![البسمله](https://forums.way2allah.com/core/images/smilies/222.gif)
أمّا ما جاء عن أمِّ صالح ، امرأةٌ بلغت الثمانين من عمرها تتفرغ لحفظ الأحاديث ،
إنَّها نموذجٌ فريد من أعاجيب النساء ،
أَجرت مجلة الدعوة حوارًا معها
فقالت هذه المرأة إنّها بَدَأت بحفظ القرآن في السبعين من عمرها ، امرأةٌ صابرة ، عالية الهمّة ، قالت هذه الحافظة الصابرة :
كانت أمنيتي أن أحفظ القرآن الكريم من صِغَري ، وكان أبي يدعوا لي دائماً بأن أحفظ القرآن كإخوتي الكبار ، فحَفِظت (3) أجزاء ، ثم تزوجت وأنا في الثالثة عشر من عمري ، وانشغلت بالزوج والأولاد ، ثم توفي زوجي ولي سبعةٌ من الأولاد كانوا صِغَاراً ، تقول :
فانشغلت بهم ، بتربيتهم وتعليمهم والقيام بشؤونهم ، وحين رَبّتهم وتَقَدَّمت بهم الأعمار ، وتزوج أكثرهم ، تَفَرَّغَت هذه المرأة لِنَفسِها ، وأول ما سَعَت إليه أنَّها بدأت بحفظ القرآن ، وكانت تعينها ابنتها في الثانوية ، وكانت المعلمات يشجعنَ البنت على حِفظِ القرآن ، فَبَدَأت مع أمِّها كلَّ يوم تحفظ عشرة آيات ، أمَّا طريقة الحفظ : كانت ابنتها تقرأ لها كل يوم بعد العصر عشر آيات ، ثم ترددها الأم ثلاث مرات ، ثم تشرح لها البنت بعض المعاني ، ثم تردد هذه الأم الآيات العشر ثلاث مرات أخرى ، ثلاث ثم تشرح ثم ثلاث .
وفي صباح اليوم الثاني تعيدها البنت لأمها قبل أن تذهب إلى المدرسة ، وكانت هذه المرأة الكبيرة في السِّن تستمع لقراءة الحصَري كثيراً وتكرر الآيات أَغلَبَ الوقت حتى تحفظ ، فإن حَفِظَت أَكمَلَت ،
وإن لم تحفظ فإنها تعاقب نفسها وتعيد حفظ الأمس ، تعيده في اليوم مع ابنتها ، وبعد أربع سنوات ونصف حَفِظَت هذه الأم اثنا عشر جزءاً ،
ثم تزوجت البنت ، ولمّا عَلِمَ الزوج بشأن زوجته مع أمها وطريقة الحفظ ، استأجرَ بيتاً بالقربِ من منزل الأم ، وكان يشَجِّع البنت وأمها ،
وكان يَحضر معهن أحياناً ويفَسِّر لَهنَّ الآيات ، ويستمع لحفظهن ، واستمرت هذه البنت مع أمها ثلاثة أعوام أيضاً ثم انشغلت بأولادها هذه البنت ، ثم بَحَثَت البنت عن مدَرِّسَة تكمِل المشوار مع أمها ، فأتت لها بِمدَرِّسَة ، فَأَتَمَّت حفظ القرآن الكريم ، هذه المرأة الكبيرة أَتَمَّت حفظ القرآن وما زالت ابنتها إلى إجراء الحوار مع أمها تواصل الحفظ حتى تلحق بالأم الكبيرة في السِّن ، وقد حَفِظت القرآن بعد أكثر من عشر سنوات ،
أمَّا النِّساء حولها فَتَأَثرنَ بها ، فبناتها وزوجات أبناءها تَحَمَّسنَ كثيراً وكنَّ دائماً يضربنَ المثل بهذه الأم العجيبة ، وبَدَأنَ بحلقة أسبوعية في منزل الأم للحفظ ،
فصارت هي العالِمة بينهن ، أو الحافظة بينهن ،
وقد أَثَّرت هذه المرأة بحفيداتها ، فكانت تشجعهنَّ بالإلتحاق بحلقات التحفيظ ، وتقدم لهنَّ الهدايا المتنوعة ، أمَّا جاراتها فأول الأمر كنَّ يحبِطنَ عزيمتها ويرددنَ إصرارها على الحفظ لِضَعفِ حِفظِها ، ولمَّا رأَينَ استمرارها وصبرها ، بَدَأنَ يشَجِعنها ، تقول هذه الأم المربية العجيبة التي حَفِظَت القرآن بعد الثمانين :
حينما عَلِمَت هؤلاء النِسوة أَنِّي حَفِظت القرآن رَأَيت دموعَ الفَرَحِ منهن ، وهذه المرأة تَستَمِع كثيراً إلى إذاعة القرآن الكريم ، وتَقرَأ في صلاتها السور الطويلة ، بَدَأَت بالحفظ وعمرَهَا تجاوز السبعين ، ثمَّ لم تكتفي هذه المرأة بحفظ القرآن فقط ـــ بل
انتَقَلَت إلى حفظِ الأحاديث النبوية ، فهي تحفظ إلى إجراءِ الحوار (90) تسعين حديثاً ، وتحفظ مع إحدى بناتها ، وتعتمد على الأشرطة ، وتسَمِّع لها ابنتها كل أسبوع ثلاثة أحاديث ، استَمَرَّت هذه المرأة أكثر من عشر سنوات في الحفظ ،
تقـــول : أَحسَـست بِإِرتِياحٍ عجيب بعد حفظِ القرآن ، وغَابَت عَنِّي الهموم والأفكار ، ومَلأت وقتَ فراغي بطاعة ربي ،
اقتَرَحَت عليها بعض النسوة أَن تَدخلَ في دورِ تحفيظ القرآن ، فَأجَابت هذه المرأة وَرَدَّت فقالت : إِنِّي امرأةٌ تَعَودت على الجلوس في البيت ولا أَتَحَمَّل الخروج ، وتدعوا كثيراً لإبنتها وتَشكرها بأنَّها بَذَلَت معها الكثير الكثير ، تقول : وهذا من أَعظَمِ البِرِّ و الإحسَان ، خَاصَّةً أَنَّ البنت كانت في مرحلة المراهقة ، التي يشكوا منها الكثير ، فكانت البنت تضغط على نَفسِهَا وعلى دراستها لِتفَرِّغَ نَفسَهَا لِتَعلِيمِ أمِّها بِصَبرٍ و حِكمَة ، وثمَّ خَتَمَت هذه المرأة الصالحة وقالت : لا يأسَ مع العَزِيمَةِ الصَادِقَة ، ولا يَأسَ مع قوةِ الإرادة والعَزمِ والدعاء ، ثمَّ البداية في حفظِ القرآن ، ثمَّ قالت : والله ما رزِقَت الأمّ بِنِعمَةٍ أَحَبِّ إليها من ولدٍ صالحٍ يعِنها على التَقَرّبَ إلى الله عز وجل .
صَدَقَ الشاعِر حينَ قال :
بَصرت بِالرَّاحَةِ الكبرى فَلَم أرَها................تنَال إلاَّ على جِسرٍ مِنَ التَعَبِ
منقول
بَصرت بِالرَّاحَةِ الكبرى فَلَم أرَها................تنَال إلاَّ على جِسرٍ مِنَ التَعَبِ
منقول
تعليق