أيها المسلمون إننا نعلم جميعاً أن الله سبحانه وتعالى هو أحكمُ الحاكمين وهو أرحم الرحمين وهو المالك للخلق أجمعين وهو جبار السماوات والأرض وهو المدبر لكل شيء فلا شيء في الأرض ولا في السماء يقع إلا بأذنه وبتدبيره سبحانه وتعالى ألا وإن من جملة حكمته وعدله سبحانه أنه قضى قضاءً ألا وهو الجزاء من جنس العمل هذه قاعدة ينبغي أن يعيها كل مسلم وأن تعيها كل مسلمة فإن الله جعل للأعمال الصالحة أوالطالحة أثار وعواقب فالأعمال الصالحة آثارها حميدة وعواقبها مجيدة والأعمال الطالحة آثارها خبيثة وعواقبها مدمرة ، فمن هنا أيها المسلمون نسمع إلى تقرير هذه القاعدة في القرآن الكريم وفي السنة المطهرة بل وفي الواقع وفي الفطر لو أن الناس يعتبرون في هذا الأمر الواضح الله عز وجل يحكم ولا معقب لحكمه ولا راد لقضائه فما كان فسيكون وما لم يكن فلن يكون .
أيها الناس هذه القاعدة وهي الجزاء من جنس العمل ، هذه القاعدة المسلمون بحاجةٍ إلى فهمها وإلى اليقضة والحذرة من التغافل عن عواقبها بين الله في كتابه ذلك وضمن كتابه من أوله إلى آخره تقرير هذه القاعدة وهكذا الرسول عليه الصلاة والسلام جملةً أو تفصيلاً ، ولهذا نبدأ نذكر القاعدة من جهة الشر كيف أن من عمل شراً فسيجازيه الله عز وجل شراً ودماراً وعاراً وناراً وشناراً في الدنيا وفي الآخرة ، يقول ربنا في كتابه الكريم مخاطباً المسلمين وأهل الكتاب : ( ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءً جزى به ) هذه هي قاعدة الجزاء من جنس العمل ( من يعمل سوء يجزى به ولا يجد من دون الله ولياً ولا نصيراً ) ويقول ربنا في كتابه الكريم : ( فكلاً أخذنا بذنبه فمنهم من أرسلنا عليه حاصباً ومنهم من أخذته الصيحة ومنهم من خسفنا به الأرض ومنهم من أغرقنا وما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون ) ويقول الله في كتابه الكريم : ( ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم ) الجزاء من جنس العمل ، ويقول الله في كتابه الكريم وهو يبين أمر هذه القاعدة أيضاً : ( ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين ) فمن مكر مكر الله به ويقول : ( يخادعون الله وهو خادعهم ) فمن خادع الناس ومن خادع الأنبياء والرسل فإن الله يتولى مخادعته سبحانه وتعالى وأيضاً يقول الله في كتابه الكريم : ( فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون ) ويقول في كتابه الكريم : ( إن ربك لبا المرصاد ) أي يرصد حركات العباد وأقوال العباد وأفعال العباد يرصدها لهم فمن فعل خيراً جازاه الله سروراً وجازه الله تمكيناً ونصراً وعزاً وسعادةً في الدنيا والآخرة ويقول رسولنا عليه الصلاة والسلام كما جاء في البخاري ومسلم من حديث أبي موسى : ( إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته ) فما من أحد يسلك طريق الشر إلا ورب العالمين يملي له ، والإملاء هو أن الله عز وجل يجعل أعمال العبد سبباً لهلاكه عياذاً بالله فلا يأمن العبد من عذاب الله ومن بطش الله ومن أخذ الله والله عزيزٌ ذو انتقام وقال : ( ولا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون ) فربك سبحانه وتعالى يتولى رصد أعمال العباد وحركات العباد فما أحوج المسلم إلى أن يخاف من الله .
