الحمد لله رب الأرض والسماءتفرد بالعظمة والكبرياء . سبحانه سبحانه بيده الأمر يحكم ما يريد ويفعل ما يشاء . أحمد الله وأشكره وأتوب إليه وأستغفره وأستعين به وأستنصره وأساله اللطف فيما جري به القضاء
. وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله شرفه وفضله وزينه وجمله واصطفاه واجتباه ووفقه وهداه فكان صفوة البرايا الأوفياء. اللهم صل وسلم وبارك علي رسول الله محمد خير عبادك وعلي آله وصحبه وكل مسلم آمن بآيات ربه ففاز بقربه وتمتع بحبه وسار علي دربه إلي يوم الدين .
قبل البداية
يا أمتي أين الهمم؟؟
أين التسابق للقمم؟؟
قد أحرقتني لظى الحمم
ما عاد يطربني الغناء ولا الكلام عن القدم
أقسمت أن يا أمتي أن تعتلين عرش الأمم
لن أقول رب همة أحيت أمة ،،،، بل سأقول رب همة أحيت نفسا،،،،
رب همة أحيت أفرادا ،،،، رب همة أحيت أسرة ،،، رب همة طلاب أحيت برامج و أنشطة في جامعتهم ومدارسهم ،،،،
رب همة لمت شمل أسر متفرقة ،،،،
رب همة شباب وشابات في المساجد احيوا حيا بكامله ،،، رب فكرة بسيطة أحيت بلدا ،،،، رب و رب و رب همة أحيت صاحبها !!!!
كأي شاب عشت أياما أتخبط بين الظلام و النور محتار أي الطريق أسلك ، أتساءل كيف أصل ؟! ، ما صنع هؤلاء و كيف وصلوا؟
مررت بلحظات فتور ،، ومررت بلحظات همة عالية ،، لاحظت كيف ترتفع همتي و كيف تنخفض
لكل شيء أسباب ،،،، فكر بطريقة معينة سترتفع همتك لاعلى اعاليها ،،، فكر بطريقة أخرى ستنخفض همتك
تعال معي أخي و تعالي أختي لنشعل همتنا لتناطح السحاب
لن أتكلم عن همة وقتية بل سأتكلم عن همة تحيا بها
أريدك أن ترفع مقاييسك في الحياة لا تعش مثل غيرك !!
حرارة الإيمان تذيب لحام القيد!!
انظر لقلبين [قلب أرضي و قلب سمائي]
الاول قلب ممتليء بالمنكرات ممتليء بالأغاني ممتليء بصور النساء و صور الرجال ، هواجسه كثيرة ، اضطراباته أكثر
وساوسه لا تعد ، كيف يصبح حال هذا القلب؟!! يصبح مقيد مكبل متجه بثقل نحو الارض يشدك معه للكسل و الخمول
منشغل بتوافه الدنيا فقط ، أنى لقلب مثل هذا ان يطلب العلو و الهمة الدائمة
و أما الثاني قلب سمائي دائما يتجه للاعلى متعلق بالله يرفع صاحبه دوما للسمو
طاهر نظيف مليء بذكر الله و قيام بالليل و استغفار و دعاء
ثابت لان الله معه ، وقوي لان الله ينصره ، مطمئن لان الله يوفقه ، لا يخاف شيئا فالله مولاه
أما بعد:
بعد هذه المقدمة الطويلة وأعذروني بارك الله فيكم
فقلبي يكاد يحترق عما يحدث لشباب الأمةمن فتور وانخفاض في الهمم
ولكي لايطول بنا الحديث فسوف يكون حديثي في ثلاث محاور متتالية
ابدأها بالأتي:
إن الإنسان يعيش بين علو الهمة وهبوطها ، فعندما يقوى إيمانه يقبل على طاعة الله تعالى برغبة جامحة ، فيكثر من النوافل والقربات، وقد تمرُّ به فترات فتضعف همته وتخور عزيمته ، فيقصِّر في أداء الواجبات ، وقد يرتكب بعض المحذورات .
فما هي الهمة ؟
خلق الله البشر وجعل لكل منهم همة وإرادة فلا يخلو إنسان عن هم؛ ولذلك كان أصدق اسم يوصف به العبد أنه همام ومن هنا قال النبي – صل الله عليه وسلم -: "...وأحب الأسماء إلى الله عبد الله وعبد الرحمن، وأصدقها حارث وهمام.. ".
