إعداد أخوات: مجموعة القابضات على الجمر
الموضوع : الرفق
وبه نستعين وصلّ اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد
أخي المسلم.......أختي المسلمة.......
من يستعن بالرفق في أمره * يستخرج الحية من وكرها
ورافق الرفق في كل الأمور فلم * يندم رفيقٌ ولم يذممه انسانُ
ولا يغرنّك حظٌّ جره خُرقٌ * فالخُرقُ هدمٌ ورفق المرء بنيانُ
الرفق صفة من أعظم الصفات، وكيف لا تكون كذلك وقد اتصف بل تسمى الله جل جلاله بها، وهي طريق موصل إلى الجنة، ودليل على كمال الإيمان وحسن الإسلام، تثمر محبة الله ومحبة الناس, وهي علامة على صلاح العبد وحسن استقامته ورفعة خلقه. تقتل في قلب صاحبها كل غل وحسد. وهي والله سعادة للعبد في الدارين وهي دليل واضح بيِّنٌ على فقه الرجل وأناته وحكمته وتعقله, إنها - عباد الله - صفة الرفق.
إن الرفق ما كان في شيء إلا زانه ولا نزع من شيء إلا شانه..
والرفق في الدعوة مطلوب من الداعية فإن الله تعالى امتدح خير خلقه وصفوت رسله ..
بقوله {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ} سورة آل عمران الآيه (159)
فكم من داعية أضر بالمدعوين من حيث يريد الإحسان إليهم..
ونفرهم من الدين في حين أراد تأليفهم..
وأبعدهم عن الصالحين حين أراد تواصلهم وتقريبهم..
وقد حث رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _ على الرفق فقال : " إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله "
والإنسان المسلم برفقه ولينه يصير بعيداً عن النار ، ويكون قريباً من أهل الجنة
فقد قال رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _ : " ألاأخبركم بمن يحرم على النار ، وبمن تحرم عليه النار ؟ على كل قريب هين سهل "
( رواه عبد الله بن مسعود )
فانظروا جزاء من يتعامل برفق فلماذا لا نغير من أنفسنا ؟
وإذا كان المسلم رفيقا فإن الله سبحانه وتعالى سوف يرفق به يوم القيامة
قال الرسول _ صلى الله عليه وسلم _ "اللهم من ولي من أمر أمتي شيئا فشق عليهم فاشقق عليه ، و من ولي من أمر أمتي شيئا فرفق بهم فارفق به "
فانظركل هذا الفضل العظيم ينتظرك وأنت غافل عنه فأسرع هيا وغير من نفسك وكن رفيقا حتي يرفق الله بك .
ما هو الرفق؟
الرفق هو التلطف في الأمور، والبعد عن العنف والشدة والغلظة. وقد أمر الله بالتحلي بخلق الرفق في سائر الأمور،
فقال:
{خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ}.[الأعراف: 199]،
وقال تعالى:
{وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ } [فصلت: 34].
فضل الرفق:
حثَّ النبي صلى الله عليه وسلم على الرفق، فقال:
(إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله) [متفق عليه]،
وقال الله صلى الله عليه وسلم:
(إن الله رفيق، يحب الرفق، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف، وما لا يعطي على ما سواه)
[مسلم].
والمسلم برفقه ولينه يصير بعيدًا عن النار، ويكون من أهل الجنة،
قال النبي صلى الله عليه وسلم:
(ألا أخبركم بمن يحْرُم على النار؟ أو بمن تَحْرُم عليه النار؟ تَحْرُم النار على كل قريب هين لين سهل) [الترمذي وأحمد].
وإذا كان المسلم رفيقًا مع الناس، فإن الله -سبحانه- سيرفق به يوم القيامة،
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو، فيقول:
(اللهم مَنْ وَلِي من أمر أمتي شيئًا فرفق بهم، فارفق به) [مسلم].
