السؤال :
أنا طالب في الصف الثالث الثانوي، وكما تعلم الاختبارات على الأبواب، مشكلتي تكمن في أيام الاختبارات حيث الشبح المخيف ليس لصعوبة الاختبارات وإنما لصعوبة التحكم في أعصابي، إذ أفقد كثيراً من الوقت لتشتت الذهن وصعوبة الموقف. آمل من سعادتكم إشارات ونصائح لي ولغيري من الطلبة بشأن هذا الموضوع.
أجاب الأستاذ / أحمد بن علي المقبل مشرف نافذة الاستشارات بموقع الإسلام اليوم بقوله:
أخي الكريم أشكر لك ثقتك، وأسأل الله تعالى لنا ولك التوفيق والسداد والرشاد. أما عن استشارتك حول الامتحانات والمخاوف المتعلقة بها، وكيفية الاستعداد لها ؛ فتعليقي عليها ما يلي:
أولاً : استعن بالله وتوكل عليه والجأ إليه بالدعاء بطلب التوفيق والعون، والله تعالى قريب مجيب.
ثانياً : كن متفائلاً بقوة بأنك ستحقق النجاح والتوفيق، واحذر بشدة من (التفكير السلبي)، أو الرسائل السلبية حول (الفشل) وصعوبة المنهج واستحالة النجاح! وغيرها من الأفكار الخطيرة جداً؛ فمثل هذه الأفكار تعتبر رسائل سلبية ينتج عنها – غالباً – إخفاق وفشل بعكس (الأفكار الإيجابية) المبنية على الثقة والنجاح والتوفيق.
ثالثاً : لا يعني ذلك التوقف عند مجرد التفكير الإيجابي وصناعة الأحلام؛ بل لابد من فعل الأسباب المتمثلة في تنظيم الوقت بطريقة معقولة، تراعي فيها تقسيم وقتك بين الدراسة الجادة واستقطاع بعض الوقت للراحة بين كل فترة وأخرى، والبدء بالمواد الدراسية حسب أهميتها، (ووضع جدول للمذاكرة يعتبر خطوة ضرورية وهامة جداً).
رابعاً : اختيار المكان المناسب للمذاكرة أمر ضروري للحصول على أفضل النتائج بعون الله، واحرص فيه على توفر أمور ضرورية جداً ، وهي :
1-النظام في وجود الأشياء من حولك أثناء المذاكرة؛ لأن ذلك يمنحك إحساساً بالارتياح وهدوء الأعصاب.
2- الجلوس المناسب؛ لأن الجلوس المناسب والمريح يضمن لك وضعاً صحياً لأطول فترة من الجلوس، ولكن تنبه إلى أن الراحة الزائدة أثناء الجلوس قد تبعث على الخمول والكسل! فحاول أن تغير من نمط جلستك بن فترة وأخرى.
3- التهوية المناسبة؛ وهذا أمر ضروري لإنعاش الذهن والقدرة على التركيز.
4- الإضاءة المناسبة.
خامساً : يخطئ البعض فيتصور أن كثرة السهر تعني الجدية في الدراسة، وهذا الأمر ليس على إطلاقه؛ إذ أن الأولى الموازنة بين احتياج الجسم للراحة التي تعين - بعد عون الله - على الاستيعاب وبين احتياج الطالب للوقت الكافي للمذاكرة، والإنسان عموماً أعرف بظروفه الخاصة والمناسبة له، ولكن أؤكد هنا على أهمية أن ينال الجسم حقه الكامل من الراحة، ولعل الفترة التي تعقب صلاة الفجر هي من أثمن الأوقات وأحسنها للمذاكرة، حيث يكون الجسم في أحسن حالاته الاستيعابية، وكذلك الوقت " بورك لأمتي في بكورها" .
كيفية المذاكرة
(1) أثناء المذاكرة حاول أن تسترجع في ذهنك كل العناصر والموضوعات التي درستها وتعلمتها طوال فترة الدراسة، وقم بحل الأمثلة المطروحة لها، واستعن في ذلك بملاحظاتك سواء في كراستك الخاصة أو كتابك المدرسي، وضع لك نماذج افتراضية، وقم بالإجابة عنها.
(2) أما أثناء الإجابة على ورقة الاختبار فابدأ بذكر الله، ثم اقرأ ورقة الأسئلة جيداً، وحدد السؤال الذي ستبدأ بالإجابة عنه، ويفضل دائماً أن يكون الأسهل حتى ولو كانت درجاته قليلة؛ لأن ذلك يمنحك المزيد من الثقة والاستفادة من الوقت.
