إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

هل تجيدين الحوار

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • هل تجيدين الحوار

    بسم الله الرحمان الرحيم

    هل تجيدين الحوار
    في وقت كثرت فيه الدعوة الى الحوار و التحاور يطرح هدا التساؤل
    مامجال القدرة على الحوار لديك ،هل انت منصتة جيدة لاراء غيرك،هل تتقبلين النقد

    كلها تساؤلات تطرح في هدا الصدد
    ولقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يحاور الكفار برحابة الصدر ،الموعظة الحسنة و الحكمة فيفسح لهم المجال للتعبير و يصغي لارائهم باهتمام بالغ رغم اساليبهم الفضة الخشنة دون ازدراء او احتقار وهو النبي صلى الله عليه وسلم
    كما كان يستشير الصحابة في مواضع كثيرة كغزوة بدر و الخندق وهو الدي لا ينطق عن الهوى
    ومن ابرز امثلة الحوار الراقي و الناجح حواراته صلى الله عليه وسلم مع امهات المؤمنين
    ومن الامثلة كدلك قول سيدنا عمر اصابت المراة و اخطا عمر
    فهل حصلنا هده الادبيات
    ومن اساليب الحوار الناجح افساح المجال للاخرين للتعبير
    عدم المقاطعة،عدم الجدل لانه يفضي الى الشقاق
    عدم فرض الراي على المحاور
    مراعاة خصوصيات شخصية من تحاورينها
    اجادة فن الاستماع
    تحديد اطار واضح للحوارالهادف البناء

    فهرس المشاركات المميزة :
    ثلاث قواعد في فن الحوار
    صفات المحاور الجيد
    أهمية الحوار


    التعديل الأخير تم بواسطة صاحبة القلادة; الساعة 11-08-2009, 02:15 AM.

  • #2
    رد: هل تجيدين الحوار

    جزاك الله خيرا
    واسال الله ان يرزقنا الحوار الهادئ الهادف
    وان يزقنا ادب الخلاف
    اللهم ارزقنا الاخلاص فى القول والعمل

    تعليق


    • #3
      رد: هل تجيدين الحوار

      ما شاء الله..بارك الله فيك اختى
      فكرة جميله ياريت لو تكمليها باسلوب شيق وجديد
      وتقدرى تجمعى فيها كل جديد عن فن الحوار الهادىء
      منتظرينك
      و ان شاء الله يكون موضوعك من السلاسل

      إن مرت الايام ولم تروني فهذه مشاركاتي فـتذكروني
      ، وان غبت ولم تجدوني أكون وقتها بحاجة للدعاء فادعولي

      شفاكِ الله أختنا محبة السلف دعواتكم
      لها بالشفاء العاجل

      تعليق


      • #4
        رد: هل تجيدين الحوار

        جزاكم الله خيرا على مرور كريم ينشر عبقا طيبا مباركا فيه

        بادن الله ساحاول تجميع الجديد عن الحوار الهادف

        تعليق


        • #5
          رد: هل تجيدين الحوار

          فى انتظارك اختى الكريمة
          بارك الله فيك

          إن مرت الايام ولم تروني فهذه مشاركاتي فـتذكروني
          ، وان غبت ولم تجدوني أكون وقتها بحاجة للدعاء فادعولي

          شفاكِ الله أختنا محبة السلف دعواتكم
          لها بالشفاء العاجل

          تعليق


          • #6
            رد: هل تجيدين الحوار

            ماشااااااء الله .......بارك الله فيكِ أختنا
            ونفع بكِ
            متابعة بإذن الله
            اللهمَّ لا أرَى شَيٌئاً مِن الدُّنيَا يَدوم, ولا أرَى فيٌها حَالاً يَسٌتقيم, فاجعلني أنُطق فِيٌها بعلم, وأصٌمت فيٌها بِحلٌم !
            [ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ]

            تعليق


            • #7
              هل تجيدين الحوار:قواعد و اسرار

              إن للحوار قواعد كثيرة؛ لم يسعفني فكري منها إلا بثلاث قواعد أذكرها على عجل.
              تحديد مجال الحوار

              القاعدة الأولى: أن يكون الحوار حول مسألة محددة؛ فإن كثيراً من الحوارات تكون جدلاً عقيماً سائباً ليس له نقطة محددة ينتهي إليها، فينبغي أن يكون الحوار -أو الجدال بالتي هي أحسن- حول نقطة معينة بحيث يتم التركيز عليها، والحديث يدور عنها لا يتعداها حتى ينتهي منها.