أنواع الرفق
الرفق خلق عظيم، وما وُجِدَ في شيء إلا حَسَّنَه وزَيَّنَه،
قال الله صلى الله عليه وسلم: (إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه (حسنه وجمله)، ولا يُنْزَعُ من شيء إلا شانه عابه)
[مسلم].
ومن أشكال الرفق التي يجب على المسلم أن يتحلى بها:
((الرفق بالناس))
فالمسلم لا يعامل الناس بشدة أو عنف أو جفاء، وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم أبعد ما يكون عن الغلظة والشدة،
قال تعالى:
{وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ }
[آل عمران: 159].
وقد جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أوصني؟ فقال له: (لا تغضب) [البخاري].
والمسلم لا يُعَير الناس بما فيهم من عيوب، بل يرفق بهم،
رُوِي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
(لا تُظهر الشماتة لأخيك، فيرحمه الله ويبتليك (أي: يصيبك بمثل ما أصابه) [الترمذي].
والمسلم لا يسب الناس، ولا يشتمهم،
وقد حذَّر النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك فقال:
(سباب المسلم فسوف وقتاله كفر)
[متفق عليه].
((الرفق بالخدم))
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم رفيقًا بالخدم، وأمر من عنده خادم أن يطعمه مما يأكل، ويلبسه مما يلبس، ولا يكلفه ما لا يطيق، فإن كلَّفه ما لا يطيق فعليه أن يعينه.
يقول صلى الله عليه وسلم في حق الخدم:
(من لطم مملوكه أو ضربه فكفارته أن يعْتِقَه (يجعله حرًّا) [مسلم].
((الرفق بالحيوانات))
نهى الإسلام عن تعذيب الحيوانات والطيور وكل شيء فيه روح،
وقد مَرَّ أنس بن مالك على قوم نصبوا أمامهم دجاجة، وجعلوها هدفًا لهم، وأخذوا يرمونها بالحجارة، فقال أنس:
نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تُصْبَرَ البهائم
(أي تحبس وتعذب وتقيد وترمي حتى الموت). [مسلم].
ومَرَّ ابن عمر -رضي الله عنه- على فتيان من قريش، وقد وضعوا أمامهم طيرًا، وأخذوا يرمونه بالنبال، فلما رأوا ابن عمر تفرقوا، فقال لهم: مَنْ فعل هذا؟ لعن الله من فعل هذا، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن من اتخذ شيئًا فيه الروح غرضًا (هدفًا يرميه). [مسلم].
ومن الرفق بالحيوان ذبحه بسكين حاد حتى لا يتعذب
يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الله كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم (أي: في الحروب) فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح، ولْيُحِدَّ أحدُكم شَفْرَتَه (السكينة التي يذبح بها)، ولْيُرِحْ ذبيحته) [متفق عليه].
وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم أن الله سبحانه قد غفر لرجل؛ لأنه سقى كلبًا كاد يموت من العطش. بينما دخلت امرأة النار؛ لأنها حبست قطة، فلم تطعمها ولم تَسْقِهَا حتى ماتت.
((الرفق بالجمادات))
المسلم رفيق مع كل شيء، حتى مع الجمادات، فيحافظ على أدواته، ويتعامل مع كل ما حوله بلين ورفق، ولا يعرضها للتلف بسبب سوء الاستعمال والإهمال
نماذج من رفق رسول الله صلى الله عليه وسلم
وقد كان في حياته صلى الله عليه وسلم الكثير من المواقف والتي هي مواضع قدوة لكل داعية..
فانظر إليه عليه الصلاة والسلام وقد جاءه شاب يافع فقال له :يا رسول الله ائذن لي في الزنا!!..
عجبا هذا الشاب يريد الائذن في هذه الفاحشة العظيمة ..والمصيبة الكبيرة..
يريد أن تستباح الأعراض..وتنتهك الحرمات..يريد أن يفعل ذلك الفعل المشين ..والإثم المبين..
بل وأن يؤذن له في ذلك من سيد الأولين والآخرين..
فصاح به الناس..فيقول عليه الصلاة والسلام دعوه..