(3) إذا كانت هناك أسئلة صعبة أو تحتمل أكثر من إجابة فاتركها حتى تنتهي من بقية الأسئلة، ثم ابدأ بها مستعيناً بالله، واقرأ السؤال جيداً، وحاول أن تتفاعل مع السؤال وتسترجع بعض النماذج المشابهة التي مرت عليك أثناء الدراسة أو المذاكرة.
(4) لا تترك أي سؤال- مهما كانت صعوبته-؛ لأنك تستطيع بإذن الله اقتناص بعض الدرجات من بعض الأسئلة الصعبة، حتى ولو لم تستطع استكمال حل معظم المسائل، فكل خطوة صحيحة تقوم بها في حل أي مسألة تسجل بها بعض الدرجات لصالحك.
(5) بعد الانتهاء قم بمراجعة الورقة مرة واثنتين، واستكمل النقص - إن وجد- ولكن لا تتسرع في تغيير أي إجابة إلا بعد التأكد من خطئها .
(6) بقي أن أذكرك بأمر هام جداً، وهو أن المذاكرة والاستعداد للاختبار تمر بثلاثة مراحل وهي مرحلة الاستذكار، ثم الاستيعاب، وأخيراً الاسترجاع، وكل مرحلة تنبني على ما قبلها سلباً أو إيجاباً؛ فإجادتك لكل مرحلة سيسهل لك إجادة ما بعدها، وهكذا.
(7) أما الرهبة من الاختبار فهي شعور طبيعي وإحساس شائع بين الطلبة؛ فتعامل معه بشكل عادي، ولا تحمله أكثر مما يحتمل، واجعله حافزاً لك للتفوق وبذل الجهد.
(8) مرة أخرى؛ قبل هذا وبعده الدعاء الصادق، وطلب المعونة والتوفيق من الله، وقراءة الورد أثناء خروجك من المنزل متوجهاً لمدرستك، ثم خذ نفساً عميقاً واذكر الله "ألا بذكر الله تطمئن القلوب".
وكن واثقاً أنك قد بذلت جهدك، وأن التوفيق بيد الله ، ولا يؤثر عليك إخفاقك في أحد المواد -لا قدر الله-؛ فتتساهل فيما بعدها، ولا تعطيها حقها من الاستعداد!.
المصدر : موقع الإسلام اليوم
أنا طالب في الصف الثالث الثانوي، وكما تعلم الاختبارات على الأبواب، مشكلتي تكمن في أيام الاختبارات حيث الشبح المخيف ليس لصعوبة الاختبارات وإنما لصعوبة التحكم في أعصابي، إذ أفقد كثيراً من الوقت لتشتت الذهن وصعوبة الموقف. آمل من سعادتكم إشارات ونصائح لي ولغيري من الطلبة بشأن هذا الموضوع.
أجاب الأستاذ / أحمد بن علي المقبل مشرف نافذة الاستشارات بموقع الإسلام اليوم بقوله:
أخي الكريم أشكر لك ثقتك، وأسأل الله تعالى لنا ولك التوفيق والسداد والرشاد. أما عن استشارتك حول الامتحانات والمخاوف المتعلقة بها، وكيفية الاستعداد لها ؛ فتعليقي عليها ما يلي:
أولاً : استعن بالله وتوكل عليه والجأ إليه بالدعاء بطلب التوفيق والعون، والله تعالى قريب مجيب.
ثانياً : كن متفائلاً بقوة بأنك ستحقق النجاح والتوفيق، واحذر بشدة من (التفكير السلبي)، أو الرسائل السلبية حول (الفشل) وصعوبة المنهج واستحالة النجاح! وغيرها من الأفكار الخطيرة جداً؛ فمثل هذه الأفكار تعتبر رسائل سلبية ينتج عنها – غالباً – إخفاق وفشل بعكس (الأفكار الإيجابية) المبنية على الثقة والنجاح والتوفيق.
ثالثاً : لا يعني ذلك التوقف عند مجرد التفكير الإيجابي وصناعة الأحلام؛ بل لابد من فعل الأسباب المتمثلة في تنظيم الوقت بطريقة معقولة، تراعي فيها تقسيم وقتك بين الدراسة الجادة واستقطاع بعض الوقت للراحة بين كل فترة وأخرى، والبدء بالمواد الدراسية حسب أهميتها، (ووضع جدول للمذاكرة يعتبر خطوة ضرورية وهامة جداً).
رابعاً : اختيار المكان المناسب للمذاكرة أمر ضروري للحصول على أفضل النتائج بعون الله، واحرص فيه على توفر أمور ضرورية جداً ، وهي :
1-النظام في وجود الأشياء من حولك أثناء المذاكرة؛ لأن ذلك يمنحك إحساساً بالارتياح وهدوء الأعصاب.
