إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

طريقنا للقلوب

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • طريقنا للقلوب

    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
    فهذه سهام لصيد القلوب أعني تلك الفضائل التي تستعطف بها القلوب وتستر بها العيوب وتستقال بها العثرات وهي صفات لها أثر سريع ما إن تطلقها حتى تملك بها القلوب فاحرص عليها وجاهد نفسك على حسن التسديد للوصول للهدف واستعن بالله





    1) الإبتسامة : قالوا هي كالملح في الطعام وهي أسرع سهم تملك به القلوب وهي مع ذلك عبادة وصدقة (فتبسمك في وجه أخيك صدقة ) كما في الترمذي وقال عبد الله ابن الحارث (ما رأيت أحداً أكثر تبسماً من رسول الله صلى الله عليه وسلم )



    2) البدء بالسلام : سهم يصيب سويداء القلب ليقع فريسة بين يديك لكن أحسن التسديد ببسط الوجه والبشاشة وحرارة اللقاء وشد الكف على الكف وهو أجر وغنيمة فخيرهم الذي يبدأ بالسلام قال عمرو الندي (خرجت مع ابن عمر فما لقي صغيراً ولا كبيراً إلا سلم عليه ) وقال الحسن البصري (المصافحة تزيد في المودة ) والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجه طليق ) وفي الموطأ أنه (صلى الله عليه وسلم ) قال : ( تصافحوا يذهب الغل وتهادوا تحابوا وتذهب الشحناء ) قال ابن عبد البر هذا يتصل من وجوه حسان كلها


    3) الهدية : ولها تأثير عجيب فهي تذهب بالسمع والبصر والقلب وما يفعله الناس من تبادل الهدايا في المناسبات وغيرها أمر محمود بل مندوب إليه على أن لا يكلف نفسه إلا وسعها قال إبراهيم الزهري (خرجت لابي جائزته فأمرني أن أكتب خاصته وأهل بيته ففعلت فقال لي تذكر هل بقي أحد أغفلناه ؟ قلت لا قال بلى رجل لقيني فسلم عليّ سلاماً جميلاً صفته كذا وكذا اكتب له عشرة دنانير ) انتهى كلامه انظروا أثر فيه السلام الجميل فأراد أنا يرد عليه بهدية ويكافئه على ذلك


    4) الصمت وقلة الكلام إلا فيما ينفع : وإياك وارتفاع الصوت وكثرة الكلام في المجالس وإياك وتسيد المجالس وعليك بطيب الكلام ورقة العبارة (فالكلمة الطيبة صدقة ) كما في الصحيحين ولها تأثير عجيب في كسب القلوب والتأثير عليها حتى مع الأعداء فضلاً عن إخوانك وبني دينك فهذه عائشة رضي الله عنها قالت لليهود ( وعليكم السام واللعنة ) فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم ( مهلاً يا عائشة فإن الله يحب الرفق في الأمر كله ) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( عليك بحسن الخلق وطول الصمت فو الذي نفسي بيده ما تجمل الخلائق بمثلها )
    قد يخزن الورع التقي لسانه حذر الكلام وإنه لمفوه


    5) حسن الإستماع وأدب الإنصات : وعدم مقاطعة المتحدث فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقطع الحديث حتى يكون المتحدث هو الذي يقطعه ومن جاهد نفسه على هذا أحبه الناس وأعجبوا به بعكس الآخر كثير الثرثرة والمقاطعة واسمع لهذا الخلق العجيب عن عطاء قال : ( إن الرجل ليحدثني بالحديث فأنصت له كأني لم أسمعه وقد سمعته قبل أن يولد )


    6) حسن السمت والمظهر : وجمال الشكل واللباس وطيب الرائحة فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول : ( إن الله جميل يحب الجمال ) وعمر بن الخطاب يقول : ( إنه ليعجبني الشاب الناسك نظيف الثوب طيب الريح ) وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل ( إني ما رأيت أحداً أنظف ثوباً ولا أشد تعهداً لنفسه وشاربه وشعر رأسه وشعر بدنه ولا أنقى ثوباً وأشده بياضاً من أحمد بن حنبل )



    7) بذل المعروف وقضاء الحوائج : سهم تملك به القلوب وله تأثير عجيب صوره الشاعر بقوله : أحسن الى الناس تستعبد قلوبهم فطالما استعبد الإنسان إحسان بل تملك به محبة الله عز وجل كما قال صلى الله عليه وسلم :(أحب الناس الى الله أنفعهم للناس ) والله عز وجل يقول:" وأحسنوا إن الله يحب المحسنين " عجباً لمن يشتري المماليك بماله كيف لا يشتري الأحرار بمعروفه ومن انتشر إحسانه كثر أعوانه.


