إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

رؤية المسلم وموقفه من الكوارث الكونية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • رؤية المسلم وموقفه من الكوارث الكونية


    نظرة الناس للكوارث الكونية:




    إننا نرى كثيرا من الناس ينظر إليها بمنظار علمي بحت يتحدث عن الأسباب الطبيعة والخسائر المادية، والتحليلات العلمية.



    ولا بأس بهذه النظرة إذا ردت الأسباب لمسببها سبحانه وتعالى، وعلمت أن فوق علم البشر وقوتهم القوي العليم عز وجل.



    وربما نسمع من البعض خاصة في وسائل الإعلام من يتحدث عن غضب الطبيعة، وتمرد الأرض على سكانها، أو غير ذلك مما نسمعه مما يدل على ضعف الإيمان بالله تعالى ، أو الغفلة التامة عن حقيقة الأمور،



    وما ينبغي أن يكون عليه المسلم المؤمن بقدر الله تعالى، الذي يعرف كيف يتعامل مع الأمور بميزان شرع الله تعالى ، ويتحدث عنها من منطلق عقيدته وإيمانه.



    إن هذه الكوارث التي تحدث يجب أن تنبه الغافل وأن توقظ النائم، وأن تجعل بليد الإحساس الذي بعد عن الله تعالى يعود من قريب ويفكر بعقل رشيد وقلب يقظ، قبل أن يأتيه قدر الله الذي لا مرد له ولا مفر منه.





    يجب أن تكون لنا نظرتنا ورؤيتنا التي نحسن بها التعامل مع مثل هذه الأحداث وأهم ما ينبغي علي المسلم التنبه له:



    أولا : الكون ملك الله تعالى يصرفه كيف يشاء ويدبر أمره حسبما يريد

    قال الله تعالى {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [آل عمران : 26

    وقال تعالى{مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ} [الحديد : 22

    فإذا حدث زلزال أو بركان أو سيل أو فيضان أو إعصار فذلك أولا وآخرا بقدر الله تعالى وقدرته، يقلب الأمر كيفما يشاء ويدبر الأمر سبحانه وتعالى بما أراد.

    وفي ذلك تنبيه لكل بني الإنسان أن يتعظوا ويعتبروا، ويعلموا علم اليقين أن الله سبحانه وتعالى منحهم شيئا من القدرة والإرادة على ظهر الأرض ليقوموا بمراد الله تعالى ، ويعبدوا الله تعالى بما أمر به جل في علاه.

    لكن قدرة الإنسان محدودة ، وإرادته لا تساوي شيئا بجانب قدرة الله تعالى القوي المتين.

    من هنا ينبغي للإنسان أن لا يغتر بعلمه ولا بقوته ولا بسلطانه ولا بأي عرض من أعراض الدنيا مهما كان فردا أو جماعة أو دولة.
    إنما يسلم لله تعالى في قدره ويرضي بحكمه ويخضع لأمره جل في علاه.



    ثانيا: الكوارث ابتلاء واختبار للناس:

    هذه الكوارث والأحداث التي تحدث لا تقتصر على منطقة من المناطق ولا تختص بجنس من الأجناس، إنما قد تحدث هنا أو هناك في بلد مسلم أو غير مسلم.

    فإذا حلت ببلد من بلدان المسلمين أو نزلت بقوم وأهله على الإيمان الصادق، والعمل الصالح فهي لا شك ابتلاء واختبار من الله تعالى لهؤلاء فيها التمحيص لهم، والرفع لدرجتهم ، والتكفير لخطاياهم وسيئاتهم

    {قال الله تعالى {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ} [البقرة : 155

    وَأخرج البُخَارِيّ وَمُسلم عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ : (مَا يُصِيب الْمُؤمن من وصب وَلَا نصب حَتَّى الشَّوْكَة يشاكها إِلَّا كفر الله من خطاياه).



    ثالثا: الكوارث انتقام من العصاة والجاحدين :

    ففي هذه الكوارث والأحداث من النقمة للمخالفين والجاحدين لأمر الله تعالى ، حينما يزداد عصيانهم، وينتشر فجورهم، ويعم كفرهم، فتأتيهم نقمة الله تعالى ، ويحل بهم سخطه وعذابه

    قال الله تعالى {وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيبًا مِنْ دَارِهِمْ حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَاد} [الرعد : 31

    وكم من أمم في تاريخ البشرية لما خالفت أمر الله تعالى واتبعت أهوائها حلت بها نقمة الله ونزل عليها عقابه الأليم قال الله تعالى : {فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} [العنكبوت : 40