              عدم مناقشة الفرع قبل الاتفاق على الأصل

              القاعدة الثانية: عدم مناقشة الفرع قبل الاتفاق على الأصل، إذ أن مناقشة الفرع مع أن الأصل غير متفق عليه تعتبر نوعاً من الجدل العقيم إلا في حالات معينة، وأضرب لذلك مثلاً على حالات يمكن فيها مناقشة الفرع دون مناقشة الأصل. مثلاً: لو جاءك كافر لا يؤمن بيوم الحساب، ولا يؤمن بدين الإسلام، وبدأ يناقشك في قضية حجاب المرأة المسلمة، ولماذا تتحجب المرأة؟! أو يناقشك في قضية تعدد الزوجات، ولماذا أباح الإسلام تعدد الزوجات. فهو الآن كافر لا يؤمن بالإسلام، فهل تناقشه في مسألة تعدد الزوجات؟ أو في مسألة الحجاب؟ أو في مسألة الجهاد؟ وهذه النقاط الثلاثة -الجهاد، تعدد الزوجات، الحجاب- هي أكثر ما يثيره الغربيون عن الإسلام، ويضايقون به المسلمين والدعاة والطلاب هناك. إذاً كيف تحاوره؟ بإمكانك هنا أن تحاوره بإحدى طريقتين: الطريقة الأولى: أن تحيله إلى الأصل، فتقول له: إن الجهاد وتعدد الزوجات والحجاب جزء من دين الإسلام، وبدلاً من أن نناقش هذه النقاط ينبغي أن نرجع للأصل وهو الإسلام فنتجادل فيه، فأجادلك في الإسلام، فإذا اقتنعت بالإسلام فحينئذٍ من باب الأولى أن تقتنع بهذه الأمور، ولا حاجة أن تجادلني فيها، وإذا لم تقتنع بالإسلام فنقاشي معك في هذه الجزئية يعتبر نوعاً من العبث الذي لا طائل تحته، فهذه طريقة. الطريقة الثانية: أنك يمكن أن تناقشه بالحجج المنطقية في نفس الجزئيات التي يجادل حولها، فمثلاً إذا تكلم عن تعدد الزوجات، وجادلك فيها -حتى ولو كان لا يؤمن بالإسلام، فربما يؤمن بالإسلام من خلال قناعته بهذه النقطة- فتقول له مثلاً: من الثابت علمياً أن عدد النساء أكثر من عدد الرجال، وفي أمريكا نفسها أحياناً تصل نسبة النساء إلى الرجال 119:100 وأحياناً 160: 100، فستون امرأة زيادة فمن تكون؟! فإذا لم نأذن لهؤلاء الرجال بتعدد الزوجات فإن هؤلاء النساء يبقين ضائعات بلا أزواج، أو اضطررن إلى ممارسة البغاء والرذيلة! فتعدد الزوجات ضرورة لا بد منه، لأن نسبة الإناث في أكثر المجتمعات أكثر من نسبة الرجال. ونفترض أنه لم يقتنع فعليك أن تثبت له حالات وأوضاع يكون تعدد الزوجات فيها أمراً سائغاً، وهذا قد تكلم عنه الأستاذ محمد قطب في كتابه: شبهات حول الإسلام بما لا حاجة إلى أن نطيل فيه الآن. لكن من الطريف أن رجلاً كان يناقش مجموعة من النساء عن تعدد الزوجات، وطبعاً رفضن الاقتناع -وهن غير مسلمات- وأصررن على هذه القضية، فقال هذا الرجل للنساء لما ملَّ من طول النقاش: إن المسئول عن تعدد الزوجات النساء وليس الرجال، فدهشت النساء، وقلن لماذا؟ قال: لأنه لو أن كل امرأة رفضت أن تكون امرأة ثانية ما وجد تعدد الزوجات، -وطبعاً هذا من باب الإلزام بالحجة- وإنما المرأة وافقت أن تكون زوجة ثانية، أو ثالثة، أو رابعة، فوجد تعدد الزوجات. ونحن المسلمون مقتنعون بأن قضية تعدد الزوجات شريعة إلهية في محكم القرآن الكريم، ولا حاجة أن نقنع أنفسنا أو غيرنا بهذا، لكن كيف تقنع الآخرين! فهذا إشارة إلى الموضوع.