    8) بذل المال : فإن لكل قلب مفتاحاً والمال مفتاح لكثير من القلوب خاصة في مثل هذا الزمان والرسول صلى الله عليه وسلم يقول : ( إني لأعطي الرجل وغيره أحب إلى منه خشية أن يكبه الله في النار ) صفوان بن أمية فر يوم فتح مكة خوفاً من المسلمين بعد أن استنفذ كل جهوده في الصد عن الإسلام والكيد والتآمر لقتل رسول الله صلى الله عليه وسلم فيعطيه الرسول صلى الله عليه وسلم الأمان ويرجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم ويطلب منه أن يمهله شهرين للدخول في الإسلام فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم بل لك أن تسير أربعة أشهر وخرج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حنين والطائف وبينما رسول الله صلى الله عليه وسلم ينظر في الغنائم يرى صفوان يطيل النظر إلى واد قد امتلأ نعماً وشاء ورعاء فجعل عليه الصلاة والسلام يرمقه ثم قال له يعجبك هذا يا أبا وهب ؟ قال نعم , قال له النبي صلى الله عليه وسلم هو لك وما فيه فقال صفوان عندها : ما طابت نفس أحد بمثل هذا إلا نفس نبي أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد ان محمداً عبده ورسوله لقد استطاع الحبيب صلى الله عليه وسلم بهذه اللمسات وبهذا التعامل العجيب أن يصل لهذا القلب بعد أن عرف مفتاحه فلماذا هذا الشح والبخل ؟ ولماذا هذا الإمساك العجيب عند البعض من الناس ؟ حتى كأنه يرى الفقر بين عينيه كلما هم بالجود والكرم والإنفاق .


    9) إحسان الظن بالآخرين والإعتذار لهم : فما وجدت طريقاً أيسر وأفضل للوصول إلى القلوب منه فأحسن الظن بمن حولك وإياك وسوء الظن بهم وان تجعل عينيك مرصداً لحركاتهم وسكناتهم فتحلل بعقلك التصرفات ويذهب بك كل مذهب واسمع لقول المتنبي :
    إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه وصدق ما يعتاده من توهم
    عود نفسك على الاعتذار لإخوانك جهدك فقد قال ابن المبارك :
    ( المؤمن يطلب معاذيره إخوانه والمنافق يطلب عثراتهم )



    10) إعلان المحبة والمودة للآخرين : فإذا أحببت أحداً أو كانت له منزلة خاصة في نفسك فأخبره بذلك فإنه سهم يصيب القلب وياسر النفس ولذلك قال صلى الله عليه وسلم : (إذا أحب أحدكم صاحبه فليأته في منزله فليخبره أنه يحبه ) وزاد في رواية مرسلة (فأنه أبقى في الألفة وأثبت في المودة ) لكن بشرط أن تكون المحبة لله وليس لغرض من أغراض الدنيا كالمنصب والمال والشهرة والوسامة والجمال فكل أخوة لغير الله هباء وهي يوم القيامة عداء (الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين) والمرء مع من أحب كما قال صلى الله عليه وسلم _ يعني يوم القيامة _ إذن فإعلان المحبة والمودة من أعظم الطرق للتأثير على القلوب فإما مجتمع مليء بالحب والإخاء والائتلاف أو مجتمع مليء بالفرقة والتناحر والاختلاف لذلك حرص صلى الله عليه وسلم على تكوين مجتمع متحاب فآخى بين المهاجرين والأنصار حتى عرف أن فلاناً صاحب فلان وبلغ ذلك الحب أن يوضع المتآخيان في قبر واحد بعد استشهادهما في إحدى الغزوات بل أكد صلى الله عليه وسلم على وسائل نشر هذه المحبة ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم (لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم ؟ أفشوا السلام بينكم ) وللأسف فالمشاعر والعواطف والأحاسيس الناس منها على طرفي نقيض فهناك من يتعامل مع إخوانه بأسلوب جامد جاف مجرد من المشاعر والعواطف وهناك من يتعامل معهم بأسلوب عاطفي حساس رقيق ربما وصل لدرجة العشق والإعجاب والتعلق بالأشخاص والموازنة بين العقل والعاطفة يختلف بحسب الأحوال والأشخاص وهو مطلب لا يستطيعه كل أحد لكنه فضل الله يؤتيه من يشاء
    تم بحمد الله
    تعاهد نفسك في ثلاث :
    إذا عملتَ :
    فاذكر نظر الله إليك
    وإذا تكلمتَ : فاذكر سمع الله منك
    وإذا سكتَ : فاذكر علم الله فيك


  • #2
    رد: طريقنا للقلوب

    اللهم طهر قلوبنا
    بارك الله فيكم
    سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزِنة عرشه ومداد كلماته
    سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

    تعليق


    • #3
      رد: طريقنا للقلوب

      جزاكى الله خيرا اختى

      إن لله تعالى أهلين من الناس : أهل القرآن ، هم أهل الله و خاصته ((صححه الألبانى))
      اللهم ارزقنى حفظ القرآن و اجعلنى من أهله الذين هم أهلك و خاصتك

      تعليق


      • #4
        رد: طريقنا للقلوب

        جزاكم الله اختنا الفاضله ونفع الله بكم
        واثابكم الله الجنه
        ماشاء الله موضوع رائع جعله الله فى ميزان حسناتكم
        { فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ }
        سورة الرعد الآية 17

        تعليق


        • #5
          رد: طريقنا للقلوب

          وخيرا جزاكم
          تعاهد نفسك في ثلاث :
          إذا عملتَ :
          فاذكر نظر الله إليك
          وإذا تكلمتَ : فاذكر سمع الله منك
          وإذا سكتَ : فاذكر علم الله فيك

          تعليق


          • #6
            رد: طريقنا للقلوب

            جزاك الله خيرا
            أتْمنىّ
            لوْ تكُنْ الحــيــاةً ! حـــكايّـه !
            مْكّتُوبهْ بقـــــلْمّ [ الرَّصـــاصْ]
            لّنمــســحْ كٌلْ ~ماّضّيْ~ لاأ‘إ يّســـتُحــق
            الـذَكِـِـِـِـِـِـِرْ

            تعليق

            يعمل...
            X