أنفع الدعاء
قال الإمام ابن القيم رحمه الله :" قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : تأملت أنفع الدعاء فإذا هو سؤال الله العون على مرضاته، ثم رأيته في الفاتحة في {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ } "1.
وقال:" وكان يقول في سجوده وهو محبوس 2: (اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك) 3 ما شاء الله " 4.
☻☻☻☻☻☻☻☻☻☻☻☻☻☻☻☻☻☻☻☻☻☻☻☻☻☻☻☻☻☻
1. "المدارج" (1/90)، قال ابن القيم –رحمه الله- : "فأنفع الدعاء: طلب العون على مرضاته، و أفضل المواهب إسعافه بهذا المطلوب، و جميع الأدعية المأثورة مدارها على هذا، و على دفع ما يضاده، و على تكميله و تيسير أسبابه. فتأملها" نفسه، ولذا فـ " معرفة العبودية ومبدؤها { إياك نعبد } وكمالها { إياك نستعين } في جميع المطالب ، وإذا تم الوفاء بالعهدين ترتبت عليه الثمرة وهو قوله : { اهدنا } إلى آخره ، وهذا ترتيب لا يتصور أحسن منه " تفسير النيسابوري رحمه الله 1/46.
قال الضحاك عن ابن عباس –رضي الله عنهما: "{ إياك نعبد } يعني إياك نوحد و نخاف و نرجوك يا ربنا لا غيرك { إياك نستعين } على طاعتك و على أمورنا كلها" تفسير ابن كثير –رحمه الله- .
وعليه فإن لهذه الآية المنزلة العلية والدرجة الرفيعة، بحيث لو تأملها المتأمل، وتدبرها المتدبر وكحل عينيه بذلك صفت نفسه، ورق قلبه فدمعت عينه.
قال أبو مسهر رحمه الله:" حدثنا مزاحم بن زفر قال: صلى بنا سفيان الثوري المغرب فقرأ حتى بلغ {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ }، بكى حتى انقطعت قراءته، ثم عاد فقرأ {الحمد لله..} " حلية الأولياء 3/ 154.
قال الضحاك عن ابن عباس –رضي الله عنهما: "{ إياك نعبد } يعني إياك نوحد و نخاف و نرجوك يا ربنا لا غيرك { إياك نستعين } على طاعتك و على أمورنا كلها" تفسير ابن كثير –رحمه الله- .
وعليه فإن لهذه الآية المنزلة العلية والدرجة الرفيعة، بحيث لو تأملها المتأمل، وتدبرها المتدبر وكحل عينيه بذلك صفت نفسه، ورق قلبه فدمعت عينه.
قال أبو مسهر رحمه الله:" حدثنا مزاحم بن زفر قال: صلى بنا سفيان الثوري المغرب فقرأ حتى بلغ {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ }، بكى حتى انقطعت قراءته، ثم عاد فقرأ {الحمد لله..} " حلية الأولياء 3/ 154.
☻☻☻☻☻☻☻☻☻☻☻☻☻☻☻☻☻☻☻☻☻☻☻☻☻☻☻☻☻☻
2. أي: البدن فحسب وإلا فهو رحمه الله كما نقل عنه تلميذه ابن القيم عليه الرحمة كان يقول وهو في السجن :" ما يصنع أعدائي بي؟ أنا جنتي وبستاني في صدري، إن رحت فهي معي لا تفارقني، إن حبسي خلوة، وقتلي شهادة، وإخراجي من بلدي سياحة.
قال ابن القيم : وكان يقول في محبسه في القلعة:
لو بذلت ملء هذه القلعة ذهبا ما عدل عندي شكر هذه النعمة.
أو قال: ما جزيتهم على ما تسببوا لي فيه من الخير. ونحو هذا " الوابل الصيب 93- 94 صحيحه، وانظر غذاء الألباب شرح منظومة الآداب للسفاريني رحمه الله 4/51.
قال ابن القيم : وكان يقول في محبسه في القلعة:
لو بذلت ملء هذه القلعة ذهبا ما عدل عندي شكر هذه النعمة.
أو قال: ما جزيتهم على ما تسببوا لي فيه من الخير. ونحو هذا " الوابل الصيب 93- 94 صحيحه، وانظر غذاء الألباب شرح منظومة الآداب للسفاريني رحمه الله 4/51.
☻☻☻☻☻☻☻☻☻☻☻☻☻☻☻☻☻☻☻☻☻☻☻☻☻☻☻☻☻☻
3. و هو حديث صحيح قاله رسول الله –صلى الله عليه و سلم- و هو يوصي معاذ بن جبل –رضي الله عنه-. فعن معاذ –رضي الله عنه- أن النبي –صلى الله عليه و سلم- أخذ بيده و قــال :" و الله إني لأحبك، فلا تدعن في دبر كل صلاة أن تقول : اللهم أعني.... (و ذكر الحديث): أخرجه أبو داود في سننه (1522) و النسائي في سننه (3/53) و غيرهما، و صححه ابن حبان و ابن خزيمة و النووي في "الأذكار" و الحاكم و وافقهم الذهبي، و كذا الشيخ الألباني في "صحيح الجامع" (7969) رحمهم الله، و من لطائفه الإسنادية أنه حديث مسلسل بالمحبة كما ذكره العلامة الشوكاني –رحمه الله- في "إتحاف الأكابر بإسناد الدفاتر" انظر "تحفة الذاكرين" له (ص183)، مع التنبيه عند فعل شيخ الإسلام رحمه الله المذكور أعلاه أن هذا الدعاء لا يخص بموضع إلا دبر الصلاة كما هو صريح الحديث، إلا إذا قيل في غيره دون جعله سنة دائمة فتأمل، وعليه يحمل صنيع شيخ الإسلام رحمه الله كما هي القاعدة المحررة في باب البدعة وفيها يقول شيخ الإسلام نفسه رحمه الله في نص عزيز مليح كما في الاختيارات الفقهية 78 :" والتفريق بين السنة والبدعة في المداومة أمر عظيم ينبغي التفطن له ".
