يا من إبتلاك الله بإعاقة ..... لا تحزن
تقديم : أخوات مجموعة الإيثـار
وبه نستعين وصلّ اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد
أخي المسلم.......أختي المسلمة.......
موضوعنا اليوم قد لا يدرك أهميته الكثير منا ويقول في نفسه وما شأني أنا به .
ولكن حقيقة هذا الموضوع يهمنا جميعا
من باب قول النبي صلّ الله عيه وسلم :
(( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر )) حديث صحيح
نعم إخوتي الكرام
يعيش بيننا فئة كثيرة من أصحاب الإبتلائات والإعاقات
الكثير منا لا يدرك أهمية هذه الفئة ولا يدرك إحتياجاتها
في الوقت الذي إهتم ديننا بهؤلاء.
نعم إخواتي هم
أصحاب الإعاقة
تُرى إخوتي الكرام
ما هي الإعاقة ؟؟
مصطلح الإعاقة يعني عدم قدرة الفرد على إكتساب الطاقات الكاملة أو إنجاز المهام أو الوظائف التي تعتبر طبيعية لهذا الشخص مما يؤدي إلى إنخفاض في قدرته لأداء دوره الإجتماعي كنتيجة للضعف أو التدريب غير الملائم لهذا الدور
فأي شخص عنده قصور فى القيام بمهامه وواجباته بالنسبة لمن مثله يطلق عليه معاق.
فأمثـال هؤلاء الإخوة تعرضـوا لظروف خاصـة ( قد تكون وراثيــة أو أثنــاء الولادة أو لأي سبب آخـر ) مما جعلهم يعانون من قصور في بعض قدراتهم الذهنية وفقاً لإختبارات الذكاء المتاحة لنا الآن أو فقدان عضو من أعضاء جسده مثل كف البصر ..أو شلل فى أحد أطرافه ..أو بتر .. ) الأمر الذي تطلب أن يتعلموا في مدارس أو فصول أو معاهد أو مراكز خاصة حتى يتكيفوا مع ظروفهم ويعيشوا حياتهم ويعتمدوا على أنفسهم . . . . إلي آخره.
إخوتي الكرام ...
قبل أن نتحدث عن هؤلاء الفئة
تعالوا معا إلى هذا السؤال
لا تندهش من طلبي ولكن ولو مرة واحدة جرب ما أطلبه منك.... مرة واحدة فقط .
إجلس فوق كرسي ........ كرسي عادي وليس كرسيا متحركا.....
إربط قدميك إن لم تستطع أن تجعلهما مقيدتين أو صلبتين دون حراك
جرد عقلك من التفكير إقتلع كل شيء موجود بداخلك وبداخل وجدانك
إغمض عينيك ثم قم بعمل بعض من الحركات اللا إرادية التي يقوم بفعلها المعاق
وهي حركات بريئة غير مقصودة ولكن قم بعملها........
إغمض عينيك مرة أخرى تخيل الناس من حولك...... ماذا ستكون نظرتهم إليك ؟؟
تخيلت ....؟؟ تألمت....؟؟
أنا سأقول لك ماذا يفكرون وماذا يعتقدون.........
سوف يقولون عنك إنك متخلف ولست معاقا......
تألمت...؟؟؟
ألهذه الدرجة إنعدمت الإنسانية ..؟
المعاق يا إخوتي إنسان مثل باقي البشر له إحساس وكيان ..
وممكن أن يكون متفوق علينـا بأشياء كثيرة مدفونة بداخله ..
أدهشنى كثيرا وأزعجنى هذا المثل الذى يقول ..(كل ذي عاهة جبار )
كيف يكون هذا ! كيف ينطبق هذا المثل على كائن ضعيف لا حولا له ولا قوة ..كائن صفحتهه بيضاء ..لايملك حتى الدفاع عن نفسه.
فعلينا نحن الأصحاء أن نراعي مشاعر هذا الإنسان الذى ليس له يد فى ما يعانيه ..فقط هو يحتاج المساندة القلبية لكي يشعر بالحنان والدفء ..
إنسان يحتاج إلى قطعة من الحلوى يحلي بها مرارة أيامه ..
يحتاج إلى من يشعره بأنه مرغوب وليس منبوذ ...
فواجب الهيئات المعنية أن توفر لهم كل أسباب الراحة وتوفر لهم الأماكن والوسائل التى يستخدمونها ..ونحقق لهم حريتهم فى أن يعيشوا بجانبنا فهم أهلنا ولهم حق علينا .
