إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

* سجلى دخولك بتعريف احد الصحابه *

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • * سجلى دخولك بتعريف احد الصحابه *

    بسم الله

    الموضوع واضح من العنوان ان شاء الله هنسجل دخولنا بتعريف احد الصحابه
    نذكر صحابى ده هيشجعنا اننا نقرأ قصص الصحابه اكثر وان شاء الله نبقى ملمين بأكبر
    عدد ممكن من الصحابه هم احق ناس اننا نتتبع سيرتهم وخبرهم لما لهم من المكانه
    جزاهم الله عنا خيرا وان شاء الله كل اخت هتذكر صحابى تكون اختها فى الله
    مسمعتش عنه او حتى سمعت اسمه بس متعرفش قصة ده هيكون فى ميزان حسناتها ان شاء الله
    ولتسأل الله ان يكون عملها خالصا لوجه الله وان تلاقى هذا الصحابى فى الجنه فتخبره
    انها لم يكن بيدها سوا انت تذكره وتعلم الناس سيرته ففعلت ذلك وان يرزقها صحبة النبى وصحابته فى الجنه

    وان شاء الله انا اسمحولى انى ابدأ بذكر الصحابى عمار ابن ياسر
    اسألك الدعاء لى ان يتمم الله زواجى فهو قريب ان شاء الله بعد اربعة اشهر
    وان يرزقنى الله الزرية الصالحه ان يرزقنى عمار ( انا ناويه اسمى عمار )
    وأسأل الله ان يزوج بنات وشباب المسلمين وان يرزقهم الزريه الصالحه

    هى القصه طويله شويه بس اسألكم بالله انكم تقرؤها انا كمان شلت منها كتير هى من كتاب رجال
    حول الرسول بس حقيقى القصه اكثر من رائعه من كتر اعجابى بسيرة عمار بن ياسر انا هسمى
    ابنى عمار

    فكفا بعمار شرفا ما قاله الرسول فى حقه كلمات تقشعر لها الابدا من هذا الرجل
    لكى يمتدحه الرسول ويحبه هذا الحب فيقول عنه

    :" ما لهم ولعمّار..؟ يدعوهم الى الجنة، ويدعونه الى النار.. ان عمّارا جلدة ما بين عينيّ وأنفي"...

    قال رسول الله:" من عادى عمارا، عاداه الله، ومن أبغض عمارا أبغضه الله"

    يقول عنه صلى الله عليه وسلم/ : ان عمّارا ملئ ايمانا الى مشاشه".

    " اقتدوا بالذين من بعدي أبي بكر وعمر... واهتدوا بهدي عمّار"..


  • #2
    رد: * سجلى دخولك بتعريف احد الصحابه *

    عمّار بن ياسر
    رجل من الجنة..!!

    لو كان هناك أناس يولدون في الجنة، ثم يشيبون في رحابها ويكبرون..
    ثم يجاء بهم الى الرض ليوكون زينة لها، ونورا، لكان عمّار، وأمه سميّة، وأبوه ياسر من هؤلاء..!!
    ولكن لماذا نقول: لو.. لماذا مفترض هذا الاتراض، وقد كان آل ياسر فعلا من أهل الجنة..؟؟
    وما كان الرسول عليه الصلاة والسلام مواسيا لهم فحسب حين قال:
    " صبرا آل ياسر ان موعدكم الجنة"..
    بل كان يقرر حقيقة يعرفها ويؤكد واقعا يبصره ويراه..

