الرسالة الثانية : أزمة اليقين
بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ..
الأحبة في الله ..
أسأل الله تعالى أن يجمعنا في ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله ، وأن يجعلنا هداة مهتدين ، ويجعل لنا نورًا نمشي به في الناس على صراط مستقيم .
أحبتي ..
تفكرت كثيرا في مشاكلنا الإيمانية ،
ويشغل بالي منذ زمان التنقيب عن أصول آفاتنا ،
وكلما تأملت أحوالنا يبدو لي الكثير من مظاهر الانحراف عن الجادة ،
فهذا يشكو قسوة قلبه ، وهذا يشكو تذبذب حاله ،
وهذه تقول : آفتي في نفسي لا أعرفها ،
وهذه تفوح رائحة الكبر في حديثها وكلامها ،
ولكن بدا لي أنَّ من أخطر ما يعيشه المسلمون الآن
" أزمة اليقين "
أحبتي ..
هل عندكم يقين بأن العشر الأول من ذي الحجة هي أعظم أيام الدهر ،
وهي أفضل أيام العام ،
والعمل الصالح فيها أحب إلى الله تعالى من العمل فيما سواها حتى موسم رمضان نفسه ،
ستقولون : بالتأكيد
وأقول : فرق بين المعرفة بالشيء ، والتصديق به ، واليقين به ،
نحن نعرف هذا ، وقد نصدق خبر المعصوم الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم ، ولكن لا نوقن ،
لأنَّ اليقين يتبعه رد فعل ، يتبعه استعداد خاص ، واهتمام بالغ ، وحرص شديد ، وهمة عالية ، وتطبيق في أرض الواقع .
فمن منكم يدري أنَّ هذا الموسم لم يتبق عليه إلا قرابة أربع وعشرين يومًا فأين العدة التي كانت عند بعضنا قبل رمضان ؟
إنني أريد من خلال هذه الدورة أن أغرس غرس اليقين في قلب كل واحد منَّا ليخرج منها متخلصًا من أزمته ، من شكه ، من تذبذبه ، من التفاته ، من غفلته .
أحبتي ..
تاملوا هذا الحديث فهو ركن هذه الدورة وشعارها الساطع
" على اليقين كنت "
روى ابن ماجه وصححه الألباني من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال :
" إن الميت يصير إلى القبر . فيجلس الرجل الصالح في قبره غير فزع ولا مشعوف .
ثم يقال له فيم كنت ؟ فيقول كنت في الإسلام .
فيقال له ماهذا الرجل ؟ فيقول محمد رسول الله صلى الله عليه و سلم جاءنا بالبينات من عند الله فصدقناه .
فيقال له هل رأيت الله ؟ فيقول ما ينبغي لأحد أن يرى الله .
فيفرج له فرجة قبل النار . فينظر إليها يحطم بعضها بعضا . فيقال له انظر إلى ما وقاك الله .
ثم يفرج له قبل الجنة . فينظر إلى زهرتها وما فيها . فيقال له هذا مقعدك . ويقال له على اليقين كنت . وعليه مت . وعليه تبعث إن شاء الله .
ويجلس الرجل السوء في قبره فزعا مشعوفا . فيقال له فيم كنت ؟ فيقول لا أدري . فيقال له ماهذا الرجل ؟
فيقول سمعت الناس يقولون قولا فقلته . فيفرج له قبل الجنة . فينظر إلى زهرتها وما فيها . فيقال له انظر إلى ماصرف الله عنك . ثم يفرج له فرجة قبل النار . فينظر إليها . يحطم بعضها بعضا . فيقال له هذا مقعدك . على الشك كنت . وعليه مت . وعليه تبعث إن شاء الله تعالى "
هذا سبب النجاة " على اليقين كنت "
فتعالوا نأخذ أول درس عملي لغرس اليقين :
(1) كان من دعائه صلى الله عليه وسلم أن يقول :
"
اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون علينا مصائب الدنيا "
[ رواه الترمذي بإسناد حسن ]
فادع الله بذلك ، وتعالوا ندعو أن يبلغنا العشر الأول من ذي الحجة ، اللهم بلغناها وأنت راضٍ عنَّا ، وسلمها لنا ، سلمنا فيها ، وتسلمها منَّا متقبلة .
(2) أرجو الاستماع لمحاضرة :
أعظم أيام الدهر ،
من أجمل ما سمعت
والاعتناء بتلخيص المقالات منها ، وبطباعة مطويتها ، ونشرها في الآفاق من الآن من باب الإعداد الدعوي لها .
(3) وأرجو كذلك : التدريب على أعمال العشر من الآن ، ومن أهم ذلك عبودية الذكر " فأكثروا فيهن من التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير " فسبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر .
وتطهير القلب ليصلح فيه غرس اليقين ، بكثرة الاستغفار ، وتجديد التوبة . عسى أن يبعثنا ربنا مقامًا محمودا .
حكمة رسالة اليوم :
قال أهل التفسير :
في قوله تعالى " سنستدرجهم من حيث لا يعلمون "
كلما جددوا لهم خطيئة جددنا لهم نعمة فأنسيناهم الاستغفار ،
فاحذروا من الاستدراج تكملة لرسالتنا الأولى .
ملاحظة :
أرجو أن تهتموا أكثر برسائل ذي القعدة ، لأني لا أرى الاهتمام الذي ينبغي ، في ظل غفلة ما بعد رمضان ، فوصيتي فقط " اهتموا بنشرها أكثر "
والله يتولى عباده ويدبر لهم ، اللهم خذ بناصيتنا للبر والتقوى ومن العمل ما ترضى.
