بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ..
أخواتى في الله ...
أسأل الله تعالى أن يداوي قلوبنا بمحبته ، وأن يرزقنا نعيما لا ينفد في جنة الدنيا بالشوق إلى لقائه ، وأن يبلغنا نعيما مقيما في الفردوس الأعلى في رفقة المصطفى عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم .
أخواتى...
قال بلال بن سعد -رحمه الله - :
" عباد الرحمن اعلموا أنكم تعملون في أيام قصار، ولأيام طوال، في دار زوال لدار مقام، ودار حزن ونصب لدار نعيم وخلد، ومن لم يعمل على اليقين، فلا يغتر؛ لأنَّ المصير حتماً سيقع إمَّا إلى الجنة وإمَّا إلى النار "
وكان يقول:'كأنّا قومُُ لا يعقلون، وكأنّا قوم لاُ يوقنون "
تذكروا الشعار : " على اليقين كنت "
وتعالوا نتعلم من أستاذنا ابن القيم - رحمه الله - ، ما سبب تخلفنا وتأخرنا عن الوصول إلى الهدف ، وما الذي يجعل هذه الدنيا عالقة بقلوبنا ، ولا نعرف كيف الخلاص ؟
يقول ابن القيم - رحمه الله - " ما تأخر من تأخر إلا بحبه للحياة والبقاء، وثناء الناس عليه، ونفرته من ذمهم، فإذا زهد في هذين الشيئين تأخرت عنه العوارض كلها "
[ مدارج السالكين 2/302]
وهذا هو المعنى المشار إليه في سورة اليقين كما أسميها ،
" سورة التكاثر " والتي ورد فيها ذكر " علم اليقين " و " عين اليقين " ، لأنها بدئت بذكر " ألهاكم التكاثر حتى زرتم
المقابر " فلا يتكالب على حطامها إلا من كانت الغفلة غالبة على قلبه، وكان اليقين مُترحِّلاً عنه، ولهذا يقول الله عز وجل:
" كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ "[سورة الأعراف] .
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: ".لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا وَلبَكَيْتُمْ كَثِيرًا "[رواه البخاري ومسلم ]
فما وجد هذا التكاثر والإلهاء عما هو أولى بالخلق منه من العمل للآخرة، والسعي لتحصيل دار الكرامة إلا لاختلال اليقين في النفوس.
فمن يريد اليقين فلا يتله بالتكاثر ، والطريق العملي لذلك دلت عليه السورة :
(1) الدنيا إلى انقضاء وهذا لا شك فيه .
(2) الموت يأتي فجأة والقبر صندوق العمل . وهذان المعنيان مشار لهما في قوله " حتى زرتم المقابر "
(3) عليك أن تعرض عن هذا التفكير الدنيوي وتتعلم كيف السبيل للأخرة .
" كلا سوف تعلمون ثم كلا سوف تعلمون "
(4) عش الآخرة في خيالك ، اقرأ عنها ، اسمع مواعظ تذكرك بها ، تخيل مشاهدها ، تصور الجنة وزخرفها ، والنار وشدة عذابها
" لترون الجحيم " .
(5) ابدأ مرحلة اليقين وادخل من باب الشاكرين لنعمة الحياة والإسلام والهداية ، وتقدم وانت مستحٍ من أفضاله عليك ، التي تجازيها بالإساءة والعصيان فاستحٍ واستغفر ، واحمد ولا تجحد .
" ثمَّ لتسألنَّ يومئذٍ عن النعيم "
مسك الختام :
كان عطاء الخراساني- رحمه الله- لا يقوم من مجلسه حتى يقول:
" اللهم هب لنا يقيناً بك حتى تهون علينا مُصيبات الدنيا، وحتى نعلم أنه لا يُصيبنا إلا ما كُتب علينا، ولا يأتينا من هذا الرزق إلا ما قسمت لنا به "
همسة :
هل تشعرون بأنكم أوفياء لكل من يُسدي لكم معروفًا ؟ هل أنتم مخلصون في طلب رضا ربكم ؟ هل أنتم على يقين بأن
" الدال على الخير كفاعله " ؟؟ لا أدري ..!!!!
وكتبه هاني حلمي17 ذي القعدة 1430 هـ
أخواتى في الله ...
