إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ليت الزمن يعود

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ليت الزمن يعود

    ليت الزمان يعود
    هى تقول الان ليت الزمن يعود


    حياتي سجن كبير....
    وهذا الزوج المتزمت يسلبني حريتي...
    حياتي محطات من العذاب...
    أليس من حقي أن أكون كغيري من النساء...
    أتجول وأتسوق دون أن يكون زوجي كظلي...
    كان هذا التفكير هاجسها اليومي...
    حتى أصبحت تندم على تلك اللحظة ...
    التي ارتبطت فيها بهذا الشخص الملتزم بدينه
    حين كانت تطلب منه الخروج لشراء شيء...
    كان يخرج معها...ويرافقها للمحلات...
    فإن رأى رجلا في المحل...يقول لها ...
    أشيري إلا ما تختارين ولا تنطقي بشيء...
    ويتولى هو النقاش مع التاجر....
    ثم يدفع الثمن ويخرج ...
    وإن رأى امرأة تبيع في المحل..
    يقول لها أدخلي أنت واشتري ما تريدين..
    صحيح انه لم يكن يبخل عليها بشيء...
    ولكنه كان يحرمها من أهم شيء....
    وهو أن تكون كغيرها من النساء...
    تريد الحرية..والتجول لوحدها...
    وكل ممنوع مرغوب...
    حين كانت تقول لزوجها...ألا تثق في..
    كان يرد علبها...المسالة ليست مسالة ثقة...
    هل يمكن أن نترك بيتنا مشرع الأبواب...
    ونقول الدنيا أمان...
    وهل يمكن أن نترك النار بجانب الوقود...
    ونقول لن يحصل الحريق..
    إنني أخشى عليك ...ولا أخشى منك...
    فأنت جوهرة ثمينة....
    وهكذا أحافظ عليك..
    حتى بيتها....بناه بجانب بيت والدته...
    صحيح انه أخبرها حين تقدم لخطبتها...
    انه مسئول عن أمه وأخواته...
    بعد وفاة والده...
    وانه سيبني لها بيتا بجانبهم...
    لأنه لا يستطيع الابتعاد عنهم...
    إلا انه وكما يقول المثل ...
    حساب السرايا يختلف عن حساب القرايا....
    بعد أن أصبحت في بيتها...
    ورزقها الله بطفلة جميلة...
    أصبحت تشعر أن أهله يشاركونها في زوجها...
    وكل امرأة....
    تتمنى أن يكون زوجها ملكا خالصا لها....
    وتتمنى أن تبعده عن كل ارتباطاته...
    وحياته التي كانت قبلها...
    وكأنها تريد أن تبدأ حياته من لحظة زواجه بها...
    حين كانت تتذمر لزوجها كان يبتسم في وجهها...
    ويرد عليها...
    أنت عيني وأهلي هم عيني الأخرى...
    كانت تحاول استثارة غضبه....
    فيقابلها بابتسامة...
    ويقول لها استعيذي بالله من الشيطان....
    بدأت الغيرة تحرق قلبها....
    فخططت لشرخ العلاقة بينه وبين أهله..
    بدأت بأخته الصغرى...
    التي تثق كثيرا بامرأة أخيها..
    جعلتها ترد على اتصالات شابا من أقرباءها
    وأوصلت الخبر لزوجها...
    ولكنه...وبدل أن يغضب....
    أخذ أخته لوحده....وتكلم معها ...
    وأوضح لها خطأها....حتى خرجت تبكي....
    وتدعو الله أن يغفر لها زلتها...
    لقد كان رجلا عجيبا....
    لو خاطب الحجر....فقد يقنعه...
    حين فشلت في شق علاقة زوجها مع أهله...
    لجأت لجره لمشكلة مع جاره...
    كانت...تأخذ نفاياتهم بعد خروج زوجها في الصباح...
    وتضعها أمام بيت جيرانهم...
    وتقوم بجمع نفايات جيرانهم....
    لتضعها على باب بيتها...
    حين كان يعود زوجها....
    كانت تشاهده يحمل نفايات الجيران...
    ويضعها في مكانها المخصص...
    وهو يقول...لا حول ولا قوة إلا بالله...
    وبعد عدة أيام وفي المساء...
    جاء الجار غاضبا...
    والشرر يتطاير من عيونه...
    وأخذ يصرخ في وجه زوجها....
    هل بيتي مكب لنفاياتك....
    لكن زوجها.....ابتسم في وجهه...
    ورد عليه...
    وعليكم السلام يا جاري العزيز....
    استعذ بالله من الشيطان يا أخي..
    قد تكون بعض الحيوانات عبثت بنفاياتي...
    وأوصلتها لبيتك...
    يا أخي إن كانت نفاياتي وصلت باب بيتك
    فأنا من يجب أن يشعر بالغضب لا أنت...
    وبهذا استنزفت حسناتي...
    وآذيتك دون أن أدري...

