[color="black"]
مقدمة الملف الخاص بالقدس
تهويد القدس دخل مرحلته الأخيرة
المشروع الصهيوني مستمر في تهجير سكان القدس العرب والمسلمين والتضيق عليهم وفي تهويد القدس تمهيدا لهدم الاقصى
فقد قطعت سلطات الاحتلال الإسرائيلي أشواطاً متقدمة جداً في سياساتها التهويدية بحق مدينة القدس وباتت على أعتاب آخر مراحل تهويد ها
**************
فالكيان الصهيوني له ثلاثة أهداف إستراتيجية داخل مدينة القدس:
الهدف الأول؛ المساس بقدسية وحرمة المسجد الأقصى المبارك وما يحدث داخل المسجد الأقصى المبارك
من تدنيس مستمر من القادة والمغتصبين الصهاينة و المقدسات الاخرى وسنتطرق لهذا الموضوع كموضوع منفصل والى مواضيع مهمةاخرى سنكتبها تتعرض له مدينة القدس والاقصى الشريف
الهدف الثاني؛ المساس بالمعالم والآثار العربية والإسلامية بالمدينة المقدسة والمقابر
مثل مقبرة مأمن الله، مقبرة باب الرحمة الإسلامية، مقبرة الأسباط، فمقابر متعددة، ومساجد متعددة، في أحياء وبلدات متعددة تم الاعتداء عليها
وتجريف قبور وإقامة مشاريع يسميها الكيان الصهيوني تطويرية وما إلى ذلك، وطمس المعالم والآثار.
الهدف الثالث؛ التهويد الكامل للمدينة على مستوى الجغرافيا والأرض، وعلى مستوى الديموغرافيا والسكان.
وقد خطا الكيان الصهيوني في مخططاته وإجراءاته وسياساته خطوات متقدمة جداً في تحقيق هذه الأهداف الثلاثة.
اليوم مدينة القدس تعاني معاناة شديدة من مصادرة عشرات آلاف الدونمات، وهدم عشرات المنازل، وهناك آلاف المساكن المهددة بالهدم والمصادرة؛ بادعاء أنها مبنية من غير ترخيص أو ما إلى ذلك.
وما يحدث أسفل ساحاته من حفريات وإقامة شبكة أنفاق متشعبة، وإقامة مدينة سياحية يهودية أسفل مسجد الصخرة المشرفة، وأسفل منطقة المتوضأ.
وهذا الملف سنفتحه ونفصل فيه الكثير وهذا الموضوع هو كمقدمة للملف لتكون على علم بما يحدث في قدسنا وقدسكم السليبة وما يعانيه اهلها هناك
وعبّر متحدثين وخبراء في قضية القدس من أهلنا في أراضينا المحتلة عام 1948. أنّ الكيان الصهيوني الآن في آخر مراحل تهويده لمدينة القدس، وآخر مرحلة ستكون هي العشرية القادمة التي تنتهي بحلول عام 2020 حيث ستصبح مدينة القدس ضمن الهيكل الصهيوني الجديد الذي تم الإعلان عنه، جغرافيا في مساحة 600 كيلو متر مربع، وهو ما يطلق عليه العدو الصهيوني القدس الكبرى. وآخر في الأمر هو مصادرة 139 ألف دونم في جنوب القدس، وتصل هذه الدونمات إلى قرية سعير، وقرى مدينة الخليل، وهي الحدود الاستراتيجية التاريخية للقدس، بالإضافة إلى مشاريع ومخططات سابقة لهذا المشروع، كمصادرة 12500 دونم من بلدات العيزرية والعيسوية وازعيم وجبل الطور. وهناك مصادرة 12 ألف دونم لإقامة مغتصبة (مستوطنة) جديدة يُطلق عليها "كيدار 2"، وضم "كيدار 1" و"كيدار 2" إلى مغتصبة "معاليه أدوميم" المقامة شرق القدس.
وايضا هناك تشققات وانهيارات في السور الغربي، وهناك انهيارات داخل ساحات المسجد الأقصى، والاحتلال يمنع ترميم هذه الأماكن المنهارة أو تلك التي بها تشققات.
الواقع مر وأليم وصعب داخل المدينة المقدسة، والقادم أخطر إلا إذا قدّر الله أمراً آخر المحللون في مجال الهندسة والجيولوجيا يرون أن المنطقة، فلسطين بعامة والقدس بخاصة، مقبلة على زلزال كبير جداً، وقد يكون مركز الزلزال في منطقة البحر الميت القريب جداً من القدس، وسيكون له تأثير سلبي إلاّ إذا قدّر الله شيئاً آخر. إضافة إلى أنّ هناك خطراً مخفياً يتم الإعلان عنه بين الفينة والأخرى في الصحافة العبرية، عن تخوّف من اصطناع زلزال في مناطق قريبة من القدس، وستكون هناك في هذه الحالة ارتدادات قوية على القدس تُحدث انهيارات وتشققات كبيرة في ساحات وجدران المسجد الأقصى إلاّ أن يشاء الله شيئاً.
ناهيك عن الحفريات اسفله من انفاق وكنائس تقام اسفله وبجانبه والاقتحامات المتواصلة لمسؤولين صهاينة ورجال مخابرات وحاخامات يهود وابناء بني صهيون يتجولون من غير حسيب بحماية الشرطة الاسرائيلية
ليست المرة الأولى التي يقتحم فيها مسؤول صهيوني كبير المسجد الأقصى القبلي والمرواني ومسجد الصخرة وساحات المسجد الأقصى المبارك، فقد سبقه ما يسمى بوزير الأمن الداخلي السابق آفي ديختر، وسبق ذلك ثلاثون من رجال المخابرات الصهاينة، تجوّلوا داخل مسجد الصخرة، والمسجد المرواني، والساحات، وكانت معهم آلات تصوير، وتجوّلوبدقة.
وسبق ذلك دخول عدد من الحاخامات اليهود. ولأول مرة في العام الماضي في ذكرى الاحتفالات اليهودية اقتحم مئات المغتصبين (المسجد الأقصى)، فقد كانوا سابقاً يقتحمون المسجد بالآحاد والعشرات، ولكن لأول مرة يزيد العدد عن تسعمائة أو ألف، واستمر الاقتحام عشرة أيام كاملة، وهي أيام الأعياد. وقبل ذلك كان اقتحام شارون (أيلول/ سبتمبر 2000) الذي جاءت على إثره انتفاضة الأقصى الثانية.
هذا التدنيس والاقتحام هو عبارة عن فرض أمر واقع داخل المدينة المقدسة. جانب آخر؛ هو عملية تشجيع للمغتصبين الصهاينة، فما دامت القيادات تدخل وتتجوّل، فهذا يشجِّع الآخرين على الدخول بالمئات. وقبل أيام قليلة فقط؛ كان هناك خبر اقتحام مائتي مغتصب لساحات المسجد الأقصى المبارك، وقد أقاموا ترانيم وطقوساً خاصة بهم.
على الصعيد الديموغرافي تهجير ممنهج ومبرمج لأهل القدس(المقدسيين) خلال هدم المنازل، فصاحب المنزل الذي يُهدم يرحل، لأنه لا مجال للاستئجار في داخل المدينة، ولا مجال لأن يشتري أرضاً يبني فيها، ولأنه يحتاج لرسوم باهظة جداً للبناء، الشقة الواحدة تحتاج لرسوم تراخيص 25 ألف دولار، ناهيك عن تكاليف البناء الباهظة.
من جانب آخر؛ جدار الضم والتوسع العنصري الذي أصبح يحيط بالقدس من كل جانب كما يحيط السوار بالمعصم، حيث بات مرشحاً تهجير ما لا يقل عن 110 آلاف مواطن مقدسي خلال عشر سنوات. وشرع الاحتلال في هذا المسعى، منها منطقة بلدة سلوان وحي البستان، وادي حلوة، حي العباسية، حي الثوري، وأحياء متعددة مرشحة لهذا الأمر. بلدة سلوان بأحيائها الستة يقطن بها تقريباً ما لا يقل عن 30 ألف نسمة، وهم مرشحون أن تُصادَر هوياتهم ويرحلوا.
