بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
- فاضل الله بين مخلوقاته، ففضَّل الرسل على خلقه، وفضَّل نبيَّنا ﷺ عليهم، واختار صحابته لصحبته من جملة العالمين: (وربك يخلق ما يشاء ويختار).
- أفضل أيام الدنيا عشر ذي الحجة الأُوَل، وأفضلها يوم النحر، وأفضل أيام الأسبوع الجمعة، وأفضل الليالي العشر الأواخر من رمضان، وأفضلها ليلة القدر.
- لله في أيام الدهر نفحات وهبات وأعطيات، يمتنُّ بها على عباده الموحدين، ومنها: العشر الأوائل من ذي الحجة؛ فاجتهدوا فيها والتمسوا رحمات الله.
- في الحديث: (ما العمل في أيام أفضل منها في هذه)، قالوا: ولا الجهاد؟ قال: (ولا الجهاد، إلا رجل خرج يخاطر بنفسه وماله فلم يرجع بشيء) [البخاري].
- (ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام) [أبو داود]؛ ففيها تجتمع أمَّهات العبادة: الصلاة والصيام والصدقة والحج والأضحية.
- العمل الصالح في أيام العشر ولياليها أحب وأفضل عند الله من العمل سائر السنة، إلا ليالي العشر الأواخر من رمضان؛ لاشتمالها على ليلة القدر.
- ليالي العشر الأواخر من رمضان أفضل لاشتمالها على ليلة القدر، وأيام عشر ذي الحجة أفضل لاشتمالها على يوم عرفة ويوم النحر ويوم التروية [البدائع].
- الفرائض في هذه العشر أفضل من الفرائض في غيرها، ومضاعفتها أكثر، والنوافل أفضل من نوافل غيرها، لكن نوافل العشر ليست أفضل من فرائض غيره [ابن رجب].
- بادر: الصلاة في العشر أفضل من الصلاة في سائر السنة، وكذا الصوم والعمرة وقراءة القرآن والذكر والبر والصلة وقضاء الحوائج وسائر العمل الصالح.
- أقسم الله بليالي العشر الفاضلة فقال: (والفجر*وليال عشر) وهي: عشرذي الحجة في قول جمهور المفسرين من السلف وغيرهم [ابن كثير ولطائف المعارف].
- عشر ذي الحجة هي الأيام المعلومات التي شرع الله ذكرَه فيها، عند أكثر المفسرين [البغوي]، قال تعالى: (ويذكروا اسم الله في أيام معلومات).
- العشر هي الأيام المعلومات وخاتمة الأشهر المعلومات (الحج أشهر معلومات): شوال وذو القعدة وعشر من ذي الحجة، كما روي عن كثير من الصحابة [اللطائف].
- من فضائل العشر: أن فيها يوم عرفة الذي أكمل الله فيه الدين وأتم النعمة على المسلمين (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي).
- من فضائل العشر: أن فيها يوم النحر يوم الحج الأكبر، وهو أعظم الأيام عند الله: (إن أعظم الأيام عند الله: يوم النحر، ثم يوم القرّ)[أبو داود].
- عجيب أن نجد كثيرا من المسلمين يجتهدون في العبادة في رمضان، ويفترون هذه الأيام، مع أنها أعظم من أيام رمضان، والعمل فيها أحب وأفضل عند الله!
- كان السلف يجتهدون في هذه العشر، فكان سعيد بن جبير يجتهد اجتهادا شديدا حتى ما يكاد يقدر عليه، ويقول: لا تطفئوا سرجكم ليالي العشر[اللطائف].
- الحج أفضل أعمال العشر، خاصة إذا كان حج الفريضة واستغرق العشر، وكان كاملاً بأداء الواجب واجتناب المحرَّم، مع الإحسان إلى الناس [ابن رجب].
- من أفضل الأعمال: (ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه من العمل فيهن من هذه الأيام العشر، فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد)[أحمد].
- كبّروا وهلّلوا واحمدوا ربكم، وارفعوا أصواتكم بالذكر في هذه الأيام، قائمين وقاعدين،راكبين وماشين، في البيوت والشوارع والمساجد وأماكن العمل.
- "الأفضل في أيام عشر ذي الحجَّة الإكثار من التعبُّد، لاسيما التكبير والتهليل والتحميد، فهو أفضل من الجهاد غير المتعيِّن" [ابن القيم].
