التغيُّب عن بعض المحاضرات بحجة الاستذكار
هل يجوز لطلبة العلم الشرعي التغيب عن بعض المحاضرات بحجة الاستذكار للاختبار في مادةٍ أخرى، خاصة إذا كان الطالب يقصِّر في البداية إذا بدأت الاختبارات الفصلية؟ وهل من نصيحة لطالب العلم وتوصية بإعطاء العلم حقه؟
مسألة الجواز وعدم الجواز لا أستطيع أن أفتي فيها بشيء، فالإنسان طبيب نفسه، ولا أدري لو كان يُخصم على الإنسان إذا تغيَّب، هل يتغيَّب أو لا.
وأما النصيحة فنصيحتي لكل إنسان دخل في جامعةٍ يطلب فيها العلم الشرعي وما يسانده من العلوم الأخرى أن يخلص لله –تعالى- في طلب العلم:
- بأن ينوي بذلك رفع الجهل عن نفسه وعن غيره من المسلمين.
- بأن ينوي بذلك حفظ شريعة الله وحمايتها من أعدائها، وأن يذود عنها بقدر المستطاع بمقاله وقلمه؛ حتى يؤدي ما يجب عليه.
وقد قال الإمام أحمد -رحمه الله-: "العلم لا يعدله شيءٌ لمن صَلُحَت نيته، قالوا: وكيف ذلك يا أبا عبد الله؟ قال: ينوي بذلك رفع الجهل عنه وعن نفسه".
وقال -رحمه الله-: "تذاكر ليلةٍ أحب إليّ من إحيائها"، وهذا يدلُّ على فضيلة طلب العلم، لكن بشرط الإخلاص، ولو لم يكن من فضل العلم إلا أن الله -سبحانه وتعالى- جعل العلماء شهداء على ألوهيته وتوحيده في قوله تعالى: {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ} [آل عمران: 18].
والعلماء ورثة الأنبيا:
* ورثةٌ في العلم.
* وورثةٌ في العمل.
* وورثةٌ في الأخلاق.
* وورثةٌ في الدعوة إلى الله -عزَّ وجل-.
فليعط الإنسان هذا الإرث حقه، وليقم بواجبه؛ حتى يكون مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين، والصديقين، والشهداء، والصالحين -نسأل الله تعالى أن يجعلنا منهم وأن يجمعنا بهم في جنات النعيم-.
للشيخ: محمد بن صالح بن عثيمين -رحمه الله-
تعليق