أسأل الله تعالى أن يداوي قلوبنا بمحبته ، وأن يرزقنا نعيما لا ينفد في جنة الدنيا بالشوق إلى لقائه ، وأن يبلغنا نعيما مقيما في الفردوس الأعلى في رفقة المصطفى عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم .
أخواتى...
قال بلال بن سعد -رحمه الله - :
" عباد الرحمن اعلموا أنكم تعملون في أيام قصار، ولأيام طوال، في دار زوال لدار مقام، ودار حزن ونصب لدار نعيم وخلد، ومن لم يعمل على اليقين، فلا يغتر؛ لأنَّ المصير حتماً سيقع إمَّا إلى الجنة وإمَّا إلى النار "
وكان يقول:'كأنّا قومُُ لا يعقلون، وكأنّا قوم لاُ يوقنون "
تذكروا الشعار : " على اليقين كنت "
وتعالوا نتعلم من أستاذنا ابن القيم - رحمه الله - ، ما سبب تخلفنا وتأخرنا عن الوصول إلى الهدف ، وما الذي يجعل هذه الدنيا عالقة بقلوبنا ، ولا نعرف كيف الخلاص ؟
يقول ابن القيم - رحمه الله - " ما تأخر من تأخر إلا بحبه للحياة والبقاء، وثناء الناس عليه، ونفرته من ذمهم، فإذا زهد في هذين الشيئين تأخرت عنه العوارض كلها "
[ مدارج السالكين 2/302]
وهذا هو المعنى المشار إليه في سورة اليقين كما أسميها ،
" سورة التكاثر " والتي ورد فيها ذكر " علم اليقين " و " عين اليقين " ، لأنها بدئت بذكر " ألهاكم التكاثر حتى زرتم
المقابر " فلا يتكالب على حطامها إلا من كانت الغفلة غالبة على قلبه، وكان اليقين مُترحِّلاً عنه، ولهذا يقول الله عز وجل:
" كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ "[سورة الأعراف] .
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: ".لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا وَلبَكَيْتُمْ كَثِيرًا "[رواه البخاري ومسلم ]
فما وجد هذا التكاثر والإلهاء عما هو أولى بالخلق منه من العمل للآخرة، والسعي لتحصيل دار الكرامة إلا لاختلال اليقين في النفوس.
فمن يريد اليقين فلا يتله بالتكاثر ، والطريق العملي لذلك دلت عليه السورة :
(1) الدنيا إلى انقضاء وهذا لا شك فيه .
(2) الموت يأتي فجأة والقبر صندوق العمل . وهذان المعنيان مشار لهما في قوله " حتى زرتم المقابر "
(3) عليك أن تعرض عن هذا التفكير الدنيوي وتتعلم كيف السبيل للأخرة .
" كلا سوف تعلمون ثم كلا سوف تعلمون "
(4) عش الآخرة في خيالك ، اقرأ عنها ، اسمع مواعظ تذكرك بها ، تخيل مشاهدها ، تصور الجنة وزخرفها ، والنار وشدة عذابها
" لترون الجحيم " .
(5) ابدأ مرحلة اليقين وادخل من باب الشاكرين لنعمة الحياة والإسلام والهداية ، وتقدم وانت مستحٍ من أفضاله عليك ، التي تجازيها بالإساءة والعصيان فاستحٍ واستغفر ، واحمد ولا تجحد .
" ثمَّ لتسألنَّ يومئذٍ عن النعيم "
مسك الختام :
كان عطاء الخراساني- رحمه الله- لا يقوم من مجلسه حتى يقول:
" اللهم هب لنا يقيناً بك حتى تهون علينا مُصيبات الدنيا، وحتى نعلم أنه لا يُصيبنا إلا ما كُتب علينا، ولا يأتينا من هذا الرزق إلا ما قسمت لنا به "
همسة :
هل تشعرون بأنكم أوفياء لكل من يُسدي لكم معروفًا ؟ هل أنتم مخلصون في طلب رضا ربكم ؟ هل أنتم على يقين بأن
" الدال على الخير كفاعله " ؟؟ لا أدري ..!!!!
وكتبه هاني حلمي17 ذي القعدة 1430 هـ
تعليق