عرفة .. يوم لميلاد قلوب جديـــدة
يقول الرسول
وها قد أتت الفرصة لكي نُجدد إيماننا ونتقرَّب إلى الله عزَّ وجلَّ .. إنه يوم عرفة، أعظم يوم في أعظم أيـــام الدهر ..
فيوم عرفة يوم تجاب فيه الدعوات وتقال فيه العثرات .. يوم عظَّم الله أمره ورفع على الأيام قدره ..

ولكن لن ينال هذه الجائزة العظيمة إلا من أخرج الدنيا من قلبه وجعل همَّه همَّا واحدًا، ألا وهو همّ الآخرة.
يوم عرفة .. فضائـــل وأعمـــال
عن طارق بن شهاب عن عمر بن الخطاب: أن رجلا من اليهود قال له: يا أمير المؤمنين آية في كتابكم تقرءونها لو علينا معشر اليهود نزلت لاتخذنا ذلك اليوم عيدا، قال: أي آية؟، قال: { .. الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ..}[المائدة: 3]، قال عمر: قد عرفنا ذلك اليوم والمكان الذي نزلت فيه على النبي

فيوم عرفة هو يوم عيد للمسلمين .. عن عقبة بن عامر قال: قال رسول الله

وحيث إنه عيد، فيلزم منا عبوديتــــان ..
1) عبودية الشكر .. فعليك أن تلهَّج بالحمد والثناء على الله تعالى طوال الوقت، شكرًا لله عزَّ وجلَّ على أن بلغك يوم العتق الأكبر على الرغم من عدم استحقاقك لذلك.
2) عبودية الفرح .. قال تعالى {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ}[يونس: 58] .. وعندما يمتلأ القلب فرحًا بفضل الله، يُسكب فيه حُب الرحمن فيطهُّر القلب.
الفضيلة الثانية: اليوم الذي أخذ الله تعالى فيه الميثاق على ذرية آدم ..
عن ابن عباس: عن النبي

فهذا هو اليوم الذي فطَّر الله سبحانه وتعالى فيه بني آدم على الفطرة السليمة التي تهتدي إلى الحق، فطرة الإسلام والتوحيد ..
فينبغي علينا أن نحمد الله عزَّ وجلَّ على نعمة الإسلام ..ونستشعر عظمة الإسلام وفضل الله علينا بنعمة الهداية إلى الصراط المُستقيم، وغيرنا كثير يتخبَّط في ظلمات الكفر والضلال المُبين.
الفضيلة الثالثة: أقسَّم الله تعالى بهذا اليوم العظيم مرتين ..
القسم الأول في سورة البروج ..حينما قال تعالى {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ، وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ، وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ}[البروج: 1,3] .. وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله

والقسم الثاني ورد في سورة الفجر .. يقول تعالى { وَالْفَجْرِ، وَلَيَالٍ عَشْرٍ، وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ}[الفجر: 1,3] .. قال ابن عباس (تُرجمان القرآن) "الشفع يوم الأضحى، والوتر يوم عرفة"
فعليك أن تُعظِّم هذه الأيام المُعظمات، ولن تؤتى ذلك إلا بالبذل والتضحية ..الذي يتمثل في قصة أصحاب الأخدود، وقد قال رسول الله

فمن سيبيع نفسه لكي يُعتَق يوم العتق الأكبـــر؟!
الفضيلة الرابعة: صيامه يُكفِّر العام الماضي والقادم ..
قال رسول الله

قال بعضهم "القلوب جوالة فقلب يجول حول العرش وقلب يجول حول الحش"، الحش أي: القاذورات وهي الدنيا الملعونة ..
فعليك أن تنكسِر وتذِل لله وتُخرج الدنيا من قلبك .. لكي تصلُح للتقرب من ربِّك عزَّ وجلَّ في هذا اليوم العظيم.
فاللهمَّ أرزقنا قلوبًا جديدة طاهرة صالحة لعبــادتك يـــــــــا ربَّ العالمين،،
منقول
تعليق