    **

    خرج ياسر والد عمّار، من بلده في اليمن يطلب أخا له، ويبحث عنه..
    وفي مكة طاب له المقام، فاستوطنها محالفا أبا حذيفة بن المغيرة..
    وزوّجه أبو حذيفة احدى امائه سميّة بنت خياط..
    ومن هذا الزواج المبارك رزق الله الأبوين عمارا..
    وكان اسلامهم مبكرا.. شأن الأبرار الذين هداهم الله..
    وقد عذبوا عذابا شديدا عندما علمت قريش بأمر أسلامهم
    ووكل أمر تعذيبهم الى بني مخزوم، يخرجون بهم جميعا.. ياسر، سمية وعمار كل يوم الى رمضاء مكة الملتهبة، ويصبّون عليهم جحيم العذاب ألوانا وفنونا!!
    **

    كان الرسول عليه الصلاة والسلام يخرج الى حيث علم أن آل ياسر يعذبون..
    محيّيا صمودها، وبطولتها.. وكان قلبه الكبير يذوبرحمة وحنانا لمشهدهم وهم يتلقون العذاب ما لا طاقة لهم به.
    وذات يوم وهو يعودهم ناداه عمّار:
    " يا رسول الله.. لقد بلغ منا العذاب كل مبلغ"..
    فنا داه الرسول: صبرا أبا اليقظان..
    صبرا آل ياسر..
    فان موعدكم الجنة"..
    ولقد وصف أصاب عمّار العذاب الذي نزل به في أحاديث كثيرة.
    فيقول عمرو بن الحكم:
    " كان عمّار يعذب حتى لا يدري ما يقول".
    ويقول عمرو بن ميمون:
    " أحرق المشركون عمّار بن ياسر بالنار، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمر به، ويمر يده على رأسه ويقول: يا نار كوني بردا وسلاما على عمّار، كما كنت بردا وسلاما على ابراهيم"..
    على أن ذلك لهول كله لم يكن ليفدح روح عمار، وان فدح ظهره ودغدغ قواه..
    ولم يشعر عمار بالهلاك حقا، الا في ذلك اليوم الذي استنجد فيه جلادوه بكل عبقريتهم في الجريمة والبغي.. فمن الكي بالنار، الى صلبه على الرمضاء المستعرة تحت الحجارة الملتهبة.. الى غطّه في الماء حتى تختنق أنفسه، وتتسلخ قروحه وجروحه..
    في ذلك اليوم اذ فقد وعيه تحت وطأة هذا العول فقالوا له: أذكر آلهتنا بخير، وأخذوا يقولون له، وهو يردد وراءهم القول في غير شعور.
    في لك اليوم، وبعد أن أفاق قليلا من غيبوبة تعذيبه، تذكّر ما قاله فطار صوابه، وتجسمت هذه الهفوة أما نفسه حتى رآها خطيئة لا مغفرة لها ولا كفارة.. وفي لحظات معدودات، أوقع به الشعور بالاثم من العذاب ما أضحى عذاب المشركين تجاهه بلسما ونعيما..!!
    ولو ترك عمّار لمشاعره تلك بضع ساعات لقضت عليه لا محالة..
    لقد كان يحتمل الهول المنصّب على جسده، لأن روحه هناك شامخة.. أما الآن وهو يظن أن الهزيمة أدركت روحه فقد أشرفت به همومه وجزعه على الموت والهلاك..
    لكن الله العليّ القدير أراد للمشهد المثير أن يبلغ جلال ختامه..
    وبسط الوحي يمينه المباركة مصافحا بها عمّارا، وهاتفا به: انهض أيها البطا.. لا تثريب عليك ولا حرج..
    ولقي رسول الله صلى الله عليه وسلم صاحبه فألفاه يبكي، فجعل يمسح دموعه بيده، ويقول له:
    " أخذك الكفار، فغطوك في الماء، فقلت كذا.. وكذا..؟؟"
    أجاب عمّار وهو ينتحب: نعم يا رسول الله...
    فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يبتسم:" ان عادوا، فقل لهم مثل قولك هذا"..!!
    ثم تلا عليه الآية الكريمة:
    ( الا من أكره وقلبه مطمئن بالايمان)..
    واستردّ عمّار سكينة نفسه، ولم يعد يجد للعذاب المنقض على جسده ألما، ولم يعد يلقي له وبالا..
    لقد ربح روحه، وربح ايمانه.. ولقد ضمن القرآن له هذه الصفقة المباركة، فليكن بعدئذ ما يكون..!!
    وصمد عمّار حتى حل الاعياء بجلاديه، وارتدّوا أمام اصراره صاغرين..!!
    **
    استقرّ المسلمون بالمدينة بعد هجرة رسولهم اليها، وأخذ المجتمع الاسلامي هناك يتشكّل سريعا، ويستكمل نفسه..
    ووسط هذه الجماعة المسلمة المؤمنة،أخذ عمار مكانه عليّا..!!
    كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحبه حبا حمّا، ويباهي أصحابه بايمانه وهديه..
    يقول عنه صلى الله عليه وسلم/ : ان عمّارا ملئ ايمانا الى مشاشه".

