باقة من زهور النصح
الحمد الله و الصلاة و السلام على رسول الله ............ثم اما بعد:
: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}([1])
(1) سورة الروم. 21.
اجمل ليلة ..........لية الزفاف.............فاجعليها اجمل ليلة مليئة برضا الله جل و علا
: ليلة هانئة وعيشة راضية.
حدثنا التاريخ أن شريحاً القاضى قابل الشعبى.
وأظنكم تعرفون شريحاً إنه شريح بن شراحيل أو شرحبيل الذى ولاه عمر بن الخطاب رضى الله عنه قضاء الكوفة فأقام عليه ستين سنة وضرب المثل بعدله وصدقه ومن أراد أن يرجع إلى ترجمته فليرجع إلى كتاب سير أعلام النبلاء للذهبى فى المجلد الرابع.
أما الشعبى فهو التابعى الجليل علامة عصره وزمانه ولد سنة ثمان وعشرين من الهجرة وقال فى حقه سعيد بن زيد عن مكحول قال: ما رأيت أحداً أعلم من الشعبى.
له ترجمة طويلة فى سير أعلام النبلاء فليرجع إليها من أراد فى المجلد الرابع أيضاً.
أيها الأحباب:
يحدثنا التاريخ أن شريحاً قابل الشعبى يوماً فسأله الشعبى عن حاله فى بيته فقال له شريح: منذ عشرين عاماً لم أر ما يغضبنى من أهلى، قال له وكيف ذلك؟ قال شريح:
من أول ليلة دخلت على امرأتى ورأيت فيها حسناً فاتناً وجمالاً نادراً، قلت فى نفسى أصلى ركعتين شكراً لله عز وجل.
فلما سلمت وجدت زوجتى تصلى بصلاتى وتسلم بسلامى.
فلما خلا البيت من الأصحاب والأصدقاء قمت إليها فمددت يدى نحوها فقالت: على رسلك يا أبا أمية كما أنت. ثم قالت:
إن الحمد لله أحمده واستعينه واصلى على محمد وآله وبعد. فإنى امرأة غريبة، لا علم لى بأخلاقك، فبين لى ما تحب فآتيه، وبين لى ما تكره فأتركه، ثم قالت:
فلقد كان لك فى قومك من هى كفء لك،، ولقد كان فى قومى من هو كفء لى، ولكن إذا قضى الله أمراً كان مفعولاً،وقد ملكت فاصنع ما أمرك الله به فإمساك بمعروف، أو تسريح بإحسان.
أقول قولى هذا واستغفر الله لى ولك.
قال شريح: فأحوجتنى والله يا شعبى إلى الخطبة فى ذلك الموضوع، فقلت: أحمد الله واستعينه وأصلى وأسلم على النبى وآله وبعد فإنك قلت كلاماً إن ثبت عليه يكن ذلك حظك، وإن تدعيه يكن حجة عليك، فإنى أحب كذا وكذا، وأكره كذا وكذا، وما رأيت من حسنة فانشريها ، وما رأيت من شيئة فاستريها فقالت: كيف محبتك لزيارة أهلى؟
قلت: ما أحب أن يملنى أصهارى. فقالت: فمن تحب من جيرانك أن يدخل دارك فآذن قوم صالحون وبنو فلان قوم سوء.
قال شريح فبث معها بأنعم ليلة. فمكثت معى عشرين عاماً لم أعتب عليها فى شئ إلا مرة وكنت لها ظالماً.
يالها من حياة هانية وعيشة راضية.
وصدق من قال:
وصية أم لابنتها عند الزواج:
خلت الأم الصالحة العاقلة البليغة أمامة بنت الحارث خلت بابنتها فى ليلة زفافها وأهدت إليها هذه الوصية الغالية.
فانتبهن أيتها الأخوات الفضليات والأمهات الكريمات
قالت الأم لأبنتها: أى بنيه إن الوصية لو تركت لفضل أدب لتركت ذلك لك ولكنها تذكرة للغافلة ومعونة للعاقلة.
أى بنيه: لو أن امرأة استغنت عن الزوج، لغنى أبويها وشدة حاجتهما إليها، لكنت أغنى الناس عنه، ولكن النساء للرجال خلقن، ولهن خلق الرجال، فخذى وصيتى فإن فيها تنبيه للغافل ومعونة للعاقل.
أى بنيه: إنك فارقت الجو الذى منه خرجت، وخلفت العيش الذى فيه درجت، إلى وكر لم تعرفيه، وقرين لم تألفيه، فأصبح بملكة عليك رقيباً ومليكاً، فكونى له أمة يكن لك عبداً.
واحفظى له خصالاً عشراً تكن لك ذخراً.
أما الأولى والثانية:
فالخضوع له بالقناعة، وحسن السمع له والطاعة.
