن لم تكن كذلك فاعلمي مسبقاً أن ما تقومين به هباءً منثوراً ..!
واحرصي على صدق الأقوال والأفعال و تحريه بعيداً تماماً عن الكذب أو التورية مهما حدث ، فلا تكوني باباً تنفذ منه السهام .
وضعي في ذهنك دائماً أنك حينما تصدقين الله في دعوتك ويسري الصدق في حياتك ومنهاجك فإن الله سيجزيك بصدقك وستكونين عند الله وعند الناس صادقة محبوبة ، مقربة موثوقة ، وسيتقبلون ما تدعين إليه لأنهم تقبلوك ، فمن صدق الله صدقه !
2- عـُـلــوّ الهمــّــة :
استصغري مادون النهاية من معالي أمر الدعوة إلى الله ، ضعي هدفاً لك بلوغ الغاية التي يريد الله أن تبلغيها, كما كان الرسل الكرام على رأس قائمة عالي الهمة في هذا المجال ، وكما كان محمد صلى الله عليه وسلم في ذلك الغاية العظمى, والمثل الأعلى إذ لم يكن همه هداية قومه من قريش أو من العرب فحسب وإنما خاطب ملوك العالم و رؤساءه كي ينقذ البشرية بأكملها .
" ثقي بالله عز وجل واصدقي في التوكل عليه, وحسن الظن به, فتقوية هذه العناصر تعتبر من الوسائل الجذرية لاكتساب فضيلة قوة الإرادة وعلو الهمة , فضعف الإرادة والهمة من عدم الثقة بالنفس. والثقة بالله مع حسن التوكل عليه وحسن الظن به تمنح الإنسان عامة والداعية خاصة ثقةً بسداد ما بينّه أمرا متوكلة ً فيه على ربها, وأملاً بمعونة الله في تحقيق النتائج التي ترجوها , فتقوى بذلك إرادتها وتعلو همتها " . (4)
وضعي دائما مرضاة الله - عز وجل- لك هدفا وتذكري أن جائزته العظمى هي الجنة ، وسلعة الرحمن هذه ليست رخيصة .
الصـبر والاحتساب :
" الصبر ضياء " . رواه مسلم .
الصبر خصلة عظيمة يحتاجها الإنسان عموماً والداعية خصوصاً .. ذلك لأنها ستتعرض في طريق الدعوة للكثير من المحن التي تحتاج صبراً يذوبها ولا يفت عضدها فتكمل المسير ..
قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) آل عمران 200 .
من هنا يجب أن تعودي نفسك على الصبر ، وأن لا تجزعي ، ولتعلمي بأنه ستأتي عليكِ أيام ٌ صعبة تتعرضين فيها للأذى و السخرية والتثبيط والمشقة والتعب ..
فعند مجيء هذا عليك أن تتذكري صبر من هم خير منك ِ في سبيل إبلاغ رسالة الله من الأنبياء والرسل ، ولتعلمي بأن الله أمر من هو خير منك بالصبر على أذى الكفار و المنافقين.. فكيف يكون حالك ِ ..؟
قطعاً إنه أحوج بكثير إليه .. فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى ) . طه 130 .
إن ّرسولنا الكريم قد نالته ألوان مختلفة من البلاء ، ضرب و شتم وضيق عليه وعلى أصحابه ، فكان صبره في القمة في ميدان البلاء .
فتعرفي على أنواع الأذى التي تعرض لها حبيبنا ونبينا محمد عليه الصلاة والسلام ، واستحضريها دائماً ، سيهون الأمر عندها ، و ستطيب نفسكِ بعد أن تتذكري الجزاء الذي أعده الله للصابرين :
(أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلاماً) .. الفرقان 75 .
(وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ) .. فصلت 35.
( وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيراً) . الإنسان 12.
لا تكوني كالسعفة التي تشتعل بسرعة وتنطفئ بسرعة ، وأدركي جمال هذا العمل الذي تقومين به ، و لتفخري بأنك ِ في زمن الانشغال بأمور هذه الحياة انشغلت ِ بما هو خير من ذلك، و عليكِ أن لا تقنطي من رحمة الله ، واحتسبي الأجر عنده ، فقد أكد الرسول صلى الله عليه وسلم أن العسر لا يدوم لمن احتسب و صبر وعلم أن ما أصابه بمقدور الله وأنه لا مفر له من ذلك .
في الصبر شيء من القسوة، وشيء من الشدة؛ ولكن عاقبته أحلى من العسل.
صبراً جميلا ما أقرب الفرجا ** من راقب الله في الأمور نجا
من صدق الله لم ينله أذى ** و من رجـاه يكـون حيث رجــا
4 – الأخلاق الحسنة :
خالقي الناس بخلق حسن .
لقد بعُث الرسول ليتمم مكارم الأخلاق ، والأخلاق فهي لحمة الإسلام وسداه , وليست فقط الإطار الذي يصون حدوده ويُنتهى عنده ..!
وما من شئ أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلقٍ حسن ، وأكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا ، وحسن الخلق مع الناس يجمعه أمران بذل المعروف قولاً وفعلاً وكف الأذى قولاً وفعلاً.
إن طريقك إلى قلوب الناس هو أخلاقك الحسنة أمامهم ومعهم ،( وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضواْ مِنْ حَوْلِكَ) آل عمران (159 ) . فهي من أكثر وسائل التأثير على النفوس إذا تمثلت فيك القدوة الصالحة ، وأنتِ لن تسعي الناس بأموالك أو جاهك ولكن يسعهم منك بسط الوجه وحسن الخلق .
اقرئي سيرة الرسول عليه الصلاة والسلام ؛ ستجدين أنه كان يلازم الخلق الحسن في جميع أحواله ، وخاصة في دعوته إلى الله تعالى ، فأقبل الناس إليه ودخلوا في دين الله أفواجا بسبب هذا الخلق العظيم .
إن عليك أن تعملي على تهيئــة نفوس هؤلاء بأخلاقك الحسنة وروح العطف والسمــاحة لتتقمص أفكار الإسلام وتدرك معانيه فتنفذ إلى دواخلهم ومجريات تفكيرهم التي تحدد بالتالي تصرفاتهم وسلوكهم !
وتذكري أن الرسول بعث ليتمم مكارم الأخلاق ، فكيف تدعين الناس وأنت لم تلتزمي بها ، والأنظار إليك أسرع ، والنقد عليك أشد ..!
لذلك تخلقك بالخلق الكريم أوجب و ألزم ، فاحرصي على اكتساب مكارم الأخلاق ، وجاهدي نفسك وروضيها حتى تتحلى بها .. وداومي على تزكية النفس وتهذيبها لتكون دعوتك بحالك قبل مقالك .
- سلاح القرآن و العلوم الشرعية والثقافة :
" لا بد في حق الداعية إلى الله والآمرة بالمعروف والناهية عن المنكر من العلم لقوله سبحانه :( قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ) يوسف 108 . والعلم هو ما قاله الله في كتابه الكريم ، أو قاله الرسول صلى الله عليه وسلم في سنته الصحيحة ، وذلك بأن تعتني بالقرآن الكريم والسنة المطهرة؛ لتعرفي ما أمر الله به وما نهى الله عنه ، وتعرفي طريقة الرسول صلى الله عليه وسلم في دعوته إلى الله وإنكاره المنكر ، وطريقة أصحابه رضي الله عنهم ، وتتبصري في هذا بمراجعة كتب الحديث ، ومراجعة أقوال العلماء في هذا الباب ، فقد توسعوا في الكلام على هذا وبينوا ما يجب .
والتي تنتصب لهذا الأمر يجب عليها أن تعنى بهذا الأمر حتى تضع الأمور في مواضعها؛ فتضع الدعوة إلى الخير في موضعها ، والأمر بالمعروف في موضعه ، على بصيرة وعلم حتى لا يقع منها إنكار المنكر ، بما هو أنكر منه ، وحتى لا يقع منها الأمر بالمعروف على وجه يوجب حدوث منكر أخطر من ترك ذلك المعروف الذي تدعو إليه . (5)
فضلاً على أن ّ قراءة القرآن الكريم الذي هو زاد الدعاة الأول ، يشرح الصدور، ويبدد الغموم، ويزيد في الإيمان: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ) . يونس 57
إنه يقص عليك حقيقة الصراع الذي بين الحق والباطل، و يبشرك بالنصر القريب ، ويثبتك في المحن، ويعدك الخير والمثوبة:( حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ) يوسف 110
.. فإذا قرأتيه تمثليه في نفسك وعيشي آياته لحظة بلحظة، تجدين نفسك فيه، وتستشعرين معانيه، وتوجهين خطابه إلى ذاتك .
كما أن عليك أن تكوني مطلعة لما يحدث حولك من أحداث وما يكون في المجتمع من أخبار، هذا الاطلاع لابد منه لتقويم الأحداث وتحديد المفيد منها والتحذير من الضار ، لا أن تتقوقعي في عالمك الخاص بعيداً عن مجريات الأحداث المختلفة ..
إن أكثر الناس لا يدرون ما يكاد لهم من قبل أعدائهم، ويخلطون بين الصديق والعدو، فلابد من إيقاف الناس على حقيقة الأعداء ، وهذه إحدى مهماتك ..اقرئي ثم اقرئي كل مفيد ، حتى تكوني ذات علم وثقافة ووعي ، تدفعك نحو الأمام بثبات ورسوخ وثقة .
6- انسفي هذا الحاجز :
حاجز "الخجل " من دعوة الآخرين ، وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر ، المذموم الذي لا يجلب الخير لصاحبته إذا كانت على حق، والحق أحق أن يتبع ..!
انظري إلى أهل الباطل كيف يتفننون في الدفاع عن ضلالهم بدون حياء ٍ من الله أو من خلقه ..
يا لها من مفارقة مؤلمة !
راقصة أو فنانة ساقطة تدافع عن صنيعها وتحض الأخريات على خوض ما خاضته بينما تتردد الصالحة في دعوة الغير إلى الله وكف المنكر ولو بكلمة !
ليس بمستغرب على أهل الباطل التمادي في غيهم ، ولكن يحق لنا أن نتساءل : أين أنتِ أيتها الصالحة ؟ لماذا تتركين الميدان لهم ؟
إما أن تطرحي الخجل وتقدمي بشجاعة.. وإلا ستتقدم غيرك من داعيات الباطل وستأخذ مكانك ، وبقدر تقصيرك يكون إقدامهما ..
أختي الصامتة :
كفى خجلاً ، انسفي هذا الحاجز الذي تسوغين به العجز والقعود نسفاً ، بتغيير النفس الذي لا بد وأن يسبقه شعور بالحاجة إلى هذا التغيير، ( إِنَّ اللهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِم) الرعد 11 ، فاخلصي النيَّة والعزم في أن تتغيري لأجلك ولأجل الدعوة .
حاولي تدريجياً ، بدعوة القريبين جداً منك ، ثم كل من حولك ، ثم العامة ..
كما أن هناك الكثير من الوسائل الدعوية غير المباشرة التي ستنقلك إلى رحاب الممارسة الفعلية المستمرة تدريجياً ، والتي سيأتي بعضها لاحقاً ..
وأكثري من ترديد هذا الدعاء : ( رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي . وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي . وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي . يَفْقَهُوا قَوْلِي ) طه 25 ، 26 ، 27 ، 28
7- لا تتركيهم :
أهلك ، أقربائك ، صديقاتك ، زميلاتك ، وكل من حولك .. كوني معهم ، ولا تتقوقعي على ذاتك .. فوجودك معهم بحد ذاته دعوة من حيث تصرفاتك فضلاً عن الممارسات الدعوية الأخرى ..
ـ ليس المطلوب أن تلقي كلماتك ثم تمضين لا تشاركينهم أحزانهم وأفراحهم، إنما المطلوب أن تخالطيهم وتنفذي إلى قلوبهم بحسن الكلام والبشاشة والنجدة لكل ملهوف، فذلك يقبل بقلوبهم إليك، فيمكن تغيير أحوالهم.
والذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من الذي لا يخالطهم ولا يصبر على أذاهم.. و من خالط الناس ونزل منازلهم ثم ارتقى بهم إلى الإيمان والتقوى والعمل الصالح هو العظيم حقا.
ابتعدي فقط إذا لم تستطيعي تغيير المنكرات حال وقوعها ، أو إذا لم تأمني الفتن والانجراف ..
الأمر الآخر هو أن عليك ألا تنقطعي أو تنعزلي عن أخواتك الصالحات ولا تختلطي بهن ، فالمرء ضعيف بنفسه ، قوي بإخوانه وإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية فما بالك إذا كثرت كما هو الحال في زماننا هذا ؟!
(سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا ) . القصص 35 .
اتصلي بالأخوات الصالحات كي تتواصلي وتتواصي معهن بالحق وتتواصي بالصبر ، ثم قومي بدعوة الأخريات إلى مجالس ذكركن الطيبة والاستفادة والتذكير بتوبة الله ورحمته ومغفرته وجزائه والاستزادة من فضله تعالى .
8 – وصايا سريعة ومهمة : (6)
- كثرة الدعاء والإلحاح في السؤال سمة راسخة من سمات الدعاة لا ينفكون عنها لحظة، وهذا سر نجاحهم، ومن لم يلح في دعائه فليس على السبيل والسنة.؛ فأكثري من التضرع إلى المولى جل وعلا أن يلهمك بالحق ويوفقك للعمل به. وأن يرزق نفسك الثبات وحسن التصرف والتدبير، لأن المتضرع إلى ربه متبرء من حوله وقوته، متوكل على الله مفوض أمره إليه، وإذا تولاه الله رزقه حسن التصرف، وفي ذلك نجاح دعوته.
- لابد على الداعية أن تكثر من قول: ( لا حول ولا قوة إلا بالله )، فإنها تحمل عنها كأمثال الجبال، ولتعلم أنها لا تعمل بقوتها وحيلتها، فلولا إعانة الله لها لما حركت حجرا من مكانه، ولا خطت خطوة ، ولا دعت إنسانا.
