إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

لماذا نسئ الى سيدنا لوط عليه السلام

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • لماذا نسئ الى سيدنا لوط عليه السلام

    خالد سالم السالم


    جريدة اليوم

    24-10-1430

    هل أسأنا إلى «لوط» عليه السلام ؟




    خالد سالم السالم


    من الأمور اللغوية التي تستهوي البَشَر عموماً نسبة أي سلوكإنساني محدد وفريد إلى عَلَمٍ أُشتُهِر بهذا السلوك، رغبةً في إيصال معنى محددبإيجاز، فتجدنا نتكلم في كثير من الأحايين، مثلاً، عن الكرم «الحاتمي» لهذاالحاكِم، أو «عنترية» ذلك العسكري، أو «ميكافيللية» ذاك السياسي، أو اللمسات «النزارية» في قصيدة ذلك الشاعِر، إذ إن العَلَم (الشخصية التاريخية) أصبح من لحظةبروزه، بحسناته وسيئاته، يمثل ذلك السلوك الفريد تحديداً في الوعي المجتمعي، ويكفيالإشارة أو النسبة إلى هذا العَلَم، ليمكن بذلك إيضاح المعنى المراد بسهولة وإيجاز. وعلى سبيل المثال، يكفينا الإشارة بسرعة إلى «هتلرية» نظام سياسي معين، لتعفينا هذهالنسبة من الشرح والتحليل والخوض في التفاصيل.
    هذه المقدمة لا تعطي إلا نصفالحقيقة في حالة «لوط» عليه السلام، فهو الشخصية التاريخية التي لا جدال في مكانتهاوشهرتها ومركزية الحدث المرتبط بها دينياً، ليس في الإسلام فحسب، بل في الأديانالسماوية الأُخرى، غير أن النسبة هنا مسيئة ومجحفة، حيث إن الربط بين لوط «الشخصية» والشذوذ «السلوك» الذي عُرِف عن قومه، أمر لا يليق، بل في غاية القُبح، مع إنسانعادي، فكيف بنبي كريم! لوط عليه السلام هو النبي الذي اصطفاه الله في زمن إبراهيمالخليل، لحمل رسالته إلى «أول مجتمع بشري مِثْلي» على الإطلاق. ولوط عليه السلام هوأيضاً النبي الذي لا يكتمل إسلام أي مسلم إلا بالإيمان به، وإعطائه ما يستحق منالتقدير والاحترام. لكن هل أعطيناه حقاً كل ما يستحقه من التقدير والاحترام؟
    لقدنسبنا، دون قصد، إلى نبي الله لوط، ما دعا هو قومه إلى نبذه والتطهر منه، فأصبحنانتحدث عن اللواط، وعن اللوطيين، بأسلوب أقل ما يُقال عنه إن به «قلة أدب» مع نبيكريم، صاحَ ذات فجيعة مستنكراً بشاعة جُرم وجرأة قومه عليه: «أَلَيْسَ مِنكُمْرَجُلٌ رَشِيدٌ». ولا أدري حقيقةً كيف تسرب مصطلح اللواط، وما ارتبط به من تشعباتاشتقاقية، إلى تراثنا الثقافي، ومن ذلك كتب السلف، وأصبح جزءاً من لغتنا المعتادة،يمر بألسنتنا مرور الكرام دون أدنى تأنيب ضمير. فالحقيقة الواضحة أن القرآن سمىالشذوذ الجنسي بـ«الفاحشة»، «وَلُوطاً إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَالْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ الْعَالَمِينَ». أما السنةالنبوية فأسمته «عمل قوم لوط»، كما جاء في الأثر «من وجدتموه يعمل عمل قوم لوطفاقتلوا الفاعل والمفعول به»، فلماذا ندَعُ الواضِح ونقبَلُ بالمُلْتَبِس!
    وحتىفي اللغة، لا أجد منفذاً لغوياً سليماً لتسمية اللواط، فالفعل لاط، بمعنى التصقبالشيء، تصريفه لاط يليط لَيْطاً ولوْطاً، لا لواطاً، لذا فحتى الاشتقاق لا يسلم منالعِلَّة، فلا يرتبط بقاعدة صرفية واضحة، وإنما يرتبط بوضوح - للأسف - بشخصية لوطعليه السلام، إذ لا يوجد عَلَم باسم لوط، من المتقدمين والمتأخرين، أكثر شهرةً منهعليه السلام. وقد جاء ذِكر الفعل «لاوط» في معجمي «لسان العرب» و«العُباب الزاخر»،وورد بمعنى «عَمِل عَمَل قومِ لُوط»، وهذا يدعم للأسف ربط اسم لوط، لا قومه، بفعلٍفاحش، ولا أعتقد أن مؤمناً يرضى بذلك.
    وقديماً، نعتَ سفيهٌ أحمق أحدَ عُبَّادالسلف بقوله «يـا لوطي»، فما كان من العابد إلا أن قال: «رحم الله لوطاً»، ثم مضىفي سبيله، في تصرف متَّزن ينم بجلاء عن إجلال عميق لنبي الله لوط عليه السلام،وتجاهلٍ تام لتضمينات ذلك السفيه.
    إن تقديرنا العميق لمن نحب ونحترم، من أقرباءوأصدقاء وزملاء، وربما غرباء، يدفعنا إلى الحفاظ على مشاعرهم، بتجنب الإساءة إليهم،بشكلٍ مباشرٍ أو غير مباشر، سواء بالتصريح أو التلميح، أو بالهمز أو اللمز، فكيفبمن لا يكتمل إيماننا ولا يصح إسلامنا إلا بهم!
    إننا نتأذى حينما يسيء أحدٌ إلىرسولنا صلى الله عليه وسلَّم، أو إلى عيسى أو موسى أو يوسف عليهم السلام، وسنتأذىكذلك حينما يُساء استخدام اسم لوط عليه السلام، ولو من غير قصد.
    والله من وراءالقصد.


  • #2
    رد: لماذا نسئ الى سيدنا لوط عليه السلام

    فعلا يا اختى كنت اسال نفسى ليه سموا هذة الفعلة القبيحة باللواط
    وعندنا نبى اسمه سيدنا لوط لا يجوز
    اهانته لانه كان يدعوا للعفاف
    جزاكى الله خير وبارك الله فيكى




    صلي علي حبيبك محمد .. صلى الله عليه وسلم

    ربى اشرح لى صدرى ويسر لى أمرى




    تعليق


    • #3
      رد: لماذا نسئ الى سيدنا لوط عليه السلام

      جزاك الله خيرا سلمت يداك ونقلك
      ربنا ينفعنا بهذا الكلام الطيب
      ويجعلنا من الذين يسمعون القول فيتبعون احسنه

      تعليق

      يعمل...
      X