إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ويل لمن عرف مرارة الجزاء ثم آثر لذة المعصية.........

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ويل لمن عرف مرارة الجزاء ثم آثر لذة المعصية.........

    قال الإمام ابن الجوزى


    إعلم أن الجزاء بالمرصاد إن كانت حسنة أو كانت سيئة .
    و من الإغترار أن يظن المذنب إذا لم ير عقوبة أنه قد سومح ، و ربما جاءت العقوبة بعد مدة
    .
    و قل من فعل ذنباً إلا و قوبل عليه ، قال عز وجل : من يعمل سوءاً يجز به
    .
    هذا آدم عليه السلام أكل لقمة فقد عرفتم ما جرى عليه
    .
    قال وهب بن منبه : [ أوحى الله تعالى إليه ألم أصنعك لنفسي ، و أحللتك داري ، و أسجدت لك ملائكتي ، فعصيت أمري ، و نسيت عهدي ؟
    ]
    و عزتي لو ملأت الأرض كلهم مثلك ، يعبدون يسبحون في الليل و النهار ثم عصوني لأنزلتهم منازل العاصين
    .
    فنزع جبريل التاج عن رأسه ، و حل ميكائيل الإكليل عن جبينه ، و جذب بناصيته فأهبط
    .
    فبكى آدم ثلاث مائة عام على جبل الهند تجري دموعه في أودية جبالها ، فنبتت بتلك المدامع أشجار طيبكم هذا
    .
    و كذلك داود عليه السلام ، نظر نظرة فأوجبت عتابه و بكاءه الدائم ، حتى نبت العشب من دموعه
    .
    و أما سليمان عليه السلام فإن قوماً إختصموا إليه فكان هواه مع أحد الخصمين ، فعوقب و تغير في أعين الناس ، و كان يقول : [ أطعموني فلا يطعم
    ] .
    و أما يعقوب عليه السلام ، فإنه يقال إنه ذبح عجلاً بين يدي أمه ، فعوقب بفراق يوسف
    .
    و أما يوسف عليه السلام فأخذ بالهم ، و كل واحد من إخوته ولد له إثنا عشر ولداً ، و نقص هو ولداً لتلك الهمة
    .
    و أما أيوب عليه السلام فإنه قصر في الإنكار على ملك ظالم ، لأجل خيل كانت في ناحيته ، فابتلى
    .
    و أما يونس عليه السلام فخرج عن قومه بغير إذن فالتقمه الحوت
    .
    و أوحى الله عز وجل إلى أرميا : إن قومك تركوا الأمر الذي أكرمت به أباءهم ، و عزتي لأهيجن عليهم جنوداً لا يرحمون بكائهم
    .
    فقال : يا رب هم ولد خليلك إبراهيم ، و أمة صفيك موسى ، و قوم نبيك داود ، فأوحى الله تعالى إليه : إنما أكرمت إبراهيم و موسى و داود بطاعتي ، و لو عصوني لأنزلتهم منازل العاصين
    .
    و نظر بعض العباد شخصاً مستحسناً ، فقال له شيخه : ما هذا النظر ؟ ستجد غبه ، فنسى القرآن بعد أربعين سنة
    .
    و قال آخر : قد عبت سخصاً قد ذهب بعض أسنانه ، فانتثرت أسناني
    .
    و نظرت إلى امرأة لا تحل ، فنظر إلى زوجتي من لا أريد
    .
    و كان بعض العاقين ضرب أباه و سحبه إلى مكان ، فقال له الأب : حسبك إلى ههنا سحبت أبي
    .
    و قال ابن سيرين : عيرت رجلاً بالإفلاس فأفلست . و مثل هذا كثير
    .
    و من أعجب ما سمعت فيه عن الوزير ابن حصير الملقب بالنظام أن المقتفي غضب عليه و أمر بأن يؤخذ منه عشرة آلاف دينار
    .
    فدخل عليه أهله محزونين و قالوا له : من أين لك عشرة آلاف دينار ؟