- يجب على الداعية تعليق القلوب بالله تعالى ، وهذه النقطة التي انطلق منها الأنبياء، فقد كانوا يعلقون القلوب بربها. . هذه أسهل وأنجع وسيلة للإقبال بقلوب الناس إلى طريق الهداية، فإن القلوب إذا أحبت ربها سهل عليها ترك العصيان، ولم يكن شيء أحب إليها من طاعته. . و تعليق القلوب يكون بأمرين: بذكر أوصافه وأسمائه، وبذكر آلائه ونعمه، والقرآن يدور حولهما كثيرا.
وكل دعوة لا تبدأ من هذه النقطة فهي فاشلة.
- يجب الرجوع في تعلم أسلوب الدعوة إلى سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، ومن الخطأ الاعتماد على كتب المحدَثين فحسب، فسيرته مكتوبة صحيحة بين أيدينا، فيها الهدى والنور، وأي دعوة لا تكون من خلالها فهي فاشلة.
- ومن المهم تدارس سير الصحابة والسلف والأئمة الأعلام كذلك، فذلك يوقف الدعاة على الطرق الصحيحة للدعوة الناجحة، فمن كان مقتديا فليقتد بمن مات، فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة.
- تخيَّــري الوقــت المناسـب للدعـــوة، فليست كلُّ الأوقـــات مـثل بعضهــا، وليست كل الأوقات مناسبةً لدعوة الأخريات , بل وتخيري من تدعين كلما أمكنك .
- اهتمي بالدعــوة إلى الأهــم فالمهم ، بمعنى أن عليـــك الاهتمــام بتقويـم مـا يمس العقيدة أولاً ، ثم الفرائض ، ثم السنن ، وهكذا .
- استخدمي الكلمات التي تناسب من تدعينه إلــى الله تعالـى، خاصَّةً أنَّ لكلِّ إنسـانٍ عقليَّته وأسلوبه وطريقة تفكيره ، وهـــذه الوسيلة هامَّةٌ للغاية؛ لذلك وضــع علــيٌّ رضي الله عنه هذه الوسيلة في أسمـى معانيها بقولــه: "أُمِرت أن أخــاطب النــاس على قدر عقولهم".
- لا تبدئي بالحديث مع من تدعينه إلا بالقدر الذي تشعرين بأنَّه يسمح لك به، ثمَّ تدرَّجي بعد ذلك على حسب ما تسمح به الظروف والأحوال ، ومن المهمِّ للغاية ألا تقولي كلَّ شيءٍ في الجلسة أو الموقف الدعويّ الواحد ، فالأهمُّ أن تتركي جزءاً يشوِّق الأخريات فيما بعد.
- استثمري المواقف العفويَّة الغير معدِّ لها في دعوتك بذكاء ونقاء؛ لأنَّ لها تأثيراً إيجابيًّا منقطع النظير، وابتعدي تماماً عن المواقف المتصنَّعة؛ لأنَّ كثيراً من جهد الدعوة يضيع هباءً بسبب إحساس الغير بنوعٍ من التسلُّط عليه.
- اهتمِّي بمن تدعينه بشكلٍ معقول، وتجنَّبي الاهتمام الزائد عن الحدّ؛ لأنَّ ذلك يجعل الغير يثق في نفسه أكثر من اللازم، وبالتالي يصعِّب عليك مهمَّة إقنــــاعه بعد ذلك.
- ليس بالضرورة أن نرى القناعة على وجوه كل من ندعوهم؛ لأن بعضهم يُـظــهر عدم قناعة أمامك ، لكنه يؤمن بكل ما تقولين .
- الاقتصار على وسيلةٍ واحدةٍ في الدعوة يجلبُ الملل، ويولِّد نوعــــاً من اللامبـالاة عند الطرف الآخر، ويضيع وقت الدعوة والداعية، من أجـــل ذلك ينبغي أن تُستخدَم وسائل متنوِّعةٌ في الدعوة. فابحثي عن الوسائل الجديدة والمشوقة دوما ً .
- لا تُشعري الغير بأنَّك مسؤولةٌ عنه، وإيَّاك أن تحقِّري من تصرُّفات الآخرين، فقط تدرَّجي في النهي عن المنكر؛ لأنَّه غالباً ما تصبح العــواقب غير مأمـونة عندمــــا نصطدم مع الناس في أفكارهم أو معتقداتهم .
- استفيدي من أيِّ ثمرةٍ تدنو لك في مواقفك الدعويَّة؛ لتكون دافعاً لنشــاطٍ وهمَّــــةٍ أكبر، فتجني كثيراً من الثمار بعد مشيئة الله تعالى.
- إيَّاك والتطفُّل على أحد، أو جرح خصوصيَّته، لأنَّك إن فعلتِ ذلك تفتحين أبواب فشلك على مصراعيه، فلا تفرضي نفسك، وكوني خفيفةً لطيفةً لا تثقل على أحد.
- لا تسخري من أحد واسألي الله السلامة والعافية ، فإن للقدر كرات قال تعالى : ( وَلَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا ) الإسراء 74 . ، وليكن شعارك : " يا مقلب القلوب ، ثبت قلبي على دينك " .
- لا تستصغري القليل من الأعمال الخيرة أياً كانت ، لربما كلمة صغيرة أو عمل يسير أحدثا الكثير من حيث لا تعلمين .
- اعقدي اجتماعاً دورياً مع نفسك للمحاسبة ، لكن لا تجعلي أخطائك حجرات عثرة في طريقك الدعوي تمنعك من المواصلة ، بل اجعليها شموعاً تنير لك الطريق نحو الصواب .
- تذكَّري أنَّه لــيس بالضرورة أن نحصـــل على نتيجةٍ فوريَّة؛ لأنَّ الموضوع ليـس موضوع أنَّنا تعبنا من أجل الدعوة، أو أنَّنا أخلصنا لله بالفعل في هذا الموقف ونريد الثمرة، بل الموضوع أنَّنا نأخذ فقط بالأسباب، أمَّا النتائج فعلى الله وحده .
- ما من بذرة إلا ستنمو قد لا تنبت اليوم أو الغد، لكنها ستنبت يوما ما، لذا على الداعية أن تدعو إلى الحق بكل وسيلة، ولا يشترط أن ترى ثمرة عملها، فقد لا تراها أبدا، لكن ذلك لا يعني أنها لن تنمو.
- تذكري دوماً أن الحق هو الباقي، وأن ما يُـنطق به من كلمات تحمل الهدى هي التي ستمكث ، أما الباطل فإنه سيذهب هباءً ً في يوم ِ ما حتى وإن طال انتظار ذلك اليوم .
*****
هيــّا ابدئي !
وبعد أختي الداعية :
تلك خطوط الدعوة الأساسية والمهمة قد رسمناها بجهد المقلين إليك ، ولم يتبقى إلا أن تطبقي .. فالتنظير ليس صعبا ، ولكن التطبيق وآلياته التنفيذية هو المحك الحقيقي ..
فإليك بعض الأفكار والوسائل الدعوية التي تنتظر التطبيق ، في عدة مجالات وقضايا ، تستطيعين أن تقيسي عليها ما ينبغي عمله في مجالات أخرى .
في المنزل ومع الأسرة :
( وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ) . الشعراء 214 .
- كوني القدوة الصالحة أولاً ، وحاولي كسبهم بالحنان والتعاون وسعة الصدر .
- أعيدي للقرآن الكريم مكانته في بيوت المسلمين تلاوة وحفظاً وتطبيقاً .. عن طريق النصح ..أو طلب الالتحاق بحلقات حفظ القرآن، أو تنظيم مسابقة منزلية صغيرة ، أو مكافأة تشجيعية ...
- إيجاد الدروس الشرعية في المنزل ، أو دعوة أهلك إلى حضورها في المساجد .
- أكثري من ذكر المصطلحات الشرعية وشرحها بأسلوب بسيط .
- استثمار جلسة العائلة في التوجيه والإرشاد.
- التعليق على كلام أفراد الأسرة بما يقتضيه الوجه الشرعي ، كاستغلال كل وقت أو مناسبة وربطها بما يتعلق بموضوع المناسبة بحديث أو آية .
- إن رأيت أبنائك أو أخوانك أو أحد من عائلتك منسجماً في مشاهدة التلفاز ( أغنية أو فيلم ….الخ ) ، ولم تنفع الدعوة المباشرة معهم ، إلجئي إلى الدعوة غير المباشرة كأن تذهبي إلى غرفة أخرى و تجلسي للاستماع للقرآن أو محاضرة مؤثرة ، يصل صوتها إليهم .
- حينما يحين وقت عودة الآخرين إلى المنزل أو أثناء وجودك في المطبخ قومي بتشغيل إذاعة القرآن الكريم أو محاضرة - تكون ملائمة الشريط لاحتياجات الأشخاص المعنيين - حتى يستطيع سماعها كل من يدخل ، ولتحاولي أن تجعلي التلفاز أيضاً على قناة ذكر أو صلاة الحرم أو على برنامج ديني أو فتاوى ، وسيتعود الجميع تدريجياً على سماع مثل هذه الأمور الطيبة دائماً .
- اطلبي من أبنائك أو إخوانك الموهوبين - خاصة في الرسم - أن يرسموا أشكال هندسية أو زخارف إسلامية ملونة - بدلاً من رسم الأرواح و الأشخاص - ثم ضعيها في إطار و علقيها في غرف نومهم .. ثم ّ كافئيهم على عملهم هذا .
- و إلحاقاً بالنقطة السابقة .. شجعي أبنائك وإخوانك الصغار على كتابة الأذكار اليومية ، ثم ضعيها في مكان بارز حتى يتعود الصغار على ترديدها دائماً .
- يجب عليك أن تعرفي الصغار بسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم ، والأخذ بعين الاعتبار أن سيرته عليه السلام لا تدرس إلا في مراحل دراسية متأخرة ، فلذلك من الواجب عليك عدم الانتظار حتى يصل الطفل للعاشرة من عمره .
- إحياء السنن جميعها في المنزل وإماتة البدع ومحاربتها .
- تربية الأطفال على الذهاب للمسجد وحضور صلاة الجمعة وحضور الندوات الدينية ، مع حث وتحفيز الكبار على ذلك .
- توفير المجلات الإسلامية المفيدة بدلاً من المجلات الأخرى .
- محاولة استبدال الأشرطة الغنائية بالأشرطة الدينية المفيدة والممتعة .. مع توضيح حكم الغناء وتأثيره على القلوب بالحكمة والموعظة الحسنة .
- إنشاء مكتبة في المنزل متنوعة وشاملة بحيث تشمل جميع الأعمار والمستويات الفكرية ، مع إبراز أهمية القراءة .
- قبل أن تناقشي مع أفراد أسرتك إحدى القضايا لابد لك من الرجوع لأحد الكتب أو الفتاوى التي تتعلق بالموضوع حتى يصل حديثك لعقولهم وتتمكني من إقناعهم.
- حاولي تعريف من حولك بقضايا أمتك ومجتمعك من منظور إسلامي صحيح .
- اطرحي سؤالاً شرعياً على أفراد أسرتك ، لكي يفكروا في إجابته ويبحثوا عنها إن لم يعرفوها .. وبالتالي تشغلين تفكيرهم بما يعود عليهم بالنفع .
- قومي بتبني أحد الأعمال الخيرية - بحسب استطاعتك - واطلبي مساعدتهم وحثيهم على مشاركتك مع تشجيعهم والثناء عليهم وتوضيح عظم أجرهم ، كي تبرز جوانب الخير فيهم .. مثلاً كفالة يتيم ، إطعام جائع ، المساهمة في بناء مسجد .. الخ .
- أحيي ذكر الله في المنزل على مدار الساعة .. كذكر الله بصوت واضح أمام الأطفال والآخرين ، أو تشغيل الأشرطة الدينية بصوت مسموع .
- تفعيل صلة الرحم ، والتوبة من القطيعة ، وصلة من قطعنا، وترك الخصومات ، لأنها تعطل قبول الأعمال الصالحة .
- اصطحاب الأسرة في ليلة مقمرة ، أو في يوم جميل جوه ، ولتكن بنية التفكر في عظمة الله وتعويد الصغار على الإكثار من جملة "سبحان الله" فهي من أعظم العبادات.
- إن كانت هناك خادمة في المنزل فقومي بتعليمها أصول الدين والفرائض والعبادات على الوجه الصحيح ، وإعطائها الكتب المترجمة بلهجتها والتي تساعدها في فهم دينها بشكل صحيح . فهذه الشريحة تكون منتشرة عندهم البدع والخرافات والجهل بالدين وفقه العبادات .
الاجتماعات العائلية
-استقبلي الآخرين بابتسامة صادقة ووجه طلق ، وأظهري سعادتكِ بهم ، كي يتقبلوا ما يأتي منك ِ .
- اعملي على توطيد الروابط و تعميق الوشائج الأسرية ، وحل الخلافات ونبذها .. وإشاعة جو من الألفة والمحبة .
- خذي معك مجموعة من المطويات والكتيبات والأشرطة المنتقاة .، أو جهزيها لهم كهدايا بسيطة في حال مجيئهم إليك ِ .
-اعرضي عليهم مجموعة من المقالات المنتقاة ، والمجلات الإسلامية .، أو شريط فيديو عن أحوال المسلمين ، أو عن مخلوقات الله .
- أشغلي المجالس ا بذكر الله بعيداً عن الخوض في أعراض الناس وغيبتهم .. وافتحي مجالات النقاش في الأمور المهمة .
- بإمكانك عمل مسابقات ثقافية متنوعة ، وتقديم الجوائز البسيطة الدعوية كشريط أو كتيب .
-اهتمي بدعوة الكبيرات في السن وتعليمهن أمور دينهن التي يجهلنها ، خصوصاً الأساسية منها .
- جهزي مجموعة من القصص والأناشيد الدعوية للأطفال ، واجمعيهم ثم نظمي مسابقات خفيفة لهم مع هذه القصص والأناشيد .