(الشيخ هانى حلمى)
بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ..
الأحبة في الله ..
أسأل الله تعالى أن يجمعنا في ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله ، وأن يجعلنا هداة مهتدين ، ويجعل لنا نورًا نمشي به في الناس على صراط مستقيم .
أحبتي ..
تفكرت كثيرا في مشاكلنا الإيمانية ،
ويشغل بالي منذ زمان التنقيب عن أصول آفاتنا ،
وكلما تأملت أحوالنا يبدو لي الكثير من مظاهر الانحراف عن الجادة ،
فهذا يشكو قسوة قلبه ، وهذا يشكو تذبذب حاله ،
وهذه تقول : آفتي في نفسي لا أعرفها ،
وهذه تفوح رائحة الكبر في حديثها وكلامها ،
ولكن بدا لي أنَّ من أخطر ما يعيشه المسلمون الآن
" أزمة اليقين "
أحبتي ..
هل عندكم يقين بأن العشر الأول من ذي الحجة هي أعظم أيام الدهر ،
وهي أفضل أيام العام ،
والعمل الصالح فيها أحب إلى الله تعالى من العمل فيما سواها حتى موسم رمضان نفسه ،
ستقولون : بالتأكيد
وأقول : فرق بين المعرفة بالشيء ، والتصديق به ، واليقين به ،
نحن نعرف هذا ، وقد نصدق خبر المعصوم الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم ، ولكن لا نوقن ،
لأنَّ اليقين يتبعه رد فعل ، يتبعه استعداد خاص ، واهتمام بالغ ، وحرص شديد ، وهمة عالية ، وتطبيق في أرض الواقع .
فمن منكم يدري أنَّ هذا الموسم لم يتبق عليه إلا قرابة أربع وعشرين يومًا فأين العدة التي كانت عند بعضنا قبل رمضان ؟
إنني أريد من خلال هذه الدورة أن أغرس غرس اليقين في قلب كل واحد منَّا ليخرج منها متخلصًا من أزمته ، من شكه ، من تذبذبه ، من التفاته ، من غفلته .
أحبتي ..
تاملوا هذا الحديث فهو ركن هذه الدورة وشعارها الساطع
" على اليقين كنت "
روى ابن ماجه وصححه الألباني من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال :
" إن الميت يصير إلى القبر . فيجلس الرجل الصالح في قبره غير فزع ولا مشعوف .
ثم يقال له فيم كنت ؟ فيقول كنت في الإسلام .
فيقال له ماهذا الرجل ؟ فيقول محمد رسول الله صلى الله عليه و سلم جاءنا بالبينات من عند الله فصدقناه .
فيقال له هل رأيت الله ؟ فيقول ما ينبغي لأحد أن يرى الله .
فيفرج له فرجة قبل النار . فينظر إليها يحطم بعضها بعضا . فيقال له انظر إلى ما وقاك الله .
ثم يفرج له قبل الجنة . فينظر إلى زهرتها وما فيها . فيقال له هذا مقعدك . ويقال له على اليقين كنت . وعليه مت . وعليه تبعث إن شاء الله .
ويجلس الرجل السوء في قبره فزعا مشعوفا . فيقال له فيم كنت ؟ فيقول لا أدري . فيقال له ماهذا الرجل ؟
فيقول سمعت الناس يقولون قولا فقلته . فيفرج له قبل الجنة . فينظر إلى زهرتها وما فيها . فيقال له انظر إلى ماصرف الله عنك . ثم يفرج له فرجة قبل النار . فينظر إليها . يحطم بعضها بعضا . فيقال له هذا مقعدك . على الشك كنت . وعليه مت . وعليه تبعث إن شاء الله تعالى "
هذا سبب النجاة " على اليقين كنت "
فتعالوا نأخذ أول درس عملي لغرس اليقين :
(1) كان من دعائه صلى الله عليه وسلم أن يقول :
"
اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون علينا مصائب الدنيا "
[ رواه الترمذي بإسناد حسن ]
فادع الله بذلك ، وتعالوا ندعو أن يبلغنا العشر الأول من ذي الحجة ، اللهم بلغناها وأنت راضٍ عنَّا ، وسلمها لنا ، سلمنا فيها ، وتسلمها منَّا متقبلة .
(2) أرجو الاستماع لمحاضرة :
أعظم أيام الدهر ،
من أجمل ما سمعت
والاعتناء بتلخيص المقالات منها ، وبطباعة مطويتها ، ونشرها في الآفاق من الآن من باب الإعداد الدعوي لها .
(3) وأرجو كذلك : التدريب على أعمال العشر من الآن ، ومن أهم ذلك عبودية الذكر " فأكثروا فيهن من التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير " فسبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر .
وتطهير القلب ليصلح فيه غرس اليقين ، بكثرة الاستغفار ، وتجديد التوبة . عسى أن يبعثنا ربنا مقامًا محمودا .
حكمة رسالة اليوم :
قال أهل التفسير :
في قوله تعالى " سنستدرجهم من حيث لا يعلمون "
كلما جددوا لهم خطيئة جددنا لهم نعمة فأنسيناهم الاستغفار ،
فاحذروا من الاستدراج تكملة لرسالتنا الأولى .
ملاحظة :
أرجو أن تهتموا أكثر برسائل ذي القعدة ، لأني لا أرى الاهتمام الذي ينبغي ، في ظل غفلة ما بعد رمضان ، فوصيتي فقط " اهتموا بنشرها أكثر "
والله يتولى عباده ويدبر لهم ، اللهم خذ بناصيتنا للبر والتقوى ومن العمل ما ترضى.
(الشيخ هانى حلمى)
تعليق