هناك مشروع خطير أيضاً؛ وهو سحب هويات أهلنا في منطقة الرام وما حولها، والتي تقع شمال مدينة القدس، بفعل جدار الضم العنصري من الجهة الشمالية. قبل شهر أُعلِن أنّ الكيان الصهيوني أغلق آخر بوابة من الجهة الشمالية التي كانت تربط بين أحياء الرام والشيخ جراح وغيرها مع داخل المدينة، وبإغلاق هذه البوابة أصبح حي الرام ومحيطه خارج مدينة القدس في المنظور الصهيوني، وبالتالي ستُسحب هويات سكانه المقدسية، وهناك ما لا يقل عن 40 إلى 45 ألف نسمة هناك. هناك مشاريع لتهجير أهلنا وسحب هوياتهم المقدسية في أكثر من مكان، وهذا يتم على مرأى ومسمع من العالم العربي والإسلامي ومنظمات حقوق الإنسان.
فالواقع مرّ وأليم، ولذلك فالصراع القادم سيكون على البعد الديمغرافي، وهذا ما يحدث الآن في القدس.
الهدف من هذه المخططات الصهيونية بأن يصبح عدد اليهود داخل المدينة المقدسة الكبرى بحلول عام 2020، في نظرهم، لا يقل عن مليون مغتصب، وعددهم الآن 300 ألف فقط. في المقابل، وهو الأخطر؛ أنّ هذا المخطط لا يسمح ببقاء أكثر من 10 في المائة من أهلنا المقدسيين في هذه المساحة.
فماذا عسى هؤلاء أن يفعلوا مقابل مليون مغتصب حين يهجموا على المسجد الأقصى ويعملوا على تقسيمه؟! وهو مخطط قريب، وقد بدؤوا فعلا بتقسيم ساحات المسجد الأقصى المبارك، خاصة الجزء الذي فوق الحفريات في الجهة الجنوبية الغربية لساحات المسجد، هذه مرشحة لأن تصبح لصلاة اليهود أسوة بما هو معمول به في المسجد الإبراهيمي (بالخليل).
الوضع جدّ خطير على المستوى الجغرافي وعلى مستوى الديموغرفيا واهلنا هناك صابرون صامدون ثابتون ولكن الى متى ؟؟؟؟؟ أهلنا المقدسيون الكرام، يعيشون وضعاً نفسيا صعبا وقاسيا
نناشد كل عربي ومسلم أن يهبوا للدفاع عن قدسهم وأقصاهم، عن هذه الأرض المباركة المقدسة. هذا الصمود الأسطوري يحتاج إلى دعم فلسطيني على كل المستويات، وعربي وإسلامي، وعلى رأس ذلك الدعم المالي للمشاريع حتى يصمد أهلنا هناك، وكذلك الدعم الإعلامي على كل المستويات وفي كل مكان، والدعم القانوني وذلك بتشكيل لجان من محامين مقتدرين ذوو اختصاص على كل المستويات حتى يرفعوا قضايا في المحاكم الدولية ضد الكيان الصهيوني وقادته وضد سلطة الآثار الصهيونية وما إلى ذلك، ثم تفعيل شرائح المجتمعات العربية والإسلامية كلها دون استثناء على كل المستويات. هذا كله مطلوب توفيره لأهلنا داخل المدينة المقدسة، وحسب آخر المعلومات والإحصاءات أنه مطلوب حتى يصمد أهلنا داخل القدس ويواجهوا مخططات الصهاينة نصف مليار دولار سنوياً لأهل القدس، والعرب والمسلمون يستطيعون أن يوفروا أضعاف هذا المبلغ.
• لنا طموح أن نرى الدعم المادي والمالي لمشاريع صمود أهلنا في داخل المدينة المقدسة، فهناك مشاريع حفظ المقدسات المسجد الأقصى وغيره، هناك مشاريع البنى التحتية في الأحياء العربية الفلسطينية، وهناك مشاريع تنمية الموارد البشرية لتخريج طاقات وكوادر، رجالاً ونساء، يهتمون بقضية القدس في كل الجوانب، من مشاريع اقتصادية وصحية وتعليمية وتربوية، وأيضاً اجتماعية وثقافية وسياسية. حتى وإن كان الكيان الصهيوني يحارب كل هذه المشاريع. هذه طموحات تملك علينا جوانحنا، ونحن حريصون بإذن الله على أن نفعلها بالطرق المناسبة.
المصدر : الدكتور أحمد أبو حلبية، رئيس لجنة القدس بالإنابة بالمجلس التشريعي الفلسطيني، ورئيس فرع "مؤسسة القدس الدولية" في قطاع غزة.
( مختصر من حملتنا )
[/color]
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مقدمة الملف الخاص بالقدس
تهويد القدس دخل مرحلته الأخيرة
المشروع الصهيوني مستمر في تهجير سكان القدس العرب والمسلمين والتضيق عليهم وفي تهويد القدس تمهيدا لهدم الاقصى
فقد قطعت سلطات الاحتلال الإسرائيلي أشواطاً متقدمة جداً في سياساتها التهويدية بحق مدينة القدس وباتت على أعتاب آخر مراحل تهويد ها
**************
فالكيان الصهيوني له ثلاثة أهداف إستراتيجية داخل مدينة القدس:
الهدف الأول؛ المساس بقدسية وحرمة المسجد الأقصى المبارك وما يحدث داخل المسجد الأقصى المبارك
من تدنيس مستمر من القادة والمغتصبين الصهاينة و المقدسات الاخرى وسنتطرق لهذا الموضوع كموضوع منفصل والى مواضيع مهمةاخرى سنكتبها تتعرض له مدينة القدس والاقصى الشريف
الهدف الثاني؛ المساس بالمعالم والآثار العربية والإسلامية بالمدينة المقدسة والمقابر
مثل مقبرة مأمن الله، مقبرة باب الرحمة الإسلامية، مقبرة الأسباط، فمقابر متعددة، ومساجد متعددة، في أحياء وبلدات متعددة تم الاعتداء عليها
وتجريف قبور وإقامة مشاريع يسميها الكيان الصهيوني تطويرية وما إلى ذلك، وطمس المعالم والآثار.
الهدف الثالث؛ التهويد الكامل للمدينة على مستوى الجغرافيا والأرض، وعلى مستوى الديموغرافيا والسكان.
وقد خطا الكيان الصهيوني في مخططاته وإجراءاته وسياساته خطوات متقدمة جداً في تحقيق هذه الأهداف الثلاثة.
اليوم مدينة القدس تعاني معاناة شديدة من مصادرة عشرات آلاف الدونمات، وهدم عشرات المنازل، وهناك آلاف المساكن المهددة بالهدم والمصادرة؛ بادعاء أنها مبنية من غير ترخيص أو ما إلى ذلك.
وما يحدث أسفل ساحاته من حفريات وإقامة شبكة أنفاق متشعبة، وإقامة مدينة سياحية يهودية أسفل مسجد الصخرة المشرفة، وأسفل منطقة المتوضأ.
وهذا الملف سنفتحه ونفصل فيه الكثير وهذا الموضوع هو كمقدمة للملف لتكون على علم بما يحدث في قدسنا وقدسكم السليبة وما يعانيه اهلها هناك
وعبّر متحدثين وخبراء في قضية القدس من أهلنا في أراضينا المحتلة عام 1948. أنّ الكيان الصهيوني الآن في آخر مراحل تهويده لمدينة القدس، وآخر مرحلة ستكون هي العشرية القادمة التي تنتهي بحلول عام 2020 حيث ستصبح مدينة القدس ضمن الهيكل الصهيوني الجديد الذي تم الإعلان عنه، جغرافيا في مساحة 600 كيلو متر مربع، وهو ما يطلق عليه العدو الصهيوني القدس الكبرى. وآخر في الأمر هو مصادرة 139 ألف دونم في جنوب القدس، وتصل هذه الدونمات إلى قرية سعير، وقرى مدينة الخليل، وهي الحدود الاستراتيجية التاريخية للقدس، بالإضافة إلى مشاريع ومخططات سابقة لهذا المشروع، كمصادرة 12500 دونم من بلدات العيزرية والعيسوية وازعيم وجبل الطور. وهناك مصادرة 12 ألف دونم لإقامة مغتصبة (مستوطنة) جديدة يُطلق عليها "كيدار 2"، وضم "كيدار 1" و"كيدار 2" إلى مغتصبة "معاليه أدوميم" المقامة شرق القدس.
وايضا هناك تشققات وانهيارات في السور الغربي، وهناك انهيارات داخل ساحات المسجد الأقصى، والاحتلال يمنع ترميم هذه الأماكن المنهارة أو تلك التي بها تشققات.