أيها الأخوة سمعتم هذه الآيات ولنأتي إلى التفاصيل بعد الإجمال جاء عند الطبراني أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال : ( ما اخُتلج عرقٌ ولا عينٌ إلا بذنب ) انظر فكل ما تراه في العباد من أنواع العقوبات ومن أعمال المصائب والنكبات إنما ذلك من باب الجزاء العاجل على سوء أعمالهم التي عملوها عياذاً بالله ، سمعتم هذا الحديث أن ما يُصاب به العبد هو من جراء ذنوبه ما يصاب به من أنواع المصائب والعقوبات فهو من جراء الذنوب ، ولهذا أيها الأخوة إن الشر وإن الذنوب سبب لعذاب العبد في الدنيا وفي القبر وفي عرصات القيامة وبعد ذلك جهنم ، هذه عاقبة الذنب لا يسعد لا في الدنيا ولا في الآخرة فالذنوب تخرب ولا بد والذنوب تفسد ولا بد وخرابها يصل إلى الجنة خرابها يبتدأ من هنا حتى يُخرب على صاحبه الجنة ، فلهذا أيها الناس يجب أن نعلم خطورة الذنوب علينا وخطورة المعاصي في أوساطنا فنحن على أخطارٍ عظيمة بسبب الذنوب والمعاصي ، يقول الله في كتابه الكريم : ( وضرب الله مثلاً قريةً كانت آمنةً مطمئنة ) انظروا ما الذي حول حالها إلى أسوء حال قال : ( فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون ) انظروا المعاصي ماذا تجلب لأهلها ويقول ربنا في كتابه الكريم : ( إن الذين يحادون الله ورسوله أولئك في الأذلين ) هكذا المعصية تجلب لصاحبها أنواعاً من الفتن عياذاً بالله ولنسمع إلى تقرير هذه القاعدة في حق من أقبل على الدنيا وترك التمسك بدين الله أقبل على دنياه وتأخر عن دينه وتلاعب بحق ربه وبحق مجتمعة يقول الله في كتابه الكريم : ( فلما نُسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء ) أي من أنواع الأرزاق والدنيا ( فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا بما أوتوا ) أي من الدنيا ( حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مُبلِسون فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين ) قُطع أخذهم الله بعد أن غفلوا عن دينه بعد أن استحكمت فيهم الغفلة فصاروا لا يعطونه حقه ولا يقبلون على طاعته ولا يتمسكون بشرعه ودينه أخذهم الله رب العالمين ، وقال ربنا في كتابه الكريم : ( إنما مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض مما يأكل الناس والأنعام حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازينت ) أي لأهلها ( وظن أهلها أنهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلاً أو نهاراً فجعلناها حصيداً كأن لم تغنَ بالأمس كذلك نقص الآيات لقوم يتفكرون ) ويخبر الله عن العذاب عمن تعاملوا بأوساطهم بأنواع من الفسق من زنا من سكر من أنواع الفسق والمعاصي يقول الله : ( وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القوم فدمرناها تدميرا ) تدمير وأخبر الله عز وجل عن المجموعة من اليهود الذين كانوا على قرية على البحر وكانوا يصطادون الصيد في الوقت الذي حرمه الله فنُصحوا وزُجروا وجاءهم الدعاة وحذروهم من سوء أفعالهم فأبوا قال الله في كتابه الكريم : ( فلما نُسوا ما ذُكروا به أنجينا الذين يَنهمون عن السوء وأخذنا الذين ظلموا بعذاب بئيس بما كانوا يفسقون فلما عتوا عما نُهوا عنه قلنا لهم كونوا قرةً خاسئين ) انظر إلى حال اليهود هؤلاء الذين كانت معصيتهم أنهم اصطادوا الصيد الذي في البحر في الوقت الذي حرمه الله ما بالك بمن يأكل الحرام بمن يعيش على الحرام بمن يتمتع بالحرام بمن يسلب وينهب ويغتصب ويظلم الليل والنهار ما بالك بمن أخذ حق المساكين وحق الأيتام وحق الأرامل كيف يكون حاله كيف يكون عذابه كيف يكون سخط الله عليه وغضبه عليه ، ولهذا قال الله في كتابه الكريم : ( إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلماً إنما يأكلون في