إن الحمد لله نحمده ونستعين به ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا. من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهدُ أن محمدًا عبده ورسوله.
فقلب عالي الهمه
لا يعرف القيود ولا القطبان
لا تأسره الارض كلها وما عليها
فقلب عالي الهمه
لا يعرف الغفله , ولا يحتال عليه كاذب
لا يصيده شيطان
كما قال احد السلف
(( إن المؤمن لينفي شيطانه كما ينفي أحدكم بعيره في سفره ))
ويقول بن الجوزي
(( لا بد للسالك من همه تسيره و ترقيه وعلم يعلمه ويهديه ))
ويقول بن القيم
سمعت شيخ الأسلام بن تيميه رحمة الله عليه يقول
(( إني لا أنظر إلي كلام الحكيم ، أنما أنظر إلي همته ))
سمعت شيخ الأسلام بن تيميه رحمة الله عليه يقول
(( إني لا أنظر إلي كلام الحكيم ، أنما أنظر إلي همته ))
إذن للهمه معني ..... ولعلوها معاني وأسباب..... فهل
يعقل أن نعلو بها قبل أن نصل إلي معناها
معني الهمــــــــــه
قال أهل اللغه (( الهمه ))
( فعله من الهم وهو مبدأ الأراده ولكن خصوها بنهاية الارده )
( وهي الباعث علي الفعل وتوصف بعلو أو سفول )
(وهي توجه القلب وقصده بجميع قواه الروحانيه إلي جانب الحق لحصوله الكمال له او لغيره )
((والهمه)) طليعة كل الأعمال ومقدمتها
قال أحد الصالحين
( همتك فحفظها فإن الهمه مقدمة الأشياء )
قال أحد الصالحين
( همتك فحفظها فإن الهمه مقدمة الأشياء )
(( وقيل أن الهمه )) عمل قلبي لا سلطان عليه لغير صاحبه
وكما أن الطائر يطير بجناحيه كذلك المرء يطير بهمته
وكما أن الطائر يطير بجناحيه كذلك المرء يطير بهمته
(( وعلو الهمه ))
(هي أستصغار النهايه من معالي الأمور)
(وهي أيضا خروج النفس علي غاية كمالها الممكن لها في العلم والعمل)
(وهي أيضا خروج النفس علي غاية كمالها الممكن لها في العلم والعمل)
والمراد هنا إن علو الهمه في كمال الارادة بحسب كمال مرادها وقيمة العمل في قيمة معلومه
فإن تعلقت الأردة إلي ما لايبلي ولا يفوت وعزمنا علي رضا الحي الذي لا يموت
وتمسكنا بقدوتنا محمد صلي الله عليه وسلم
ولم نآخذ علمنا إلا بالعلم الموروث عن نبينا محمد
في القرآن والسنه
في القرآن والسنه
كانت لنا السعادة الكامله في الدنيا والأخرة
والسؤال هنا
لما ونحن مسلمين موحدين بالله لنا منهج تضعف همتنا بل تكاد أن تصل إلي الانحطاط ما السبب لذلك وما علاجه
وكيف نخرج من هذه الأزمه
وكيف نخرج من هذه الأزمه
أسباب ضعف وأنحطاط الهمم
الوهن
وهو كما فسره نبينا محمد صلي الله عليه وسلم
(( حب الدنيا وكراهية الموت ))
(( حب الدنيا وكراهية الموت ))
فحب الدنيا هو الشر كله ومكمن كل بليه
فيورث صاحبه الزل والمهانه
فيورث صاحبه الزل والمهانه
اما عن كراهيه الموت فهو ثمرة حب الدنيا فعندما أحب الدنيا نسي لقاء ربه فلم يعمل لهذا اليوم
الفتور
وسبب الوصول الي الفتور هو عدم تجديد النيه دائما
بأن تكون أعمالنا خالصة لوجه الله وأن نعزم علي المداومه علي الأعمال التي نقوم بها وإن قلت
بأن تكون أعمالنا خالصة لوجه الله وأن نعزم علي المداومه علي الأعمال التي نقوم بها وإن قلت
وعن أم المؤمنين عائشه رضي الله عنها
قال رسول
قال رسول
(( يا أيها الناس خذوا من الأعمال ما تطيقون فإن الله لا يمل حتي تملو ، وإن أحب الأعمال إلي الله ما دام وإن قل ))
أهدار الوقت وضياعه في ما لا يفيد
قال صلي الله عليه وسلم (( نعمتان مغبون فيهما كثيرمن الناس الصحة والفراغ ))
فمن ضيع وقته ضيع عمره ومن ضيع عمره أنقضي أجله فلا عمل له بعد اليوم ، ونحن نري كيف يقضي أبناء المسلمين وشبابهم بل أحيانآ كبراؤهم وعقلاؤهم أوقاتهم في التسكع في المجمعات ومضايقه الخلق وفي اللعب الباطل أو في المقاهي العابثه لا يقيمون للوقت وزنا ولا لحياتهم معني
فمن ضيع وقته ضيع عمره ومن ضيع عمره أنقضي أجله فلا عمل له بعد اليوم ، ونحن نري كيف يقضي أبناء المسلمين وشبابهم بل أحيانآ كبراؤهم وعقلاؤهم أوقاتهم في التسكع في المجمعات ومضايقه الخلق وفي اللعب الباطل أو في المقاهي العابثه لا يقيمون للوقت وزنا ولا لحياتهم معني
العجز والكسل
وقد استعاذ نبينا محمد منهما
فالكسل يورث الفشل فكم من ناجح متفوق ذكي تسبب له الكسل في خسران موهبته وأنطفاء نور نجاحه
فالكسل يورث الفشل فكم من ناجح متفوق ذكي تسبب له الكسل في خسران موهبته وأنطفاء نور نجاحه
الغفلة
وشجرة الغفلة تسقي بماء الجهل الذي هو عدو الفضائل كلها
وعلي المؤمن الأنتباه من الغفلة ومعالجة قلبه ، فنحن أحوج ما يكون في زماننا هذا إلي اليقظه والعمل
وعلي المؤمن الأنتباه من الغفلة ومعالجة قلبه ، فنحن أحوج ما يكون في زماننا هذا إلي اليقظه والعمل
التسويف والتمني
عندما يكون الأنسان لا يبالي بما حوله يتمني دون عمل ويبقي في وهم من نسج خياله ويعينه علي ذلك الشيطان ، فلا يحصد غير الفشل
كما قيل :-
(( إذا تمنيت بت الليل مغتبطآ إن المني رأس المفاليس ))
كما قيل :-
(( إذا تمنيت بت الليل مغتبطآ إن المني رأس المفاليس ))
إتباع سافل الهمه من طلاب الدنيا
وهو صديق السوء الذي يضعف الهمم علي فعل الخيرات ويحث دائما علي كل رزيل ولا يعين إلا علي كل شر فالحذر من هؤلاء
العشق
وهي القاضيه علي الهمم العاليه فصاحبها أسير معشوقه لا يري ولا يعمل إلا من أجله فينسي حب الله
فينطبق عليه قول الله عز وجل
فينطبق عليه قول الله عز وجل
ِ{بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً }الكهف50
الأنحراف في فهم العقيدة
ومنها عدم التوكل علي الله سبحانه وتعالي وعدم تصحيح النيه في الأقوال والأفعال وجعل العمل خالص لله وحده وعدم الأيمان بالقدر
الفناء في تحقيق حقوق الأهل والأبناء
فيتوسع في تحقيق كل مطالبهم نظرا لقوله صلي الله عليه وسلم
(( وإن لنفسك عليك حق ))
مع الغفله عن قوله صلي الله عليه وسلم (( وإن لربك عليك حق ))
(( وإن لنفسك عليك حق ))
مع الغفله عن قوله صلي الله عليه وسلم (( وإن لربك عليك حق ))
المناهج التربويه الهدامه
سواء كانت هذه المناهج تمس العقيده والدين أمثال الصوفين
أوالمناهج التربويه العلمية التي تنتمي للغرب
وتخرج أجيالآ مقطوعة الصلة بالله
أوالمناهج التربويه العلمية التي تنتمي للغرب
وتخرج أجيالآ مقطوعة الصلة بالله
توالي الضربات وإزدياد أضطهاد العاملين علي الأسلام
فيعمل ذلك علي الشعور بالأحباط
وخصوصآ عندما يجهل الأنسان حقيقة الأبتلاء فيشعر بطول الطريق ،
وقد كان صلي الله عليه وسلم يعزي أصحابه في مكه
بتبشيرهم بأن المستقبل للأسلام ( وبأن العاقبة للمتقين )
وخصوصآ عندما يجهل الأنسان حقيقة الأبتلاء فيشعر بطول الطريق ،
وقد كان صلي الله عليه وسلم يعزي أصحابه في مكه
بتبشيرهم بأن المستقبل للأسلام ( وبأن العاقبة للمتقين )
أخي ستبيد جيوش الظلام **** ويشرق في الكون فجـر جديد
فأطلق لروحك إشراقها ***** تــر الفجــر يرمقنا من جديد
فأطلق لروحك إشراقها ***** تــر الفجــر يرمقنا من جديد
إن في القرآن رسائل أتتنا من قبل ربنا عز وجل نتدبرها في الصلوات ونقف عليها في الخلوات وننفذها في الطاعات
فهل في القرآن ما يدعوا لعلو الهمم
نعم والأمثله كثيره علي ذلك فقط تدبر معي
فهل في القرآن ما يدعوا لعلو الهمم
نعم والأمثله كثيره علي ذلك فقط تدبر معي
كيف حث القرآن الكريم علي علو الهمه
ومن افضل وأعلي همه من الأنبياء والمرسلين فهم أولو العزم وعلي رأسهم خاتم النبين محمد صلي الله عليه
{فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِل لَّهُمْ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِّن نَّهَارٍ بَلَاغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ }الأحقاف35
كما قص مواقف الهمه العالية في المؤمنين في أتباع الأنبياء كما في قصة موسي عليه السلام
{قَالَ رَجُلاَنِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُواْ عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللّهِ فَتَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ }المائدة23
ومنها الآيات التي وصفت همت الرجال في مواطن البأس والجلد والعزيمه والثبات علي الطاعه
ِ{ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ }التوبة108
{رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ }النور37
{مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً }الأحزاب23
ومنها أيضا الآيات التي أمر الله عز وجل فيها المؤمنين بالهمه العالية
ومنها أيضا الآيات التي أمر الله عز وجل فيها المؤمنين بالهمه العالية
{سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ }
{وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ }آل عمران133
{وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُواْ الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُواْ يَأْتِ بِكُمُ اللّهُ جَمِيعاً إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }البقرة148
{فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ }الذاريات50
{لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلْ الْعَامِلُونَ }الصافات61
{خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ }المطففين26
{أُوْلَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ }المؤمنون61
{لاَّ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُـلاًّ وَعَدَ اللّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْراً عَظِيماً }النساء95
ولذلك فإن القرآن الكريم حث المؤمنين علي أرتياد معالي الأمور والتسابق في الخيرات وتحزيرهم من سقوط الهمه
وأختم قولي بقول رسولنا ونبينا محمد صلي الله عليه وسلم
(( أحرص علي ما ينفعك ، وأستعن بالله ، ولا تعجز ))
دمتم في حفظ الله ورعايته
تعليق