              الاتفاق على أصلٍ يرجع الحوار إليه

              القاعدة الثالثة: من قواعد الحوار هي: الاتفاق على أصل يرجع الحوار إليه إذا وجد اختلاف، واحتدم النقاش، فتتفق مع أي إنسان تناقشه بأن ترجعا عند الاختلاف إلى القرآن الكريم، وإلى صحيح السنة مثلاً، وإلى القواعد الثابتة المستقرة، أو إلى ما كان عليه السلف الصالح رضي الله عنهم -المهم أن تتفق معه على نقاط تكون مرجعاً عند الاختلاف-. وأذكر بهذه المناسبة قصة، وقد حدثني بها جماعة من العلماء منهم سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز ومنهم الشيخ عبد الله بن قعود ونقلها لي ثقة ثبت عن الشيخ عبد الله بن حميد رحمه الله؛ فهي حادثة ثابتة بأسانيد جياد صحيحة إن شاء الله؛ وهو أن جماعة من الشيعة كتبوا إلى مفتي الديار في السابق: الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ أن يعقد معهم مجلساً للحوار، فهمَّ الشيخ محمد بن إبراهيم ألا يرد عليهم وأن يهمل هذا الطلب، فأشار عليه الشيخ عبد الرزاق عفيفي بأن هذا الأمر ما دام أنه جاء منهم فينبغي ألا يهمل، لأنهم قد يعتبرون عدم إجابتنا على طلبهم نوعاً من النكول عن المناظرة أو ضعف الحجة، فالأولى أن نكتب لهم بالموافقة على المناظرة شريطة أن يكون هناك أصل نرجع إليه، وأن يكون هذا الأصل هو القرآن الكريم وصحيح البخاري، صحيح مسلم، فكتب لهم الشيخ رحمه الله بهذا المضمون، من أنه لا مانع من إجراء الحوار والمناقشة معكم شريطة أن نرجع عند الاختلاف إلى القرآن الكريم وصحيح البخاري وصحيح مسلم فلم يردوا عليه، ولم يجيبوه إلى ما سأل. فلا بد من شيء يُرجع إليه.
              Bas du formulaire


              هده القواعد منقولة من محاضرة للشيخ سلمان العودة

              تعليق


              • #8
                رد: هل تجيدين الحوار:قواعد و اسرار

                السلام عليكم و رحمة الله و بركاته


                موضوع مميز

                جزاكِ الله خيراً

                و بارك الله فيكِ و بكِ

                .
                بأبى وأمى يارسول الله
                وأحسن منك لم تر قط عين * * * وأجمل منك لم تلد النساء
                خلقت مبرءا من كـل عيـــب * * * كأنك قد خلقت كما تشاء
                أستغفر الله الذى لا إله إلا هو الحي القيوم و أتوب إليه

                تعليق


                • #9
                  رد: هل تجيدين الحوار

                  جزاك الله خيرا اختى
                  واسمحيلى دمجت الموضوعين حتى يكون موضوعك من السلاسل ان شاء الله
                  ورينا الهمة بارك الله فيك

                  إن مرت الايام ولم تروني فهذه مشاركاتي فـتذكروني
                  ، وان غبت ولم تجدوني أكون وقتها بحاجة للدعاء فادعولي

                  شفاكِ الله أختنا محبة السلف دعواتكم
                  لها بالشفاء العاجل

                  تعليق


                  • #10
                    رد: هل تجيدين الحوار

                    جزاكن الله خيرا و نعم الاخوات ،
                    Haut du formulaire

                    صفات المحاور الجيد
                    صفات المحاور الجيد هي، باختصار:
                    الإلقاء الجيد

                    الصفة الأولى: جودة الإلقاء وحسن العرض وسلاسة العبارة، وقد كان من صفة الرسول صلى الله عليه وسلم كما في صحيح البخاري عن عائشة قالت: {لم يكن يسرد الحديث كسردكم، ولكن كان يقول كلاماً لو شاء العادُّ أن يحصيه لأحصاه} فيكون المحاور هادئاً سلسلاً جيد الإلقاء، ومما يذكر أن أمير الشعراء أحمد شوقي على جلالة قدره في الشعر كان ضعيفاً في الإلقاء، فكان يدع غيره ليلقي عنه القصائد، لأنه إذا ألقى القصيدة ضاع ثلاثة أرباع جمالها لعدم جودته في الإلقاء!