وأما الثالثة والرابعة:
فالتفقد لمواضع عينه وأنفه، فلا تقع عينه منك على قبيح، ولا يشم منك
إلا أطيب ريح.
وأما الخامسة والسادسة:
فالتفقد لوقت منامه وطعامه. فإن تواتر الجوع ملهبة، وتنغيص النوم مغضبة.
وأما السابعة والثامنة:
فالاحتراس بماله والإرعاء على حشمه وعياله، مملاك الأمر فى المال حسن التدبير وفى العيال حسن التقدير.
وأما التاسعة والعاشرة:
فلا تعصين له أمراً، ولا تفشين له سراً فإنك إن خالفت أمره أو غرت صدره ، وإن أفشيت سره لم تأمنى غدره.
ثم إياك والفرح بين يديه إن كان مغتماً، والكآبة بين يديه إن كان فرحاً.
هذه هى أخلاق المرأة المسلمة، وهذا فهمها، وهذه وصيتها، وتلك ثقافتها، فبالله عليكم هل سمعتم كلاماً وعقلاً وحكمة كهذه.
هذه هى المرأة المسلمة، يوم أن تسربلت بأخلاق الإسلام، وتربعت على عرش حياتها تهز المهد بيمينها وتزلزل عروش الكفر بشمالها، ووالله من كانت هذه أخلاقها فهى من أهل الجنة.
ففى الحديث الذى رواه النسائى والطبرانى فى الصغير والأوسط وهو حديث حسن بشواهده حسنة شيخنا الألبانى.
أن النبى r قال:
"نساؤكم من أهل الجنة الودود العؤود على زوجها (أى بالنفع والخير) التى إذا غضب زوجها جاءت حتى تضع يدها فى يد زوجها وتقول لا أذوق غمضا (أى نوماً) حتى ترضى".
لعل كل عروس تستفيدو اقول لها بارك الله لكما و بارك عليكما و جمع بينكما في خير
اسال الله الاخلاص و التوفيق و السداد
و صلى الله و سلم و بارك على سيدنا محمد و اله و صحبه
و
الحمد الله و الصلاة و السلام على رسول الله ............ثم اما بعد:
: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}([1])
(1) سورة الروم. 21.
اجمل ليلة ..........لية الزفاف.............فاجعليها اجمل ليلة مليئة برضا الله جل و علا
: ليلة هانئة وعيشة راضية.
حدثنا التاريخ أن شريحاً القاضى قابل الشعبى.
وأظنكم تعرفون شريحاً إنه شريح بن شراحيل أو شرحبيل الذى ولاه عمر بن الخطاب رضى الله عنه قضاء الكوفة فأقام عليه ستين سنة وضرب المثل بعدله وصدقه ومن أراد أن يرجع إلى ترجمته فليرجع إلى كتاب سير أعلام النبلاء للذهبى فى المجلد الرابع.
أما الشعبى فهو التابعى الجليل علامة عصره وزمانه ولد سنة ثمان وعشرين من الهجرة وقال فى حقه سعيد بن زيد عن مكحول قال: ما رأيت أحداً أعلم من الشعبى.
له ترجمة طويلة فى سير أعلام النبلاء فليرجع إليها من أراد فى المجلد الرابع أيضاً.
أيها الأحباب:
يحدثنا التاريخ أن شريحاً قابل الشعبى يوماً فسأله الشعبى عن حاله فى بيته فقال له شريح: منذ عشرين عاماً لم أر ما يغضبنى من أهلى، قال له وكيف ذلك؟ قال شريح:
من أول ليلة دخلت على امرأتى ورأيت فيها حسناً فاتناً وجمالاً نادراً، قلت فى نفسى أصلى ركعتين شكراً لله عز وجل.
فلما سلمت وجدت زوجتى تصلى بصلاتى وتسلم بسلامى.
فلما خلا البيت من الأصحاب والأصدقاء قمت إليها فمددت يدى نحوها فقالت: على رسلك يا أبا أمية كما أنت. ثم قالت:
إن الحمد لله أحمده واستعينه واصلى على محمد وآله وبعد. فإنى امرأة غريبة، لا علم لى بأخلاقك، فبين لى ما تحب فآتيه، وبين لى ما تكره فأتركه، ثم قالت:
فلقد كان لك فى قومك من هى كفء لك،، ولقد كان فى قومى من هو كفء لى، ولكن إذا قضى الله أمراً كان مفعولاً،وقد ملكت فاصنع ما أمرك الله به فإمساك بمعروف، أو تسريح بإحسان.
أقول قولى هذا واستغفر الله لى ولك.