☻☻☻☻☻☻☻☻☻☻☻☻☻☻☻☻☻☻☻☻☻☻☻☻☻☻☻☻☻☻
4. الوابل الصيب (94- صحيحه)، و المقصود على حد تعبير ابن القيم رحمه الله في المدارج 1/445 أنه "لا سبيل إلى طاعته إلا بمعونته، و لا وصول إلى مرضاته إلا بتوفيقه"، ولأجله كان شهود العبد مشهد منة الله عليه حق عظيم من حقوق الله تعالى في الطاعات.
ولقد " أجمع العارفون بالله: أن التوفيق هو أن لا يكلك الله إلى نفسك، و أن الخذلان هو أن يخلي بينك و بين نفسك، فالعبيد متقلبون بين توفيقه و خذلانه، بل العبد في الساعة الواحدة ينال نصيبه من هذا و هذا، فيطيعه و يرضيه، و يذكره و يشكره بتوفيقه له، ثم يعصيه و يخالفه و يسخطه و يغفل عنه بخذلانه له....فإن وفقه فبفضله و رحمته، و إن خذله فبعدله و حكمته، و هو المحمود على هذا و هذا له أتم الحمد و أكمله...فمتى شهد العبد المشهد و أعطاه حقه، علم شدة ضرورته و حاجته إلى التوفيق في كل نَفَس و كل لحظة و طرفة عين" نفسه (1/445-446).
وشهود العبد مشهد توفيق الله وخذلانه يحمله على سؤال ربه تعالى توفيقه مسألة المضطر، والاستعاذة به من خذلانه عياذ الملهوف كما أنه يلقي نفسه بين يديه طريحا ببابه مستسلما له ناكس الرأس بين يديه خاضعا ذليلا مستكينا لا يملك لنفسه ضرا ولا نفعا ولا موتا ولا حياتا ولا نشورا.
مع العلم أن كثيرا من الناس قد أغلق عليه باب التوفيق لأمور ستة كما قال شقيق بن إبراهيم البلخي رحمه الله: "أغلق باب التوفيق عن الخلق من ستة أشياء: اشتغالهم بالنعمة عن شكرها، ورغبتهم في العلم وتركهم العمل، والمسارعة إلى الذنب وتأخير التوبة، والاغترار بصحبة الصالحين وترك الإقتداء بفعالهم، وإدبار الدنيا عنهم وهم يتبعونها، وإقبال الآخرة عليهم وهم معرضون عنها" الفوائد لابن القيم.
فاللهم رحماك.
☻☻☻☻☻☻☻☻☻☻☻☻☻☻☻☻☻☻☻☻☻☻☻☻☻☻☻☻☻☻
ولقد " أجمع العارفون بالله: أن التوفيق هو أن لا يكلك الله إلى نفسك، و أن الخذلان هو أن يخلي بينك و بين نفسك، فالعبيد متقلبون بين توفيقه و خذلانه، بل العبد في الساعة الواحدة ينال نصيبه من هذا و هذا، فيطيعه و يرضيه، و يذكره و يشكره بتوفيقه له، ثم يعصيه و يخالفه و يسخطه و يغفل عنه بخذلانه له....فإن وفقه فبفضله و رحمته، و إن خذله فبعدله و حكمته، و هو المحمود على هذا و هذا له أتم الحمد و أكمله...فمتى شهد العبد المشهد و أعطاه حقه، علم شدة ضرورته و حاجته إلى التوفيق في كل نَفَس و كل لحظة و طرفة عين" نفسه (1/445-446).
وشهود العبد مشهد توفيق الله وخذلانه يحمله على سؤال ربه تعالى توفيقه مسألة المضطر، والاستعاذة به من خذلانه عياذ الملهوف كما أنه يلقي نفسه بين يديه طريحا ببابه مستسلما له ناكس الرأس بين يديه خاضعا ذليلا مستكينا لا يملك لنفسه ضرا ولا نفعا ولا موتا ولا حياتا ولا نشورا.
مع العلم أن كثيرا من الناس قد أغلق عليه باب التوفيق لأمور ستة كما قال شقيق بن إبراهيم البلخي رحمه الله: "أغلق باب التوفيق عن الخلق من ستة أشياء: اشتغالهم بالنعمة عن شكرها، ورغبتهم في العلم وتركهم العمل، والمسارعة إلى الذنب وتأخير التوبة، والاغترار بصحبة الصالحين وترك الإقتداء بفعالهم، وإدبار الدنيا عنهم وهم يتبعونها، وإقبال الآخرة عليهم وهم معرضون عنها" الفوائد لابن القيم.
فاللهم رحماك.
☻☻☻☻☻☻☻☻☻☻☻☻☻☻☻☻☻☻☻☻☻☻☻☻☻☻☻☻☻☻
تعليق