إلَهَنا ما أعدلَكْ*مليك كل مَن ملكْ
لبيك قد لبيتُ لك*لبيك إنّ الحمد لك
والملك لا شريك له*ما خاب عبد سألكْ
أنت له حيث سلكْ*لولاك يا ربي هلَكْ
- التكبير مع التسبيح والتحميد والتهليل هنّ الباقيات الصالحات، وغرس الجنّة، وأحبّ الكلام إلى الله، وأحبُّ إلى نبيِّنا ﷺ مما طلعت عليه الشمس.
- أكثروا في هذه العشر من التكبير تبشيرًا بقُرب نصر الله؛ فبالتكبير فُتِحَت خيبَر، وتُفتَح القُسْطَنْطينيَّة، ويُهزَم الأعداء بإذن الله.
- قال ميمون بن مهران (من التابعين): "أدركتُ الناسَ وإنَّهم ليكبِّرون في العشر حتى كنتُ أُشَبِّهه بالأمواج من كثرتها" [فتح الباري لابن رجب]!
- احرص في هذه العشر على ختمة كاملة للقرآن، مع التدبُّر والتفهُّم؛ فلك بكل حرف حسنة، والحسنة تضاعَف، ومضاعفتها في هذه العشر أكثر من غيرها.
- لا تفوِّت صيام تسع ذي الحجة أو ما تيسر؛ فالصيام لا عِدل له، وهو كفارة للخطيئات، وجُنَّة من النار والسيئات، وهو في هذه العشر أفضل من غيره.
- في الحديث: (من صام يومًا في سبيل الله باعد الله وجهه عن النار سبعين خريفًا) [خ م]، فكيف لو كان في العشر؟ فلا تحرِم نفسك من الخير.
- صوم يوم عرفة لغير الحاج غنميةٌ، فهو يكفِّر سنتين: (صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده)[مسلم].
- يومُ عرفة يومُ عيدٍ أكملَ الله فيه الدِّين وأتمَّ النِّعمة، وصيامه يكفِّر سنتين ماضية وقادمة، فاحرص على أن تغربَ ذنوبُك فيه مع غروب شمسِه.
- صيام يوم عرفة مستحب استحبابًا شديدًا، فانوِه من الليل، وكان سعيد بن جبير رحمه الله يقول: "أيقظوا خدمكم يتسحَّرون لصوم يوم عرفة" [الحلية].
- الصدقة في هذه العشر أفضل من غيرها، ومن أحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على مسلم: بصلة أو صدقة أو قضاء حاجة، فكيف لو كان في العشر؟
- في الحديث: (أفضل الصلاة بعد الفريضة: صلاة الليل) [مسلم]، ومغبون مَن كان يجتهد في رمضان ويفوِّت قيام ليالي العشر؛ فلا تحرِم نفسك الخير.
- ليكن لك نصيب في العشر من قوله: (والمستغفرين بالأسحار)؛ فهو وقت نزول الرب وقبول الاستغفار وإجابة الدعاء وإعطاء السؤال؛فاللهم لا تحرمنا فضلك.
- احرص على التبكير إلى المسجد والتسابق إلى الصف الأول في هذه العشر؛فتصبح عادة لك طول السنة، والتبكير إلى المسجد من تعظيم الصلاة وسبب للخشوع.
- من فاته حج العام فليمش إلى صلاة مكتوبة في جماعة: (من خرج من بيته متطهرًا إلى صلاة مكتوبة؛فأجره كأجر الحاج المحرم)[أبو داود وحسنه الألباني].
- إذا فاتك الحَجُّ هذا العام؛ فامشِ إلى صلاةٍ مكتوبةٍ في الجماعة يكُن لك أجرُ حَجَّة، واجعلها حَجَّة مبرورةً بالتبكير إلى المساجد!
- أجر الفريضة في هذه العشر أكبر منه في سائر أيَّام السَّنة؛ فزيِّن الصلوات المكتوبات بالتبكير إلى المساجد والتسابق إلى الصف الأول.
- من نوى الأضحية فليمسك عن شعره وأظفاره مع رؤية هلال ذي الحجة: (إذا رأيتم هلال ذي الحجة، وأراد أحدكم أن يضحي؛ فليُمسك عن شعره وأظفاره) [مسلم].