قال شريح: فأحوجتنى والله يا شعبى إلى الخطبة فى ذلك الموضوع، فقلت: أحمد الله واستعينه وأصلى وأسلم على النبى وآله وبعد فإنك قلت كلاماً إن ثبت عليه يكن ذلك حظك، وإن تدعيه يكن حجة عليك، فإنى أحب كذا وكذا، وأكره كذا وكذا، وما رأيت من حسنة فانشريها ، وما رأيت من شيئة فاستريها فقالت: كيف محبتك لزيارة أهلى؟
قلت: ما أحب أن يملنى أصهارى. فقالت: فمن تحب من جيرانك أن يدخل دارك فآذن قوم صالحون وبنو فلان قوم سوء.
قال شريح فبث معها بأنعم ليلة. فمكثت معى عشرين عاماً لم أعتب عليها فى شئ إلا مرة وكنت لها ظالماً.
يالها من حياة هانية وعيشة راضية.
وصدق من قال:
رغيف خيز واحد
تأكله فى زاوية
تشربه من صافية
نفسك فيها هانية
عينك عنها راضية
محفوفة بالعافية
حتى تكون داعية
وهى لعمرى كافية
تأكله فى زاوية
تشربه من صافية
نفسك فيها هانية
عينك عنها راضية
محفوفة بالعافية
حتى تكون داعية
وهى لعمرى كافية
وكوز ماء بارد
وغرفة نظيفة
وزوجة مطيعة
وطفلة صغيرة
واختارك الله له
خير من الدنيا وما فيها
وغرفة نظيفة
وزوجة مطيعة
وطفلة صغيرة
واختارك الله له
خير من الدنيا وما فيها
وصية أم لابنتها عند الزواج:
خلت الأم الصالحة العاقلة البليغة أمامة بنت الحارث خلت بابنتها فى ليلة زفافها وأهدت إليها هذه الوصية الغالية.
فانتبهن أيتها الأخوات الفضليات والأمهات الكريمات
قالت الأم لأبنتها: أى بنيه إن الوصية لو تركت لفضل أدب لتركت ذلك لك ولكنها تذكرة للغافلة ومعونة للعاقلة.
أى بنيه: لو أن امرأة استغنت عن الزوج، لغنى أبويها وشدة حاجتهما إليها، لكنت أغنى الناس عنه، ولكن النساء للرجال خلقن، ولهن خلق الرجال، فخذى وصيتى فإن فيها تنبيه للغافل ومعونة للعاقل.
أى بنيه: إنك فارقت الجو الذى منه خرجت، وخلفت العيش الذى فيه درجت، إلى وكر لم تعرفيه، وقرين لم تألفيه، فأصبح بملكة عليك رقيباً ومليكاً، فكونى له أمة يكن لك عبداً.
واحفظى له خصالاً عشراً تكن لك ذخراً.
أما الأولى والثانية:
فالخضوع له بالقناعة، وحسن السمع له والطاعة.
وأما الثالثة والرابعة:
فالتفقد لمواضع عينه وأنفه، فلا تقع عينه منك على قبيح، ولا يشم منك
إلا أطيب ريح.
وأما الخامسة والسادسة:
فالتفقد لوقت منامه وطعامه. فإن تواتر الجوع ملهبة، وتنغيص النوم مغضبة.
وأما السابعة والثامنة:
فالاحتراس بماله والإرعاء على حشمه وعياله، مملاك الأمر فى المال حسن التدبير وفى العيال حسن التقدير.
وأما التاسعة والعاشرة:
فلا تعصين له أمراً، ولا تفشين له سراً فإنك إن خالفت أمره أو غرت صدره ، وإن أفشيت سره لم تأمنى غدره.
ثم إياك والفرح بين يديه إن كان مغتماً، والكآبة بين يديه إن كان فرحاً.
هذه هى أخلاق المرأة المسلمة، وهذا فهمها، وهذه وصيتها، وتلك ثقافتها، فبالله عليكم هل سمعتم كلاماً وعقلاً وحكمة كهذه.
هذه هى المرأة المسلمة، يوم أن تسربلت بأخلاق الإسلام، وتربعت على عرش حياتها تهز المهد بيمينها وتزلزل عروش الكفر بشمالها، ووالله من كانت هذه أخلاقها فهى من أهل الجنة.
ففى الحديث الذى رواه النسائى والطبرانى فى الصغير والأوسط وهو حديث حسن بشواهده حسنة شيخنا الألبانى.
أن النبى r قال:
"نساؤكم من أهل الجنة الودود العؤود على زوجها (أى بالنفع والخير) التى إذا غضب زوجها جاءت حتى تضع يدها فى يد زوجها وتقول لا أذوق غمضا (أى نوماً) حتى ترضى".
لعل كل عروس تستفيدو اقول لها بارك الله لكما و بارك عليكما و جمع بينكما في خير
اسال الله الاخلاص و التوفيق و السداد
و صلى الله و سلم و بارك على سيدنا محمد و اله و صحبه
و
تعليق