رمضان شهر الصبر وشهر الشكر
بقلم فضيله الشيخ \\\ سعيد عبد العظيم
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه،بقلم فضيله الشيخ \\\ سعيد عبد العظيم
أما بعد،
فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسولالله-صلى الله عليه وسلم-: (قَالَ الله -تعالى-: كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلا الصِّيَامَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، وَالصِّيَامُ جُنَّةٌ، وَإِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلا يَرْفُثْ وَلا يَصْخَبْ، فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ: إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ؛ لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ الله مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ، لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا: إِذَا أَفْطَرَ فَرِحَ، وَإِذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بِصَوْمِهِ) [رواه البخاري ومسلم]
وعن أبي عبداللهبن عمر -رضي الله عنه-ن رسولالله-صلى الله عليه وسلم- قال: (الصِّيَامُ وَالقُرْآنُ يَشْفَعَانِ لِلعَبْدِ يَوْمَ القِيَامَةِ، يَقُولُ الصِّيَامُ: أيْ رَبِّ، مَنَعْتُهُ الطَّعَامَ وَالشَّهَوَاتِ بِالنَّهَارِ فَشَفِّعْنِي فِيهِ، وَيَقُولُ القُرْآنُ: مَنَعْتُهُ النَّوْمَ بِاللَّيْلِ فَشَفِّعْنِي فيه، قال: فيشفعان)[رواه أحمد، وقال الهيثمي: رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح].
فالصوملله -تعالى- وهو يجزي به وذلك لأنه شهر الصبر ولذلك أطلق جزاءه ﴿إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾ [الزمر: 10].
وقد أخبر -سبحانه- أنه معهم بهدايته وتوفيقه، فقال -تعالى-: ﴿وَاصْبِرُوا إِنَّ الله مَعَ الصَّابِرِينَ﴾ [الأنفال:46].
وجعل -سبحانه- الإمامة في الدين منوطة بالصبر واليقين قال -تعالى-: ﴿وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ﴾ [السجدة: 24].
وأخبـر -سبحانه- أن الصبـر خيـر لأهلـه فقـال -تعالى-: ﴿وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ﴾ [النحل: 126].
كما أخبر -سبحانه- أنه مع الصبر والتقوى لا يضر كيد العدو فقال -تعالى-: ﴿وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ الله بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ﴾[آل عمران:120].
وعلَّق الفلاح بالصبر والتقوى فقال: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا الله لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ [آل عمران: 200].
وأخبر عن محبته لأهله، فقال: ﴿والله يُحِبُّ الصَّابِرِينَ﴾ [آل عمران:146].
وجعل الفوز بالجنة والنجاة من النار لا يحظى به إلا الصابرون فقال -تعالى-: ﴿إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ﴾ [المؤمنون: 111].
وخص في الانتفاع بآياته أهل الصبر وأهل الشكر فقال في أربع آيات من كتابه: ﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ﴾ [الشورى: 33].
والصبر خلق فاضل تمتنع به النفس من فعل ما لا يحسن ولا يجمل، وقال عنه البعض: هو تجرع المرارة من غير تعبس، أو هو الوقوف مع البلاء بحسن الأدب، أو هو قوة من قوى النفس التي بها صلاح شأنها وقوام أمرها.
وعن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- أن رسولالله-صلى الله عليه وسلم- قال: (مَنْ يَتَصَبَّرْ يُصَبِّرْهُ الله، وَمَا أُعْطِيَ أَحَدٌ عَطَاءً هُوَ خَيْرٌ وَأَوْسَعُ مِنْ الصَّبْرِ)[رواه البخاري ومسلم]
وقد ذكر أخونا الفاضل أحمد فريد في كتابه القيم «البحر الرائق»:
«أن النفس مطَّية العبد التي يسير عليها إلى الجنة أو النار، والصبر لها بمنزلة الخطام والزمام للمطية، فإن لم يكن للمطية خطام ولا زمام شردت في كل مذهب، قال بعضهم: «اقدعوا هذه النفوس فإنها طلعةٌ إلى كل سوء، فرحماللهامرئً جعل لنفسه خطامًا وزمامًا فقادها بخطامها إلى طاعةاللهوصرفها بزمامها عن معاصيالله، فإن الصبر عن محارماللهأيسر من الصبر على عذابه، والنفس لها قوتان: قوة الإقدام وقوة الإحجام، فحقيقة الصبر أن يجعل قوة الإقدام مصروفة إلى ما ينفعه، وقوة الإحجام إمساكًا عما يضره، ومن الناس من يصبر على مكابدة قيام الليل وعلى مشقة الصيام ولا يصبر على نظرة محرمة، وكثير من الناس يصبر عن النظر وعن الالتفات إلى الصور، ولا صبر له على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وجهاد الكفار والمنافقين، وقيل: الصبر شجاعة النفس، ومن ها هنا أخذ القائل قوله: الشجاعة صبر ساعة، وقيل: الصبر ثبات القلب عند موارد الاضطراب، والصبر والجزع ضدان، كما أخبر -تعالى- عن أهل النار ﴿سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِنْ مَحِيصٍ﴾ [إبراهيم: 21].
