إذا ما بقي القلب ينبض في هذا الوجود
فالصداقة باقية معه ولن تموت
حتى يأتي اليوم الموعود
وترد فيه الأمانة لصاحب الوجود
ما هي الصداقة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
هل يختلف مفهوم الصداقة حديثا عما سمعنا به وربما عاصره أهلنا , عن واقعنا وعصرنا هذا؟؟
هل مازال مفهوم الصداقة قائما بيننا الآن ؟؟
هل ما زالت سماء الصداقة صافية لم تكدرها الأيام ومرارتها والخلافات و قساوتها والحياة ومتطلباتها ؟؟
أين نحن من الصداقة الآن ؟؟
كم عدد أصدقائنا الآن ؟؟ هل يزيدون أم ينقصون ؟؟ هل ينفر الأصدقاء من حولنا ؟؟ إذا كان الجواب نعم , ما هو سبب نفرتهم ؟ هل العيب منا أم منهم ؟
هل نخطئ في فهمهم , وتسرع بالحكم عليهم ؟؟ ألا نفهم ما هي حقيقة المراد من كلامهم , وما هي الغاية الحقيقية من تصرفهم ؟؟
كيف نعاملهم ؟؟ ما هو أسلوبنا معهم ؟؟؟
من وجهة نظري أن الصداقة الحقة قائمة مهما كانت الظروف , باقية على مر العصور .
نعم هذا ما نشأت عليه ورباني عليه أبواي رحمهما الله , نشأت على وجود الصداقة الصادقة , الحقة القائمة على الحب في الله, وهذا ما أربي عليه أبنائي الآن , ومن يعتبرها ماتت , أو انتهت فهو على هذا يربي أبنائه , فكيف ينشأ جيله ينشئه على الكراهية وبغض الآخرين وعدم الحب في الله .
نعم فالصداقة بالنسبة إلي فعل وليس قول , هذا ما كان في أيام أهلي , وما زال موجود حتى الآن .
وربما يقول البعض بأن هذا العصر أو هذا الزمان لا يوجد فيه شيء يسمى صداقة , وأنا أقول :
نعيب زماننا والعيب فينا وما لزماننا عيب سوانا
ونهجو ذا الزمان بغير ذنب ولو نطق الزمان لنا هجانا
نعم . الصداقة باقية , فالصداقة لها مفهوم آخر غير المفهوم العام الذي لدينا حاليا ..
فربما يقول قائل من يصادقك اليوم يكون من أجل مصلحة أو غرض ما .
وأنا أقول : الصداقة فيوقتنا هذا نوعان , صداقة سطحية , ظاهرية من أجل مصلحة ما , وهذه لا تدوم بل تنتهي بانتهاء المصلحة .
وصداقة صادقة قائمة على المحبة في الله , تدوم طول العمر حتى لو نشأت في ظروف قاسية أو وقت قصير .
يشاطرك فيها أفراحك وأحزانك , ويقاسمك أوجاعك و آلامك , ويشاركك بسماتك وأفراحك .
لا ينساك من دعوة في ظهر الغيب , ولا يتردد في تقديم النصح لك إن أخطأت أو قصرت بالحسنى والكلمة الطيبة والأسلوب الرائع الراقي .
ويتقبل منك النقد والتعليق بأسلوب مهذب وسماحة نفس وسعة صدر .
لأنها قائمة على الحب في الله , فالله يبقيها ويحفظها ويحميها ..
فمن يقول أن الصداقة لم تعد موجودة , فهو مسكين نعم , يحرم نفسه من هذا كله .
فعليه أن يبحث حوله من جديد , وإن أخطئ مره , وثانية , فلا بد وأن ينجح في نهاية المطاف .
عليه أن يبحث في الخلل الذي داخله , ويصححه , وأنا واثق بأنه سوف يجد ما يبحث عنه , وليجعل الحب في الله شعاره الحقيقي في الصداقة فهذا هو الشيء الباقي في هذا الوجود , وبعد الفناء والبعث المنشود , نعم هذا هو الشيء الباقي حتى بعد الفناء والوقوف للحساب والجزاء ففي الآخرة , ينادي المولى جل وعلا أين المتحابون في جلالي .
نعم يبحث عنهم ليظلهم في ظله يوم لا ظل إلا ظله سبحانه وتعالى .
فالنجد الصديق الحق , الذي يجمعنا وإياه الحب في الله نجتمع عليه ونفترق ونحن إنشاء الله عليه .
والآن !!!!!!!!!!!!!!
أوجه هذا السؤال للجميع ( ما هي الصداقة من وجهة نظرك ؟؟؟؟؟؟؟)
و أنا أولكم تبدأ بالإجابة على هذا السؤال :
الصداقة من نظري ومن مفهومي هي التي تقوم على الحب في الله , وليست لأجل أي غرض آخر , فمفهوم الصداقة ومعناها جميل لمن يفهمه ويعرفه حق المعرفة .
و أرجو من كل من قرأ الموضوع أن يجيب عن السؤال بكل صدق ؟؟
تعليق