- اعمل في هذه العشر قبل أن لا يكون فطر ولا أضحى ولا عشر! واغتنم الفرصة في هذه الأيام العظيمة؛ فما منها عوض فهي غنيمة، والعجل قبل هجوم الأجل.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
- فاضل الله بين مخلوقاته، ففضَّل الرسل على خلقه، وفضَّل نبيَّنا ﷺ عليهم، واختار صحابته لصحبته من جملة العالمين: (وربك يخلق ما يشاء ويختار).
- أفضل أيام الدنيا عشر ذي الحجة الأُوَل، وأفضلها يوم النحر، وأفضل أيام الأسبوع الجمعة، وأفضل الليالي العشر الأواخر من رمضان، وأفضلها ليلة القدر.
- لله في أيام الدهر نفحات وهبات وأعطيات، يمتنُّ بها على عباده الموحدين، ومنها: العشر الأوائل من ذي الحجة؛ فاجتهدوا فيها والتمسوا رحمات الله.
- في الحديث: (ما العمل في أيام أفضل منها في هذه)، قالوا: ولا الجهاد؟ قال: (ولا الجهاد، إلا رجل خرج يخاطر بنفسه وماله فلم يرجع بشيء) [البخاري].
- (ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام) [أبو داود]؛ ففيها تجتمع أمَّهات العبادة: الصلاة والصيام والصدقة والحج والأضحية.
- العمل الصالح في أيام العشر ولياليها أحب وأفضل عند الله من العمل سائر السنة، إلا ليالي العشر الأواخر من رمضان؛ لاشتمالها على ليلة القدر.
- ليالي العشر الأواخر من رمضان أفضل لاشتمالها على ليلة القدر، وأيام عشر ذي الحجة أفضل لاشتمالها على يوم عرفة ويوم النحر ويوم التروية [البدائع].
- الفرائض في هذه العشر أفضل من الفرائض في غيرها، ومضاعفتها أكثر، والنوافل أفضل من نوافل غيرها، لكن نوافل العشر ليست أفضل من فرائض غيره [ابن رجب].
- بادر: الصلاة في العشر أفضل من الصلاة في سائر السنة، وكذا الصوم والعمرة وقراءة القرآن والذكر والبر والصلة وقضاء الحوائج وسائر العمل الصالح.
- أقسم الله بليالي العشر الفاضلة فقال: (والفجر*وليال عشر) وهي: عشرذي الحجة في قول جمهور المفسرين من السلف وغيرهم [ابن كثير ولطائف المعارف].
- عشر ذي الحجة هي الأيام المعلومات التي شرع الله ذكرَه فيها، عند أكثر المفسرين [البغوي]، قال تعالى: (ويذكروا اسم الله في أيام معلومات).
- العشر هي الأيام المعلومات وخاتمة الأشهر المعلومات (الحج أشهر معلومات): شوال وذو القعدة وعشر من ذي الحجة، كما روي عن كثير من الصحابة [اللطائف].
- من فضائل العشر: أن فيها يوم عرفة الذي أكمل الله فيه الدين وأتم النعمة على المسلمين (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي).
- من فضائل العشر: أن فيها يوم النحر يوم الحج الأكبر، وهو أعظم الأيام عند الله: (إن أعظم الأيام عند الله: يوم النحر، ثم يوم القرّ)[أبو داود].
- عجيب أن نجد كثيرا من المسلمين يجتهدون في العبادة في رمضان، ويفترون هذه الأيام، مع أنها أعظم من أيام رمضان، والعمل فيها أحب وأفضل عند الله!
- كان السلف يجتهدون في هذه العشر، فكان سعيد بن جبير يجتهد اجتهادا شديدا حتى ما يكاد يقدر عليه، ويقول: لا تطفئوا سرجكم ليالي العشر[اللطائف].
- الحج أفضل أعمال العشر، خاصة إذا كان حج الفريضة واستغرق العشر، وكان كاملاً بأداء الواجب واجتناب المحرَّم، مع الإحسان إلى الناس [ابن رجب].
- من أفضل الأعمال: (ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه من العمل فيهن من هذه الأيام العشر، فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد)[أحمد].
- كبّروا وهلّلوا واحمدوا ربكم، وارفعوا أصواتكم بالذكر في هذه الأيام، قائمين وقاعدين،راكبين وماشين، في البيوت والشوارع والمساجد وأماكن العمل.
- "الأفضل في أيام عشر ذي الحجَّة الإكثار من التعبُّد، لاسيما التكبير والتهليل والتحميد، فهو أفضل من الجهاد غير المتعيِّن" [ابن القيم].