- تستطيعين أن تنظمي بعض النشاطات الجماعية أثناء اجتماع العائلة ، كحضور محاضرة ، أو زيارة مرضى ، أو صوم يوم تطوع ..
- علّـقي على الأمور الخاطئة التي تحدث أمامك برفق وحكمة .
*****
مجــال التعليـــم
إذا كانت المعلمة داعية فهذا يعني أنها من أعظم الدعاة أثراً ..!
- على المعلمة أن تدرك أن هذا المجال وجد للتربية أولاً وللتعليم ثانياً .. فعليها مراعاة الله في عملها ، وأن تهتم بجانب التربية .. فالتلميذات يتأثرن كثيراً بمعلماتهن .. في حركاتهن و تصرفاتهن و طريقة تعاملهن ، لذلك لا بد أن تكون قدوة صالحة أولاً .
- على المعلمة التركيز على الجانب الوجداني للتلميذة ، وأن تستغل أي نقطة في الدرس للتذكير بالله والنفاذ منها إلى التعلق بدينه الحق .
- " حقيبة الدعوة المدرسية " فكرة بسيطة ومفيدة هي عبارة عن حقيبة تجهزها المعلمة بمختلف أشرطة الكاسيت مع مسجل صغير ، والكتب و الصور ، والمجلات الدعوية ، والمسابقات الورقية ، والمطويات والأذكار وكروت جميلة مكتوب بها فوائد متنوعة .. تأخذها معها في حصص الانتظار والريادة .. على أن تراعي فيها عناصر التشويق والتنويع والتجديد .
- تجهيز غرفة دعوية في المدرسة بمساعدة التلميذات تحوي جهاز تسجيل وفيديو ومكتبة صغيرة وأشرطة متنوعة ، ولوح حائطية متعلقة بالقضايا الأساسية في حياة الفتاة المسلمة وأشياء أخرى مناسبة .. يتم نقل الطالبات إليها في أوقات الفراغ وحصص الانتظار .. أو الرجوع إليها .
- وضع لوح حائطية جميلة وجذابة قابلة لتغيير المحتويات ، مثلاً لوحة مخصصة للفتاوى يتم تبديل الفتاوى فيها بين الحين والآخر ، ولوحة خاصة بالعالم الإسلامي يتم فيها وضع تعريفاً بالأقليات المسلمة ، ونشر الصور والأخبار وإعلانات التبرعات ، ولوحة خاصة بقضية المرأة ، ولوحة تعلق عليها قصاصات الجرائد والمجلات المهمة التي تجمعها التلميذات ، ولوحة للمتفرقات .. وهكذا .
- " السبورة المتجددة " : هناك لوح قابلة للكتابة بالأقلام العريضة والمسح ، ضعي إحداها في مكان يراه الجميع .. واستعيني بصاحبة خط جميل واكتبي عليها في كل يومين آية أو حديث أو حكمة بليغة لتحيي القلوب والعقول ، أو بحسب المناسبات .
- تنظيم المسابقات الدورية المتنوعة ما بين حفظ القرآن وتفسيره وقصصه وأمثاله وإعجازه ، وحفظ الأحاديث وأسئلة حول قصصها ورواتها وأمثالها وإعجازها ، وأجمل تعبير وأجمل قصة وأجمل بحث - على أن يكون موضوعاً حيوياً مهماً - وأجمل تعليق على صورة ( مثلاً صورة من مآسي المسلمين أو صورة لعباءة غير مُحشِمة وغير ذلك ) ، ومسابقة ثقافية متنوعة ترفع المستوى الثقافي ، ومسابقة أفضل حل لمشكلات يتم طرحها باستمرار ، وكل مسابقة تنمي في التلميذات التعلق بالإسلام وقيمه .. مع الاهتمام بالجوائز التي ينبغي أن تكون قيّـمة .
- تكريم التلميذات ذوات الحجاب الكامل تكريماً لائقاً ، وحث التلميذات الباقيات على التمسك بالحجاب وعدم التهاون به .
- إقامة حلق التحفيظ وحلق الذكر .
- إلقاء الندوات والمحاضرات على أن يراعى فيها التنويع والأسلوب الجذاب ومناقشة المواضيع المهمة التي تساهم في بناء أفكار و شخصيات الناشئات بناءً سليماً .
- الاهتمام بالإذاعة ، وضرورة التنويع والتجديد والإتقان فيها لا تعتمد على الطريقة الإلقائية التي تبعث الملل في نفوس الناشئات .. جربي أن تدخلي فيها أساليب حوارية وقصصية وتمثيلية وحوارية وحركية .
- إصدار مجلة أسبوعية أو شهرية تشارك فيها الطالبات ، يراعى فيها التنوع والجودة والجذب والتجديد .
- استغلي مجلس الأمهات لتوعية الأمهات ونصحهن في نفس الوقت الذي ترشدينهن فيه على كيفية الاهتمام ببناتهن وتربيتهن تربية إسلامية صحيحة .
- اهتمي بمسألة النصح الفردي للطالبة بعيداً عن العلني الذي يحرجها ، وقد يزيد حالتها سوءاً .
- تهيئة الجو في وقت الفسحة لأداء سنة الضحى ، مع وضع لوحة مكتوب عليها الحديث الشريف الذي يبين فضلها .
- استبدال الأشرطة الضارة بأشرطة مفيدة وذلك بالتعاون مع إحدى التسجيلات ولو بسعر رمزي .
- تبادل الأشرطة الدينية مع التلميذات .. و على المعلمة مثلاً أن تطلب منهن إعطاءها أجمل شريط سمعنه ثم يعلق عليه الجميع .
- إن كانت المعلمة و التلميذات يستخدمن الإنترنت على المعلمة تبادل المواقع المفيدة معهن ، و أن تجعلهن يبتعدن عن مواقع المحادثة و الماسنجر ، و أن يحسن استغلال هذه الخدمة ، و يفضل أن تتواصل المعلمة معهن عن طريق البريد وتدلهن ّ على المواقع الطيبة لتلهيهم عن المواقع السيئة .
- لا تنسي العاملات في المدرسة من أنشطتك الدعوية ونصحك .
في غرفة المعلمات :
- ضعي صندوق صغير للتبرعات ، واكتبي عليه آية كريمة عن الصدقة .. ونظمي تبرعات بين الفينة والأخرى ( كفالة يتيم - تبرع لإخواننا المسلمين - بناء مسجد - إفطار صائم .. الخ ) ..
- ضعي لوحة على الجدار مكتوب فيها كفارة المجلس ، وأية عن الغيبة ، ونحو ذلك ..
- اهتمي بزميلاتك ، وقدمي لهن الهدايا الدعوية البسيطة .
- كوني عنصر إيجابي فعال ، وأصلحي ذات البين وابتعدي عن المهاترات و تغاضي عن سفاسف الأمور .
- عرفيهن بقضايا العالم الإسلامي والغزو الفكري والثقافي الذي يشن عليه ، فالكثيرات لا يعرفن ما الذي يحاك حولهن ، واطلبي منهن تعريف التلميذات بذلك .
- عند المناقشات .. ناقشيهن مناقشة هادئة بالحكمة والموعظة الحسنة ، بعيداً عن الصراخ والسباب والجدل العقيم .
- حاولي أن تجعلي من جميع المعلمات قدوات صالحة للتلميذات وداعيات أيضاً .
- ضعي صندوق أنيق أو سلة جميلة تحتوي على كتيبات وأشرطة تستفيد منها زميلاتك في أوقات الفراغ .
الطالبات الداعيات :
تستطيعين أن تفعلي الكثير مما تفعله المعلمة ، وتستطيعين التأثير على زميلاتك في الفصل وصديقاتك المقربات بالأخلاق الحسنة والصحبة الطيبة .. وارجعي للمعلمات القديرات إذا استصعب عليك شيء .
جيـــرانك
- تعرفي على جيرانك أولاً وأحسني إليهم .. واحرصي على التواصل معهم وكسر الحواجز بينك وبينهم .
- احرصي على أن تكون مجالسك معهن مجالس ذكر بعيدا عن الغيبة والنميمة التي تشتهر بها مجالس النساء ،وقدمي إليهن نصحك بالحكمة والموعظة الحسنة .
- اعقدي قدر استطاعتك دوريات لتسميع القرآن وتدارس الأحكام الدينية .
- اكسبي ودهم بتقديم الهدايا في المناسبات ، و إرسال أطباق من صنع يديك بين فترة وأخرى .. "يا نساء المسلمات لا تحقرن جارة لجارتها ولو فرسن شاة" رواه البخاري .
- اختاري الأشرطة و الكتب والمطويات الدعوية بعناية .. ثم قدميها لهم كهدايا، أو تبادليها معهم من باب الاستعارة .
كوني في عونهم دائماً خصوصاً في أوقات الأزمات والحاجة .
الأماكن العامة
بالنسبة للدعوة في الأماكن العامة من أسواق ومستشفيات ونحوها ، فهي محدودة .
ولكن أهم وسيلة للدعوة في هذه الأماكن هي ( النصح و الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ) و توزيع المطويات التي تتناول الظواهر السلبية في المجتمع و التحذير منها و التذكير بالله ..
في المستشفيات مثلاً يمكن وضع صندوق ، و بداخله منشورات وقصص واقعية عن المرضى ، حتى تلامس واقعهم ويكون تأثيرها أقوى عليهم .. وهذا الصندوق يمكن وضعه من قبل الأطباء و الطبيبات و الممرضات بواسطتك .. أما المنشورات فكل من يقصد المستشفى يأخذ منها ويضعها هناك .
وهنا نركز مجدداً على حسن انتقاء المطويات والكتيبات والأشرطة .
عند الرزايا والفتن التي تحل بالأمة لك ِ دور
يعيش عالمنا الإسلامي مآسي عد ة، تضرم نيرانها بين فترة وأخرى ، وكثيراً ما نقف أمامها للأسف شاخصة أبصارنا فقط ، وقلـّما نجعل منها فرصة للعودة إلى الله ..! فأثناء ذلك قومي ببعض الأعمال التي تساهم في رفع شيء ٍ مما يحل بها:
- نشر الوعي بهذه القضية وعدم النظر إليها من زاوية عاطفية فقط ، بل يجب أن تربطها بكل ما حولك . وتوضيح حقائق يجهلها العامة كحقيقة المسجد الأقصى ، والخطط المدبرة ، وأقوال النصارى اليهود وبروتوكولات حكمائهم .. وحقيقة دعوى مكافحة الإرهاب - وهذه نقطة مهمة فالكثيرات جداً يعتقدن أن المجاهدين إرهابيين و أن العمليات الاستشهادية انتحارية إرهابية ..! - وذلك عن طريق مثلاً : طبع وتوزيع المنشورات والإحصائيات والمقالات المنصفة ، طبع ونشر الصور المُعبرة ، إلقاء المحاضرات والندوات المؤثرة ...
- أشعلي فتيل حب الجهاد والشهادة وفضلها وجزائها ، والسعي إليه في نفوس الرجال من حولك حتى الأطفال الصغار .
- غرس فكرة أن العداء الأساسي هو ضد ( الإسلام وحسب ) وأن علينا التمسك به وإحيائه عملياً في واقعنا ، حينها لن يتمكنوا منا .. وركزي بشدة على العلاقة بين تطبيقنا للدين الإسلامي في حياتنا واتخاذنا إياه منهجاً في سائر أمورنا وبين نصر الله ، فالنصر لن يكون حليفنا ما لم ننصر الله .
- ربط ما يحدث في كل بلد إسلامي بما يحدث وحدث في البلدان الأخرى .
- تفعيل المقاطعة الاقتصادية للدول المعينة للأعداء ، والدعوة إليها بكل الوسائل .. " من أحب لله وأبغض لله وأعطى لله ومنع لله فقد استكمل الإيمان " أخرجه أبو داو د. .
- اعقدي المقارنات العلنية بين أوضاع المسلمين المنكوبين وأوضاعنا ، حتى يرتقوا بتفكيرهم بعيداً عن توافه الأمور ، و يدركوا النعم التي يرفلون فيها ، ومدى تقصيرهم في حق الله .
- تحدثي عن الفتن والملاحم التي أخبر بها رسول الله ، واشرحيها ليفهمها من حولك وليعون دورهم فيها .
- نظمي حملات للتبرع على أكثر من صعيد .
- اطلبي ممن حولك الدعاء بصدق للإسلام والمسلمين .
قضية المرأة تنتظرك بشغف
جميعنا يعلم ما يُثار ضد المرأة المسلمة ، تحت حجج ومصطلحات كثيرة .. وسياسة ذلك كله ( تكسير الموجة ).
وقد بدت بعض نتائج جهودهم الحثيثة للإفساد في مجتمعنا، منها تهاون بالحجاب و مطالبة بقيادة السيارة ، وظهور فنانات ومذيعات ، عدا ما نراه ونسمعه من أفكار ومفاهيم غربية تتعاورهن و تجعلهن في أتم استعداد للتغيير ، ومن استعدت للتغيير أو لم تقاومه يسهل تغييرها على من شاء ، والنتائج الآتية له ستكون حتماً مقضياً من الصعب رده !
و الصالحون والدعاة ولمدد طويلة ينافحون عن المرأة ويقفون في وجه دعاة التغرير بها . لكن هذا ينبغي أن يتوقف !
نعم هي الحقيقة فالوقت وقتك ِأنت ِ , وأنت ِ من ينبغي أن يقف ضد هذه الهجمة الشرسة ويتصدى لها .. لأنك ِ أنت ِ المرأة المقصودة بهذه الهجمة ، وأنت ِ خير من يدافع عن نفسك . فلا نريد أن تكوني كجندي لعبة الشطرنج يضعونك في مربع يشاؤونه لمصلحتهم ..!
لنبدأ سوية منذ الآن التحرير الحقيقي للمرأة .. هذا التحرير الذي حباها إياه الإسلام ،الذي تستمد منه قوة تصقل شخصيتها وذاتها في واقع الحياة ؛ وستشعر حتماً بضآلة كل القيود الأخرى وستتكشف أمامها الحقائق بدون زخارف ، وستتغير بالتاليً الصور المطبوعة في الذهن وستعتدل نمطيات التفكير المختلة .
