سر السعادة
ذِكْرُ اللهِ يرضي الرحمنَ، ويسعدُ الإنسانَ، ويخسئ الشيطان، ويُذْهِبُ الأحزان، ويملأ الميزانَ
سعيدٌ من طال عمرُه وحسن عملُه، وموفقٌ من كثُر مالُه فكثر برُّه، ومباركٌ من زاد علمُه فزادتْ تقواه
جزاءُ من اهتمَّ بالناسِ أن ينسى همومه، وثوابُ من خَدَمَ مولاه أن يخدمه الناسُ، وجائزةُ من ترك الدنيا أن يأتيَه رزقُه رَغَداً
لا تستقلَّ شيئاً من النعم مع العافيةِ، ولا تحتقرْ شيئاً من الذنِب مع عدمِ التوبةِ، ولا تكثرْ طاعةً مع عدم الإخلاصِ
الفرح بالدنيا فرحُ الأطفالِ، والفرح بالثناءِ الحسنِ فرح الرجالِ، والفرحُ بما عند الله فرحٌ الأولياءِ الأبرارِ.
الصدقُ طمأنينةٌ، والكذبٌ ريبةٌ، والحياءُ صيانةٌ، والعلمٌ حُجَّةٌ، والبيانُ جمالٌ، والصمتُ حكمةٌ
حلاوةُ الظفرِ تمحو مرارة الصبر، ولذةُ الانتصارِ تُذْهِبُ وعثاءِ المعاناةِ، وإتقانٌ العملِ يزيلُ مشقته
أطيبُ ما في الدنيا محبةُ اللهِ، وأحسنُ ما في الجنةِ رؤيةُ اللهِ، وأنفعُ الكتبِ كتابُ الله، وأبرُّ الخلقِ رسولُ اللهِ
السعيُد منِ اعتبر بأمسِه، ونظر لنفسه، وأعدَّ لرمسِه وراقبَ الله في جهرِه وهمسِه
الحرصُ ذلٌّ والطمعُ مهانةٌ، والشُّحُّ خِسَّةُ، والهيبةُ خيبةٌ، والغفلةُ حجابٌ.
*******
طُوْبى لمن إذا أُنْعِم عليه شَكَرَ, وإذا ابتُلِي صَبَرَ, وإذا أذنب استغفر, وإذا غضِب حلمَ, وإذا حَكَمَ عَدَلَ
اجعلْ زمان رخائِك عدةً لزمانِ بلائِك، واجعلْ مالكَ صيانةً لحالِك، واجعلْ عمرك طاعةً لرِّبكَ
ربَّ لذةٍ أو جبتْ حسرةً، وزلةً أعقب ذِلَّة، ومعصيةٍ سلبتْ نعمةً، وضحكةٍ جرَّتْ بكاءً
النعمُ إذا شكرتْ قرّتْ، وإذا كفرتْ فرَّتْ، والدنيا إذا سرّتْ مرَّتْ، وإذا برّتْ غرّتْ
السلامة إحدى الغنيمتين، وصحةُ الجسمِ قلةُ الطعامِ, وصحةُ الروحِ قلةُ الآثامِ, وصحة الوقتِ البعدُ عن المقْتِ.
*******
دقيقةُ الألمِ يوم, ويومُ اللذةِ دقيقةٌ, وليلةُ السرورِ قصيرةٌ, ويومُ الهمِّ طويلٌ ثقيلٌ
البؤسُ ذكَّرك النعيم, والجوع حبَّب إليك الطعام, والسجنُ ثمَّن لديك الحرية, والمرضُ شوّقك للعافيةِ
عليك بثلاثة أطباء: الفرحِ والراحةِ والحِمْيةِ
وإياك وثلاثة أعداءٍ : التشاؤمِ والوهمِ والقنوطِ
السعادةُ هي أن تصل النفس إلى درجة كمالِها, والفوز أن تجد ثمرةَ أعمالها, والحظّ أن تخدمُه الدنيا بإقبالِها
اجلسْ في السحرِ، ومدَّ يديَكَ، وأرسلْ عينيك وقلْ : وجئْنا ببضاعةٍ مزجاةٍ فأوفِ لنا الكيل يا جليلُ.
*******
من النعم السلامةُ من الألمِ والسقمِ والهرمِ, ولا تشربْ حتى تظمأً, ولا تأكلْ حتى تجوعَ, ولا تنمْ حتى تتعب.
من تأنَّى حصل على ما تمنّى, ومن للخيرِ تعنَّى فبالفوِز تهنَّا, والعجلةُ عقمٌ, والأمانيُّ إفلاسٌ
ارض عن اللهِ فيما فعله بك, ولا تتمنَّ زوال حالةٍ أقامك فيها, فهو أدرى بك منك وأرحمُ بك من أمِّك
قضاءُ اللهِ كلُّه خَيْرٌ, حتى المعصيةُ بشرطِها من ندمٍ وتوبةٍ, وانكسارٍ واستغفارٍ, وإذهابِ الكبرٍ والعُجْبِ
داومْ على الاستغفارِ فإن للهِ نفحاتٍ في الليلِ والنهارِ, فعسى أن تصيبك منها نفحةٌ تسعدُ بها إلى يومِ الدينِ.
*******
من فوائد القراءةِ فتقُ اللسانِ, وتنميةُ العقلِ, وصفاءُ الخاطرِ, وإزالةُ الهمِّ, والاستفادةُ من التجاربِ، واكتسابُ الفضائِل
غذاءُ القلب في الإخلاصِ والتوبةِ والإنابةِ, والتوكلِ على اللهِ, والرغبةِ فيما عنده والرهبةِ من عذابهِ, وحبِه تعالى
الزم يا ذا الجلال والإكرام وداومْ على يا حيُّ يا قيومُ برحمتِك استغيثُ لترى الفَرَج والفَرَحَ والسكينةَ
إذا آذاك أحد فتذكرِ القضاءَ، وفَضِّلِ العَفْوَ، وأجرِ الحلم، وثواب الصبرِ، وأنه ظالمٌ وأنت مظلومٌ, فأنت أسعدُ حظاً
القضاء نافذُ والأجلُ محتومٌ والرزقُ مقدَّر, فلماذا الحزنُ؟
والمرضُ والفقرُ والمصيبةُ بأجرِها, فلم الهمُّ؟
*******
تعليق