    وفي أكثر من موضع في القرآن الكريم يبين لنا الحق تبارك وتعالى أنه قادر على أن ينزل عقابه الذي لا يرد عن القوم الكافرين وأنه سبحانه يمكن أن يسلط عليهم العذاب من كل مكان ومن حيث لم يحتسبوا، قال الله تعالى : {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ} [الأنعام : 65

    ولذلك يجب على أهل الإسلام وأتباع الدين الحق أن يجهدوا أنفسهم في بيان دين الله للناس ودعوتهم إليه، وإخبارهم بأن في الإعراض عن صراط الله المستقيم ودينه القويم الهلاك في الدنيا قبل الآخرة، وأن في انتشار المنكرات وظهور الفسق والطغيان، والاستعلاء والاستبداد والظلم في الأرض بلا مقاومة لذلك أو عمل على تغييره إيذان بحلول النقمة والسخط من الله تعالى على المرتكبين لذلك ، ومن رضي بفعلهم وشاركهم فيه.



    رابعاً العلم لا يغني عن الإيمان:

    فالإنسان الذي فتح الله تعالى له من أبواب العلم بظاهر الحياة الدنيا الكثير، فظن كثير من أهل الأرض أن العلم الذي وصلوا إليه وأن الأسرار التي فتحت لهم فركبوا الهواء، وغاصوا في أعماق البحار وتحت الماء، وصعدوا إلى الكواكب وجابوا في الفضاء، وتحكموا في كثير من مجريات الأمور على ظاهر الأرض، ظنوا أن الدنيا قدا دانت لهم وأن الحياة قد خضعت لأمرهم ، وأصبح العلم عند البعض إلها يعبد، وآمرا مطاعا لا يخالف أمره.
    فتأتي مثل هذه الأحداث لتقول لنا بما قاله الله تعالى لخلقه {وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا} [الإسراء : 85

    ويبين لنا الحق سبحانه وتعالى أن الذين اتخذوا العلم بديلا عن الإيمان، ومعبودا من دون الرحمن ، ومنهاجا خلاف القرآن أنهم ضلوا سواء السبيل، وحادوا عن الطريق المستقيم وأنهم لن ينفعهم علم ولا غيره إذا حلت بهم نقمة الله تعالى وباء بهم سخطه قال الله تعالى {فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرِحُوا بِمَا عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا سُنَّتَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْكَافِرُونَ} [غافر : 85

    إن الأصل في العلم أن يوصل الإنسان إلى ربه، وأن يزداد خشية من خالقه، وأن يكون العلم دليلا للإيمان ، ومساندا للعمل بشرع الله تعالى، وبرهانا على الحق الذي جاءنا من عند الله قال الله تعالى {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ} [فاطر : 28



    خامساً: حقيقة الإنسان:

    ما نراه بأم أعيننا من أحداث يدل دلالة قاطعة على ضعف الإنسان ، وافتقاره الذاتي إلى ربه ، وأنه لا حول له ولا قوة إلا به ومن رأى ضعف الناس أثناء الكارثة وبعدها أمام هذا الكوارث من الزلازل وغيرها

    علم قبح الكبر والغرور فلا بد أن يعرف الإنسان قدر نفسه، وقوة ربه سبحانه وتعالى، فيفتقر إليه في أحواله كلها، وينطرح بين يديه طالبا المعونة والتسديد والتوفيق ولا يستكبر عن عبادته ولا يتولى عن العمل بأمره (إن الله قوي عزيزُ).(وخلق الإنسان ضعيفا))

    إن الإنسان حينما يمتلك الثروة أو القوة أو العلم تجده يطغى وينسى فضل الله تعالى عليه ومنته على البشرية بأسرها. قال الله تعالى {كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى} [العلق : 6

    فيستغل كثير من الناس النعم في محاربة المنعم ، ومخالفة منهاجه فتأتي هذه الأحداث لتقول للإنسان مهما بلغت من قوة وعلم ومعرفة وثروة، فإن كل ذلك لن يمنعك، ولن ينفعك، إنما عليك دوما أن تسير في الطريق المستقيم الذي رضيه الله لخلقه.

    قال الله تعالى (( أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ يَخْسِفَ اللَّهُ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لا يَشْعُرُونَ * أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ فَمَا هُمْ بِمُعْجِزِينَ)) (النحل:46,45) .


    سادسا: تذكروا تبدل يوم القيامة:

    هذه التحول والتبدل التي يرتعد فيه الكون بأسره سماؤه وأرضه بره وبحره، نجومه وكواكبه، كل المخلوقات في آن واحد قال الله تعالى { إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ (1) وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ (2) وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ (3) وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ (4) وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ (5) وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ (6) وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ (7) وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ (8) بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ (9) وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ (10) وَإِذَا السَّمَاءُ كُشِطَتْ (11) وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ (12) وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ (13) عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا أَحْضَرَتْ (14)} وقال تعالى{ إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ (1) وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انْتَثَرَتْ (2) وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ (3) وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ (4) عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ (5) يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ (6)}
    فالكون كله كما وصفه خالقه في هذا الوقت عند قيام الساعة يضطرب ويتبدل فماذا يفعل الإنسان عندئذ
    وكيف يتحمل هول زلزلة يوم القيامة

    { يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ} [الحج : 1،2
    وقال تعالى{ إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا (1) وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا (2) وَقَالَ الْإِنْسَانُ مَا لَهَا (3) يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا (4) بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا (5) يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ (6) فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (8}
    فهنا ينبغي أن يتنبه الإنسان ويستعد لهول هذا اليوم وما فيه من أحداث جسام لا يعلم حقيقة أمرها إلا الله تعالى.


    سابعا: المسارعة بالتوبة والعمل الصالح حتى يرفع البلاء عن العباد

    قال تعالى {وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ} [الأعراف : 56
    وقال الله تعالى {أَوَلَا يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لَا يَتُوبُونَ وَلَا هُمْ يَذَّكَّرُونَ} [التوبة : 126]
    فالأصل أن المسلم سريع العودة والتوبة إلى الله تعالى يخشى من عقوبة الله وسخطه، ويخاف أن تحل كارثة أو تنزل جائحة فيكون مع الهالكين فيها وربما يكون على معصية أو بعد عن الله تعالى أو تفريط في أمره.
    فكم من كوارث حلت ببلاد فكان فيها آجال آلاف بل مئات الآلاف من البشر .
    حالهم كما قال النبي صلى الله عليه وسلم يبعثون على ما ماتوا عليه فقد ورد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت قلت يا رسول الله إن الله إذا انزل سطوته بأهل الأرض وفيهم الصالحون فيهلكون بهلاكهم فقال يا عائشة إن الله إذا انزل سطوته بأهل نقمته وفيهم الصالحون فيصابون معهم ثم يبعثون على نياتهم وأعمالهم صحيح ابن حبان:ج16/ص305 ح7314
    وقد كان هذا هو هدي النبي صلى الله عليه وسلم إذا رأى شيئا من الآيات الكونية، قال أنس: ( كَانَتْ الرِّيحُ الشَّدِيدَةُ إِذَا هَبَّتْ عُرِفَ ذَلِكَ فِي وَجْهِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ). رواه البخاري (1034)


    ثامنا: أهمية الأخذ بالأسباب لتفادي الكوارث أو التقليل من آثارها:

    مع إيماننا التام بقدرة الله تعالى وقدره لكن هذا لا يمنع الإنسان المسلم أن يأخذ بأسباب الحيطة والحذر وأن يستفيد من التقدم العلمي، والتفوق التقني وما وصل إليه الناس من وسائل تقلل الخسائر.
    فذلك من الأخذ بالأسباب التي نتعبد لله تعالى بها ولا ينافي الإيمان بالقدر إنما نفر من قدر الله تعالى إلى قدر الله تعالى. كما قال رسول الله تعالى للصحابي: ( أعقلها وتوكل). أخرجه الترمذي
    إن بعض الكوارث التي تحدث في بعض بلاد المسلمين يكون كثير منها ناتج عن الإهمال، وسوء التخطيط، والاستخفاف بحياة الناس وممتلكاتهم.
    وهذا مع الإيمان بقدر الله تعالى وقدرته لا يغني عن محاسبة المسئولين، ومعاقبة المهملين.
    هذا فضلا عن أهمية الاستعداد لمواجهة مثل هذه الظروف ومعرفة كيفية التعامل معها قدر المستطاع.
    قال الله تعالى { أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ( آل عمران 165)


    تاسعا: أهمية التعاون والتكافل بين سائر البشر في وقت المصائب:

    فالأصل أن المسلم يهب لنجدة المكروبين ، وإغاثة الملهوفين في أي مكان في الأرض متي استطاع ذلك وتمكن منه.
    فهذه من مهام الأمة المسلة أن تقدم الخير بعمومه وشموله لكل الناس على ظهر الأرض قال الله تعالى: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ} [آل عمران : 110
    وخير الناس هو الذي يكون أكثر الناس نفعا لهم كما قال رسولنا صلى الله عليه وسلم: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خير الناس أنفعهم للناس )مختصر مسند الشهاب:ج2/ص223
    والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل






    الشيخ الدكتور/ علاء محمد سعيد




    رابطة العلماء السوريين


  • #2
    جزاك الله خيرا


    تعليق

    يعمل...
    X