    فقال : ما يؤخذ مني عشرة و لا خمسة و لا أربعة .
    قالوا : من أين لك ؟ قال : إني ظلمت رجلاً فألزمته ثلاثة آلاف فما يؤخذ مني أكثر منها
    .
    فلما أدى ثلاثة آلاف دينار وقع الخليفة بإطلاقه و مسامحته في الباقي
    .
    و أنا أقول عن نفسي : ما نزلت بي آفة أو غم أو ضيق صدر إلا بزلل أعرفه حتى

    يمكننني أن أقول : هذا بالشيء الفلاني .
    ربما تأولت في بعد ، فأرى العقوبة
    .
    فينبغي للإنسان أن يترقب جزاء الذنوب ، فقل أن يسلم منه
    .
    و ليجتهد في التوبة ، فقد روي في الحديث : ما من شيء أسرع لحاقاً بشيء من حسنة حديثة لذنب قديم
    .
    و مع التوبة يكون خائفاً من المؤاخذة متوقعاً لها ، فإن الله تعالى قد تاب على الأنبياء عليهم السلام
    .
    و في حديث الشفاعة يقول آدم : ذنبي ، و يقول إبراهيم و موسى : ذنبي
    .
    فإن قال قائل : قوله تعالى : من يعمل سوءاً يجز به خبر ، فهو يقتضي ألا يجاوز عن مذنب ، وقد عرفنا قبول التوبة و الصفح عن الخاطئين
    .
    فالجواب من وجهين : أحدهما : أن يحمل على من مات مصراً و لم يتب ، فإن التوبة تجب ما قبلها
    .
    و الثاني : أنه على إطلاقه ، و هو الذي أختاره أنا و أستدل بالنقل و المعنى
    .
    أما النقل ، فإنه لما نزلت هذه الآية قال أبو بكر : يا رسول الله أو نجازي بكل ما نعمل ؟ فقال : ألست تمرض ؟ ألست تحزن ؟ أليس يصيبك البلاء ؟ فذلك ما تجزون به
    .
    و أما المعنى فإن المؤمن إذا تاب و ندم ، كان أسفه على ذنبه في كل وقت أقوى من كل عقوبة
    .
    فالويل لمن عرف مرارة الجزاء الدائم ، ثم آثر لذة المعصية لحظة .

    الحجاب يحجب ما خلفه وكذلك النقاب ولو كان بدعه ما حاربوه

  • #2
    رد: ويل لمن عرف مرارة الجزاء ثم آثر لذة المعصية.........

    جزاكم الله خيرا
    وبارك الله فيكم
    " حَسبُنا الله سَيُؤتِينا الله مِن فضْلِه إنّا إلَى الله رَآغِبُونَ"
    يقول عن هذه الآية الشيخ / صآلح المغآمسي ..إنها دُعــآء المُعجِزات، ويقول: والله متى ما دعوت الله بصدق وكنت في مأزق إلا وجاء الفرج من حيث لا أعلم،، وقال ابن باز رحمه الله: مادعوت بهذا الدعاء بعد التشهد الأخير. في أمر عسير إلا تيسّر

    تعليق


    • #3
      رد: ويل لمن عرف مرارة الجزاء ثم آثر لذة المعصية.........

      الله المستعان

      نسأل الله أن يجنينا ما يغضبه

      جزاكم الله خيرااااااا
      وقل الحمد لمن في عفوه حسن الثواب
      وعلي الله إتكالي والي الله مـآبي
      ..

      [FLASH]http://up.2sw2r.com/upswf12/u4m18892.swf[/FLASH]

      تعليق


      • #4
        رد: ويل لمن عرف مرارة الجزاء ثم آثر لذة المعصية.........

        كتب الله أجررركم ورزقكم الثواب
        التعديل الأخير تم بواسطة أم صُهيب; الساعة 20-09-2014, 02:26 PM. سبب آخر: يمنع الوجوه التعبيرية فى الاقسام المختلطة بارك الله فيكم

        لك شيء في هذا العالم فـقـمّ
        لا تـمت قبل أن تكون نـدّا

        تعليق

        يعمل...
        X