فيقربه ويدنيه..ويفتح معه ذلك الحوار العظيم..
أترضاه لأمك..فيجيب الشاب:لا ..
فكذلك الناس لا يرضونه لأمهاتهم!..
أترضاه لأختك؟!!..
فيقول الشاب :لا ..
فكذلك الناس لا يرضونه لأخواتهم!..
أترضاه لعمتك أترضاه لخالتك؟؟...وفي كل ذلك يجيب الشاب : لا ..
فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده على صدره فقال اللهم كفر ذنبه وطهر قلبه وحصن فرجه ..
فما كان الفتى بعد ذلك يلتفت إلى شيء..
الله أكبر..
الموضوع : الرفق
وبه نستعين وصلّ اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد
أخي المسلم.......أختي المسلمة.......
من يستعن بالرفق في أمره * يستخرج الحية من وكرها
ورافق الرفق في كل الأمور فلم * يندم رفيقٌ ولم يذممه انسانُ
ولا يغرنّك حظٌّ جره خُرقٌ * فالخُرقُ هدمٌ ورفق المرء بنيانُ
الرفق صفة من أعظم الصفات، وكيف لا تكون كذلك وقد اتصف بل تسمى الله جل جلاله بها، وهي طريق موصل إلى الجنة، ودليل على كمال الإيمان وحسن الإسلام، تثمر محبة الله ومحبة الناس, وهي علامة على صلاح العبد وحسن استقامته ورفعة خلقه. تقتل في قلب صاحبها كل غل وحسد. وهي والله سعادة للعبد في الدارين وهي دليل واضح بيِّنٌ على فقه الرجل وأناته وحكمته وتعقله, إنها - عباد الله - صفة الرفق.
إن الرفق ما كان في شيء إلا زانه ولا نزع من شيء إلا شانه..
والرفق في الدعوة مطلوب من الداعية فإن الله تعالى امتدح خير خلقه وصفوت رسله ..
بقوله {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ} سورة آل عمران الآيه (159)
فكم من داعية أضر بالمدعوين من حيث يريد الإحسان إليهم..
ونفرهم من الدين في حين أراد تأليفهم..
وأبعدهم عن الصالحين حين أراد تواصلهم وتقريبهم..
وقد حث رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _ على الرفق فقال : " إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله "
والإنسان المسلم برفقه ولينه يصير بعيداً عن النار ، ويكون قريباً من أهل الجنة
فقد قال رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _ : " ألاأخبركم بمن يحرم على النار ، وبمن تحرم عليه النار ؟ على كل قريب هين سهل "
( رواه عبد الله بن مسعود )
فانظروا جزاء من يتعامل برفق فلماذا لا نغير من أنفسنا ؟
وإذا كان المسلم رفيقا فإن الله سبحانه وتعالى سوف يرفق به يوم القيامة
قال الرسول _ صلى الله عليه وسلم _ "اللهم من ولي من أمر أمتي شيئا فشق عليهم فاشقق عليه ، و من ولي من أمر أمتي شيئا فرفق بهم فارفق به "
فانظركل هذا الفضل العظيم ينتظرك وأنت غافل عنه فأسرع هيا وغير من نفسك وكن رفيقا حتي يرفق الله بك .
ما هو الرفق؟
الرفق هو التلطف في الأمور، والبعد عن العنف والشدة والغلظة. وقد أمر الله بالتحلي بخلق الرفق في سائر الأمور،
فقال:
{خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ}.[الأعراف: 199]،
وقال تعالى:
{وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ } [فصلت: 34].
فضل الرفق:
حثَّ النبي صلى الله عليه وسلم على الرفق، فقال:
(إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله) [متفق عليه]،
وقال الله صلى الله عليه وسلم:
(إن الله رفيق، يحب الرفق، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف، وما لا يعطي على ما سواه)
[مسلم].
والمسلم برفقه ولينه يصير بعيدًا عن النار، ويكون من أهل الجنة،
قال النبي صلى الله عليه وسلم:
(ألا أخبركم بمن يحْرُم على النار؟ أو بمن تَحْرُم عليه النار؟ تَحْرُم النار على كل قريب هين لين سهل) [الترمذي وأحمد].
