الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين،
بمناسبه الشهر المبارك
أمـــــــــــــا وبعـــــــــد:
أخواتي في الله أُهنكن بقرب حلول شهر رمضان المبارك شهر الرحمه
والغفران وشهر الذكر والقرآن .
" شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هُدىً للناس وبيناتٍ من
الهدى والفرقان " سورة البقرة آيه 185 .
هناكم الله بشهر أتى ******* في مدحه القرآن نص عيان .
ولما لاحظت من إضاعة الأوقات على اللهو والمنكرات في هذا الشهر
العظيم من قبل بعض الأخوات ولكون المرأة أكثر تأثراً في مثل هذا الشهر
ومن باب النصيحه جمعت لها بعض النصائح أسأل الله أن ينفع بها الجميع
وهذه النصائح ساعرضها عليكن عبر رساله كنت قد قرأتها واحببت أن
أنقلها لكم للفائده ...................
وقفة مع الوقت ..............
الوقت هو حياتك أيتها المرأة هو عمرك وإذا كان ذلك الوقت في موسم
الخيرات والبركات فكيف يا ترى تقضينه في هذا الشهر الكريم ؟.
إننا إذا تأملنا واقع كثير من النساء في رمضان وكيف تقضي وقتها رثينا
لحالها وعزيناها فالنوم في نهار رمضان يأخذ نصيب الأسد من وقت المرأة
المسلمه ثم يأتي في الدرجة الثانيه الطبخ فنجدها تنام الى الظهر ثم تبدأ
بترتيب البيت ثم الدخول الى المطبخ لإعداد وجبة الإفطار الى حوالي
العصر وبعد العصر إعداد المشروبات ومائدة الإفطار .
وبعد الإفطار الاستعداد للمطبخ لغسل الأواني ثم الاشتغال بالمسلسلات أو
المكالمات الهاتفيه الفضوليه أو التجوال في الأسواق بلا ضرورة !! .
الى وقت السحور ثم إعداد وجبة السحور ثم النوم !! .
فبالله عليك ! هل استفدت من شهر الرحمة ؟! هل تعرضت لنفحات الرحمن !
وقفة بالله عليك مع بعض السلف وكيف كانوا يحافظون على الأوقات .....
كان السلف الصالح ومن سار على نهجهم من الخلف أحرص الناس على
كسب الوقت وملئه بالخير سواء في ذلك عالمهم وعابدهم فقد كانوا يسابقون
الساعات ويبادرون اللحظات ضناً منهم بالوقت وحرصاً على أن لا يذهب منهم
هدراً .
وقد قال الخليفه عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه : إن الليل والنهار يعملان
فيك فاعمل فيهما .
وقال الحسن البصري : يا ابن آدم إنما أنت أيام فاذا ذهب يوم ذهب بعضك .
وقال أيضاً : أدركت أقواماً كانوا على أوقاتهم أشد منكم حرصاً على دراهمكم
ودنانيركم .
قال الوزير بن هبيرة :
والوقت أنفس ما عنيت تحفظه ** وأراه أسهل ما عليك يضيعُ .
أختي إليك برنامج يومي لاستغلال الشهر : -
وبعد تلك الوقفه مع الوقت وأهميته يطيب لي أن أرسم لك منهجاً يومياً
للاستفاده من الوقت في هذا الشهر العظيم :--
فبعد صلاة الفجر يمكنك الجلوس في المصلى لقراءة القرآن .
وذكر الأوراد الصباحيه الى أن تطلع الشمس وترتفع قيد رمح ثم تصلين
ركعتين أو أكثر .
قال صلى الله عليه وسلم " من صلى الصبح في جماعه ثم قعد يذكر الله حتى
تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة تامة تامة تامة "
رواه الترمذي وصححه الألباني في صحيح الجامع .
وبعد ذلك لا بأس من أخذ قسط من النوم الى وقت ذهاب الأولاد الى المدرسه,
فتعد للأطفال وجبة الإفطار إن كانوا لا يقدرون على الصوم مع الملاحظه
تعويدهم وتربيتهم على الصيام وحثهم عليه وترغيبهم فيه .
وبعد ذهاب الأولاد للمدرسه الاستفاده اما بسماع شريط اسلامي او تلاوة قرآن
ثم صلاة الظهر وحافظي على السنن والرواتب .
قال صلى الله عليه وسلم " ما من عبد مسلم يصلي لله تعالى كل يوم ثنتي عشرة
ركعه تطوعا غير الفريضه الا بنى الله له بيتا في الجنه او الا بني له بيت في الجنه"
رواه مسلم .