وجهة الصدق أن كل إنسان له إرادة وعنده اهتمام، كما قال المنذري: وإنما كان حارث وهمام أصدق الأسماء لأن الحارث الكاسب، والهمام الذي يهيم مرة بعد أخرى، وكل إنسان لا ينفيك عن هذين والله أعلم.
ولكن همم الناس تختلف بين علو وسفول وبين كبر وصغر وبين ضخامة ودناءة. وعلى قدر تفاوت الهمم والإرادات تتفاوت مقامات الخلق في الدنيا والآخرة. فأعلاهم همة أبلغهم لما يريد، وأكثرهم تحقيقا لما يطلب.
ونظرا لأهمية الموضوع تعالوا بنا نتعرف عن معني الهمة:
الهمة: هي الباعث على الفعل، وتوصف بعلو أو سفول..
قال أحد الصالحين: همتك فاحفظها، فإن الهمة مقدمة الأشياء، فمن صلحت له همته وصدق فيها،
صلح له ما وراء ذلك من الأعمال
الهمة محلها القلب
فهمَّة المؤمن أبلغ من عمله
والشاهد علي ذلك :
قول النبي صل الله عليه وسلم :" من همَّ بحسنة، فلم يعملها، كتبها الله عنده حسنة كاملة " رواه البخاري
وقوله صل الله عليه وسلم : " من سأل الله الشهادة بصدقٍ، بلَّغه الله منازل الشهداء،وإن مات على فراشه " رواه مسلم وغيره
وهذا بالنسبة لأول محور تعرفنا عليه وهو معني الهمة
تاني محور آلا وهو:أسباب انحطاط الهمم
حتى نكون أبعد عن انحطاط الهمم لابد أن نتعرف على أسباب ذلك ..
اذكر منها القصر لا الحصر نظرا لضيق الوقت الآتي:
* الفتور .. قال صل الله عليه وسلم : ( إن لكل عمل شِرَّةً، ولكل شِرَّة فترة، فمن كانت فترته إلى سنتي فقد اهتدى، ومن كانت إلى غير ذلك فقد هلك )
* الغفلة .. وشجرة الغفلة تُسقى بماء الجهل الذي هو عدو الفضائل كلها
قال ابن القيم رحمه الله: لابد من سِنة الغفلة، ورقاد الغفلة، ولكن كن خفيف النوم
* التسويف والتمني .. وهما صفة بليد الحس، عديم المبالاة، الذي كلَّما همَّت نفسه بخير، إما يعيقها بسوف حتى يفجأه الموت، وإما يركب بها بحر التمني، وهو بحر لا ساحل له، يدمن ركوبه مفاليس العالم .
* ملاحظة سافل الهمة من طلاب الدنيا.. قال صل الله عليه وسلم : ( إنما مَثل الجليس الصالح والجليس السوء، كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك: إما أن يُحْذِيك ، وإما أن تبتاع منه،وإما أن تجد منه ريحا طيبة، ونافخ الكير: إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد منه ريحا خبيثة )
* الفناء في ملاحظة حقوق الأهل والأولاد واستغراق الجهد في التوسع في تحقيق مطالبهم ..
قال تعالى: ( يا أيها الذين آمنوا إن من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم فاحذروهم )
* المناهج التربوية والتعليمية الهدامة .. التي تثبط الهمم، وتخنق المواهب، وتكبت الطاقات، وتخرب العقول، وتنشىء الخنوع، وتزرع في الأجيال ازدراء النفس، وتعمق فيها احتقار الذات، والشعور بالدونية.
* توالي الضربات، وازدياد اضطهاد العاملين للإسلام...
مما ينتج الشعور بالإحباط في نفوس الذين لا يفقهون حقيقة البلاء، وسنن الله عز وجل في خلقه.
* الانحراف في فهم العقيدة .. لا سيما مسألة القضاء والقدر، عدم تحقيق التوكل على الله تعالى، بدعة الإرجاء.
* العجز والكسل .. قال تعالى: ( ولو أرادوا الخروج لأعدوا له عدة ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم وقيل اقعدوا مع القاعدين )
* اهدار الوقت الثمين في فضول المباحات .. قال صل الله عليه وسلم : ( نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ )
* الوهن .. كما فسره الرسول صل الله عليه وسلم : ( حب الدنيا، وكراهية الموت )
ثالث محور آلا وهو :كيف حث القرآن الكريم والسنة النبوية على علو الهمة:
في القرآن والسنة علاج لضعف الهمة وفتورها ، ومن ذلك :
اولاً: القرآن الكريم
أن الله تعالى أمره بتقواه بقدر استطاعته فقط.
قال تعالى : { إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ (15) فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنْفِقُوا خَيْرًا لِأَنْفُسِكُمْ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (16)} [التغابن/15، 16]
قال تعالى : { إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ (15) فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنْفِقُوا خَيْرًا لِأَنْفُسِكُمْ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (16)} [التغابن/15، 16]
ولم يكلفه فوق طاقته ، قال تعالى :{لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (286) } [البقرة/286]
ومما يقوي الهمة الطمع بموعود الله تعالى يوم القيامة ، قال تعالى : [وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133)]
وقال تعالي: [فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ (50)]
وقال تعالي [مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ (11)]
وقال تعالي [سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (21) ]
قال تعالي : [ يسبح له فيها بالغدو والآصال رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله و إقام الصلاة وإيتاء الزكاة ]
ثانياً: السنة النبوية
قال صل الله عليه وسلم : " من سأل الله الشهادة بصدقٍ، بلَّغه الله منازل الشهداء، وإن مات على فراشه " رواه مسلم وغيره
وقال صل الله عليه وسلم : " ما من امرئٍ تكون له صلاة بليل، فغلبه عليها نوم ، إلا كُتب له أجر صلاته، وكان نومه صدقةً عليه " رواه النسائي وأبو داود
وقد يتفوق المؤمن بهمته العالية كما بيَّن ذلك الصادق المصدوق صل الله عليه وسلم في قوله:
" سبق درهم مائة ألف "، قالوا: يا رسول الله ، كيف يسبق درهم مائة ألف ؟! ،
قال:" رجل كان له درهمان ، فأخذ أحدهما ، فتصدق به ، وآخر له مال كثير ،
فأخذ من عَرْضها مائة ألف "رواه أحمد وغيره
" سبق درهم مائة ألف "، قالوا: يا رسول الله ، كيف يسبق درهم مائة ألف ؟! ،
قال:" رجل كان له درهمان ، فأخذ أحدهما ، فتصدق به ، وآخر له مال كثير ،
فأخذ من عَرْضها مائة ألف "رواه أحمد وغيره
وقال صل الله عليه وسلم فيمن تجهز للجهاد، ثم أدركه الموت: " قد أوقع الله أجره على قدر نيته " رواه الإمام أحمد وغيره
وقال صل الله عليه وسلم : " من خاف أدلج، ومن أدلج بلغ المنزل، ألا إن سلعة الله غالية، ألا إن سلعة الله الجنة "
وقال صل الله عليه وسلم : ( إن قامت الساعة وبيد أحدكم فسيلة، فإن استطاع أن لا يقوم حتى يغرسها، فليغرسها )
وقال صل الله عليه وسلم لأصحابه : ( إن الله تعالى يحب معالي الأمور ، ويكره سفاسفها)
وقال صل الله عليه وسلم : ( إذا سألتم الله فاسألوه الفردوس ..فإنه أوسط الجنة ، وأعلى الجنة ، وفوقه عرش الرحمن ، ومنه تفجر أنهار الجنة )
اكتفي بهذه الأدلة فإن غيرها الكثير والكثير
ولله در من قال : من نافسك في دينك فنافسه ، ومن نافسك في دنياه فألقها في نحره
قال وهيب بن الورد : إن استطعت أن لا يسبقك إلى الله أحد فافعل ..
واحسرتاه تقضى العمر وانصرمت *** ساعاته بين ذل العجز والكسل
والقوم قد أخذوا درب النجاة وقد ساروا *** إلى المطلب الأعلى على مهل
وفي الخاتمة الله أسال ان يرزقنا وإياكم الهمة العالية وأن يجعلنا من ورثة الفردوس الأعلي
تعليق