السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تأملت أول شروق شمس الحق
وأول بزوغ فجر النور والحرية
كان شعار المرحلة
لاإله إلا الله
ياقومي قولوا
لاإله إلا الله تفلحوا
جاء دين الحق
في وقت اشتدت فيه ظلمات الجهل والظلم والتيه
ظلمات بعضها فوق بعض
كان العالم بأسره يحتاج
معرفة الله
وتوحيده
واخلاصه بالعبودية
وهدم كل الأصنام التي تشربت القلوب حبها
وتعلقت بها من دون خالقها
ترجوا نفعها وكشف الضر عنها
مجرد أصنام
تتقرب إليها بالقربان
وتجعلها واسطة بينها وبين الله
رسول الله صلى الله عليه وسلم
لم يأخذ معول ويهدمها
بل
تركها وهي في بيت الله وحرمه
وتوجه لبناء النفوس
واعادة بوصلة القلوب
إلى خالقها ومعبودها الحق
اخذ بزرع حقيقة التوحيد في القلوب
وتصحيح العقيدة
وترسيخ معاني
لاإله الإ الله في القلوب
كان حريصا قبل ان تنطق الشفاه بقولها
أن يبين
حقها على قائلها
فقد وجدنا في السير
كفار رفضوا نطق
لاإله إلا الله
لانهم عرفوا حقها على قائلها
في حين نجد
مسلمين
قد نطقوا بها مرارا وتكرارا
وربما يرددها كل يوم مع المؤذن خمس مرات
ولكن
أين حقيقتها في حياته
البون شاسع
في زمان الفتن
يمسي المؤمن مؤمنا
ويصبح صريعا للفتن
تتخبطه الأهواء والفتن
تعدد ت الأصنام
ليست بالضرورة أن تكون حجرا
يضعه في زواية
ويتقرب إليه
بالقربان
بل ربما
مصدر رزق من حرام
يوالي ويعادي لأجله
ويقدم لسدنة
أقصد من ملكه الله بعضا من فضله
يذل به أقوام
ويشتري ذمم أقوام
ويساوم به على مصالحه
على حساب دين
وحق غير مشروع له
بربك
أين معنى لاإله إلا الله
صدقا
ليس غياب حقيقة التوحيد
في صفوف الملاء من القوم
بل في السوقة
كذالك
وكلا حسب موقع إعرابه من الحياة
مالذي جعل راعي غنم في الفلاة يرفض خيانة سيد
أتمنه على غنيمات في شعف جبل
وذاك
الذي تراه
لا يرعى إلا ولا ذمة
في رقاب بشر
إنه التوحيد الذي غرست جذروه في النفوس
إنه البناء الذي أسس على حق
في الوقت الذي نرى فيه
أبنية على جرف هار
لاثتبث عند أول اختبار وابتلاء
حري بالفطن
أن يحرص في زماننا على بناء النفوس
وغرس القيم
بدل زخرفة لاتسمن ولاتغني من جوع
ونحن نرى حربا عشواء
قد طالت حتى الأطفال
بغيتهم
جيلا مشوها
بدون عقيدة ولاقيم
نحتاج من جديد
لزرع التوحيد في القلوب
وتصحيح مسار الكبير
وزرعه في الصغار
اللهم ارزقنا قول لاإله إلا الله
وحقيقتها والعمل بها
واختم حياتنا بها
والله أعلم
وجزاكم الله خيرا
تعليق