    إنني أطالبك بتلك الحسنات ...
    التي أخذتها مني دون علمي...
    و بوضع نفاياتك على بيتي....
    بعدد الأيام التي وجدت فيها نفاياتي على بابك...
    لأسترد حسناتي...
    لقد امتص غضب الجار....
    حتى أن الجار بدا يستعيذ بالله من الشيطان...
    ويرد على الزوج الطيب....أنت نعم الجار....
    وأرجو أن تتقبل اعتذاري...وسوء تقديري...
    فشلت خطة الزوجة لجلب المشاكل مع الجيران...
    ولن يرحل زوجها من عند أهله ..
    وأخيرا وصل بها الأمر أن تمادت في عنجهيتها...
    وأخطأت في حق والدته...وهاجمتها...
    وحين عاد زوجها ....
    أرادت أن تبين له أن أمه أخطأت بحقها ...
    وأرادت أن تضع حدا لها...
    وهنا رأت غضب زوجها الذي لم تراه من قبل...
    وقال لها ....
    شيئان لا يمكن أن أسكت على المساس يهما...
    ديني ووالدتي....فجادلته...
    لتصل الأمور إلى طلاقها...
    ليت النساء تعرف متى تسكت..
    كان عليها أن تبقى في بيتها فترة العدة...
    ولكنها حملت طفلتها وتركت بيت زوجها....
    لتعود لبيت أهلها....
    وكأنها كانت تنتظر هذه اللحظة...
    ولم يكن إخوتها بأقل لهفة منها...
    على ترك هذا الرجل...
    فقد كانت دائما تشتكي من معاملته لها ....
    وترسم له صورة سوداء في عيونهم..
    بعد فترة حاول زوجها استردادها....
    لتعود لبيتها....وتربي ابنتها...
    ولكن كل محاولاته باءت بالفشل...
    حتى أن إخوتها طلبوا منها التنازل عن ابنتها....
    وتركها لوالدها...
    لأنها ستكون عائقا في طريق حياتها...
    ولن يقدم رجل على الارتباط بها...بطفلة بين يديها
    كان لدى إخوتها تخطيط خاص بهم...لحياتها..
    فأخواها متزوجان من شقيقتين...
    وشقيق زوجتاهما
    كان يريد زوجة...
    ولم تكن تعرف سبب إحجام الناس عن تزويجه..
    تولت شقيقتاه تزيينه في وجهها....
    فهو إنسان متحضر....متفهم....
    بعكس زوجها...السابق..
    لم تكد تنتهي فترة العدة حتى كانت قد تزوجته....
    في البداية بدأت تشعر بالسعادة....
    فقد وجدت ما كانت تبحث عنه..
    أن تكون حرة....دون حسيب أو رقيب...
    كانت تخرج متى أرادت....وتعود متى شاءت...
    تشتري بطريقتها....
    وتتجول في الأسواق بكل راحة وحرية...
    لم تمض الشهور الأولى للزواج حتى بدأت تلاحظ...
    زوجها بخيل جدا....وكل ما يهمه المال...
    وكان يختلي في غرفة لوحده ساعات طويلة..
    لم تحتاج وقتا طويلا لتعرف انه يعاقر الخمر...
    لم يكن يحرص غلا على متعاته...وماله...
    أما هي فلم تكن أكثر من قطعة اثاث في منزله...
    كان يخرج لوحده...
    ويغيب حتى ساعات متأخرة من الليل..
    وإن سألته...عن سبب تأخره...
    يستشيط غضبا....
    ويبدأ بالرد عليها رفسا وضربا ....
    وكلام جارح وإهانات وتحقير...
    وحين تطلب منه مصروفا لها أو للبيت....
    يزبد ويرعد ويشتكي من إسرافها....
    وسوء تدبيرها...
    وإنها إنسانة فاشلة في كل شيء...
    وكثرة طلباتها ستكون سببا لإفلاسه..
    كان تفكيرها يشرد في بعض الأحيان...
    لزوجها السابق...
    لم يكن يخرج من بيته ليلا إلا للصلاة...
    أو تفقد أهله...
    كانت تعلم أين سيكون حتى قبل أن يخرج...
    طوال فترة زواجه لم يسمعها كلمة جارحة....
    وكان يحافظ على مشاعرها...