أخي المُعاق .......أختي المُعاقة.......
هل الإعــــاقة نهاية حياة الشخص ؟
هل المعــــاق يعتبر بلا مستقبل ؟
هل المعــــاق شخص غير منتج ؟
وهل .. وهل .. وهل ... ؟؟
بالطبع لا
الإعاقة قد تكون بداية حياة جديدة
والله سبحانه وتعالى إذا أخذ شيء من الإنسان يعوضه بشيء آخر أكثر فائدة له وللمجتمع الذي يعيش فيه
قد يكون سبحانه وتعالى أخذ من المعـاق الحركة أو النظر أو السمع ولكن يعوضه بالعقل المفكر والذي هو أساس لكل شي
فمثلا إخوتي ...
ما فائدة الحركة إذا لم يصاحبها تفكير متزن ؟
فقد نرى أن شخص معاق إعاقة حركية يفعل ما لايستطيع فعله أشخاص كُثر مثل الصحابي الجليل (( عمرو بن الجموح ))
كما سنرى لاحقا
قد ترى إنسان شكله ومظهره الخارجي سليم ولكن العقل لديه عبارة عن تجويف فارغ
وعلى الناحية الأخرى نجد أن شخص جالس على كرسي متحرك لديه عقل وقلب سليم ومن خلالهما يستطيع عمل المعجزات.
فكم من معاق إستطاع أن يتحدى الكثير من الأصحاء .... !!!
وكم من أعمى قد أتم حفظ كتاب الله جل وعلا عن ظهر قلب!!!
وكم من بصير نظر بعينيه إلى ماحرم الله !!!
وكم من أعرج قلبه معلق ببيوت الله !!!
وكم من رجل صحيح معافى سار بقدميه في سخط الله !!!
فالكرسي المتحرك ليس نهاية المطاف ....
واليد أو الرجل الصناعية ليست نهاية الحياة ....
والعين المفقودة ليست نهاية الدنيا ....
فالإبتكار والتفوق ليس مقصور فقط على الأصحاء ولكن هناك الكثير من المبتكرين والمخترعين والمفكرين ولديهم إعاقة معينة ولكنها لم تكن نهاية الحياة بالنسبة لهم .... فإبتكروا وتميزوا.]
هل رأيت أخي هؤلاء ..؟؟
أنظر معي وكن واحدا مثل هؤلاء ....
عظماء خلد التاريخ ذكراهم
أقوياء .... صامدون
مؤمنون .... مجاهدون
وهؤلاء هم القدوة أخي
عمرو بن الجموح
صحابي جليل رضي الله عنه كان في قدمه عرج شديد
وكان له أبناء أربعة يغزون مع رسول الله-صلّ الله عليه وسلم-ويشهدون المشاهد والغزوات فلما توجه أبناؤه إلى غزوة أحد أراد أن يخرج معهم فقال له بنوه إن الله قد جعل لك رخصة فلو قعدت ونحن نكفيك وقد وضع الله عنك الجهاد.
فأتى عمرو بن الجموح إلى رسول الله-صلّ الله عليه وسلم- فقال له يا رسول الله إن بنىَّ هؤلاء يمنعونني أن أجاهد معك ووالله إنى لأرجو أن أستشهد فأطأ بعرجتي هذه في الجنة .
فقال له رسول الله-صلّ الله عليه وسلم- أما أنت فقد وضع الله عنك الجهاد وقال لبنيه وما عليكم أن تدعوه لعل الله عز وجل أن يرزقه الشهادة فخرج مع رسول الله -صلّ الله عليه وسلم- فَقُتِلَ يوم أحد شهيدا.
والحديث رواه ابن هشام وبعضه فى المسند من حديث أبى قتادة وصحح الألبانى إسناده فى تحقيق فقه السيرة .
يالله ياله من موقف
يجعل القلب يبكى الدماء بدل الدموع
رجل أعرج قد عذره الله عز وجل من فوق سبع سماوات وعلى الرغم من ذلك يحرص كل الحرص على أن يقاتل فى سبيل الله وأن يرزقه الله الشهادة في سبيله
و أن ينصر دين الله عز وجل .
