وصلتنى تلك الرسالة على الموبايل من صديقة لى ارتدت النقاب وقت اشتداد فتنة منع المنتقبات من المدن الجامعية وغير ذلك ،ارتدته كغيرها من الأخوات "نصرةً لدين الله".
قالت بالحرف:
" إحنا المفروض نعمل إيه ، أنا مخنوقة أوى بسبب قرار لمنع دخول المنتقبات للجنة الامتحانات، أنا تعبانة أوى ومش عارفة هنعمل إيه".
قالت بالحرف:
" إحنا المفروض نعمل إيه ، أنا مخنوقة أوى بسبب قرار لمنع دخول المنتقبات للجنة الامتحانات، أنا تعبانة أوى ومش عارفة هنعمل إيه".
وفى إحدى المنتديات أرسلت أخت بهذا السؤال للشيخ:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قرأت ان هناك قرارا اخر صدر بمنع النقاب ف اللجان
فماذا نحن فاعلون وامتحانات البكالوريوس الاسبوع القادم
والله نحن نشعر بالحزن ونحن نكشف عيننا اثناء الامتحان فماذا عن وجهناااا
اللهم اجرنااااااااا
افتنا يا شيخ
هل نذهب الى ادارة الكليه ونحاول معهم ام ندخل الامتحان وربما لا يطلبوا منا كشفه
ارجو سرعه الرد لتدبير الامر
ونسألك الدعااااااء "
وكان هذا ردُّ فضيلة الشيخ هانى حلمى - حفظه الله - :
"
بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ..الأخوات الفضليات ..
إلى كل من تسأل عن موضوع منع المنتقبات من دخول امتحانات النصف الأول ، أوجه رسالتي إليكن بالآتي :
أولاً : عليكن بصدق اللجأ إلى الله تعالى ، فليس لها من دون الله كاشفة ، وعلينا أن نفهم أن الله يبتلينا ليداوينا ، وليمحصنا ، وليختبر صدقنا ، وهذا كله يقتضي منا الثبات والصبر حتى يقضي الله أمرًا كان مفعولا .
فقبل أن نفترض الأسوأ علينا بالزاد الإيماني المطلوب عند النزازل ، فالجميع عليه أن يثبت وأن يثبت غيره ، وأن تقفن موقف المرأة الصالحة التي تدين الله تعالى بالصبر والثبات
أريد أن يكون الموقف الأول من كل واحدة منكن أن ترفع شكايتها لله تعالى " إنما أشكو بثي وحزني إلى الله "
ثانيًا : علينا أن نعي جيدا أن الأمة لو اجتمعت على أن يضرونا بشيء لن يضرونا إلا بشيء قد كتبه الله علينا ، فوالله لا يستطيعون إذا أراد الله شيئا ، وبالتالي استعنَّ بالله ولا تعجزن ، واطلبن من الله تعالى ان يجنبكن تلك الفتن ، وأن تجتهدن في الدعاء والرجاء والبكاء ليدفع الله عنا هذا الأذى ، فالله يقول : " إن الله يدافع عن الذين آمنوا " والله نعم المولى ونعم النصير ، فانصرن ربكن بثباتكن لينصركن الولي سبحانه .
كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم : " اللهم إن أردت بقوم فتنة فاقبضنا إليك غير مفتونين " ووالله يعجبني شأن أخوات صامدات ندعو الله لهن ليل نهار أن يزيدن حرصًا وثباتًا وصبرا ، لسان حالهن : يقبضني ربي إليه ولا أخلع ثياب عفتي وحيائي ورمز كرامتي .
ثالثًا : أعرف أن الفتنة شديدة ، وأن القلوب ضعيفة ، وأن كثيرات تجزعن من مواجهة الصعوبات ، وهذه لا ألومها عليه فالله يقول " وخلق الإنسان ضعيفا " ولكن اللوم والعتاب أن تتخلى عن التزامها عند أول فتنة ، فالله هو الذي عاتب هؤلاء بقوله :
" وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ "
وقال جل من قائل :
" وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آَمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ وَلَئِنْ جَاءَ نَصْرٌ مِنْ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ أَوَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِمَا فِي صُدُورِ الْعَالَمِينَ (10) وَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْمُنَافِقِينَ "
فنعوذ بالله أن نكون من أهل النفاق ، ونحن لا ندري ، ونعوذ بالله من الجزع وعدم الصبر عند كل نازلة .
رابعًا : من أفضل ما وصلني من خطابات الأخوات ، رسالة أخت قالت : أدين الله تعالى بفرضية النقاب في زمان الفتنة ، كما نتعايش ، والدراسة أفضل أحوالها ان تكون فرض كفاية ، ولا أترك الفرض العيني للفرض الكفائي ، فليصنعوا ما يشاؤون فالله لن يضيعنا .
هذا هو ما أريد قوله تمامًا ، نعم درء المفاسد مقدم على جلب المصالح ، لكن علينا أن نتحلى بفهم الشرع على وجهه ، ولا نجري وراء أي قول أو رأي دون النظر في العواقب ، هبي يا أختاه أنك لم توفقي للامتحان بسبب مرض أو رسبت بسبب صعوبة الامتحان ، هل يقبل الناس هذا ؟ ولا يقبلن أن تقفي لله تعالى ثابتة ؟
هبي أنه تقدم لك أخ فاضل ، وزوج لا يُرفض ، وشرطه أن تسافري معه الآن وإلا لن يتم الزواج ، أليس من المحتمل أن يقبل الأهل لعدم فوات الفرصة التي قد لا تعوض ؟
أريد أننا للدنيا قد نتازل ، فلماذا لله لا نفعل ؟
خامسًا : عليكن باتخاذ كل التدابير المشروعة القانونية للمطالبة بحقكن ، فهذا الأمر لا يحق لأحد أن يفعله ، فارفعن الأمر للمختصين حتى لا تضيع الحقوق .
واسألن الله تعالى أن يرفع عنكم البلاء " ربنا اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون "
اللهم يا ولي الإسلام وأهله مسكنا بالإسلام حتى نلقاك عليه" انتهى كلام الشيخ.
وأخيـــــــــــــرا
أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ( 214 ) ) البقره
تعليق