عليك أن ترفعي مستوى الوعي الشخصي أولاً بهذه القضية ، وتتعرفي أكثر على أبعادها في الخارج والداخل ، عن طريق قراءة الكتب والمقالات والإحصائيات والدراسات المتعلقة بهذه القضية كي تقتربي منها أكثر وتدركي أهدافها ونتائجها ..
آمني بفكرتك وقضيتك أولاً ، آمني بها حد الاعتقاد الحار ومن ثم تستطيعين إيصالها إلى الأخريات .
تحتاجين لمراجع عدة فالقضية شائكة منها :
- المرأة بين الفقه والقانون " السباعي " .
- المرأة وحقوقها في الإسلام .. " سماحة أبو النصر ".
- قضية تحرير المرأة في مصر . " محمد قطب "
- عمل المرأة في الميزان . " محمد البار " .
- حراسة الفضيلة " بكر بن عبد الله أبو زيد " .
- إنهم يتفرجون على اغتصابها " محمد العويد " .
- الحجــــــــاب.. " مصطفى لطفي المنفلوطي " .
- المرأة بين دعاة الإسلام وأدعياء التقدم "عمر الأشقر ".
- المرأة المسلمة حوار مع دعاة التحرير" محمد فريد وجدي" .
قولي في المرأة " مصطفي صبري " .
- عودة الحجاب" محمد بن إسماعيل المقدم .
- قيادة المرأة للسيارة بين الحق والباطل " ذياب الغامدي " .
كيف تتناولين هذه القضية بالدعوة بعد أن تلّمي بها ؟
- ترسيخ الاعتزاز بالهوية الإسلامية ، وإثبات الشخصية المسلمة التي تطبق تعاليم الدين الربانية ، وغرس الثقة التامة بالأحكام الدينية المتعلقة بهذه القضية .
- تصحيح المصطلحات ووضعها في قوالبها الصحيحة ، وعلى رأسها مفهوم " تحرير المرأة " ، و " حقوق المرأة " . وأن الإسلام هو دين تحرير المرأة من التقاليد والتبعيّة الغربيّة والضياع والشهوانية .
-التطرق لها والحديث عنها في المجالس بأسلوب جذاب تتمازج فيه الناحية الدينية والناحية الطبية والنفسية والاجتماعية المدعمة بالدراسات والإحصاءات العالمية التي فضحت قضيتهم المزعومة .
- إعداد دفتر مليء بالقصاصات التي تتعلق حول هذا الموضوع ، والتي تكتب بطريقة جذابة .. وعرضه على الأخريات .
- اقتناء الأشرطة والكتيبات المتعلقة بقضية المرأة ، وتوزيعها أو وضع ملخصات لها لقراءة محتوياتها .. ونؤكد على ضرورة انتقاء الأجود ، فليست كل الأشرطة تخدم الهدف بدقة .
- اقتناء المطويات المتعلقة بهذه الجوانب ، وتوزيعها .
- استغلال الأحداث الجارية التي يمكن من خلالها الربط بالموضوع . مع تدعيم حديثك بالأدلة القرآنية والأحاديث الشريفة والإحصائيات والأرقام .
- المقارنة بين وضع المرأة في الإسلام ووضعها قبله في الأمم الخالية ، والأمم الحالية البعيدة عنه . مع تدعيم المقارنات بالإحصائيات التي تفضح حال المرأة العصرية المتحررة من الفضيلة .
- ألقي الضوء ملياً على نساء السلف الصالح - إما بقصة أو شريط أو كتيب - ، لينبئ الأخريات عن مدى الفرق الشاسع بين همة نساء السلف وما عليه نساءنا في هذا العصر ، ويظهر لهنّ أنموذجاً سليماً للمرأة ، وبالتالي محاولة الارتقاء بهن نحو المعالي .
- ادحضي الشبهات المثارة على الإسلام في موقفه من المرأة بالرد عليها ، وعلى من تقمصّها من المسلمين .
-الاهتمام بوسائل الإعلام لما لها من أثر كتابة مقال ممن يملكن ملكة الكتابة ، أو الرد على بعض المقالات المغرضة .
- مراسلة الكاتبات المعروفات وتشجيعهن على تناول هذه القضية من منطلق شرعي سليم ، مع تحفيز المُصيبات منهن بالثناء والتشجيع ، ونصح المخطئات بالحكمة والموعظة الحسنة .
- عند صدور أي قرار به إضرار بوضع المرأة - في المملكة - يتم الإنكار الفوري على الرقم 969 ليتم رفع الإنكار إلى المسؤولين ، مع حث الآخرين على ذلك .
- الاهتمام بالصغيرات والناشئات وغرس المفاهيم الصحيحة في نفوسهن مع الحرص على توضيح الحكمة من كل أمر رباني يتعلق بالمرأة .. وخصوصاً الحجاب والحياء .
- الهدية لها تأثير عجيب ، فاعملي قدر المستطاع على نشر الهدايا التي تعيد للحجاب مكانته كإهداء عباءة الرأس الفضفاضة ، أو القفازات والجوارب بطريقة جميلة ورقيقة ، أو الكتب والأشرطة المعنية بهذه القضايا .
- " الحقيبة الدعوية " : لتكن لديك حقيبة كبيرة نسبياً وأنيقة ، وضعي بها مجموعة من الأشرطة والكتيبات للتوزيع ، حينما تذهبين إلى أي مكان .. ستساعدك في الأسواق والمستشفيات والزيارات .
- التصدي لكل ما يبث ويذاع ويعرض سوء يدعوا إلى الاختلاط أو ينشر الرذيلة أو يظهر الأمور المحرمـة بصورة مقبولة ومحببة.
- مخاطبة المسؤولين عن الصحف والمجلات والتلفاز والإذاعة و مناصحتهم وتذكيرهم بالله وإيصال الرسالة لهم برفض كل ما هو مخالف.
- مخاطبة العلماء وطلبة العلم والتواصل معهم ونقل كل ما يدور ويحدث في المجتمع من مخالفات ومنكرات وطلب المشورة والتوجيه منهم.
- مخاطبة المسؤولين في الدولة ومنا صحتهم ودعوتهم لمنع المخالفات الشرعية والتصدي لدعاوى ورغبات العلمانيين والغرب الفاجر.
- إنكار المنكر في الأسواق عن طريق مناصحة النساء بحكمة وموعظة حسنة .. أو الاتصال بهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في حالة مشاهدة منكر كبير لا تستطيعين تغييره بنفسك .
- تذكري دوماً أنك ِ كامرأة - قبل أن تكوني داعية - على ثغرة من ثغور الإسلام .
*****
خــاتمـــة
أمـا وقد عرفتِ المسؤوليـة الملقــــاة على عــاتقك ، وبُصـِّـرت ِ بكيفيـــة حملهـا على وجــه يليــق بهــــا ، فلا عــذر لك ِ اليــــــوم إن تقاعست ِ ، وستُسألين عما تعلمتيه هنا ، هـــل عملت ِ به أم لا ؟!
نعم تستطيعين ..
فهيـّـا انفضي الغبار عن الصحوة النسائية الخاملة ، وابدئي منذ اللحظة ، فقد تأخرنا كثيراً ..
نسأل الله لنا ولك ِ الثبات في الأمر والعزيمة على الرشد .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
والسلام عليك ورحمة الله وبركاته .
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين حبيبنا محمد ، وعلى آله وصحبه أجمعين ، ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين .. أما بعد :
إلى كل حبيبة للرحمن ، حفيدة خديجة وعائشة ونسيبة والرميصاء ، من اصطفاها الله على الباقيات باتباع منهجه ، الغريبة القابضة على دينها تلسعها الجمرات في خضم الفتن ولا تبالي /
اسألي الله الثبات ، واعملي بالأسباب المعينة على الثبات .. فأنت في نعمة لو أدركتها النساء الأخريات لعدن سريعاً إلى الإسلام منهاجاً وتطبيقاً .
لذلك عليك أن لا تكتفي بإصلاح نفسك والمضي بها ، بل ينبغي أن تأخذي في طريقك الذين ران ضباب الماديات على رؤيتهم فتُـاهوا في الطريق .. في نفس الوقت الذي تدفعين فيه لصوص الفضيلة وتقاومينهم .
انظري إلى المتوارين خلف التيه والضلال بعيــن الشفقة أولاً .. فثمة أشيــاء كثيرة ستتغير من حولنا ، ثم اسلكي سبل الدعوة الصحيحة والمتنوعة .
" فالعقيدة تتجرد من فاعليتها أحياناً لأنها فقدت الإشعاع الاجتماعي فأصبحت جذبية فردية ، وصار الإيمان إيمان فرد متحلل من صلاته بوسطه الاجتماعي ، وعليه فليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها ، وإنما المهم أن نرد إلى هذه العقيدة فاعليتها وقوتها الإيجابية وتأثيرها الاجتماعي ، وفي كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم وجود الله ، بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده ، ونملأ به نفسه باعتباره مصدراً للطاقة . (1)
و شعيرة الحق ينبغي أن تسود في حياة شفافة متخلصة من أوشاب زواياها المعتمة حيث تتلاقى الأرواح الخبيثة للتآمر على أسلوبها ، كما يتكاتف قطاع الطرق عادة ضد أمن بلاد ما ". (2)
لنتذكر أن الأمة لا تنهض بمجتمعاتٍ متآكلة من الداخل ، وأن عليها أن تُـصلح نفسها لكي تواجه من حولها ..
علينا أن ننصر الله لينصرنا ، لننصر دينه في أنفسنا ومجتمعنا كي ينصرنا على أعدائنا في الداخل والخارج .
إنّ النصر لا يأتي إلا بالعمل الدؤوب والصبر .. لا بالتواكل والدعاء فقط ، حتى وإن استغرق عمر ذلك العمل والصبر أجيالاً عديدة ، فما هو في عمر الأمم إلا ومضة سريعة..!
وأعظم من يقوم بهذه المهمة - مهمة صنع الانتصار- هو: ( المرأة ) نصف المجتمع الذي يلد ويربي النصف الباقي ، التي تهز المهد بيد وتهز العالم باليد الأخرى .
فلابد من توظيف الصحوة النسائية بشكل أعمق وأوسع ، حتى لا تصبح مجرد طاقة كامنة معرضة للاضمحلال والتلاشي أو الانحصار في زوايا معينة .
والنتيجة لا تسبق سببها .. فتأملي !
لذلك قدمنا لك ِ جهد المقلين هذا لعله يكون أحد الأسباب التي تصنع النتائج ..
إن أصبنا فمن الله عز وجل ، وإن أخطأنا فمن أنفسنا والشيطان .
والله من وراء القصد .
" الصحوة " .
لماذا علينا أن ندعو إلى الله ونضاعف الجهود حالياً ؟
إضافة إلى ما ذكر سابقاً علينا أن نتذكر أن الهدف الأساسي للإسلام هو إنقـــاذ البشرية ، وإخراجها من عبادة الآخــرين إلى عبــادة الله ، ومن الظالمات إلى النور، ومن ضيق الدنيا إلى سعتها ومن جور الأديان إلى عدالة الإسلام.
لهذا قال الرسـول صلى الله عليه وسلم :( إنما مثلي ومثل الناس كمثل رجل استوقد نارا فلما أضاءت ما حوله جعل الفراش وهذه الدواب التي تقع في النار يقعن فيها، والرجل فكنزعهن، ويغلبنه فيقتحمن فيها، فأنا آخذ بحجزكم عن النار، وأنتم تقتحمون فيها) . رواه البخاري .
والناس اليوم أحوج إلى مـن يأخذ بأيديهم إلـى جــادة الدين القيم والاستشراف الروحي بعدمـــا سلكوا خط الانحدار الذي أركس إنسانيتهم الحقيقية وحدا بهم إلى المادية والإفــلاس الروحـي ، ليس فقط من لم يعرف الإسـلام بل حـتى المسلميــن الذين يحملون اسمه فقط و يجهلون كنهه الحقيقي !
هؤلاء الغرقى بحاجة إلى من ينتشلهم مما هم فيه ، ومن الظلم تركهم لأنفسهم التي تتخبط في التيه .
فمن ذا الذي يستطيع انتشالهم غير الدعاة ؟ وكيف سيكون الحال إذا تخلوا عن هذه المهمة العظيمة ؟ في نفس الوقت الذي تتسارع فيه خطا المفسدين تجر معها معاول الهدم ..!
امرأة نصرانية حضرت أحد المؤتمرات التي أقيمت للتعريف بالدين الإسلامي ، وبعد سماعها لتعريف مختصر لخصائص هذا الدين ومميزاته قالت : " لئن كان ما ذكرتموه عن دينكم صحيحا أنكم إذن الظالمون ! فقيل لها : ولماذا؟ قالت : " لأنكم لم تعملوا على نشره بين الناس والدعوة إليه " !!
للأسف بعض المستقيمات يتلكأن في طريق الدعوة ، بسبب ضباب في الطريق، أو يترددن بسبب شبهات معترضة ، أو يتراجعن بسبب اعتراضات المثبطين وأهل الهوى الضلال ، وإنما الواجب عليهن أن يثقن بأنفسهن ودعوتهن، وأن يعزمن عزائمهن ، ولا يلتفتن إلى وسوسة شياطين الإنس والجن ، بل عليهن أن يشقن طريق الدعوة إلى الله ، بما فضلهن الله به من التزام بالدين ، فهن أمثل من في الساحة ، وهن أهل للإصلاح .
أختي الكريمة :
تأملي ( وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ) . فصلت 33
الاستفهام في الآية بمعنى النفي ، أي : لا أحسن قولاً .
والغرض منه انتفاء هذا الشيء ، وتحدي المخاطب أن يأتي به ، فإذا كان عنده شيء أحسن من هذا فليأتِ به ..!