عمران بن حصين
رضي الله عنه وأرضاه، هذا الصحابي الجليل الذي شارك مع النبي في الغزوات، وإذ به بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم يصاب بشللٍ يقعده تمامًا عن الحركة، ويستمر معه المرض مدة ثلاثين سنة، حتى أنَّهم نقبوا له في سريره حتى يقضى حاجته، فدخل عليه بعض الصحابة.. فلما رأوه بكوا،، فنظر إليهم وقال: أنتم تبكون، أما أنا فراضٍ.. أحبُّ ما أحبه الله، وأرضى بما ارتضاه الله، وأسعد بماا اختاره الله، وأشهدكم أنِّي راضٍ.
الشيخ عبد العزيز بن باز
رحمه الله , هذا العملاق الفذ ، كان أعمى ، أُصيب بالجُدري فعميت عيناه وهو دون العشرين ، فكافح واجتهد ، حتى صار علاَّمة زمانه ، وأستاذ أقرانه مع أنه لم يدرس في المدارس النظامية قط ،، ولا حمل شهادةً واحدة ، لكنه العلامة ابن باز .
عبد الحميد كشك
رحمه الله , خطيب الزمان ، وواعظ العصر , إنه رجل كفيف لا يُبصِرُ شيئاً ، له نفسٌ توّاقة ، وهمةٌ عملاقة ، مازال يتعلّم ويُثابر حتى إمتاز على زملائه فنجح بالترتيب الأول في الجامعة .
وكان صالحاً تقياً مات ساجداً رحمه الله . وهذه هي أشرطته طارت بها الركبان ،وكتبه إنتشرت في كل مكان.
أحمد ياسين
شهيد الفجر- رحمه الله - شخصٌ معاق لايتحرّك منه سوى رأسه فقط، لكنّه وثّاب العزيمة ، مقدام الشكيمة ، كان يضرب له العالم كله ألف حساب .
لقد أيقظ وأحيا جيلاً بأكمله .
فهل إعاقته أعاقته من الصمود والبطولة والتحدي والإبداع !.
لقد سجل التاريخ إسمه ، و أُستشهد عند خروجه من المسجد فجراً.
أحد السلف
كان أقرع الرأس أبرص البدن أعمى العينين مشلول القدمين واليدين وكان يقول: 'الحمد لله الذي عافاني مما ابتلى به كثيراً ممن خلق، وفضلني تفضيلاً '.
فمر به رجل فقال له: مما عافاك !؟ أعمى وأبرص وأقرع ومشلول فمما عافاك ؟
فقال:ويحك يا رجل؛ جعل لي لساناً ذاكراً، وقلباً شاكراً، وبدناً على البلاء صابراً.
إخوتي الكرام هؤلاء فقط نماذج من هؤلاء أصحاب الإعاقات
صحيح إعاقتهم جسدية ولكنها لم تقعدهم يوما عن العمل لدين الله جل وعلا.
فحاول أيها المعاق أن تتحدى الجميع بإصرارك وقوة عزيمتك ولاتجعل نفسك مجال للشفقة
حاول أن تكون شخص يشار له بالبنان ليس كمعـــاق بل كمبدع
فكر فيما حولك وستظهر نتيجة إيجابية تتحدى بها الجميع.
إرفع رأسك واشكر ربك وإحتسب ما أنت فيه لتؤجر ..
فأنت غالي ..ولن تهان يوما بسبب إعاقتك ..
سوف تجد من يعاونك ويشد من أزرك ..سوف تجد من يحمل همك ويضمك إلى أحضانه ..
لاتدع اليأس يسيطر عليك ..لا تدع ظلم البشر يقنطك من رحمة واهب النعم ..
( لا تحزن إنك بأعيننا )
أخي المعـاق أنت جزء لايتجزأ من هذا الكون وأنت عضو فعّال في المجتمع فلا تيأس.
ورغم كل هذا إخوتي
فإعاقتكم هذه إبتلاء من الله عو وجل لكم
فهل تعرفون ثمرة هذا الإبتلاء ؟؟
هذا إخوتي الكرام ملف شامل عن ثمرات الإبتلاء
إقرئه بقلبك وتدبر معانيه
.
وأخيرا إخوتي الكرام
يا من متعك الله وأنعم عليك بالصحة والعافية ...
تذكر وأنت تضع رأسك على وسادتك ؛ لتدخل في عالم النوم المريح ، أن إخوانك المبتلين أغلبهمم لا ينامون ولا يهدؤون إلا تحت المخدر والمنوم. و يحتاجون دوما للمساعدة .. فقدر أنت هذهه النعمة.
تذكر وأنت سعيد مع أسرتك ، وتحمل ولدك أن غيرك من المبتلين أصحاب الإعاقات حيل بينهم وبين ما يشتهون فلا لذة لمرأة ، ولا عقل لملاعبة فلذات الأكباد ، فقد كفاهم مصارعة البلاء ومغالبة الوجع عن كل لذة.
تذكر وأنت تلهو وتلعب وتضحك وتمازح أن غيرك من المبتلين أصحاب الإعاقات غارت عيونهم ،، وذبلت أجسامهم وبحت حلوقهم و وهنت عظامهم يتمنون ساعات يرحل الألم عنهم حتى يناموا وإنن رجع بعد ذلك.
تذكر وأنت تلبس جديدك ، وتمس عطرك وطيبك ، وتمشط شعرك أن غيرك من المبتلين أصحاب الإعاقات أزعجتهم رائحة الأدوية والعقاقير فالواحد منهم طريح الفراش أو مقيد الحركة أو لا يعقل لا يستطيع حتى أن يلبس ثوبه أو يسقي نفسه شربة ماء أو يمشط شعره .
وأخيراً أخي الصحيح ....
لا تغتر بمالك أو جمالك أو وجاهتك أو مركزك أيها السليم المعافى ؛ فإن الدنيا غرارة غدارة
إياك أن تغتر بصحتك وتنسى دينك وواجبك ، إنك تستطيع القربة والطاعة ، والسفر والتزود ، والعمل والبذل ، فلا تفرط وتسوف فتندم.
إن المبتلين يتمنون كأس العافية ؛ ليتداركوا التفريط والغفلة ، ولكن هيهات ، فاجعل صحتك براً وصلة وصلاة وصياماً وقراءة وقرآنا وذكراً وتسبيحاً وتحميداً وتهليلاً.
واسأل نفسك ...
ماذا قدمت لدين الله ؟؟؟
وصدق ربي إذ يقول
{فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ }
الحج : ٤٦
و الحمد لله حمداً كثيراً كما ينبغي لجلال وجهك و عظيم سلطانك
تقديم : أخوات مجموعة الإيثـار
وبه نستعين وصلّ اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد
أخي المسلم.......أختي المسلمة.......
موضوعنا اليوم قد لا يدرك أهميته الكثير منا ويقول في نفسه وما شأني أنا به .
ولكن حقيقة هذا الموضوع يهمنا جميعا
من باب قول النبي صلّ الله عيه وسلم :
(( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر )) حديث صحيح
نعم إخوتي الكرام
يعيش بيننا فئة كثيرة من أصحاب الإبتلائات والإعاقات
الكثير منا لا يدرك أهمية هذه الفئة ولا يدرك إحتياجاتها
في الوقت الذي إهتم ديننا بهؤلاء.
نعم إخواتي هم
أصحاب الإعاقة
تُرى إخوتي الكرام
ما هي الإعاقة ؟؟
مصطلح الإعاقة يعني عدم قدرة الفرد على إكتساب الطاقات الكاملة أو إنجاز المهام أو الوظائف التي تعتبر طبيعية لهذا الشخص مما يؤدي إلى إنخفاض في قدرته لأداء دوره الإجتماعي كنتيجة للضعف أو التدريب غير الملائم لهذا الدور
فأي شخص عنده قصور فى القيام بمهامه وواجباته بالنسبة لمن مثله يطلق عليه معاق.
فأمثـال هؤلاء الإخوة تعرضـوا لظروف خاصـة ( قد تكون وراثيــة أو أثنــاء الولادة أو لأي سبب آخـر ) مما جعلهم يعانون من قصور في بعض قدراتهم الذهنية وفقاً لإختبارات الذكاء المتاحة لنا الآن أو فقدان عضو من أعضاء جسده مثل كف البصر ..أو شلل فى أحد أطرافه ..أو بتر .. ) الأمر الذي تطلب أن يتعلموا في مدارس أو فصول أو معاهد أو مراكز خاصة حتى يتكيفوا مع ظروفهم ويعيشوا حياتهم ويعتمدوا على أنفسهم . . . . إلي آخره.
إخوتي الكرام ...
قبل أن نتحدث عن هؤلاء الفئة
تعالوا معا إلى هذا السؤال
لا تندهش من طلبي ولكن ولو مرة واحدة جرب ما أطلبه منك.... مرة واحدة فقط .
إجلس فوق كرسي ........ كرسي عادي وليس كرسيا متحركا.....
إربط قدميك إن لم تستطع أن تجعلهما مقيدتين أو صلبتين دون حراك
جرد عقلك من التفكير إقتلع كل شيء موجود بداخلك وبداخل وجدانك
إغمض عينيك ثم قم بعمل بعض من الحركات اللا إرادية التي يقوم بفعلها المعاق
وهي حركات بريئة غير مقصودة ولكن قم بعملها........
إغمض عينيك مرة أخرى تخيل الناس من حولك...... ماذا ستكون نظرتهم إليك ؟؟
تخيلت ....؟؟ تألمت....؟؟
أنا سأقول لك ماذا يفكرون وماذا يعتقدون.........
سوف يقولون عنك إنك متخلف ولست معاقا......
تألمت...؟؟؟
ألهذه الدرجة إنعدمت الإنسانية ..؟
المعاق يا إخوتي إنسان مثل باقي البشر له إحساس وكيان ..
وممكن أن يكون متفوق علينـا بأشياء كثيرة مدفونة بداخله ..
أدهشنى كثيرا وأزعجنى هذا المثل الذى يقول ..(كل ذي عاهة جبار )
كيف يكون هذا ! كيف ينطبق هذا المثل على كائن ضعيف لا حولا له ولا قوة ..كائن صفحتهه بيضاء ..لايملك حتى الدفاع عن نفسه.
فعلينا نحن الأصحاء أن نراعي مشاعر هذا الإنسان الذى ليس له يد فى ما يعانيه ..فقط هو يحتاج المساندة القلبية لكي يشعر بالحنان والدفء ..
إنسان يحتاج إلى قطعة من الحلوى يحلي بها مرارة أيامه ..
يحتاج إلى من يشعره بأنه مرغوب وليس منبوذ ...
فواجب الهيئات المعنية أن توفر لهم كل أسباب الراحة وتوفر لهم الأماكن والوسائل التى يستخدمونها ..ونحقق لهم حريتهم فى أن يعيشوا بجانبنا فهم أهلنا ولهم حق علينا .
أخي المُعاق .......أختي المُعاقة.......
هل الإعــــاقة نهاية حياة الشخص ؟
هل المعــــاق يعتبر بلا مستقبل ؟
هل المعــــاق شخص غير منتج ؟
وهل .. وهل .. وهل ... ؟؟
بالطبع لا
الإعاقة قد تكون بداية حياة جديدة
والله سبحانه وتعالى إذا أخذ شيء من الإنسان يعوضه بشيء آخر أكثر فائدة له وللمجتمع الذي يعيش فيه
قد يكون سبحانه وتعالى أخذ من المعـاق الحركة أو النظر أو السمع ولكن يعوضه بالعقل المفكر والذي هو أساس لكل شي
فمثلا إخوتي ...
ما فائدة الحركة إذا لم يصاحبها تفكير متزن ؟
فقد نرى أن شخص معاق إعاقة حركية يفعل ما لايستطيع فعله أشخاص كُثر مثل الصحابي الجليل (( عمرو بن الجموح ))
كما سنرى لاحقا
قد ترى إنسان شكله ومظهره الخارجي سليم ولكن العقل لديه عبارة عن تجويف فارغ
وعلى الناحية الأخرى نجد أن شخص جالس على كرسي متحرك لديه عقل وقلب سليم ومن خلالهما يستطيع عمل المعجزات.
فكم من معاق إستطاع أن يتحدى الكثير من الأصحاء .... !!!
وكم من أعمى قد أتم حفظ كتاب الله جل وعلا عن ظهر قلب!!!
وكم من بصير نظر بعينيه إلى ماحرم الله !!!
وكم من أعرج قلبه معلق ببيوت الله !!!
وكم من رجل صحيح معافى سار بقدميه في سخط الله !!!
فالكرسي المتحرك ليس نهاية المطاف ....
واليد أو الرجل الصناعية ليست نهاية الحياة ....
والعين المفقودة ليست نهاية الدنيا ....
فالإبتكار والتفوق ليس مقصور فقط على الأصحاء ولكن هناك الكثير من المبتكرين والمخترعين والمفكرين ولديهم إعاقة معينة ولكنها لم تكن نهاية الحياة بالنسبة لهم .... فإبتكروا وتميزوا.]
هل رأيت أخي هؤلاء ..؟؟
أنظر معي وكن واحدا مثل هؤلاء ....
عظماء خلد التاريخ ذكراهم
أقوياء .... صامدون
مؤمنون .... مجاهدون
وهؤلاء هم القدوة أخي
عمرو بن الجموح
صحابي جليل رضي الله عنه كان في قدمه عرج شديد
وكان له أبناء أربعة يغزون مع رسول الله-صلّ الله عليه وسلم-ويشهدون المشاهد والغزوات فلما توجه أبناؤه إلى غزوة أحد أراد أن يخرج معهم فقال له بنوه إن الله قد جعل لك رخصة فلو قعدت ونحن نكفيك وقد وضع الله عنك الجهاد.
فأتى عمرو بن الجموح إلى رسول الله-صلّ الله عليه وسلم- فقال له يا رسول الله إن بنىَّ هؤلاء يمنعونني أن أجاهد معك ووالله إنى لأرجو أن أستشهد فأطأ بعرجتي هذه في الجنة .
فقال له رسول الله-صلّ الله عليه وسلم- أما أنت فقد وضع الله عنك الجهاد وقال لبنيه وما عليكم أن تدعوه لعل الله عز وجل أن يرزقه الشهادة فخرج مع رسول الله -صلّ الله عليه وسلم- فَقُتِلَ يوم أحد شهيدا.
والحديث رواه ابن هشام وبعضه فى المسند من حديث أبى قتادة وصحح الألبانى إسناده فى تحقيق فقه السيرة .
يالله ياله من موقف
يجعل القلب يبكى الدماء بدل الدموع
رجل أعرج قد عذره الله عز وجل من فوق سبع سماوات وعلى الرغم من ذلك يحرص كل الحرص على أن يقاتل فى سبيل الله وأن يرزقه الله الشهادة في سبيله
و أن ينصر دين الله عز وجل .
عمران بن حصين
رضي الله عنه وأرضاه، هذا الصحابي الجليل الذي شارك مع النبي في الغزوات، وإذ به بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم يصاب بشللٍ يقعده تمامًا عن الحركة، ويستمر معه المرض مدة ثلاثين سنة، حتى أنَّهم نقبوا له في سريره حتى يقضى حاجته، فدخل عليه بعض الصحابة.. فلما رأوه بكوا،، فنظر إليهم وقال: أنتم تبكون، أما أنا فراضٍ.. أحبُّ ما أحبه الله، وأرضى بما ارتضاه الله، وأسعد بماا اختاره الله، وأشهدكم أنِّي راضٍ.
الشيخ عبد العزيز بن باز
رحمه الله , هذا العملاق الفذ ، كان أعمى ، أُصيب بالجُدري فعميت عيناه وهو دون العشرين ، فكافح واجتهد ، حتى صار علاَّمة زمانه ، وأستاذ أقرانه مع أنه لم يدرس في المدارس النظامية قط ،، ولا حمل شهادةً واحدة ، لكنه العلامة ابن باز .
عبد الحميد كشك
رحمه الله , خطيب الزمان ، وواعظ العصر , إنه رجل كفيف لا يُبصِرُ شيئاً ، له نفسٌ توّاقة ، وهمةٌ عملاقة ، مازال يتعلّم ويُثابر حتى إمتاز على زملائه فنجح بالترتيب الأول في الجامعة .
وكان صالحاً تقياً مات ساجداً رحمه الله . وهذه هي أشرطته طارت بها الركبان ،وكتبه إنتشرت في كل مكان.
أحمد ياسين
شهيد الفجر- رحمه الله - شخصٌ معاق لايتحرّك منه سوى رأسه فقط، لكنّه وثّاب العزيمة ، مقدام الشكيمة ، كان يضرب له العالم كله ألف حساب .
لقد أيقظ وأحيا جيلاً بأكمله .
فهل إعاقته أعاقته من الصمود والبطولة والتحدي والإبداع !.
لقد سجل التاريخ إسمه ، و أُستشهد عند خروجه من المسجد فجراً.
أحد السلف
كان أقرع الرأس أبرص البدن أعمى العينين مشلول القدمين واليدين وكان يقول: 'الحمد لله الذي عافاني مما ابتلى به كثيراً ممن خلق، وفضلني تفضيلاً '.
فمر به رجل فقال له: مما عافاك !؟ أعمى وأبرص وأقرع ومشلول فمما عافاك ؟
فقال:ويحك يا رجل؛ جعل لي لساناً ذاكراً، وقلباً شاكراً، وبدناً على البلاء صابراً.
إخوتي الكرام هؤلاء فقط نماذج من هؤلاء أصحاب الإعاقات
صحيح إعاقتهم جسدية ولكنها لم تقعدهم يوما عن العمل لدين الله جل وعلا.
فحاول أيها المعاق أن تتحدى الجميع بإصرارك وقوة عزيمتك ولاتجعل نفسك مجال للشفقة
حاول أن تكون شخص يشار له بالبنان ليس كمعـــاق بل كمبدع
فكر فيما حولك وستظهر نتيجة إيجابية تتحدى بها الجميع.
إرفع رأسك واشكر ربك وإحتسب ما أنت فيه لتؤجر ..
فأنت غالي ..ولن تهان يوما بسبب إعاقتك ..
سوف تجد من يعاونك ويشد من أزرك ..سوف تجد من يحمل همك ويضمك إلى أحضانه ..
لاتدع اليأس يسيطر عليك ..لا تدع ظلم البشر يقنطك من رحمة واهب النعم ..
( لا تحزن إنك بأعيننا )
أخي المعـاق أنت جزء لايتجزأ من هذا الكون وأنت عضو فعّال في المجتمع فلا تيأس.
ورغم كل هذا إخوتي
فإعاقتكم هذه إبتلاء من الله عو وجل لكم
فهل تعرفون ثمرة هذا الإبتلاء ؟؟
هذا إخوتي الكرام ملف شامل عن ثمرات الإبتلاء
إقرئه بقلبك وتدبر معانيه
.
وأخيرا إخوتي الكرام
يا من متعك الله وأنعم عليك بالصحة والعافية ...
تذكر وأنت تضع رأسك على وسادتك ؛ لتدخل في عالم النوم المريح ، أن إخوانك المبتلين أغلبهمم لا ينامون ولا يهدؤون إلا تحت المخدر والمنوم. و يحتاجون دوما للمساعدة .. فقدر أنت هذهه النعمة.
تذكر وأنت سعيد مع أسرتك ، وتحمل ولدك أن غيرك من المبتلين أصحاب الإعاقات حيل بينهم وبين ما يشتهون فلا لذة لمرأة ، ولا عقل لملاعبة فلذات الأكباد ، فقد كفاهم مصارعة البلاء ومغالبة الوجع عن كل لذة.
تذكر وأنت تلهو وتلعب وتضحك وتمازح أن غيرك من المبتلين أصحاب الإعاقات غارت عيونهم ،، وذبلت أجسامهم وبحت حلوقهم و وهنت عظامهم يتمنون ساعات يرحل الألم عنهم حتى يناموا وإنن رجع بعد ذلك.
تذكر وأنت تلبس جديدك ، وتمس عطرك وطيبك ، وتمشط شعرك أن غيرك من المبتلين أصحاب الإعاقات أزعجتهم رائحة الأدوية والعقاقير فالواحد منهم طريح الفراش أو مقيد الحركة أو لا يعقل لا يستطيع حتى أن يلبس ثوبه أو يسقي نفسه شربة ماء أو يمشط شعره .
وأخيراً أخي الصحيح ....
لا تغتر بمالك أو جمالك أو وجاهتك أو مركزك أيها السليم المعافى ؛ فإن الدنيا غرارة غدارة
إياك أن تغتر بصحتك وتنسى دينك وواجبك ، إنك تستطيع القربة والطاعة ، والسفر والتزود ، والعمل والبذل ، فلا تفرط وتسوف فتندم.
إن المبتلين يتمنون كأس العافية ؛ ليتداركوا التفريط والغفلة ، ولكن هيهات ، فاجعل صحتك براً وصلة وصلاة وصياماً وقراءة وقرآنا وذكراً وتسبيحاً وتحميداً وتهليلاً.
واسأل نفسك ...
ماذا قدمت لدين الله ؟؟؟
وصدق ربي إذ يقول
{فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ }
الحج : ٤٦
و الحمد لله حمداً كثيراً كما ينبغي لجلال وجهك و عظيم سلطانك
تعليق