إلَهَنا ما أعدلَكْ*مليك كل مَن ملكْ
لبيك قد لبيتُ لك*لبيك إنّ الحمد لك
والملك لا شريك له*ما خاب عبد سألكْ
أنت له حيث سلكْ*لولاك يا ربي هلَكْ
- التكبير مع التسبيح والتحميد والتهليل هنّ الباقيات الصالحات، وغرس الجنّة، وأحبّ الكلام إلى الله، وأحبُّ إلى نبيِّنا ﷺ مما طلعت عليه الشمس.
- أكثروا في هذه العشر من التكبير تبشيرًا بقُرب نصر الله؛ فبالتكبير فُتِحَت خيبَر، وتُفتَح القُسْطَنْطينيَّة، ويُهزَم الأعداء بإذن الله.
- قال ميمون بن مهران (من التابعين): "أدركتُ الناسَ وإنَّهم ليكبِّرون في العشر حتى كنتُ أُشَبِّهه بالأمواج من كثرتها" [فتح الباري لابن رجب]!
- احرص في هذه العشر على ختمة كاملة للقرآن، مع التدبُّر والتفهُّم؛ فلك بكل حرف حسنة، والحسنة تضاعَف، ومضاعفتها في هذه العشر أكثر من غيرها.
- لا تفوِّت صيام تسع ذي الحجة أو ما تيسر؛ فالصيام لا عِدل له، وهو كفارة للخطيئات، وجُنَّة من النار والسيئات، وهو في هذه العشر أفضل من غيره.
- في الحديث: (من صام يومًا في سبيل الله باعد الله وجهه عن النار سبعين خريفًا) [خ م]، فكيف لو كان في العشر؟ فلا تحرِم نفسك من الخير.
- صوم يوم عرفة لغير الحاج غنميةٌ، فهو يكفِّر سنتين: (صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده)[مسلم].
- يومُ عرفة يومُ عيدٍ أكملَ الله فيه الدِّين وأتمَّ النِّعمة، وصيامه يكفِّر سنتين ماضية وقادمة، فاحرص على أن تغربَ ذنوبُك فيه مع غروب شمسِه.
- صيام يوم عرفة مستحب استحبابًا شديدًا، فانوِه من الليل، وكان سعيد بن جبير رحمه الله يقول: "أيقظوا خدمكم يتسحَّرون لصوم يوم عرفة" [الحلية].
- الصدقة في هذه العشر أفضل من غيرها، ومن أحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على مسلم: بصلة أو صدقة أو قضاء حاجة، فكيف لو كان في العشر؟
- في الحديث: (أفضل الصلاة بعد الفريضة: صلاة الليل) [مسلم]، ومغبون مَن كان يجتهد في رمضان ويفوِّت قيام ليالي العشر؛ فلا تحرِم نفسك الخير.
- ليكن لك نصيب في العشر من قوله: (والمستغفرين بالأسحار)؛ فهو وقت نزول الرب وقبول الاستغفار وإجابة الدعاء وإعطاء السؤال؛فاللهم لا تحرمنا فضلك.
- احرص على التبكير إلى المسجد والتسابق إلى الصف الأول في هذه العشر؛فتصبح عادة لك طول السنة، والتبكير إلى المسجد من تعظيم الصلاة وسبب للخشوع.
- من فاته حج العام فليمش إلى صلاة مكتوبة في جماعة: (من خرج من بيته متطهرًا إلى صلاة مكتوبة؛فأجره كأجر الحاج المحرم)[أبو داود وحسنه الألباني].
- إذا فاتك الحَجُّ هذا العام؛ فامشِ إلى صلاةٍ مكتوبةٍ في الجماعة يكُن لك أجرُ حَجَّة، واجعلها حَجَّة مبرورةً بالتبكير إلى المساجد!
- أجر الفريضة في هذه العشر أكبر منه في سائر أيَّام السَّنة؛ فزيِّن الصلوات المكتوبات بالتبكير إلى المساجد والتسابق إلى الصف الأول.
- من نوى الأضحية فليمسك عن شعره وأظفاره مع رؤية هلال ذي الحجة: (إذا رأيتم هلال ذي الحجة، وأراد أحدكم أن يضحي؛ فليُمسك عن شعره وأظفاره) [مسلم].
- اعمل في هذه العشر قبل أن لا يكون فطر ولا أضحى ولا عشر! واغتنم الفرصة في هذه الأيام العظيمة؛ فما منها عوض فهي غنيمة، والعجل قبل هجوم الأجل.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين