إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

إنه تدبير الله

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • [بقلمي] إنه تدبير الله




    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    في سورة القصص
    قال الله تعالى:(
    إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً
    مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ ۚ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ "4")
    سورة القصص﴿٤


    وبعدها مباشرة
    قال الله تعالى:(
    وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ "5" وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ "6") سورة القصص (5:6)


    كان المتبادر إلى الذهن
    نسلط على فرعون جيشاً عظيماً
    كان المنتظر
    نمن على بني إسرائيل بما يحتاجون من أسباب بشرية
    لمقاومة الظلم

    كانت الآية بعدها
    قال الله تعالى:(وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ أُمِّ مُوسَىٰ أَنْ أَرْضِعِيهِ ۖ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ
    وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي ۖ إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ "7")
    سورة القصص (7)


    في تلك اللحظة
    بدأ الحديث عن القائد الرباني
    الذي اختاره الله
    ليكون سبباً في إنقاذهم من هذا الهوان والذل

    وُلِّدَ القائد
    ولتبدأ أول قصة تربيته
    أن يولد وسيوف القتلة تهدده
    ولكنها العناية الربانية

    ولكنه الله
    ولن يكون في ملكه إلا ما أراد

    ينجو من الذبح
    ينجو من مخاطر اليم
    ليصل بسلام
    إلى المكان الذي اختاره الله له

    ليربى ويصنع
    على فراش فرعون
    لا ينفع حدر من قدر


    كانت أمه امرأة
    لم يذكر اسمها

    ولكن!!
    هي من اختارها الله _عزوجل_ أماً له
    والرضيع الوحيد لذالك القائد
    حين انتشر الظلم
    وقتل الرجال واستحي النساء

    تلك النساء منهم
    كانت ام البطل

    ورغم القتل
    وُلِّدَ البطل
    ليتربى على عين الله
    ويصنع على عينه

    بعد مراحل
    من الإبتلاءات والإختبارات

    ليسمع البُشري
    وأنا اخترتُك

    وتبدأ قصة الصراع بين الحق والباطل
    وجمع فرعون السحرة

    ويأتي سيدنا موسى بالعصا التي ألقها يوماً وولى خائفاً
    ليلقيها أمام السحرة

    بعد أن ملأ اليقين قلبه
    وبأمر الله _عزوجل_
    الذي يجعل النصر
    بما أراد وكيف أراد ووقت ما أراد

    وتلقفت العصا إفكهم
    كما يجلو نور الوحي كل إفك وبهتان
    في كل زمان ومكان

    وكانت أجمل سجدة
    وخر السحرة سجداً
    قمة الإذلال لمن ادعى الربوبية
    أمام الملأ من قومه
    وضحى
    حتى تكون الصورة واضحة أمام العيون

    إنه تدبير الله
    وكانت بأمر من أراد أن يحارب دين الله


    كثيراً من ينصر دين الله عدواً من أعدائه
    ولكنه الله
    لا أقصد نصراً يمتن به عليه

    كما يمتن على بعض الناس المحتاجين طعاماً ودواءً

    بل يرفع ذكر القرآن
    أو فرضاً من الدين
    دون أن يدري بذالك

    وخرج بهم سيدنا موسى
    بعد أن اجمع فرعون على قتلهم
    ووجدوا اليم أمامهم
    و فرعون وجنوده من ورائهم

    ولكن!!
    من أُلقي في اليم وهو رضيع
    وتربى على اليقين بعد أن نجاه الله
    من مخاطر الذبح
    ومن مخاطر اليم

    وكأن الله _عزوجل_
    لما أوحى إلى أمه ألقه في اليم
    كان يصنعه لهذه اللحظة
    التي سيقف مع بني إسرائيل أمام اليم
    لينطق بيقين
    (كَلَّا ۖ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ "٦٢")
    سورة الشعراء (62)
    إنه الله
    وكانت نجاتهم
    وهلاك فرعون وجنوده
    في اليم الذي تفاخر به يوماً
    وقال هذه الأنهار تجري من تحتي

    إنه إنتقام الله
    أجراها من فوقه
    وأنجاه وجعله عبرة لكل طاغوت في أي زمان ومكان

    ومع ذالك!
    لأنه شعب لا يستحق التمكين
    بكل أمراضه التي عرضها كتاب الله
    مات سيدنا موسى في التيه
    كان القائد الرباني

    ولكن!!
    أمة ملعونة مغضوب عليها
    لم يمَكَّن لها
    حتى مع وجود القائد
    لم يمَكَّن لهم
    ومات القائد
    وهم في التيه


    أخبرنا رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ أن موسى _عليه السلام_:
    عندما حضرته الوفاة
    (فسأل الله أن يُدْنِيَهُ مِن الأرضِ المُقَدَّسةِ رميةً بحجرٍ
    قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: فلو كنتُ ثَمَّ لأريتُكُم قبرَهُ، إلى جانبِ الطَّريقِ، عندَ الكَثيبِ الأحمَرِ)
    حديث صحيح: رواه البخاري ومسلم


    ومات في التيه
    ليبعث الله قائداً جديداً يخرجهم من التيه


    قصة سيدنا موسى
    تكررت كثيراً في القرآن

    وأنت تعيش فيها
    تتعرف إلى من بيده أزمة الأمور

    تتعرف إلى لطف وحكمة في تدبير الكون
    من الحكيم العليم

    تعرف الحل في الخروج من هذا التيه

    أن مواجهة الظلم تكون بالإستعانة برب السماء
    وليس مرتبطة بأي جهة أرضية مهما كان علو كعبها

    وتتعرف إلى أخلاق وصفات أعداء دين الله _عزوجل_
    وتتعلم
    أنه عليك أن تكون صاحب رسالة وهم
    وتكون لبنة في صرح الأمة

    وتدع الله _عزوجل_
    يدبر أمورك
    وأنت تحاول أن تكون لبنة مباركة
    ولست موعوداً بأن ترى النصر
    ربما تدركه
    وربما لا
    الأمر لله _عزوجل_

    ********************************
    رسالة لكل صاحب رسالة
    ربما تمر بحياتك
    أمور لا تفهمها

    تذكر
    سيدنا موسى
    خرج إلى مدين فاراً من القتل
    وظل عشر سنين فيها

    ليسمع البُشري
    وهو في طريق العودة
    (وأنا اخترتُك)


    سلم أمورك لمن على العرش استوى
    أن ربي لما يشاء لطيف

    والله أعلم
    وجزاكم الله خيرا


    التعديل الأخير تم بواسطة بسمة إيمان; الساعة 18-03-2019, 09:49 PM.








  • #2

    سلمت يمناك أختنا

    تعليق

    يعمل...
    X