الواقع مر وأليم وصعب داخل المدينة المقدسة، والقادم أخطر إلا إذا قدّر الله أمراً آخر المحللون في مجال الهندسة والجيولوجيا يرون أن المنطقة، فلسطين بعامة والقدس بخاصة، مقبلة على زلزال كبير جداً، وقد يكون مركز الزلزال في منطقة البحر الميت القريب جداً من القدس، وسيكون له تأثير سلبي إلاّ إذا قدّر الله شيئاً آخر. إضافة إلى أنّ هناك خطراً مخفياً يتم الإعلان عنه بين الفينة والأخرى في الصحافة العبرية، عن تخوّف من اصطناع زلزال في مناطق قريبة من القدس، وستكون هناك في هذه الحالة ارتدادات قوية على القدس تُحدث انهيارات وتشققات كبيرة في ساحات وجدران المسجد الأقصى إلاّ أن يشاء الله شيئاً.
ناهيك عن الحفريات اسفله من انفاق وكنائس تقام اسفله وبجانبه والاقتحامات المتواصلة لمسؤولين صهاينة ورجال مخابرات وحاخامات يهود وابناء بني صهيون يتجولون من غير حسيب بحماية الشرطة الاسرائيلية
ليست المرة الأولى التي يقتحم فيها مسؤول صهيوني كبير المسجد الأقصى القبلي والمرواني ومسجد الصخرة وساحات المسجد الأقصى المبارك، فقد سبقه ما يسمى بوزير الأمن الداخلي السابق آفي ديختر، وسبق ذلك ثلاثون من رجال المخابرات الصهاينة، تجوّلوا داخل مسجد الصخرة، والمسجد المرواني، والساحات، وكانت معهم آلات تصوير، وتجوّلوبدقة.
وسبق ذلك دخول عدد من الحاخامات اليهود. ولأول مرة في العام الماضي في ذكرى الاحتفالات اليهودية اقتحم مئات المغتصبين (المسجد الأقصى)، فقد كانوا سابقاً يقتحمون المسجد بالآحاد والعشرات، ولكن لأول مرة يزيد العدد عن تسعمائة أو ألف، واستمر الاقتحام عشرة أيام كاملة، وهي أيام الأعياد. وقبل ذلك كان اقتحام شارون (أيلول/ سبتمبر 2000) الذي جاءت على إثره انتفاضة الأقصى الثانية.
هذا التدنيس والاقتحام هو عبارة عن فرض أمر واقع داخل المدينة المقدسة. جانب آخر؛ هو عملية تشجيع للمغتصبين الصهاينة، فما دامت القيادات تدخل وتتجوّل، فهذا يشجِّع الآخرين على الدخول بالمئات. وقبل أيام قليلة فقط؛ كان هناك خبر اقتحام مائتي مغتصب لساحات المسجد الأقصى المبارك، وقد أقاموا ترانيم وطقوساً خاصة بهم.
على الصعيد الديموغرافي تهجير ممنهج ومبرمج لأهل القدس(المقدسيين) خلال هدم المنازل، فصاحب المنزل الذي يُهدم يرحل، لأنه لا مجال للاستئجار في داخل المدينة، ولا مجال لأن يشتري أرضاً يبني فيها، ولأنه يحتاج لرسوم باهظة جداً للبناء، الشقة الواحدة تحتاج لرسوم تراخيص 25 ألف دولار، ناهيك عن تكاليف البناء الباهظة.
من جانب آخر؛ جدار الضم والتوسع العنصري الذي أصبح يحيط بالقدس من كل جانب كما يحيط السوار بالمعصم، حيث بات مرشحاً تهجير ما لا يقل عن 110 آلاف مواطن مقدسي خلال عشر سنوات. وشرع الاحتلال في هذا المسعى، منها منطقة بلدة سلوان وحي البستان، وادي حلوة، حي العباسية، حي الثوري، وأحياء متعددة مرشحة لهذا الأمر. بلدة سلوان بأحيائها الستة يقطن بها تقريباً ما لا يقل عن 30 ألف نسمة، وهم مرشحون أن تُصادَر هوياتهم ويرحلوا.
هناك مشروع خطير أيضاً؛ وهو سحب هويات أهلنا في منطقة الرام وما حولها، والتي تقع شمال مدينة القدس، بفعل جدار الضم العنصري من الجهة الشمالية. قبل شهر أُعلِن أنّ الكيان الصهيوني أغلق آخر بوابة من الجهة الشمالية التي كانت تربط بين أحياء الرام والشيخ جراح وغيرها مع داخل المدينة، وبإغلاق هذه البوابة أصبح حي الرام ومحيطه خارج مدينة القدس في المنظور الصهيوني، وبالتالي ستُسحب هويات سكانه المقدسية، وهناك ما لا يقل عن 40 إلى 45 ألف نسمة هناك. هناك مشاريع لتهجير أهلنا وسحب هوياتهم المقدسية في أكثر من مكان، وهذا يتم على مرأى ومسمع من العالم العربي والإسلامي ومنظمات حقوق الإنسان.
فالواقع مرّ وأليم، ولذلك فالصراع القادم سيكون على البعد الديمغرافي، وهذا ما يحدث الآن في القدس.
الهدف من هذه المخططات الصهيونية بأن يصبح عدد اليهود داخل المدينة المقدسة الكبرى بحلول عام 2020، في نظرهم، لا يقل عن مليون مغتصب، وعددهم الآن 300 ألف فقط. في المقابل، وهو الأخطر؛ أنّ هذا المخطط لا يسمح ببقاء أكثر من 10 في المائة من أهلنا المقدسيين في هذه المساحة.
فماذا عسى هؤلاء أن يفعلوا مقابل مليون مغتصب حين يهجموا على المسجد الأقصى ويعملوا على تقسيمه؟! وهو مخطط قريب، وقد بدؤوا فعلا بتقسيم ساحات المسجد الأقصى المبارك، خاصة الجزء الذي فوق الحفريات في الجهة الجنوبية الغربية لساحات المسجد، هذه مرشحة لأن تصبح لصلاة اليهود أسوة بما هو معمول به في المسجد الإبراهيمي (بالخليل).
الوضع جدّ خطير على المستوى الجغرافي وعلى مستوى الديموغرفيا واهلنا هناك صابرون صامدون ثابتون ولكن الى متى ؟؟؟؟؟ أهلنا المقدسيون الكرام، يعيشون وضعاً نفسيا صعبا وقاسيا
نناشد كل عربي ومسلم أن يهبوا للدفاع عن قدسهم وأقصاهم، عن هذه الأرض المباركة المقدسة. هذا الصمود الأسطوري يحتاج إلى دعم فلسطيني على كل المستويات، وعربي وإسلامي، وعلى رأس ذلك الدعم المالي للمشاريع حتى يصمد أهلنا هناك، وكذلك الدعم الإعلامي على كل المستويات وفي كل مكان، والدعم القانوني وذلك بتشكيل لجان من محامين مقتدرين ذوو اختصاص على كل المستويات حتى يرفعوا قضايا في المحاكم الدولية ضد الكيان الصهيوني وقادته وضد سلطة الآثار الصهيونية وما إلى ذلك، ثم تفعيل شرائح المجتمعات العربية والإسلامية كلها دون استثناء على كل المستويات. هذا كله مطلوب توفيره لأهلنا داخل المدينة المقدسة، وحسب آخر المعلومات والإحصاءات أنه مطلوب حتى يصمد أهلنا داخل القدس ويواجهوا مخططات الصهاينة نصف مليار دولار سنوياً لأهل القدس، والعرب والمسلمون يستطيعون أن يوفروا أضعاف هذا المبلغ.
• لنا طموح أن نرى الدعم المادي والمالي لمشاريع صمود أهلنا في داخل المدينة المقدسة، فهناك مشاريع حفظ المقدسات المسجد الأقصى وغيره، هناك مشاريع البنى التحتية في الأحياء العربية الفلسطينية، وهناك مشاريع تنمية الموارد البشرية لتخريج طاقات وكوادر، رجالاً ونساء، يهتمون بقضية القدس في كل الجوانب، من مشاريع اقتصادية وصحية وتعليمية وتربوية، وأيضاً اجتماعية وثقافية وسياسية. حتى وإن كان الكيان الصهيوني يحارب كل هذه المشاريع. هذه طموحات تملك علينا جوانحنا، ونحن حريصون بإذن الله على أن نفعلها بالطرق المناسبة.
المصدر : الدكتور أحمد أبو حلبية، رئيس لجنة القدس بالإنابة بالمجلس التشريعي الفلسطيني، ورئيس فرع "مؤسسة القدس الدولية" في قطاع غزة.
( مختصر من حملتنا )
[/color]
تعليق