والإنسان لا يستغني عن الصبر في حال من الأحوال، وكما قالوا: لابد للعبد من أمر يفعله ونهي يجتنبه وقدر يصبر عليه.
وكل ما يلقى العبد في هذه الدار لا يخلو من نوعين: أحدهما يوافق هواه ومراده، والآخر يخالفه، وهو محتاج إلى الصبر في كل منهما.
قال بعض السلف: البلاء يصبر عليه المؤمن والكافر، ولا يصبر على العافية إلا الصدِّيقون». اھ.
ونحن في هذا الشهر المبارك أحوج ما نكون إلى الصبر على الصيام والقيام وتلاوة القرآن وسائر الطاعات وكف النفس عن كل ما يغضباللهتعالى، وليس الصيام مجرد إمساك عن الأكل والشرب والجماع، وإنما هو إمساك -بالإضافة إلى ذلك- عن سائر ما نهىاللهعنه، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (لَيْسَ الصِّيَامُ مِنَ الأَكْلِ وَالشُّرْبِ، إِنَّمَا الصِّيَامُ مِنَ اللَّغْوِ وَالرَّفَثِ، فَإِنْ سَابَّكَ أَحَدٌ أَوْ جَهِلَ عَلَيْكَ فَقُل: إِنِّي صَائِمٌ، إِنِّي صَائِمٌ)[رواه ابن خزيمة في صحيحه، وابن حبان، والحاكم وقال صحيح على شرط مسلم].
ولما كان النصر مع الصبر؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم- لابن عباس: (وَأَنَّ النَّصْرَ مَعَ الصَّبْرِ, وَأَنَّ الفَرَجَ مَعَ الكَرْبِ, وَأَنَّ مَعَ العُسْرِ يُسْرًا)[رواه الترمذي، وهذه الزيادة عند أحمد، وصححه الألباني]، لم يكن عجيبًا أن تقع معظم انتصارات الأمة وفتوحاتها في هذا الشهر المبارك الذي هو شهر الصبر، هذا وإذا كان الإيمان نصفه صبر ونصفه شكر، والعبد يتقلب بين بلية يجب عليه أن يصبر عليها ونعمة يجب عليه أن يشكرها لربه، فمن الممكن أن يصل العبد إلى أعلى درجات الإيمان المستطاعة والمقدورة في شهر رمضان الذي هو شهر الصبر والشكر في آن واحد قال -تعالى-: ﴿وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا الله عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾[البقرة: 185].
والشكر: الثناء على المحسن بما أولاكه من المعروف، وشكر العبد يدور على ثلاثة أركان لا يكون شكرًا إلا بمجموعها، أحدها: الاعتراف بالنعمة باطنًا، والثاني: التحدث بها ظاهرًا، والثالث: الاستعانة بها على طاعةالله، فالشكر يتعلق بالقلب واللسان والجوارح، فالقلب للمعرفة والمحبة، واللسان للثناء والحمد، والجوارح لاستعمالها في طاعة المشكور وكفها عن معاصيه، قال -تعالى-: ﴿مَا يَفْعَلُ الله بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ﴾[النساء: 147].
والعبد إما شاكر وإما كفور فقال -سبحانه-: ﴿إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا﴾ [الإنسان: 3]، وأهـل الشكر هـم المخصوصون بمنته عليهم من بين عباده -سبحانه-، قال -تعالى-: ﴿وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لِيَقُولُوا أَهَؤُلاءِ مَنَّ الله عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنَا أَلَيْسَ الله بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ﴾ [الأنعام: 53].
والشكر من العبد سبب المزيد منالله ﴿وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لازِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ﴾ [إبراهيم: 7].