وإذا كان المسلم رفيقًا مع الناس، فإن الله -سبحانه- سيرفق به يوم القيامة،
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو، فيقول:
(اللهم مَنْ وَلِي من أمر أمتي شيئًا فرفق بهم، فارفق به) [مسلم].
أنواع الرفق
الرفق خلق عظيم، وما وُجِدَ في شيء إلا حَسَّنَه وزَيَّنَه،
قال الله صلى الله عليه وسلم: (إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه (حسنه وجمله)، ولا يُنْزَعُ من شيء إلا شانه عابه)
[مسلم].
ومن أشكال الرفق التي يجب على المسلم أن يتحلى بها:
((الرفق بالناس))
فالمسلم لا يعامل الناس بشدة أو عنف أو جفاء، وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم أبعد ما يكون عن الغلظة والشدة،
قال تعالى:
{وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ }
[آل عمران: 159].
وقد جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أوصني؟ فقال له: (لا تغضب) [البخاري].
والمسلم لا يُعَير الناس بما فيهم من عيوب، بل يرفق بهم،
رُوِي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
(لا تُظهر الشماتة لأخيك، فيرحمه الله ويبتليك (أي: يصيبك بمثل ما أصابه) [الترمذي].
والمسلم لا يسب الناس، ولا يشتمهم،
وقد حذَّر النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك فقال:
(سباب المسلم فسوف وقتاله كفر)
[متفق عليه].
((الرفق بالخدم))
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم رفيقًا بالخدم، وأمر من عنده خادم أن يطعمه مما يأكل، ويلبسه مما يلبس، ولا يكلفه ما لا يطيق، فإن كلَّفه ما لا يطيق فعليه أن يعينه.
يقول صلى الله عليه وسلم في حق الخدم:
(من لطم مملوكه أو ضربه فكفارته أن يعْتِقَه (يجعله حرًّا) [مسلم].
((الرفق بالحيوانات))
نهى الإسلام عن تعذيب الحيوانات والطيور وكل شيء فيه روح،
وقد مَرَّ أنس بن مالك على قوم نصبوا أمامهم دجاجة، وجعلوها هدفًا لهم، وأخذوا يرمونها بالحجارة، فقال أنس:
نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تُصْبَرَ البهائم
(أي تحبس وتعذب وتقيد وترمي حتى الموت). [مسلم].
ومَرَّ ابن عمر -رضي الله عنه- على فتيان من قريش، وقد وضعوا أمامهم طيرًا، وأخذوا يرمونه بالنبال، فلما رأوا ابن عمر تفرقوا، فقال لهم: مَنْ فعل هذا؟ لعن الله من فعل هذا، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن من اتخذ شيئًا فيه الروح غرضًا (هدفًا يرميه). [مسلم].
ومن الرفق بالحيوان ذبحه بسكين حاد حتى لا يتعذب
يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الله كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم (أي: في الحروب) فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح، ولْيُحِدَّ أحدُكم شَفْرَتَه (السكينة التي يذبح بها)، ولْيُرِحْ ذبيحته) [متفق عليه].
وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم أن الله سبحانه قد غفر لرجل؛ لأنه سقى كلبًا كاد يموت من العطش. بينما دخلت امرأة النار؛ لأنها حبست قطة، فلم تطعمها ولم تَسْقِهَا حتى ماتت.
((الرفق بالجمادات))
المسلم رفيق مع كل شيء، حتى مع الجمادات، فيحافظ على أدواته، ويتعامل مع كل ما حوله بلين ورفق، ولا يعرضها للتلف بسبب سوء الاستعمال والإهمال
نماذج من رفق رسول الله صلى الله عليه وسلم
وقد كان في حياته صلى الله عليه وسلم الكثير من المواقف والتي هي مواضع قدوة لكل داعية..