بطونهم ناراً وسيصلون سعيراً ) هذه نارٌ في الدنيا والنار الثانية آتيةٌ وهي نار البرزخ ونار الآخرة فهم أكلوا أموال اليتامى متمتعين مستلذين لها فقال الله : ( إنما يأكلون في بطونهم ناراً ) وهذا توعد بأن الله يبتليهم بأنواع من العذاب هذا في الدنيا لا يأمن من يأكل مال اليتيم أن الله عز وجل يجعل ناراً في قلبه أو ناراً في بطنه أو في معدته من أنواع الآلام والأوجاع والأمراض فربما الشخص عُملت له عمليات كثيرة في بطنه في معدته في صدره في كذا ما يُدريك أن هذا من جملة النار التي يُعاقب الله بها من يتعدى على الحقوق ، ولهذا من تعدى على أموال الناس بطريقة يُظهر لهم أنه صادق وأنه أمين ولكنه خائن ، روى الإمام البخاري وغيره من حديث أبي هريرة أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال : ( من أخذ أموال الناس يريد إتلافها أتلفه الله ) أيُنا يطيق أن يتلفه بل ما تطيق أن يتلف الله سمعك أو بصرك أو عقلك أو عضواً من أعضاءك فكيف لو أتلفه الله فكيف لو أتلف الله أمواله وأولاده وأهله لا تأمنوا مكر الله ( فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون ) وقد توسع الناس وتبحبحوا إلا من رحمه الله في أمر الخيانة وفي أمر الغش من بعضهم لبعض وفي أمر الخدع والمكر ببعضهم بعضاً ( فلا يأمن مكر الله ) فلينتبه المسلم فمن أخذ أموال الناس بسم أنه يأخذها وديعة ويحفظها فسعى في عدم ردها أو أخذها باعتبار يتاجر بها ثم حاول أنه يستحوذ عليها من أخذ أموال الناس بطريق قِرضه أو غير ذلك ثم لم يفِ ولم يكن صادقاً سمعتم الجزاء ، الجزاء من جنس العمل وما أكثر العذاب وما أكثر الجزاء وما أعظم العقاب لمن يتعظ وينزجر وينظر ، وهكذا لنسمع إلى من يعذب المسلمين بصورة من أنواع العذاب ، فقد ذُكر عن حمزة البسيوني ذُكر أن هذا الرجل كان قائد السجن الحربي لجمال عبد الناصر المصري فسجن مجموعة من السلمين سُجنوا في هذا السجن فقام هذا الرجل وقال للمسلمين المسجونين قال : أين ربكم هذا لو يأتي إليكم لسجنته في الزنزانة ولسجنته في قضبان الحديد ، هكذا بلغ الطغيان وهكذا الكبر وهكذا العجب فنعوذ بالله فماذا جرى فما هي إلا أيامٌ قليلة وإذا بحمزة البسيوني قائد السجن يخرج في سفرةٍ من أسفاره في سيارته فإذا به يأتي إلى شاحنةٍ أمامه وهي محملةٌ حديد فيصطدم بها فإذا بقضبان الحديد تدخل عليه وإذا به يموت وقضبان الحديد قد أماتته وقطعت جسمه وإذا به يستغيث ولا مستغيث في ذلك الوقت ، هكذا أيها الناس يعاقب الله من يتعدى الحدود ، وهكذا أيضاً من العقوبات فيمن يغش المسلمين في أمر سياستهم فهذا محمد بن العلقمي الرافضي الخبيث كان وزيراً في عهد المعتصم العباسي ثم تمالا مع التتار مع هولاكو تمالا معه على أن هولاكو يتقدم بجيشٍ ومن ثم يطيح بالخلافة الإسلامية العباسية واتحد هذا المدبر وزين للخليفة أن يخرج بمن معه من العلماء والأمراء ومن الوجهاء ومن ومن فخرجوا إلى هذا الكافر هولاكو ثم ما إن وصلوا قضى عليهم وقتلهم ثم أباح بغداد ثم نشر جنوده ليقتلوا المسلمين ويلحقوهم في قعر بيوتهم وفي دكاكينهم وفي كل جرفٍ وفي كل كهفٍ هكذا جرى وكان الوعد بين ابن العلقمي وبين هولاكو على أن ابن العلقمي يُمسك زمام الدولة بعد أن يقضي على الخليفة فلما ويجعل عليه مرسوماً ثم يأخذه ويطوف به ثم يحبسه في بيته فمات بعد ذلك كمداً فلم يصل إلى شيءٍ مما وُعد به ، هكذا عاقبه الله وهذا عذاب عاجل فما بلك بالعذاب الآجل والله يقول : ( ولعذاب الآخرة أخزى وهم لا ينصرون ) ، ( ولعذاب الآخرة أكبر ) ويقول ( ولعذاب الآخرة أشق فما لهم من الله من واق ) فما أحوج المسلمين الكبير والصغير الحاكم والمحكوم القوي والضعيف العالم والجاهل إلى أن يكونوا تقاة وأن يقفوا عند حدود الله وأن يراقبوا الله .