أختاه :
انظري إلى جهود المبشرين والمنصرين وأهل الضلال كم يبذلوا ليضلوا الناس ، ونحن الذين اصطفانا الله لحمل رسالته نتخاذل ونتقاعس ..!
أحد الدعاة كان منتدبا مع مجموعة من الدعاة من قبل جامعة الإمام محمد بن سعود للدعوة في بعض دول أفريقيا ..
قال : " في رحلة شاقة إلى قرية من القرى وكانت السيارة تسير وسط غابة كثيفة وكان الطريق وعراً وعورة يستحيل معها أن تسرع السيارة اكثر من 20كم في الساعة وقد بلغ منا الإرهاق مبلغه وكأن البعض قد ضاق صدره من طول الرحلة وبدأ يتأفف من شدة الحر وكثرة الذباب والغبار الذي ملأ جو السيارة .
وفجأة شاهدنا على قارعة الطريق امرأة أوربية قد امتطت حماراً وعلقت صليباً كبيراً على صدرها وبيدها منظار ودربيل .. وعند سؤالها عن سبب وجودها في هذه الغابة تبين أنها تدعو للصليب في كنيسة داخل القرية ولها سنتان . فقالـوا : (اللهم إنا نعوذ بك من جلد الفاجر وعجز الثقة " . (3)
والآن قارني بينك يابنة التوحيد وبين هذه الضالة المضلة .. ثم اسألي نفسك : ماذا قدمتُ للدين ؟ و ألا يستحق منا هذا الدين شيئاً من الجهد في الدعوة إليه ؟
فضل الداعية والجزاء الذي ينتظرها
- الداعية هي سبب للنصر والتمكين في الدنيا..( كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ..) آل عمران 110
- تبليغ الداعية يُكسِبها دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم للمبلغين. :" نضر الله امرءاً سمع منا حديثا فبلغه إلى من لم يسمعه... " رواه أحمد
- الداعية ممن يشملهم الله برحمته الغامرة .. ( وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَن الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّه وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيم ) .التوبة 71
- للداعية أجر عظيم يتضاعف بعدد الذين يستجيبون لها .. " من دعاء إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من اتبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً " . رواه مسلم
- يكفي الداعية شرفاً وكرامة أن قولها يعتبر أحسن الأقوال ، وأن كلامها في التبليغ أفضل الكلام ..( وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ) . فصلت 33
- الداعية من المفلحين والسعداء في الدنيا والآخرة : ( وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) آل عمران 104 .
- يكفي الداعية فخراً أن تسببها في الهداية خير مما طلعت عليه الشمس وغربت ..".. فو الله لأن يهدي بك رجلاً واحداً خير لك من حُمر النَّعم " رواه البخاري وفي رواية : " خير لك مما طلعت عليه الشمس وغربت " .
- الداعية تُثبت معاني الخير والصلاح في الأمة. ..( كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ..) آل عمران 110
- الداعية صمام أمان المجتمع وعامل إزالة الشر والفساد .. ( لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ ) . المائدة 78
- الداعية تبعث الإحساس بمعنى الأخوة والتكافل واهتمام المسلمين بعضهم ببعض.. ( الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَات بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ ) . التوبة 71
كيف تؤهلين نفسك للدعوة ؟
إعداد المرأة الداعية نفسها جيداً لهذا الدور وتحمل مسؤولياتها المُـناطة بها تجاه مبادئها و الآخرين يعد أمراً عظيماً وقد يكون غاية في حد ذاته , ولا يتأتى ذلك إلا بتوافر الشروط اللازمة لها للقيام بذلك الدور الذي يمكن وصفه نوعياً وكمياً إن كان مؤهلاً لذلك , وقد يخضع باستمرار للتقويم من داخلها و من الآخرين كذلك .
وضعي في ذهنك أنك إذا أعددت نفسك جيداً لمهمة الدعوة فهذا يعني أنك أنجزت نصف المهمة .
لهذا نطرح أمامك بعض الأمور التي ينبغي التحلي بها ومراعاتها :
1- الإخلاص والصدق :
تحتاجين إلى كمية غير محدودة من إكسير الأعمال ومفتاحها وهو ( الإخلاص) في القول والعمل ، كي يقبل عملك ، و يتولد لديك الصبر والاحتساب ، والعزيمة القوية ، وعدم استحقار المعروف مهما كان صغيراً ..
لا تتركي الإخلاص في العمل بملاحظة غير الله فيه.. فترك العمل لأجل الناس رياء والعمل لأجلهم شرك، والإخلاص هو الخلاص من هذين، فلا تطلبي لعملك شاهدا غير الله .
ابتغي وجه الله في الدعوة إليه وابتغي نصرة دينه ، ولا تنتظري جزاءً أو شكوراً ، فلا يجتمع الإخلاص مع حب الثناء في قلبٍ واحد ، فاسعي إلى كتمان حسناتك وأفضالك ككتمانك سيئاتك ، وإلى استواء الذم والمدح من العامة عندك ، ونسيان رؤية الأشخاص في الأعمال، وترك استقصاء ثواب العمل في الدنيا .
وتذكري دوماً الإخلاص هو سبب القبول عند الله تعالى، وهو كذلك سبب الإتقان، فما أخلص إنسان في شيء إلا وأتقنه ، وأن الإخلاص يتطلب اتهام النفس بالتقصير دائما، والخشية من عدم الإحسان، وذلك يدفع إلى التطور الدائم إلى الأحسن، فإن الذي يتهم نفسه بالتقصير يعمل على الدوام على الارتقاء إلى الأفضل كي يسلم من ذلك.
واعلمي أن ّ الإخلاص يبعث على الصبر والأمل الدائم، لأن المخلص عمله لله فهو يرجو ثوابه، وثوابه مكتوب سواء قبل الناس دعوته أم ردوها، لذا فإنه إذا جعل الإخلاص نصب عينيه لم يبال بقبولهم أو إعراضهم، لعلمه أن الله يكتب ثوابه في كلا الحالتين، بخلاف الذي لا يخلص فإنه يجعل همه الأول قبول الناس، فإذا لم يقبلوا مل وترك دعوتهم.
لتكن خطاك في طريق الدعوة كخطوات من يمشي على رمل ناعم لا يُسمع لها وقع ، لكن بالتأكيد سيكون لها أثر بين .
ولا تنسي أنّ من صدق الله صدقه ..
فصدقك في حمل دعوتك وتبليغها أمر مهم جداً ، فاصدقي الله في الدعوة لأجله ، واصدقي الدعوة في انسجام الظاهر والباطن لديك .
وآثري الصدق في أعمالك وتحريه حتى تكون خالصة لوجه الله ، فإن لم تكن كذلك فاعلمي مسبقاً أن ما تقومين به هباءً منثوراً ..!
واحرصي على صدق الأقوال والأفعال و تحريه بعيداً تماماً عن الكذب أو التورية مهما حدث ، فلا تكوني باباً تنفذ منه السهام .
وضعي في ذهنك دائماً أنك حينما تصدقين الله في دعوتك ويسري الصدق في حياتك ومنهاجك فإن الله سيجزيك بصدقك وستكونين عند الله وعند الناس صادقة محبوبة ، مقربة موثوقة ، وسيتقبلون ما تدعين إليه لأنهم تقبلوك ، فمن صدق الله صدقه !
2- عـُـلــوّ الهمــّــة :
استصغري مادون النهاية من معالي أمر الدعوة إلى الله ، ضعي هدفاً لك بلوغ الغاية التي يريد الله أن تبلغيها, كما كان الرسل الكرام على رأس قائمة عالي الهمة في هذا المجال ، وكما كان محمد صلى الله عليه وسلم في ذلك الغاية العظمى, والمثل الأعلى إذ لم يكن همه هداية قومه من قريش أو من العرب فحسب وإنما خاطب ملوك العالم و رؤساءه كي ينقذ البشرية بأكملها .
" ثقي بالله عز وجل واصدقي في التوكل عليه, وحسن الظن به, فتقوية هذه العناصر تعتبر من الوسائل الجذرية لاكتساب فضيلة قوة الإرادة وعلو الهمة , فضعف الإرادة والهمة من عدم الثقة بالنفس. والثقة بالله مع حسن التوكل عليه وحسن الظن به تمنح الإنسان عامة والداعية خاصة ثقةً بسداد ما بينّه أمرا متوكلة ً فيه على ربها, وأملاً بمعونة الله في تحقيق النتائج التي ترجوها , فتقوى بذلك إرادتها وتعلو همتها " . (4)
وضعي دائما مرضاة الله - عز وجل- لك هدفا وتذكري أن جائزته العظمى هي الجنة ، وسلعة الرحمن هذه ليست رخيصة .
الصـبر والاحتساب :
" الصبر ضياء " . رواه مسلم .
الصبر خصلة عظيمة يحتاجها الإنسان عموماً والداعية خصوصاً .. ذلك لأنها ستتعرض في طريق الدعوة للكثير من المحن التي تحتاج صبراً يذوبها ولا يفت عضدها فتكمل المسير ..
قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) آل عمران 200 .
من هنا يجب أن تعودي نفسك على الصبر ، وأن لا تجزعي ، ولتعلمي بأنه ستأتي عليكِ أيام ٌ صعبة تتعرضين فيها للأذى و السخرية والتثبيط والمشقة والتعب ..
فعند مجيء هذا عليك أن تتذكري صبر من هم خير منك ِ في سبيل إبلاغ رسالة الله من الأنبياء والرسل ، ولتعلمي بأن الله أمر من هو خير منك بالصبر على أذى الكفار و المنافقين.. فكيف يكون حالك ِ ..؟
قطعاً إنه أحوج بكثير إليه .. فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى ) . طه 130 .
إن ّرسولنا الكريم قد نالته ألوان مختلفة من البلاء ، ضرب و شتم وضيق عليه وعلى أصحابه ، فكان صبره في القمة في ميدان البلاء .
فتعرفي على أنواع الأذى التي تعرض لها حبيبنا ونبينا محمد عليه الصلاة والسلام ، واستحضريها دائماً ، سيهون الأمر عندها ، و ستطيب نفسكِ بعد أن تتذكري الجزاء الذي أعده الله للصابرين :
(أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلاماً) .. الفرقان 75 .
(وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ) .. فصلت 35.
( وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيراً) . الإنسان 12.
لا تكوني كالسعفة التي تشتعل بسرعة وتنطفئ بسرعة ، وأدركي جمال هذا العمل الذي تقومين به ، و لتفخري بأنك ِ في زمن الانشغال بأمور هذه الحياة انشغلت ِ بما هو خير من ذلك، و عليكِ أن لا تقنطي من رحمة الله ، واحتسبي الأجر عنده ، فقد أكد الرسول صلى الله عليه وسلم أن العسر لا يدوم لمن احتسب و صبر وعلم أن ما أصابه بمقدور الله وأنه لا مفر له من ذلك .
في الصبر شيء من القسوة، وشيء من الشدة؛ ولكن عاقبته أحلى من العسل.
صبراً جميلا ما أقرب الفرجا ** من راقب الله في الأمور نجا
من صدق الله لم ينله أذى ** و من رجـاه يكـون حيث رجــا
4 – الأخلاق الحسنة :
خالقي الناس بخلق حسن .
لقد بعُث الرسول ليتمم مكارم الأخلاق ، والأخلاق فهي لحمة الإسلام وسداه , وليست فقط الإطار الذي يصون حدوده ويُنتهى عنده ..!
وما من شئ أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلقٍ حسن ، وأكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا ، وحسن الخلق مع الناس يجمعه أمران بذل المعروف قولاً وفعلاً وكف الأذى قولاً وفعلاً.
إن طريقك إلى قلوب الناس هو أخلاقك الحسنة أمامهم ومعهم ،( وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضواْ مِنْ حَوْلِكَ) آل عمران (159 ) . فهي من أكثر وسائل التأثير على النفوس إذا تمثلت فيك القدوة الصالحة ، وأنتِ لن تسعي الناس بأموالك أو جاهك ولكن يسعهم منك بسط الوجه وحسن الخلق .
اقرئي سيرة الرسول عليه الصلاة والسلام ؛ ستجدين أنه كان يلازم الخلق الحسن في جميع أحواله ، وخاصة في دعوته إلى الله تعالى ، فأقبل الناس إليه ودخلوا في دين الله أفواجا بسبب هذا الخلق العظيم .
إن عليك أن تعملي على تهيئــة نفوس هؤلاء بأخلاقك الحسنة وروح العطف والسمــاحة لتتقمص أفكار الإسلام وتدرك معانيه فتنفذ إلى دواخلهم ومجريات تفكيرهم التي تحدد بالتالي تصرفاتهم وسلوكهم !
وتذكري أن الرسول بعث ليتمم مكارم الأخلاق ، فكيف تدعين الناس وأنت لم تلتزمي بها ، والأنظار إليك أسرع ، والنقد عليك أشد ..!
لذلك تخلقك بالخلق الكريم أوجب و ألزم ، فاحرصي على اكتساب مكارم الأخلاق ، وجاهدي نفسك وروضيها حتى تتحلى بها .. وداومي على تزكية النفس وتهذيبها لتكون دعوتك بحالك قبل مقالك .
- سلاح القرآن و العلوم الشرعية والثقافة :
" لا بد في حق الداعية إلى الله والآمرة بالمعروف والناهية عن المنكر من العلم لقوله سبحانه :( قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ) يوسف 108 . والعلم هو ما قاله الله في كتابه الكريم ، أو قاله الرسول صلى الله عليه وسلم في سنته الصحيحة ، وذلك بأن تعتني بالقرآن الكريم والسنة المطهرة؛ لتعرفي ما أمر الله به وما نهى الله عنه ، وتعرفي طريقة الرسول صلى الله عليه وسلم في دعوته إلى الله وإنكاره المنكر ، وطريقة أصحابه رضي الله عنهم ، وتتبصري في هذا بمراجعة كتب الحديث ، ومراجعة أقوال العلماء في هذا الباب ، فقد توسعوا في الكلام على هذا وبينوا ما يجب .