فانظر إليه عليه الصلاة والسلام وقد جاءه شاب يافع فقال له :يا رسول الله ائذن لي في الزنا!!..
عجبا هذا الشاب يريد الائذن في هذه الفاحشة العظيمة ..والمصيبة الكبيرة..
يريد أن تستباح الأعراض..وتنتهك الحرمات..يريد أن يفعل ذلك الفعل المشين ..والإثم المبين..
بل وأن يؤذن له في ذلك من سيد الأولين والآخرين..
فصاح به الناس..فيقول عليه الصلاة والسلام دعوه..
فيقربه ويدنيه..ويفتح معه ذلك الحوار العظيم..
أترضاه لأمك..فيجيب الشاب:لا ..
فكذلك الناس لا يرضونه لأمهاتهم!..
أترضاه لأختك؟!!..
فيقول الشاب :لا ..
فكذلك الناس لا يرضونه لأخواتهم!..
أترضاه لعمتك أترضاه لخالتك؟؟...وفي كل ذلك يجيب الشاب : لا ..
فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده على صدره فقال اللهم كفر ذنبه وطهر قلبه وحصن فرجه ..
فما كان الفتى بعد ذلك يلتفت إلى شيء..
الله أكبر..
الحديث الأول
عن عائشة رضي الله عنها قالت : إن اليهود أتوا النبي صلى الله عليه وسلم فقال اليهود : السام عليكم ( الموت عليكم ) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : وعليكم قالت عائشة رضي الله عنها : السام عليكم ولعنكم الله وغضب عليكم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( مهلا يا عائشة !! عليك بالرفق وإياك والعنف والفحش ) فقالت عائشة رضي الله عنها : أو لم تسمع ما قالوا فقال الرسول صلى عليه وسلم : ( أو لم تسمعي ما قلت رددت عليهم " فيستجاب لي ولا يستجاب لهم في " ) رواه البخاري ...
وفي رواية مسلم :
( لا تكوني فاحشة فإن الله لا يحب الفحش والتفحش )
الحديث الثاني
عن أنس رضي الله عنه قال : بينما نحن في المسجد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاء أعرابي فقام يبول في المسجد أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم يصيحون به : مه مه ( أي أترك ) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تزرفوه دعوه ( لا تقطعوا بوله ) فيترك الصحابة الأعرابي يقضي بوله ثم يدعوا الرسول عليه الصلاة والسلام الأعرابي فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم للأعرابي : إن المساجد لا تصلح لشيء من هذا البول والقذر إنما هي لذكر الله والصلاة وقراءة القرآن .
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه : إنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين صبوا عليه دلوا من الماء . فقال الأعرابي : اللهم ارحمني ومحمدا ولا ترحم معنا أحدا .
فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( لقد تحجرت واسعا ) " أي ضيقت واسعا " متفق عليه ...
فانظر أخي القارئ أختي القارئة إلى الآثار المباركة بالرفق فاعمل به تسعد وتسعد الآخرين وإياك والعنف فإنه شقاء لك وللآخرين ...
وهذه بعض الرسائل فى الرفق
رسالة إلى كل داعي ناصح مرشد للخير
أوجه هذه الرسالة إلى كل داعي وناصح للخير رفقاً بمن تنصحه قل له قولاً ليناً لا تكلمه بغلظة وقسوة لأن ذلك سيسبب بعده عنك وعدم الاهتمام بك فتأملوا خطاب الله عزوجل لسيدنا موسى واخوه هارون عليهما السلام
حيث قال الله تعالى : " اذهبا إلى فرعون إنه طغى . فقولا له قولًا لينًا لعله يتذكر أو يخشى "
هذا هو أسلوب الخطاب إلى فرعون الظالم الطاغي فكيف بإخوانك المسلمين ؟
رسالة إلى كل إنسان مسئول :
إلى كل إنسان مسئول كن رفيقاً بمن هم في تحت مسئوليتك لا تعاملهم بقسوة فقد قال رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _ : "اللهم من ولي منأمتي شيئا فرفق بهم فأرفق به ومن ولي من أمر أمتي شيئا فشق عليهم فاشقق عليه "
فيجب عليك أن تساعدهم وتحاول أن تفعل كل ما بوسعك لسعادتهم
وإن أحسنت فسيحسن الله إليك وإن أسأت فسوف يجزيك الله على إساءتك
وسيكون الضرر في النهاية عليك أنت .
رسالة إلى الآباء والأمهات :
رفقاً بأبنائكم لا تعاملوهم بغلظة حاولوا أن تقتربوا منهم وترفقوا بهم
لأن التربية بالرفق أكثر نفعا لهؤلاء الأبناء لأن ذلك سيكون سبباً في محبتهم للخير وكرههم للعنف والقسوة وسيحدد مصيرهم لأنهم سيأخذوا منكم ما تقومون به وسوف تحاسبون أنتم على كل هذا
وقد قال رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _ : "ما كان الرفق في شيء إلا زانه وما نزع من شيء إلاشانه"
رسالة إلى كل ابن :
ابني الحبيب ارفق بوالديك فهم أقرب الناس إليك لا تعاملهم بقسوة وإذا فكرت يوماً بأن تعاملهم بغلظة فتذكر فضلهم الكبير عليك فهما اللذان سهرا على تربيتك ، ولا تتأفف لهم أبداً ولكن كن رفيقا بهم وصديقاً لهم وحاول أن ترضيهم بأي شي فقد قال الله تعالى : {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا} سورة الإسراء الآيه(23 :24)
إنها وصية من الله تعالى لك من كتابه فعليك بالبر والإحسان لهما وعاملهما بلطف ومحبة .
رسالة إلى الأزواج :
ارفقوا بزوجاتكم وكونوا رحماء لهم فقد كان الرسول _ صلى الله عليه وسلم _ أرفق الناس بعائشة رضي الله عنها والذي يدل على ذلك أنه حينما جرى بينها وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم كلام حتى دخل أبو بكر حكما بينهما .
فقال النبي صلى الله عليه وسلم" :تكلمي أو أتكلم"
فقالت رضي الله عنها : تكلم أنت ولا تقل إلا حقا ..
فلطمهاأبو بكر رضي الله عنه حتى أدمى فاها وقال : أو يقول غير الحق يا عدوة نفسها؟فاستجارت برسول الله صلى الله عليه وسلم وقعدت خلف ظهره ..
فقال النبي صلى الله عليه وسلم :
" إنا لم ندعك لهذا , ولم نرد منك هذا "
( صحيح البخاري )
فانظروا رحمة رسول الله بزوجته فهيا اقتدوا به وافعلوا مثله
رسالة إلى الزوجات :
ارفقوا بأزواجكن ولا تكلفوهم الكثير وامتثلوا لأمر أزواجكن وقدروا ظروفهم واجعلوا أمهات المؤمنين قدوة لكن
وحاولن أن تفعلن كل ما بوسعكن من أجل إسعادهم
رسالة إلى كل من أنعم الله عليه بالخدم
عاملوا الخدم برفق ولين ولا تكلفوهم مالا يطيقونه وحاولوا أن تسعدوهم ولا تعاملوهم بجفاء ولكن عاملوهم كإخوة لكم
فقد قال رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _ "ولا تكلفوهم ما يغلبهم فإن كلفتموهم ما يغلبهم فأعينوهم ".
بعض الدروس عن الرفق
الرفق للشيخ محمد إسماعيل المقدم
محاضرة للشيخ محمد الصاوى (الرفق يا أمة الرفق)
الرفق في الدعوة إلى الله (الشيخ ياشر برهامي )
دعوة إبراهيم لأبيه والرفق في الدعوه من سلسلة: قصة إبراهيم عليه السلام
الشيخ: أحمد حطيبة
.باب أمر ولاة الأمور بالرفق برعايهم
الشيخ: محمد صالح المنجد
أهمية الرفق في حياة المسلم
الشيخ: محمود المصرى
.الرفق يا شباب
تعليق