    وحين وقع سوء تفاهم بين عمار وخالد بن الوليد، قال رسول الله:" من عادى عمارا، عاداه الله، ومن أبغض عمارا أبغضه الله"
    ولم يكن أمام خالد بن الوليد بطل الاسلام الا أن يسارع الى عمار معتذرا اليه، وطامعا في صفحه الجميل..!!
    وحين كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه يبنون المسجد بالمدينة اثر نزولهم بها، ارتجز الامام علي كرّم الله وجهه أنشودة راح يرددها ويرددها المسلمون معه، فيقولون:لا يستوي من يعمر المساجدا
    يدأب فيها قائما وقاعدا ومن يرى عن الغبار حائدا
    وكان عمار يعمل من ناحية المسجد فأخذ يردد الأنشودة ويرفع بها صوته.. وظن أحد أصحابه أن عمارا يعرض به، فغاضبه ببعض القول فغضب الرسول صلى الله عليه وسلم قال:" ما لهم ولعمّار..؟ يدعوهم الى الجنة، ويدعونه الى النار.. ان عمّارا جلدة ما بين عينيّ وأنفي"...
    واذا أحب رسول الله صلى الله عليه وسلم مسلما الى هذا الحد، فلا بد أن يكون ايمانه، وبلاؤه، وولاؤه، وعظمة نفسه، واستقامة ضميره ونهجه.. قد بلغت المدى، وانتهت الى ذروة الكمال الميسور..!!
    وكذلكم كان عمار..
    لقد كال الله له نعمته وهداه بالمكيال الأوفى، وبلف في درجات الهدى واليقين ما جعل الرسول صلى الله عليه وسلم يزكّي ايمانه، ويرفعه بين أصحابه قدوة ومثلا فيقول:
    " اقتدوا بالذين من بعدي أبي بكر وعمر... واهتدوا بهدي عمّار"..
    ولقد وصفه الرواة فقالوا:
    " كان طوّالا، أشهل، رحب ما بين المنكبين.. من أطول الناس سكوتا، وأقلهم كلاما"..
    وحين كان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه يختار ولاة المسلمين في دقة وتحفّظ من يخ\تار مصيره، كانت عيناه تقعان دوما في ثقة أكيدة على عمّار بن ياسر".. وهكذا سارع اليه وولاه الكوفة، وجعل ابن مسعود معه على بيت المال.. وكتب الى أهلها كتابا يبشرهم فيه بواليهم الجديد، فقال:
    " اني بعثت اليكم عمّار بن ياسر أميرا.. وابن مسعود معلما ووزيرا.. وانهما من النجباء، من أصحاب محمد، ومن أهل بدر"..
    ولقد سار عمّار في ولايته سيرا شق على الطامعين في الدنيا تحمّله حتى تألبوا عليه أو كادوا..
    لقد زادته الولاية تواضعا وورعا وزهدا..
    يقول ابن أبي الهذيل، وهو من معاصريه في الكوفة:
    " رأيت عمّار بن ياسر وهو أمير الكوفة يشتري من قثائها، ثم يربطها بحبل ويحملها فوق ظهره، ويمضي بها الى داره"..!!
    ويقول له واحد من العامّة وهو امير الكوفة:" يا أجدع الأذن يعيّره بأذنه التي قطعت بسيوف المرتدين في حرب اليمامة.. فلا يزيد الأمير الذي بيده السلطة على أن يقول لشاتمه:
    " خير أذنيّ سببت.. لقد أصيبت في سبيل الله"..!!
    **
    كان الحذيفة بن اليمان، الخبير بلغة السرائر والقلوب يتهيأ للقاء الله، ويعالج سكرات الموت حين سأله أصحابه الحافون حوله قائلين له" بمن تأمرنا، اذا اختلف الناس"..؟
    فأجابهم حذيفة، وهو يلقي بآخر كلماته:
    " عليكم بابن سميّة.. فانه لن يفارق الحق حتى يمةت"..