والتي تنتصب لهذا الأمر يجب عليها أن تعنى بهذا الأمر حتى تضع الأمور في مواضعها؛ فتضع الدعوة إلى الخير في موضعها ، والأمر بالمعروف في موضعه ، على بصيرة وعلم حتى لا يقع منها إنكار المنكر ، بما هو أنكر منه ، وحتى لا يقع منها الأمر بالمعروف على وجه يوجب حدوث منكر أخطر من ترك ذلك المعروف الذي تدعو إليه . (5)
فضلاً على أن ّ قراءة القرآن الكريم الذي هو زاد الدعاة الأول ، يشرح الصدور، ويبدد الغموم، ويزيد في الإيمان: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ) . يونس 57
إنه يقص عليك حقيقة الصراع الذي بين الحق والباطل، و يبشرك بالنصر القريب ، ويثبتك في المحن، ويعدك الخير والمثوبة:( حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ) يوسف 110
.. فإذا قرأتيه تمثليه في نفسك وعيشي آياته لحظة بلحظة، تجدين نفسك فيه، وتستشعرين معانيه، وتوجهين خطابه إلى ذاتك .
كما أن عليك أن تكوني مطلعة لما يحدث حولك من أحداث وما يكون في المجتمع من أخبار، هذا الاطلاع لابد منه لتقويم الأحداث وتحديد المفيد منها والتحذير من الضار ، لا أن تتقوقعي في عالمك الخاص بعيداً عن مجريات الأحداث المختلفة ..
إن أكثر الناس لا يدرون ما يكاد لهم من قبل أعدائهم، ويخلطون بين الصديق والعدو، فلابد من إيقاف الناس على حقيقة الأعداء ، وهذه إحدى مهماتك ..اقرئي ثم اقرئي كل مفيد ، حتى تكوني ذات علم وثقافة ووعي ، تدفعك نحو الأمام بثبات ورسوخ وثقة .
6- انسفي هذا الحاجز :
حاجز "الخجل " من دعوة الآخرين ، وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر ، المذموم الذي لا يجلب الخير لصاحبته إذا كانت على حق، والحق أحق أن يتبع ..!
انظري إلى أهل الباطل كيف يتفننون في الدفاع عن ضلالهم بدون حياء ٍ من الله أو من خلقه ..
يا لها من مفارقة مؤلمة !
راقصة أو فنانة ساقطة تدافع عن صنيعها وتحض الأخريات على خوض ما خاضته بينما تتردد الصالحة في دعوة الغير إلى الله وكف المنكر ولو بكلمة !
ليس بمستغرب على أهل الباطل التمادي في غيهم ، ولكن يحق لنا أن نتساءل : أين أنتِ أيتها الصالحة ؟ لماذا تتركين الميدان لهم ؟
إما أن تطرحي الخجل وتقدمي بشجاعة.. وإلا ستتقدم غيرك من داعيات الباطل وستأخذ مكانك ، وبقدر تقصيرك يكون إقدامهما ..
أختي الصامتة :
كفى خجلاً ، انسفي هذا الحاجز الذي تسوغين به العجز والقعود نسفاً ، بتغيير النفس الذي لا بد وأن يسبقه شعور بالحاجة إلى هذا التغيير، ( إِنَّ اللهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِم) الرعد 11 ، فاخلصي النيَّة والعزم في أن تتغيري لأجلك ولأجل الدعوة .
حاولي تدريجياً ، بدعوة القريبين جداً منك ، ثم كل من حولك ، ثم العامة ..
كما أن هناك الكثير من الوسائل الدعوية غير المباشرة التي ستنقلك إلى رحاب الممارسة الفعلية المستمرة تدريجياً ، والتي سيأتي بعضها لاحقاً ..
وأكثري من ترديد هذا الدعاء : ( رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي . وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي . وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي . يَفْقَهُوا قَوْلِي ) طه 25 ، 26 ، 27 ، 28
7- لا تتركيهم :
أهلك ، أقربائك ، صديقاتك ، زميلاتك ، وكل من حولك .. كوني معهم ، ولا تتقوقعي على ذاتك .. فوجودك معهم بحد ذاته دعوة من حيث تصرفاتك فضلاً عن الممارسات الدعوية الأخرى ..
ـ ليس المطلوب أن تلقي كلماتك ثم تمضين لا تشاركينهم أحزانهم وأفراحهم، إنما المطلوب أن تخالطيهم وتنفذي إلى قلوبهم بحسن الكلام والبشاشة والنجدة لكل ملهوف، فذلك يقبل بقلوبهم إليك، فيمكن تغيير أحوالهم.
والذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من الذي لا يخالطهم ولا يصبر على أذاهم.. و من خالط الناس ونزل منازلهم ثم ارتقى بهم إلى الإيمان والتقوى والعمل الصالح هو العظيم حقا.
ابتعدي فقط إذا لم تستطيعي تغيير المنكرات حال وقوعها ، أو إذا لم تأمني الفتن والانجراف ..
الأمر الآخر هو أن عليك ألا تنقطعي أو تنعزلي عن أخواتك الصالحات ولا تختلطي بهن ، فالمرء ضعيف بنفسه ، قوي بإخوانه وإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية فما بالك إذا كثرت كما هو الحال في زماننا هذا ؟!
(سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا ) . القصص 35 .
اتصلي بالأخوات الصالحات كي تتواصلي وتتواصي معهن بالحق وتتواصي بالصبر ، ثم قومي بدعوة الأخريات إلى مجالس ذكركن الطيبة والاستفادة والتذكير بتوبة الله ورحمته ومغفرته وجزائه والاستزادة من فضله تعالى .
8 – وصايا سريعة ومهمة : (6)
- كثرة الدعاء والإلحاح في السؤال سمة راسخة من سمات الدعاة لا ينفكون عنها لحظة، وهذا سر نجاحهم، ومن لم يلح في دعائه فليس على السبيل والسنة.؛ فأكثري من التضرع إلى المولى جل وعلا أن يلهمك بالحق ويوفقك للعمل به. وأن يرزق نفسك الثبات وحسن التصرف والتدبير، لأن المتضرع إلى ربه متبرء من حوله وقوته، متوكل على الله مفوض أمره إليه، وإذا تولاه الله رزقه حسن التصرف، وفي ذلك نجاح دعوته.
- لابد على الداعية أن تكثر من قول: ( لا حول ولا قوة إلا بالله )، فإنها تحمل عنها كأمثال الجبال، ولتعلم أنها لا تعمل بقوتها وحيلتها، فلولا إعانة الله لها لما حركت حجرا من مكانه، ولا خطت خطوة ، ولا دعت إنسانا.
- يجب على الداعية تعليق القلوب بالله تعالى ، وهذه النقطة التي انطلق منها الأنبياء، فقد كانوا يعلقون القلوب بربها. . هذه أسهل وأنجع وسيلة للإقبال بقلوب الناس إلى طريق الهداية، فإن القلوب إذا أحبت ربها سهل عليها ترك العصيان، ولم يكن شيء أحب إليها من طاعته. . و تعليق القلوب يكون بأمرين: بذكر أوصافه وأسمائه، وبذكر آلائه ونعمه، والقرآن يدور حولهما كثيرا.
وكل دعوة لا تبدأ من هذه النقطة فهي فاشلة.
- يجب الرجوع في تعلم أسلوب الدعوة إلى سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، ومن الخطأ الاعتماد على كتب المحدَثين فحسب، فسيرته مكتوبة صحيحة بين أيدينا، فيها الهدى والنور، وأي دعوة لا تكون من خلالها فهي فاشلة.
- ومن المهم تدارس سير الصحابة والسلف والأئمة الأعلام كذلك، فذلك يوقف الدعاة على الطرق الصحيحة للدعوة الناجحة، فمن كان مقتديا فليقتد بمن مات، فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة.
- تخيَّــري الوقــت المناسـب للدعـــوة، فليست كلُّ الأوقـــات مـثل بعضهــا، وليست كل الأوقات مناسبةً لدعوة الأخريات , بل وتخيري من تدعين كلما أمكنك .
- اهتمي بالدعــوة إلى الأهــم فالمهم ، بمعنى أن عليـــك الاهتمــام بتقويـم مـا يمس العقيدة أولاً ، ثم الفرائض ، ثم السنن ، وهكذا .
- استخدمي الكلمات التي تناسب من تدعينه إلــى الله تعالـى، خاصَّةً أنَّ لكلِّ إنسـانٍ عقليَّته وأسلوبه وطريقة تفكيره ، وهـــذه الوسيلة هامَّةٌ للغاية؛ لذلك وضــع علــيٌّ رضي الله عنه هذه الوسيلة في أسمـى معانيها بقولــه: "أُمِرت أن أخــاطب النــاس على قدر عقولهم".
- لا تبدئي بالحديث مع من تدعينه إلا بالقدر الذي تشعرين بأنَّه يسمح لك به، ثمَّ تدرَّجي بعد ذلك على حسب ما تسمح به الظروف والأحوال ، ومن المهمِّ للغاية ألا تقولي كلَّ شيءٍ في الجلسة أو الموقف الدعويّ الواحد ، فالأهمُّ أن تتركي جزءاً يشوِّق الأخريات فيما بعد.
- استثمري المواقف العفويَّة الغير معدِّ لها في دعوتك بذكاء ونقاء؛ لأنَّ لها تأثيراً إيجابيًّا منقطع النظير، وابتعدي تماماً عن المواقف المتصنَّعة؛ لأنَّ كثيراً من جهد الدعوة يضيع هباءً بسبب إحساس الغير بنوعٍ من التسلُّط عليه.
- اهتمِّي بمن تدعينه بشكلٍ معقول، وتجنَّبي الاهتمام الزائد عن الحدّ؛ لأنَّ ذلك يجعل الغير يثق في نفسه أكثر من اللازم، وبالتالي يصعِّب عليك مهمَّة إقنــــاعه بعد ذلك.
- ليس بالضرورة أن نرى القناعة على وجوه كل من ندعوهم؛ لأن بعضهم يُـظــهر عدم قناعة أمامك ، لكنه يؤمن بكل ما تقولين .
- الاقتصار على وسيلةٍ واحدةٍ في الدعوة يجلبُ الملل، ويولِّد نوعــــاً من اللامبـالاة عند الطرف الآخر، ويضيع وقت الدعوة والداعية، من أجـــل ذلك ينبغي أن تُستخدَم وسائل متنوِّعةٌ في الدعوة. فابحثي عن الوسائل الجديدة والمشوقة دوما ً .
- لا تُشعري الغير بأنَّك مسؤولةٌ عنه، وإيَّاك أن تحقِّري من تصرُّفات الآخرين، فقط تدرَّجي في النهي عن المنكر؛ لأنَّه غالباً ما تصبح العــواقب غير مأمـونة عندمــــا نصطدم مع الناس في أفكارهم أو معتقداتهم .
- استفيدي من أيِّ ثمرةٍ تدنو لك في مواقفك الدعويَّة؛ لتكون دافعاً لنشــاطٍ وهمَّــــةٍ أكبر، فتجني كثيراً من الثمار بعد مشيئة الله تعالى.
- إيَّاك والتطفُّل على أحد، أو جرح خصوصيَّته، لأنَّك إن فعلتِ ذلك تفتحين أبواب فشلك على مصراعيه، فلا تفرضي نفسك، وكوني خفيفةً لطيفةً لا تثقل على أحد.
- لا تسخري من أحد واسألي الله السلامة والعافية ، فإن للقدر كرات قال تعالى : ( وَلَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا ) الإسراء 74 . ، وليكن شعارك : " يا مقلب القلوب ، ثبت قلبي على دينك " .
- لا تستصغري القليل من الأعمال الخيرة أياً كانت ، لربما كلمة صغيرة أو عمل يسير أحدثا الكثير من حيث لا تعلمين .
- اعقدي اجتماعاً دورياً مع نفسك للمحاسبة ، لكن لا تجعلي أخطائك حجرات عثرة في طريقك الدعوي تمنعك من المواصلة ، بل اجعليها شموعاً تنير لك الطريق نحو الصواب .
- تذكَّري أنَّه لــيس بالضرورة أن نحصـــل على نتيجةٍ فوريَّة؛ لأنَّ الموضوع ليـس موضوع أنَّنا تعبنا من أجل الدعوة، أو أنَّنا أخلصنا لله بالفعل في هذا الموقف ونريد الثمرة، بل الموضوع أنَّنا نأخذ فقط بالأسباب، أمَّا النتائج فعلى الله وحده .
- ما من بذرة إلا ستنمو قد لا تنبت اليوم أو الغد، لكنها ستنبت يوما ما، لذا على الداعية أن تدعو إلى الحق بكل وسيلة، ولا يشترط أن ترى ثمرة عملها، فقد لا تراها أبدا، لكن ذلك لا يعني أنها لن تنمو.
- تذكري دوماً أن الحق هو الباقي، وأن ما يُـنطق به من كلمات تحمل الهدى هي التي ستمكث ، أما الباطل فإنه سيذهب هباءً ً في يوم ِ ما حتى وإن طال انتظار ذلك اليوم .
*****
هيــّا ابدئي !
وبعد أختي الداعية :
تلك خطوط الدعوة الأساسية والمهمة قد رسمناها بجهد المقلين إليك ، ولم يتبقى إلا أن تطبقي .. فالتنظير ليس صعبا ، ولكن التطبيق وآلياته التنفيذية هو المحك الحقيقي ..
فإليك بعض الأفكار والوسائل الدعوية التي تنتظر التطبيق ، في عدة مجالات وقضايا ، تستطيعين أن تقيسي عليها ما ينبغي عمله في مجالات أخرى .
في المنزل ومع الأسرة :
( وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ) . الشعراء 214 .
- كوني القدوة الصالحة أولاً ، وحاولي كسبهم بالحنان والتعاون وسعة الصدر .