أيها الناس هذه القاعدة وهي الجزاء من جنس العمل ، هذه القاعدة المسلمون بحاجةٍ إلى فهمها وإلى اليقضة والحذرة من التغافل عن عواقبها بين الله في كتابه ذلك وضمن كتابه من أوله إلى آخره تقرير هذه القاعدة وهكذا الرسول عليه الصلاة والسلام جملةً أو تفصيلاً ، ولهذا نبدأ نذكر القاعدة من جهة الشر كيف أن من عمل شراً فسيجازيه الله عز وجل شراً ودماراً وعاراً وناراً وشناراً في الدنيا وفي الآخرة ، يقول ربنا في كتابه الكريم مخاطباً المسلمين وأهل الكتاب : ( ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءً جزى به ) هذه هي قاعدة الجزاء من جنس العمل ( من يعمل سوء يجزى به ولا يجد من دون الله ولياً ولا نصيراً ) ويقول ربنا في كتابه الكريم : ( فكلاً أخذنا بذنبه فمنهم من أرسلنا عليه حاصباً ومنهم من أخذته الصيحة ومنهم من خسفنا به الأرض ومنهم من أغرقنا وما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون ) ويقول الله في كتابه الكريم : ( ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم ) الجزاء من جنس العمل ، ويقول الله في كتابه الكريم وهو يبين أمر هذه القاعدة أيضاً : ( ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين ) فمن مكر مكر الله به ويقول : ( يخادعون الله وهو خادعهم ) فمن خادع الناس ومن خادع الأنبياء والرسل فإن الله يتولى مخادعته سبحانه وتعالى وأيضاً يقول الله في كتابه الكريم : ( فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون ) ويقول في كتابه الكريم : ( إن ربك لبا المرصاد ) أي يرصد حركات العباد وأقوال العباد وأفعال العباد يرصدها لهم فمن فعل خيراً جازاه الله سروراً وجازه الله تمكيناً ونصراً وعزاً وسعادةً في الدنيا والآخرة ويقول رسولنا عليه الصلاة والسلام كما جاء في البخاري ومسلم من حديث أبي موسى : ( إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته ) فما من أحد يسلك طريق الشر إلا ورب العالمين يملي له ، والإملاء هو أن الله عز وجل يجعل أعمال العبد سبباً لهلاكه عياذاً بالله فلا يأمن العبد من عذاب الله ومن بطش الله ومن أخذ الله والله عزيزٌ ذو انتقام وقال : ( ولا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون ) فربك سبحانه وتعالى يتولى رصد أعمال العباد وحركات العباد فما أحوج المسلم إلى أن يخاف من الله .