    وعند بناء المسجد ورسول الله الطيّب الأمين مع الصحابه يحمل من الحجارة أعتاها، ويمارس من العمل أشقه.. وأصواتهم المغرّدة تحكي غبطة أنفسهم الراضية المخبتة..
    والسماء من فوقهم تغبط الأرض التي تحملهم فوق ظهرها.. والحياة المتهللة تشهد أبهى أعيادها..!!
    وعمار بن ياسر هناك وسط المهرجان الحافل يحمل الحجارة الثقيلة من منحتها الى مستقرّها...
    ويبصره الرحمة المهداة محمد رسول الله، فيأخذه اليه حنان عظيم، ويقترب منه وينفض بيده البارّة الغبار الذي كسى رأسه، ويتأمّل وجهه الوديع المؤمن بنظرات ملؤها نور الله، ثم يقول على ملأ من أصحابه جميعا:
    " ويح ابن سميّة..!! تقتله الفئة الباغية"...
    وتتكرر النبوءة مرّة أخرى حين يسقط جدار كان يعمل تحته، فيظن بعض اخوانه أنه قد مات، فيذهب ينعاه الى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويفزّع الأصحاب من وقع النبأ.. لكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في طمأنينة وثقة:
    " ما مات عمّار تقتله الفئة الباغية"..
    فمن تكون هذه الفئة يا ترى..؟؟
    ومتى..؟ وأي..؟
    لقد أصغى عمّار للنبوءة اصغاء من يعرف صدق البصيرة التي يحملها رسوله العظيم..
    ولكنه لم يروّع.. فهو منذ أسلم، وهو مرشّح للموت والشهادة في كل لحظة من ليل أو نهار...
    ومضت الأيام.. والأعوام..
    ذهب الرسول صلى الله عليه وسلم الى الرفيق الأعلى.. ثم لحق به الى رضوان الله أبو بكر.. ثم لحق بهما الى رضوان الله عمر..
    وولي الخلافة ذي النورين عثمان بن عفان رضي الله عنه..
    وكانت المؤمرات ضدّ الاسلام تعمل عملها االمستميت، وتحاول أن تربح بالغدر واثارة الفتن ما خسرته في الحرب..
    وكان مقتل عمر أول نجاح أحرزته هذه المؤامرات التي أخذت تهبّ على المدينة كريح السموم من تلك البلاد التي دمّر الاسلام ملكها وعروشها..
    وأغراها استشهاد عمر على مواصلة مساعيها، فألّبت الفتن وأيقظتها في معظم بلاد الاسلام..
    ولعل عثمان رضي الله عنه، لم يعط الأمور ما تستحقه من الاهتمام والحذر، فوقعت الواقعة واستشهد عثمان رضي الله عنه، وانفتحت على المسلمين أبواب الفتنة.. وقام معاوية ينازع الخليفة الجديد عليّا كرّم الله وجهه حقه في الأمر، وفي الخلافة...
    وتعددت اتجاهات الصحابة.. فمنهم من نفض يديه من الخلاف وأوى الى بيتهخ، جاعلا شعاره كلمة ابن عمر:
    " من قال حيّ على الصلاة أجبته... ومن قال حيّ على الفلاح أجبته.. ومن قال حيّ على قتل أخيك المسلم وأخذ ماله، قلات: لا؟.. ومنهم من انحاز الى معاوية.. ومنهم من وقف الى جوار عليّ صاحب البيعة، وخليفة المسلمين..
    ترى أين يقف اليوم عمّار؟؟
    أين يقف الرجل الذي قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم:
    " واهتدوا بهدي عمّار"..؟
    أين يقف الرجل الذي قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم:
    " من عادى عمّارا عاداه الله"..؟
    والذي كان اذا سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم صوته يقترب من منزله قال:
    " مرحبا بالطيّب المقدام، ائذنوا له"..!!
    وجاء يوم صفين الرهيب.
    وخرج الامام علي يواجه العمل الخطير الذي اعتبره تمرّدا يحمل هو مسؤولية قمعه.
    وخرج معه عمار..
    كان عمار قد بلغ من العمر يومئذ ثلاثة وتسعين..
    ثلاث وتسعون عاما ويخرج للقتال..؟
    ولقد أعلن وجهة نظره في هذا القتال قائلا:
    " ايها الناس:
    سيروا بنا نحو هؤلاء القوم الذين يزعمون أنهم يثأرون لعثمان، ووالله ما قصدهم الأخذ بثأره، ولكنهم ذاقوا الدنيا، واستمرءوها، وعلموا أن الحق يحول بينهم وبين ما يتمرّغون فيه من شهواتهم ودنياهم..
    وما كان لهؤلاء سابقة في الاسلام يستحقون بها طاعة المسلمين لهم، ولا الولاية عليهم، ولا عرفت قلوبهم من خشية الله ما يحملهم على اتباع الحق...
    وانهم ليخادعون الناس بزعمهم أنهم يثأرون لدم عثمان.. وما يريدون الا أن يكونوا جبابرة وملوكا؟...
    ثم أخذ الراية بيده، ورفعها فوق الرؤوس عالية خافقة، وصاح في الناس قائلا:
    " والذي نفسي بيده.. لقد قاتلت بهذه الراية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهأنذا أقاتل بها اليوم..
    والذي نفسي بيده. لو هزمونا حتى يبلغوا سعفات هجر، لعلمت أننا على الحق، وأنهم على الباطل"..
    ولقد تبع الناس عمارا، وآمنوا بصدق كلماته..
    يقول أبو عبدالرحمن السلمي:
    " شهدنا مع عليّ رضي الله عنه صفين، فرأيت عمار ابن ياسر رضي اله عنه لا يأخذ في ناحية من نواحيها، ولا واد من أوديتها، الا رأيت أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم يتبعونه كأنه علم لهم"..!!
    كان عمّار وهو يجول في المعركة ويصول، يؤمن أنه واحد من شهدائها..
    وقد كانت نبوءة رسول الله صلى الله عليه وسلم تأتلق أمام عينيه بحروف كبرة:
    " تقتل عمّار الفئة الباغية"..
    من أجل هذا كان صوته يجلجل في أفق المعركة بهذه التغريدة:
    "اليوم القى الأحبة محمدا وصحبه"..!!