                    صحة الفكرة المعطاة

                    الصفة الثانية: حسن التصور لدى المتحدث، بحيث لا تكون الأفكار عنده مشوشة أو متداخلة أو متضاربة، وبعض الناس لضعف تصوره ربما يطرح فكرة أثناء النقاش، وبعدما ينتصف في شرحها يتبين أنها لا تصلح ولا تخدم الغرض، فينتبه في منتصف الطريق بعد ما يكون قد تورط في ذلك.


                    الترتيب الجيد للأفكار

                    الصفة الثالثة: القدرة على ترتيب الأفكار، وعدم تداخل الأفكار أو اضطرابها أو تشويشها.


                    قوة العلم للمحاور

                    الصفة الرابعة: العلم، فإن بعض المتحاورين قد يخذل الحق بضعف علمه، فهو يحاور إنساناً والحق معه، ولكنه لم يدعم هذا الحق بالعلم القوي، فوضع نفسه في غير موضعها، ولذلك ليس لكل إنسان أن يحاور، إنما يحاور إنسان عنده علم، وعنده قوة، وعنده القدرة، فربما أن إنساناً حاور بهدف نصر الحق فخذل الحق لضعف علمه وضعف بصيرته، وربما يحاور إنسان بجهل فيقتنع بالباطل الذي مع خصمه، وربما احتج بحجج باطلة، كما سمعت في بعض المناظرات والمحاورات التي تعقد من أن الإنسان قد يحتج بحجج باطلة لضعف علمه.


                    قوة الفهم

                    الصفة الخامسة: الفهم مع العلم، فلا بد من قوة العقل، ليدرك المتحدث حجج الخصم ويستطيع أن يفهمها، ويعرف نقاط الضعف فيها ونقاط القوة، ويقبل ما فيها من الحق، ويرد ما فيها من الباطل.


                    الإخلاص وطلب الحق

                    الصفة السادسة: الإخلاص والتجرد في طلب الحق وتوصيله إلى الآخرين؛ بحيث لا يكون همه الانتصار، إنما همه الإخلاص، والتجرد في طلب الحق وفي إيصال الحق للآخرين.


                    التواضع

                    الصفة السابعة: التواضع أثناء المناقشة، أو بعد الانتصار على خصمه، وهذه الصفات قد يمر بعضها أثناء ذكر آداب الحوار.
                    Bas du formulaire

                    بارك الله في جهودكن

                    تعليق


                    • #11
                      رد: هل تجيدين الحوار

                      جزاكِ الله خيراً موضوع شيق

                      قال الإمام الشافعي :
                      تعمدني بنصحك في انفراد ... وجنبني النصيحة في الجماعة
                      فأن النصح بين الناس نوعٌ ... من التوبيخ لا أرضى سماعه
                      فإن خالفتني وعصيت قولي ... فلا تجزع إذا لم تعط طاعة

                      تعليق


                      • #12
                        رد: هل تجيدين الحوار

                        جزاكِ الله خيرا أكثر من رائع , متابعة بإذن الله

                        تعليق


                        • #13
                          رد: هل تجيدين الحوار

                          جزاكم الله خيرا

                          صدقة جارية هنا /
                          https://forums.way2allah.com/showthread.php?t=77064


                          " رحمك الله يا والدي الغالي "


                          تعليق


                          • #14
                            رد: هل تجيدين الحوار

                            بارك الله فيكن اخواتي الفاضلات لا استحق كل هدا
                            اسال الله العظيم رب العرش العظيم من ادا اراد شيئا يقول له كن فيكون ان يرزق خالتي ام البراء الدرية الصالحة الطيبة البارة المعينة على الخير و التي ترفع راية الاسلام عاليا .وان شاء الله ستبشرينا قريبا

                            تعليق


                            • #15
                              رد: هل تجيدين الحوار

                              Haut du formulaire

                              فالحوار مهم -أيها الأحبة- من جانبين:
                              الدعوة إلى الإسلام واتباع السنة