وبعد صلاة الظهر أخذ قسط من القيلوله الى قبيل العصر ثم صلاة العصر ويا حبذا
لو تصلين قبل الفريضه . قال صلى الله عليه وسلم " رحم الله امرأ صلى قبل العصر
أربعاً " رواه أبو داود والترمذي وصححه ابن حبان .
وبعد صلاة العصر اجتماع عائلي " مجلس ذكر " وذلك باجراء مسابقه لحفظ سور من
القرآن الكريم وأحاديث من رياض الصالحين أو الأربعين النوويه وتشجيع الاولاد على
ذلك ومنحهم الجوائز القيمه .
قال صلى الله عليه وسلم " لا يقعد قوم يذكرون الله عز وجل إلا حفتهم الملائكه وغشيتهم
الرحمه ونزلت عليهم السكينه " رواه مسلم .
وبعد ذلك إعداد وجبة الإفطار واذكرك بقوله تعالى " إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين "
سورة الاسراء آيه 27 .
فلا تبذري وتسرفي فكثيرا من المسلمات جعلوا من رمضان عرضا لأصناف المأكولات
والمشروبات فتجد على المائده اكثر من عشرة اصناف من أشكال الطعام وألوانه .
فالمرأة المفرطه هي التي تقضي اغلب وقتها في المطبخ لاعداد ألوان الطعام فيذهب
يومها كأمسها وغدها كيومها وهكذا حتى ينتهي الشهر الكريم وهي حبيسة المطبخ لا
تزيد في رصيدها من الدرجات ولا تُثقل ميزانها بالحسنات .
فيا أختي المسلمه :--
هذا شهر القرآن والقيام لا شهر الطبخ والطعام . .... ...
وتذكري أخواتك المسلمات اللآتي لا يجدن ما يسد رمقهن ....
وعند الافطار لا تنسي الدعاء لإخوانك الذين شردوا من ديارهم وأذوا وقتلوا وهتكت
أعراضهم . وذلك بالالحاح والتضرع الى الله .
ثم بعد الافطار وصلاة المغرب واستراحه قليله الاستعداد لصلاة التراويح وحذار من
التفريط في صلاة التروايح ويا حبذا لو أديت الصلاة في البيت قال عليه الصلاة
والسلام " لا تمنعوا النساء أن يخرجن الى المساجد وبيوتهن خير لهن ".
رواه أحمد وأبو داود .
وإذا أردت الصلاة في المسجد فيجب ملاحظة ما يلي : --
1- أن تكوني متستره بالثياب والحجاب الكامل .
2- أن تخرج غير متطيبه .
3- أن لا تخرج متزينه بالثياب والحلي .
4- لا تركب مع السائق بمفردها .
5- عدم اصطحاب الاطفال .
ثم بعد صلاة التراويح صلة رحم أو زياره أخويه وأحذري من اضاعة الوقت أمام
الأجهزه المدمره والافلام الهابطه وجليسات السوء اللآتي لا هم لهن إلا الدنيا
واحدث ما نزل في الاسواق وآخر ما ابتدع من الموديلات فهن يمتن القلوب الحيه
ويثبطن العزائم العاليه فابحثي عمن تعينك على الطاعه وتقربك من الرحمن .
وبعد ذلك أخذ قسط من النوم في الليل لأن نوم النهار لا يغني عن نوم الليل .
وإن تيسر قيام الليل فحسن قال عليه الصلاة والسلام " عليكم بقيام الليل فانه دأب
الصالحين قبلكم وقربة الى ربكم ومكفرة للسيئات ومنهاة عن الاثم "
رواه الترمذي وابن أبي الدنيا وابن خزيمه وغيرهم .
وبعد ذلك الاستعداد للسحور والمحافظه عليه وأكثري في ذلك الوقت من الاستغفار
" وبالأسحار هم يستغفرون " سورة الذاريات آيه 18 .
وأما بالنسبة للعشر الأواخر فينبغي استغلال كل أوقاته بالصلاة والذكر والدعاء .
وهذه عائشه رضي الله عنها تخبرنا بفعل الرسول صلى الله عليه وسلم في العشر
الأواخر فتقول " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر الأواخر من
رمضان أحيا الليل وأيقظ أهله وجد وشد المئزر " متفق عليه . انتهت الرساله جز الله كاتبها عنا كل خير وجعلها في ميزان حسناته .
وهي من اعداد ابراهيم بن صالح المحمود .
تعليق