إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

عشرة ريالات للقدس

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • عشرة ريالات للقدس

    عشـرةُ ريالات !


    ودَّعتنا فعالياتُ القدس عاصمة الثقافة العربية "والإسلامية"، هذه الفعالياتُ التي قامت

    في بلادٍ عديدة خلا القدس؛ التي صادر الاحتلال حقوقها في الثقافة والتزيُّن، معلناً أنها

    لهم عاصمة! لتكون القدس عاصمة في القلوب والعقول، أما على الأرض فهي مشروع للتهويد في العمران والعلوم وحتى الأفراد.

    ليس الاحتفال بالقدس هو موسم تجاري راقص، بل هو إعادة تأكيد على هوية المدينة

    العربية الإسلامية الأصيلة، نُجدد المعاني ونحن نعلن أن هذا العام كان أقسى الأعوام

    على مدينة القدس لتسارع موجة الاستعمار والهدم والتشريد ومصادرة الحقوق.

    هكذا أراد اليهود لاحتفالات بلاد العُرب بمدينتهم المحتلة، ولا زالت كل الجهود قاصرة

    عن بلوغ ما تحتاجه المدينة وأهلها لتعزيز الصمود والثبات .


    لم تكن القدس بحاجة لمهرجانات وكلمات عريضة ولكنها كانت ولا زالت بحاجة لمن

    يوقف هذا الحقد الأسود، لمن يؤسس وينشئ ويتبنى جهود الشباب ويتابعها، بحاجة لمن

    يرسِّخ عقيدة إسلامية المدينة والأرض، ولمن يدفع أعز ما يملك من مال، كتلك المرأة

    التي قابلتها زوجة الشيخ كمال الخطيب في حج هذا العام، وكانت فقيرة ولا تملك سوى

    10 ريالات، لكنها دفعت بها إلى زوجة الشيخ حين علمت أنهم مقدسيون، وقالت لو

    أملك غيرها لدفعت للمسجد الأقصى، ليعقب الشيخ قائلاً أن هذه العشر سبقتهم، وأن هذه

    العشر كشفت الستر عن الحكومات والشعوب المتخاذلين عن النصرة الحقيقية لأرض

    فلسطين.فأين هي عشراتكم وألوفكم؟! وأين هممكم التي تجوب الشوارع والأزقة تُعلن أن القدس إسلامية وأنها قضيتُنا الأولى؟

    في التاريخ ما هانتِ القدس زمناً إلا ارتقت أزماناً، فما كانت يوماً يهودية وإن علا فيها

    النصارى والصليبيون عهوداً؛ إلا أنّه منذ الإسراء والمعراج وهي ترتفع وتسمو بوحي

    القرآن والسُنة، قِبلة أولى ومن ثمّ جحافل جيوش الإسلام متوجهة إليها لتحريرها وإثبات

    هويتها، فالعهدة العمرية عنوان الفتح الإسلامي وتاجه؛ لتتوالى العهود وتكون مقراً لمبايعة الخليفة، وأرض علم ووقف، بناءٌ وحضارة.

    ليست حجارة ولا نقوشاً لكنها جهودُ مَن راموا العُلا فيها، وإن لم تكن يوماً عاصمة

    الدولة الإسلامية فهي على العهد تنتظر ذلك اليوم الذي مهما طال بزوغ شمسه: قريب.

    اليومُ الذي تلتقي فيه جحافل المسلمين من شتى أصقاع البلاد على اختلاف جنسياتهم

    ولغاتهم، يومٌ تُعادُ فيه سيرة أبو عبيدة وعمر الفاروق، وتُجَدَّد حركة الجهاد التي قادها

    عماد الدين زنكي وواصلها نور الدين صاحب منبر المسجد الأقصى، وأعلن الفتح

    والتحرير صلاح الدين الأيوبي.

    إنّ عهداً كالذي أسلفنا يخاطبكم ويخاطبني أن قدِّموا بين يدي الله ما يرفع للمجد راية،

    واجعلوا القدس -كرمزية لفلسطين وتحريرها- قضيتكم(نا) الأولى، وإننا لمنصورون

    بإذن الله بقرآن تحفظه الصدور وتعيه الألباب وتطبقه الجوارح تصديقاً ويقيناً، وبعلمٍ

    تتواضع به النفوس وتتحرّك به الهمم لينزوي الجهل خاسراً، وبنفوسٍ لا تهدأ حتى

    تحقق غايتها برضوان الله عزوجل وجنة عرضها السماوات والأرض.


    فيا أصحاب الهمم ماذا تعدون لغدٍ ؟!





    ولنا القدس عاصمة، ونحن لقضايانا فداء
    ودامت القدس عاصمة عربية إسلامية
يعمل...
X