                              الأول: من جانب دعوة الناس إلى الإسلام وإلى السنة، فتعقد حوارات مع كفار لتقنعهم بأن دين الله حق لا شك فيه، أو مع مبتدعين منحرفين عن السنة لتدعوهم إلى السنة وتأمرهم بالتزامها، والقرآن الكريم حافل بنماذج من مثل هذه الحوارات التي جرت بين أنبياء الله ورسله عليهم الصلاة والسلام مع أقوامهم، حتى إن قوم نوح قالوا لنوح: يَا نُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ [هود:32] فأكثر جدالهم حتى تبرموا من كثرة جداله لهم، والجدال نوع من الحوار على أي حال. أيها الأحبة: إننا بحاجة إلى أن نحاور أصحاب المذاهب، والنظريات، والأديان الأخرى بهدف دعوتهم إلى الله تعالى، فالحوار وسيلة من وسائل الدعوة، ولا يجوز أبداً أن تعتقدوا -كما يعتقد الكثيرون- أن العالم اليوم يعيش حالة إفلاس من النظريات، والعقائد، والمبادئ، والمثل!! بل العالم اليوم يعيش حالة تخمة في كثرة النظريات، والمبادئ، والعقائد، والمثل، والفلسفات، وصحيح أنها باطلة، ولكن هذا الركام الهائل من الباطل مدجج بأقوى أسلحة الدعوة والدعاية، ومدجج بالدعاة الذين تدربوا وتعلموا كيف يدافعون عن الباطل، حتى يصبح في نظر الناس حقاً! أما أهل الحق فبئس ما عودوا أقرانهم! فإذا اجتمع من أهل الحق خمسة وتناقشوا في مسألة خرجوا فيها بتسعة آراء، ولا حول ولا قوة إلا بالله! ثم لا يحسن هؤلاء أن يناقش بعضهم بعضاً، ولا أن يحاور بعضهم بعضاً، إلا من خلال فوهات المدافع والبنادق، أو إذا لم يملكوها فمن خلال الأفواه التي تطلق من الكلمات الحارة الجارحة ما هو أشد فتكاً من الرصاص ومن القذائف!
                              الوصول إلى اليقين الصحيح في مسائل الخلاف

                              الهدف الأول هو دعوة الكفار إلى الإسلام، أو دعوة الضالين من المبتدعة إلى السنة. أما الهدف الثاني: فهو الوصول إلى اليقين الصحيح أو الحق في مسألة اجتهادية اختلفت فيها وجهات النظر مما ليس فيه نص ولا إجماع، أي: مسألة اجتهادية اختلفت فيها أقوال العلماء أو أقوال المجتهدين وأقوال المتحدثين، فتكلم اثنان في محاورة ومناظرة للوصول إلى الحق، والمسألة ليس فيها نص صريح، وليس فيها إجماع لا يجوز تعديه، ولكنها من المسائل الاجتهادية، وليس من الضروري أيها الأخ الكريم! أن تعتقد أن نتيجة الحوار لا بد أن تكون إقناع الطرف الآخر بأن ما عندك حق وما عنده باطل، فليس هذا بلازم، وقد تقنع الإنسان بذلك، وأقل شيء تكسبه من طريقة الحوار إذا التزمت بالشروط الموضوعية للحوار؛ وأقل شيء تكسبه أن يعلم خصمك أن لديك حجة قوية، وأنك محاور جيد، وأن يأخذ انطباعاً بأنك إنسان موضوعي متعقل بعيد عن التشنج والهيجان والانفعال. وكثير من الناس يظنون أن الآخرين لا يملكون الحق، وليس عندهم شيء، وأنهم مجرد مقلدين، فإذا حاوروهم علموا أن لديهم حججاً قوية، فأقل ما تكسبه هو أن تجعل أمام مناظرك علامة استفهام! وأقل شيء تكسبه أنه صار عنده تردد في مذهبه، ففتر حماسه لدينه، وقد تلتقي بنصراني -مثلاً- داعية إلى النصرانية فتناقشه، فمحتمل أنه يسلم -وهو خير كثير، وهو أرقى وأعلى ما تتمناه- لكن هناك احتمال ألا يسلم! فهل تعتبر أنك قد خسرت؟ لا، إذا لم يُسلم فربما صار عنده تفكير في الإسلام يدعوه إلى أن يبحث ويسلم ولو بعد حين، وإذا لم يفكر بذلك فعلى الأقل صار عنده شكوك في دينه، وإذا لم يحصل هذا فعلى أقل تقدير فتر شيء من الحماس الذي كان يحمله لدينه. ونحن نجد أن المسلمين الذين يكثرون من الاحتكاك بأهل الكتاب، أو بالمنحرفين عن الإسلام، ويسمعون منهم الكثير؛ وإن لم يتركوا دينهم إلا أن حماسهم يقل ويفتر لدينهم من كثرة ما سمعوا من الأعداء حتى وهم على الحق، فما بالك بأهل الباطل إذا سمعوا نقد باطلهم! لا بد أن يفتر حماسهم له، أو يشكوا فيه أو يتراجعوا عنه.
                              Bas du formulaire

                              تعليق

                              يعمل...
                              X