2- الجلوس المناسب؛ لأن الجلوس المناسب والمريح يضمن لك وضعاً صحياً لأطول فترة من الجلوس، ولكن تنبه إلى أن الراحة الزائدة أثناء الجلوس قد تبعث على الخمول والكسل! فحاول أن تغير من نمط جلستك بن فترة وأخرى.
3- التهوية المناسبة؛ وهذا أمر ضروري لإنعاش الذهن والقدرة على التركيز.
4- الإضاءة المناسبة.
خامساً : يخطئ البعض فيتصور أن كثرة السهر تعني الجدية في الدراسة، وهذا الأمر ليس على إطلاقه؛ إذ أن الأولى الموازنة بين احتياج الجسم للراحة التي تعين - بعد عون الله - على الاستيعاب وبين احتياج الطالب للوقت الكافي للمذاكرة، والإنسان عموماً أعرف بظروفه الخاصة والمناسبة له، ولكن أؤكد هنا على أهمية أن ينال الجسم حقه الكامل من الراحة، ولعل الفترة التي تعقب صلاة الفجر هي من أثمن الأوقات وأحسنها للمذاكرة، حيث يكون الجسم في أحسن حالاته الاستيعابية، وكذلك الوقت " بورك لأمتي في بكورها" .
كيفية المذاكرة
(1) أثناء المذاكرة حاول أن تسترجع في ذهنك كل العناصر والموضوعات التي درستها وتعلمتها طوال فترة الدراسة، وقم بحل الأمثلة المطروحة لها، واستعن في ذلك بملاحظاتك سواء في كراستك الخاصة أو كتابك المدرسي، وضع لك نماذج افتراضية، وقم بالإجابة عنها.
(2) أما أثناء الإجابة على ورقة الاختبار فابدأ بذكر الله، ثم اقرأ ورقة الأسئلة جيداً، وحدد السؤال الذي ستبدأ بالإجابة عنه، ويفضل دائماً أن يكون الأسهل حتى ولو كانت درجاته قليلة؛ لأن ذلك يمنحك المزيد من الثقة والاستفادة من الوقت.
(3) إذا كانت هناك أسئلة صعبة أو تحتمل أكثر من إجابة فاتركها حتى تنتهي من بقية الأسئلة، ثم ابدأ بها مستعيناً بالله، واقرأ السؤال جيداً، وحاول أن تتفاعل مع السؤال وتسترجع بعض النماذج المشابهة التي مرت عليك أثناء الدراسة أو المذاكرة.
(4) لا تترك أي سؤال- مهما كانت صعوبته-؛ لأنك تستطيع بإذن الله اقتناص بعض الدرجات من بعض الأسئلة الصعبة، حتى ولو لم تستطع استكمال حل معظم المسائل، فكل خطوة صحيحة تقوم بها في حل أي مسألة تسجل بها بعض الدرجات لصالحك.
(5) بعد الانتهاء قم بمراجعة الورقة مرة واثنتين، واستكمل النقص - إن وجد- ولكن لا تتسرع في تغيير أي إجابة إلا بعد التأكد من خطئها .
(6) بقي أن أذكرك بأمر هام جداً، وهو أن المذاكرة والاستعداد للاختبار تمر بثلاثة مراحل وهي مرحلة الاستذكار، ثم الاستيعاب، وأخيراً الاسترجاع، وكل مرحلة تنبني على ما قبلها سلباً أو إيجاباً؛ فإجادتك لكل مرحلة سيسهل لك إجادة ما بعدها، وهكذا.
(7) أما الرهبة من الاختبار فهي شعور طبيعي وإحساس شائع بين الطلبة؛ فتعامل معه بشكل عادي، ولا تحمله أكثر مما يحتمل، واجعله حافزاً لك للتفوق وبذل الجهد.
(8) مرة أخرى؛ قبل هذا وبعده الدعاء الصادق، وطلب المعونة والتوفيق من الله، وقراءة الورد أثناء خروجك من المنزل متوجهاً لمدرستك، ثم خذ نفساً عميقاً واذكر الله "ألا بذكر الله تطمئن القلوب".
وكن واثقاً أنك قد بذلت جهدك، وأن التوفيق بيد الله ، ولا يؤثر عليك إخفاقك في أحد المواد -لا قدر الله-؛ فتتساهل فيما بعدها، ولا تعطيها حقها من الاستعداد!.
المصدر : موقع الإسلام اليوم
نسأل الله وإياكم أن يسددنا في امتحانات
تعليق