أيها الأخوة سمعتم هذه الآيات ولنأتي إلى التفاصيل بعد الإجمال جاء عند الطبراني أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال : ( ما اخُتلج عرقٌ ولا عينٌ إلا بذنب ) انظر فكل ما تراه في العباد من أنواع العقوبات ومن أعمال المصائب والنكبات إنما ذلك من باب الجزاء العاجل على سوء أعمالهم التي عملوها عياذاً بالله ، سمعتم هذا الحديث أن ما يُصاب به العبد هو من جراء ذنوبه ما يصاب به من أنواع المصائب والعقوبات فهو من جراء الذنوب ، ولهذا أيها الأخوة إن الشر وإن الذنوب سبب لعذاب العبد في الدنيا وفي القبر وفي عرصات القيامة وبعد ذلك جهنم ، هذه عاقبة الذنب لا يسعد لا في الدنيا ولا في الآخرة فالذنوب تخرب ولا بد والذنوب تفسد ولا بد وخرابها يصل إلى الجنة خرابها يبتدأ من هنا حتى يُخرب على صاحبه الجنة ، فلهذا أيها الناس يجب أن نعلم خطورة الذنوب علينا وخطورة المعاصي في أوساطنا فنحن على أخطارٍ عظيمة بسبب الذنوب والمعاصي ، يقول الله في كتابه الكريم : ( وضرب الله مثلاً قريةً كانت آمنةً مطمئنة ) انظروا ما الذي حول حالها إلى أسوء حال قال : ( فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون ) انظروا المعاصي ماذا تجلب لأهلها ويقول ربنا في كتابه الكريم : ( إن الذين يحادون الله ورسوله أولئك في الأذلين ) هكذا المعصية تجلب لصاحبها أنواعاً من الفتن عياذاً بالله ولنسمع إلى تقرير هذه القاعدة في حق من أقبل على الدنيا وترك التمسك بدين الله أقبل على دنياه وتأخر عن دينه وتلاعب بحق ربه وبحق مجتمعة يقول الله في كتابه الكريم : ( فلما نُسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء ) أي من أنواع الأرزاق والدنيا ( فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا بما أوتوا ) أي من الدنيا ( حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مُبلِسون فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين ) قُطع أخذهم الله بعد أن غفلوا عن دينه بعد أن استحكمت فيهم الغفلة فصاروا لا يعطونه حقه ولا يقبلون على طاعته ولا يتمسكون بشرعه ودينه أخذهم الله رب العالمين ، وقال ربنا في كتابه الكريم : ( إنما مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض مما يأكل الناس والأنعام حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازينت ) أي لأهلها ( وظن أهلها أنهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلاً أو نهاراً فجعلناها حصيداً كأن لم تغنَ بالأمس كذلك نقص الآيات لقوم يتفكرون ) ويخبر الله عن العذاب عمن تعاملوا بأوساطهم بأنواع من الفسق من زنا من سكر من أنواع الفسق والمعاصي يقول الله : ( وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القوم فدمرناها تدميرا ) تدمير وأخبر الله عز وجل عن المجموعة من اليهود الذين كانوا على قرية على البحر وكانوا يصطادون الصيد في الوقت الذي حرمه الله فنُصحوا وزُجروا وجاءهم الدعاة وحذروهم من سوء أفعالهم فأبوا قال الله في كتابه الكريم : ( فلما نُسوا ما ذُكروا به أنجينا الذين يَنهمون عن السوء وأخذنا الذين ظلموا بعذاب بئيس بما كانوا يفسقون فلما عتوا عما نُهوا عنه قلنا لهم كونوا قرةً خاسئين ) انظر إلى حال اليهود هؤلاء الذين كانت معصيتهم أنهم اصطادوا الصيد الذي في البحر في الوقت الذي حرمه الله ما بالك بمن يأكل الحرام بمن يعيش على الحرام بمن يتمتع بالحرام بمن يسلب وينهب ويغتصب ويظلم الليل والنهار ما بالك بمن أخذ حق المساكين وحق الأيتام وحق الأرامل كيف يكون حاله كيف يكون عذابه كيف يكون سخط الله عليه وغضبه عليه ، ولهذا قال الله في كتابه الكريم : ( إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلماً إنما يأكلون في