    ثم يندفع كقذيفة عاتية صوب مكان معاوية ومن حوله الأمويين ويرسل صياحا عاليا مدمدما:
    لقد ضربناكم على تنزيله واليوم نضربكم على تأويله
    ضربا يزيل الهام عن مقليه ويذهل الخليل عن خليله
    أو يرجع الحق الى سبيله
    **

    كان جيش معاويبة ينتظم من كثيرين من المسلمين الجدد.. الذين أسلموا على قرع طبول الفتح الاسلامي في البلاد الكثيرة التي حررها الاسلام من سيطرة الروم والفرس.. وكان أكثر هؤلاء وقود الحرب التي سببها تمرّد معاوية ونكوصه على بيعة علي.. الخليفة، والامام، كانوا وقودها وزيتها الذي يزيدها اشتعالا..
    وهذا الخلاف على خطورته، كان يمكن أن ينتهي بسلام لو ظلت الأمور بأيدي المسلمين الأوائل.. ولكنه لم يكد يتخذ أشكاله الحادة حتى تناولته أيد كثيرة لا يهمها مصير الاسلام، وذهبت تذكي النار وتزيدها ضراما..
    شاع في الغداة خبر مقتل عمار وذهب المسلمون يتناقل بعضهم عن بعض نبوءة رسول الله صلى الله عليه وسلم التي سمعها أصحابه جميعا ذات يوم بعيد، وهم يبنون المسجد بالمدينة..
    " ويح ابن سمية، تقتله الفئة الباعغية".
    وعرف الناس الآن من تكون الفئة الباغية.. انها الفئة التي قتلت عمّارا.. وما قتله الا فئة معاوية..

    وازداد أصحاب عليّ بهذا ايمانا..
    أما فريق معاوية، فقد بدأ الشك يغز قلوبهم، وتهيأ بعضهم للتمرد، والانضمام الى عليّ..
    ولم يكد معاوية يسمع بما حدث. حتى خرج يذيع في الناس أن هذه النبوءة حق ، وأن الرسول صلى الله عليه وسلم تنبأ حقا بأن عمّارا ستقتله الفئة الباغية.. ولكن من الذي قتل عمّارا...؟ ثم صاح في الناس الذين معه قائلا:
    " انما قتله الذين خرجوا به من داره، وجاؤا به الى القتال"..
    وانخدع بعض الذين في قلوبهم هوى بهذا التأويل المتهالك، واستأنفت المعركة سيرها الى ميقاتها المعلوم...

    **

    أمّا عمّار، فقد حمله الامام علي فوق صدره الى حيث صلى عليه والمسلمون معه.. ثم دفنه في ثيابه..
    أجل في ثيابه المضمّخة بدمه الزكي الطهور.. فما في كل حرير الدنيا وديباجها ما يصلح أن يكون كفنا لشهيد جليل، وقدّيس عظيم من طراز عمّار...

    ووقف المسلمون على قبره يعجبون..
    منذ ساعات كان عمّار يغرّد بينهم فوق أرض المعركة.. تملؤ نفسه غبطة الغريب المضنى يزف الى وطنه، وهو يصيح:
    " اليوم ألقى الأحبة، محمدا وصحبة"..!!
    أكان معهم اليوم على موعد يعرفه، وميقات ينتظره...؟؟!!
    وأقبل بعض الأصحاب على بعضهم يتساءلون...
    قال أحدهم لصاحبه: أتذكر أصيل ذلك اليوم بالمدينةونحن جالسون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.. وفجأة تهلل وجهه وقال:
    " اشتاقت الجنة لعمّار"..؟؟
    قال له صاحبه نعم، ولقد ذكر يومها آخرين منهم علي وسلمان وبلال..
    اذن فالجنة كانت مشتاقة لعمّار..
    واذن، فقد طال شوقها اليه، وهو يستمهلها حتى يؤدي كل تبعاته، وينجز آخر واجباته..
    ولقد أدّاها في ذمّة، وأنجزها في غبطة..
    أفما آن له أن يلبي نداء الشوق الذي يهتف به من رحاب الجنان..؟؟
    بلى آن له أن يبلي النداء.. فما جزاء الاحسان الا الاحسان.. وهكذا ألقى رمحه ومضى..

    وحين كان تراب قبره يسوّى بيد أصحابه فوق جثمانه، كانت روحه تعانق مصيرها السعيد هناك.. في جنات الخلق، التي طال شوقها لعمّار...!



    تعليق


    • #3
      رد: * سجلى دخولك بتعريف احد الصحابه *

      تعليق

      يعمل...
      X