هــــذه وتـــلــك !!
عبد الله بن سعيد آل يعن اللهبعد زواجه بسنة تعرض شافاه الله لحادث مروري ، وكانت امرأته حامل في أشهرها الأخيرة ، وقدر الله أن يصاب بشلل نصفي ، وولادة أول مولود جديد أثناء وجود على السرير الأبيض ،وقد كانت زوجته تتردد عليه في المستشفى بين الفينة والأخرى ، ثم بعد ذلك ذهبت إلى أهلها في مدينة تبعد عن زوجها المريض ألف كيلا تقريبا ، وبعد فترة قضاها في المستشفى أعلن موعد خروجه ~~
لقد كان فرحا بذلك من أجل أن يرى زوجته وابنه الصغير في المدينة التي يتواجد بها أهله وكذلك زوجته ، وأثناء مجيئه لم يكن في استقباله سوى والدته وإخوته !!
وعدم استقبال زوجته له أثار أمراضا نفسية طغت على أمراضه العضوية الحقيقية !!
وبعد فترة من تواجد الزوج عند أهله ، أتت الزوجة عند زوجها على استحياء ، مرددة عبارات توهم بأن زوجها لا يصلح أن يكون زوجا لأنه مشلول ، وبعد ذلك فارقت زوجها وتركته أسير لمرض نفسي لم يتوقعه من شريكة الحياة ..
( شريكة الحياة وأهلها منعوا هذا المريض من مشاهدة ابنه إحدى عشر شهرا وذلك منذ خروجه من المستشفى إلى تاريخ كتابة هذا المقال ) ..
وإخوة المريض منشغلين بعلاج أخيهم ، ولم يتفرغوا لحل هذه المشكلة لو عن طريق المحاكم الشرعية ..
------------------
وعلى النقيض وقفت على قصة تختلف عن السابقة اختلافا كليا ،،
أحد الشباب عقد قرانه على إحدى الفتيات ، وبعد ذلك سافر إلى جدة ، وأثناء سفره أصيب بحادث مروري..
من المؤكد بأن الزواج سوف يتأخر !!
تأخر الزواج قرابة سنة واحدة ، وبعد ذلك أثبتت الفحوصات بأن الشاب مصاب بالشلل ،،
والد البنت خير ابنته بين قبول هذا الشاب أو رفضه !!
فكان ردها ( قبلته سليما معافى ! ، فلم لا أقبله وهو سقيم مبتلى ؟ )..
الآن يعيشان في نعمة ورغد عيش ، وقد رزقهم الله بمولود ..
------------------
لقد كانت أم المؤمنين السيدة خديجة- رضي الله عنها- أنموذجا للوفاء في حياة النبي صلى الله عليه وسلم ، فتحملت معه الكثير من المصاعب والمآسي ، ومع ذلك سطر الرسول صلى الله عليه وسلم سطورا من الوفاء لها في حياتها وبعد مماتها ، وخير دليل على ذلك أنه كان يذكرها بالخير والثناء ، حتى أن عائشة قالت ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذكر خديجة أثنى فأحسن الثناء ..ثم قال: لقد آمنت بي إذ كفر بي الناس ، وصدقتني إذ كذبني الناس ، وواستني بمالها إذ حرمني الناس.. ( حسنه الهيثمي )
------------------
وروي أن الإسلام قد فرق بين زينب - رضي الله عنها وزوجها أبي العاص لأنه مشرك ، فلما وقع في الأسر، خلعت عِقْدها الذي أهدته إليها أمها السيدة خديجة رضي الله عنها- عند زواجها، وأرسلته إلى الرسول صلى الله عليه وسلم ؛ لتفتدى به أبا العاص وفاء له.
فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم العقد عرفه، وأحس بوفاء ابنته لزوجها، فاستشار أصحابه في أن يطلق سراح أبى العاص، واستأذنهم في إعادة العِقْد إلى زينب - رضي الله عنها-، فوافق الصحابة.
فأطلق الرسول صلى الله عليه وسلم سراحه فلما عاد أبو العاص إلى مكة أعلن إسلامه، ثم ذهب إلى المدينة، فأعاد إليه الرسول صلى الله عليه وسلم زوجته الوفية زينب- رضي الله عنها..
أخيرا ..
ينبغي أن يترجم الوفاء بين الزوجين فيكون هناك البذل والعطاء ، والمشاركة المعنوية والمادية في زمن الشدة والرخاء ، وأن لا يكون للناس أي مشاركة في حياة الزوجين وخصوصا في أوقات الشدة ولو كان من أهل الزوج أو الزوجة .
~ ومضة ~ ~ همسة ~
_الوفاء عملة نادرة وتاج لا ينسى _ _الجحود حيلة الأغبياء _
الاثنين
14\\11\\1430هـ
بريدة
تعليق