بطونهم ناراً وسيصلون سعيراً ) هذه نارٌ في الدنيا والنار الثانية آتيةٌ وهي نار البرزخ ونار الآخرة فهم أكلوا أموال اليتامى متمتعين مستلذين لها فقال الله : ( إنما يأكلون في بطونهم ناراً ) وهذا توعد بأن الله يبتليهم بأنواع من العذاب هذا في الدنيا لا يأمن من يأكل مال اليتيم أن الله عز وجل يجعل ناراً في قلبه أو ناراً في بطنه أو في معدته من أنواع الآلام والأوجاع والأمراض فربما الشخص عُملت له عمليات كثيرة في بطنه في معدته في صدره في كذا ما يُدريك أن هذا من جملة النار التي يُعاقب الله بها من يتعدى على الحقوق ، ولهذا من تعدى على أموال الناس بطريقة يُظهر لهم أنه صادق وأنه أمين ولكنه خائن ، روى الإمام البخاري وغيره من حديث أبي هريرة أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال : ( من أخذ أموال الناس يريد إتلافها أتلفه الله ) أيُنا يطيق أن يتلفه بل ما تطيق أن يتلف الله سمعك أو بصرك أو عقلك أو عضواً من أعضاءك فكيف لو أتلفه الله فكيف لو أتلف الله أمواله وأولاده وأهله لا تأمنوا مكر الله ( فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون ) وقد توسع الناس وتبحبحوا إلا من رحمه الله في أمر الخيانة وفي أمر الغش من بعضهم لبعض وفي أمر الخدع والمكر ببعضهم بعضاً ( فلا يأمن مكر الله ) فلينتبه المسلم فمن أخذ أموال الناس بسم أنه يأخذها وديعة ويحفظها فسعى في عدم ردها أو أخذها باعتبار يتاجر بها ثم حاول أنه يستحوذ عليها من أخذ أموال الناس بطريق قِرضه أو غير ذلك ثم لم يفِ ولم يكن صادقاً سمعتم الجزاء ، الجزاء من جنس العمل وما أكثر العذاب وما أكثر الجزاء وما أعظم العقاب لمن يتعظ وينزجر وينظر ، وهكذا لنسمع إلى من يعذب المسلمين بصورة من أنواع العذاب ، فقد ذُكر عن حمزة البسيوني ذُكر أن هذا الرجل كان قائد السجن الحربي لجمال عبد الناصر المصري فسجن مجموعة من السلمين سُجنوا في هذا السجن فقام هذا الرجل وقال للمسلمين المسجونين قال : أين ربكم هذا لو يأتي إليكم لسجنته في الزنزانة ولسجنته في قضبان الحديد ، هكذا بلغ الطغيان وهكذا الكبر وهكذا العجب فنعوذ بالله فماذا جرى فما هي إلا أيامٌ قليلة وإذا بحمزة البسيوني قائد السجن يخرج في سفرةٍ من أسفاره في سيارته فإذا به يأتي إلى شاحنةٍ أمامه وهي محملةٌ حديد فيصطدم بها فإذا بقضبان الحديد تدخل عليه وإذا به يموت وقضبان الحديد قد أماتته وقطعت جسمه وإذا به يستغيث ولا مستغيث في ذلك الوقت ، هكذا أيها الناس يعاقب الله من يتعدى الحدود ، وهكذا أيضاً من العقوبات فيمن يغش المسلمين في أمر سياستهم فهذا محمد بن العلقمي الرافضي الخبيث كان وزيراً في عهد المعتصم العباسي ثم تمالا مع التتار مع هولاكو تمالا معه على أن هولاكو يتقدم بجيشٍ ومن ثم يطيح بالخلافة الإسلامية العباسية واتحد هذا المدبر وزين للخليفة أن يخرج بمن معه من العلماء والأمراء ومن الوجهاء ومن ومن فخرجوا إلى هذا الكافر هولاكو ثم ما إن وصلوا قضى عليهم وقتلهم ثم أباح بغداد ثم نشر جنوده ليقتلوا المسلمين ويلحقوهم في قعر بيوتهم وفي دكاكينهم وفي كل جرفٍ وفي كل كهفٍ هكذا جرى وكان الوعد بين ابن العلقمي وبين هولاكو على أن ابن العلقمي يُمسك زمام الدولة بعد أن يقضي على الخليفة فلما ويجعل عليه مرسوماً ثم يأخذه ويطوف به ثم يحبسه في بيته فمات بعد ذلك كمداً فلم يصل إلى شيءٍ مما وُعد به ، هكذا عاقبه الله وهذا عذاب عاجل فما بلك بالعذاب الآجل والله يقول : ( ولعذاب الآخرة أخزى وهم لا ينصرون ) ، ( ولعذاب الآخرة أكبر ) ويقول ( ولعذاب الآخرة أشق فما لهم من الله من واق ) فما أحوج المسلمين الكبير والصغير الحاكم والمحكوم القوي والضعيف العالم والجاهل إلى أن يكونوا تقاة وأن يقفوا عند حدود الله وأن يراقبوا الله .
تعليق