بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تمضي بنا الأيام وتتعاقب الأسابيع وتتوالى الشهور.. ويقترب منا قدوم شهر الخير والبركة والرحمات،
ويعلو حداء المؤمنين ودعاؤهم الخالد:
"اللهم بلغنا رمضان".
"اللهم بلغنا رمضان".
إنه الحداء الخالد الذي ردَّده الحبيب- صلى الله عليه وسلم- عندما كان يقترب موعد قدوم الشهر الكريم،
فقد ورد أن النبي- صلى الله عليه وسلم- كان إذا دخل رجب قال "اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان".
"اللهم بلغنا رمضان"
تربى الصحابة الكرام على هذا الشعار، وعاشوا بهذا الدعاء الخالد، فكانوا يسعون إلى رمضان شوقًا،
ويطلبون الشهر قبله بستة أشهر، ثم يبكونه بعد فراقه ستة أشهر أخرى.
"اللهم بلغنا رمضان"
نداء وحداء.. يدرك المسلم دلالاته، فيثير في نفسه الأشجان والحنين إلى خير الشهور وأفضل الأزمنة،
فيعد المسلم نفسه للشهر الكريم ويخطط له خير تخطيط.
وفي حين استعدادنا لاستقبال رمضان ..
هناك من يستعد لتدمير كل ما بذلناه من تخطيط لكسب أوقاتنا فيه ..
المشهد الاول:
راقصة تعلن عن مفاتنها.. و الفتوة يصرخ بوجه الحرامي و ابنته تريد الزواج من حبيبها الفقير..
>> مسلسل درامي شيق : تابعونا في شهر رمضان.
~~ حصريا~~
**
المشهد الثاني:
رجل يلبس فستانا و يضع مكياجا و يتدلع في كلامه لعله يثير سخرية الاخرين
>> مسلسل فكاهي مثير : تابعونا في شهر الرحمة و الغفران
~~ حصريا~~
**
المشهد الثالث:
رجل يحمل سيفا.. و يقول شعرا.. انه خارج ربما للدفاع عن محبوته
>> مسلسل تاريخي خطير : تابعونا في شهر العتق من النيران
~~ حصريا~~
**
و المشهد الاول و الثاني و الثالت و الرابع و الخامس.. و لن نبالغ ان قلنا العاشر و العشرين..
نجده يتكرر في القناة الفلانية
و يتكرر في القناة العلانية
و يتكرر في غيرهما بكثير..
**
و الأدهى و الأمر..
كلمة ~~ حصريا~~ التي تتكرر في كل مرة ..!!
**
فبارك الله لنا في وسائل الاعلام ..
التي عرفت بحق رمضان..
فأثرتْه بكل مدخراتها السنوية..
كيف لا و فيه تضاعف الأجور و ترتفع الدرجات..
فإذا صفدت الشياطين..من سيشغلك عن ذكر الله سوى تبحلقك المستمر أمام الشاشة من مسلسل الى سهرة الى فكاهة ..؟؟!!
سؤال دائما ما يتبادر الى الذهن..
ما علاقة رمضان بهذا الكم الهائل من المسلسلات و الافلام و البرامج الترفيهية التي لا نجدها في غيره؟؟
**
ربما كان من الاجدر أن نطرح عليكم و على أنفسنا الأسئلة التالية .. في هذا التوقيت الحساس جدا..
لعلنا نستدرك ما قد يضيع.. قبل ضياعه!
**
هل تتابع مسلسلات في رمضان؟
اذا كان الجواب نعم فكم عددها؟
واحد..!
اثنان..!!
كم من السيئات اجتمعت بدلاً من الحسنات..؟!!
(إن شهر رمضان شهر عظيم، يضاعف الله فيه الحسنات، و يمحو فيه السيئات و يرفع فيه الدرجات)
**
هل تتابع مسلسل في وقت الافطار؟
(الوقت الذي فيه دعوة قطعاً إنها مستجابة)
اذا كان جوابك نعم.. فكم ربع ثانية تقضي في صلاة المغرب كي تلحق المشهد الاول؟
**
هل تصلي التراويح؟
(من قام رمضان إيمانا و احتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه)
**
هل تختم القران في رمضان؟ و كم مرة تفعل ذلك؟
(اقرؤا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه)
**
هل ستنوي متابعة الحلقات التلفزيونية (و التي ستجد إعادتها مراراً و تكراراً طول السنة).. متجاهلا حلقات العتق من النار؟(و التي لن تجد إعادتها أبداً في وقت آخر)
(لله عتقاء من النار وذلك في كل ليلة )ام انك تنوي الجمع بينهما .. و لا نعتقد أن ذلك يجتمع في قلب شخص...فماذا ستختار؟
قال تعالى (يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون)البقرة :183،
فهل تُبلغ درجات التقوى بمتابعة البرامج الهابطة والخيام الرمضانية والمسلسلات الماجنة والحوارات التافهة؟!!
**
**
عجباً..فقد كان الإمام الزهري- رحمه الله- يفر من مجالس العلم ومجالس رواية الحديث ويعتزلها
ليختلي بالقرآن والتعبد، ويفر غيره إلى مالا تحمد عقباه!!
**
تعليق