    لم يكن يتأفف....حتى مع كثرة طلباتها...
    حتى حين كانت تستثيره...
    لم يكن ينطق سوى بكلمة...
    لا حول ولا قوة إلا بالله..
    أين حريتها التي اعتقدت أنها في هذه الحياة...
    لقد وصلت لامتهان كرامتها.....
    ونزلت لمرتبة الحيوانات...
    ولن تستطيع أن تشتكي....
    فمن سيصدقها....
    أصبحت تخرج للسوق....
    هذا ينظر لها.....وهذا يعاكسها ...
    لم تكن تستطيع أن تنفق...أو تشتري شيئا....
    فزوجها لا يتهاون معها في المسائل المالية ..
    في إحدى المرات وقفت تراقب زوجها...
    وهو يحكم إغلاق خزنته...
    فقالت له...
    الدنيا أمان يا رجل....فلماذا تغلق وتتأكد...
    نظر إليها باستخفاف ورد عليها...
    هل هناك مجنونا يترك أغلى ما يملك...
    صيدا سهلا للصوص..
    تذكرت نفس الجملة...
    ولكن شتان بين الموقفين...
    في الموقف الأول كانت هي هذا الكنز..
    أما الآن فهي قطعة خردة....
    يمكن تركها دون خوف...
    أصبحت تتحرك في السوق كقطة مشردة....
    لا قيمة لها ولا اعتبار...
    كانت ترى زوجها السابق حارسا عليها....
    أما الآن فقد تغيرت نظرتها....
    لم يكن سوى حارسا لها.....
    كان يحافظ عليها ويحميها ويحرص عليها...
    لقد جعل لها هيبة...وقيمة كبيرة...
    كيف كانت عمياء عن كل هذا....
    كما الصحة تاج على رؤوس الأصحاء....
    لا يشاهده سوى السقيم...
    يبدو أن السعادة كالضوء تحيط بنا...
    ولكن لا نشعر به إلا بعد غيابه..
    ليت الزمن يعود.....
    وأكون خادمة في بيت زوجي السابق...
    بدأت تحن لكل ما في حياتها السابقة....
    لزوجها...وأهله الطيبون..
    وذلك البيت الذي كان قصرا لها....
    وهي أميرته..
    أرسلت من هاتفها رسالة ...
    على هاتف زوجها السابق...
    تخبره أنها مشتاقة لابنتها....
    فرد عليها...
    أن رؤية ابنتها حق شرعه الله لها....
    وليس بيده أن يمنعه عنها...
    واستعد أن يذهب بابنته لبيت أهلها...
    لتراها وقتما شاءت...
    حين قرأت الرسالة....بكت...
    وشعرت بقصر تفكيرها....
    وعجزها عن النظر لأبعد من أنفها..
    لقد تمسك بها ...
    ولم يترك وسيلة لإرجاعها بعد طلاقها...
    ولكن الشيطان زين لها سفاسف الأمور...
    وأعماها حتى رفست النعمة..
    أرسلت له رسالة ثانية....
    تقول له أنها ستطلب الطلاق....
    وتعود إليه...ومستعدة أن تكون خادمة...
    فرد عليها...

    إن كنت قد خسرتني دنياي.....فلن أقبل أن تخسريني ديني...
    انما أشكوا بثى وحزنى الى الله
    الهى كفانى فخرا ان تكون لى ربا-- وكفانى عزا ان اكون لك عبدا انت كما اريد فاجعلنى كما تريد-- اللهم اجعلنا اغنى خلقك بك-- وافقر عبادك اليك-- اللهم اننا نشهدك اننا نشتاق اليك- فلا تحرمنا من لذة القرب منك فى الدنيا ولا لذة النظر الى وجهك الكريم فى الاخرة

  • #2
    رد: ليت الزمن يعود

    انما أشكوا بثى وحزنى الى الله
    الهى كفانى فخرا ان تكون لى ربا-- وكفانى عزا ان اكون لك عبدا انت كما اريد فاجعلنى كما تريد-- اللهم اجعلنا اغنى خلقك بك-- وافقر عبادك اليك-- اللهم اننا نشهدك اننا نشتاق اليك- فلا تحرمنا من لذة القرب منك فى الدنيا ولا لذة النظر الى وجهك الكريم فى الاخرة

    تعليق

    يعمل...
    X