السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
إخواني أخواتي
اعلموا ان المدح المبالغ لا يجوز شرعاً, فقد نهى النبي عليه الصلاة و السلام عن ذلك, لأنه قد يكون سبباً في إعجاب الممدوح بنفسه ، أو تكبره ، فيهلك بسبب ذلك, وإليكم الأدلة من خلال هذه الأحاديث الصحيحة :
“أثنى رجل على رجل عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال : ( ويلك ، قطعت عنق أخيك - ثلاثا - من كان منكم مادحا لا محالة فليقل : أحسب فلانا ، والله حسيبه ، ولا أزكي على الله أحدا ، إن كان يعلم ) .”
الراوي: أبو بكرة نفيع بن الحارث المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 6162
خلاصة الدرجة: [صحيح]
"سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلا يثني على رجل ويطريه في المدحة ، فقال : ( أهلكتم ، أو : قطعتم ظهر الرجل ) ."
الراوي: أبو موسى الأشعري المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 6060
خلاصة الدرجة: [صحيح]
"عن عمر قال المدح ذبح "
الراوي: - المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الأدب المفرد - الصفحة أو الرقم: 256
خلاصة الدرجة: إسناده صحيح
"استأذن ابن عباس ، قبل موتها ، على عائشة ، وهي مغلوبة ، قالت : أخشى أن يثني علي ، فقيل : ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومن وجوه المسلمين ؟ قالت : ائذنوا له ، فقال كيف تجدينك ؟ قالت : بخير إن اتقيت ، قال : فأنت بخير إن شاء الله ، زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولم ينكح بكرا غيرك ، ونزل عذرك من السماء . ودخل ابن الزبير خلافه ، فقالت : دخل ابن عباس ، فأثنى علي ، وودت أني كنت نسيا منسيا ."
الراوي: عبدالله بن أبي مليكة المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 4753
خلاصة الدرجة: [أورده في صحيحه]
وقال : حدثنا محمد بن المثنى : حدثنا عبد الوهاب بن عبد المجيد : حدثنا ابن عون ، عن القاسم : أن ابن عباس رضي الله عنه استأذن على عائشة نحوه ، ولم يذكر : نسيا منسيا .
إخواني أخواتي
اعلموا ان المدح المبالغ لا يجوز شرعاً, فقد نهى النبي عليه الصلاة و السلام عن ذلك, لأنه قد يكون سبباً في إعجاب الممدوح بنفسه ، أو تكبره ، فيهلك بسبب ذلك, وإليكم الأدلة من خلال هذه الأحاديث الصحيحة :
“أثنى رجل على رجل عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال : ( ويلك ، قطعت عنق أخيك - ثلاثا - من كان منكم مادحا لا محالة فليقل : أحسب فلانا ، والله حسيبه ، ولا أزكي على الله أحدا ، إن كان يعلم ) .”
الراوي: أبو بكرة نفيع بن الحارث المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 6162
خلاصة الدرجة: [صحيح]
"سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلا يثني على رجل ويطريه في المدحة ، فقال : ( أهلكتم ، أو : قطعتم ظهر الرجل ) ."
الراوي: أبو موسى الأشعري المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 6060
خلاصة الدرجة: [صحيح]
"عن عمر قال المدح ذبح "
الراوي: - المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الأدب المفرد - الصفحة أو الرقم: 256
خلاصة الدرجة: إسناده صحيح
"استأذن ابن عباس ، قبل موتها ، على عائشة ، وهي مغلوبة ، قالت : أخشى أن يثني علي ، فقيل : ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومن وجوه المسلمين ؟ قالت : ائذنوا له ، فقال كيف تجدينك ؟ قالت : بخير إن اتقيت ، قال : فأنت بخير إن شاء الله ، زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولم ينكح بكرا غيرك ، ونزل عذرك من السماء . ودخل ابن الزبير خلافه ، فقالت : دخل ابن عباس ، فأثنى علي ، وودت أني كنت نسيا منسيا ."
الراوي: عبدالله بن أبي مليكة المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 4753
خلاصة الدرجة: [أورده في صحيحه]
وقال : حدثنا محمد بن المثنى : حدثنا عبد الوهاب بن عبد المجيد : حدثنا ابن عون ، عن القاسم : أن ابن عباس رضي الله عنه استأذن على عائشة نحوه ، ولم يذكر : نسيا منسيا .
قال الإمام بن القيم الجوزية :
"لا يجتمع الإخلاص في القلب ومحبة المدح والثناء والطمع فيما عند الناس ، إلا كما يجتمع الماء والنار والضبُّ والحوت .
فإذا حدثتك نفسك بطلب الإخلاص فأقبِل على الطمع أولاً فاذبحه بسكين اليأس ، وأقبِل على المدح والثناء فازهد فيهما زهد عُشاق الدنيا في الآخرة فإذا استقام لك ذبح الطمع والزهد في الثناء والمدح ؛ سهل عليك الإخلاص .
فإذا قلت وما الذي يُسهل علي ذبح الطمع والزهد في الثناء والمدح .
قلت : أما ذبح الطمع فيسهله عليك علمُك يقيناً أنه ليس من شيء يُطمع فيه إلا وبيد الله وحده خزائنه ، لا يملكها غيره ، ولا يؤتى العبد منها شيئا سواه .
وأما الزهد في الثناء والمدح فيسهله عليك علمُك أنه ليس أحدٌ ينفع مدحه ويزين ويضر ذمه ويشين إلا الله وحده ، كما قال ذلك الأعرابيّ للنبي صلى الله عليه وسلم : إن مدحي زين وذمي شين . فقال : ( ذلك الله عز وجل ) .
فازهد في مدح من لا يزينك مدحه وفي ذم من لا يشينك ذمه ، وارغب في مدح من كلُّ الزين في مدحه وكل الشين في ذمه .
ولن تقدر على ذلك إلى بالصبر واليقين ؛ فمتى فقد الصبر واليقين كنت كمن أراد السفر في البحر في غير مركب ."
=========================================
"لا يجتمع الإخلاص في القلب ومحبة المدح والثناء والطمع فيما عند الناس ، إلا كما يجتمع الماء والنار والضبُّ والحوت .
فإذا حدثتك نفسك بطلب الإخلاص فأقبِل على الطمع أولاً فاذبحه بسكين اليأس ، وأقبِل على المدح والثناء فازهد فيهما زهد عُشاق الدنيا في الآخرة فإذا استقام لك ذبح الطمع والزهد في الثناء والمدح ؛ سهل عليك الإخلاص .
فإذا قلت وما الذي يُسهل علي ذبح الطمع والزهد في الثناء والمدح .
قلت : أما ذبح الطمع فيسهله عليك علمُك يقيناً أنه ليس من شيء يُطمع فيه إلا وبيد الله وحده خزائنه ، لا يملكها غيره ، ولا يؤتى العبد منها شيئا سواه .
وأما الزهد في الثناء والمدح فيسهله عليك علمُك أنه ليس أحدٌ ينفع مدحه ويزين ويضر ذمه ويشين إلا الله وحده ، كما قال ذلك الأعرابيّ للنبي صلى الله عليه وسلم : إن مدحي زين وذمي شين . فقال : ( ذلك الله عز وجل ) .
فازهد في مدح من لا يزينك مدحه وفي ذم من لا يشينك ذمه ، وارغب في مدح من كلُّ الزين في مدحه وكل الشين في ذمه .
ولن تقدر على ذلك إلى بالصبر واليقين ؛ فمتى فقد الصبر واليقين كنت كمن أراد السفر في البحر في غير مركب ."
=========================================
حب المدح والرضا به والغضب عند الذم
هناك تلازم بين المدح والرضا؛ لأن الرضا بالمدح يجر غالبا إلى كره من يذمه.
وصاحب هذا العيب قيدته نفسه فهو معها أين كانت، يحب من يمدحه ويعادي من يكشف عيبا أو خللا أو حتى ينصحه لأنه مس مشاعره وأحاسيسه، وهو بذلك يحقق لذة الجاه والمنزلة في القلوب.
ومن كانت هذه نفسه فإن صاحبها ذو نفس دنية صغيرة.
وقد يصل هذا العيب إلى درجة أن صاحبه يضيق صدره إذا لم يجد الثناء على عمل قام به، وربما يندم عليه وقد يكون صالحا، بل ويشعر أنه أضاع وقته وجهده بلا فائدة لأنه لم يجد القبول عند الناس.
ولهذا العيب آثار وخيمة إن لم يتدارك صاحبه نفسه فهو يؤدي إلى:
1- حرمان التوفيق الإلهي إذ به يركن إلى هذا الرضا ولا يحرص على تحسين مستواه العلمي وعلاقته بربه.
بل ربما يؤدي إلى نسيان نفسه فإن من أعجب بنفسه ضعف تشميره وإنما يشمر للعمل من يرى نفسه مقصرا.
ولذلك ورد النهي عن المدح في الوجه لمن يخاف عليه الفتنة.
2-نسيان نعمة الله تعالى عليه بتوفيقه إلى العمل وتيسير القيام به.
3-تشتت الهم بسبب ملاحظة قلوب الخلق، فإن رضى الناس غاية لا تدرك فكلما أرضى فريقا قد يسخط الفريق الآخر والنتيجة سخط الله وسخط الناس عليه.
4-رد النصيحة وبغض من ينصحه.
5-قد يجر إلى أن تصرف الأعمال لهدف واحد وهو مدح الناس والعياذ بالله ( وهو لا يشعر ) فالمهم أن يرضي نفسه ودواخله، وهذا أمر خطير قد يحبط العمل ويدخل في النفاق.
يقول ابن القيم في الفوائد: (لا يجتمع الإخلاص في القلب ومحبة المدح والثناء والطمع فيما عند الناس إلا كما يجتمع الماء والنار)
6-قد يعظم هذا العيب حتى تحب النفس وترضى أن تمدح بما ليس فيها وربما يدخل ذلك في قوله تعالى:
{لاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَواْ وَّيُحِبُّونَ أَن يُحْمَدُواْ بِمَا لَمْ يَفْعَلُواْ فَلاَ تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِّنَ الْعَذَابِ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } آل عمران 188
أي محبة أن يحمدوا على فعل الخير الذي ما فعلوه
7-يؤدي إلى العجب وحب الانتقام لها:
قال أبو عثمان : ( العجب يتولد من رؤية النفس وذكرها ومن رؤية الخلق وذكرهم)ا.هـ
وقد يسعى إلى النيل ممن ذمه والانتقام منه بل وظلمه و( هو يشعر بلذة شيطانية يرد بها اعتبار نفسه ).
1- أن يذكر نفسه بمجرد أن يتولد في نفسه ذلك الشعور أنه ليس أحد ينفع مدحه ويضر مقته إلا الله عز وجل.
وهذا يولد اليأس والزهد فيما عند الناس.
يقول ابن الجوزي (واعلم أن ترك النظر إلى الخلق ومحو الجاه من قلوبهم بالعمل وإخلاص القصد وستر الحال هو الذي رفع من رفع) .
وصدق ابن خثيم في قوله الجميل: (كل ما لا يراد به وجه الله يضمحل).
2-أن يقوم في نفسه أن المدح لا يزيد رزقا ولا أجلا، والذم لا يضره ولا يؤخر رزقه ولا يعجل أجله.
بذلك تفتر رغبته عن حب المدح وبغض الذم.
3-مشاهدة منة الله وتوفيقه وأنه بالله لا بنفسه.
يقول أحد السلف:-
(إذا رأى العبد نفسه في طاعة فليقل لنفسه هذا هو الذي منّ الله بها علي)
4-مراقبة الله عز وجل في السر والعلن وفي القلب بالذات.
يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في شرح رياض الصالحين:-
(وراقب الله في سرك وفي قلبك، انظر ماذا في قلبك من الشرك بالله والرياء وانحرافات والحقد على المؤمنين وبغضاء وكراهية ومحبة للكافرين وما أشبه ذلك من الأشياء التي لا يرضاها الله عز وجل ).
راقب قلبك فإن الله يقول:- }وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ {
راقب الله في مواضع ثلاثة ، الفعل والقول والقلب.
5-أن يتمثل بأخلاق السلف . فإن الرجل إذا مدح قال:
( اللهم اغفر لي ما لا يعلمون ولا تؤاخذني بما يقولون واجعلني خيرا مما يظنون)
فهذه العبارات ترد شرور النفس وتذكرها بحقيقتها.
ابن تيمية رحمه الله إن مدحه أحد في وجهه قال:
(والله إني إلى الآن أجدد إسلامي وما أسلمت بعد إسلاما جيدا)
ما ذكرناه لا يمنع أن الإنسان لا يخرج من بشريته فهو يفرح إذا مدح ويضيق صدره إذا سمع مذمته ولكن المهم أن يقف عند ذلك الشعور...يزنه بميزان الشرع وضوابطه والتي من أهمها الإخلاص لله فيما مدح وقبول النصيحة إذا قدمت له، فهو بذلك يحكمها ولا تحكمه ، ويرقى بها إلى الأعلى ولا تنزل به إلى الأسفل.
كما أن ذلك لا يتنافى مع حديث : (تلك عاجل بشرى المؤمن...)
يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:-
إذا عمل العمل لأجل الله (نلاحظ أنه في الأساس أنه لله تعالى وليس للمدح) ثم ألقى الله الثناء له في قلوب المؤمنين ففرح لم يضره ذلك ولم يعد من الرياء ..... والله أعلم.
======================================
م.ن
اللهم تجاوز عن أخطائنا وعن جهلنا
هناك تلازم بين المدح والرضا؛ لأن الرضا بالمدح يجر غالبا إلى كره من يذمه.
وصاحب هذا العيب قيدته نفسه فهو معها أين كانت، يحب من يمدحه ويعادي من يكشف عيبا أو خللا أو حتى ينصحه لأنه مس مشاعره وأحاسيسه، وهو بذلك يحقق لذة الجاه والمنزلة في القلوب.
ومن كانت هذه نفسه فإن صاحبها ذو نفس دنية صغيرة.
وقد يصل هذا العيب إلى درجة أن صاحبه يضيق صدره إذا لم يجد الثناء على عمل قام به، وربما يندم عليه وقد يكون صالحا، بل ويشعر أنه أضاع وقته وجهده بلا فائدة لأنه لم يجد القبول عند الناس.
ولهذا العيب آثار وخيمة إن لم يتدارك صاحبه نفسه فهو يؤدي إلى:
1- حرمان التوفيق الإلهي إذ به يركن إلى هذا الرضا ولا يحرص على تحسين مستواه العلمي وعلاقته بربه.
بل ربما يؤدي إلى نسيان نفسه فإن من أعجب بنفسه ضعف تشميره وإنما يشمر للعمل من يرى نفسه مقصرا.
ولذلك ورد النهي عن المدح في الوجه لمن يخاف عليه الفتنة.
2-نسيان نعمة الله تعالى عليه بتوفيقه إلى العمل وتيسير القيام به.
3-تشتت الهم بسبب ملاحظة قلوب الخلق، فإن رضى الناس غاية لا تدرك فكلما أرضى فريقا قد يسخط الفريق الآخر والنتيجة سخط الله وسخط الناس عليه.
4-رد النصيحة وبغض من ينصحه.
5-قد يجر إلى أن تصرف الأعمال لهدف واحد وهو مدح الناس والعياذ بالله ( وهو لا يشعر ) فالمهم أن يرضي نفسه ودواخله، وهذا أمر خطير قد يحبط العمل ويدخل في النفاق.
يقول ابن القيم في الفوائد: (لا يجتمع الإخلاص في القلب ومحبة المدح والثناء والطمع فيما عند الناس إلا كما يجتمع الماء والنار)
6-قد يعظم هذا العيب حتى تحب النفس وترضى أن تمدح بما ليس فيها وربما يدخل ذلك في قوله تعالى:
{لاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَواْ وَّيُحِبُّونَ أَن يُحْمَدُواْ بِمَا لَمْ يَفْعَلُواْ فَلاَ تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِّنَ الْعَذَابِ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } آل عمران 188
أي محبة أن يحمدوا على فعل الخير الذي ما فعلوه
7-يؤدي إلى العجب وحب الانتقام لها:
قال أبو عثمان : ( العجب يتولد من رؤية النفس وذكرها ومن رؤية الخلق وذكرهم)ا.هـ
وقد يسعى إلى النيل ممن ذمه والانتقام منه بل وظلمه و( هو يشعر بلذة شيطانية يرد بها اعتبار نفسه ).
**العـــــــــــــــــــلاج**
1- أن يذكر نفسه بمجرد أن يتولد في نفسه ذلك الشعور أنه ليس أحد ينفع مدحه ويضر مقته إلا الله عز وجل.
وهذا يولد اليأس والزهد فيما عند الناس.
يقول ابن الجوزي (واعلم أن ترك النظر إلى الخلق ومحو الجاه من قلوبهم بالعمل وإخلاص القصد وستر الحال هو الذي رفع من رفع) .
وصدق ابن خثيم في قوله الجميل: (كل ما لا يراد به وجه الله يضمحل).
2-أن يقوم في نفسه أن المدح لا يزيد رزقا ولا أجلا، والذم لا يضره ولا يؤخر رزقه ولا يعجل أجله.
بذلك تفتر رغبته عن حب المدح وبغض الذم.
3-مشاهدة منة الله وتوفيقه وأنه بالله لا بنفسه.
يقول أحد السلف:-
(إذا رأى العبد نفسه في طاعة فليقل لنفسه هذا هو الذي منّ الله بها علي)
4-مراقبة الله عز وجل في السر والعلن وفي القلب بالذات.
يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في شرح رياض الصالحين:-
(وراقب الله في سرك وفي قلبك، انظر ماذا في قلبك من الشرك بالله والرياء وانحرافات والحقد على المؤمنين وبغضاء وكراهية ومحبة للكافرين وما أشبه ذلك من الأشياء التي لا يرضاها الله عز وجل ).
راقب قلبك فإن الله يقول:- }وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ {
راقب الله في مواضع ثلاثة ، الفعل والقول والقلب.
5-أن يتمثل بأخلاق السلف . فإن الرجل إذا مدح قال:
( اللهم اغفر لي ما لا يعلمون ولا تؤاخذني بما يقولون واجعلني خيرا مما يظنون)
فهذه العبارات ترد شرور النفس وتذكرها بحقيقتها.
ابن تيمية رحمه الله إن مدحه أحد في وجهه قال:
(والله إني إلى الآن أجدد إسلامي وما أسلمت بعد إسلاما جيدا)
وقفــــــــــــــة:
ما ذكرناه لا يمنع أن الإنسان لا يخرج من بشريته فهو يفرح إذا مدح ويضيق صدره إذا سمع مذمته ولكن المهم أن يقف عند ذلك الشعور...يزنه بميزان الشرع وضوابطه والتي من أهمها الإخلاص لله فيما مدح وقبول النصيحة إذا قدمت له، فهو بذلك يحكمها ولا تحكمه ، ويرقى بها إلى الأعلى ولا تنزل به إلى الأسفل.
كما أن ذلك لا يتنافى مع حديث : (تلك عاجل بشرى المؤمن...)
يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:-
إذا عمل العمل لأجل الله (نلاحظ أنه في الأساس أنه لله تعالى وليس للمدح) ثم ألقى الله الثناء له في قلوب المؤمنين ففرح لم يضره ذلك ولم يعد من الرياء ..... والله أعلم.
======================================
م.ن
اللهم تجاوز عن أخطائنا وعن جهلنا
تعليق