- أعيدي للقرآن الكريم مكانته في بيوت المسلمين تلاوة وحفظاً وتطبيقاً .. عن طريق النصح ..أو طلب الالتحاق بحلقات حفظ القرآن، أو تنظيم مسابقة منزلية صغيرة ، أو مكافأة تشجيعية ...
- إيجاد الدروس الشرعية في المنزل ، أو دعوة أهلك إلى حضورها في المساجد .
- أكثري من ذكر المصطلحات الشرعية وشرحها بأسلوب بسيط .
- استثمار جلسة العائلة في التوجيه والإرشاد.
- التعليق على كلام أفراد الأسرة بما يقتضيه الوجه الشرعي ، كاستغلال كل وقت أو مناسبة وربطها بما يتعلق بموضوع المناسبة بحديث أو آية .
- إن رأيت أبنائك أو أخوانك أو أحد من عائلتك منسجماً في مشاهدة التلفاز ( أغنية أو فيلم ….الخ ) ، ولم تنفع الدعوة المباشرة معهم ، إلجئي إلى الدعوة غير المباشرة كأن تذهبي إلى غرفة أخرى و تجلسي للاستماع للقرآن أو محاضرة مؤثرة ، يصل صوتها إليهم .
- حينما يحين وقت عودة الآخرين إلى المنزل أو أثناء وجودك في المطبخ قومي بتشغيل إذاعة القرآن الكريم أو محاضرة - تكون ملائمة الشريط لاحتياجات الأشخاص المعنيين - حتى يستطيع سماعها كل من يدخل ، ولتحاولي أن تجعلي التلفاز أيضاً على قناة ذكر أو صلاة الحرم أو على برنامج ديني أو فتاوى ، وسيتعود الجميع تدريجياً على سماع مثل هذه الأمور الطيبة دائماً .
- اطلبي من أبنائك أو إخوانك الموهوبين - خاصة في الرسم - أن يرسموا أشكال هندسية أو زخارف إسلامية ملونة - بدلاً من رسم الأرواح و الأشخاص - ثم ضعيها في إطار و علقيها في غرف نومهم .. ثم ّ كافئيهم على عملهم هذا .
- و إلحاقاً بالنقطة السابقة .. شجعي أبنائك وإخوانك الصغار على كتابة الأذكار اليومية ، ثم ضعيها في مكان بارز حتى يتعود الصغار على ترديدها دائماً .
- يجب عليك أن تعرفي الصغار بسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم ، والأخذ بعين الاعتبار أن سيرته عليه السلام لا تدرس إلا في مراحل دراسية متأخرة ، فلذلك من الواجب عليك عدم الانتظار حتى يصل الطفل للعاشرة من عمره .
- إحياء السنن جميعها في المنزل وإماتة البدع ومحاربتها .
- تربية الأطفال على الذهاب للمسجد وحضور صلاة الجمعة وحضور الندوات الدينية ، مع حث وتحفيز الكبار على ذلك .
- توفير المجلات الإسلامية المفيدة بدلاً من المجلات الأخرى .
- محاولة استبدال الأشرطة الغنائية بالأشرطة الدينية المفيدة والممتعة .. مع توضيح حكم الغناء وتأثيره على القلوب بالحكمة والموعظة الحسنة .
- إنشاء مكتبة في المنزل متنوعة وشاملة بحيث تشمل جميع الأعمار والمستويات الفكرية ، مع إبراز أهمية القراءة .
- قبل أن تناقشي مع أفراد أسرتك إحدى القضايا لابد لك من الرجوع لأحد الكتب أو الفتاوى التي تتعلق بالموضوع حتى يصل حديثك لعقولهم وتتمكني من إقناعهم.
- حاولي تعريف من حولك بقضايا أمتك ومجتمعك من منظور إسلامي صحيح .
- اطرحي سؤالاً شرعياً على أفراد أسرتك ، لكي يفكروا في إجابته ويبحثوا عنها إن لم يعرفوها .. وبالتالي تشغلين تفكيرهم بما يعود عليهم بالنفع .
- قومي بتبني أحد الأعمال الخيرية - بحسب استطاعتك - واطلبي مساعدتهم وحثيهم على مشاركتك مع تشجيعهم والثناء عليهم وتوضيح عظم أجرهم ، كي تبرز جوانب الخير فيهم .. مثلاً كفالة يتيم ، إطعام جائع ، المساهمة في بناء مسجد .. الخ .
- أحيي ذكر الله في المنزل على مدار الساعة .. كذكر الله بصوت واضح أمام الأطفال والآخرين ، أو تشغيل الأشرطة الدينية بصوت مسموع .
- تفعيل صلة الرحم ، والتوبة من القطيعة ، وصلة من قطعنا، وترك الخصومات ، لأنها تعطل قبول الأعمال الصالحة .
- اصطحاب الأسرة في ليلة مقمرة ، أو في يوم جميل جوه ، ولتكن بنية التفكر في عظمة الله وتعويد الصغار على الإكثار من جملة "سبحان الله" فهي من أعظم العبادات.
- إن كانت هناك خادمة في المنزل فقومي بتعليمها أصول الدين والفرائض والعبادات على الوجه الصحيح ، وإعطائها الكتب المترجمة بلهجتها والتي تساعدها في فهم دينها بشكل صحيح . فهذه الشريحة تكون منتشرة عندهم البدع والخرافات والجهل بالدين وفقه العبادات .
الاجتماعات العائلية
-استقبلي الآخرين بابتسامة صادقة ووجه طلق ، وأظهري سعادتكِ بهم ، كي يتقبلوا ما يأتي منك ِ .
- اعملي على توطيد الروابط و تعميق الوشائج الأسرية ، وحل الخلافات ونبذها .. وإشاعة جو من الألفة والمحبة .
- خذي معك مجموعة من المطويات والكتيبات والأشرطة المنتقاة .، أو جهزيها لهم كهدايا بسيطة في حال مجيئهم إليك ِ .
-اعرضي عليهم مجموعة من المقالات المنتقاة ، والمجلات الإسلامية .، أو شريط فيديو عن أحوال المسلمين ، أو عن مخلوقات الله .
- أشغلي المجالس ا بذكر الله بعيداً عن الخوض في أعراض الناس وغيبتهم .. وافتحي مجالات النقاش في الأمور المهمة .
- بإمكانك عمل مسابقات ثقافية متنوعة ، وتقديم الجوائز البسيطة الدعوية كشريط أو كتيب .
-اهتمي بدعوة الكبيرات في السن وتعليمهن أمور دينهن التي يجهلنها ، خصوصاً الأساسية منها .
- جهزي مجموعة من القصص والأناشيد الدعوية للأطفال ، واجمعيهم ثم نظمي مسابقات خفيفة لهم مع هذه القصص والأناشيد .
- تستطيعين أن تنظمي بعض النشاطات الجماعية أثناء اجتماع العائلة ، كحضور محاضرة ، أو زيارة مرضى ، أو صوم يوم تطوع ..
- علّـقي على الأمور الخاطئة التي تحدث أمامك برفق وحكمة .
*****
مجــال التعليـــم
إذا كانت المعلمة داعية فهذا يعني أنها من أعظم الدعاة أثراً ..!
- على المعلمة أن تدرك أن هذا المجال وجد للتربية أولاً وللتعليم ثانياً .. فعليها مراعاة الله في عملها ، وأن تهتم بجانب التربية .. فالتلميذات يتأثرن كثيراً بمعلماتهن .. في حركاتهن و تصرفاتهن و طريقة تعاملهن ، لذلك لا بد أن تكون قدوة صالحة أولاً .
- على المعلمة التركيز على الجانب الوجداني للتلميذة ، وأن تستغل أي نقطة في الدرس للتذكير بالله والنفاذ منها إلى التعلق بدينه الحق .
- " حقيبة الدعوة المدرسية " فكرة بسيطة ومفيدة هي عبارة عن حقيبة تجهزها المعلمة بمختلف أشرطة الكاسيت مع مسجل صغير ، والكتب و الصور ، والمجلات الدعوية ، والمسابقات الورقية ، والمطويات والأذكار وكروت جميلة مكتوب بها فوائد متنوعة .. تأخذها معها في حصص الانتظار والريادة .. على أن تراعي فيها عناصر التشويق والتنويع والتجديد .
- تجهيز غرفة دعوية في المدرسة بمساعدة التلميذات تحوي جهاز تسجيل وفيديو ومكتبة صغيرة وأشرطة متنوعة ، ولوح حائطية متعلقة بالقضايا الأساسية في حياة الفتاة المسلمة وأشياء أخرى مناسبة .. يتم نقل الطالبات إليها في أوقات الفراغ وحصص الانتظار .. أو الرجوع إليها .
- وضع لوح حائطية جميلة وجذابة قابلة لتغيير المحتويات ، مثلاً لوحة مخصصة للفتاوى يتم تبديل الفتاوى فيها بين الحين والآخر ، ولوحة خاصة بالعالم الإسلامي يتم فيها وضع تعريفاً بالأقليات المسلمة ، ونشر الصور والأخبار وإعلانات التبرعات ، ولوحة خاصة بقضية المرأة ، ولوحة تعلق عليها قصاصات الجرائد والمجلات المهمة التي تجمعها التلميذات ، ولوحة للمتفرقات .. وهكذا .
- " السبورة المتجددة " : هناك لوح قابلة للكتابة بالأقلام العريضة والمسح ، ضعي إحداها في مكان يراه الجميع .. واستعيني بصاحبة خط جميل واكتبي عليها في كل يومين آية أو حديث أو حكمة بليغة لتحيي القلوب والعقول ، أو بحسب المناسبات .
- تنظيم المسابقات الدورية المتنوعة ما بين حفظ القرآن وتفسيره وقصصه وأمثاله وإعجازه ، وحفظ الأحاديث وأسئلة حول قصصها ورواتها وأمثالها وإعجازها ، وأجمل تعبير وأجمل قصة وأجمل بحث - على أن يكون موضوعاً حيوياً مهماً - وأجمل تعليق على صورة ( مثلاً صورة من مآسي المسلمين أو صورة لعباءة غير مُحشِمة وغير ذلك ) ، ومسابقة ثقافية متنوعة ترفع المستوى الثقافي ، ومسابقة أفضل حل لمشكلات يتم طرحها باستمرار ، وكل مسابقة تنمي في التلميذات التعلق بالإسلام وقيمه .. مع الاهتمام بالجوائز التي ينبغي أن تكون قيّـمة .
- تكريم التلميذات ذوات الحجاب الكامل تكريماً لائقاً ، وحث التلميذات الباقيات على التمسك بالحجاب وعدم التهاون به .
- إقامة حلق التحفيظ وحلق الذكر .
- إلقاء الندوات والمحاضرات على أن يراعى فيها التنويع والأسلوب الجذاب ومناقشة المواضيع المهمة التي تساهم في بناء أفكار و شخصيات الناشئات بناءً سليماً .
- الاهتمام بالإذاعة ، وضرورة التنويع والتجديد والإتقان فيها لا تعتمد على الطريقة الإلقائية التي تبعث الملل في نفوس الناشئات .. جربي أن تدخلي فيها أساليب حوارية وقصصية وتمثيلية وحوارية وحركية .
- إصدار مجلة أسبوعية أو شهرية تشارك فيها الطالبات ، يراعى فيها التنوع والجودة والجذب والتجديد .
- استغلي مجلس الأمهات لتوعية الأمهات ونصحهن في نفس الوقت الذي ترشدينهن فيه على كيفية الاهتمام ببناتهن وتربيتهن تربية إسلامية صحيحة .
- اهتمي بمسألة النصح الفردي للطالبة بعيداً عن العلني الذي يحرجها ، وقد يزيد حالتها سوءاً .
- تهيئة الجو في وقت الفسحة لأداء سنة الضحى ، مع وضع لوحة مكتوب عليها الحديث الشريف الذي يبين فضلها .
- استبدال الأشرطة الضارة بأشرطة مفيدة وذلك بالتعاون مع إحدى التسجيلات ولو بسعر رمزي .
- تبادل الأشرطة الدينية مع التلميذات .. و على المعلمة مثلاً أن تطلب منهن إعطاءها أجمل شريط سمعنه ثم يعلق عليه الجميع .
- إن كانت المعلمة و التلميذات يستخدمن الإنترنت على المعلمة تبادل المواقع المفيدة معهن ، و أن تجعلهن يبتعدن عن مواقع المحادثة و الماسنجر ، و أن يحسن استغلال هذه الخدمة ، و يفضل أن تتواصل المعلمة معهن عن طريق البريد وتدلهن ّ على المواقع الطيبة لتلهيهم عن المواقع السيئة .
- لا تنسي العاملات في المدرسة من أنشطتك الدعوية ونصحك .
في غرفة المعلمات :
- ضعي صندوق صغير للتبرعات ، واكتبي عليه آية كريمة عن الصدقة .. ونظمي تبرعات بين الفينة والأخرى ( كفالة يتيم - تبرع لإخواننا المسلمين - بناء مسجد - إفطار صائم .. الخ ) ..
- ضعي لوحة على الجدار مكتوب فيها كفارة المجلس ، وأية عن الغيبة ، ونحو ذلك ..
- اهتمي بزميلاتك ، وقدمي لهن الهدايا الدعوية البسيطة .
- كوني عنصر إيجابي فعال ، وأصلحي ذات البين وابتعدي عن المهاترات و تغاضي عن سفاسف الأمور .
- عرفيهن بقضايا العالم الإسلامي والغزو الفكري والثقافي الذي يشن عليه ، فالكثيرات لا يعرفن ما الذي يحاك حولهن ، واطلبي منهن تعريف التلميذات بذلك .
- عند المناقشات .. ناقشيهن مناقشة هادئة بالحكمة والموعظة الحسنة ، بعيداً عن الصراخ والسباب والجدل العقيم .
- حاولي أن تجعلي من جميع المعلمات قدوات صالحة للتلميذات وداعيات أيضاً .
- ضعي صندوق أنيق أو سلة جميلة تحتوي على كتيبات وأشرطة تستفيد منها زميلاتك في أوقات الفراغ .