وقد أطلقالله -تعالى- جزاء الشكر فقال: ﴿وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ﴾[آل عمران: 145]، ولذلك أراد إبليس قطع الناس عن هذا المقام العالي فقال: ﴿لاتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ﴾[الأعراف: 17]، ووصف -سبحانه- الشاكرين بأنهم قليل من عباده فقال -تعالى-: ﴿وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ﴾[سبأ: 13]، وأثنى على أنبيائه بذلك فقال عن نوح: ﴿ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا﴾[الإسراء: 3]، وقال عن إبراهيم: ﴿إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لله حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ . شَاكِرًا لأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾[النحل: 120-121] وقال عن سليمان: ﴿هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ﴾[النمل: 40]
وقد ثبت في الصحيحين عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قام يصلي حتى تفطرت قدماه أو ساقاه وتورمت، فقيل له: أتصنع هذا وقد غفراللهلك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: (أَفَلا أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا؟) وكان يقول لمعاذ: (والله إِنِّي لأُحِبُّكَ، أوصيك يا معاذ أن لا تدع في دُبُر كُلِّ صَلاةٍ أَنْ تَقُولَ: اللهم أَعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ) [رواه أبو داود والنسائي، وصححه الألباني]، وفي «صحيح مسلم» عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (إِنَّ الله لَيَرْضَى عن العَبْدِ أَنْ يَأْكُلَ الأَكْلَةَ فَيَحْمَدَهُ عَلَيْهَا أوَ يَشْرَبَ الشَّرْبَةَ فَيَحْمَدَهُ عَلَيْهَا)[رواه مسلم]، وقال الحسن: «أكثروا من ذكر هذه النعم فإن ذكرها شكر، وقد أمرالله -تعالى- نبيه أن يحدث بنعمة ربه فقال: ﴿وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ﴾[الضحى: 11] والله يحب من عبده أن يرى عليه أثر نعمته فإن ذلك شكرها بلسان الحال».
وكان أبو المغيرة إذا قيل له: كيف أصبحت يا أبا محمد؟ قال: أصبحنا مغرقين في النعم، عاجزين عن الشكر، يتحبب إلينا ربنا وهو غني عنا، ونتمقت إليه ونحن إليه محتاجون».
وعن سفيان في قوله: ﴿سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ﴾ [القلم: 44] قال: «يسبغ عليهم النعم ويمنعهم الشكر»، وقال غيره: كلما أحدثوا ذنبًا أحدثت لهم نعمة، ويشهد له قوله -تعالى-: ﴿فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً﴾[الأنعام:44].
وقال الحسن: «ما أنعماللهعلى عبد نعمة فقال: الحمد لله؛ إلا كان الذي أعطي أفضل مما أخذ».
بل التوفيق لكلمة الحمد يستدعي حمدًا آخر.
فله الحمد -سبحانه- على نعمه التي لا تعد ولا تحصى ﴿وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ الله لا تُحْصُوهَا إِنَّ الأنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ﴾ [إبراهيم: 34] ﴿وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ الله﴾[النحل: 53] فالحمد للهعلى نعمة الإسلام وكفى بها نعمة، والحمد للهبالإيمان والقرآن، والحمد للهالذي بلغنا رمضان، ونسأله -سبحانه- أن يتقبله منا، فهو شهر العتق من النيران، ورغم أنف عبدٍ أدرك رمضان فلم يغفر له.
وعن أبي هريرة -رضي الله عنه-قال: قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (إِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ صُفِّدَتِ الشَّياطِينُ وَمَرَدَةُ الجِنِّ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ فَلَمْ يُفْتَحْ مِنْهَا بَابٌ، وَفُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ فَلَمْ يُغْلَقْ مِنْهَا بَابٌ، وَيُنَادِي مُنَادٍ: يَا بَاغِيَ الخَيْرِ أَقْبِل، وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ، ولله عُتَقَاءُ مِنَ النَّارِ، وَذَلِكَ كُلَّ لَيْلَةٍ)، كل هذه النعم تستوجب الشكر.
فإذا أردنا أن نكون من الشاكرين حقًا فعلينا أن نتعلم ما يقربنا مناللهفيه، ونشيع فضائله في الخلق، ونصرف شهرنا في كل طاعة ونصون لحظاته عن كل معصية.
وَآخِرُ دَعْوَانا أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.