الطالبات الداعيات :
تستطيعين أن تفعلي الكثير مما تفعله المعلمة ، وتستطيعين التأثير على زميلاتك في الفصل وصديقاتك المقربات بالأخلاق الحسنة والصحبة الطيبة .. وارجعي للمعلمات القديرات إذا استصعب عليك شيء .
جيـــرانك
- تعرفي على جيرانك أولاً وأحسني إليهم .. واحرصي على التواصل معهم وكسر الحواجز بينك وبينهم .
- احرصي على أن تكون مجالسك معهن مجالس ذكر بعيدا عن الغيبة والنميمة التي تشتهر بها مجالس النساء ،وقدمي إليهن نصحك بالحكمة والموعظة الحسنة .
- اعقدي قدر استطاعتك دوريات لتسميع القرآن وتدارس الأحكام الدينية .
- اكسبي ودهم بتقديم الهدايا في المناسبات ، و إرسال أطباق من صنع يديك بين فترة وأخرى .. "يا نساء المسلمات لا تحقرن جارة لجارتها ولو فرسن شاة" رواه البخاري .
- اختاري الأشرطة و الكتب والمطويات الدعوية بعناية .. ثم قدميها لهم كهدايا، أو تبادليها معهم من باب الاستعارة .
كوني في عونهم دائماً خصوصاً في أوقات الأزمات والحاجة .
الأماكن العامة
بالنسبة للدعوة في الأماكن العامة من أسواق ومستشفيات ونحوها ، فهي محدودة .
ولكن أهم وسيلة للدعوة في هذه الأماكن هي ( النصح و الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ) و توزيع المطويات التي تتناول الظواهر السلبية في المجتمع و التحذير منها و التذكير بالله ..
في المستشفيات مثلاً يمكن وضع صندوق ، و بداخله منشورات وقصص واقعية عن المرضى ، حتى تلامس واقعهم ويكون تأثيرها أقوى عليهم .. وهذا الصندوق يمكن وضعه من قبل الأطباء و الطبيبات و الممرضات بواسطتك .. أما المنشورات فكل من يقصد المستشفى يأخذ منها ويضعها هناك .
وهنا نركز مجدداً على حسن انتقاء المطويات والكتيبات والأشرطة .
عند الرزايا والفتن التي تحل بالأمة لك ِ دور
يعيش عالمنا الإسلامي مآسي عد ة، تضرم نيرانها بين فترة وأخرى ، وكثيراً ما نقف أمامها للأسف شاخصة أبصارنا فقط ، وقلـّما نجعل منها فرصة للعودة إلى الله ..! فأثناء ذلك قومي ببعض الأعمال التي تساهم في رفع شيء ٍ مما يحل بها:
- نشر الوعي بهذه القضية وعدم النظر إليها من زاوية عاطفية فقط ، بل يجب أن تربطها بكل ما حولك . وتوضيح حقائق يجهلها العامة كحقيقة المسجد الأقصى ، والخطط المدبرة ، وأقوال النصارى اليهود وبروتوكولات حكمائهم .. وحقيقة دعوى مكافحة الإرهاب - وهذه نقطة مهمة فالكثيرات جداً يعتقدن أن المجاهدين إرهابيين و أن العمليات الاستشهادية انتحارية إرهابية ..! - وذلك عن طريق مثلاً : طبع وتوزيع المنشورات والإحصائيات والمقالات المنصفة ، طبع ونشر الصور المُعبرة ، إلقاء المحاضرات والندوات المؤثرة ...
- أشعلي فتيل حب الجهاد والشهادة وفضلها وجزائها ، والسعي إليه في نفوس الرجال من حولك حتى الأطفال الصغار .
- غرس فكرة أن العداء الأساسي هو ضد ( الإسلام وحسب ) وأن علينا التمسك به وإحيائه عملياً في واقعنا ، حينها لن يتمكنوا منا .. وركزي بشدة على العلاقة بين تطبيقنا للدين الإسلامي في حياتنا واتخاذنا إياه منهجاً في سائر أمورنا وبين نصر الله ، فالنصر لن يكون حليفنا ما لم ننصر الله .
- ربط ما يحدث في كل بلد إسلامي بما يحدث وحدث في البلدان الأخرى .
- تفعيل المقاطعة الاقتصادية للدول المعينة للأعداء ، والدعوة إليها بكل الوسائل .. " من أحب لله وأبغض لله وأعطى لله ومنع لله فقد استكمل الإيمان " أخرجه أبو داو د. .
- اعقدي المقارنات العلنية بين أوضاع المسلمين المنكوبين وأوضاعنا ، حتى يرتقوا بتفكيرهم بعيداً عن توافه الأمور ، و يدركوا النعم التي يرفلون فيها ، ومدى تقصيرهم في حق الله .
- تحدثي عن الفتن والملاحم التي أخبر بها رسول الله ، واشرحيها ليفهمها من حولك وليعون دورهم فيها .
- نظمي حملات للتبرع على أكثر من صعيد .
- اطلبي ممن حولك الدعاء بصدق للإسلام والمسلمين .
قضية المرأة تنتظرك بشغف
جميعنا يعلم ما يُثار ضد المرأة المسلمة ، تحت حجج ومصطلحات كثيرة .. وسياسة ذلك كله ( تكسير الموجة ).
وقد بدت بعض نتائج جهودهم الحثيثة للإفساد في مجتمعنا، منها تهاون بالحجاب و مطالبة بقيادة السيارة ، وظهور فنانات ومذيعات ، عدا ما نراه ونسمعه من أفكار ومفاهيم غربية تتعاورهن و تجعلهن في أتم استعداد للتغيير ، ومن استعدت للتغيير أو لم تقاومه يسهل تغييرها على من شاء ، والنتائج الآتية له ستكون حتماً مقضياً من الصعب رده !
و الصالحون والدعاة ولمدد طويلة ينافحون عن المرأة ويقفون في وجه دعاة التغرير بها . لكن هذا ينبغي أن يتوقف !
نعم هي الحقيقة فالوقت وقتك ِأنت ِ , وأنت ِ من ينبغي أن يقف ضد هذه الهجمة الشرسة ويتصدى لها .. لأنك ِ أنت ِ المرأة المقصودة بهذه الهجمة ، وأنت ِ خير من يدافع عن نفسك . فلا نريد أن تكوني كجندي لعبة الشطرنج يضعونك في مربع يشاؤونه لمصلحتهم ..!
لنبدأ سوية منذ الآن التحرير الحقيقي للمرأة .. هذا التحرير الذي حباها إياه الإسلام ،الذي تستمد منه قوة تصقل شخصيتها وذاتها في واقع الحياة ؛ وستشعر حتماً بضآلة كل القيود الأخرى وستتكشف أمامها الحقائق بدون زخارف ، وستتغير بالتاليً الصور المطبوعة في الذهن وستعتدل نمطيات التفكير المختلة .
عليك أن ترفعي مستوى الوعي الشخصي أولاً بهذه القضية ، وتتعرفي أكثر على أبعادها في الخارج والداخل ، عن طريق قراءة الكتب والمقالات والإحصائيات والدراسات المتعلقة بهذه القضية كي تقتربي منها أكثر وتدركي أهدافها ونتائجها ..
آمني بفكرتك وقضيتك أولاً ، آمني بها حد الاعتقاد الحار ومن ثم تستطيعين إيصالها إلى الأخريات .
تحتاجين لمراجع عدة فالقضية شائكة منها :
- المرأة بين الفقه والقانون " السباعي " .
- المرأة وحقوقها في الإسلام .. " سماحة أبو النصر ".
- قضية تحرير المرأة في مصر . " محمد قطب "
- عمل المرأة في الميزان . " محمد البار " .
- حراسة الفضيلة " بكر بن عبد الله أبو زيد " .
- إنهم يتفرجون على اغتصابها " محمد العويد " .
- الحجــــــــاب.. " مصطفى لطفي المنفلوطي " .
- المرأة بين دعاة الإسلام وأدعياء التقدم "عمر الأشقر ".
- المرأة المسلمة حوار مع دعاة التحرير" محمد فريد وجدي" .
قولي في المرأة " مصطفي صبري " .
- عودة الحجاب" محمد بن إسماعيل المقدم .
- قيادة المرأة للسيارة بين الحق والباطل " ذياب الغامدي " .
كيف تتناولين هذه القضية بالدعوة بعد أن تلّمي بها ؟
- ترسيخ الاعتزاز بالهوية الإسلامية ، وإثبات الشخصية المسلمة التي تطبق تعاليم الدين الربانية ، وغرس الثقة التامة بالأحكام الدينية المتعلقة بهذه القضية .
- تصحيح المصطلحات ووضعها في قوالبها الصحيحة ، وعلى رأسها مفهوم " تحرير المرأة " ، و " حقوق المرأة " . وأن الإسلام هو دين تحرير المرأة من التقاليد والتبعيّة الغربيّة والضياع والشهوانية .
-التطرق لها والحديث عنها في المجالس بأسلوب جذاب تتمازج فيه الناحية الدينية والناحية الطبية والنفسية والاجتماعية المدعمة بالدراسات والإحصاءات العالمية التي فضحت قضيتهم المزعومة .
- إعداد دفتر مليء بالقصاصات التي تتعلق حول هذا الموضوع ، والتي تكتب بطريقة جذابة .. وعرضه على الأخريات .
- اقتناء الأشرطة والكتيبات المتعلقة بقضية المرأة ، وتوزيعها أو وضع ملخصات لها لقراءة محتوياتها .. ونؤكد على ضرورة انتقاء الأجود ، فليست كل الأشرطة تخدم الهدف بدقة .
- اقتناء المطويات المتعلقة بهذه الجوانب ، وتوزيعها .
- استغلال الأحداث الجارية التي يمكن من خلالها الربط بالموضوع . مع تدعيم حديثك بالأدلة القرآنية والأحاديث الشريفة والإحصائيات والأرقام .
- المقارنة بين وضع المرأة في الإسلام ووضعها قبله في الأمم الخالية ، والأمم الحالية البعيدة عنه . مع تدعيم المقارنات بالإحصائيات التي تفضح حال المرأة العصرية المتحررة من الفضيلة .
- ألقي الضوء ملياً على نساء السلف الصالح - إما بقصة أو شريط أو كتيب - ، لينبئ الأخريات عن مدى الفرق الشاسع بين همة نساء السلف وما عليه نساءنا في هذا العصر ، ويظهر لهنّ أنموذجاً سليماً للمرأة ، وبالتالي محاولة الارتقاء بهن نحو المعالي .
- ادحضي الشبهات المثارة على الإسلام في موقفه من المرأة بالرد عليها ، وعلى من تقمصّها من المسلمين .
-الاهتمام بوسائل الإعلام لما لها من أثر كتابة مقال ممن يملكن ملكة الكتابة ، أو الرد على بعض المقالات المغرضة .
- مراسلة الكاتبات المعروفات وتشجيعهن على تناول هذه القضية من منطلق شرعي سليم ، مع تحفيز المُصيبات منهن بالثناء والتشجيع ، ونصح المخطئات بالحكمة والموعظة الحسنة .
- عند صدور أي قرار به إضرار بوضع المرأة - في المملكة - يتم الإنكار الفوري على الرقم 969 ليتم رفع الإنكار إلى المسؤولين ، مع حث الآخرين على ذلك .
- الاهتمام بالصغيرات والناشئات وغرس المفاهيم الصحيحة في نفوسهن مع الحرص على توضيح الحكمة من كل أمر رباني يتعلق بالمرأة .. وخصوصاً الحجاب والحياء .
- الهدية لها تأثير عجيب ، فاعملي قدر المستطاع على نشر الهدايا التي تعيد للحجاب مكانته كإهداء عباءة الرأس الفضفاضة ، أو القفازات والجوارب بطريقة جميلة ورقيقة ، أو الكتب والأشرطة المعنية بهذه القضايا .
- " الحقيبة الدعوية " : لتكن لديك حقيبة كبيرة نسبياً وأنيقة ، وضعي بها مجموعة من الأشرطة والكتيبات للتوزيع ، حينما تذهبين إلى أي مكان .. ستساعدك في الأسواق والمستشفيات والزيارات .
- التصدي لكل ما يبث ويذاع ويعرض سوء يدعوا إلى الاختلاط أو ينشر الرذيلة أو يظهر الأمور المحرمـة بصورة مقبولة ومحببة.
- مخاطبة المسؤولين عن الصحف والمجلات والتلفاز والإذاعة و مناصحتهم وتذكيرهم بالله وإيصال الرسالة لهم برفض كل ما هو مخالف.
- مخاطبة العلماء وطلبة العلم والتواصل معهم ونقل كل ما يدور ويحدث في المجتمع من مخالفات ومنكرات وطلب المشورة والتوجيه منهم.
- مخاطبة المسؤولين في الدولة ومنا صحتهم ودعوتهم لمنع المخالفات الشرعية والتصدي لدعاوى ورغبات العلمانيين والغرب الفاجر.
- إنكار المنكر في الأسواق عن طريق مناصحة النساء بحكمة وموعظة حسنة .. أو الاتصال بهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في حالة مشاهدة منكر كبير لا تستطيعين تغييره بنفسك .
- تذكري دوماً أنك ِ كامرأة - قبل أن تكوني داعية - على ثغرة من ثغور الإسلام .
*****
خــاتمـــة
أمـا وقد عرفتِ المسؤوليـة الملقــــاة على عــاتقك ، وبُصـِّـرت ِ بكيفيـــة حملهـا على وجــه يليــق بهــــا ، فلا عــذر لك ِ اليــــــوم إن تقاعست ِ ، وستُسألين عما تعلمتيه هنا ، هـــل عملت ِ به أم لا ؟!
نعم تستطيعين ..
فهيـّـا انفضي الغبار عن الصحوة النسائية الخاملة ، وابدئي منذ اللحظة ، فقد تأخرنا كثيراً ..
نسأل الله لنا ولك ِ الثبات في الأمر والعزيمة على الرشد .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
والسلام عليك ورحمة الله وبركاته .
تعليق